شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ٨٤ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين للامام النووي رحمه الله تعالى. وبعد ان انتهى - 00:00:00ضَ

اين من باب بيان كثرة طرق الخير ذكر المؤلف بعده باب الاقتصاد في الطاعة فمن حسن ترتيب الامام النووي رحمه الله تعالى لابواب كتابه. فلما حث على الاكثار من الخير - 00:00:20ضَ

نبه على انه ينبغي على المسلم ان لا يغلو في عبادة الله تعالى. نعم طرق الخير كثيرة. لكن على المسلم ان يكون متوسطا لا افراط ولا تفريط ودين الله تعالى وسط بين الغالي فيه والجافي عنه - 00:00:40ضَ

فجاء بهذا الباب قال باب الاقتصاد في الطاعة. والاقتصاد كلمة القصد تدل في اللغة العربية على التوسط لذلك الله تعالى قال مثلا لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك يعني سفرا ليس ببعيد لاتبعوك. سفرا متوسطا سهلا. والاقتصاد في الطاعة - 00:01:06ضَ

ان المسلم لا يشق على نفسه في العبادة ليس معنى انه يترك ما يستطيع من نوافل ومن طاعات بل المراد بالاقتصاد في الطاعة انه لا يكلف نفسه ما لا يطيق. او يضر نفسه في العبادة. او يشق على نفسه في العبادة فيؤدي العبادة. ونفسه - 00:01:39ضَ

وكاره لها. وانما يتحمل ثقل العبادة. فهذا ينافي الاقتصاد في العبادة والطاعة بل يأخذ ما يطيق من الاعمال وما يتيسر له وهكذا يتدرج شيئا فشيئا حتى يصل الى اعلى مراتب العبودية مع تحقيق - 00:02:03ضَ

في رح العبادة من محبة الله والشوق للقائه وخشيته وتعظيمه وهذا من اعظم فوائد الاقتصاد في العبادة. من فوائد الاقتصاد في العبادة ان المقتصد في العبادة يحقق روحها الخلاف الذي يشق على نفسه - 00:02:25ضَ

مثلا انسان مريظ ما يستطيع ان يصلي قائما يقول لا. لا اريد ان الاجر يفوتني او يصوم رمظان وهو يشق عليه وقد يظر نفسه يقول لا لا اريد ان افوت من رمظان ولا يوم واحد والله قد عذره. يجوز لك ان تصلي - 00:02:44ضَ

قاعدا او ان تفطر في رمضان فيتحمل وهو في صلاته لا يشعر بخشوع ولا بطمأنينة في الصلاة هكذا فقط يتحمل ان يقف او يتحمل ان يصوم وهو يجد المشقة في نفسه. فهنا ما يحقق المسلم روح العبادة - 00:03:01ضَ

اما الذي يقتصد في العبادة يأخذ الامر باليسر فيحقق محبة الله تعالى في العبادة. ما يستطيع ان يقوم ويصلي فيقعد. يصلي وهو قاعد مرتاح وهو يخشع في صلاته ويطمئن لان الله عذره. فيحقق المقصود منه - 00:03:21ضَ

العبادة ثم ايضا الاقتصاد في العبادة من اعظم آآ ثمراته انه من اعظم اسباب الاستمرار في طاعة فكم من الناس من آآ شقوا على انفسهم في العبادة ثم بعد ذلك انقطعوا - 00:03:41ضَ

وترك العبادة بالكلية لانه يسأم. كلف نفسه ما لا تطيق. حمل نفسه ما لا تحتمل. ثم هكذا ما اخذ نفسه بالتدرج في هذا الباب انقطع بعد ذلك ومل وترك العبادة - 00:04:01ضَ

اه الاقتصاد في الطاعة امره عظيم. وهذا من فقه العبد. ولهذا ابن مسعود رضي الله عنه كان قلل من الصيام النافلة ويقول الصيام يمنعني من قراءة القرآن وقراءة القرآن احب الي. فانظر في فقه هذا الصحابي - 00:04:21ضَ

