الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي في رياض الصالحين في باب بر الوالدين وصلة الرحم - 00:00:00
عن ابي ايوب خالد بن زيد الانصاري رضي الله تعالى عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اخبرني بما يدخلني الجنة ويبعدني عن النار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تعبد الله لا تشرك به شيئا. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم متفق عليه - 00:00:15
هذا الحديث الشريف له قصة ذكرها البخاري ومسلم ذاك ان اعرابيا عربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر فاخذ بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم او بزمامها فقال يا رسول الله او يا محمد - 00:00:45
اخبرني بما يقربني من الجنة وما وما يباعدني من النار فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نظر الى اصحابه اي لم يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم في اجابة سؤاله ثم نظر الى اصحابه فقال لهم لقد وفق - 00:01:08
او لقد هدي وهذا فيه لفت انظارهم الى عظيم المسألة والى ما وفق اليه هذا الاعرابي في سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يقربه من الجنة او يدخله الجنة ويبعده من النار - 00:01:30
فقال له صلى الله عليه وسلم كيف قلت قال ابو ايوب فعاد الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم سؤاله وهو قوله اخبرني بما يدخلني الجنة ويبعدني عن النار ثم اجاب النبي صلى الله عليه وسلم على سؤاله بذكر اربعة اعمال - 00:01:49
فقال صلى الله عليه وسلم تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وهذا هو التوحيد الذي لا يصلح عمل الا به. ولا يصلح ايمان الا به ولا يستقيم دين الا به فهو الاصل الذي - 00:02:17
تستقيم به الاعمال وتقبل وتصلح به ديانة الانسان ويستقيم ايمانه واسلامه. فلا دين ولا اسلام ولا ايمان الا بافراد الله تعالى بالعبادة الا بعبادة الله وحده لا شريك له. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم تعبد الله لا تشرك به شيئا. اي - 00:02:33
بالعبادة فتحق معنى لا اله الا الله بقلبك محبة لله وتعظيما وتخرج منه كل محبة وتعظيم لغير الله عز وجل مما يعبده الناس من المعبودات سوى الله جل وعلا كما قال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. وهذه القضية - 00:02:58
يقر بها جميع اهل الاسلام لكن كثيرا منهم يجهلون حقيقة عبادة الله فيظن الظان ان عبادة الله هي ان تصلي وان تصوم وان تطيعه في فروع الشريعة تفاصيل الاحكام ويغفل عن ان اصل العبادة هي - 00:03:26
الاقرار لله تعالى بالتوحيد الذي يقتضي ان يقر الانسان بان الله ربه وانه اله الذي لا يعبد سواه وانه لا يستحق العبادة غيره جل في علاه. فقد قال سبحانه وتعالى فمن يكفر بالطاغوت - 00:03:50
ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. هذا هو الاصل الذي ينبغي ان يتضح لكل احد هو معنى لا اله الا الله اي لا يستحق العبادة سواه لا معبود حق الا الله. فلا يعبد الا الله ولا يحب الا الله ولا يعظم الا الله - 00:04:10
ولا يسجد ولا ينذر ولا يذبح ولا يحلف الا بالله عز وجل الا والا له سبحانه وبحمده. فينبغي للمؤمن ان يعرف انا هذه العبادة العظيمة وهذه الكلمة الجليلة التي دل عليها النبي صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشرك به شيئا. فمن عبد الله - 00:04:30
واشرك معه غيره من ملك او نبي او رسول او صالح او غير ذلك مما يعبد من دون الله تعالى من انس او جن وحيوان او جماد فانه لم يحقق العبادة لله. اذ العبادة لله لا تكون الا - 00:04:50
