الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب بر الوالدين وصلة الارحام عن ابي ذر رضي الله تعالى عنه انه قال - 00:00:00
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انكم ستفتحون ارضا يذكر فيها القيراط. وفي رواية ستفتحون مسرى هي ارض يسمى فيها القيراط. فاستوصوا باهلها خيرا فان لهم ذمة ورحما. وفي رواية - 00:00:19
فاذا افتتحتموها فاحسنوا الى اهلها. فان لهم ذمة ورحما وفي رواية او قال ذمة وصهرا رواه مسلم هذا الحديث الشريف حديث ساقه المؤلف رحمه الله لبيان عظيم حق الرحم فان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:39
اخبر بان المسلمين سيفتحون مصر وصفها صلى الله عليه وسلم بما اشتهر فيها من ذكر القيراط. والقيراط هو جزء من الدراهم والدنانير وهو ايضا يطلق على امور اخرى و قيل انه لفظ يشيع بينهم على استعمال خاص - 00:01:01
وعلى كل حال فالمقصود بالحديث هو ان هذه البلاد يكثر فيها ذكر القيراط وليس معنى هذا انه لا يذكر في غيرها ثم في الرواية الاخرى ذكر صلى الله عليه وسلم فتح مصر - 00:01:34
بالاسم فانه في الرواية السابقة قال انكم ستفتحون ارضا وذكر وصفها او ذكر ما يشتهر فيها وفي الرواية الاخرى ذكر صلى الله عليه وسلم انهم يفتحون مصر فسمى الاقليم او الارض او البلاد. ثم ذكر صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:01:51
ما اوصى به اصحابه فقال فاستوصوا باهلها خيرا فان لهم رحما وذمة. وفي رواية اخرى قال فاذا افتتحتموها فاحسنوا الى اهلها. اي هذا معنى وصيته صلى الله عليه وسلم باهلها خيرا وهو الاحسان اليهم. في كلا الصورتين ذكر سبب ذلك - 00:02:15
الامر والتوجيه النبوي بالاحسان الى اهل هذه البلاد وهي مصر المعروفة بان لهم ذمة ورحما. اما الذمة فالمقصود بالذمة الاحترام. اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال ذلك لم يكن لاهل مصر ذمة اي عهد. انما المراد بالذمة - 00:02:42
ترامب الذي سببه ما ذكره بعد ذلك في قوله ورحمه. فقوله ورحم هذا من باب عطف آآ الشيء آآ على آآ ما يقتضيه آآ فهو عطف الرحم على الذمة لان الرحم تقتضي احتراما فذكر ذلك صلى الله عليه وعلى اله وسلم في سياق واحد - 00:03:06
ان هذه الرحم التي اثبتها النبي صلى الله عليه وسلم لاهل هذا النصر لاهل هذه الجهة هي ان هاجر ام اسماعيل كانت منهم فكانت من القبط. وفي رواية اخرى قيل وصهرا اي - 00:03:36
وقرابة من جهة النكاح. فالناس في قراباتهم على نحوين. اما بالنسب وهي الرحم واما بالصهر وهي العلاقة الناشئة عن عقد النكاح. كما قال تعالى الذي خلق من وهو الذي خلق من الماء بشرا - 00:03:56
فجعله نسبا وصهرا. فالنبي صلى الله عليه وسلم اوصى باهل مصر جميعا وذكر سبب ذلك وهو ان مالهم من الذمة والرحم. الحديث هذا فيه جملة من الفوائد من فوائده علامة واية من ايات النبي صلى الله عليه وسلم دالة على نبوته فانه اخبر بامر لم يكن فكان كما اخبر به صلى الله عليه - 00:04:16
وسلم من فتح مصر. وفيه من الفوائد ان الاراضي تشتهر وتعرف وتميز بما اشتهر فيها سواء كان ذلك الاقوال او كان ذلك في الاعمال او في المعاملات. وبه تتميز البلدان - 00:04:44
فان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات لم يذكر اسم هذه البلد انما ذكر ما انتشر فيها وشاع. وفيه الوصية من يستحق الوصية بالخير. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال استوصوا باهلها خيرا. وفي الرواية الاخرى قال - 00:05:01
فاحسنوا الى اهلها وبه يعلم ان الوصية تقتضي العناية تقتضي الاحسان وهذا اعلى ما يكون من آآ لزوم الوصية املي بها وفيه ان الرحم لها حق وهذا الحق لا يختص بالرحم المباشر بل بابعد من ذلك فان ام اسماعيل - 00:05:21
هي ام العرب المستعربة. فاثبت النبي صلى الله عليه وسلم لاهل هذه البلاد حقا بهذا السبب. وهو حق الوصية لهم بالخير واثبت لهم احتراما بسبب هذا الوصل وقيل ان السبب هو ما كان من شأن ماريا التي اهديت اليه صلى الله عليه وسلم اهداها - 00:05:46
مصر فكان له منها ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهو ابنه آآ الذي مات صغيرا وحزن عليه النبي صلى الله وسلم في قوله آآ وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون. والشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم اثبت للرحم - 00:06:12
