التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين للامام النووي رحمه الله تعالى - 00:00:04ضَ
يقول في باب المبادرة الى الخيرات والحث عليها عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اي الصدقة اعظم اجرا - 00:00:21ضَ
قال ان تصدق وانت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى اذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا. وقد كان لفلان متفق عليه سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الصدقة اعظم اجرا؟ فقال ان تصدق وانت صحيح شحيح - 00:00:36ضَ
تصدق وانت صحيح في عافية وصحة قال شحيح. وفي رواية حريص لان الانسان ما دام في صحته وعافيته اه يحب المال ويشح به. لانه يريد ان يستمتع به في حياته - 00:01:08ضَ
واذا اراد ان يتصدق جاءه الشيطان يذكره بالتزامات كثيرة ربما يذكره بامور مستقبلية يتوهمها وهي غير واقعية. الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا. والله واسع عليم - 00:01:32ضَ
ان تتصدق تقول لك لا ادخر لك هذا المبلغ لعلك تكون مريضا في الايام القادمة وتحتاج الى علاج بالملايين فلا تتصدق بشيء حتى تجمع الملايين. حتى تجمع مئات الالوف تريد ان تتصدق ولو بمبلغ يسير يقول لك لا اولادك احوج الى هذا المبلغ مع انك قد كفيت اهلك واولادك مثلا وهكذا - 00:01:58ضَ
اذكرك بالتزامات وامور حتى يبعدك عن الصدقة قال ان تصدق وانت صحيح شحيح في هذا الوقت اذا تصدقت فهذا يدل على ان قلب المؤمن انما تعلق بالله والدار الاخرة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم يبين حال الانسان في حال صحته وشحه بماله قال تخشى الفقر وتأمل الغنى - 00:02:27ضَ
ففي مثل هذا الحال ما يتصدق الا من في قلبه يقين بالله وانه ما نقص مال من صدقة. وان الله يبارك لك في مالك. تخشى الفقر الشيطان يعدكم الفقر وكلما اردت ان تتصدق يقول لك ما لك سينقص - 00:02:58ضَ
قد تحتاج واهلك قد يحتاجون وعليك تكاليف وهكذا تخشى الفقر وتأمل الغنى تأمل الغنى ترجو ان تكون غنيا عندك المال تتوسع في دنياك وحياتك وهكذا تريد ان تتصدق يقول لك لا - 00:03:18ضَ
بدل ان تتصدق جمع هذا المال حتى تشتري سيارة افخم من هذه السيارة التي عندك. مع ان هذه السيارة الحمد لله اه توصلك وتأتي بك وتكفيك في حياتك يقولك لا اجمع المال حتى - 00:03:39ضَ
تزين بيتك واستعدارك تتمتع بحياتك وهكذا قال تخشى الفقر وتأمل الغنى قال ولا تمهل حتى اذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان ولا تمهل لا تتأخر في الصدقة بادر الى الصدقة. ولهذا ذكر النووي رحمه الله تعالى هذا الحديث في هذا الباب - 00:03:56ضَ
لا تمهل لا تتأخر في الصدقة يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله. ومن يفعل ذلك فاولئكم الخاسرون. وانفقوا مما رزقناكم من قبل ليأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين - 00:04:28ضَ
ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها. والله خبير بما تعملون ولا تمهل حتى اذا بلغت الحلقوم يعني اذا بلغت الروح الحلقوم. عند الموت قلت لفلان كذا ولفلان كذا يعني تصدقوا آآ لفلان - 00:04:51ضَ
وسددوا هذا الدين لفلان وهذي وصية لفلان. قال وقد كان لفلان. يعني لابد ان يصل هذا المال لفلان اذا كان واجبا على سبيل اه الوصية او اه يعني اه كان دينا له اه الورثة - 00:05:09ضَ
من بعده لابد ان يخرجوا هذا المال لفلان قد كان لفلان الصدقة في مثل هذا الحال مقبولة وصحيحة لكن اجرها اقل لان الانسان في حال موته انتهت حياته خرج من دنياه - 00:05:31ضَ
لا يأمل ان يتمتع بماله ولذلك ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حسن اسناده ابن حجر رواه الترمذي قال صلى الله عليه وسلم مثل الذي يعطي ويتصدق عند موته مثل الذي يهدي اذا شبع - 00:05:53ضَ
تخيل واحد يأكل من الطعام حتى يشبع ما تكون له رغبة اصلا في هذا الطعام فيقول الان اتصدق به او اخرجه هدية هذا حال الانسان الذي يتصدق عند موته خلاف الانسان في حياته - 00:06:14ضَ
وهو يخشى الفقر يامل الغنى لكن بيقينه بالله وليقينه البركة التي في الصدقة ولان قلبه لم يتعلق بالدنيا وانما تعلق بالدار الاخرة فهنا يتصدق ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة برهان. صدقة برهان على صدق الايمان - 00:06:32ضَ
