باحث

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده رسوله. ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين للامام النووي رحمه الله تعالى. يقول النووي - 00:00:03ضَ

الله تعالى في باب التوبة وعن ابي حمزة انس ابن مالك الانصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله افرح بتوبة عبده من احدكم سقط على بعيره وقد اضل - 00:00:23ضَ

له في ارض فلاة. متفق عليه والمراد هنا سقط على بعيره يعني صادفه وعثر عليه من غير قصد. يعني اضل بعيره ضاع عنه بعيره ثم سقط على بعير يعني وجده فجأة - 00:00:43ضَ

فكيف تكون فرحته؟ وفي رواية لمسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم الله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فايس منها - 00:01:05ضَ

فاتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد ايس من راحلته. تخيل حال هذا الانسان في صحراء وانفلتت منه ناقته. وعليها طعامه وشرابه وحاول ان يبحث عنها فايس منها فما عنده شيء الا ان ينتظر الموت - 00:01:29ضَ

فاتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد ايس من راحلته تخيل حال هذا الانسان الذي ايقن بالموت وايس من الحياة قال فبينما هو كذلك اذ هو بها قائمة عنده تخيل يجد راحلته وعليها طعامه وشرابه يعني رجعت اليه الحياة - 00:01:59ضَ

فاخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح. وهذا حقا لا يتصوره الا من وقع في مثل هذه الحالة. قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح - 00:02:27ضَ

تخيل فرحة هذا الانسان ثم تأمل في قول النبي صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من هذا الرجل من فرحة هذا الرجل انظر الى رحمة الله بنا ولطفه وكرمه - 00:02:43ضَ

يعني تائب عندما يترك المعاصي والذنوب ويتوب الى الله ويستغفر الله. وفي الحقيقة يرجع الى ربه الذي خلقه يرجع الى محبوبه الذي احبه وانعم عليه. فيعود اليه منكسر القلب. يعود اليه - 00:03:04ضَ

وهو يريد ربه يريد حفظه يريد رحمته يريد حماه يريد رضاه والله تعالى في المقابل تأمل ما قال يغفر او يرحم بل يفرح بتوبة عبده فرحا عظيما من انت حتى يفرح الله بك - 00:03:28ضَ

انت مخلوق فقير حقير لا تساوي شيئا في هذا الكون. بالنسبة لعظمة الله وكبريائه. لكن تأمل كيف اكرمك الله. وانظر في كرم الله وجوده واحسانه على عباده. الله غني عنا وغني عن عبادتنا وعن توبتنا - 00:03:53ضَ

وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الله في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد - 00:04:15ضَ

منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا الله تعالى ما تنفع طاعة الطائعين. ولا تظروا معصية العاصين. لكن انظر كيف يفرح الله تعالى بتوبة عبده هذا الفرح هو فرح احسان وبر ولطف - 00:04:35ضَ

لا فرحة محتاج الى عبده بل هذا من كرم الله تعالى علينا هذا كما ذكر ابن القيم وكذلك قال ابن القيم هذا الفرح له شأن لا ينبغي للعبد ان يهمله وان يعرض عنه - 00:04:54ضَ

ولا يطلع على هذا الفرح الا من له معرفة خاصة بالله وباسمائه وصفاته. حقا الذي بينه وبين الله صلة دائمة معرفة ومحبة وكل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون فاذا زلت به قدمه عصى الله ابتعد عن - 00:05:13ضَ

بسم الله ثم رجع الى الله ويعرف ان الله تعالى ارحم بعباده من الوالدة بولدها. فاذا تذكر التائب فرح الله تعالى به انظر ما الذي يقوم في قلبه. يقوم في قلبه من المعاني في القرب من الله والفرح بالله في المقابل - 00:05:36ضَ

ما لا يعبر عنه اللسان. ولذلك ينبغي على المسلم ان آآ يتوب الى الله تعالى حتى يفرح الله تعالى بك لان هذا اليوم الذي تتوب فيه الى الله هو اعظم ايام الدنيا التي تمر بك. انظر الى توبة كعب بن مالك ولعلها ستأتي معنا. اه لما - 00:05:56ضَ

بشره النبي صلى الله عليه وسلم بتوبة الله عليه. عندما تخلف عن آآ الجهاد في غزوة تبوك. وآآ لم يكلمها النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة خمسين ليلة. ثم بعد ذلك انزل الله تعالى توبته لانه كان صادقا لكن سوف واخطأ - 00:06:26ضَ