الا بابطال كل ما يعبد سواه ان تعبد الله وحده لا شريك له. فقال له تعبد الله لا تشرك به شيئا لا في قلبك ولا في قولك ولا في عملك - 00:05:10
ثم قال وتقيم الصلاة وهذا ثاني المذكورات واقامة الصلاة هي الاتيان بها على الوجه الذي امر الله تعالى به فلا يقيم العبد صلاة الا ان يمتثل ما امر الله تعالى به في الصلاة وما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها - 00:05:23
وما شرعه فيها فان الصلاة لا تقوم لاحد الا بان يقيم اركانها وشروطها وواجباتها ويجتهد بعد ذلك في تطوعاتها وسننها وادابها. ولا يكون مقيما للصلاة الا من ادامها وحافظ عليها جعلنا الله - 00:05:43
او تعالى واياكم ممن هم على صلاتهم دائمون ممن هم على صلاتهم يحافظون. ممن هم سالمون من الغفلة عن صلاتهم وتضييعها ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وتؤتي الزكاة اي وتخرج ما فرض الله تعالى عليك من زكاة مالك - 00:06:07
هذا هو الامر الثالث الذي يدخل الجنة ويبعد من النار ان تباعد نفسك عن البخل الذي يمنعك من اداء الواجب في مالك. بايتاء الزكاة. فتؤتي الزكاة اي تدفعها على الوجه الذي امر الله تعالى به. وقد فرض - 00:06:27
تعال الزكاة في اموال وظربها وفق شروط وبقدر محدد وبين في كتابه مصارفها اين توضع؟ فينبغي للمؤمن ان يلاحظ ذلك جميع حتى يحقق ما ذكر صلى الله عليه وسلم وتؤتي الزكاة. اما العمل - 00:06:49
الذي ذكره قال وتصل الرحم اي وتصل رحمك التي امرت بوصلها. فان النبي صلى الله عليه وسلم جاء بكل فضيلة ومن اعظم الفضائل التي جاء بها اعطاء ذوي الحقوق حقوقهم ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. ومن ذلك صلة الارحام والرحم هم كل من بينك وبين - 00:07:09
له قرابة في الاصل قريبة او بعيدة. والصلة لهم متفاوتة على حسب مراتب ودرجات وقرب الصلة و صلتهم تكون بكل احسان وادنى ذلك ترك المهاجرة. ادنى ما يتحقق به صلة الرحم ترك المهاجرة. ترك - 00:07:33
هاجر بمعنى ان لا تقطع صلة رحمك. ثم بعد ذلك مراتب ودرجات وآآ آآ ما ينبغي ان حافظ عليه الانسان من السبق الى الاحسان وبذلك يدرك المراتب العالية والمنازل الرفيعة في صلة الرحم - 00:07:55
ثم قال له صلى الله عليه وسلم بعد ان علمه ما علمه دع الناقة يعني اتركها لانه كان قد اخذ بزمامها. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:08:15
على معرفة ما يقرب الى الجنة وما يبعد من النار. وبهذا يعلم ان كل ما جاءت به الشريعة هو دائر على هذه مقصدين ان تدنو من الجنة وان تدخلها جعل جعلها الله تعالى واياكم من اهلها وان نبعد عن النار وان وان نتقيها. وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:33
لم تعددت الاجابات على من سأله هذه المسألة وكل تلك الاجابات مطابقة للواقع من جهة مناسبتها للسائلين ومناسبتها للاحوال ومناسبتها للزمان وفي كل مما اجاب النبي صلى الله عليه وسلم خير فهو الذي اوتي جوامع - 00:08:57
الكلم وهو البصير بما يصلح به حال السائلين. وفيه من الفوائد عظيم مقام التوحيد حيث قدمه النبي صلى الله عليه وسلم على سائر العمل. فانه رأس العمل واصله الذي لا يستقيم دين ولا ايمان الا به - 00:09:22
فالاسلام لا يقوم الا على عبادة الله وحده لا شريك له وهي دعوة جميع المرسلين. صلوات الله وسلامه عليهم. ولذلك كان يبعث من يبعث ممن يأمرهم بالدعوة الى الله تعالى ويعلمهم ان يسألوا الناس وان يعلموهم اول ما يعلموهم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول - 00:09:41
