الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنقل المؤلف رحمه الله النووي في باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم من كتاب رياض الصالحين - 00:00:00
عن ابي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخبركم باكبر الكبائر الا اخبركم باكبر الكبائر الا اخبركم باكبر الكبائر؟ كررها ثلاثا صلوات الله وسلامه عليه - 00:00:18
قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال الا الا وقول الزور الا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها الا وقول الزور وشهادة الزور - 00:00:37
حتى قلنا ليته سكت متفق عليه هذا الحديث ضمن باب العقوق وقطيعة الرحم والعقوق وقطيعة الرحم يشتركان في معنا وهو قطع ما امر الله تعالى به ان يوصل فالعقوق في اللغة مأخوذ من - 00:01:02
الشق والقطع والبتر والقطيعة كذلك هي مأخوذة من القاطع وهو عدم الوصل العقوق هو قطيعة الرحم يشتركان في معنى وهو قطع ما امر الله تعالى به ان يوصل جاء فيهما من الوعيد والتحذير - 00:01:25
ما ينفر منهما ويبين عظيم خطرهما فالله تعالى يقول في كتابه فهل عسيتم ان ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم فجعل الله تعالى - 00:01:51
عقوبتين مرتبتين على ما تقدم من فساد ومنه قطيعة الرحم وهما معجلة ومؤجلة اما المعجلة قال الله تعالى فاولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم اصمهم واعمى ابصارهم اي منع منهم منع عنهم ما ينتفعون به في اسماعهم وابصارهم - 00:02:12
من الفهم والبصيرة واما العقوبة الاخروية فالعذاب الذي رتبه الله تعالى في قوله تعالى فاولئك الذين لعنهم الله واللعن هو الطرد من رحمة الله العقوق والقطيعة من عظائم الاثم وكبائر الذنوب - 00:02:40
وهذا الحديث حديث ابي بكرة رضي الله تعالى عنه قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر يعني الا اخبركم باكبر الكبائر. الكبائر جمع كبيرة وهي الذنب العظيم - 00:03:01
والذنوب تنقسم الى قسمين كما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله واجماع علماء الامة من السلف فانهم ذكروا ان الكبيرة تنقسم الى قسمين ذكروا ان الذنوب تنقسم الى قسمين. المعاصي تنقسم الى قسمين صغائر وكبائر - 00:03:19
اما الكبائر فهي كل ذنب عظيم سماه الله ورسوله كبيرا او رتب عليه حدا وعقوبة دنيوية او رتب عليه عقوبة اخروية من لعن او طرد من رحمة الله او براءة - 00:03:44
او وعيد بالنار او نحو ذلك من العقوبات او غلظه وشدد فيه وعظم شأنه هذا اجود ما ما يقال في بيان ما هو حد الكبيرة ما ضابط الكبيرة الكبيرة هي كل ذنب وصفه الله تعالى او رسوله صلى الله عليه وسلم بانه عظيم او كبير - 00:04:10
وكذلك كل ذنب جاء فيه حد شرعي وايضا كل ذنب ذكرت فيه عقوبة اخروية منصوصة اما بلعن او نار او حرماني جنة او غير ذلك من انواع العقوبات الاخروية او ان - 00:04:40
الشارع عظم شأنه بين خطره وغلط القول فيه. هذا اقرب ما يقال في حد الكبيرة. وما عدا هذا فهو من الصغائر والواجب على المؤمن ان يجتنب كل صغير وكبير والنبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:01
في هذا الحديث ذكر ان الكبائر ليست على درجة واحدة فقال الا انبئكم باكبر الكبائر يعني باعلاها و اعظمها كبرا عند الله عز وجل وبالتالي اعظمها وكذلك تكون عقوبتها عظيمة اعظم من غيرها - 00:05:20
وتكار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا التحذير او لهذا العرض في قوله الا انبئكم باكبر الكبائر ولا هو للفت الانظار شحذ الهمم لسماع ما قاله صلى الله عليه وسلم او ما سيقوله وما سيبينه - 00:05:46
قال الصحابة بلى يا رسول الله وذلك لحرصهم على معرفة ما يدفعون به عن انفسهم السوء والشر وليجتنبوا تلك الكبائر العظيمة الكبيرة تعدى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثة امور - 00:06:09
قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقول الزور وشهادة الزور اما الاشراك بالله فهو اعظم ذنب واعظم ظلم يقع من الانسان والمقصود بالشرك هنا جميع ما يكون من الكفر بالله عز وجل - 00:06:27
فان جميع الكفر بصوره اسبابه والوانه وانواعه ذنب عظيم يوجب الهلاك اذ ان المؤمن يجب عليه ان يخلص من كل خصال الكفر فانها مفضية الى الهلاك وذكر الشرك على وجه الخصوص من صور الكفر - 00:06:46
لكونه السائد في عصره صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك جماعة من شراح الحديث ولكونه من اغلظ صور الكفر ايضا فان تسوية غير الله بالله من اعظم الظلم كما قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم - 00:07:10
ثم الاشراك بالله دائر على معنى وهو تسوية غير الله بالله كل من سوى غير الله بالله في شيء من من الاشياء فقد اشرك به جل وعلا سواء في ربوبيته او في اسمائه وصفاته - 00:07:30
او فيما يجب له من العبودية وهو توحيد الالهية وقوله صلى الله عليه وسلم وعقوق الوالدين هذا هو الشاهد من الحديث اي قطع ما يجب لهما من الاحسان هذا اجود ما يقال في معنى عقوق الوالدين. قاطع ما يجب لهما من الاحسان لان الله تعالى امر في الوالدين بالاحسان. قال تعالى - 00:07:46
وقضاء ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. وقال تعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا. وفي اية اخرى قال وصينا الانسان بوالديه احسان احق الوالد الاحسان فاذا قطع هذا الاحسان فقد وقع في العقوق - 00:08:11
والعقوق مراتب درجات يجمعها هو قطع ما يكون من الاحسان ويزيد العقوق سوءا وشرا اذا اظاف الى قطع الاحسان الاساءة سواء كانت الاساءة بقول او كانت الاساءة بعمل فمن الاساءة بقول ما نهى الله تعالى عنه في قوله ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما - 00:08:28
فكل من ترك القول الكريم فقد وقع في العقوق فاذا نزل الى الاساءة بالقول ولو باف كان ذلك من العقوق الذي يجب على المؤمن ان يجتنبه وان يحذر منه واما في الفعل فان الفعل - 00:09:00
يكون بترك ما يجب للوالدين من الاحسان العملي سواء بالقيام عليهما بقضاء حوائجهما وما الى ذلك مما يكون من الاحسان اليهما وقد ذكر جماعة من اهل العلم ان العقوق وصوره متعددة كثيرة متنوعة الى حد انها لا يمكن ان - 00:09:18
يجمعها ضابط والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الاحساء ان قطع الاحسان عقوق لانه قطع ما يجب لهما والعقوق مراتب ودرجات ودركات و اذا اظاف الى قطع الحقوق من الاحسان - 00:09:41
ما يكون من الاساءة اليهما كان في ذلك من الوزر والاثم ما يناسب فعله واخر ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من كبائر التي وصفها باكبر الكبائر قول الزور قال وقول الزور الا وقول الزور وشهادة الزور - 00:10:02
وهذا بيان لمعنى القول فهو من باب عطف الشيء الخاص على العام قول الزور يشمل كل قول باطل لكن لما قال وشهادة الزور علم انه يريد من قول الزور شيئا بعينه وهو شهادة الزور وشهادة الزور هي الشهادة بالباطل - 00:10:24
سواء كانت في اثبات حق او في نفيه. سواء كانت في حق مالي او في غيره من الحقوق. فكل من شهد ما لا يعلم فقد شهد شهادة زور فكيف اذا شهد بخلاف ما يعلم - 00:10:44
وشهادة الزور على مرتبتين ان تشهد بما لا تعلم فان شهدت بما تعلم ان الحق نقيضه كان ذلك اعظم زورا واشد سوءا وابالا وقد كرر النبي صلى الله عليه وسلم التحذير من شهادة الزور في قوله الا وقول الزور - 00:11:03
وشهادة الزور حتى قال الصحابة ليته سكت اشفاقا عليه صلى الله عليه وسلم لما وجدوا من اه انفعاله وشدة عنايته بالتحذير من هذا حيث كان متكئا فجلس ثم كرر هذه الجملة مرات تلو مرات ليؤكد خطورة شهادة الزور ويبين عظيم - 00:11:22
