التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فنواصل ايها الاخوة والاخوات قراءتنا من كتاب رياض الصالحين للامام النووي رحمه الله تعالى - 00:00:04ضَ
يقول في باب المبادرة الى الخيرات والحث عليها عن ابي سروعة. ويجوز ان تقول وعن ابي سروع عقبة ابن الحارث رضي الله عنه قال صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر - 00:00:24ضَ
فسلم ثم قام مسرعا صلى الله عليه وسلم فتخطى رقاب الناس الى بعض حجر نسائه ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم فرأى انهم قد عجبوا من سرعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت شيئا من تبر عندنا. والتبر هو - 00:00:44ضَ
قطع ذهب او فضة التبر يطلق على الذهب اذا لم يكن مصوغا قال ذكرت شيئا من تبر عندنا. وفي رواية قال ذكرت وانا في الصلاة شيئا من تبر عندنا. فكرهت ان يحبسني - 00:01:15ضَ
فامرت بقسمته رواه البخاري وفي رواية له قال كنت خلفت في البيت تبرا كنت خلفت في البيت تبرا من الصدقة فكرهت ان ابيته النبي صلى الله عليه وسلم تأمل كيف انه - 00:01:37ضَ
خرج بعد الصلاة مسرعا ففزع الناس النبي صلى الله عليه وسلم ليس من عادته ان يقوم بعد الصلاة مباشرة بل يقول الاذكار التي تقال دبر الصلوات وليس من عادته ان يمشي مسرعا - 00:02:03ضَ
نعم من صفة مشيه صلى الله عليه وسلم الاسراع قليلا وكانه يعني ينحدر من صبب اه لكن ليس هذا من عادتي هكذا في المسجد. ففزع الصحابة رضي الله عنهم ما الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:24ضَ
يترك الاذكار بعد الصلاة ويسرع الى بيته قال ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت ان يحبسني تذكر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة ان عنده ذهب في البيت - 00:02:48ضَ
هو من الصدقة يريد ان يتصدق به لكن ربما نسيه. ونسي ان يأمر زوجاته ان يتصدقن به قال فكرهت ان يحبسني تأمل في قوله فكرهت ان يحبسني قال العلماء ما معنى يحبسني؟ كيف يحبسه - 00:03:06ضَ
قالوا ان يحبس قلبه ويشغل فكره عن التوجه والاقبال على الله جل وعلا سبحان الله فامرت بقسمته يستفاد من هذا الاخوة فائدة عظيمة وهي ان متاع الدنيا كلما كثر في حياة الانسان فهو يشوش عليه صفاء قلبه. هذه العبودية - 00:03:28ضَ
تحقيقها امر عظيم. ليس كما نظن نحن نحن نصلي ونذكر الله ونصوم ربما ما نشعر بالخشوع في قلوبنا نسأل الله تعالى السلامة والعافية. فتأمل كيف ان مثل هذا الفكر اليسير في الصلاة في الذهب - 00:04:10ضَ
كيف كدر قلب النبي صلى الله عليه وسلم وخرج فزعا مسرعا بعد الصلاة. ليتخلص منه وقال كرهت ان يحبسني يحبسني يحبس قلبي عن الاقبال على الله. سبحان الله. ولهذا كان بعض الصحابة - 00:04:34ضَ
رضي الله عنهم يقول اعوذ بالله من تفرقة الهم او تفرقة القلب. قالوا وكيف ذلك؟ قال ان يكون لك في كل في وادي المال يعني ربما يكثر متاع الدنيا على الانسان فيتفرق قلبه فيه - 00:04:56ضَ
افكر في بنايته في مزرعته يفكر في تجارته يفكر يفكر ما ينتهي التفكير حتى اذا قام في صلاته يفكر في هذه الامور تهجم عليه وهذا من طبع الانسان الانسان الاخوة قلبه ما سمي قلبا الا من تقلبه - 00:05:17ضَ
والشيطان جعل له السبيل في الوسوسة. لكن هذا انما يكون في القلب اذا احب الدنيا وتعلق بها. اما المؤمن الذي عرف حقيقة الدنيا يا وحقارتها وانها لا شيء. ايام معدودة وكل ما فيها يذهب كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام - 00:05:36ضَ
فمهما كثر ماله كثر متاعه كثرت تجارته لا يتعلق القلب بها. ابو بكر رضي الله عنه كان تاجرا. عثمان رضي الله عنه كان تاجرا ما يمنع لكن المشكلة في تعلق القلوب. الدنيا ما كانت في قلوب الصحابة رضي الله عنهم. كانت في ايديهم ليست في قلوبهم - 00:06:02ضَ