والله وكذلك فيه عظيم مقام الصلاة وقدرها. فان اقامة الصلاة من اسباب دخول الجنة. وفيه ان ايتاء الزكاة من اسباب دخول الجنة ودخول الجنة بمجموع هذه الاعمال التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه عظيم مقام صلة الرحم - 00:10:01
وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم في بيانه يجيب السائلين على وفق ما تقتضيه الحاجة او ما يناسب السائل او ما الزمان فلم يذكر الحج. قيل لم يذكر الحج لانه كان حاجا. وقيل لم يذكر الصوم لانه لم يكن زمانه - 00:10:22
وقد دنا او قرب فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما تدعو اليه الحاجة وما يشتغل به في زمانه وقيل في سبب تخصيص صلة الرحم دون سائر الاعمال ان النبي صلى الله عليه وسلم علم من حال السائل انه محتاج الى - 00:10:42
التنبيه الى هذا الاصل والذي يظهر والله تعالى اعلم ان صلة الرحم لا تقل شأنا عن بقية الاعمال الصالحة ولذلك ذكره صلى الله عليه وسلم على وجه التأكيد لهذا المعنى. بغض النظر عن حال السائل. ولهذا كان اول ما دعا اليه النبي صلى الله عليه وسلم في - 00:11:02
امر به قريشا في اول دعوته الصلة. كما جاء ذلك في حديث ابي سفيان رضي الله تعالى عنه في جوابه هرقل لما سأله الى ماذا يدعوكم قال يقول اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول اباؤكم ويأمرونا بالصلاة والصدق - 00:11:22
والعفاف والصلة فالصلة من اصول ما كان يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم اذ انه بعث لاتمام صالح الاخلاق ومن اصول صالح الاخلاق ان يحسن الانسان الى ذوي رحمه. من والدين وسائر القرابات - 00:11:47
والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:12:10
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي في رياض الصالحين في باب بر الوالدين وصلة الرحم - 00:00:00
عن ابي ايوب خالد بن زيد الانصاري رضي الله تعالى عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اخبرني بما يدخلني الجنة ويبعدني عن النار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تعبد الله لا تشرك به شيئا. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم متفق عليه - 00:00:15
هذا الحديث الشريف له قصة ذكرها البخاري ومسلم ذاك ان اعرابيا عربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر فاخذ بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم او بزمامها فقال يا رسول الله او يا محمد - 00:00:45
اخبرني بما يقربني من الجنة وما وما يباعدني من النار فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نظر الى اصحابه اي لم يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم في اجابة سؤاله ثم نظر الى اصحابه فقال لهم لقد وفق - 00:01:08
او لقد هدي وهذا فيه لفت انظارهم الى عظيم المسألة والى ما وفق اليه هذا الاعرابي في سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يقربه من الجنة او يدخله الجنة ويبعده من النار - 00:01:30
فقال له صلى الله عليه وسلم كيف قلت قال ابو ايوب فعاد الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم سؤاله وهو قوله اخبرني بما يدخلني الجنة ويبعدني عن النار ثم اجاب النبي صلى الله عليه وسلم على سؤاله بذكر اربعة اعمال - 00:01:49
فقال صلى الله عليه وسلم تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وهذا هو التوحيد الذي لا يصلح عمل الا به. ولا يصلح ايمان الا به ولا يستقيم دين الا به فهو الاصل الذي - 00:02:17
