الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في باب زيارة اهل الخير ومجالستهم وصحبتهم عن انس رضي الله تعالى عنه - 00:00:00
قال قال ابو بكر رضي الله تعالى عنه لعمر بعد وفاته النبي صلى الله عليه وسلم ابو بكر الصديق خليفة رسول الله قال لعمر رضي الله تعالى عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق بنا الى ام ايمن - 00:00:18
رضي الله تعالى عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهينا اليها بكت فقال لها ما يبكيك اي شيء يبكيك اما تعلمين ان ما عند الله - 00:00:38
خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما ابكي الا اكون اعلم ان ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني ابكي ان الوحي قد انقطع من السماء - 00:00:58
هيجتهما على البكاء هيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها رواه مسلم هذا الخبر الذي ذكره انس من شأن ابي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وهما وزيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفتاه فقد خلفه ابو بكر ثم عمر رضي - 00:01:15
الله تعالى عنهما قال ابو بكر لعمر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق بنا الى ام ايمن وام ايمن هي حاظرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:01:40
فانها كانت مولاة فانها كانت رقيقا لامه ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتقها لما تزوج خديجة فكانت مولاة للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وكان صلى الله عليه وسلم - 00:01:54
يزورها ويتعهدها بالزيارة بين فترة واخرى وقد تزوجت زيدا وانجبت اسامة وكانت قد تزوجت قبل ذلك برجل وانجبت ايمن كان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استشهد يوم خيبر - 00:02:14
ام ايمن رضي الله تعالى عنها لما جاءها ابو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما كان منها ما كان الباعث على الزيارة بينه ابو بكر رضي الله تعالى عنها. قال نزور - 00:02:34
انطلق بنا الى امي ايمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فعل ذلك تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وحفظا للعهد الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم. وهذا من - 00:02:56
جميل الصحبة ان يحفظ الانسان ود صاحبه ويحفظ العهد وحسن العهد له حتى بعد وفاته فان ابا بكر وعمر زار هذه المرأة رضي الله تعالى عنها اكراما لما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا لما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:11
واكراما لها كما كان يكرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انتهي اليها يعني اتيا اليها زائرين بكت رظي الله تعالى عنها فقال ما يبكيك وهذا سؤال اتبعه باستعجاب - 00:03:35
واستبعاد لسبب البكاء. لانه ما ظن انها بكت لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اما تعلمين ان ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت رضي الله تعالى عنها ما ابكي الا اكون اعلم - 00:03:58
ان ما عند ما ان ما عند الله عز وجل خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فما عند الله خير وابقى وقد قال الله تعالى لرسوله وللاخرة خير لك من الاولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. فيقين - 00:04:17
ان ما كان عندها من من البكاء لاجل هذا السبب اي ان انها لم تكن تبكي رضي الله تعالى عنها لجهل هذا فقد علمته ولذلك قالت ما ابكي الا اكون اعلم ان ما عند الله خير لرسوله فقد ذكر الله ذلك في كتابه - 00:04:33
ولكنها بكت رظي الله تعالى عنها لامر اخر. وهذا آآ لكونها اجابت ما اورداه رضي الله تعالى عنهما حيث ظن انها بكت لفراق رسول الله فبينت انها لم تبكي لهذا على عظيم المه - 00:04:56
وشديد وقعه على اصحابه لكنها لكنهم تسلوا بان ما عند الله لرسوله خير مما له في الدنيا على عظيم منزلته ورفيع مكانته صلى الله عليه وسلم قالت ولكن ابكي ان الوحي قد انقطع من السماء. اي ان القرآن قد توقف نزوله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:15
فكان من اعظم المصاب لوفاته صلى الله عليه وسلم انقطاع الوحي من السماء ولهذا لما ذكرت هذا بكيا رظي الله تعالى عنهما فهيجتهما على البكاء اي اثارت في نفوسهم ما ما يدعو الى البكاء - 00:05:43
وهو انقطاع الوحي ولا شك ان انقطاع الوحي مصيبة عظمى جليلة كبيرة لا يعرف قدرها الا من عرف الحالين ما كانوا عليه وقت تنزل الوحي وما صاروا اليه بعد انقطاع الوحي. فانهم كانوا يسددون - 00:06:05