انه اذا صام سيشق هذا على نفسه. ومعروف ابن مسعود كان من الصحابة الذين او كان نحيفا جدا يضره الصيام اذا اكثر منه ويمنعه من ان يتمتع بتلاوة القرآن فكان يقدم ما هو الاصلح لقلبه. من تلاوة القرآن الكريم مثلا - 00:04:44ضَ

ونحن في كل صلاة في كل ركعة نسأل الله تعالى الطريق الوسط. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. لا الى يهودية جافية ولا الى نصرانية غالية. فدين الاسلام وسط من بين الاديان. فاليهود - 00:05:10ضَ

اه عندهم جفاء قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. قالوا يد الله مغلولة قتلوا انبياء الله والنصارى بالعكس عندهم غلو ولو في عيسى حتى جعلوه من الله. لكن دين الاسلام دين وسط بين الاديان. وهكذا اهل السنة هم - 00:05:41ضَ

المنصورة والفرقة الوسط في دين الاسلام من بين سائر الفراق. قال النووي رحمه الله تعالى في هذا الباب قال الله تعالى طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الله تعالى ما انزل القرآن لنشقى ونتعب نشق على انفسنا بتعاليمه لا تعاليم القرآن - 00:06:05ضَ

وهداياته وشرائعه كلها رحمة. وهدى وشفاء كلها مصلحة للناس. ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. فكلما اقبل المسلم على القرآن الكريم ازداد هدى ورحمة في حياته. طمأنينة في قلبه ما اشقى احد مع الدين ما يشقى احد مع القرآن الكريم - 00:06:34ضَ

بعض الناس يظن انه اذا استقام على طاعة الله انه سيشدد على نفسه وهذي من اكبر الشبهات عند اهل الدنيا. اذا رأوا اهل الدين والاستقامة يقولون هؤلاء مساكين. هؤلاء حرموا انفسهم من لذات الدنيا. هؤلاء - 00:07:02ضَ

متشددون كل شيء عندهم حرام حرام وهذا في الحقيقة من تلبيس الشيطان على هذا الانسان هذا من جهله بحقيقة الاسلام والله لو كان يعلم حقيقة الاسلام وحقيقة العبودية ما يمكن ان يقول هذا الكلام. بل نقول هو المسكين. لان هذا الذي استقر - 00:07:19ضَ

قم على طاعة الله يجد والله اعظم متعة في حياته في طاعة الله تعالى. يجد اللذة وجعلت قرة عيني في الصلاة وارحنا بها يا بلال لانه عرف ربه تقرب الى الله يشعر محبته لله وشوقه للقاء الله فيعيش في عالم اخر - 00:07:46ضَ

اهل الدنيا في شأن وهو في شأن اخر. فهم المساكين كما قال بعض السلف مساكين اهل الدنيا. خرجوا منها وما ذاقوا احلى ما فيها. قيل له وما احلى ما فيها؟ قال محبة الله ذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب. ثم الحمد لله - 00:08:06ضَ

دائرة المباح والحلال في دين الاسلام اوسع بكثير من دائرة الحرام. بل هذا الذي انغمس المحرمات هو الذي شدد على نفسه الله تعالى احل لنا مثلا كل المشروبات كل شيء - 00:08:26ضَ

شراب حلال الا الخمر فقط احل لنا كل المطعومات الا ما ورد مما فيه ظرر على الانسان حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما لغير الله. وكل ذي ناب من السباع مخلب من الطير. وهكذا ما فيه ظرر على الانسان - 00:08:44ضَ

يذهب هذا ويترك كل انواع الطيبات يتناول الخمر يتناول المسكرات يتناول المخدرات ويدور على يضر نفسه يقتل نفسه من الذي تشدد على نفسه اذا؟ هذا صاحب الشهوات هو الذي شدد على نفسه القى بنفسه في التهلكة - 00:09:07ضَ

لكن الذي يستقيم على طاعة الله والله هو في خير عافية وليست الحرية المحمودة ان الانسان لا يقف عند حد من الحدود يقول انا حر وانتم تقيدونني بالحلال والحرام لا بل في الحقيقة - 00:09:33ضَ

