التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين. للامام النووي رحمه الله تعالى يقول في باب المراقبة. وعن انس رضي الله عنه قال - 00:00:03ضَ
انكم لتعملون اعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر. كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات رواه البخاري وقال الموبقات المهلكات. انس رضي الله عنه عمر بعد - 00:00:23ضَ
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم توفي سنة ثنتين وتسعين للهجرة او ثلاث وتسعين للهجرة. قد جاوز المئة لان النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بالبركة في عمره وولده وماله مع مرور هذه السنوات - 00:00:43ضَ
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تغيرت شيء من الاحوال والامور وظهر شيء من في بعض امور الدين. ولهذا قال انس انكم لتعملون اعمالا هي ادق في اعينكم الشعر يعني هذا مثل الاستخفاف بهذه الذنوب والمعاصي هي ادق في اعينكم من - 00:01:03ضَ
كما ان الشعر هكذا دقيق وقليل فكذلك لا تعدونها شيئا هي ادق في اعينكم للشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. يعني من المهلكات - 00:01:33ضَ
تأمل في فقه الامام النووي رحمه الله تعالى كيف جعل هذا الاثر عن انس رضي الله عنه في باب المراقبة لان الاخوة المؤمن كلما عظم تعظيمه لله عظمت مراقبته لله يعظم ما حرم الله ولا يتهاون بمعصية من المعاصي ذلك من يعظم شعائر الله - 00:01:53ضَ
فانها من تقوى القلوب. والتقوى حقيقتها مراقبة الله تعالى. المؤمن في قلبه حساسية يتحسس من المعاصي والاثام. الاثم ما حاكى في النفس وتردد في الصدر. يشعر بقلق اضطراب فيبتعد عن الاثام لان في قلبه حياة يراقب الله تعالى ويعظم ما عظم الله - 00:02:23ضَ
ولهذا يعظم هذه المعاصي ولو كانت صغيرة في اعين الناس. كما قال بعض السلف اذا عصيت الله فلا تنظر الى المعصية ولكن انظر الى من عصيت. ولهذا ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه كما في البخاري قال ان المؤمن يرى - 00:02:54ضَ
ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل. يخاف ان يقع عليه. وان الفاجر يرى ذنوبه كذبابة ان مر على انفه هذا حال المؤمن ويقول بعض السلف علامة المراقبة ايثار دار ما انزل الله وتعظيم ما عظم الله وتصغير ما صغر الله. وهذا ينطبق تماما على الحديث الذي مع - 00:03:14ضَ
وربط بباب المراقبة. قال علامة المراقبة ايثار ما انزل الله. وتعظيم ما عظم الله ما دام ان الله تعالى حرم هذه المحرمات ونهانا عنها فعلينا ان نعظم ما عظم الله - 00:03:44ضَ
ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. واما التهاون بالمعاصي فهذه علامة ضعف الايمان. وان هذا الانسان لا يراقب الله تعالى هذا ولا يبالي بنظر الله اليه. وفي الغالب الذي يقع في المعاصي ولو كانت صغيرة. تجده اذا تهاون - 00:04:04ضَ
بها ولم يلق لها بالا تجده يصر عليها. وفي الحقيقة هذا الاصرار وهذه الاستهانة بالمعاصي تحول الصغيرة الى كبيرة. ومن هنا قال انس كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. يمكن ان تكون بعض هذه الاعمال من الصغائر - 00:04:34ضَ
لكن التهاون بها يصيرها من الموبقات المهلكات. هذا كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا مع اصرار. ولا كبيرة مع استغفار. لا صغيرة مع اصرار. الانسان اذا اصر على الصغائر هذا يحولها - 00:04:54ضَ