ويصوبون ويقومون ويرشدون ويهدون بما ينزل عليهم من القرآن فلما انقطع لم يبقى الا النظر في القرآن الذي يحتاج الى فهم ونظر واستنباط للوصول الى ما فيه من احكام بخلاف ما كان عليه الحال زمن - 00:06:26
تنزل القرآن فان للقرآن ينزل على الحوادث فيعالجها ويجيب على اشكالاتهم ويسدد احوالهم ويصوبوا اعمالهم و يريهم مواقع الهدى ومواطن الفلاح فلذلك لما ذكرت هذا رضي الله تعالى عنه عنها لابي بكر وعمر رضي الله عنهما هيجتهما على البكاء - 00:06:49
فجعلا يبكيان معها اي فوجد من الالم الموجب للبكاء ما وجدته فبكيا معها رضي الله تعالى عنهما. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده تواضع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:07:17
وحفظه للعهد وحسن العشرة وطيب المعاملة فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم حفظ لامها لام ايمن ما كانت قد عملته من حضانته صلى الله عليه وسلم فكان يزورها ويعودها ولا ينقطع عنها صلى الله عليه وسلم بين فائدة واخرى - 00:07:36
وفيه من الفوائد جواز زيارة الرجال للمرأة اذا انتفى المحظور من خلوة وشبهة فان ابا بكر وعمر زار هذه المرأة ولم تكن لهم محرم ولكن هذه الزيارة كانت لمصلحة وهي - 00:07:59
اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتعاهد حال هذه المرأة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكل هذه الفوائد وغيره ومما جعل هذين الصحابيين الكريمين وزير رسول الله صلى الله عليه وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودان ويزوران - 00:08:21
هذه المرأة رضي الله تعالى عنها وفي ان الانسان قد يعظ بناء على ما تبين له من حال انسان فانهما وعظاها في بكائها بناء على ما تبادر لهما من انها بكت لفراق النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:46
وفيه ان الانسان يسلي المصاب بما يخفف عنه الم المصيبة فانهما رضي الله تعالى عنهما بادر الى التخفيف عنها لما رأيا بكائها فذكر ما يكون سببا لخفة الالم وتهوينه حيث ذكر ان ما عند الله خير لرسوله - 00:09:06
مما هو في الدنيا وفي ابادة الانسان عن السبب الذي يفسر ويترجم ويبين ويكشف ما كان منه من قول او فعل في حال الالتباس فانها لما قال لها ذلك لم تسكت؟ قالت ما ابكي - 00:09:29
الا اكون اعلم ان ما عند الله خير لرسوله يعني ليس هذا الذي حملني على البكاء فليس الذي حملني جهل انما عند الله خير لرسوله. انما الذي حملني على البكاء شيء اخر وبينته - 00:09:53
لهما وهو انقطاع الوحي من السماء وفيه من الفوائد عظيم المصيبة بانقطاع الوحي من السماء حيث بكت رظي الله تعالى عنها ولما ذكرت ذلك بكيا وزيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر وعمر وخليفتاه - 00:10:09
فدل ذلك على عظيم الالم الحاصل للامة بانقطاع الوحي بان يتنزل وحي هداية ونور بصيرا وخير عظيم انقطع بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي هذا القرآن فيه من الهدى والنور ما يخرج الناس من الظلمات - 00:10:31
الى النور وما يهديهم سبل السلام فجدير بنا ان نقبل عليه فالمصيبة بانقطاع الوحي عظيمة بكى لها ابو بكر وعمر لما ذكرت ذلك ام ايمن رضي الله تعالى عنها. وفي ان - 00:10:56
الموعظة تحمل النفوس على التأثر فانها لما ذكرت ذلك وكان هذا مما يؤثر ان فعل له وبكيا رضي الله تعالى عنهما وفيه بكاء الانسان لبكاء غيره اذا كان البكاء له سبب وان ذلك لا ينقص - 00:11:14
الاجر فيما اصابه من ذلك ولا يعكر على الاخلاص فانهما بكيا لبكائها لما ذكرت سبب البكاء وفيه من الفوائد عظيم علم هذه المرأة رضي الله تعالى عنها حيث اشارت الى هذا المعنى - 00:11:39
العظيم الذي كان سببا تنبه ابي بكر وعمر لسبب بكائها وفيه ان حال الصحابة بعد انقطاع الوحي غير حالهم قبل ذلك وهذا معروف فقد كثرت الفتن وتشتت الاراء وان كان ذلك في اول الامر على نطاق ضيق فقد حفظ الله تعالى الامة في الخلافة - 00:12:02
من شرور كثيرة لكن بعد ذلك حصل في الامة من الفرقة والخلاف والفتنة ما هو اعظم واكثر مصداق قول نبينا صلى الله عليه وسلم من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا - 00:12:33
وفيه عظيم فائدة ونفع زيارة الاخيار ومجالستهم وصحبتهم فانهم انتفعوا بهذه المنفعة العظيمة بزيارة هذه المرأة وفيه ان الاعلى في المنزلة والمكانة يزور الادنى وليس في ذلك غضاضة بل ذلك من رفعة - 00:12:52
من تواب عن الله عز وجل فابو بكر وعمر زار ام ايمن رضي الله تعالى عنها فكان ذلك رفعة لهما وثوابا لهما رضي الله تعالى عنهما احياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحفظا لعهده صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:13:17
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:13:36