الانسان اذا فتح على نفسه باب الشهوات يكون مقيدا يكون اسيرا لهذه الشهوات يكون شهواتي نفسه وهوى نفسه افرأيت من اتخذ الهه هواه يكون عبدا لهذه الشهوة واسيرا لها وذليلا لها. هذه ليست بحرية كما يزعمون - 00:10:01ضَ

بل الشرف العظيم ان تتحرر من شهوات الدنيا وتكون عبدا لله وحده جل وعلا تستقيم على طاعة الله تعالى هذا الدين ليس فيه الا ما ينفعك ما في سعادتك في الدنيا والاخرة عندما حرم الله تعالى الربا حرم الزنا حرم عمل قوم لوط هذا كله فيه صلاح - 00:10:32ضَ

بشرية والان البشرية تدمر نفسها بنفسها عندما تنشر هذه الفواحش والعياذ بالله. ويزعمون ان هذا من تطور من اه الحرية. فدين الله تعالى فيه السعادة اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي - 00:11:06ضَ

ورضيت لكم الاسلام دينا. هذا الدين لابد فيه من عبودية لله وخضوع لله اليوم للاسف بعض الناس يظن انه بامكان ان يعبد الله كما يريد هو يقول يعني مثلا لماذا انا اصلي في اوقات معينة؟ لماذا تكون صلتي بالله في اوقات معينة؟ لماذا - 00:11:27ضَ

يكون صيامي لله في شهر معين. انا ساختار الوقت الذي اتصل فيه مع ربي. انا ساختار الصيام الذي يناسبني. هذا في حقيقة يعبد هواه. هذا ما يعبد الله لان ما معنى عبادة الله تعالى ان تستقيم على ما يأمرك به هو جل وعلا - 00:11:54ضَ

الله امرنا بان نصلي خمس صلوات. الله امرنا ان نصوم شهر رمضان وهذا معنى اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لا تتم شهادة ان لا اله الا الله الا اذا اتبعت - 00:12:17ضَ

شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما انسان يقول اتركوني وربي انا اعبد ربي بطريقتي. فهذا في الحقيقة يعبدها هو واحد يقوم ويرقص ويغني ويقول انا اتقرب الى الله بهذا. وهكذا لا يكون هناك دين ولا عبودية - 00:12:34ضَ

في الحقيقة الا عبودية النفوس والاهواء كما يوجد اليوم في زماننا من بعض الناس هكذا يزعمون ومن احسنوا دينا من اسلم وجهه لله وهو محسن يسلم وجهه لله يستسلم لله يطيع الله فيما امر. ويبتعد عما زجر عنه ونهى عنه جل وعلا - 00:12:54ضَ

بهذا يسير المسلم في الصراط المستقيم. يصل الى ربه جل وعلا ثم قال وقال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر يريد الله بكم اليسر عندما شرع لنا الصيام هذه الاية جاءت في الصيام وفي آآ الرخصة في الفطر في - 00:13:24ضَ

ولمن كان مريضا او على سفر ثم قال يريد الله بكم اليسر يعني الله تعالى يريد بكم اليسر فيما يشرعه لكم من احكام من رخص ولا يريد بكم العسر. تأمل كيف اكد - 00:13:49ضَ

هذا المعنى فنفى ما يقابله. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وهذا في كل اوامر الدين ما تجد شريعة في دين الاسلام الا وفيها التيسير. خمس صلوات اليوم والليلة ليست ثقيلة. شهر واحد في السنة - 00:14:04ضَ

صومه الزكاة اذا بلغ المال النصاب وحال عليه الحول وما يكون مقدار الزكاة الا اثنين ونصف في المئة. الحج مرة في العمر لمن استطاع اليه سبيلا اذا اركان الاسلام في غاية السهولة وهكذا تجد شرائع الاسلام. واذا احتجت الى رخصة تجد الرخص. اذا كنت مريض - 00:14:23ضَ