الى كبائر لماذا؟ لانه الان ليست المسألة في فعل الصغيرة وانما كونه يصر عليها فهذا كأنه لا يبالي بهذه آآ المعصية ويستهين بها وكأنه يستخف المعاصي وهذي امور قلبية يختلف فيها الناس ليس كل مصر مستخف او مستهين - 00:05:14ضَ
هذي امور ترجع الى ما يقوم في قلوب الناس. لكن هذه علامة خطر في الحقيقة عندما يصر الانسان على معصية ويعلم انها معصية يعلم انه يخالف امر الله بهذا ولا يبالي يقول انا ما استطيع الا ان افعل هذا - 00:05:44ضَ
ولا يبالي بامر الله فهذه تدل على مرض قلبه. وانه بعيد عن مراقبة الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من آآ الاستهانة بمحقرات الذنوب كما آآ جاء عند الامام احمد في - 00:06:04ضَ
عن سهل ابن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم ومحقرات الذنوب. فانما مثل محقر الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد. فجاء ذا بعود وذا بعود. حتى جمعوا ما انضجوا به خبزهم - 00:06:24ضَ
انظر الى هذه النار كيف اصبحت نارا عظيمة باعواد يسيرة ضعيفة هكذا محقرات الذنوب. قال وان محقرات متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه. وان محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه - 00:06:44ضَ
يعني احيانا لا يؤخذ بها الانسان. لماذا؟ لانهن ما كان يصر عليها. واذا وقع في ذنب يستغفر الله. وهكذا لكن الانسان خطاء يتوب الى الله. اما الذي يصر ويعاند ويكابر ويستهين ويستخف. هذا الذي يؤاخذ بها - 00:07:08ضَ
هذا الذي تهلكه ولهذا على المسلم ان يتقي الله تعالى في هذه الذنوب والمعاصي التي يتهاون بها وايضا ثبت عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها اياك ومحقرات الذنوب فان لها من الله طالبا - 00:07:29ضَ
ويقول اه ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه ان الرجل ليعمل الحسنة فيثق بها وينسى المحقرات فيلقى الله وقد احاطت به. تأمل يعمل الحسنة ويثق بها. هذا مرض في قلبه - 00:07:51ضَ
انه يعتمد على اعماله ويعجب بعمله. وينسى المحقرات. فيلقى الله تعالى وقد احاطت به قال وان الرجل ليعمل السيئة فلا يزال منها مشفقا حتى يلقى الله امنا. انظر العبرة ما يقوم في القلوب بما يقوم في القلوب من خوف لله تعالى. يعمل السيئة لكنه لا يزال مشفقا منها. ويندم ويتوب - 00:08:11ضَ
ويتوب ويعود وكذلك انه على خير. يجاهد نفسه وهو صادق في توبته. ليس متهاونا. فهذا آآ يرجى له المغفرة والرحمة. فاذا هذه مسألة عظيمة ولذلك الاخوة الاخوات علينا ان ننتبه لانفسنا لا سيما في هذا الزمان الذي في الحقيقة وبكل صراحة كثر فيه - 00:08:41ضَ
استخفاف الناس بالمعاصي. الله يقول تلك حدود الله فلا تقربوها. قل تلك حدود الله فلا تعتدوها بعض الناس تجده يستخف بالغيبة واذا ذكرته بالله قلت هذه يجوز لك ان تذكر فلانا؟ يقول انا امزح واصبحت الغيبة فاكهة المجالس وللاسف نسأل الله ان يتوب علينا - 00:09:11ضَ
بعض الناس يستهين بالحلف بغير الله. بعض الناس يستهين بالحلف بالله كذبا. بعض الناس بسماع الموسيقى والاغاني المحرمة. ويقول هذا مما جرت به العادة اليوم في زماننا وبعض الناس يستهين تأخير وقت الصلاة ينام عن صلاة الفجر الى ان تطلع الشمس ولا كأنه فعل شيئا. يضبط - 00:09:41ضَ
الساعة على موعد الدوام حتى لا تفوته ولا دقيقة في وظيفته لكن يضيع صلاة الفجر ويصليها بعد ان طلوع الشمس وهذي كبيرة وموبقة من الموبقات. بعض النساء تتهاون في مسألة التبرج. نعم. الله تعالى - 00:10:11ضَ