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في باب زيارة اهل الخير ومجالستهم وصحبتهم عن انس رضي الله تعالى عنه - 00:00:00
قال قال ابو بكر رضي الله تعالى عنه لعمر بعد وفاته النبي صلى الله عليه وسلم ابو بكر الصديق خليفة رسول الله قال لعمر رضي الله تعالى عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق بنا الى ام ايمن - 00:00:18
رضي الله تعالى عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهينا اليها بكت فقال لها ما يبكيك اي شيء يبكيك اما تعلمين ان ما عند الله - 00:00:38
خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما ابكي الا اكون اعلم ان ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني ابكي ان الوحي قد انقطع من السماء - 00:00:58
هيجتهما على البكاء هيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها رواه مسلم هذا الخبر الذي ذكره انس من شأن ابي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وهما وزيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفتاه فقد خلفه ابو بكر ثم عمر رضي - 00:01:15
الله تعالى عنهما قال ابو بكر لعمر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق بنا الى ام ايمن وام ايمن هي حاظرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:01:40
فانها كانت مولاة فانها كانت رقيقا لامه ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتقها لما تزوج خديجة فكانت مولاة للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وكان صلى الله عليه وسلم - 00:01:54
يزورها ويتعهدها بالزيارة بين فترة واخرى وقد تزوجت زيدا وانجبت اسامة وكانت قد تزوجت قبل ذلك برجل وانجبت ايمن كان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استشهد يوم خيبر - 00:02:14
ام ايمن رضي الله تعالى عنها لما جاءها ابو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما كان منها ما كان الباعث على الزيارة بينه ابو بكر رضي الله تعالى عنها. قال نزور - 00:02:34
انطلق بنا الى امي ايمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فعل ذلك تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وحفظا للعهد الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم. وهذا من - 00:02:56
جميل الصحبة ان يحفظ الانسان ود صاحبه ويحفظ العهد وحسن العهد له حتى بعد وفاته فان ابا بكر وعمر زار هذه المرأة رضي الله تعالى عنها اكراما لما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا لما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:11
واكراما لها كما كان يكرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انتهي اليها يعني اتيا اليها زائرين بكت رظي الله تعالى عنها فقال ما يبكيك وهذا سؤال اتبعه باستعجاب - 00:03:35
واستبعاد لسبب البكاء. لانه ما ظن انها بكت لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اما تعلمين ان ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت رضي الله تعالى عنها ما ابكي الا اكون اعلم - 00:03:58
ان ما عند ما ان ما عند الله عز وجل خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فما عند الله خير وابقى وقد قال الله تعالى لرسوله وللاخرة خير لك من الاولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. فيقين - 00:04:17
ان ما كان عندها من من البكاء لاجل هذا السبب اي ان انها لم تكن تبكي رضي الله تعالى عنها لجهل هذا فقد علمته ولذلك قالت ما ابكي الا اكون اعلم ان ما عند الله خير لرسوله فقد ذكر الله ذلك في كتابه - 00:04:33
ولكنها بكت رظي الله تعالى عنها لامر اخر. وهذا آآ لكونها اجابت ما اورداه رضي الله تعالى عنهما حيث ظن انها بكت لفراق رسول الله فبينت انها لم تبكي لهذا على عظيم المه - 00:04:56
وشديد وقعه على اصحابه لكنها لكنهم تسلوا بان ما عند الله لرسوله خير مما له في الدنيا على عظيم منزلته ورفيع مكانته صلى الله عليه وسلم قالت ولكن ابكي ان الوحي قد انقطع من السماء. اي ان القرآن قد توقف نزوله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:15
فكان من اعظم المصاب لوفاته صلى الله عليه وسلم انقطاع الوحي من السماء ولهذا لما ذكرت هذا بكيا رظي الله تعالى عنهما فهيجتهما على البكاء اي اثارت في نفوسهم ما ما يدعو الى البكاء - 00:05:43
وهو انقطاع الوحي ولا شك ان انقطاع الوحي مصيبة عظمى جليلة كبيرة لا يعرف قدرها الا من عرف الحالين ما كانوا عليه وقت تنزل الوحي وما صاروا اليه بعد انقطاع الوحي. فانهم كانوا يسددون - 00:06:05
