التفريغ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله واما بعد فنواصل ايها الاخوة الاخوات قراءتنا من كتاب رياض الصالحين. وبعد ان انتهى الامام النووي رحمه الله تعالى من باب - 00:00:03ضَ
اخلاص ثنى بباب التوبة. وما اجمل هذا الترتيب فالاخلاص هو اصل الدين واساسه ماله ثم لابد من التخلية قبل التربية لابد من التصفية قبل التحلية فجاءت التوبة لان التوبة فيها آآ محو السيئات وغفران الذنوب - 00:00:23ضَ
فبذلك يتهيأ القلب اه لان يكون فيه محبة الله جل وعلا وخشيته سائر المقامات كما ستأتي فالتوبة شأنها عظيم. يقول الامام النووي رحمه الله تعالى باب التوبة قال العلماء التوبة واجبة من كل ذنب - 00:00:53ضَ
فان كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق ادمي فلها ثلاثة شروط. احدها ان عن المعصية يعني على العبد ان يترك الذنب مباشرة والا ما كانت توبته صادقة - 00:01:20ضَ
هذا مثل ما يفعل بعض الناس ممكن تجده يقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله وهو يرى المحرمات او يفعل الذنب وهو يستغفر. فهذا يعني كما قيل استغفاره يحتاج الى استغفار - 00:01:41ضَ
هذه توبة اه الكذابين كما قيل قال والثاني ان يندم على فعلها ان يندم على فعلها. وكما جاء في الحديث الندم توبة هذه الكسرة التي تكون في القلب يشعر المسلم بانه - 00:01:58ضَ
قد فعل امرا قبيحا آآ لا يليق بعظمة الله وجلاله فيندم على فعلها يندم على فعل المعصية يندم على ما فات. ثم في المستقبل قال آآ والثالث ان يعزم ان لا يعود اليها ابدا - 00:02:20ضَ
لابد من هذا العزم الصادق ان لا يعود الى المعصية ابدا. لكن لا يعني هذا انه يعصم من آآ الذنوب لان العبد قد يزل ايضا بعد ذلك. لكن العبرة بصدق العزيمة. قال فان فقد احد الثلاثة لم تصح - 00:02:38ضَ
توبته هذه التوبة النصوح. اذا يقلع عن الذنب في الحال يندم على ما فات. ويعزم في المستقبل على ان لا يعود الى المعاصي. قال وان كانت المعصية تتعلق بادمي. فشروطها اربعة. هذه الثلاثة - 00:02:58ضَ
وان يبرأ من حق صاحبها. تلاحظ اذا كانت المعصية تتعلق بحقوق الادميين فلا بد من شرط اخر وهو ان يبرأ من حق صاحبها. لماذا؟ لانه كما يقول العلماء حقوق الله مبنية على المسامحة - 00:03:16ضَ
وحقوق العباد مبنية على المشاحة. يعني الله تعالى غفور رحيم كريم فاذا تبت اليه اه وجد عندك هذه الشروط الثلاثة فالله تعالى يغفر لك. لكن الناس يشحون بحقوقهم. كل انسان يريد حقه. لانه يريد ان ينجو من النار فلا يسامحك ولا بحسنة. فيريد ان - 00:03:38ضَ
يأخذها منك فلا بد ان اه تتبرأ من حق صاحبها. قال فان كانت مالا او نحوه رده اليه لابد ان يرد المال الذي اكله بالباطل او سرقه وسرقه او اخذه بغير وجه حق لابد ان يردها - 00:04:06ضَ
هذا المال الى صاحبه. طيب اذا ما وجد هذا الانسان مثلا يعني آآ سافر او كانت هذه قضية قديمة ثم الان تاب منها واراد ان يرجع المال لكن ما لا يجد صاحب المال فهنا يقول العلماء يتصدق بهذا المال بالنية عن صاحبه - 00:04:27ضَ
فاذا جاء يوم القيامة يطالب بحسناته بسبب هذا المال تكون هذه الصدقة يعني في مقابل هذه حسنات سيكون قد تخلص من هذا الحق. وان رظي بهذا فالحمد لله. ثم قال وان كانت - 00:04:49ضَ
اه حد قذف ونحوه مكنه منه او طلب عفوه يعني اذا وقع في الحدود يعني الشرعية التي رتب الشرع على يعني هذه المعاصي والكبائر حدودا يعني تتعلق بين الناس فهنا لا بد ان يمكن نفسه من ان يستوفى منه يعني هذا الحد - 00:05:09ضَ
