شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ٧١ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اي اخوتي الاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين الامام النووي رحمه الله تعالى يقول في باب المجاهدة عن انس رضي الله عنه - 00:00:04ضَ

قال عمي انس بن النظر رضي الله عنه عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن اول قتال قاتلت المشركين لئن الله اشهدني قتال المشركين فيرينا الله ما اصنع - 00:00:30ضَ

فلما كان يوم احد انكشف المسلمون فقال اللهم اعتذر اليك مما صنع هؤلاء. يعني اصحابه وابرأ اليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه - 00:00:52ضَ

فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النظر اني اجد ريحها من دون احد وفي رواية قال واها لريح الجنة اجدها دون احد قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع - 00:01:15ضَ

قال انس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف او طعنة برمح او رمية بسهم ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون. فما عرفه احد الا اخته ببنانه قال انس كنا نرى او نظن ان هذه الاية نزلت فيه وفي اشباهه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه - 00:01:37ضَ

فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وما بدلوا تبديلا متفق عليه فهذه صورة عظيمة من صور الجهاد في سبيل الله. وتقدمت معنا احاديث كثيرة في مجاهدة النفس ثم ذكر النووي رحمه الله تعالى جهاد الاعداء. لان من جاهد نفسه - 00:02:07ضَ

وصدق مع ربه جل وعلا اه يريد ان يبذل روحه في سبيل الله يريد ان يضحي باغلى ما يملك لاجل الله ففي قلبه حرقة على دين الله ويريد ان ينصر دين الله - 00:02:35ضَ

لكن كما هو معلوم المسلم انما يجاهد في سبيل الله اذا كان الجهاد مشروعا بالشروط الشرعية من اعداد العدة الايمانية والعسكرية ومن وضوح الراية وان تكون الراية في الجهاد برفع لا اله الا الله - 00:02:53ضَ

وليكون الدين كله لله ويكون هذا باذن ولي الامر وباجتماع صفوف المجاهدين وباذن الوالدين كما هو معلوم في شروط الجهاد اما ان يخرج المسلم تأخذه الحماسة ويذهب الى جماعات لا يعلم اي راية ترفع هذه الجماعات - 00:03:19ضَ

وتكون هذه الجماعات منحرفة في فكرها تكفر المسلمين وتقتل المسلمين فهذا ليس بجهاد فلابد للمسلم ان يكون بصيرا في هذا الباب الخطير. لان هذا فيه ذهاب نفسه وانت انما تملك نفسا واحدة - 00:03:46ضَ

ويمكن ان تجرب مرة اخرى ما يبذل المسلم نفسه في الجهاد في سبيل الله الا اذا تيقن ان هذا الجهاد جهاد شرعي فيه رضوان الله تعالى ذكر هنا النووي رحمه الله تعالى هذه الصورة البديعة العظيمة في جهاد الاعداء - 00:04:08ضَ

وهذا انما يكون اذا جاهد المسلم نفسه واه اه الزمها طاعة الله تعالى واصبح بعد ذلك احب شيء اليه ان ينصر دين الله تعالى تكون حياته لله فمن السهل بعد ذلك ان يبذل روحه في سبيل الله - 00:04:31ضَ

فهذا الجهاد في الحقيقة يترتب على جهاد النفس. اذا صدق المسلم مع ربه جل وعلا يكون في قلبه حب الجهاد والتضحية بنفسه اذا فتح هذا الباب الشرعي ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق. المنافق هو الذي لا يهمه امر الدين - 00:04:52ضَ

ولا يهمه امر انتصار المسلمين. بخلاف المؤمن الصادق. فهنا تأمل كيف ان انس بن النظر رضي الله عنه تأسف على عدم مشاركته في غزوة بدر لانكم تعرفون ان غزوة بدر النبي صلى الله عليه وسلم انما خرج لعير قريش للقافلة لكن لما - 00:05:16ضَ

فلتت القافلة وذهبت اه وخرج المشركون استشار الصحابة هناك وحصل القتال فما كانت بدر ما كان المشاركة فيها على سبيل الوجوب ولذلك فاتت كثير من الصحابة رضي الله عنهم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وبضعة آآ بضعة عشرة - 00:05:38ضَ

اتعشى رجلا من الصحابة رضي الله عنهم كانوا قلة فانس رضي الله عنه انس ابن النظر تأسف على عدم مشاركته في غزوة بدر فلما جاءت غزوة احد كان في قلبه حرقة عظيمة وشديدة لنصر الاسلام اه قتال المشركين - 00:06:03ضَ

قال لان لان الله اشهدني قتال المشركين ليرين الله ما اصنع يعني ليظهرن الله ذلك للناس لما حصلت الهزيمة في غزوة احد في نهاية الغزوة كما تعرفون اه لان الرماة تأولوا وخالفوا امر النبي صلى الله عليه وسلم نزلوا وقالوا الغنيمة الغنيمة وبقي منهم عشرة - 00:06:26ضَ