تستطيع ان تصلي وانت قاعد تستطيع ان تفطر في رمضان اذا اضطررت الى فعل الحرام تفعل الحرام من باب الضرورة والظرورة تقدر بقدرها. اذا هذا دين الاسلام لا يكلف الله نفسا الا وسعها. ثم ذكر - 00:14:49ضَ

بعض الاحاديث قال وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال من هذه وهكذا الاب او الزوج يسأل اذا رأى مثلا شخصا غريبا في - 00:15:09ضَ

بيته يسأل كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. اما ان يدخل البيت من هب ودب. والله فلانة صاحبة ابنة اه يعني صاحبة ابنته مثلا او اه مثلا اه صديق ولده او كذا يدخل وما - 00:15:31ضَ

ما يعرف الوالد عن شي وما يدري هذا الشخص اهو صالح او ليس بصالح ما يصلح مثل هذا الانفلات في البيوت فلابد ان يكون الاب مسؤولا عن هذا. قال من هذه؟ قالت هذه فلانة تذكر من صلاتها. في رواية قالت لا تنام الليل - 00:15:51ضَ

هذي امرأة عابدة لا تنام الليل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مه مه يعني كلمة نهي وزجر قال مه عليكم بما تطيقون. فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان احب الدين اليه ما داوم صاحبه عليه. متفق عليه. فالنبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:11ضَ

حذر هذه المرأة من الغلو في قيام الليل بان تقوم الليل كله بدون نوم. الله على النوم سباتا والليل لباسا. ينام فيه المسلم ساعات ثم يستيقظ في قيام الليل. يتقوى بنومته على قومه - 00:16:46ضَ

اما ان يسهر للكل بدون نوم وهكذا يعيش حياته. فهذا يؤثر على صحته ومناعته ويضر نفسه ثم قد لا يطيق مثل هذه العبادة مع طول السنوات فقال عليكم بما تطيقون - 00:17:06ضَ

وفي رواية بما تطيقون يعني من الاعمال لماذا؟ قال فوالله لا يمل الله حتى تملوا. ومعنى هذا الحديث كما قال النووي رحمه الله تعالى اي لا ثوابه عنكم وجزاء اعمالكم ويعاملكم معاملة المال حتى تملوا فتتركوا - 00:17:31ضَ

فينبغي لكم ان تأخذوا ما تطيقون الدوام عليه ليدوم ثوابه لكم وفضله عليكم يعني الله لا يقطع عنكم الثواب لان آآ الملل فتور واستثقال الشيء فينقطع الانسان عن هذا الامر - 00:17:55ضَ

فيمل مثلا من قيام الليل فيترك وتثقل نفسه عن القيام. يمل من الصيام فيترك الصيام. يمل من قراءة القرآن فيترك قراءة القرآن وهكذا فالله تعالى لا يمل طبعا اه الملل اه هذا يعني اه بالنسبة في هذا الحديث - 00:18:15ضَ

ليس من صفات الله تعالى وانما هو من باب المشاكلة. كما يقولون هنا. ومعنى انه يعاملكم معاملة المال يعني لا يقطع عنكم الثواب حتى تنقطعوا انتم عن العبادة. قال فوالله لا يمل الله حتى تملوا - 00:18:43ضَ

وكان احب الدين اليهما داوم صاحبه عليه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم احب العمل الى الله ادومه وان قل لان الداعب يثمر لك محبة الله وتكون في كل يوم على طاعة لله وعلى قرب من الله وما تدري - 00:19:03ضَ

اذا اتاك الموت وانت مستقيم وقد داومت على طاعة الله يأتيك الموت وانت على حالة طيبة. بخلاف الذي يطيع الله ثم يترك ويمل ويضيع كثيرا من الطاعات ثم يرجع وهكذا. وكان احب الدين اليه - 00:19:23ضَ

ما داوم صاحبه عليه. فنسأل الله تعالى ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته اسأله تعالى ان يوفقنا لما يحب ويرضى. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:19:43ضَ