فضلا وحقا عاما. وبه يعلم ان حق ذوي الرحم لا يقتصر على الرحم القريبة. بل ثمة حق يتميز به من ينتسب اليهم اه الشخص ولو كانوا على نحو من البعد كما - 00:06:32
ترى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في شأن اهل مصر وهذا حق واسع وهو الاحسان والاحسان يكون في الاصل في الانسان بالخلق كلهم ولكن يتدرج هذا الاحسان على حسب القرب وسبب الصلة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:54
في جواب من ابر؟ قال امك واباك ثم اختك واخاك ثم ادناك فادناك ويتفاوت الناس في حق الاحسان والوصية بقدر ما يكون لهم من القرب. وفيه من الفوائد اثبات حق الاسحار فان النبي صلى الله عليه وسلم قال فان لهم ذمة وصهرا وهذا اثبات - 00:07:14
حق للحق لحق المصاهرة. وذلك بالاحسان اليهم لكنه دون حق الرحم بالتأكيد وانما هو حق بهذه الصلة والنبي صلى الله عليه وسلم قد اثبت اجرا في الاحسان الى من يصلهم بالانسان صلة ولو كانت - 00:07:42
بالصهر دون الرحم. فما كان اقرب وهي الرحم كان اولى بالاحسان والقرابة. ففي حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه في قصة زينب الثقافية حيث سألت النبي صلى الله عليه وسلم ايجزئ عنها ان تجعل صدقتها في زوجها وايتام في - 00:08:02
اجرها وقيل الايتام الذين في حجرها من جهة عبدالله بن مسعود زوجها وقيل من جهة قراباتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها اجران اجر القرابة في انفاقها على زوجها وعلى او في صدقتها على زوجها وعلى ولدها او على ايتام - 00:08:22
من جهة عبد الله بن مسعود او من جهة اه اقاربها اه واه اجر الصدقة فاثبت لها اجران وهذا يثبت ان قرابات لصلة قرابات الزوج اجرا يثبت لان قرابات يثبت لان صلة اه قرابات الزوج اه اه اجرا وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم اه - 00:08:42
اهلها اجران اجر القرابة واجر الصدقة. وهنا قال صلى الله عليه وسلم فان لهم ذمة وصهرا. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:09:12
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب بر الوالدين وصلة الارحام عن ابي ذر رضي الله تعالى عنه انه قال - 00:00:00
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انكم ستفتحون ارضا يذكر فيها القيراط. وفي رواية ستفتحون مسرى هي ارض يسمى فيها القيراط. فاستوصوا باهلها خيرا فان لهم ذمة ورحما. وفي رواية - 00:00:19
فاذا افتتحتموها فاحسنوا الى اهلها. فان لهم ذمة ورحما وفي رواية او قال ذمة وصهرا رواه مسلم هذا الحديث الشريف حديث ساقه المؤلف رحمه الله لبيان عظيم حق الرحم فان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:39
اخبر بان المسلمين سيفتحون مصر وصفها صلى الله عليه وسلم بما اشتهر فيها من ذكر القيراط. والقيراط هو جزء من الدراهم والدنانير وهو ايضا يطلق على امور اخرى و قيل انه لفظ يشيع بينهم على استعمال خاص - 00:01:01
وعلى كل حال فالمقصود بالحديث هو ان هذه البلاد يكثر فيها ذكر القيراط وليس معنى هذا انه لا يذكر في غيرها ثم في الرواية الاخرى ذكر صلى الله عليه وسلم فتح مصر - 00:01:34
بالاسم فانه في الرواية السابقة قال انكم ستفتحون ارضا وذكر وصفها او ذكر ما يشتهر فيها وفي الرواية الاخرى ذكر صلى الله عليه وسلم انهم يفتحون مصر فسمى الاقليم او الارض او البلاد. ثم ذكر صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:01:51
ما اوصى به اصحابه فقال فاستوصوا باهلها خيرا فان لهم رحما وذمة. وفي رواية اخرى قال فاذا افتتحتموها فاحسنوا الى اهلها. اي هذا معنى وصيته صلى الله عليه وسلم باهلها خيرا وهو الاحسان اليهم. في كلا الصورتين ذكر سبب ذلك - 00:02:15
الامر والتوجيه النبوي بالاحسان الى اهل هذه البلاد وهي مصر المعروفة بان لهم ذمة ورحما. اما الذمة فالمقصود بالذمة الاحترام. اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال ذلك لم يكن لاهل مصر ذمة اي عهد. انما المراد بالذمة - 00:02:42
ترامب الذي سببه ما ذكره بعد ذلك في قوله ورحمه. فقوله ورحم هذا من باب عطف آآ الشيء آآ على آآ ما يقتضيه آآ فهو عطف الرحم على الذمة لان الرحم تقتضي احتراما فذكر ذلك صلى الله عليه وعلى اله وسلم في سياق واحد - 00:03:06
