شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ٩٥ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام قال رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين الامام النووي رحمه الله تعالى. ويقول في باب الامر بالمحافظة على السنة وادابها. واما الاحاديث - 00:00:00ضَ

الاول عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوني ما تركتكم فانما اهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم. فاذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه. واذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم. متفق - 00:00:30ضَ

عليه فهذا الحديث يحثنا فيه نبينا صلى الله عليه وسلم على الانشغال العمل بالسنة العمل باوامره بقدر المستطاع. وترك نواهيه وترك الانشغال لكثرة الاسئلة التي لا فائدة منها واثارة الجدل والخصومات والاختلافات في الدين - 00:00:53ضَ

فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوني ما تركتكم ما دام ان النبي صلى الله عليه وسلم ما تكلم في هذا الامر وسكت عنه وما كان ربك نسيا فلماذا يبحث عنه - 00:01:26ضَ

دعوني ما تركتكم قال فانما اهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم يعني النبي صلى الله عليه وسلم يحذرنا مما وقع فيه آآ ما وقعت فيه الامم الماضية - 00:01:42ضَ

من التعنت والاعتراض على انبيائهم المقصود هنا بكثرة الاسئلة ليست الاسئلة التي فيها فائدة الاسئلة التي يستفيد منها السائل فائدة عملية يسأل عن وانما المراد بالاسئلة اسئلة التعنت اسئلة الجدال - 00:02:04ضَ

اسئلة ما يوجد فيها فائدة ولهذا يدخل في هذا الامر من اشهر القصص في هذا قصة البقرة عندما امر الله تعالى بني اسرائيل ان يذبحوا بقرة طلبوا من موسى عليه الصلاة والسلام ان يدلهم على القاتل في تلك القصة والواقعة. فقال ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة - 00:02:27ضَ

فما استسلموا لامر الله. وبدأوا يسألون اسئلة الاعتراظ والتعنت على امر الله. قالوا اتتخذنا هزوا؟ قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي؟ ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها، ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقرة تشابه علينا - 00:02:55ضَ

ولهذا تأملوا كيف سمى الله تعالى سورة البقرة بهذا الاسم لان هذه القصة خلاصة مقصود سورة البقرة لان المقصود من سورة البقرة هو الاستسلام لله والايمان بالله وهذه القصة تحذرنا من التمرد والتعنت على اوامر الله وعدم الاستسلام لها. فهكذا النبي صلى الله عليه وسلم يحذرنا مما وقع فيه الاولون - 00:03:14ضَ

فانما اهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم نتج عن هذه الاسئلة التي لا فائدة منها والتي هي بقصد مخالفة الانبياء الاختلاف على والكفر بهم. قال واختلافهم على انبيائهم لهذا الله تعالى قال ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل - 00:03:42ضَ

وسبب هذا الحديث هو سؤال من جنس هذه الاسئلة كما في رواية مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس قال يا ايها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا - 00:04:06ضَ

فقال رجل اكل عام يا رسول الله؟ اذا الان النبي صلى الله عليه وسلم ما قال كل عام سكت قال ان الله فرض عليكم الحج فحجوا الان مسلم حج في عام من الاعوام - 00:04:22ضَ

يكون قد امتثل هذا الامر النبوي واسقط عنه هذا الامر فلماذا هذا السؤال؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم بعد ان يعني يسأل هذا السائل ويسكت سأله مرة ثانية وسكت سأله مرة ثالثة وسكت - 00:04:37ضَ

ثم حذرهم. قال لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ولهذا جاء في الحديث الصحيح النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اعظم المسلمين جرما عند الله من سأل عن شيء فحرم من اجل مسألته - 00:04:56ضَ

تخيل لو قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم كل عام وانزل الله عليه هذا الوحي بهذا مثلا يكون الامر في غاية المشقة على العباد فالانسان يترك الاسئلة التي لا فائدة منها والامور المسكوت عنها. وما كان ربك نسيا - 00:05:14ضَ

قال ثم بعد ذلك قال ذروني ما تركتكم فانما اهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم وهذه الاسئلة يدخل فيها الاسئلة كما عرفنا التي من باب التعنت والاعتراظ على امر الله - 00:05:37ضَ

يعني فرق بين انسان يريد ان اه يتعلم يريد ان يعرف الحكم الالهية والاسرار الربانية من الاحكام الشرعية مثلا الامرأة تسأل لماذا فرض الله علينا الحجاب وهي تريد الخير تريد ان تزداد يقينا - 00:05:58ضَ

بهذا الحكم ان الحجاب يحجب المرأة عن مطامع الطامعين. الحجاب صيانة للمرأة وحفظ لها. وهذا جعله الله تعالى في نفس الرجل في نفس المرأة. فلابد من شيء من الاحترازات ومن التحفظات - 00:06:19ضَ