او يطلب عفوه يطلب عفوه يعني آآ من آآ من قذفه يعني هذه الكلمات التي فيها اتهام بالزنا فلا بد ان يطلب عفوه. ثم قال وان كانت اه غيبة استحله منها - 00:05:35ضَ
يعني هذا هو الاصل اه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من كانت لاخيه عنده مظلمة من مال او عرض فليتحلله اليوم قبل ان لا يكون دينار ولا درهم الا الحسنات والسيئات. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم من انواع المظالم - 00:05:55ضَ
المال والعرض قال من كانت لاخيه عنده مظلمة من مال او عرض فليتحلله اليوم. فتذهب الى فلان تقول يا فلان آآ انا ذكرتك بكلام لا ينبغي اغتبتك فسامحني ولا يلزم ان آآ يذكر له ماذا قال فيه - 00:06:15ضَ
فاذا سامحه الحمدلله اذا لم يسامحه فيكون قد ادى الذي عليه ويستغفر الله تعالى يذكر هذا الاخ الجميل ويدعو له بالخير. آآ لكن قد يقول قائل انا اعرف اني اذا ذهبت الى فلان وقلت له انا تكلمت عليك هذا يزيده قطيعة ولن يسامحني اعرف هذا من حاله - 00:06:37ضَ
فهنا اه يعني يقول العلماء اذا غلب على ظن هذا الامر وعلم انه لن يسامحه بل الامر سيزيد سوءا. فهنا آآ يكفي باذن الله ان يستغفر له بظهر الغيب يدعو لهذا الانسان الذي اغتابه - 00:07:07ضَ
وان يحاول ان يصلح ما افسد. يعني مثل المجالس التي اغتاب فيها فلان عليه ان يعلن امام الناس اني انا اتراجع عن كلامي في فلان وانا اغتبته بغير حق وفلان يعني يعني هذا الكلام حتى وان كان انا تكلمت فيه لكن - 00:07:27ضَ
انا اعتذر واسحب كلامي في فلان مثلا. ويعني يذكره بالجميل في المواضع التي يعني اه اغتابه فيها. ثم يعني يدعو له ومثلا يتصدق عنه مثلا ان تيسر آآ وان كانت الصدقة عن الحي لابد فيه فيها من اذنه - 00:07:47ضَ
لكن اذا اخذ منه اذن عم او حتى يعني يكفي الدعاء. اه يعني المقصود ان يعني يكون هذا في مقابل يعني الغيبة التي يعني اه في حق هذا الانسان. قالوا يجب ان يتوب من جميع الذنوب فان تاب من بعضها صحت توبته عند - 00:08:07ضَ
اهل الحق من ذلك الذنب. نعم. اه طبعا اه قال النووي هنا فان تاب من بعضها صحت توبته عند اهل الحق. من ذلك الذنب. هذا في اشارة الى الخوارج والمعتزلة. الذين - 00:08:27ضَ
من وقع في ذنب من الذنوب او كبيرة من الكبائر اصبح كافرا خالدا مخلدا في نار جهنم حتى لو تاب من الذنوب الاخرى لكن ان كان مصرا على كبيرة من كبائر الذنوب فهو كافر. لا تصلح توبته من الذنوب الاخرى. لكن هذا خلاف ما عليه آآ - 00:08:47ضَ
اجماع المسلمين اه من ان هذه المعاصي تتبعظ ممكن ان يتوب الانسان من معصية دون معصية وهكذا يعني وان ايضا خالف في هذا بعض اهل السنة لكن ليس من باب - 00:09:07ضَ
التكفير وانما يعني قالوا اه لا تقبل التوبة الا اذا تاب من المعاصي كلها. لان هذا يعني اه معنى التوبة النصوح ان يتوب من جميع الذنوب لكن الاقرب والله اعلم انه اذا تاب من ذنب فهذا يعني له ممكن ان يكون - 00:09:27ضَ
مصرا على ذنب اخر يعني هذا يتصور والجهة منفكة يعني هذا الذنب يختلف عن الذنب الاخر ويختلف عن الاخر لا شك ان تعميم آآ التوبة من جميع الذنوب والمعاصي هذا طبعا اكمل وهي التوبة النصوح آآ - 00:09:47ضَ
اذا تاب من ذنب يعني باذن الله توبته مقبولة في هذا الذنب وصحيحة. قال صحت توبته عند اهل الحق من ذلك الذنب وبقي عليه الباقي. وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة واجماع الامة على وجوب التوبة. انتهى كلام النووي رحمه الله - 00:10:07ضَ
تعالى ثم ذكر آآ بعض الايات والاحاديث في الباب قال الله تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين هذه الاية في سورة مدنية يعني في سورة النور - 00:10:27ضَ
