شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ٤٠ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين للامام النووي رحمه الله تعالى يقول في باب المراقبة - 00:00:03ضَ

عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص واقرع واعمى اراد الله ان يبتليهم. فبعث اليهم ملكا فاتى الابرص. فقال اي شيء احب اليك؟ قال لون - 00:00:23ضَ

حسن وجلد حسن. ويذهب عني الذي قد قذرني الناس. فمسحه فذهب عنه قذره. واعطى قال واعطي لونا حسنا. قال فاي المال احب اليك؟ قال الابل او قال البقر شك الراوي فاعطي ناقة عشراء والناقة العشراء يعني الحامل التي مر عليها - 00:00:43ضَ

عشرة اشهر وقاربت الولادة. كما قال الله تعالى واذا العشار عطلت. وبهذا يتبين انه طلب الابل وزال الشك لانه قال فاعطي ناقة عشرا. فقال بارك الله لك فيها. قال فاتى الاقرع. فقال اي شيء احب - 00:01:11ضَ

اليك قال شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قدري قذرني الناس. فمسحه فذهب عنه واعطي شعرا حسنا. قال فاي المال احب اليك؟ قال البقر. فاعطي بقرة حاملا. وقال بارك الله لك فيها - 00:01:32ضَ

فاتى الاعمى فقال اي شيء احب اليك؟ قال ان يرد الله الي بصري. فابصر الناس. فمسحه فرد الله اليه بصره قال فاي المال احب اليك؟ قال الغنم فاعطي شاة والدا. قال فانتج هذان وولد هذا - 00:01:52ضَ

فكان لهذا واد من الابل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم. هكذا تحول بعد ان كانوا فقراء وفيهم هذا هذه الامراض تحولوا الى اناس فيهم العافية المال الكثير والنعمة الوفيرة. ثم انه اتى الابرص في صورته وهيئته. الان بدأ الامتحان - 00:02:12ضَ

ثم انه هذا الملك اتى الابرص في صورته وهيئته. يعني هذا الملك تمثل بسورة الابرص قال فقال رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري. الحبال يعني الاسباب. فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك - 00:02:45ضَ

اسألك بالذي اعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا اتبلغ به في سفري. طلب منه بعيرا واحدا وعنده واد من الابل وذكره بنعمة الله عليه. اسألك بالذي اعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال. بعيرا اتبلغ به في سفري - 00:03:11ضَ

فقال الحقوق كثيرة. فقال كاني اعرفك. كاني اعرفك. الم تكن ابرص يقذرك الناس فاعطاك الله فقال انما ورثت هذا المال كابرا عن كابر. فقال ان كنت كاذبا فسيرك الله الى ما كنت - 00:03:34ضَ

واتى الاقرع في صورته وهيئته فقال له مثلما قال لهذا ورد عليه مثل ما ما رد هذا فقال ان كنت كاذبا فصيرك الله الى ما كنت تأملوا سبحان الله عندما - 00:03:56ضَ

جحد نعمة الله تعالى. ونسب النعمة الى نفسه. وابطرته النعمة. ما تذكر ربه ما شكر نعمة الله تعالى فاعطى هذا المسكين الذي جاءه. طبعا هو ملك لكنه اختبار وانما نسب النعمة الى نفسه وابائه انما ورثت هذا المال كابرا عن كابر وهذا يكشف لك عن - 00:04:14ضَ

الكبر الذي في قلبه والعجب بنفسه والغرور الذي في قلبه فهكذا سلبت عنهم النعمة. واما الاعمى فقال واتى الاعمى في صورته وهيئته. فقال رجل رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري. فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك. اسألك بالذي رد عليك بصرك - 00:04:43ضَ

شاة اتبلغ بها في سفري فقال قد كنت اعمى فرد الله الي بصري. فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله ما اجهدك اليوم بشيء اخذته لله عز وجل. لا اشق عليك اليوم - 00:05:10ضَ

مهما اخذت من الغنم فهو لك. فوالله ما اجهدك اليوم بشيء اخذته لله عز وجل. فقال امسك ما لك فانما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك. متفق عليه - 00:05:30ضَ

تأمل في حال الاعمى كيف انه لما اعترف بان النعمة من الله نسبها من الله شكر نعمته جل وعلا. قد كنت اعمى فرد الله الي بصري من هنا نفهم لماذا جعل الامام النووي رحمه الله تعالى هذا الحديث في باب المراقبة مع ان هذا الحديث ستقول - 00:05:50ضَ

يوضع في باب شكر النعمة مثلا. اما ان يوضع في باب المراقبة لا توجد يعني جملة او مناسبة ظاهرة لكن هذا من عمق فقه الامام النووي رحمه الله تعالى ودقيق فهمه - 00:06:17ضَ

فيريد ان يقول لنا والله اعلم ان آآ من ثمار المراقبة شكر نعمة الله. وان المراقبة هي اساس كل الخيرات كما مر معنا في الاحاديث الماضية في تعظيم حرمات الله من راقب الله تعالى عظم حرمات الله. كذلك هنا من راقب الله تعالى شكر نعمة الله. لانه - 00:06:31ضَ

اول ما يعطى النعمة يراقب الله. يقول هذه النعمة من الله. الله هو الذي اعطاني كما قالوا هنا الاعمى قد كنت اعمى فرد الله الي بصري. هذا من مراقبته لله تعالى - 00:06:56ضَ

فينسب النعمة الى الله ولهذا قال بعض السلف الشكر او او يعني نعم يذكرون ان اصل الشكر هو يعني ما يقوم في القلب بالنسبة النعمة الى الله وحده جل وعلا. قال قد كنت اعمى فرد الله الي بصري - 00:07:12ضَ

فخذ ما شئت ودع ما شئت. فهذا يعني يبين لنا ان مراقبة الله تعالى هي آآ اصل كل خير وان المؤمن دائما يكون على صلة بالله ومراقبة لله. يستشعر دائما ان الله تعالى يراه. يراه في السراء - 00:07:32ضَ

فالله تعالى يحب منك ان يراك وانت تحمده وانت تشكره تنسب النعمة اليه دائما ثم ايضا المؤمن يكون في الظراء في علم ان الله يراه في اي مصيبة في علم ان الله تعالى يراه فيصبر ولا يجزع ولا يتسخط على قدر الله - 00:07:52ضَ

حقا المراقبة هي حقيقة الايمان. وبها يحقق المسلم عبودية الله في كل احواله. في السراء يشكر نعمة الله. في الضراء يصبر لانه يراقب الله يستحي من ربه ان يراه وهو يتمتع بنعم الله ويجحد شكر النعمة - 00:08:15ضَ

وينسب النعمة الى نفسه فيطغى بهذه النعم. فيستحي من ربه. فكلما عظمت المراقبة هكذا اه آآ عظم آآ شكر النعمة وعظم الصبر هكذا كان المؤمن على عبودية دائمة لله جل وعلا - 00:08:32ضَ

اسأل الله تعالى ان يجعلنا من عباده الشاكرين نسأله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا والحمد لله رب رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:08:54ضَ