باحث

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اخوتي الاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين. للامام النووي رحمه الله تعالى. يقول في باب الصدق عن ابي هريرة - 00:00:03ضَ

رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا نبي من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد ان يبني بها. ولما يبني بها. ولا احد بنى بيوتا لم - 00:00:23ضَ

ارفع سقوفها ولا احد اشترى غنما او خليفات وهو ينتظر اولادها. فغزى فدنا من القرية صلاة العصر او قريبا من ذلك. فقال للشمس انك مأمورة وانا مأمور. اللهم احبسها علينا - 00:00:45ضَ

وحبست حتى فتح الله عليه. فجمع الغنائم. فجاءت يعني النار لتأكلها فلم تطعمها وقال ان فيكم غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت يد رجل بيده. فقال فيكم الغلول قال فلتبايعني قبيلتك - 00:01:05ضَ

فلزقت يد رجلين او ثلاثة بيده. فقال فيكم الغلول فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعها فجاءت النار فاكلتها فلن تحل الغنائم لاحد قبلنا. ثم احل الله لنا الغنائم ثم احل الله لنا الغنائم لما رأى ضعفنا وعجزنا - 00:01:29ضَ

فاحلها لنا. متفق عليه يقص علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نبأ هذا النبي الكريم من انبياء بني اسرائيل عليهم الصلاة والسلام وهو يوشع ابن نون وهو فتى موسى عليه الصلاة والسلام الذي سار معه للقاء الخضر - 00:01:53ضَ

فاصبح نبيا بعد موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام. بان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشمس لم تحبس على بشر الا ليوشع. ليالي سارة الى بيت المقدس. كما رواه احمد - 00:02:22ضَ

وهنا ان هذا النبي هو الذي قال للشمس انك مأمورة فحبسها الله تعالى عليهم. فهذا النبي هو يوشع ابن نون عليه الصلاة والسلام تأمل عندما اراد ان يغزو في سبيل الله اشترط على قومه - 00:02:39ضَ

هذه الشروط التي ترجع الى الصدق. ولهذا من فقه الامام النووي رحمه الله تعالى انه ذكر هذا الحديث في باب الصدق قال لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد ان يبني بها ولما يبني بها - 00:02:58ضَ

يعني اذا ملك الرجل امرأة يعني بمعنى انه عقد عليها لكن لم يدخل بها فنفسه تكون متشوفة بهذه المرأة ويعظم همه بها وقال هذا لا يتبعني. لماذا؟ لان قلبه منصرف - 00:03:16ضَ

لهذه المرأة ثم ولا احد بنى بيوتا لم يرفع سقوفها يعني اذا بنى بيته واراد ان يسكنه ولما يسكن يعني بقي القليل فكذلك نفسه تكون متشوفة اكمال هذا البيت وسكناه - 00:03:36ضَ

قال ولا احد اشترى غنما او خليفات والخليفات جمع خليفة وهي الناقة الحامل قالوا ينتظر اولادها فكذلك نفسه تكون متشوفة بمثل هذا وهذا الاخوة آآ يدلنا على ان النفس اذا كانت مقبلة على الدنيا - 00:03:58ضَ

وتنتظر بعض الشهوات آآ النفس تكون متشوفة لها فهنا الشيطان قد يجد سبيلا الى شغل القلب عما هو عليه ولهذا قال لا يتبعني هؤلاء في الجهاد لان هؤلاء تتعلق نفوسهم بهذه الشهوات الدنيوية - 00:04:24ضَ

لا تضعف عزائمهم وربما ينكلون عن الجهاد في سبيل الله. مما يؤدي الى تخذيل باقي المجاهدين فهذا اه من فقهي هذا النبي ايضا عليه الصلاة والسلام في الجهاد في سبيل الله ولهذا هذا فيه شاهد لقول بعض السلف انما تقاتلون - 00:04:52ضَ

اعمالكم وكما قال الله تعالى ان تنصروا الله ينصركم ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم انصروا الله على انفسكم في بيوتكم في مجتمعاتكم ينصركم ويثبت اقدامكم لهذا اول ما افتتح الله تعالى سورة الصف بالصدق - 00:05:14ضَ