قال خاطب الله بها اهل الايمان وخيار خلقه ان يتوبوا اليه بعد ايمانهم وصبرهم وهجرتهم وجهادهم. فتأمل هذا يدلك على ان التوبة شأنها عظيم. وانها كما قال ابن القيم التوبة هي اول منازل الطريق اول منازل السائرين وهي - 00:10:47ضَ
اه يعني ايضا لا يستغني عنها السائر الى الله جل وعلا وهي اخر المنازل كذلك. فهي لا تنفك عن الى الله جل وعلا. فكما يؤمر اه العاصي والمذنب في بداية امره بان يتوب توبة نصوحا الى الله - 00:11:17ضَ
جل وعلا فكذلك الله تعالى امر خيار خلقه من بلغ الدرجة العالية في الايمان قال وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون كما قال الذين امنوا المؤمنون يعني اكمل في وصف الايمان. من حقق الايمان الكامل المؤمنون لعلكم تفلحون - 00:11:37ضَ
لان الانسان مهما وصل الى درجات الايمان فلن يقدر الله حق قدره مهما عبدت الله مهما شكرت الله لن تؤدي شكر نعمة واحدة من نعم الله عليك. ولن تؤدي ما يستحقه الله - 00:11:57ضَ
اه من التعظيم والعبودية. اذا لا بد للعبد ان يستشعر دائما انه مقصر مع الله جل وعلا. في كل احواله واذا وقع في قلبك اني انا وصلت الى درجة عالية في الايمان وانا آآ لا احتاج الى مزيد استغفار - 00:12:17ضَ
فهذا يدل على آآ يعني ان العبد ما شم رائحة العبودية وآآ هو من مغرورين في الحقيقة. فاذا تأمل كيف ان الله تعالى خاطب بالتوبة خيار خلقه. كما في هذه الاية في سورة اه يعني النور - 00:12:37ضَ
نعم. نعم. وايات كثيرة نعم. يعني كما قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم في اخر عمره فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. اه يعني نعم. اه لعله يأتي معنا هذا الحديث طيب. قال وايضا قال الله تعالى وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه - 00:12:57ضَ
يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى. ويؤتي كل ذي فضل فضله. اه يعني هذا ايضا من ثمار التوبة وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى. يعني التوبة فيها بركة في الدنيا فقلت استغفروا ربكم - 00:13:27ضَ
انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. فهذا كله من من ثمار الاستغفار اه قال يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله. قال - 00:13:47ضَ
قال تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا. توبة نصوحا. والتوبة النصوح كما اه ذكر اه ابن القيم رحمه الله تعالى تشتمل على ثلاثة اه معاني اولا - 00:14:07ضَ
جميع الذنوب. تتوب توبة من كل الذنوب والمعاصي. ثم ايضا التوبة النصوح التي يصدق فيها التائب مع ربه فلا يبقى عنده تردد ولا تلوم او انتظار يقول سأتوب غدا او اذا - 00:14:27ضَ
كبرت او يعني يتردد في موضوع التوبة. بل يكون عنده عزم تام في توبته الى الله تعالى وصدق مع الله ثم كذلك آآ المعنى الثالث قال تخليصها من الشوائب. يعني ان ما يتوب آآ - 00:14:47ضَ
يكون في قلبه ان هذه التوبة لاجل فلان او اني استحي من هذا الذنب فيقلع عنه فيعني هذه توبة ليست خالصة النصح نصح آآ يعني آآ النصح في الشيء هو يعني اصلاحه وان يكون خالصا مثل - 00:15:07ضَ
يعني ما ما يقال في اللغة نصح العسل يعني اذا خلصه من الشوائب فكذلك التوبة النصوح اه ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى بعض الاحاديث قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال - 00:15:27ضَ