وهذا امر يدركه كل عاقل لكن امرأة اخرى تسأل بنية الاعتراظ وعدم الاستسلام والتضجر ليش الله امرنا بالحجاب ولماذا اه هذه هذا التضييق هذا فيه تضييق على المرأة آآ فيه - 00:06:41ضَ

عدم اعطاء المرأة حقها وحريتها من جنس هذا الكلام وهكذا في احكام كثيرة يعترض عليها بمثل هذه الاسئلة الباطلة الفاسدة فالله تعالى احكم الحاكمين لا يشرع شيئا الا بحكمة جل جلاله - 00:07:04ضَ

كذلك يدخل في هذه الاسئلة الاسئلة التي لا يحتاج اليها يسأل عن امور قدرية اه لا يحتاج اليها اه مثلا يسأل اه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سأله سائل اين ابي - 00:07:23ضَ

ابي في النار ولا في الجنة مات قبله مثلا في الجاهلية فاجاب وقال في النار انظر كيف كشف عن الغيب لهذا الرجل وان اباه في النار. كيف تكون حسرته لكن لو كان الامر مستورا لكان اهون على النفوس - 00:07:42ضَ

وهكذا يعني الان قد يسأل بعض الناس اسئلة لا فائدة منها عن امور كونية وآآ تثار مسائل ويكون فيها خلاف بل ربما تصل الدرجة الى التكفير وهي مسائل ما فيها واسع. قلها الارض كروية ولا مسطحة ولا كذا ولا هذي مسائل لا فائدة منها. لان ليس منها كبير فائدة - 00:08:00ضَ

والخلاف فيها سائغ وهكذا اسئلة لا تهم المسلم في دينه لا تنفعه في عمله كذلك من الاسئلة الاسئلة التي اه ربما تسبب مشقة على الانسان يعني احيانا مثلا تصلي في مكان وتجد رطوبة - 00:08:28ضَ

وما تشعر ما ما ليس هناك رائحة نجاسة مثلا فلماذا تسأل من بجانبك هذا ماذا؟ هل هذا بول ولا ماء ولا كذا خلاص اجعل الامر على الاصل وهو ان الاصل الطهارة الا - 00:08:52ضَ

اذا تيقنت النجاسة. ولهذا عمر رضي الله عنه كان ذات يوم يمشي وائل ميزاب يقطر شيئا يعني يصب آآ صاحب عمر رضي الله عنه سأل صاحب البيت ما هذا الذي يقطر من الميزاب - 00:09:08ضَ

هل هذا طاهر او نجس فقال له عمر رضي الله عنه قال لا تخبرني يا صاحب الميزاب لا تخبرنا يعني لماذا نوقع انفسنا في شك وفي الاصل في الامور الطهارة الا اذا تيقنا او ظهرت النجاسة - 00:09:29ضَ

وهكذا يعني مثل ما يسأل الان بعض الموسوسين اسئلة كثيرة لا فائدة منها. هي من باب الوسوسة وهكذا الاسئلة التي فيها اسئلة مغلوطة يقول من خلق الله لماذا خلق الله الشرور؟ الله تعالى هو الحكيم. هذه الاسئلة ما تخطر على قلب المؤمن - 00:09:49ضَ

حتى المؤمن العامي الذي هو على الفطرة بل يستنكر هذه الاسئلة بكل سهولة يقول الله تعالى حكيم ما يقدر شيء الا بحكمة حتى وان كتب الشر وقدر الشر فالله تعالى احكم الحاكمين - 00:10:12ضَ

جل جلاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون هكذا التسليم التام وتعرف قدرك انك مخلوق والله تعالى هو الخالق فكيف يسأل من خلق الخالق؟ هذا سؤال من اصله خطأ الخالق له صفاته التي تميزه جل جلاله. هو الاول فليس قبله شيء. وهو الاخر فليس بعده شيء سبحانه جل جلاله - 00:10:29ضَ

ما يمكن ان يدرك الانسان بعقله كل شيء فاذا مثل هذه الاسئلة تدخل في السؤال المذموم فانما اهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم. المسلم ينشغل بما يعنيه بما ينفعه في الاخرة بما يزيده درجات عند الله. ولهذا قال النبي - 00:10:52ضَ

وسلم بعد ذلك مباشرة فاذا نهيتكم عن عن شيء فاجتنبوه واذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم. كانه يقول في هذا كفاية عن الاسئلة نعم انبه انه ليس معنى هذا ان المسلم لا يسأل عن دينه فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون - 00:11:16ضَ

لكن الحمد لله الشريعة فيها البيان الواضح اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فاذا انشغل المسلم بالعلم النافع بمعرفة الحلال من الحرام الواجبات المستحبات فظائل الاعمال وسارع اليها وعمل بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من سنن واداب - 00:11:36ضَ