ويصوبون ويقومون ويرشدون ويهدون بما ينزل عليهم من القرآن فلما انقطع لم يبقى الا النظر في القرآن الذي يحتاج الى فهم ونظر واستنباط للوصول الى ما فيه من احكام بخلاف ما كان عليه الحال زمن - 00:06:26
تنزل القرآن فان للقرآن ينزل على الحوادث فيعالجها ويجيب على اشكالاتهم ويسدد احوالهم ويصوبوا اعمالهم و يريهم مواقع الهدى ومواطن الفلاح فلذلك لما ذكرت هذا رضي الله تعالى عنه عنها لابي بكر وعمر رضي الله عنهما هيجتهما على البكاء - 00:06:49
فجعلا يبكيان معها اي فوجد من الالم الموجب للبكاء ما وجدته فبكيا معها رضي الله تعالى عنهما. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده تواضع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:07:17
وحفظه للعهد وحسن العشرة وطيب المعاملة فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم حفظ لامها لام ايمن ما كانت قد عملته من حضانته صلى الله عليه وسلم فكان يزورها ويعودها ولا ينقطع عنها صلى الله عليه وسلم بين فائدة واخرى - 00:07:36
وفيه من الفوائد جواز زيارة الرجال للمرأة اذا انتفى المحظور من خلوة وشبهة فان ابا بكر وعمر زار هذه المرأة ولم تكن لهم محرم ولكن هذه الزيارة كانت لمصلحة وهي - 00:07:59
اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتعاهد حال هذه المرأة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكل هذه الفوائد وغيره ومما جعل هذين الصحابيين الكريمين وزير رسول الله صلى الله عليه وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودان ويزوران - 00:08:21
هذه المرأة رضي الله تعالى عنها وفي ان الانسان قد يعظ بناء على ما تبين له من حال انسان فانهما وعظاها في بكائها بناء على ما تبادر لهما من انها بكت لفراق النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:46
وفيه ان الانسان يسلي المصاب بما يخفف عنه الم المصيبة فانهما رضي الله تعالى عنهما بادر الى التخفيف عنها لما رأيا بكائها فذكر ما يكون سببا لخفة الالم وتهوينه حيث ذكر ان ما عند الله خير لرسوله - 00:09:06
مما هو في الدنيا وفي ابادة الانسان عن السبب الذي يفسر ويترجم ويبين ويكشف ما كان منه من قول او فعل في حال الالتباس فانها لما قال لها ذلك لم تسكت؟ قالت ما ابكي - 00:09:29
الا اكون اعلم ان ما عند الله خير لرسوله يعني ليس هذا الذي حملني على البكاء فليس الذي حملني جهل انما عند الله خير لرسوله. انما الذي حملني على البكاء شيء اخر وبينته - 00:09:53
لهما وهو انقطاع الوحي من السماء وفيه من الفوائد عظيم المصيبة بانقطاع الوحي من السماء حيث بكت رظي الله تعالى عنها ولما ذكرت ذلك بكيا وزيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر وعمر وخليفتاه - 00:10:09
فدل ذلك على عظيم الالم الحاصل للامة بانقطاع الوحي بان يتنزل وحي هداية ونور بصيرا وخير عظيم انقطع بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي هذا القرآن فيه من الهدى والنور ما يخرج الناس من الظلمات - 00:10:31
الى النور وما يهديهم سبل السلام فجدير بنا ان نقبل عليه فالمصيبة بانقطاع الوحي عظيمة بكى لها ابو بكر وعمر لما ذكرت ذلك ام ايمن رضي الله تعالى عنها. وفي ان - 00:10:56
الموعظة تحمل النفوس على التأثر فانها لما ذكرت ذلك وكان هذا مما يؤثر ان فعل له وبكيا رضي الله تعالى عنهما وفيه بكاء الانسان لبكاء غيره اذا كان البكاء له سبب وان ذلك لا ينقص - 00:11:14
الاجر فيما اصابه من ذلك ولا يعكر على الاخلاص فانهما بكيا لبكائها لما ذكرت سبب البكاء وفيه من الفوائد عظيم علم هذه المرأة رضي الله تعالى عنها حيث اشارت الى هذا المعنى - 00:11:39
العظيم الذي كان سببا تنبه ابي بكر وعمر لسبب بكائها وفيه ان حال الصحابة بعد انقطاع الوحي غير حالهم قبل ذلك وهذا معروف فقد كثرت الفتن وتشتت الاراء وان كان ذلك في اول الامر على نطاق ضيق فقد حفظ الله تعالى الامة في الخلافة - 00:12:02
من شرور كثيرة لكن بعد ذلك حصل في الامة من الفرقة والخلاف والفتنة ما هو اعظم واكثر مصداق قول نبينا صلى الله عليه وسلم من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا - 00:12:33
وفيه عظيم فائدة ونفع زيارة الاخيار ومجالستهم وصحبتهم فانهم انتفعوا بهذه المنفعة العظيمة بزيارة هذه المرأة وفيه ان الاعلى في المنزلة والمكانة يزور الادنى وليس في ذلك غضاضة بل ذلك من رفعة - 00:12:52
من تواب عن الله عز وجل فابو بكر وعمر زار ام ايمن رضي الله تعالى عنها فكان ذلك رفعة لهما وثوابا لهما رضي الله تعالى عنهما احياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحفظا لعهده صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:13:17
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:13:36