قال يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون فافتتح السورة بالصدق فالصدق هو الذي يثبت الانسان وكذلك يستفاد من هذا الشرط آآ ان الاقبال على الطاعة لابد فيه من - 00:05:35ضَ

الصدق مع الله اقبال القلب على الله حتى يقبل هذا العمل يبارك لصاحبه فيه ويثبت صاحبه في هذا العمل تأمل آآ هنا لما اراد ان يجاهد اشترط الا يتبعه اه لا يتبع هؤلاء الثلاثة لان قلوبهم معلقة بشيء من شهوات الدنيا - 00:05:59ضَ

وهذا يقاس عليه آآ باقي العبادات والطاعات لكن ليس معناه انه لا يقبل على الطاعة معنى هذا انه ينبغي ان يفرغ قلبه لهذه الطاعة التي يقبل عليها حتى يؤديها على الوجه الاكمل - 00:06:29ضَ

ولهذا الله تعالى قال لنبيه فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب اذا فرغت يعني من مصالح الناس في الدنيا والقيام عليها من الدعوة الى الله من الجهاد في سبيل الله. قال فارغب - 00:06:48ضَ

اه قال فاذا فرغت فانصب انصب. اتعب نفسك في طاعة الله تعالى. فهنا العبادة بعد الفراغ اه اوقع اه في النفس واه اشد وطئا على القلب في ترسيخ معاني الايمان - 00:07:03ضَ

لان القلب يكون خاليا من اه الشغل بالدنيا فهذا من اعظم ما ينبغي للمسلم ان يراعيه في عبادته لله. ان يراعي الصدق في هذا ومعنى الصدق فيها ما معنى الصدق في هذه العبادات؟ تأمل هنا ذكر النووي هذا الحديث في باب الصدق - 00:07:24ضَ

يبين لك ان الصدق في الغزو مثلا ان يكون القلب مفرغا لله تعالى. كذلك الصدق في باقي العبادات تصدق في صلاتك يعني يكون قلبك مفرغا لها. نعم الانسان لا يخلو من اعمال في حياته الدنيا. ولذلك جاءت مقدمات الصلاة لتعين - 00:07:45ضَ

المسلم على الصدق فيها تسمع الاذان تردد وراء الاذان تقوم تبكر للصلاة تتوضأ تصلي آآ قبل الصلاة ما تيسر لك مثلا تدعو الله تعالى تهيئ قلبك فاذا آآ هيأت قلبك وانشغلت - 00:08:06ضَ

قبل الصلاة بما اه هو يعني فيه تهيئة لها من ذكر وعبادة ودعاء وصلاة صدقت الله تعالى فيها باذن الله لان القلب سيتعلق بالله لان تهيأ للقائه. بخلاف الانسان الذي هو مشغول - 00:08:26ضَ

بدنيا قبل صلاته وباعماله ويسمع الاذان لا يبالي ثم آآ يقول لا يزال الوقت وهكذا الى ان يأتي على تكبيرة الاحرام او ربما تفوته الركعة والركعتين فيأتي وقلبه معلق بدنياه - 00:08:45ضَ

اول ما يكبر يتعلق قلبه بما خلفه من الدنيا هذا يعني يدلنا على اهمية الصدق في العبادة وتفريغ البال والقلب لعبادة الله جل وعلا فبذلك تعبد العبادة عند الله تعالى - 00:09:03ضَ

ثم آآ قال هنا اه لما يعني اشترط عليهم ذلك ثم غزى فدنى من القرية وبيت المقدس صلاة العصر او قريبا من ذلك. كان هذا يوم الجمعة على صلاة العصر - 00:09:22ضَ

وتعلمون ان اليهود يحرم عليهم العمل يوم السبت ويوم السبت يدخل بليلة السبت فاذا غابت الشمس وجب عليهم ان يكفوا عن الجهاد ربما يكون في هذا فرصة للعدو لان يتجهز - 00:09:43ضَ

فيكون في هذا آآ ظرر على جيشه فماذا فعل يوشع بالنون؟ انظر الى يقينه يقين عجيب فقال للشمس انك مأمورة وانا مأمور انك مأمورة. الله تعالى يأمرك ان تسيري هذا بامر الله الكوني وانا مأمور الامر الشرعي - 00:10:01ضَ