التورط فيها كان ذلك كافيا في بيان خطورتها وعظم شأنها هذا الحديث وصف هذه الاعمال الثلاثة بان اكبر الكبائر ولا شك ان الشرك متبوء هذه المنزلة فهو اكبر ذنب يعصى به الله عز وجل - 00:11:46
الا ان ثمة اشكال اورده بعض اهل العلم وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في غير هذا الحديث بترتيب مختلف عن هذا الذي ذكره صلى الله عليه وسلم في قوله الاشراك بالله وعقوق الوالدين الا وقول الزور وشهادة الزور. حيث ذكر صلى الله عليه - 00:12:07
سلم لما سأل ابن عباس اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. وهذا هو الاشراك بالله قلت ثم اي؟ قال ان تقتل ولدك خشية ان يراه مخافة ان يطعم معك - 00:12:27
وهذا لا شك انه من كبير الذنوب وعظيمها لكنه مختلف عن عقوق الوالدين وهو اعظم من عقوق الوالدين القتل جرم اعظم من عقوق الوالدين ثم قال ثم قلت اي اي قال ان تزاني حليلة جارك. وهذا اعظم من شهادة الزور - 00:12:44
ولهذا قال بعض اهل العلم ان قوله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر اي من اكبر الكبائر وليس ذلك على وجه الحصر والذي يظهر والله تعالى اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:04
انتقى من الكبائر العظيمة الكبيرة ما يحتاج الى التحذير منه في مناسبات مختلفة بالنظر اما الى اختلاف الزمان او اختلاف المكان او اختلاف السامعين وتشترك هذه الذنوب في انها من اكبر الكبائر وعظائم الاثم - 00:13:20
و اما تفاوتها اذا جمعت فهي تنزل حسب ما يكون من المفسدة المرتبة عليها مما دلت عليه النصوص وبالتالي لا تعارظ بين هذه الاحاديث من حيث اختلاف الترتيب الكبائر فيها - 00:13:42
هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده حرص النبي صلى الله عليه وسلم على لفت انتباه السامعين حيث انه صلى الله عليه وسلم كرر الجملة ثلاثا في اول الحديث واعاد التكرار في اخره في شهادة الزور - 00:14:01
وفيه من الفوائد ان الكبائر تنقسم الى قسمين كبائر واكبر الكبائر وثمة قسم اخر للمعاصي وهو الصغائر وقد عرفنا الفرق بين الكبائر والصغائر وفيه من الفوائد ان اعظم الذنوب عند الله عز وجل - 00:14:18
الشرك به جل في علاه فالشرك فيه به جل في علاه تسوية غير الله تسوية غير الله بالله من اعظم ما يكون من الذنوب والخطايا وفيه من الفوائد ايضا خطورة عقوق الوالدين - 00:14:44
وان الاخلال بحق الوالدين ذنب عظيم كبير كما قرن الله عز وجل حق الوالدين بحقه في قوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا قرن الاساءة الى الوالدين بالقطيعة والعقوق - 00:15:04
الاساءة اليه جل في علاه وذلك بالشرك والكفر وتسوية غيره به سبحانه وبحمده وفيه من الفوائد خطورة قول الزور وشهادة الزور ولقائل يقول لماذا كرر شهادة الزور؟ مع ان ما تقدم اعظم خطورة منها؟ الجواب ان كثرة الوقوع - 00:15:22
في شهادة الزور توجب التحذير ولانه قد يتساهل بها بخلاف ما تقدم من الاشراك بالله وعقوق الوالدين فخطرهما وعظيم وزرهم كبير في نفوس الناس لمنافاته للفطر والطبائع. فالفطرة تنفر من الشرك بالله وتسوية غيره - 00:15:50
والطبائع تنفر من عقوق الوالدين لعظيم احسانهما لولدهما وفيه من الفوائد شفقة الصحابة رضي الله تعالى عنهم على النبي صلى الله عليه وسلم وحرصهم على الا يلحقه ما يؤذيه صلى الله عليه وسلم - 00:16:17
بينهم قالوا ليته سكت ليس مللا من قوله بل شفقة عليه لما رأوا من حاله صلى الله عليه وسلم وفيه ان الانسان يستعمل كل ما يمكن ان يكون من وسائل - 00:16:39
النصح واظهار ما يبين للسامع عظيم ما يتكلم به. وخطورة ما ينبه اليه فالنبي كان متكئا فجلس ثم كرر هذا الكلام تكرارا لفت انظار الصحابة رظي الله تعالى عنهم الى الحد الذي ذكر في الحديث - 00:16:57
هذه جملة من الفوائد اسأل الله تعالى ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:17:19
