شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ٩٠ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين الامام النووي رحمه الله تعالى. يقول في باب الاقتصاد في الطاعة وعن ابن عباس - 00:00:00ضَ

رضي الله عنهما قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب اذا هو برجل قائم فسأل عنه فقالوا ابو اسرائيل نذر ان يقوم في الشمس ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم - 00:00:20ضَ

ويصوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه. رواه البخاري النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذات يوم واذا هو برجل قائم في الشمس - 00:00:39ضَ

تعجب النبي صلى الله عليه وسلم الناس جلوس وهذا قائم فسأل عنه فقالوا ابو اسرائيل هذا من الصحابة رضي الله عنهم وهذه كنيته ابو اسرائيل نذر ان يقوم في الشمس - 00:00:59ضَ

ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم كأن الذي خطر في ذهنه انه من اجتهاده في طاعة الله ان يشدد على نفسه وان يتعب نفسه في طاعة الله فنذر ان يقوم في الشمس ولا يقعد - 00:01:20ضَ

وهذا امر شديد ان لا يقعد الانسان ابدا هذا لا يطيقه الانسان. ثم يكون هذا في الشمس هذا يهلكه ويضره وهذا محرم لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا ضرر ولا ضرار - 00:01:47ضَ

ولا يستظل اذا هذي واحدة ان يقوم في الشمس ولا يقعد ولا يستظل ثم ايضا لا يتكلم يعني الكلام في خير للانسان عندما يخاطب الناس ويتفاهم معهم. هذي نعمة من نعم الله على الانسان - 00:02:03ضَ

نعم النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت اما ان لا يتكلم مطلقا هكذا لا بخير ولا بشيء هذا ايضا غير مطلوب وغير محبوب - 00:02:26ضَ

فاذا القيام في الشمس هذا غير محبوب في الشرع والصمت عن الكلام مطلقا هذا غير محبوب في الشرع بل هذا من فعل اهل الجاهلية ولهذا ابو بكر رضي الله عنه - 00:02:40ضَ

اه في الحج رأى امرأة لا تتكلم ابدا حجة صامتة وكانت تريد ان تحافظ على حجها ما تتكلم بكلمة فنهاها عن ذلك واخبرها ان هذا من عمل اهل الجاهلية فليس في دين الاسلام التعبد بالصمت هذا من الابتداع في الدين - 00:02:54ضَ

نعم اكثر من ذكر الله لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله واطل الصمت والتفكر. لكن لا تجعل هذا عبادة لازمة لك اذا كان الكلام فيه مصلحة فالافضل ان تتكلم لا ان تصمت - 00:03:19ضَ

ثم ايضا نذر ان يصوم. والصوم محبوب عند الله تعالى فبماذا امره النبي صلى الله عليه وسلم؟ تأملوا قال مروه فليتكلم كما عرفنا الصمت عن الكلام هذا ليس من الدين - 00:03:37ضَ

وقال فليتكلم وليستظل لان كما عرفنا ان يقف تحت الشمس هذا يهلك نفسه ثم قال وليقعد لان طول القيام ايضا هذا يتعب الانسان ولكن الصوم المحبوب عند الله امر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال وليتم صومه - 00:03:53ضَ

اذا امره بالمحبوب عند الله والمطلوب شرعا وهو اتمام الصوم اما باقي الامور التي نذرها امره ان لا يفي بها لماذا؟ لان هذا النذر ليس نذر طاعة. نذر الطاعة فقط هنا في الصيام - 00:04:17ضَ

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من نذر ان يطيع الله فليطعه اذا نذر الانسان ان يطيع الله تعالى فيجب عليه ان يفي بنذره امره بان يفي بنذره فيما يتعلق - 00:04:36ضَ

بطاعة الله تعالى اما باقي الامور ليست من طاعة الله فلم يأمره بان يفي بها بل امره بان آآ لا يقوم بها لانها ليست من طاعة الله تعالى اه هذا يدخل والله اعلم في نذر المعصية لان - 00:04:52ضَ

