الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في باب زيارة اهل الخير ومجالستهم وصحبتهم عن عن ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه - 00:00:00
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب. متفق عليه وفي رواية قيل للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم فقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم المرء مع من احب - 00:00:18
وفي حديث انس رضي الله تعالى عنه قال ان اعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال متى الساعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اعددت لها - 00:00:42
وقال الرجل حب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت متفق عليه وهذا لفظ مسلم وفي رواية قال ما اعددت لها كثيرا صوم ولا صلاة ولا صدقة ولكني احب الله ورسوله - 00:01:00
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف تقول في رجل احب قوما ولم يلحق بهم - 00:01:23
قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم المرء مع من احب متفق عليه هذه الاحاديث الثلاثة مضمونها واحد في الدلالة على عظيم منزلة المحبة في الله عز وجل وكبير نفعها للانسان - 00:01:37
في المعاش والميعاد في الدنيا والاخرة فالحب في الله من اعظم ما ينال به الانسان خير الدنيا والاخرة ويدرك به ما فاته من الفضائل والمراتب حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه - 00:01:58
موافق لحديث عبد الله ابن مسعود في ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن الرجل يحب القوم ايحب رجالا لكنه لم يلحق بهم في العمل بمعنى انه نقص عنهم في اعمالهم - 00:02:18
وهو انما احبهم لما هم عليه من الصلاح. فقوله صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب في جواب الرجل اي معن احبه في الله عز وجل اي احبه لاجل ما معه من الايمان والطاعة والاحسان - 00:02:40
فالحب في الله هو ان تحب الرجل او تحب الشخص حيا كان او ميتا ادركته او لم تدركه سبب ما معه من الايمان والصلاح والهدى والاستقامة والاحسان. هذا هو الحب في الله. فاذا احب الرجل الرجل لله اذا احب - 00:02:58
غيره لله فانما يحبه لاجل الله. اي لاجل قربه من الله عز وجل ولاجل سعيه في رضا الله عز وجل فهذا الرجل في حديث ابي موسى رضي الله تعالى عنه وحديث - 00:03:21
عبد الله بن مسعود يقول في سؤاله الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم قصر عمله عنهم لم يبلغ ما كانوا عليه من صلاح وهداية لم يصل الى درجة ما هم عليه من استقامة - 00:03:40
طاعة لله عز وجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب في جواب هذا السائل المرء اي الشخص مع من احب اي مقارن له والمعية هنا تشمل - 00:03:59
المعية في الطباع والاعمال والاخلاق والدنيا والاخرة فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يجعل ذلك مقصورا على منزلة من المنازل او حال من الاحوال بل ذلك في كل احواله هو مع من احب - 00:04:18
في طباعه فكل يعمل على شاكلته ومع من احب في صلاحه واستقامته هو مع من احب فيما يجريه الله تعالى عليه في الدنيا من موجبات رحمته وعطاياه وهباته هو مع من احب - 00:04:42
فيما يكون في الاخرة من الفوز والسبق وعلو المنازل ورفعة الدرجات ودخول الجنان كل هذا يشمله قوله صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب فهذه المعية اشرف المعيات بين الناس وبين الخلق - 00:05:04
هي معية نافعة للانسان في الدنيا والاخرة وفي الدنيا من امثلة ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يحضر مجلسا من مجالس الخير وحلقة من حلق العلم - 00:05:26
ومجلسا من مجالس الذكر لحاجة او غرض فاذا صعد الملائكة لله عز وجل واخبروه بما كان من حال اهل هذا المجلس قال جل وعلا لهم قد غفرت فتقول الملائكة فيهم فلان - 00:05:43
ليس منهم فيقول الله عز وجل هم القوم لا يشقى بهم جليسهم هم القوم لا لا يشقى بهم جليسهم وهذا من معاني قول النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب - 00:06:07
