شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ٨٧ - لفضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين للامام النووي رحمه الله تعالى يقول في باب الاقتصاد في الطاعة - 00:00:00ضَ

وعن انس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فاذا حبل ممدود بين الساريتين فقال ما هذا الحبل؟ قالوا هذا حبل لزينب. فاذا فترت تعلقت به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:20ضَ

حلوا. ليصلي احدكم نشاطه. فاذا فتر فليرقد. متفق عليه فهذا الحديث من ارشاد النبي صلى الله عليه وسلم الى الاعتدال في العبادة والطاعة. فلما رأى هذا الحبل الممدود بين الساريتين يعني بين الاسطوانتين في المسجد - 00:00:40ضَ

تعجب من هذا قال ما هذا الحبل قالوا هذا حبل لزينب. زينب بنت جحش رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فاذا فترت تعلقت به يعني كانت تصلي الليل فاذا فترت وكسلت عن القيام تتعلق بالحبل - 00:01:10ضَ

وتكمل صلاتها قائمة هذا يدلنا على حرص الصحابيات رضي الله عنهن وزوجات النبي سلم على العبادة لله جل وعلا. كما وصفهن الله تعالى مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات هكذا كنا رضي الله عنهن. ولهذا ايضا لما طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة رضي الله عنها نزل جبريل - 00:01:41ضَ

وقال ارجعها فانها صوامة قوامة. هذا الذي شفع لها عند الله تعالى. وامنا عائشة رضي الله عنها دخل عليها اه ابن اخيها آآ في صلاة الضحى وجدها تصلي الضحى دخل عليها ضحى ليسلم عليها فوجدها تصلي وتقرأ قول الله تعالى - 00:02:14ضَ

وعن اهل الجنة واقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ان اكنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم تبكي رضي الله عنها. قال فذهبت فقضيت حاجتي في السوق ثم رجعت قال - 00:02:40ضَ

سمعت وتكرر هذه الاية وتبكي. هكذا سور كثيرة فهكذا كن نساء النبي صلى الله عليه وسلم والصحابيات رضي الله عنهن لكن النبي صلى الله عليه وسلم يرشدنا الى الاعتدال في العبادة - 00:03:02ضَ

فاذا اه شق الانسان على نفسه لن يحقق المقصود من العبادة. تخيل انسان من شدة التعب يتعلق بحبل ويصلي هذا قد ما يكون في قلب ذلك الخشوع. وما يشعر بلذة العبادة. وما يحقق محبة الله والشوق للقائه في العبادة - 00:03:20ضَ

ربما ما يحقق هذه المقاصد العظيمة التي هي روح العبادة. فلو جلس وارتاح وصلى وهو جالس هذا خير له من ان يشق على نفسه ولهذا ينبغي على بعض المرضى او كبار السن اذا اراد ان يصلي - 00:03:45ضَ

وهو متعب والمرض يشق عليه او كبر سنه لا يساعده على طول القيام. فا يقول لا انا ما يمكن ان اصلي وانا جالس. هذا عيب هذا ما يليق ويصر ان يقف في - 00:04:05ضَ

الصلاة ويكلف نفسه ما لا تطيق فينبغي ان يعلم ان الاسلام دين يسر والحمد لله والصلاة وهو جالس لا ينقص اجرها ابدا ما دام انه معذور فصلاته تامة لا ينقص اجرها بل الاجر اعظم لان - 00:04:25ضَ

انه سيخشع في صلاته وسيطمئن ثم ايضا آآ اذا استند الانسان على عمود او على حبل او على عصا فاذا كانت الصلاة صلاة فريضة وكان هذا الاستناد استنادا كليا يعني لو فرضنا ان هذه العصا - 00:04:46ضَ

اخذت من هذا الانسان لسقط على الارض وكان هذا بدون حاجة فالصلاة هنا باطلة لا تصح لماذا؟ لانه يفقد هنا ركن القيام مع القدرة صل قائما والقيام مع القدرة ركن من اركان الصلاة بالنسبة للصحيح. فبعض الناس مثلا ممكن صلاة الفريضة يتكاسل - 00:05:10ضَ

ويكون بجانبه جدار او خلف جداره يقول الحمد لله. فهكذا يستند ويصلي استنادا كليا وهو غير معذور. فهذا صلاته لا تصح اما اذا كان معذورا مريضا كبيرا في السن فنعم يجب عليه قبل ان يجلس ان ينتقل الى الجلوس - 00:05:38ضَ

اذا استطاع ان يستند على شيء ويقف هذا هو الواجب. اما اذا كانت الصلاة صلاة نافلة فالامر واسع. لان القيام مع القدرة ليس ركنا في النوافل يجوز للمسلم ان يصلي وهو قاعد صلاة النافلة. ولو لم يكن معذورا لكن له نصف الاجر من صلاة القائم - 00:06:01ضَ