اللهم احبسها علينا. انظر الى قوة توحيده ويقيني بالله. اللهم احبسها علينا يدعو الله تعالى ان يوقف الشمس في مكانها حتى لا تغرب ويتمكن من فتح بيت المقدس تأمل لانه يعلم ويوقن ان كل شيء بامر الله. ما من حركة ولا سكون الا بامر الله - 00:10:26ضَ

حتى وصل به الحال الى ان يكلم الشمس وينادي ربه يطلب من الله ان يحبسها وان يخرق هذه السنة الكونية الان علماء الفلك يقولون ما يمكن ان توقف الشمس هكذا فترة - 00:10:52ضَ

مثلا لكن هذا ليس على الله بعزيز الله على كل شيء قدير فحبست حتى فتح الله عليه فهذا من كمال يقينه سبحان الله لان مقصوده هو ماذا مقصوده نشر عبادة الله تعالى وفتح بيت المقدس حتى يعبد الله تعالى فيه - 00:11:08ضَ

والشمس تجري لمستقر لها وهو السجود لله تعالى تحت العرش. كما جاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم. فالشمس مقصودها واحد مقصوده مقصود يوشع واحد تسبح الله وتسجد لله وهو كذلك يريد ان ينشر عبودية الله والله تعالى امرهم بدخول البيت المقدس - 00:11:34ضَ

ساجدين لله. فالمقاصد واحدة توقفت الشمس وحبست ليوشع ابن نون آآ عليه الصلاة والسلام ثم قال فجمع الغنائم فجاءت النار لتأكلها فلم تطعمها وهذا كما تعرفون الغنائم كانت محرمة على من كان قبلنا. وعلامة القبول ان تأتي نار وتحرق هذه الغنائم. وتكون هذه علامة - 00:11:58ضَ

قبول فقال ان فيكم غلولا. لان النار لم تأكل الغنائم لم تحرقها. تنزل نار من السماء سبحان الله هكذا وتحرق الغنائم لما لم تحرق الغنائم قال ان فيكم غلولا والغلول يعني الخيانة في الغنيمة يعني الاخذ من الغنيمة قبل ان تقسم - 00:12:25ضَ

او قبل ان تجمع هنا ما في قسمة الاخذ من الغنيمة قبل ان تأكلها النار فقال فليبايعني من كل قبيلة رجل هذا من اه المعجزات ان الله يكشف عن اه من غل - 00:12:46ضَ

قال فلزقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فلزقت يد رجلين او ثلاثة بيده. فقال فيكم الغلول فجاؤوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب. يعني اخذوا هذا المال - 00:13:02ضَ

ويعني ارادوا ان آآ ينتفعوا به اه تأمل كيف سبحان الله لزقت يعني يد هذين الرجلين او الثلاثة بيده وسبحان الله تأمل يعني رحمة الله بهذه الامة الله تعالى يستر على اهل المعاصي. حتى لو سرق السارق او غلى من الغنيمة - 00:13:20ضَ

لا يفضحه الله تعالى فيه آآ مجال ليتوب الى الله تعالى له فرصة ان يتوب الى الله تعالى ثم يرجع هذا المسروق او الغلول يرجعه حتى لو بدون ان يشعر صاحبه. ويتوب الى الله تعالى - 00:13:47ضَ

اذا لكن في الامم الماضية هكذا يعني هكذا صاحب المعصية قد يفضح امام يعني الناس قال فوظعها فجاءت النار فاكلتها. قال فلن تحل الغنائم لاحد قبلنا ثم احل الله لنا الغنائم لما - 00:14:04ضَ

ما رأى ضعفنا وعجزنا فاحلها لنا. متفق عليه. يعني وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الامة ان الله تعالى احل لها الغنائم. فهم يجاهدون في سبيل الله لكن يعني اذا حصلوا شيئا تبعا لذلك فيجوز لهم - 00:14:27ضَ

اخذه هذا من يعني رحمة الله تعالى علم ضعفنا وعجزنا فاغنى الله تعالى يعني المسلمين بهذه الغنائم في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا آآ يعني فهذا الحديث متفق عليه حديث عظيم في هذه القصة - 00:14:47ضَ

في هذي الابر الجليلة نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا وان يجعلنا من الصادقين في عبادته وذكره شكره نسأل الله تعالى ان يعفو عنا والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:15:08ضَ

- 00:15:28ضَ