فان هذا نال المغفرة ونال العطاء الجزيل من رب العالمين لما وافق هؤلاء فيما هم فيه من ذكر ولو لم يكن قد جاء لذلك فالمرء مع من وافقه في عمله من اهل الصلاح فاذا كان قلبه عامرا بمحبة الصالحين بلغ منزلة عالية ومرتبة رفيعة - 00:06:24
اذ ان ذلك من الطاعات فالحب في الله والبغض في الله من اوثق عرى الايمان فمن جزاءه واجره وثوابه ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله المرء مع من احب - 00:06:49
وفي حديث انس في خبر الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال ما اعددت لها سأله عن ما ينفعه وما يعود عليه بالنفع الحاضر والاجل العاجل والمؤجل - 00:07:04
من كونه مشتغلا بما ينفعه اذا قامت الساعة فان علم الساعة الى الله قل لا يعلم ما في السماوات والارض الغائب الا الله وعنده علم الساعة يسألونك عن الساعة ايان مرساها فيما انت من ذكراها. الى ربك منتهاها - 00:07:25
فعلمها عند الله عز وجل لا يعلمها الا هو جل في علاه لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والارض. لا تأتيكم الا بغداد فلا سبيل الى علمها ولذلك وجهه الى ما ينفعه في استقبال الساعة من التهيؤ لها والاستعداد. قال ما اعددت لها - 00:07:48
اي شيء تجهزت به للساعة للقاء ربك لقيام القيامة. فقال الرجل ما اعددت لها كثيرا صيام ولا صلاة ولا صدقة ولكني احب الله ورسوله فذكر من حاله انه ليس بكثير صوم - 00:08:10
ولا بكثير صدقة ولا بكثير صلاة والمقصود بذلك ما كان من التطوعات والنوافل والقربات اما الواجبات فلابد منها فالتقصير فيها قصور يوجب الاثم والحق ذلك المقصرة العقوبة قال وانما احب الله ورسوله ما اعددت له هكذا ولكني احب الله ورسوله - 00:08:34
ولكني احب الله ورسوله فذكر عملا صالحا وهو محبة الله ومحبة رسوله وهي من المنزلة في العلو والمرتبة تبلغ الانسان من الرفعة والمكانة ما لا يبلغه بعمله في صلاة او صدقة او صوف فالصلاة والصدقة والصوم التي خلت او قصر فيها او نقص - 00:09:07
ما يكون من حب الله ورسوله ليست حال من احب الله ورسوله ولو قصر عن بعض العمل فان النبي صلى الله عليه وسلم قال في جواب هذا السائل لما سأله - 00:09:38
قال انت مع مع من احببت انت مع من احببت انت مع من احببت اي لك معية مع من احببت فلك معي مع الله لك معية من الله عز وجل بالتسديد والتوفيق والهداية والارشاد والاعانة - 00:09:54
بما تقتضيه معيته الخاصة جل في علاه ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ان الله مع الصابرين وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الحديث الالهي - 00:10:18
في بيان معية الله اوليائه وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه - 00:10:32
فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها كل ذلك في معية التوفيق والتسديد والاعانة والهداية والارشاد كل ما يتمناه الانسان - 00:10:57
في تحصيل المطالب والامن من المكروهات سيوفقك ويحفظك في سمعك وبصرك وبطش يدك ونقل قدمك فلا تسمع ولا تبصر ولا تعامل ولا تنتقل الا على نور من الله وهداية منه ومعية - 00:11:18
ثم قال ولان استنصرني لانصرنه ولئن استعاذني لاعيذنه فمن كان الله معه امن من كل ضر في دنياه وفي اخراه فنسأل الله ان يجعلنا من المتقين المحسنين الذين معهم رب العالمين كما - 00:11:43
قال تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون واما معية الرسول صلى الله عليه وسلم ففي الدنيا بموافقته على هديه والعمل بسنته ومحبته والذب عنه وفي الاخرة بمرافقته في الجنة. نسأل الله من فضله - 00:12:00
فيكون الانسان واردا لحوضه في الموقف ومحشورا تحت لوائه ويكون معه في دخول الجنة سبقا ويكون معه في الجنة باللقاء معه جل باللقاء معه باللقاء معه صلى الله عليه وسلم بفظل الله وكرمه جل في علاه - 00:12:20
فينبغي للمؤمن ان يدرك عظيم ما يناله بمحبة الله ورسوله وهذا كله يبين عظيم محبة الله وفضل محبة النبي صلى الله عليه وسلم وفضل محبة الصالحين ومحبة اولياء الله عز وجل. هذه الاحاديث فيها جملة من الفوائد. من فوائدها بيان - 00:12:42
عظيم فظل الحب في الله وان الحب في الله من منازل السعادة في الدنيا والاخرة وفيه من الفوائد ان محبة اولياء الله عز وجل توجب موافقتهم ومشاكلتهم والانضمام اليهم والاجتماع معهم - 00:13:04