قال ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها على تفسير اكثر الصحابة الوجه والكفين. لكن تتهاون بعض النساء هذا وان الله تعالى في ظهور الشعر مقدمة الشعر واذا رفعت يدها يعني هكذا يعني تظهر يدها الى المرفق - 00:10:31ضَ
تخرج وقد وضعت المكياج مثلا. وهذا كله من المحرمات تهاون بها النساء ولا تبالي وكذلك يعني التهاون في عقوق الوالدين في رفع الصوت في النظر الحاد الى الوالدين في عدم المبالغة - 00:10:51ضَ
بهما يتهاون بعض الناس اه في حق زوجته عليه. فلا يبالي بحقوقها. ويكون قاسيا ظالما لا يعطيها حقها. وفي المقابل ايظا تتهاون بعظ النساء بحق زوجها عليها. ولا تسمع له - 00:11:11ضَ
ولا تطيع وتفعل ما تشاء. وبعض الناس يتهاون في النظر الى عورات النساء. ينظر الى امرأة متبرجة فلا يغض البصرة وكذلك المرأة تنظر الى رجل وقد يقوم في قلبها شيء ولا تغض بصرها. وهكذا - 00:11:31ضَ
يعني تهاون بالمعاصي. تهاون بعض الناس بالدخان. واذا ذكرت بالله قال لك هذا مكروه ليس حراما. مع انه خبيث الله تعالى حرم الخبائث في كتابه ويخادع نفسه وبعض الناس يتهاون في حلق اللحية - 00:11:51ضَ
انا اقول من ابتلي بشيء من هذا على الاقل ما يحلق بالموس لان الحلق نص العلماء على انه محرم وشددوا فيه لكن اذا ترك شيئا من اللحية حتى لو اخذ منها وخففها فالامر هين. يعني هذا مما اجازه كثير من العلماء. اما الحلق هذا فيتهون فيه - 00:12:11ضَ
الناس اليوم للاسف وهكذا معاصي كثيرة تجد الناس يتهاونون فيها ولا يبالون بها ثم اه يصرون عليها هذا الاشكال الاصرار على المعصية ويراها كانها كما قال انس انكم دون اعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر. كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. والله - 00:12:31ضَ
والله لو ان هذا العاصي اعترف بذنبه وقال انا اعرف اني مذنب واني عاصي والله يتوب علي والله يغفر لي بدون تهاون بدون اصرار هذا خير حتى لو يعني كان عنده شيء من الاستمرار عليها لكنه يعني يحاول يعترف بذنبه - 00:13:01ضَ
اما ان يحتج بما عليه الناس اليوم يقول كل الناس يفعلون هذا ولماذا انت تشدد علينا ولماذا كل شيء في الدين حرام وهذا غير صحيح بالعكس الدين الحمد لله دائرة المباح والحلال واسعة - 00:13:21ضَ
وهذا المذنب العاصي هو الذي ظيق على نفسه بهذه المعاصي. ثم هذه المعاصي تجر الى الكبائر. هي الاصرار عليها كبيرة واذا استمر على المعاصي واصر عليها ربما تأخذ به الى كبائر الذنوب - 00:13:37ضَ
فنسأل الله تعالى ان يعفو عنهم كثير من هذه المعاصي ليست من باب الصغائر يعني عقوق الوالدين كبيرة الكذب كبيرة الحلف بغير الله كبيرة الحلف بالله كذبا كبيرا كبيرة. طيب كل هذي كبائر. ومع ذلك يصر عليها الانسان. فعلينا ان نتوب الى الله تعالى ونسأل الله تعالى ان يغفر لنا - 00:13:57ضَ
ويرحمه وان يعفو عنا وهذا كله راجع الى صلاح القلب والله لو صلحت قلوبنا بتعظيم الله ومراقبته لما استهان واحد منا بمعصية من المعاصي. فعلينا ان نعظم ما عظم الله. هذه علامة حياة القلوب. علامة المراقبة - 00:14:17ضَ
لله جل وعلا. والله لو ان الواحد منا على ذنب من هذه الذنوب التي يستحي ان يظهرها امام بعض الناس ربما اذا دخل عليك كبير قوم او مسؤول كبير او حاكم او عالم تقدره تستحي وتكف - 00:14:37ضَ
عن هذه الفعلة التي اه لا ترضاها امام الناس فكيف ترضاها امام الله تعالى؟ والله يراك حيثما كنت. نسأل الله تعالى ان يحيي قلوبنا وان يصلح اعمالنا وجوارحنا. نسأل الله تعالى ان يعفو عنا. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:14:57ضَ
على اله وصحبه اجمعين - 00:15:22ضَ