اه عدم الكلام هذا بدعة في الدين. والقيام في الشمس هذا محرم يهلك. اليس نفسه بهذا؟ فهنا ابو ان نذر نذرا محرما ونذر نذرا فيه طاعة النظر المحرم النبي صلى الله عليه وسلم امره ان لا يفي به والنذر الذي فيه طاعة امره النبي صلى الله عليه وسلم ان يفي به - 00:05:14ضَ

لكن ليس في الحديث انه امره بكفارة النذر. فيما يتعلق بنذر المعصية ولهذا استدل كثير من اهل العلم بهذا الحديث على ان من نذر ان يعصي الله فلا يعصه وليس عليه كفارة يمين - 00:05:37ضَ

ليس عليه كفارة يمين التي هي كفارة النذر اه وهذا يعني مذهب كثير من اهل العلم وان كان في المسألة خلاف لان بعض العلماء يقول من نذر ان يعصي الله فلا يعصي لكن عليه - 00:05:54ضَ

صارت يمين لكن والله اعلم من اقرب انه ليس عليه كفارة لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره هنا ومحتاج الى بيان مع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين له انه عليه كفارة - 00:06:08ضَ

واما حديث لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين هذا حديث لا يصح. وانما الصحيح منه الجملة الاولى النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نذر في معصية واما قوله آآ وكفارة كفارة يمين هذه زيادة لا تصح في الحديث - 00:06:24ضَ

ولهذا كان الاقرب والله اعلم انه ليس عليه كفارة. لكن من اراد ان يخرج من الخلاف وقال انا اكفر لا بأس بهذا. خروجا من الخلاف والله اعلم والنووي رحمه الله تعالى الامام ذكر هذا الحديث وختم به باب الاقتصاد في الطاعة - 00:06:44ضَ

حتى يبين لنا انه ليس من اه طاعة الله تعالى ان يشق الانسان على نفسه وان يخترع عبادات ما انزل الله تعالى بها من سلطان فهذا ليس من طاعة الله تعالى بل كما قال بعض السلف الاقتصاد - 00:07:04ضَ

في سنة خير من الاجتهاد في بدعة ان يقتصد الانسان في السنة سنة يحافظ عليها ويداوم عليها ان يحافظ على السنن الرواتب. نحافظ على ركعتي الضحى. ان يحافظ على صيام ثلاثة ايام من كل شهر. ان يحافظ على الشفع والوتر - 00:07:21ضَ

سنن يسيرة يحافظ عليها الانسان هذا خير من ان يجتهد في البدعة ان يقول انا اتعبد لله بترك الكلام وان يخترع عبادات واذكار واوراد لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ويلازمها باعداد معينة وصفات معينة كما يفعل - 00:07:44ضَ

الناس ما الفائدة اذا لم يكن العمل على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا - 00:08:04ضَ

فليعمل عملا صالحا ما يكون العمل صالحا الا اذا كان موافقا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يشرك بعبادة ربه احد هذا الشرط الثاني وهو توحيد الله والاخلاص في العمل - 00:08:23ضَ

قال الله تعالى بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال من اسلم وجهه لله هذا هو الاخلاص ثم قال وهو محسن - 00:08:38ضَ

ولا يمكن ان يكون الانسان محسنا في عمله اذا ابتدع في عمله لابد ان يتبع السنة بهذا يحقق الاحسان ثم الاحسان درجات حتى يعبد الله كانه يراه قال فله اجره عند ربي ولا خوف عليهم ولم يحزنون. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول - 00:08:55ضَ

من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد المسلم يبتعد عن البدعة اه لماذا يتعب الانسان نفسه في البدعة التي لم يشرعها الله تعالى ولم يشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا - 00:09:16ضَ

اه هذا الحديث ختم به الامام النووي رحمه الله تعالى هذا الباب يقتصد المسلم في طاعة الله ولا يشدد على نفسه في ما لم يشرحه الله تعالى. وكذلك نستفيد من هذا الحديث ان - 00:09:39ضَ