والموافقة لهم في العمل وفيه من الفوائد ان المحبة في الله محبة اولياء الله جميلة العواقب في الاخرة فانها تبلغ الانسان من المراتب ما لا يبلغه بعمله فان هذا الرجل لما قال الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم في العمل والمنزلة - 00:13:30
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وبشر المرء مع من احب وفيه من الفوائد ان اعمال القلوب يجتاز بها الانسان مراتب كثيرة ويبلغ بها منازل عالية قد قصر عنها - 00:13:54
عمله فينبغي للانسان ان يعتني بقلبه وان يعمره بكل جميل وان يصرف عنه وان يصرف عنه ويدفع كل قبيح فان العناية بالقلوب تبلغ الناس عالي المنازل ورفيع المكانة. وقد قال القائل - 00:14:13
قطع المسافة بالقلوب اليك لا بالسير فوق مقاعد الركبان. فقطع المسافة الى الله عز وجل بما يكون في القلب ولا شك ان العمل تابع ومطلوب لكن المرتبة الاولى الذي ينبغي الا يفرط فيه ويبلغ به الانسان ما لا يبلغ بعمله ما يكون في قلبه من ايمان وتصديق وحسن قصد وسلامة نية ورغبة في الخير - 00:14:34
ومحبة لله ورسوله ومحبة لاولياء الله وفيه من الفوائد خطورة محبة اهل الفسق والفجور فانه كما تضمن الحديث الترغيب في محبة اولياء الله وعباده الصالحين فيه التحذير والتنفير من محبة اهل الفسق والفجور - 00:15:02
فان ذلك مما يوجب الهلاك لقول النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب. ولقوله انت مع من احببت فاحذر ان يتمكن في قلبك محبة اهل الفسق واهل الفجور. وذلك - 00:15:24
الميل اليهم والركون اليهم فان ذلك يوجب العقوبة ويوجب ان توافقهم في العمل في الدنيا وان توافقهم في المآل والمنتهى في الاخرة وفيه من الفوائد ان الانسان ينبغي له ان ينتقي من يحب - 00:15:41
وان يجتهد في محبة اولياء الله وعباده الصالحين فان ذلك مما يوجب الخير للانسان في دنياه وفي اخراه وهذا لا يعني الا يقع بينه وبين احد من اهل الايمان واولياء الله - 00:16:05
بغضه فقد يقع بينه وبين احد من اولياء الله والصالحين شيء من البغض والكره لامر يتعلق بالدنيا او لامر يتعلق بالطباع والنفرة فهذا ليس مقصودا انما وهذا ليس مؤثرا لان هذا قد تقتضيه الطبيعة. لكن الشأن كله شأن فيما يتعلق المحبة لطاعته. لان الانسان - 00:16:23
قد يحب غيره لاحسانه. قد يحب غيره لقرابته. قد يحب غيره لصداقته. قد يحب غيره لموافقته في امر من الامور لكن اعلى ما يكون من المحاب واشرف ما يكون من انواع الحب هو ان تحبه لله لا تحبه لسوى ذلك. ليس بينك وبينه نعمة او فظل او - 00:16:52
واحسان لا تحبه الا لله فليس في قلبك له الا المحبة لاجل ما ترى وتشاهد من محبته وفيه ان المحبة موجبة للمنازل العالية ما لم يوجد مانع فان الانسان اذا احب غيره محبة - 00:17:16
لله لكنها محبة مغلوطة في غير محلها سلك فيها غير الطريق الموصل الى النجاة فانها لا تنفعك. ولذلك يقول الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوه يحببكم الله فليس - 00:17:37
نافعا ان يدعي الانسان محبة الله ثم لا يجري على ما جعله الله طريقا لتحصيل محبته. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فرتب على محبة الله شرطا لا ينال به حب الله الا به - 00:17:55
وهو ان يكون متبعا ولهذا الذين يزعمون انهم يحبون اولياء الله فيغلون فيهم غلوا يصرفون اليهم انواع من العبادات ويتوجهون اليهم بانواع من القربات ويسألونهم قضاء الحاجات فهؤلاء ليسوا مع من احبوا - 00:18:18
بل هؤلاء يتبرأ منهم يوم القيامة قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله او اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله ولو ترى اذ اذ اذ اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا. ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب المودات - 00:18:42
فينبغي للانسان ان يحرص على صدق المحبة وان تكون محبة على نحو ما شرع الله عز وجل وما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم ليصل الى هذه النتيجة انت مع مع من احببت - 00:19:08
والمرء مع من احب هذه جملة من الفوائد التي تضمنها هذا الخبر النبوي الشريف فنسأل الله عز وجل ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:19:27