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم هذا بالنسبة لغير المعذور. اما المعذور المريض او الكبير في السن فلا ينقص الاجر والحمد لله. فاذا قال النبي صلى الله عليه - 00:06:21ضَ

حلوه يعني آآ ازيلوا هذا الحبل حلوه ليصلي احدكم نشاطه ليصلي احدكم قم نشاط ما دام في فترة النشاط والراحة فليصلي وهو يعني قائم ويطيل القيام لله تعالى في صلاة الليل - 00:06:38ضَ

قال فاذا فتر فليرقد. اذا فتر شعر بكسل او تعب فليلقد تأمل هنا يأمرك النبي صلى الله عليه وسلم ان ترقد اذا شعرت الكسل. لماذا؟ لان الصلاة مع الكسل ومع الفتور. لا - 00:06:58ضَ

يتأدى مقصودها لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم فالمقصود من هذه العبادات حصول اه التقوى في القلب مراقبة الله تعالى الخشوع لله. محبة الله وخشيته جل وعلا - 00:07:17ضَ

وهذه معاني لا تحصل مع شدة التعب والكسل ثم قالوا وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا نعس احدكم وهو يصلي فليرقد حتى - 00:07:34ضَ

يذهب عنه النوم. فان احدكم اذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب ويستغفر فيسب نفسه متفق عليه فهنا ذكر النووي رحمه الله تعالى هذا الحديث بعد الحديث المتقدم حتى يبين سبب امر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:53ضَ

اه ان من شعر بالفتور والكسل فعليه ان يرقد لماذا؟ كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها اذا نعس احدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم. فيستقبل الصلاة وهو نشيط. قال فان احدكم اذا صلى وهو ناعس لا - 00:08:13ضَ

يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه. بدل ان يستغفر الله وممكن ان يسب نفسه وهو لا يدري ما يقول من شدة النعاس قال وعن ابي عبدالله جابر ابن سمرة رضي الله عنهما قال كنت اصلي مع النبي - 00:08:33ضَ

صلى الله عليه وسلم الصلوات. فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا. رواه مسلم. قال قوله وقصد اي بين الطول والقصر هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يخفف خطبة الجمعة وصلاة - 00:08:53ضَ

الجمعة كما قال جابر بن سمرة فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا والتخفيف انما يرجع فيه للسنة. ليس لاهواء الناس. ممكن واحد يقول صلاته قصده يعني يقرأ قصار السور. يقرأ قل هو الله احد - 00:09:16ضَ

هناك الكوثر نقول لا. النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة في الركعة الاولى. سورة المنافقون في الركعة الثانية وكان يقرأ في بعض الاحيان سورة الاعلى في الركعة الاولى وسورة الغاشية في الركعة الثانية - 00:09:37ضَ

فهذا هو القصد في صلاة الجمعة. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا المقدار كما ترى ليس طويلا ولا قصيرا جدا. بل هو وفيه شيء من التوسط. وهكذا خطبته كانت قصدا. وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان - 00:09:55ضَ

صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه. فاطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وان من البيان لسحرا النبي صلى الله عليه وسلم يرشدنا الى ان تكون صلاة الجمعة اطول من الخطبة. يعني الخطبة تكون عشرة دقائق تقريبا - 00:10:15ضَ

لان المقصود الموعظة التي تصل الى القلوب وهذا يمكن ان يكون في دقائق معدودة. ان يقرأ الامام بعض الايات التي فيها تذكير وبعض الاحاديث. وتصل العبرة الى الى القلوب. هذا هو المقصود من خطبة الجمعة. ليس المقصود تشقيق الكلام وتفصيله. فهذا له - 00:10:40ضَ

آآ مواطن اخرى آآ خطبة الجمعة ليست مثل الدروس العلمية او المحاضرات الطويلة وانما هي موعظة حتى يستيقظ الغافل من غفلته ويرجع التائب الى ربه هي ذكرى للمؤمنين. وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. فيها تزكية للنفوس. فيحرص - 00:11:06ضَ

الخطيب على قصر الخطبة مع الكلام الجامع الذي يؤدي المقصود. وايضا هذا كما ترى من التيسير في العبادة والتيسير في الموعظة. ثم نختم بهذه القصة عن ابي جحيفة وابن عبد الله رضي الله عنه قال - 00:11:38ضَ

اخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وابي الدرداء اول ما قدم المدينة اخى بين المهاجرين والانصار فاخى بين سلمان الفارسي وابي الدرداء رضي الله عنهما. فزار سلمان ابا الدرداء وهذا فيه زيارة الاخوة في الله - 00:12:04ضَ

وهذا من اسباب تحصيل محبة الله تعالى قال فزار سلمان ابا الدرداء. فرأى ام الدرداء متبذلة. يعني اليس عليها اه لباس اه يعني المرأة مع زوجها وانما لابسة ثياب المهنة. ما تلبس لباس الزينة - 00:12:28ضَ