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنقل المؤلف رحمه الله النووي في باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم من كتاب رياض الصالحين - 00:00:00
عن ابي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخبركم باكبر الكبائر الا اخبركم باكبر الكبائر الا اخبركم باكبر الكبائر؟ كررها ثلاثا صلوات الله وسلامه عليه - 00:00:18
قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال الا الا وقول الزور الا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها الا وقول الزور وشهادة الزور - 00:00:37
حتى قلنا ليته سكت متفق عليه هذا الحديث ضمن باب العقوق وقطيعة الرحم والعقوق وقطيعة الرحم يشتركان في معنا وهو قطع ما امر الله تعالى به ان يوصل فالعقوق في اللغة مأخوذ من - 00:01:02
الشق والقطع والبتر والقطيعة كذلك هي مأخوذة من القاطع وهو عدم الوصل العقوق هو قطيعة الرحم يشتركان في معنى وهو قطع ما امر الله تعالى به ان يوصل جاء فيهما من الوعيد والتحذير - 00:01:25
ما ينفر منهما ويبين عظيم خطرهما فالله تعالى يقول في كتابه فهل عسيتم ان ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم فجعل الله تعالى - 00:01:51
عقوبتين مرتبتين على ما تقدم من فساد ومنه قطيعة الرحم وهما معجلة ومؤجلة اما المعجلة قال الله تعالى فاولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم اصمهم واعمى ابصارهم اي منع منهم منع عنهم ما ينتفعون به في اسماعهم وابصارهم - 00:02:12
من الفهم والبصيرة واما العقوبة الاخروية فالعذاب الذي رتبه الله تعالى في قوله تعالى فاولئك الذين لعنهم الله واللعن هو الطرد من رحمة الله العقوق والقطيعة من عظائم الاثم وكبائر الذنوب - 00:02:40
وهذا الحديث حديث ابي بكرة رضي الله تعالى عنه قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر يعني الا اخبركم باكبر الكبائر. الكبائر جمع كبيرة وهي الذنب العظيم - 00:03:01
والذنوب تنقسم الى قسمين كما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله واجماع علماء الامة من السلف فانهم ذكروا ان الكبيرة تنقسم الى قسمين ذكروا ان الذنوب تنقسم الى قسمين. المعاصي تنقسم الى قسمين صغائر وكبائر - 00:03:19
اما الكبائر فهي كل ذنب عظيم سماه الله ورسوله كبيرا او رتب عليه حدا وعقوبة دنيوية او رتب عليه عقوبة اخروية من لعن او طرد من رحمة الله او براءة - 00:03:44
او وعيد بالنار او نحو ذلك من العقوبات او غلظه وشدد فيه وعظم شأنه هذا اجود ما ما يقال في بيان ما هو حد الكبيرة ما ضابط الكبيرة الكبيرة هي كل ذنب وصفه الله تعالى او رسوله صلى الله عليه وسلم بانه عظيم او كبير - 00:04:10
وكذلك كل ذنب جاء فيه حد شرعي وايضا كل ذنب ذكرت فيه عقوبة اخروية منصوصة اما بلعن او نار او حرماني جنة او غير ذلك من انواع العقوبات الاخروية او ان - 00:04:40
الشارع عظم شأنه بين خطره وغلط القول فيه. هذا اقرب ما يقال في حد الكبيرة. وما عدا هذا فهو من الصغائر والواجب على المؤمن ان يجتنب كل صغير وكبير والنبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:01
في هذا الحديث ذكر ان الكبائر ليست على درجة واحدة فقال الا انبئكم باكبر الكبائر يعني باعلاها و اعظمها كبرا عند الله عز وجل وبالتالي اعظمها وكذلك تكون عقوبتها عظيمة اعظم من غيرها - 00:05:20
وتكار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا التحذير او لهذا العرض في قوله الا انبئكم باكبر الكبائر ولا هو للفت الانظار شحذ الهمم لسماع ما قاله صلى الله عليه وسلم او ما سيقوله وما سيبينه - 00:05:46
قال الصحابة بلى يا رسول الله وذلك لحرصهم على معرفة ما يدفعون به عن انفسهم السوء والشر وليجتنبوا تلك الكبائر العظيمة الكبيرة تعدى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثة امور - 00:06:09
قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقول الزور وشهادة الزور اما الاشراك بالله فهو اعظم ذنب واعظم ظلم يقع من الانسان والمقصود بالشرك هنا جميع ما يكون من الكفر بالله عز وجل - 00:06:27
فان جميع الكفر بصوره اسبابه والوانه وانواعه ذنب عظيم يوجب الهلاك اذ ان المؤمن يجب عليه ان يخلص من كل خصال الكفر فانها مفضية الى الهلاك وذكر الشرك على وجه الخصوص من صور الكفر - 00:06:46
لكونه السائد في عصره صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك جماعة من شراح الحديث ولكونه من اغلظ صور الكفر ايضا فان تسوية غير الله بالله من اعظم الظلم كما قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم - 00:07:10
ثم الاشراك بالله دائر على معنى وهو تسوية غير الله بالله كل من سوى غير الله بالله في شيء من من الاشياء فقد اشرك به جل وعلا سواء في ربوبيته او في اسمائه وصفاته - 00:07:30
او فيما يجب له من العبودية وهو توحيد الالهية وقوله صلى الله عليه وسلم وعقوق الوالدين هذا هو الشاهد من الحديث اي قطع ما يجب لهما من الاحسان هذا اجود ما يقال في معنى عقوق الوالدين. قاطع ما يجب لهما من الاحسان لان الله تعالى امر في الوالدين بالاحسان. قال تعالى - 00:07:46
وقضاء ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. وقال تعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا. وفي اية اخرى قال وصينا الانسان بوالديه احسان احق الوالد الاحسان فاذا قطع هذا الاحسان فقد وقع في العقوق - 00:08:11
والعقوق مراتب درجات يجمعها هو قطع ما يكون من الاحسان ويزيد العقوق سوءا وشرا اذا اظاف الى قطع الاحسان الاساءة سواء كانت الاساءة بقول او كانت الاساءة بعمل فمن الاساءة بقول ما نهى الله تعالى عنه في قوله ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما - 00:08:28
فكل من ترك القول الكريم فقد وقع في العقوق فاذا نزل الى الاساءة بالقول ولو باف كان ذلك من العقوق الذي يجب على المؤمن ان يجتنبه وان يحذر منه واما في الفعل فان الفعل - 00:09:00
يكون بترك ما يجب للوالدين من الاحسان العملي سواء بالقيام عليهما بقضاء حوائجهما وما الى ذلك مما يكون من الاحسان اليهما وقد ذكر جماعة من اهل العلم ان العقوق وصوره متعددة كثيرة متنوعة الى حد انها لا يمكن ان - 00:09:18
يجمعها ضابط والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الاحساء ان قطع الاحسان عقوق لانه قطع ما يجب لهما والعقوق مراتب ودرجات ودركات و اذا اظاف الى قطع الحقوق من الاحسان - 00:09:41
ما يكون من الاساءة اليهما كان في ذلك من الوزر والاثم ما يناسب فعله واخر ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من كبائر التي وصفها باكبر الكبائر قول الزور قال وقول الزور الا وقول الزور وشهادة الزور - 00:10:02
وهذا بيان لمعنى القول فهو من باب عطف الشيء الخاص على العام قول الزور يشمل كل قول باطل لكن لما قال وشهادة الزور علم انه يريد من قول الزور شيئا بعينه وهو شهادة الزور وشهادة الزور هي الشهادة بالباطل - 00:10:24
سواء كانت في اثبات حق او في نفيه. سواء كانت في حق مالي او في غيره من الحقوق. فكل من شهد ما لا يعلم فقد شهد شهادة زور فكيف اذا شهد بخلاف ما يعلم - 00:10:44
وشهادة الزور على مرتبتين ان تشهد بما لا تعلم فان شهدت بما تعلم ان الحق نقيضه كان ذلك اعظم زورا واشد سوءا وابالا وقد كرر النبي صلى الله عليه وسلم التحذير من شهادة الزور في قوله الا وقول الزور - 00:11:03
وشهادة الزور حتى قال الصحابة ليته سكت اشفاقا عليه صلى الله عليه وسلم لما وجدوا من اه انفعاله وشدة عنايته بالتحذير من هذا حيث كان متكئا فجلس ثم كرر هذه الجملة مرات تلو مرات ليؤكد خطورة شهادة الزور ويبين عظيم - 00:11:22