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في باب زيارة اهل الخير ومجالستهم وصحبتهم عن عن ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه - 00:00:00
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب. متفق عليه وفي رواية قيل للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم فقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم المرء مع من احب - 00:00:18
وفي حديث انس رضي الله تعالى عنه قال ان اعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال متى الساعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اعددت لها - 00:00:42
وقال الرجل حب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت متفق عليه وهذا لفظ مسلم وفي رواية قال ما اعددت لها كثيرا صوم ولا صلاة ولا صدقة ولكني احب الله ورسوله - 00:01:00
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف تقول في رجل احب قوما ولم يلحق بهم - 00:01:23
قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم المرء مع من احب متفق عليه هذه الاحاديث الثلاثة مضمونها واحد في الدلالة على عظيم منزلة المحبة في الله عز وجل وكبير نفعها للانسان - 00:01:37
في المعاش والميعاد في الدنيا والاخرة فالحب في الله من اعظم ما ينال به الانسان خير الدنيا والاخرة ويدرك به ما فاته من الفضائل والمراتب حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه - 00:01:58
موافق لحديث عبد الله ابن مسعود في ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن الرجل يحب القوم ايحب رجالا لكنه لم يلحق بهم في العمل بمعنى انه نقص عنهم في اعمالهم - 00:02:18
وهو انما احبهم لما هم عليه من الصلاح. فقوله صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب في جواب الرجل اي معن احبه في الله عز وجل اي احبه لاجل ما معه من الايمان والطاعة والاحسان - 00:02:40
فالحب في الله هو ان تحب الرجل او تحب الشخص حيا كان او ميتا ادركته او لم تدركه سبب ما معه من الايمان والصلاح والهدى والاستقامة والاحسان. هذا هو الحب في الله. فاذا احب الرجل الرجل لله اذا احب - 00:02:58
غيره لله فانما يحبه لاجل الله. اي لاجل قربه من الله عز وجل ولاجل سعيه في رضا الله عز وجل فهذا الرجل في حديث ابي موسى رضي الله تعالى عنه وحديث - 00:03:21
عبد الله بن مسعود يقول في سؤاله الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم قصر عمله عنهم لم يبلغ ما كانوا عليه من صلاح وهداية لم يصل الى درجة ما هم عليه من استقامة - 00:03:40
طاعة لله عز وجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب في جواب هذا السائل المرء اي الشخص مع من احب اي مقارن له والمعية هنا تشمل - 00:03:59
المعية في الطباع والاعمال والاخلاق والدنيا والاخرة فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يجعل ذلك مقصورا على منزلة من المنازل او حال من الاحوال بل ذلك في كل احواله هو مع من احب - 00:04:18
في طباعه فكل يعمل على شاكلته ومع من احب في صلاحه واستقامته هو مع من احب فيما يجريه الله تعالى عليه في الدنيا من موجبات رحمته وعطاياه وهباته هو مع من احب - 00:04:42
فيما يكون في الاخرة من الفوز والسبق وعلو المنازل ورفعة الدرجات ودخول الجنان كل هذا يشمله قوله صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب فهذه المعية اشرف المعيات بين الناس وبين الخلق - 00:05:04
هي معية نافعة للانسان في الدنيا والاخرة وفي الدنيا من امثلة ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يحضر مجلسا من مجالس الخير وحلقة من حلق العلم - 00:05:26
ومجلسا من مجالس الذكر لحاجة او غرض فاذا صعد الملائكة لله عز وجل واخبروه بما كان من حال اهل هذا المجلس قال جل وعلا لهم قد غفرت فتقول الملائكة فيهم فلان - 00:05:43
ليس منهم فيقول الله عز وجل هم القوم لا يشقى بهم جليسهم هم القوم لا لا يشقى بهم جليسهم وهذا من معاني قول النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب - 00:06:07