تستقيم به الاعمال وتقبل وتصلح به ديانة الانسان ويستقيم ايمانه واسلامه. فلا دين ولا اسلام ولا ايمان الا بافراد الله تعالى بالعبادة الا بعبادة الله وحده لا شريك له. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم تعبد الله لا تشرك به شيئا. اي - 00:02:33
بالعبادة فتحق معنى لا اله الا الله بقلبك محبة لله وتعظيما وتخرج منه كل محبة وتعظيم لغير الله عز وجل مما يعبده الناس من المعبودات سوى الله جل وعلا كما قال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. وهذه القضية - 00:02:58
يقر بها جميع اهل الاسلام لكن كثيرا منهم يجهلون حقيقة عبادة الله فيظن الظان ان عبادة الله هي ان تصلي وان تصوم وان تطيعه في فروع الشريعة تفاصيل الاحكام ويغفل عن ان اصل العبادة هي - 00:03:26
الاقرار لله تعالى بالتوحيد الذي يقتضي ان يقر الانسان بان الله ربه وانه اله الذي لا يعبد سواه وانه لا يستحق العبادة غيره جل في علاه. فقد قال سبحانه وتعالى فمن يكفر بالطاغوت - 00:03:50
ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. هذا هو الاصل الذي ينبغي ان يتضح لكل احد هو معنى لا اله الا الله اي لا يستحق العبادة سواه لا معبود حق الا الله. فلا يعبد الا الله ولا يحب الا الله ولا يعظم الا الله - 00:04:10
ولا يسجد ولا ينذر ولا يذبح ولا يحلف الا بالله عز وجل الا والا له سبحانه وبحمده. فينبغي للمؤمن ان يعرف انا هذه العبادة العظيمة وهذه الكلمة الجليلة التي دل عليها النبي صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشرك به شيئا. فمن عبد الله - 00:04:30
واشرك معه غيره من ملك او نبي او رسول او صالح او غير ذلك مما يعبد من دون الله تعالى من انس او جن وحيوان او جماد فانه لم يحقق العبادة لله. اذ العبادة لله لا تكون الا - 00:04:50
الا بابطال كل ما يعبد سواه ان تعبد الله وحده لا شريك له. فقال له تعبد الله لا تشرك به شيئا لا في قلبك ولا في قولك ولا في عملك - 00:05:10
ثم قال وتقيم الصلاة وهذا ثاني المذكورات واقامة الصلاة هي الاتيان بها على الوجه الذي امر الله تعالى به فلا يقيم العبد صلاة الا ان يمتثل ما امر الله تعالى به في الصلاة وما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها - 00:05:23
وما شرعه فيها فان الصلاة لا تقوم لاحد الا بان يقيم اركانها وشروطها وواجباتها ويجتهد بعد ذلك في تطوعاتها وسننها وادابها. ولا يكون مقيما للصلاة الا من ادامها وحافظ عليها جعلنا الله - 00:05:43
او تعالى واياكم ممن هم على صلاتهم دائمون ممن هم على صلاتهم يحافظون. ممن هم سالمون من الغفلة عن صلاتهم وتضييعها ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وتؤتي الزكاة اي وتخرج ما فرض الله تعالى عليك من زكاة مالك - 00:06:07
هذا هو الامر الثالث الذي يدخل الجنة ويبعد من النار ان تباعد نفسك عن البخل الذي يمنعك من اداء الواجب في مالك. بايتاء الزكاة. فتؤتي الزكاة اي تدفعها على الوجه الذي امر الله تعالى به. وقد فرض - 00:06:27
تعال الزكاة في اموال وظربها وفق شروط وبقدر محدد وبين في كتابه مصارفها اين توضع؟ فينبغي للمؤمن ان يلاحظ ذلك جميع حتى يحقق ما ذكر صلى الله عليه وسلم وتؤتي الزكاة. اما العمل - 00:06:49
الذي ذكره قال وتصل الرحم اي وتصل رحمك التي امرت بوصلها. فان النبي صلى الله عليه وسلم جاء بكل فضيلة ومن اعظم الفضائل التي جاء بها اعطاء ذوي الحقوق حقوقهم ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. ومن ذلك صلة الارحام والرحم هم كل من بينك وبين - 00:07:09