فوق جبل الرماة التف المشركون وقتلوا من على جبل الرماة اه رجعوا مرة اخرى وقال المسلمين وانهزم المسلمون وفر كثير من الصحابة رضي الله عنهم فلما رأى انس بن النظر هذا الامر قال اللهم - 00:06:56ضَ

اعتذر اليك مما صنع هؤلاء يعني الصحابة الذين فروا. وابرأ اليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين. ثم تقدم اراد ان ادخل في صفوف المشركين هكذا يعني يوقن انه مقتول وانغمس في صفوف المشركين فاعترضه سعد بن معاذ - 00:07:16ضَ

قال آآ استقبله سعد بن معاذ واذا بانس ابن النظر وهو آآ يسير او وهو يعني آآ يكر على المشركين ويدخل في صفوف يقول لسعد بن معاذ يقول يا سعد واها لريح الجنة - 00:07:35ضَ

اني اجد ريحها دون احد وهذا من كرامة الله تعالى على انس بن النظر. هذا تثبيت من الله له حتى شم رائحة الجنة على الحقيقة. وهو في الارظ انظر الى اليقين - 00:07:56ضَ

ماذا يفعل باصحابه؟ الله اكبر هذا ما يكون الا بما قام في قلبه من كمال اليقين بالله. وكمال اليقين بوعد الله وان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون وانهم في الجنة فاشتاق للجنة اشتاق للقاء الله - 00:08:13ضَ

حرمه الله تعالى بان عجل له النعيم وشم رائحة الجنة وهو في الارظ يقول واها لريح الجنة اني اجد ريحها دون احد فيقول سعد يقول فما استطعت يا رسول الله ما صنع. يعني انه انغمس في صفوف المشركين هكذا - 00:08:33ضَ

قل ما استطعت ان افعل مثل ما فعل قال انس رضي الله عنه فوجدناه يعني فوجدنا انس ابن النظر به بضعة او بضعا وثمانين ضربة بالسيف او طعنة او رمية بسهم - 00:08:53ضَ

وجدناه قد مثل به المشركون. يعني شوهوا ايضا جسده فما عرفه احد الا اخته ببنانه. تخيل يعني بضع ثمانين طعنة رمح يعني ما بقي في جسده موضع الا وقد طعن - 00:09:09ضَ

قطع في سيف او رمح ما عرفة ما عرفه احد الا اخته ببنانة باطراف اصابعه. لما رأت اطراف اصابعه قالت هذه اصابع اخي انس ابن الناظر تخيل قال كنا نرى ان هذه الاية نزلت فيه وفي اشباهه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. هذا الصدق - 00:09:32ضَ

صدقوا ما عاهدوا الله عليه كل مسلم بينه وبين الله عهد ان يقوم بهذا الدين في نفسه وعلى غيره وتمام اداء هذا العهد والوفاء به ان يكون المسلم جنديا من جنود الله ان ينصر دين الله - 00:10:00ضَ

من المؤمنين رجال هذه الرجولة الممدوحة التي يحبها الله ان تكون قويا في دين الله من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه صدقوا ما عاهدوا الله عليه من التمسك بالدين ونصر الدين - 00:10:23ضَ

ولو باعوا انفسهم وارواحهم في سبيل الله من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فتكون حياته لله وماتوا لله اين هذا؟ من حال كثير من المسلمين اليوم والله المستعان - 00:10:42ضَ

يتنازل عن دينه لادنى شبهة لادنى شهوة يقول الشاب ما استطيع ان اصبر هذه الايام ايام فتن ونساء وتبرج وسفور واموال ودنيا ما استطيع ان اصبر انظر الى هؤلاء الصحابة بضع ثمانين طعنة في جسده - 00:11:01ضَ

هؤلاء الرجال امن يتنازل يسلم دينه للشهوات وينغمس فيها وهكذا بعض البنات هداهن الله تعالى ما تتمسك لا بحجابها ولا بحيائها وتقول الدنيا هكذا وماذا نفعل؟ الاحوال والظروف من حولنا تحتم علينا - 00:11:20ضَ

هذا والشهوات والفتن كثيرة. سبحان الله احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون فالمسلم الصادق هو الذي يصبر هو الذي يصدق مع الله قال من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه - 00:11:43ضَ

صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر فنسأل الله تعالى ان يجعلنا من الصادقين نسأله تعالى ان يجمعنا باصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم بهؤلاء الصحابة الكرام بانس - 00:12:07ضَ

النظر بسعد بن معاذ بنبينا صلى الله عليه وسلم بالصحابة رضي الله عنهم. اسأله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:12:23ضَ