فان هذا نال المغفرة ونال العطاء الجزيل من رب العالمين لما وافق هؤلاء فيما هم فيه من ذكر ولو لم يكن قد جاء لذلك فالمرء مع من وافقه في عمله من اهل الصلاح فاذا كان قلبه عامرا بمحبة الصالحين بلغ منزلة عالية ومرتبة رفيعة - 00:06:24
اذ ان ذلك من الطاعات فالحب في الله والبغض في الله من اوثق عرى الايمان فمن جزاءه واجره وثوابه ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله المرء مع من احب - 00:06:49
وفي حديث انس في خبر الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال ما اعددت لها سأله عن ما ينفعه وما يعود عليه بالنفع الحاضر والاجل العاجل والمؤجل - 00:07:04
من كونه مشتغلا بما ينفعه اذا قامت الساعة فان علم الساعة الى الله قل لا يعلم ما في السماوات والارض الغائب الا الله وعنده علم الساعة يسألونك عن الساعة ايان مرساها فيما انت من ذكراها. الى ربك منتهاها - 00:07:25
فعلمها عند الله عز وجل لا يعلمها الا هو جل في علاه لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والارض. لا تأتيكم الا بغداد فلا سبيل الى علمها ولذلك وجهه الى ما ينفعه في استقبال الساعة من التهيؤ لها والاستعداد. قال ما اعددت لها - 00:07:48
اي شيء تجهزت به للساعة للقاء ربك لقيام القيامة. فقال الرجل ما اعددت لها كثيرا صيام ولا صلاة ولا صدقة ولكني احب الله ورسوله فذكر من حاله انه ليس بكثير صوم - 00:08:10
ولا بكثير صدقة ولا بكثير صلاة والمقصود بذلك ما كان من التطوعات والنوافل والقربات اما الواجبات فلابد منها فالتقصير فيها قصور يوجب الاثم والحق ذلك المقصرة العقوبة قال وانما احب الله ورسوله ما اعددت له هكذا ولكني احب الله ورسوله - 00:08:34
ولكني احب الله ورسوله فذكر عملا صالحا وهو محبة الله ومحبة رسوله وهي من المنزلة في العلو والمرتبة تبلغ الانسان من الرفعة والمكانة ما لا يبلغه بعمله في صلاة او صدقة او صوف فالصلاة والصدقة والصوم التي خلت او قصر فيها او نقص - 00:09:07
ما يكون من حب الله ورسوله ليست حال من احب الله ورسوله ولو قصر عن بعض العمل فان النبي صلى الله عليه وسلم قال في جواب هذا السائل لما سأله - 00:09:38
قال انت مع مع من احببت انت مع من احببت انت مع من احببت اي لك معية مع من احببت فلك معي مع الله لك معية من الله عز وجل بالتسديد والتوفيق والهداية والارشاد والاعانة - 00:09:54
بما تقتضيه معيته الخاصة جل في علاه ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ان الله مع الصابرين وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الحديث الالهي - 00:10:18
في بيان معية الله اوليائه وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه - 00:10:32
فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها كل ذلك في معية التوفيق والتسديد والاعانة والهداية والارشاد كل ما يتمناه الانسان - 00:10:57
في تحصيل المطالب والامن من المكروهات سيوفقك ويحفظك في سمعك وبصرك وبطش يدك ونقل قدمك فلا تسمع ولا تبصر ولا تعامل ولا تنتقل الا على نور من الله وهداية منه ومعية - 00:11:18
ثم قال ولان استنصرني لانصرنه ولئن استعاذني لاعيذنه فمن كان الله معه امن من كل ضر في دنياه وفي اخراه فنسأل الله ان يجعلنا من المتقين المحسنين الذين معهم رب العالمين كما - 00:11:43
قال تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون واما معية الرسول صلى الله عليه وسلم ففي الدنيا بموافقته على هديه والعمل بسنته ومحبته والذب عنه وفي الاخرة بمرافقته في الجنة. نسأل الله من فضله - 00:12:00
فيكون الانسان واردا لحوضه في الموقف ومحشورا تحت لوائه ويكون معه في دخول الجنة سبقا ويكون معه في الجنة باللقاء معه جل باللقاء معه باللقاء معه صلى الله عليه وسلم بفظل الله وكرمه جل في علاه - 00:12:20
فينبغي للمؤمن ان يدرك عظيم ما يناله بمحبة الله ورسوله وهذا كله يبين عظيم محبة الله وفضل محبة النبي صلى الله عليه وسلم وفضل محبة الصالحين ومحبة اولياء الله عز وجل. هذه الاحاديث فيها جملة من الفوائد. من فوائدها بيان - 00:12:42
عظيم فظل الحب في الله وان الحب في الله من منازل السعادة في الدنيا والاخرة وفيه من الفوائد ان محبة اولياء الله عز وجل توجب موافقتهم ومشاكلتهم والانضمام اليهم والاجتماع معهم - 00:13:04