لكن اليوم انعكست المسألة. لماذا اليوم نحن نشتكي من قلة الخشوع في الصلاة من عدم البكاء من خشية الله؟ لان قلوبنا اصبحت مفرقة في متاع الدنيا في شهواتها في ملذاتها في مشاكلها في همومها لان لها - 00:06:22ضَ
قدرا في قلوبنا. هذه المشكلة اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته. ثم يهيج فتراهم الصرة ثم يكون حطاما - 00:06:42ضَ
هذه حقيقة الدنيا لمن عاش لاجلها. اما الذي يعيش في الدنيا لاجل الاخرة تكون الدنيا مزرعة للاخرة. طريقا الى الاخرة اذا على المسلم ان لا يعلق قلبه بهذه الشهوات في الدنيا. وان يكثر على المسلم ان لا يكثر - 00:07:00ضَ
من آآ الكماليات ومتاع الدنيا. وهذه من افات عصرنا اليوم. اصبحت حياتنا الله المستعان كلها كماليات وذلك يشغل الانسان لماذا؟ لكثرة المتاع الذي عنده في الدنيا. يشغل فلان اين ذهبت العصر اليوم؟ يقول ذهبت محل فلان يصلح الحاجة الفلانية. وذهبت اليوم الى كذا. ذهبت اليوم الى كذا. كل - 00:07:24ضَ
امر في النهاية يستطيع الانسان ان يستغني عنه. لن آآ تتعطل حياته. اذا ترك هذه الامور لكن هكذا حياتنا اصبحت للاسف نسأل الله تعالى ان ينشولنا من هذه الاوحال او حال الدنيا - 00:07:56ضَ
والتعلق بها ويجعل اكبر همنا هو ديننا اكبر همنا هو ربنا اكبر همنا هو لقاء الله هذا الحديث يذكرني ايضا بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما صلى في خميصة لها اعلام يعني كساء له اعلام نظر - 00:08:16ضَ
في اعلاميا نظرة ثم بعد الصلاة قال اذهبوا بخميصة هذه الى ابي الجهم. ابو الجهم اعطاه ذي الخميصة هدية وقال اذهبوا بخميصة هذه الى ابي الجهم ردوها عليه. لكن حتى يجبر خاطره قال واتوني بجانية ابي الجهل. يعني يعطيني - 00:08:36ضَ
لباس ليس في خطوط. قال فانها الهتني انفا عن صلاتي كمل كيف نظرة واحدة الى خطوط كدرت قلب النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة. فماذا نقول نحن ونسأل الله تعالى السلامة والعافية. الواحد منا ممكن يصلي ويذهب بعيدا. ممكن بعد ركعة ركعتين يذكر انه الان يريد ان يخشع - 00:08:57ضَ
في صلاته الله المستعان. تأمل في حال القلوب الحية النبي صلى الله عليه وسلم ذهب ذات يوم الى بيت فاطمة رضي الله عنها. فلما وصل الى باب البيت رجع فزعت فاطمة رضي الله عنها لماذا رجع؟ - 00:09:25ضَ
رجعوا يقول ما لي وللدنيا ما لي وللرقم. يعني رأى على بابها سترا عليه نقوش ستار عليه نقوش. فكره ذلك وقال ما لي وللدنيا ما لي وللرقم. ورجع يعني الان حياتنا كلها زخارف. كلها دنيا وكلها متاع. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها - 00:09:46ضَ
ومؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. والله الزود في الدنيا راحة للقلب. عندما تزهد في متاع الدنيا اقبل على ما ينفعك على العلم النافع على العمل الصالح. والله تستريح من الطعام والشراب والقيل والقال والامراض وكثرة النوم - 00:10:16ضَ
يكون عندك هم في تلاوة القرآن وتدبره والعلم النافع هذا انفع لك كثير بل بلا موازنة من ان يكون همك اللهث خلف متاع الدنيا النبي صلى الله عليه وسلم قال كرهت ان يحبسني. هذه عبارة عجيبة - 00:10:36ضَ
كرهت ان يحبسني هكذا قال بعض العلماء في تفسير هذه الكلمة يشغلني التفكير فيه عن التوجه والاقبال على الله لان المحبوس حقا من حبس قلبه عن الله والمأسور حقا من اسر قلبه عن الله. كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى - 00:11:00ضَ
نسأل الله تعالى ان يرزقنا قلوبا سليمة. مطمئنة بذكره مشتاقة للقائه قال ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت ان يحبسني. فامرت بقسمته وقال ذكرت وانا في الصلاة ذكرت وانا في الصلاة - 00:11:25ضَ
