شرح ألا اعتزليني اليوم خولة أو غضي - طرفة بن العبد

شرح ضادية طرفة بن العبد الجزء الثالث - ألا اعتزليني اليوم خولة أو غضي

محمد صالح

السلام عليكم مرحبا بكم على قناة مدرسة الشعر العربي هذه هي الحلقة الثالثة من قراءتنا لقصيدة الاعتزلين اليوم خولة او غضي؟ القصيدة التي قالها طرف ابن العبد عندما قبض عليه وقدم للقتل - 00:00:04ضَ

يلقي فيها نفسه ويذكر بمآثره واخلاقه القويمة واختلافه عن الاخرين. ويلوم بعض الناس على سوء افعالهم رغم ما لصالحين قصيدة عظيمة من ادبنا العربي. ارجو ان تنال حظها من الشهرة المستحقة بين القراء والمشاهدين العرب. كي تساعدنا على الاعتزاز - 00:00:22ضَ

تاريخنا وقيمنا اشترك معي على قناة مدرسة الشعر العربي. وضع علامة اعجاب لهذه الحلقة. فهذا يساعد القناة كثيرا على الانتشار واذا كنت مؤمنا بفكرة القناة ونشر الادب العربي وتريد المساعدة على انتشارها وزيادة المحتوى المجاني من هذا النوع يمكنك ان تدعم القناة - 00:00:44ضَ

على موقع باتريون او ان تنتسب لها على يوتيوب وهناك ايضا مجموعتنا على فيسبوك التي ارجو ان تنضموا لها لتكون مكانا للنقاشات الشيقة والمفيدة بحيث تجمع كل المهتمين بالادب العربي في عصوره المختلفة - 00:01:06ضَ

بعد هذه المقدمة هيا بنا نبدأ حلقة اليوم قال طرف ابن العبد واني لذو حلم على ان ثورتي اذا هزني قوم حميت بها عرضي الحلم قلنا في الحلقة الماضية انه العقل وعدم الغضب - 00:01:25ضَ

على ان تركيب يعني رغم كذا او لكن سورة السورة بفتح السين هي شدة الغضب. سورة الشيء هي اعلاه. وسورة الشهوة هي اشدها عزة هنا بمعنى هيج او اثار العرض هو الشرف وهو ما يحميه المرء من ماله واهله - 00:01:47ضَ

يطبق الطرف هنا المقولة الشهيرة التي تقول اتقي شر الحليم اذا غضب. فهو رجل عاقل حليم وصبور. يتصرف العقل والحكمة. لكنه يوضع احيانا في مواقف لا تنفع فيها الا الغضبة الشديدة. لان بعض الناس يستفزونه ويهددون شرفه - 00:02:11ضَ

فيقابلهم بما يناسب الموقف من شدة الغضب والقوة. ليحمي عرضه وشرفه وان طلبوا ودي عطفت عليهم ولا خير في من لا يعود الى خفضي عطفت عطف فلان عن كذا اي رجع وانصرف - 00:02:31ضَ

وعطفت الام على ابنها اي رجعت له لترعاه. ومنه اشتق العطف والحنان الخفض هو الدعاء. ويقصد هنا الهدوء بعد الغضب رغم انه يغضب جدا الا انه يعود عن غضباته اذا طلب القوم الود والصلح. فهو لا يتمادى في الشر ولا يمعن فيه - 00:02:52ضَ

ولا خير في الرجل الذي لا يهدأ بعد غضبته بعض الناس اذا حدثت مشكلة ما فكأنه يجد نفسه ويجد متعته في هذه المشكلة. لانه يحب الشر والعراق والخصومات. وهذا من سوء الخلق - 00:03:12ضَ

يقول طرفة ان من لا يعود الى الود بعد الخصام فهو انسان لا خير فيه ومن الفوائد هنا ان نذكر ان طباع الناس تتفاوت في سرعة الغضب ورجوعهم عنه. ويمكن تقسيمها الى اربعة اقسام - 00:03:27ضَ

الاول بطيء الغضب سريع الفيء. اي سريع الرجوع الى حالة الهدوء واعتدال المزاج. وهذا من خير الاقسام الثاني سريع الغضب سريع الفيء. وسرعة الغضب خلق مذموم. الا ان سرعة العودة فضيلة محمودة. فهذه بهذه - 00:03:43ضَ