والموافقة لهم في العمل وفيه من الفوائد ان المحبة في الله محبة اولياء الله جميلة العواقب في الاخرة فانها تبلغ الانسان من المراتب ما لا يبلغه بعمله فان هذا الرجل لما قال الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم في العمل والمنزلة - 00:13:30
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وبشر المرء مع من احب وفيه من الفوائد ان اعمال القلوب يجتاز بها الانسان مراتب كثيرة ويبلغ بها منازل عالية قد قصر عنها - 00:13:54
عمله فينبغي للانسان ان يعتني بقلبه وان يعمره بكل جميل وان يصرف عنه وان يصرف عنه ويدفع كل قبيح فان العناية بالقلوب تبلغ الناس عالي المنازل ورفيع المكانة. وقد قال القائل - 00:14:13
قطع المسافة بالقلوب اليك لا بالسير فوق مقاعد الركبان. فقطع المسافة الى الله عز وجل بما يكون في القلب ولا شك ان العمل تابع ومطلوب لكن المرتبة الاولى الذي ينبغي الا يفرط فيه ويبلغ به الانسان ما لا يبلغ بعمله ما يكون في قلبه من ايمان وتصديق وحسن قصد وسلامة نية ورغبة في الخير - 00:14:34
ومحبة لله ورسوله ومحبة لاولياء الله وفيه من الفوائد خطورة محبة اهل الفسق والفجور فانه كما تضمن الحديث الترغيب في محبة اولياء الله وعباده الصالحين فيه التحذير والتنفير من محبة اهل الفسق والفجور - 00:15:02
فان ذلك مما يوجب الهلاك لقول النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب. ولقوله انت مع من احببت فاحذر ان يتمكن في قلبك محبة اهل الفسق واهل الفجور. وذلك - 00:15:24
الميل اليهم والركون اليهم فان ذلك يوجب العقوبة ويوجب ان توافقهم في العمل في الدنيا وان توافقهم في المآل والمنتهى في الاخرة وفيه من الفوائد ان الانسان ينبغي له ان ينتقي من يحب - 00:15:41
وان يجتهد في محبة اولياء الله وعباده الصالحين فان ذلك مما يوجب الخير للانسان في دنياه وفي اخراه وهذا لا يعني الا يقع بينه وبين احد من اهل الايمان واولياء الله - 00:16:05
بغضه فقد يقع بينه وبين احد من اولياء الله والصالحين شيء من البغض والكره لامر يتعلق بالدنيا او لامر يتعلق بالطباع والنفرة فهذا ليس مقصودا انما وهذا ليس مؤثرا لان هذا قد تقتضيه الطبيعة. لكن الشأن كله شأن فيما يتعلق المحبة لطاعته. لان الانسان - 00:16:23
قد يحب غيره لاحسانه. قد يحب غيره لقرابته. قد يحب غيره لصداقته. قد يحب غيره لموافقته في امر من الامور لكن اعلى ما يكون من المحاب واشرف ما يكون من انواع الحب هو ان تحبه لله لا تحبه لسوى ذلك. ليس بينك وبينه نعمة او فظل او - 00:16:52
واحسان لا تحبه الا لله فليس في قلبك له الا المحبة لاجل ما ترى وتشاهد من محبته وفيه ان المحبة موجبة للمنازل العالية ما لم يوجد مانع فان الانسان اذا احب غيره محبة - 00:17:16
لله لكنها محبة مغلوطة في غير محلها سلك فيها غير الطريق الموصل الى النجاة فانها لا تنفعك. ولذلك يقول الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوه يحببكم الله فليس - 00:17:37
نافعا ان يدعي الانسان محبة الله ثم لا يجري على ما جعله الله طريقا لتحصيل محبته. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فرتب على محبة الله شرطا لا ينال به حب الله الا به - 00:17:55
وهو ان يكون متبعا ولهذا الذين يزعمون انهم يحبون اولياء الله فيغلون فيهم غلوا يصرفون اليهم انواع من العبادات ويتوجهون اليهم بانواع من القربات ويسألونهم قضاء الحاجات فهؤلاء ليسوا مع من احبوا - 00:18:18
بل هؤلاء يتبرأ منهم يوم القيامة قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله او اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله ولو ترى اذ اذ اذ اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا. ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب المودات - 00:18:42
فينبغي للانسان ان يحرص على صدق المحبة وان تكون محبة على نحو ما شرع الله عز وجل وما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم ليصل الى هذه النتيجة انت مع مع من احببت - 00:19:08
والمرء مع من احب هذه جملة من الفوائد التي تضمنها هذا الخبر النبوي الشريف فنسأل الله عز وجل ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:19:27