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة. رواه البخاري وقال آآ عن الاغر ابن يسار المزني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:15:47ضَ
يا ايها الناس توبوا الى الله واستغفروه فاني اتوب في اليوم مئة مرة. رواه مسلم. فتأمل في حال نبينا صلى الله عليه وسلم كيف كان يتوب الى الله ويستغفره في اليوم اكثر من سبعين مرة. ويقول فاني - 00:16:07ضَ
في اليوم مائة مرة وهذا على سبيل التكثير. فهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله تعالى استغفارا كثيرا. كما قال ابن عمر رضي الله عنه كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد ان يقول اللهم اغفر لي وتب علي انك انت التواب الرحيم مئة مرة - 00:16:27ضَ
مرة فهذا من معرفته بالله جل وعلا. يعني مثل هذا الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم مع ان النبي صلى الله عليه وسلم بشره الله تعالى بانه قد غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. لكن هذا يدلك على ان آآ - 00:16:47ضَ
اه كثرة الاستغفار هي شأن العارفين بالله جل وعلا. كلما ازداد الانسان معرفة بربه ازداد انكسارا وافتقارا واستغفارا وتوبة لله جل وعلا. وفي رواية عند مسلم لحديث الاغرة بن يسار ان - 00:17:07ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم قال انه ليغان على قلبي. واني لاستغفر الله في كل يوم مائة مرة. آآ قال انه ليغان. ويقولون الغين هو ارق ما يكون من الغشاء. هناك الران آآ - 00:17:27ضَ
يعني هذا الغشاء الغليظ على القلب. كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. وهناك يعني الغين هذا الغي ليغان على قلبي هذا يعني شيء يسير جدا. اه من طبيعة النفس البشرية. يعني قال القاضي - 00:17:47ضَ
في هذا الحديث قال آآ المقصود هنا الفترات عن الذكر آآ الذي من شأنه ان يداوم صاحبه عليه. فاذا فتر عنه لامر ما وهذه من طبيعة البشر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:07ضَ
كن مشغولا بتعليم الصحابة رضي الله عنهم بالقيام على مصالح المسلمين والجهاد في سبيل الله مع ذكر لله لكن احيانا قد يفتر قد يكون مع اهله وهكذا فاذا فتر شيئا عن ذكر الله تعالى بلسانه - 00:18:24ضَ
ثم عاد الى الذكر عد الحالة الاولى ذنبا. فكأنه يستغفر الله من الحالة الاولى. وبعضهم قال يعني كلما استغفر الله ارتقى في درجات الكمال ومعارج الاحسان. فيعد الحالة الاولى التي - 00:18:44ضَ
كان عليها ذنبا. يعني كما يعني قيل اه حسنات الابرار سيئات المقربين. يعني الحسنات التي يقوم بها الابرار هي بالنسبة للمقربين كأنها سيئات اليست سيئات في الحقيقة لكن هذا من باب التقريب يعني حال السابق - 00:19:04ضَ
مقرب الى الله تعالى حاله يختلف تماما عن حال المقتصد. يعني يكون على خشوع في صلاته خشوع في في ذكرى لله تعالى واستشعاره لمعاني الايمان. فاذا يعني ارتفع مقامه عد الحالة الاولى كأنها - 00:19:24ضَ
ذنبا وكانه كان على قلبه شيء من الغين في عدم يعني وصوله الى ما وصل اليه وهكذا ما ينتهي الامر لان كمال الله لا نهاية له. فما كان العبودية حد ينتهي اليه العبد ابدا. هكذا الامر مستمرا في - 00:19:44ضَ
هدية الله جل وعلا ولهذا ختمت حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. نسأل الله تعالى ان يتوب علينا وان يغفر لنا ويرحمنا نسأله تعالى ان يعفو عنا وان يغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات والحمد لله رب العالمين - 00:20:04ضَ
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:24ضَ