ان هذه الرحم التي اثبتها النبي صلى الله عليه وسلم لاهل هذا النصر لاهل هذه الجهة هي ان هاجر ام اسماعيل كانت منهم فكانت من القبط. وفي رواية اخرى قيل وصهرا اي - 00:03:36
وقرابة من جهة النكاح. فالناس في قراباتهم على نحوين. اما بالنسب وهي الرحم واما بالصهر وهي العلاقة الناشئة عن عقد النكاح. كما قال تعالى الذي خلق من وهو الذي خلق من الماء بشرا - 00:03:56
فجعله نسبا وصهرا. فالنبي صلى الله عليه وسلم اوصى باهل مصر جميعا وذكر سبب ذلك وهو ان مالهم من الذمة والرحم. الحديث هذا فيه جملة من الفوائد من فوائده علامة واية من ايات النبي صلى الله عليه وسلم دالة على نبوته فانه اخبر بامر لم يكن فكان كما اخبر به صلى الله عليه - 00:04:16
وسلم من فتح مصر. وفيه من الفوائد ان الاراضي تشتهر وتعرف وتميز بما اشتهر فيها سواء كان ذلك الاقوال او كان ذلك في الاعمال او في المعاملات. وبه تتميز البلدان - 00:04:44
فان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات لم يذكر اسم هذه البلد انما ذكر ما انتشر فيها وشاع. وفيه الوصية من يستحق الوصية بالخير. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال استوصوا باهلها خيرا. وفي الرواية الاخرى قال - 00:05:01
فاحسنوا الى اهلها وبه يعلم ان الوصية تقتضي العناية تقتضي الاحسان وهذا اعلى ما يكون من آآ لزوم الوصية املي بها وفيه ان الرحم لها حق وهذا الحق لا يختص بالرحم المباشر بل بابعد من ذلك فان ام اسماعيل - 00:05:21
هي ام العرب المستعربة. فاثبت النبي صلى الله عليه وسلم لاهل هذه البلاد حقا بهذا السبب. وهو حق الوصية لهم بالخير واثبت لهم احتراما بسبب هذا الوصل وقيل ان السبب هو ما كان من شأن ماريا التي اهديت اليه صلى الله عليه وسلم اهداها - 00:05:46
مصر فكان له منها ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهو ابنه آآ الذي مات صغيرا وحزن عليه النبي صلى الله وسلم في قوله آآ وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون. والشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم اثبت للرحم - 00:06:12
فضلا وحقا عاما. وبه يعلم ان حق ذوي الرحم لا يقتصر على الرحم القريبة. بل ثمة حق يتميز به من ينتسب اليهم اه الشخص ولو كانوا على نحو من البعد كما - 00:06:32
ترى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في شأن اهل مصر وهذا حق واسع وهو الاحسان والاحسان يكون في الاصل في الانسان بالخلق كلهم ولكن يتدرج هذا الاحسان على حسب القرب وسبب الصلة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:54
في جواب من ابر؟ قال امك واباك ثم اختك واخاك ثم ادناك فادناك ويتفاوت الناس في حق الاحسان والوصية بقدر ما يكون لهم من القرب. وفيه من الفوائد اثبات حق الاسحار فان النبي صلى الله عليه وسلم قال فان لهم ذمة وصهرا وهذا اثبات - 00:07:14
حق للحق لحق المصاهرة. وذلك بالاحسان اليهم لكنه دون حق الرحم بالتأكيد وانما هو حق بهذه الصلة والنبي صلى الله عليه وسلم قد اثبت اجرا في الاحسان الى من يصلهم بالانسان صلة ولو كانت - 00:07:42
بالصهر دون الرحم. فما كان اقرب وهي الرحم كان اولى بالاحسان والقرابة. ففي حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه في قصة زينب الثقافية حيث سألت النبي صلى الله عليه وسلم ايجزئ عنها ان تجعل صدقتها في زوجها وايتام في - 00:08:02
اجرها وقيل الايتام الذين في حجرها من جهة عبدالله بن مسعود زوجها وقيل من جهة قراباتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها اجران اجر القرابة في انفاقها على زوجها وعلى او في صدقتها على زوجها وعلى ولدها او على ايتام - 00:08:22
من جهة عبد الله بن مسعود او من جهة اه اقاربها اه واه اجر الصدقة فاثبت لها اجران وهذا يثبت ان قرابات لصلة قرابات الزوج اجرا يثبت لان قرابات يثبت لان صلة اه قرابات الزوج اه اه اجرا وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم اه - 00:08:42
اهلها اجران اجر القرابة واجر الصدقة. وهنا قال صلى الله عليه وسلم فان لهم ذمة وصهرا. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:09:12