فمثل هذا لا يظر لا يبطل الصلاة وايضا كما عرفنا هذا من طبيعة البشر حتى النبي صلى الله عليه وسلم لا يخلو من شيء من هذا. وان كان قليلا في حقه صلى الله عليه وسلم - 00:11:47ضَ
وايضا هذا الفكر الذي طرأ عليه في صلاته ليس فكرا في الدنيا بل يهمه امر الصدقة بهذا المال وهذا يشبه قول عمر رضي الله عنه كان يقول اني لاجهز جيشي وانا في الصلاة - 00:12:01ضَ
ليس معنى هذا ان كل صلاته مع الجيش لا يعني يمكن يخطر في باله ان اضع فلان في المقدمة وفلان في الميمنة وفلان كذا وخلاص يصلي آآ مثلا وايضا هذا - 00:12:16ضَ
ربما ليس من حقنا نحن نتكلم فيه لان هذه القلوب طاهرة وعظيمة ممكن ان تجمع بين عبوديات في حال واحد والله اعلم قال كنت خلفت في البيت تبرا من الصدقة فكرهت ان ابيته - 00:12:29ضَ
يعني ان اتركه في البيت حتى يدخل الليل ويبيت هذا الذهب في بيتي فيريد ان يتصدق به قبل ان يأتي المساء والليل فاذا نستفيد من هذا الحديث كما ذكر النووي رحمه الله تعالى الحديث في هذا الباب المبادرة الى الخيرات - 00:12:51ضَ
فالنبي صلى الله عليه وسلم تأمل تأمل كيف يعني سارع الى صدق بهذا المال ما اخر العوائق تأتي الانسان والتسويف يمنعه والموت يفجأه فلا تؤخر عندك مال تريد تصدق فيه تصدق فيه قبل ان تنام اليوم. ما تدري - 00:13:14ضَ
وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت. ما تدري لعل هذه الدراهم اليسيرة تكون سببا في نجاتك من النار. اتقوا النار ولو بشق تمرة لا تسوف عمل الخير. والله لنا في هذا الحديث عبرة عظيمة. تأمل بعد الصلاة مباشرة بعد ان سلم قام مسرعا - 00:13:37ضَ
يريد ان يتصدق بهذا المال انظر الى المسارعة في الخيرات هكذا ينبغي للمسلم ان يسارع الى فعل الخيرات وان لا يسوف البخاري رحمه الله تعالى ذكر هذا الحديث في مواطن - 00:13:57ضَ
نقرأ الابواب او بعض الابواب التي آآ بوب آآ عليها وجعل تحت هذا الحديث حتى اعرف ان فقه البخاري في ابوابه. قال باب من صلى بالناس فذكر حاجة فتخطاهم يعني هذا جائز - 00:14:18ضَ
واحد ذكر حاجة وتخطى رقاب الناس بعد الصلاة. هذا جائز. قال باب مكث الامام في مصلاه بعد السلام. الامام ممكن بعد السلام يخرج مباشرة وما يمكث في مصلاه بدليل هذا الحديث. وان كان الافضل ان يجلس لكن اذا طرأت له حاجة لا بأس - 00:14:36ضَ
قال باب من اسرع في مشيه لحاجة او قصد يعني هذا لا ينافي الوقار فيمكن ان يسرع الانسان احيانا في مشيه. ممكن ترى عالما او شيخا يسرع في مشي تقول هذا وين الوقار؟ وين صفة اهل العلم؟ ما تدري يمكن يكون عنده - 00:14:56ضَ
ظرف او غرظ معين. وقال البخاري باب من احب تعجيل الصدقة من يومها هذا يوافق ما بوب به النووي رحمه الله تعالى باب المبادرة الى الخيرات ولتعجيل الصدقة من يومها تعجل الصدقة في نفس اليوم ما دام عندك مال تريد تصدق فيه لا تؤخر - 00:15:16ضَ
من نفس اليوم قال باب من صلى بالناس فذكر حاجة هذه هذا ذكرناه نعم فتخطاهم قال البخاري باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة يعني ان الانسان يفكر في شيء في صلاته - 00:15:39ضَ
وذكر قول عمر رضي الله عنه فهذا سبحان الله انظر تبويبات البخاري كلها في حديث واحد. يفرق الحديث كلما ذكر يعني في كتاب من الكتب في الصدقة في الصلاة يذكر هذا الباب ويذكر تحت هذا الحديث يعيده ويكرره - 00:16:01ضَ
يعني اهل العلم هكذا يستنبطون الاحكام والفوائد. الكثيرة والعظيمة منه. الحديث الواحد. لعلنا بهذا الحديث اليوم ونسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا وان يجعلنا من السابقين المسارعين في الخيرات والحمد لله رب العالمين - 00:16:20ضَ
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:16:42ضَ