فانزل الله تعالى توبته فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك امك. ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك امك. فهذا اعظم يوم يمر بالعبد - 00:06:46ضَ

منذ ولد اليوم الذي ترجع فيه الى ربك. لانك تعرف لماذا خلقت؟ تعرف حقيقة هذه الدنيا وتسلك الصراط المستقيم تقييم. فهذا الذي يريده الله تعالى منك رحمة بك. الله تعالى غني عنك لكن يريد لك الخير. والله يريد ان - 00:07:10ضَ

ليتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. يريد الله ان يخفف عنكم خلق الانسان ضعيفا لماذا انت تتعب نفسك في طريق المعاصي والشهوات والمحرمات؟ والله طريق كله آآ ظيق وهم - 00:07:30ضَ

وكرب في الدنيا وشقاء في الدنيا قبل الاخرة. ومن اعرض عن ذكري فانه له معيشة ضنكا فالله تعالى عندما يرى عبده قد رجع الى طريق الاستقامة ويرجى له اذا مشى في هذا الطريق ان يسعد في الدنيا والاخرة فالله يفرح لان هذا العبد سيسعد - 00:07:50ضَ

هذا العبد سيجد الراحة والطمأنينة. فالله تعالى يفرح به. يفرح بعبده. سبحان الله. وانت انظر في حياتك ولله المثل الاعلى. ما تفرح الا بعمل من احب الاعمال اليك. ممكن اه مثلا اه صاحبك اه يساعدك في مثلا قظية معينة اه - 00:08:11ضَ

اه زوجتك تعينك على ما ينفعك. اه نعم تستبشر وتشكرهم. لكن عندما تكون في ضائقة شديدة جدا ويأتي انسان يخلصك منها بعد ان ايست من الخلاص كيف تفرح انظر يفرح الانسان بهذه الاعمال العظيمة التي تمر عليه في حياته - 00:08:41ضَ

الله تعالى يفرح بتوبة عبده. هذا يدل على عظم شأن التوبة عند الله تعالى. فيفرح الله تعالى بها. فاذا هذا اخوة والله حديث عظيم ينبغي علينا ان نقف عنده وقفة طويلة آآ نسأل الله تعالى ان آآ - 00:09:06ضَ

يكرمنا بفضله يعني وهذا الفرح الاخوة من الله تعالى على عبده اذا تاب اليه يعني جاء في بعض الاحاديث الحديث ايضا مثل هذه الصفات او قريبا من هذه الصفة يعني ان الله تعالى يضحك آآ الى آآ عبده مثلا في بعض - 00:09:26ضَ

عند فعل بعض الاعمال آآ مثل ما في قصة الانصاري تعرفونها عندما استضاف ضيف النبي صلى الله عليه وسلم ما كان عنده في البيت الا طعام الصبية. زوجته نومتهم ووضعت الطعام امام الضيف ذهبت كانها تصلح السراج - 00:09:46ضَ

اطفأته وشبع الظيف نام طاويين يعني جائعين عندما اصبحوا ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد عجب الله من صنيعكما وفي رواية لقد ضحك الله من صنيعكما يعني مثل هذه الاعمال العظيمة التي فيها ايثار يعني وهكذا بعض الاعمال يعني كما جاء ايضا في حديث ان الله تعالى يضحك - 00:10:06ضَ

لعبد يعني آآ كان في سفر مع رفقته فنزلوا في مكان ويعني متعبين مجهدين فقام من الليل. فالله تعالى يضحك لهذا العبد. وهكذا هذه الاعمال العظيمة يضحك الله تعالى لعبده. والله - 00:10:33ضَ

هذا الفعل من الله جل وعلا وهذه الصفة يعني لا تساويها الاف مؤلفة من الحسنات. هنا اترك مسألة الاجور والحسنات المضاعفة هذا امر يعني لا يتصوره يعني قلب الانسان في فضل - 00:10:53ضَ

بفضل هذا العمل وكرامة هذا العبد عند الله تعالى عندما يضحك الله تعالى لك ويفرح بك فنسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا. نسأله تعالى ان يتوب علينا. نسأله تعالى ان يجعلنا من عباده المقربين. آآ - 00:11:13ضَ

نسأل الله تعالى ان اه يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:11:33ضَ