طبعا مع ستر آآ يعني جسدها فقال ما شأنك؟ يعني الاصل ان تكون المرأة بغير هذا اللباس لباس احسن من هذا مع زوجها قالت اخوك ابو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. وهذا من ادب هذه المرأة المؤمنة ما اشتكت عليه - 00:12:59ضَ

السوء. وقالت هذا لا يعطيني حقي وهذا يظلمني. وانما تأمل في ادبها في الكلام قالت اخوك ابو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. يعني هذا كناية على انه لا يأتي امرأته ولا يلتفت اليها. لكن - 00:13:25ضَ

اخرجت هذا باسلوب فيه مدح لهم. كانه زاهد في الدنيا قالت اخوك ابو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا لكن سلمان رضي الله عنه فهم مرادها. فجاء ابو الدرداء فصنع له طعاما. فقال - 00:13:45ضَ

له كل فاني صائم يعني جاء ابو الدرداء ولما شاف سلمان زاره في البيت صنع له طعام وقال له كل فاني صائم ابو صائم قال لسلمان انت كل فاني صائم. فقال سلمان ما انا باكل حتى تأكل. فاكل - 00:14:05ضَ

لان الصائم صيام تطوع يجوز ان يقطع صيامه الحاجة او حتى لو كان بدون حاجة فاراد ان يرضي اخاه الذي زاره وان لا آآ يحرج ضيفه فاكل معه. قال فلما كان الليل ذهب ابو الدرداء يقول - 00:14:32ضَ

اول ما بدأ الليل دخل الليل ابو الدرداء عند قيام الليل كله. لا يعرف النوم الا قليلا فقال له سلمان نم فنام ثم ذهب يقوم فقال له سلمان نم فلما - 00:14:52ضَ

ما كان من اخر الليل قال سلمان قم الان. فصليا جميعا. فقال له سلمان ان لربك عليك حق اه وان لنفسك عليك حقا ولاهلك عليك حقا. فاعط كل ذي حق حقه - 00:15:13ضَ

هذا التوازن في العبادة ما ترك قيام الليل لكن بقدر يستريح اول الليل وينام ويقوم اخر الليل قال ان لربك عليك حقا. وان لنفسك عليك حقا ولاهلك عليك حقا. فاعط كل ذي حق حقه. والمسلم وهو يؤدي - 00:15:32ضَ

الله تعالى سواء كان لاهله لولده لجاره لضيفه فهذا كله مما يدخل في العبادة. وهذا اكمل ممن يظن انه مجتهدا في انه مجتهد في العبادة لكنه يقصر في حقوق اهله واولاده وحقوقه - 00:15:53ضَ

فوق غيره فهذا في الحقيقة عنده ظيق في تحقيق معنى العبادة العبادة بمعناها الشامل الواسع ان تعطي كل ذي حق حقه وان تكون عبدا مطلقا لله في كل احوالك. اذا جاءك ظيف - 00:16:13ضَ

عبادة هنا ان تكرم الضيف وتآنسه وتكلمه من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. تخيل ضيف يأتيك وانت ما زلت تقول انا بصلي بقرأ قرآن خلي الضيف وحده هذا خطأ هذا ليس من تحقيق العبادة - 00:16:31ضَ

فهكذا المسلم يكون في كل حال ينظر الى العبادة المناسبة لهذا الحال ما الذي يرضي الله في هذا الحال في هذا المقام فيقوم به. اما ان تكون عند الشهوة خفية. يكون عنده هو يحب فقط العزلة ويحب ان يقرأ قرآن ويصلي فقط - 00:16:51ضَ

وهذا هذه نفس ترتاح لهذا فقط. طيب هناك انواع كثيرة من العبادات فهذا في الحقيقة عندما يقول لا انا فقط انعزل عن الناس وانا اقرأ واصلي هو في الحقيقة ربما يقع في اتباع شهوة خفية في نفسه وهو لا يشعر. لكن العبد - 00:17:11ضَ

صادق ان يكون عبدا لله كما يريد الله في الحال في اي حال من احوال الدنيا. اذا كان في العمل يؤدي عمل باتقان ويؤدي الامانة لانه يعرف ان هذي مسؤولية الان عليه فهو في عبادة. اذا كان مع اهله يعلمهم يؤدبهم - 00:17:31ضَ

يسليهم يؤنسهم. فهو في في عبادة ايضا الان. وهكذا في كل الاحوال. اذا جاء الليل نعم يصلي لله وفي عبادة وهكذا قال فاعط كل ذي حق حقه. فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له. فقال - 00:17:51ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم صدق سلمان. تأمل كيف ايد النبي صلى الله عليه وسلم رأي سلمان في هذا. لان هذا الذي هو موافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته. رواه البخاري. ونسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا وان يعيننا على - 00:18:11ضَ

وذكره وشكره حسن عبادته نسأله تعالى ان يوفقنا وان يعيننا على ان نعطي كل ذي حق حقه وان يعفو عنا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:31ضَ