التورط فيها كان ذلك كافيا في بيان خطورتها وعظم شأنها هذا الحديث وصف هذه الاعمال الثلاثة بان اكبر الكبائر ولا شك ان الشرك متبوء هذه المنزلة فهو اكبر ذنب يعصى به الله عز وجل - 00:11:46
الا ان ثمة اشكال اورده بعض اهل العلم وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في غير هذا الحديث بترتيب مختلف عن هذا الذي ذكره صلى الله عليه وسلم في قوله الاشراك بالله وعقوق الوالدين الا وقول الزور وشهادة الزور. حيث ذكر صلى الله عليه - 00:12:07
سلم لما سأل ابن عباس اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. وهذا هو الاشراك بالله قلت ثم اي؟ قال ان تقتل ولدك خشية ان يراه مخافة ان يطعم معك - 00:12:27
وهذا لا شك انه من كبير الذنوب وعظيمها لكنه مختلف عن عقوق الوالدين وهو اعظم من عقوق الوالدين القتل جرم اعظم من عقوق الوالدين ثم قال ثم قلت اي اي قال ان تزاني حليلة جارك. وهذا اعظم من شهادة الزور - 00:12:44
ولهذا قال بعض اهل العلم ان قوله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر اي من اكبر الكبائر وليس ذلك على وجه الحصر والذي يظهر والله تعالى اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:04
انتقى من الكبائر العظيمة الكبيرة ما يحتاج الى التحذير منه في مناسبات مختلفة بالنظر اما الى اختلاف الزمان او اختلاف المكان او اختلاف السامعين وتشترك هذه الذنوب في انها من اكبر الكبائر وعظائم الاثم - 00:13:20
و اما تفاوتها اذا جمعت فهي تنزل حسب ما يكون من المفسدة المرتبة عليها مما دلت عليه النصوص وبالتالي لا تعارظ بين هذه الاحاديث من حيث اختلاف الترتيب الكبائر فيها - 00:13:42
هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده حرص النبي صلى الله عليه وسلم على لفت انتباه السامعين حيث انه صلى الله عليه وسلم كرر الجملة ثلاثا في اول الحديث واعاد التكرار في اخره في شهادة الزور - 00:14:01
وفيه من الفوائد ان الكبائر تنقسم الى قسمين كبائر واكبر الكبائر وثمة قسم اخر للمعاصي وهو الصغائر وقد عرفنا الفرق بين الكبائر والصغائر وفيه من الفوائد ان اعظم الذنوب عند الله عز وجل - 00:14:18
الشرك به جل في علاه فالشرك فيه به جل في علاه تسوية غير الله تسوية غير الله بالله من اعظم ما يكون من الذنوب والخطايا وفيه من الفوائد ايضا خطورة عقوق الوالدين - 00:14:44
وان الاخلال بحق الوالدين ذنب عظيم كبير كما قرن الله عز وجل حق الوالدين بحقه في قوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا قرن الاساءة الى الوالدين بالقطيعة والعقوق - 00:15:04
الاساءة اليه جل في علاه وذلك بالشرك والكفر وتسوية غيره به سبحانه وبحمده وفيه من الفوائد خطورة قول الزور وشهادة الزور ولقائل يقول لماذا كرر شهادة الزور؟ مع ان ما تقدم اعظم خطورة منها؟ الجواب ان كثرة الوقوع - 00:15:22
في شهادة الزور توجب التحذير ولانه قد يتساهل بها بخلاف ما تقدم من الاشراك بالله وعقوق الوالدين فخطرهما وعظيم وزرهم كبير في نفوس الناس لمنافاته للفطر والطبائع. فالفطرة تنفر من الشرك بالله وتسوية غيره - 00:15:50
والطبائع تنفر من عقوق الوالدين لعظيم احسانهما لولدهما وفيه من الفوائد شفقة الصحابة رضي الله تعالى عنهم على النبي صلى الله عليه وسلم وحرصهم على الا يلحقه ما يؤذيه صلى الله عليه وسلم - 00:16:17
بينهم قالوا ليته سكت ليس مللا من قوله بل شفقة عليه لما رأوا من حاله صلى الله عليه وسلم وفيه ان الانسان يستعمل كل ما يمكن ان يكون من وسائل - 00:16:39
النصح واظهار ما يبين للسامع عظيم ما يتكلم به. وخطورة ما ينبه اليه فالنبي كان متكئا فجلس ثم كرر هذا الكلام تكرارا لفت انظار الصحابة رظي الله تعالى عنهم الى الحد الذي ذكر في الحديث - 00:16:57
هذه جملة من الفوائد اسأل الله تعالى ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:17:19