لكن يعتبر هذا شخصا متقلبا يصعب التعامل معه الثالث بطيء الغضب بطيء الفيء. اما بطء الغضب فخلق محمود يدل على الحلم. لكن بطء الفيئ خلق مذموم تدل على الحقد وعدم التسامح. فهذه بهذه - 00:04:02ضَ

الرابع سريع الغضب بطيء الفيء. وهذا شر الاقسام. لانه جمع الدائين معا. فسرعة الغضب خلق مذموم خلق مذموم. فهذا شخص شرير ومؤذن ثم يكمل طرفه ومعترض في الحق غيرت قوله وقلت له ليس القضاء كما تقضي - 00:04:21ضَ

هنا يتكلم عن قوة حجته ووقوفه مع الحق. ومجادلة خصومه في مجالس الرجال حيث يتقاضى الناس ويتحاكمون يقول رب شخص عنيف يعترض على الحق ويحكم بالباطل وقف له طرفه ولم يقبل منه باطله. وحاججه وجادله - 00:04:47ضَ

اهو حتى غير اقواله. اذا وجد طرفه حكما قد جانب الصواب فانه يعترض عليه ويقول علانية ان هذا ليس هو الحكم ما الصحيح يشير الطرفة بعدة صفات في نفسه فهو يقف مع الحق مهما كان حتى في وجه الرجال الاقوياء. ويمتلك من الفصاحة ليجادل ومن الشجاعة والقوة ليقف امام هذا - 00:05:07ضَ

هؤلاء الرجال في مجالس القبائل ركبت به الاهوال حتى تركته. بمنزل ضنك ما يكد ولا يمضي بنك المنزل الضنك هو المكان الضيق يكد يعني يجتهد ويثابر. وكد ايضا اي الح في الامر بشدة. وتستعمل لبيان الارهاق من شدة الامر - 00:05:31ضَ

يقول انه يجادل هؤلاء الباغين ويدخل معهم معارك كلامية ويتغلب عليهم بقوة شخصيته وقوة حجته وشجاعته في قول الحق كمن يركب سفينة او يدخل معركة يقابل بها الاهوال والخطر لا يتركهم حتى يهزمهم ويفحمهم ويثبت بغيهم. وبعد هذا الجدال العنيف يتركهم مهزومين مقهورين في قمة الحرج والمذلة - 00:05:56ضَ

ثم يقول ولست بذي لونين في من عرفته. ولا البخل فاعلم من سمائي ولا ارضي ذو لونين والمنافق المرائي يقول انه ليس منافقا يغير مواقفه وكلامه ويتلون حسب الظروف اذا جلس مع هؤلاء قال كما يقولون ثم اذا جلس الى غيرهم غير كلامه. فهذا من احقر الصفات - 00:06:23ضَ

كذلك ينفي عن نفسه البخل ليس من صفاته اطلاقا في اي موضع وفي الحقيقة من يقرأ سيرة طرفه ومعلقته يعلم انه ليس بخيلا على الاطلاق. بل هو منفق لدرجة التبذير والاسراف والتهور - 00:06:49ضَ

قال هناك انه سيشرب ويمتع نفسه في حياته قبل ان يموت. ورأيناه يسرف في ذبح جماله ليكرم اصدقائه في جلسات السمر حتى ان راعي الجمال يبعدها عنه كي لا يبيد الحيوانات كلها - 00:07:06ضَ

ثم يقول قد امضيت هذا من وصية عدل. ومثل الذي اوصى به عبدل امضي امضى امضى الامر اي نفذه ومضى فيه عبدلله يبدو انه احد اجداده الذين يعتز بهم. وقيل هو رجل اسمه ابو الحكم ابن عبد - 00:07:22ضَ

هذه الصفات التي اطال الطرف في ذكرها هي اخلاق متوارثة ورثها عن الاباء والاجداد. ويحافظ عليها كأنها وصية وطرف انما يسير على تراث اجداده الذين سنوا له هذه الاخلاق القويمة. فيمضي وينفذ ما علمه من كريم الاخلاق وما يقتضيه الشرف - 00:07:44ضَ

وعزة النفس لا اعرف من هو عدل بالتحديد لانه ليس في نسب طرفة جد بهذا الاسم. لكن يبدو انه احد شرفاء القبيلة او نحو ذلك اذا مت فابكيني بما انا اهله. وحضي علي الباكيات مدى الحض - 00:08:04ضَ