المشقة التي اه تلحق الانسان اذا عمل عملا صالحا هذه المشقة اه نعم يعظم بها الاجر لكن المشقة هنا نوعان المشقة التي يؤجر عليها الانسان هي التي تكون تابعة للعمل الصالح المشروع - 00:09:58ضَ

انسان يقوم الليل فشعر بشيء من التعب لكنه جاهد نفسه وقام الليل انسان يحافظ على الصيام يكثر من الصيام نعم يتعبه الصيام لكنه وجاهد نفسه وحتى اكمل آآ هذا اليوم الذي تعب فيه او لازم صيام اياما كثيرة وهكذا - 00:10:28ضَ

في حياته وهو يتعب لكنه يستطيع ولا يشغله الصيام عن الطاعات الاخرى لكن يجد مشقة في صيامه في قيامه في طاعة ربه هذا من طبيعة الانسان. فهذه المشقة غير المقصودة يعني لا قصدها الانسان - 00:10:50ضَ

هي تتبع العمل الصالح لان الانسان خلق ضعيفا وفي الحقيقة الله ما كلفنا ما يشق علينا. لكن هذه مشقة طبيعية محتملة. تتبع العمل الصالح. انسان يذهب الى العمر او الى الحج آآ لا شك انه سيصادف مشاقا كثيرة هناك وربما يتعب وربما يمرض ويصبر - 00:11:11ضَ

فيؤجر على هذه المشقة والنبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها في الحج اجرك على قدر نصبك اجرك على قدر نصبك يتضاعف الاجر بحسب المشقة التي تلحق الانسان لكن تأملوا المشقة هنا تكون - 00:11:36ضَ

للعمل الصالح لا يتقصدها الانسان بنفسه. لا يوقع نفسه في المشقة وانما هو يطيع الله لكن اذا لحقته المشقة يصبر فهنا يؤجر على هذه المشقة. اما المشقة التي يتعمدها الانسان ويوقع نفسه فيها عمدا فهذه لا - 00:11:56ضَ

يؤجر عليها ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه يشق على نفسه يقول انا اسمع الخطبة وانا في الشمس اتحمل حر الشمس اتحمل المشقة حتى يزداد اجري في سماع - 00:12:19ضَ

خطبة مثلا هذا غير صحيح ما دام الظل موجودا آآ وآآ ممكن ان تسمع الخطبة وانت مرتاح فهذا هو الافضل نعم اذا كان المكان مزدحما وكنت في الشمس هنا تحتسب الاجر عند الله - 00:12:35ضَ

لكن ان تتعمد ان تقوم في الشمس وتقول انا اريد الاجر عند الله هذا ليس فيه اجر ان تتعمد ان تشق على نفسك الشرع رخص لك ان تجلس في الصلاة ان كنت مريضا - 00:12:53ضَ

ووجدت الما شديدا ربما يذهب معه الخشوع ان لم تجلس وتقول لا انا اريد الاجر وساصلي قائما حتى لو تظاعف المرظ علي هذه المشقة غير مطلوبة غير محمودة ان تتوقع نفسك الان في المشقة وتتعمد ان توقع نفسك فيها فالدين لا يأتي بهذا - 00:13:08ضَ

لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه. مع ان الصوم فيه مشقة لكن قال وليتم صومه لنادي المشقة تابعة للعبادة وطبيعية ويطيقها الانسان بخلاف المشقة التي يتقصدها الانسان وتكون فوق طبيعته وطاقته - 00:13:34ضَ

فهذه غير مطلوبة في الشرع ولا يؤجر عليها الانسان فلابد ان نفرق بين هذين النوعين من آآ المشقة وبهذا يختم الامام النووي هذا الحديث وان شاء الله آآ نأخذ آآ الباب الذي بعده في الدرس القادم نسأل الله تعالى ان يغفر لنا - 00:13:58ضَ

ويرحمنا نسأله تعالى ان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:14:21ضَ