فاذا الصدقة في حال الصحة الغنى هذه افضل من الصدقة في حال المرض عند الموت ويكون اجرها مضاعفا فلا تتأخر في الصدقة. سارع الى الله تعالى قبل فوات الاوان ثم قالوا عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ سيفا يوم احد - 00:06:57ضَ
فقال من يأخذ مني هذا؟ تبسطوا ايديهم. كل انسان منهم يقول انا انا قال فمن يأخذه بحقه؟ فاحجم القوم يعني توقفوا وتراجعوا فقال ابو دجانة رضي الله عنه وهو سماك ابن خرشة - 00:07:24ضَ
قال انا اخذه بحقه فاخذه ففلق به هام المشركين يعني رؤوسهم رواه مسلم وقد جاء في رواية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في بيان الحق حق هذا السيف اذا - 00:07:51ضَ
اخذه من يأخذه قال الا تقتل به مسلما ولا تغربه عن كافر يعني ما ترك كافرا الا وقد قتلته بهذا السيف طبعا في ميدان الحرب ولا تقتل به مسلما يتوقف القوم لان هذا امر - 00:08:14ضَ
عظيم يعني امر شديد انه يقدم ويقبل ولا يدبر وما يرى كافرا الا وينقض عليك النسر ويقتله بهذا السيف اخذ هذا السيف ابو دجانة ابلى بلاء حسنا في غزوة احد - 00:08:36ضَ
كما هو مشهور فلق بهذا السيف هام المشركين وهذه صورة منصور المسارعة الى الخير من ابي دجانة رضي الله عنه كيف ارعى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله - 00:08:59ضَ
هكذا يسارع ويلقي بنفسه ما دام ان هذا الباب باب خير باب يرظى الله تعالى به عني اقدم ولا اتأخر ولا التفت ولا اخاف في الله لومة لائم ومن باب الاشارة والقياس - 00:09:18ضَ
عندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم من يأخذه بحقه هكذا ينبغي على المسلم ان يأخذ هذا الدين بحقه ان يأخذ هذا القرآن بحقه يا يحيى خذ الكتاب بقوة اذا ما فتح لك باب الجهاد في سبيل الله والجهاد في سبيل الله - 00:09:43ضَ
لابد ان يكون له شروط شرعية من اعداد العدة الايمانية والعدة العسكرية وان تتعلم كيفية استعمال السلاح وان يكون هذا باذن ولي الامر وان تكون في جيش اه يعرف لماذا يجاهد الراية واضحة وهي رفع راية لا اله الا الله او دفع عدوان المعتدين - 00:10:04ضَ
وما يكون آآ المسلم يجاهد في جماعة تحمل افكارا منحرفة من تكفير المسلمين والخروج على ولاة امورهم اذا ما فتح لك هذا الباب خذ امر هذا الدين بحقه خذ هذا القرآن هذا العلم بحقه - 00:10:28ضَ
كن مسلما له اثره في الامة في مجتمع في حدود دائرته لك اثر في بيتك لك اثر في مجتمعك لك اثر في وظيفتك في عملك بين الناس بين من تخالطهم - 00:10:51ضَ
لا تكن على الهامش ليس لك قيمة ما يكون لك قيمة الا انك تدخل في التعداد السكاني للدولة فقط لا اجعل لنفسك قيمة والله اعظم قيمة ان تأخذ هذا الدين بحقه - 00:11:18ضَ
ان تسارع الى الخير ان تأمر بالمعروف ان تنهى عن المنكر باللين والرفق والحكمة هذا اعظم ما يحتاجه المسلمون اليوم اذا اقبلت على هذا الدين على تعلم ما ينفعك واي شيء تتعلمه تبلغه للناس. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية - 00:11:35ضَ
ما تدري هذه الكلمة الطيبة يسمعها فلان منك تكون سببا في تغيير حياتي كلها. يتوب الى الله وهذا ربما يسلم تنقذه من النار بسبب هذه الكلمة الطيبة. خذ الامر بجدية خذ الامر بحقه - 00:11:58ضَ
من يأخذ هذا السيف بحقه؟ ونحن الان نقول من يأخذ هذا الدين بحقه؟ في زمن تراجع فيه اكثر المسلمين عن دين الله تعالى وزهدوا في العلم الشرعي. وزهدوا في الدعوة الى الله. وكل يقول ما لي علاقة. كل يتمتع بدنياه - 00:12:15ضَ
من يأخذ هذا الدين بحقه؟ من يأخذ هذا القرآن بحقه؟ حقه ان اقبل على كتاب الله بصدق تتلو كلام الله وتتعلم ما يتيسر لك من القرآن. تعمل به تقوم به في صلاتك - 00:12:35ضَ
تدعو الى الله تعالى بالقرآن هذا الجهاد الاكبر. وجاهدهم به جهادا كبيرا هذا اعظم باب يسارع فيه المسلم في الخير هذا اعظم خير نسأل الله تعالى ان يستعملنا في طاعته. وان يجعلنا من المسارعين المبادرين الى الخيرات. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا - 00:12:53ضَ
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:13:18ضَ