حب يحض اي يحث على الامر بقوة كان طرفه يعلم انه سيموت. او يتوقع موته بما انه مأسور. لكنه ايضا تكلم كثيرا عن الموت في معلقته. تكلم عن حتمية موت وانه لن يفلت منه احد. وانها مسألة وقت فقط قبل ان يموت الغني والفقير المسرف والبخيل. وسوف يوضعون جميعا - 00:08:23ضَ

في النهاية في قطعة صغيرة من الارض وهنا كما في المعلقة ايضا يخاطب واحدة من نساء بيته بان تبكي عليه بحرقة عندما يموت وان تشتد في اظهار جزعها وجهها وتندب وتظهر حزنها البالغ. وتدعو بقية النساء ليفعلن مثلها بكل ما تقدر عليه - 00:08:48ضَ

وينتشر الجزع بما يتناسب مع مكانة الميت. وبما يعبر عن خسارة القبيلة بعد موته ولا تعدليني ان هلكت بعاجز من الناس منقود المريرة والنقض اعدل اي تساوي المريرة هي العزيمة والارادة - 00:09:10ضَ

فمعنى منقود المريرة اي ينقض الناس ما يبرمه. بعبارة اخرى كما نقول ليس له كلمة. ولا يستطيع ان يفرض كلمته على احد النقض اي مراجعة الامر نقض الحكم اي الغى حكما سابقا ليحكم فيه من جديد. وطبعا لا يفعل هذا الا ذو سلطة - 00:09:30ضَ

يقول لها لا تساويني عندما اموت برجل عاجز ضعيف ليس له كلمة. اذا ابرم امرا نقضه غيره لانه ضعيف يستهين به الناس ولا يقدر على تغيير حكم وضعه احد ولا معارضة احد. لا تساويني بهؤلاء عندما اموت لانني لم اكن هكذا - 00:09:53ضَ

هل تسهون ماذا قال في المعلقة في نفس هذا المعنى؟ قال اذا مت فانعيني بما انا اهله وشقي علي الجيب يا ابنة معبد ولا تجعليني كامرئ همه ليس همي ولا يغني غنائي ومشهدي - 00:10:13ضَ

طلب منها ان تذكره بعد الموت بما يستحقه من مكانة وان تشق عليه الجيب وان تبكي بشدة. وان لا تقارنه بغيره من الرجال من ليس لهم شغل كشواغله. ومن لا يسدون مسده في امور الحياة والناس - 00:10:31ضَ

يركز طرفه على هذه الفكرة كثيرا وتشغل حيزا من فكره. لهذا يكررها في قصائد مختلفة هو رجل يعرف قيمته ولا يحب ان يقارن بالحقراء من الناس. لان هذا مما يحز في نفس الرجل الشريف الطموح - 00:10:47ضَ

ساتوقف هنا لحلقة اليوم لانه سينتقل الى موضوع جديد في البيت التالي. لهذا ساجعل كل الابيات متصلة في حلقة واحدة شكرا لكم على متابعة هذه الحلقة حتى النهاية. لا تنسى ان تضع علامة الاعجاب وان تشترك على قناة مدرسة الشعر العربي - 00:11:07ضَ

ويمكنك دعم القناة كي نستمر في انتاج المحتوى المجاني بزيارة صفحتنا على باتريون او الانتساب لها على يوتيوب والان ساعيد ابيات حلقة اليوم كي نستطيع ان نحفظها قال طرفة واني لذو حلم على ان ثورتي اذا هزني قوم حميت بها عرضي - 00:11:26ضَ

وان طلبوا ودي عطفت عليهم. ولا خير في من لا يعود الى خفضي ومعترض في الحق غيرت قوله وقلت له ليس القضاء كما تقضي ركبت به الاهوال حتى تركته بمنزل ضنك ما يكد ولا يمضي - 00:11:49ضَ

ولست بذي لونين في من عرفته. ولا البخل فاعلم من سمائي ولا ارضي قد امضيت هذا من وصية عدل. ومثل الذي اوصى به عبدل امضي اذا مت فابكيني بما انا اهله - 00:12:11ضَ

وحضي علي الباكيات مدى الحض ولا تعدليني ان هلكت بعاجز من الناس منقود المريرة والنقض شكرا لكم على المتابعة. اراكم في الحلقة القادمة ان شاء الله. السلام عليكم - 00:12:28ضَ