والله هذا يكفيه عن كثرة التنقيب والاسئلة قال فاذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه انه ما قال بقدر استطاعتكم لان الذي يجتنب المحرم هو في الحقيقة يستمر على العدم الاصلي يعني انت الان جالس انت الان بعيد عن الربا بعيد عن الزنا بعيد عن السرقة. فهنا الاصل انك تستمر على ما انت عليه وهذا في - 00:11:59ضَ

كل انسان ما تقول والله الشهوة قوية ودواعي الفتن في زماننا كثيرة ما استطيع ان اصبر ولابد ان افعل من الحرام ما يعني لا تحتمله قدرتي. لا هذا لا يقبل منك - 00:12:25ضَ

انك انت الان في عافية في سلامة نعم اذا اضطر الانسان للحرام يفعله فمن اضطر كما قال الله تعالى في اه اكل الميتة. قال فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه. ان الله غفور رحيم. انسان الان سيموت من الجوع - 00:12:44ضَ

ما عنده الا الميت امامه يأكل حرام هذا بقدر يعني الظرورة والظرورة تقدر بقدرها اما ان يعني يفعل الحرام ثم يعتذر باني انا لا استطيع ان اصبر لا. الاصل انت بعيد عن هذا الحرام - 00:13:00ضَ

حتى لو كان الحرام بجانبك فانت الان يعني المحرم آآ هو يعني معدوم الان شيء تتركه الاصل انك تجتنبه مطلقا بخلاف الفعل. قال واذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم - 00:13:20ضَ

الفعل شيء موجود انت الان تفعله وتقوم به وليس كل انسان يستطيع ان يقوم بهذه الاعمال لا يكلف الله نفسا الا وسعها وقال النبي صلى الله عليه وسلم صل قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب - 00:13:39ضَ

وقال في المريظ او المسافر في رمظان فعدة من ايام اخر لان هذه الاعمال كما هو واضح للانسان نعم يريد ان يعملها يريد ان يعبد الله يصلي يصوم يحج لكن - 00:13:59ضَ

كلها معلقة بالاستطاعة لانها امر وجودي سيقوم به المسلم وهذا القيام بالعمل لا يمكن ان يتصور بدون قدرة. والقدرة قد يفقدها الانسان بسبب مرظ بسبب اه ظرف من الظروف لهذا في الحج قال ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. من استطاع - 00:14:14ضَ

ولهذا هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم واذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم وليس هذا دعوة للتكاسل وللتهاون لا بالعكس لما تسمع قول الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم يعني تبذل غاية استطاعتك وجهدك في فعل هذا المطلوب. فاذا عجزت او شق - 00:14:40ضَ

عليك نعم جاءت الرخصة صلي وانت قاعد مثلا او ما تستطيع ان تحج يسقط عنك الحج والحمد لله ما جعل عليكم في الدين من حرج فاذا هذه الكلمة تجمع بين بذل الجهد والاستطاعة مع التخفيف والتيسير. وان الله لا يكلفنا فوق طاقتنا - 00:14:59ضَ

فاذا شق الامر على الانسان حتى لو كان يستطيع ان يفعله الانسان اذا كان يستطيع ان يصلي قائما لكن مع الشعور بالالم. مع ازدياد المرظ عليه او مع تباطؤ الشفاء عنه - 00:15:22ضَ

وهنا الاولى به ان يترك هذا الفعل من قيام من صيام وان يأخذ بالرخصة حتى لو كان يستطيع ان يقوم به مع شدة المشقة. ما جعل عليكم في الدين من حرج - 00:15:37ضَ

يسقط عنك ثم تقضيه بعد ذلك اذن هذا الحديث في الحقيقة حديث عظيم آآ يجعل المسلم يشتغل بما ينفعه من الانشغال بالعمل وهذا هو هدي الصحابة رضي الله عنهم. لو - 00:15:56ضَ

اه نسمع اسئلة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم عن ماذا كانوا يسألون يا رسول الله اي الاعمال احب الى الله؟ يا رسول الله اي الناس افضل عند الله؟ يريدون امرا عمليا يقومون به - 00:16:14ضَ

دلني على عمل يدخلني الجنة وبعدني عن النار اسئلتهم كلها اسئلة عملية وواقعية بخلاف اسئلة بعض الناس اليوم فاذا هذا الحديث يجعل مسلم ينشغل بالاجتناب عن النواهي والاقبال على فعل الاوامر والمحافظة على سنة النبي - 00:16:32ضَ

صلى الله عليه وسلم واوامر بقدر المستطاع. ويبتعد عن الاسئلة التي لا فائدة منها. وبذلك يستقيم له ايمانه يستقيم له دينه ويستقيم له عمله الصالح. فنسأل الله تعالى ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. نسأله تعالى ان يوفقنا لما يحب ويرضى - 00:16:55ضَ

تعالى ان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله اجمعين - 00:17:15ضَ