له قرابة في الاصل قريبة او بعيدة. والصلة لهم متفاوتة على حسب مراتب ودرجات وقرب الصلة و صلتهم تكون بكل احسان وادنى ذلك ترك المهاجرة. ادنى ما يتحقق به صلة الرحم ترك المهاجرة. ترك - 00:07:33
هاجر بمعنى ان لا تقطع صلة رحمك. ثم بعد ذلك مراتب ودرجات وآآ آآ ما ينبغي ان حافظ عليه الانسان من السبق الى الاحسان وبذلك يدرك المراتب العالية والمنازل الرفيعة في صلة الرحم - 00:07:55
ثم قال له صلى الله عليه وسلم بعد ان علمه ما علمه دع الناقة يعني اتركها لانه كان قد اخذ بزمامها. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:08:15
على معرفة ما يقرب الى الجنة وما يبعد من النار. وبهذا يعلم ان كل ما جاءت به الشريعة هو دائر على هذه مقصدين ان تدنو من الجنة وان تدخلها جعل جعلها الله تعالى واياكم من اهلها وان نبعد عن النار وان وان نتقيها. وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:33
لم تعددت الاجابات على من سأله هذه المسألة وكل تلك الاجابات مطابقة للواقع من جهة مناسبتها للسائلين ومناسبتها للاحوال ومناسبتها للزمان وفي كل مما اجاب النبي صلى الله عليه وسلم خير فهو الذي اوتي جوامع - 00:08:57
الكلم وهو البصير بما يصلح به حال السائلين. وفيه من الفوائد عظيم مقام التوحيد حيث قدمه النبي صلى الله عليه وسلم على سائر العمل. فانه رأس العمل واصله الذي لا يستقيم دين ولا ايمان الا به - 00:09:22
فالاسلام لا يقوم الا على عبادة الله وحده لا شريك له وهي دعوة جميع المرسلين. صلوات الله وسلامه عليهم. ولذلك كان يبعث من يبعث ممن يأمرهم بالدعوة الى الله تعالى ويعلمهم ان يسألوا الناس وان يعلموهم اول ما يعلموهم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول - 00:09:41
والله وكذلك فيه عظيم مقام الصلاة وقدرها. فان اقامة الصلاة من اسباب دخول الجنة. وفيه ان ايتاء الزكاة من اسباب دخول الجنة ودخول الجنة بمجموع هذه الاعمال التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه عظيم مقام صلة الرحم - 00:10:01
وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم في بيانه يجيب السائلين على وفق ما تقتضيه الحاجة او ما يناسب السائل او ما الزمان فلم يذكر الحج. قيل لم يذكر الحج لانه كان حاجا. وقيل لم يذكر الصوم لانه لم يكن زمانه - 00:10:22
وقد دنا او قرب فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما تدعو اليه الحاجة وما يشتغل به في زمانه وقيل في سبب تخصيص صلة الرحم دون سائر الاعمال ان النبي صلى الله عليه وسلم علم من حال السائل انه محتاج الى - 00:10:42
التنبيه الى هذا الاصل والذي يظهر والله تعالى اعلم ان صلة الرحم لا تقل شأنا عن بقية الاعمال الصالحة ولذلك ذكره صلى الله عليه وسلم على وجه التأكيد لهذا المعنى. بغض النظر عن حال السائل. ولهذا كان اول ما دعا اليه النبي صلى الله عليه وسلم في - 00:11:02
امر به قريشا في اول دعوته الصلة. كما جاء ذلك في حديث ابي سفيان رضي الله تعالى عنه في جوابه هرقل لما سأله الى ماذا يدعوكم قال يقول اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول اباؤكم ويأمرونا بالصلاة والصدق - 00:11:22
والعفاف والصلة فالصلة من اصول ما كان يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم اذ انه بعث لاتمام صالح الاخلاق ومن اصول صالح الاخلاق ان يحسن الانسان الى ذوي رحمه. من والدين وسائر القرابات - 00:11:47
والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:12:10