التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله. اهلا بكم مرة اخرى على قناة مدرسة الشعر العربي هذه هي الحلقة الثالثة من تناولنا لقصيدة ابي ذئب الهذلي العينية المفضلية التي قالها حزنا على موت - 00:00:04ضَ
وتفكرا في الموت في الحلقتين الاوليين تكلم عن تجربته الشخصية وحزنه على اولاده من الان فصاعدا سوف يتكلم عن الموت بوجه عام. سوف يرصد مشاهد من الحياة ومن الطبيعة العربية حيث تزدهر الحياة - 00:00:21ضَ
لفترة من الوقت قبل ان يحل الموت ابيات اليوم تدور حول مشهد للحمير الوحشية يصف انتعاش حياتها عندما يسقط المطر وتخضضه المراعي ويتوافر الماء في واد منعزل يؤمن لها الحماية - 00:00:41ضَ
وتصحب وتلعب ذكورا واناثا. ويستمتعون بحياتهم لفترة قبل ان تحل المأساة ابيات حلقة اليوم جميلة من الناحية الشعرية. وتحتوي عددا كبيرا من المفردات الجديدة ابيات هذا القسم توجد في ديوان المفضليات وديوان الهدنيين بنفس الصيغة - 00:00:58ضَ
اذا هيا نبدأ حلقة اليوم قال ابو ذئب الهدلي والدهر لا يبقى على حدثانه جون الصراط له جدائد اربع قلنا ان الحدثان هو اول الامر وابتداؤه الجون هو حمار الوحش المخطط بالابيض والاسود - 00:01:21ضَ
وقد كان يعيش في بلاد العرب قديما قبل ان يقضي عليه الصيد. ولهذا ورد كثيرا في شعرهم وتطلق كلمة الجون على الابيض وعلى الاسود من الحيوان الصلاة تعني العلو. الاماكن الجبلية المرتفعة - 00:01:53ضَ
والصراط من الناس هم المرتفعون اي الاغنياء يقصد حمير الوحش التي تعيش في المرتفعات من الارض جدائد جمع جدود وهي انثى الحمار الوحشي التي جف لبنها اي انها لا ترضع ولا تحمل في بطنها جنينا - 00:02:10ضَ
والانثى في هذه الحالة تكون اكثر تقبلا للذكر. لانها غير مشغولة بحمل ولا ارضاع اصل الكلمة القطع. لهذا تطلق على قطع النخيل وعلى المرأة التي انقطع منها اللبن. وعلى الصحراء التي انقطع منها الماء - 00:02:29ضَ
هذا هو الاصل اللغوي اذا معنى البيت ان الدهر لا يبقى على حاله مع هذا الذكر السعيد الذي تصاحبه اربع اناث صاخب الشوارب لا يزال كأنه عبد لال ربيعة مسبعون - 00:02:48ضَ
صاحب من الصخب اي انه يصدر اصواتا كثيرة بنهيقه وصياحه الشوارب الشارب معروف. وهو ايضا مجاري الماء في الحلق. ومخارج الصوت في الحلق ايضا يريد انه يحرك شواربه بالنهيق مسبع من السباع يقصد انه مهمل وبري وهائج - 00:03:08ضَ
وقال ابو عبيدة هو الحيوان الذي ترك واهمل حتى اصبح وحشيا خبيثا يشبه الشاعر الحمار في صخبه بعبد متمرد غير منقاد لقوم يدعون ال ربيعة. ولهذا قال عنه انه اصبع يعيش كالسباع فيصيح ويصدر ضوضاء. او ربما يقصد ان الحمار نفسه هو الذي اصبح بريا كالحيوانات - 00:03:33ضَ
مزبعة يشير الشاعر الى الذي يحدثه الحيوان الهائج والذي بدوره يشير الى عنفوان صحته اكل الجميم وطاوعته سمحج مثل القناة وازعلته الامر عو الجميم هو الكثير المجتمع من كل شيء. ومعناها ايضا النبات الطويل المنتشر - 00:03:59ضَ
حج الاتان الطويلة الظهر. والاتان في اللغة العربية هي انثى الحمار وتطلق ايضا على الفرس. اي انثى الحصان ولكن كلمة سمحج لا تطلق على الذكور القناة هو الرمح الرفيع. وتطلق ايضا على انثى البقر الوحشي - 00:04:26ضَ
ذكرها لبيد بن ربيعة بهذا المعنى في شعره ازعلته اينشطته الامر هي الاراضي الخصبة. ومرعى المكان اي اخصب بكثرة العشب. ومرعى الرجل اي ازداد ماله ونقولها في مصر بنفس هذا المعنى - 00:04:47ضَ
يصور سعادة الحيوان وصفاء حياته. حيث يأكل الكثير من العشب وتطاوعه انثاه ولا تعانده. ويصف هذه الانثى انها ممتدة الظهر مثل البقرة الوحشية. وقد ازدادت حيويتهم بعدما اكلوا في الاراضي الخصبة - 00:05:07ضَ
بقرار قيعان سقاها وابل واهن. فاذجم برهة لا يقلع قرار جمع قرارة اي مستقر الوادي حيث يتجمع الماء والعشب جمع قاع اي الارض الصلبة في اسفل الوادي الوابل المطر العظيم ذو القطرات الكبيرة - 00:05:26ضَ
واه يقصد نازل من الاعلى اي يقصد شدة انصباب الماء اهجم يعني اقام في المكان وثبت فيه. وبرهة تعني لبعض الوقت يقول ان هذا حدث في مستقر وديان طيبة سقاها مطر كثير. فلبس الحمار لفترة من الوقت مقيما في هذا المكان - 00:05:51ضَ
المكان الطيب لا يتنقل وراء العشب والرزق لان الرزق موجود ومتوفر في الوادي فلبثنا حينا يعتلجن بروضة فيجد حينا في العلاج ويشمع يعتلجن يعني يعارض بعضها بعضا ويعضون ونحو ذلك - 00:06:14ضَ
يقصد اللعب والنشاط والعلج هو حمار الوحش القوي الثمين. وسمي كذلك لانه غليظ البدن روضة تعني حديقة يجد حينا في العلاج يعني يزداد نشاطه في اللعب ومشاكسة قريناته ويشمع شمع الولد اي لعب ومزج وطرب بهدوء - 00:06:35ضَ
يقول ان هذه الحمير بقيت فترة في الوادي تهنأ بالعيش كانها في جنتها الخاصة وتشتد في اللعب والضوضاء واحيانا تلعب بهدوء واطمئنان حتى اذا جزرت مياه رزونه وباي حين ملاوة تتقطع - 00:06:59ضَ
جزر الماء اذا نقص وغار الرزون هي اماكن في الجبال يتجمع فيها الماء. اي هي كالجيوب المائية الصغيرة مفردها رزن ورزن وفي القاموس المحيط الرزنو هو المكان المرتفع وفيه طمأنينة تمسك الماء - 00:07:21ضَ
مناوة تعني مدة العيش او الزمن او الدهر وذكرت في القصيدة بالضمة ملاوة وبالكسرة ملاوة يقول حتى اذا انقطعت المياه المحبوسة في جيوب الجبل وجفت ثم يقول وفي اي وقت هذا الذي ينقطع - 00:07:42ضَ
فيه الماء عن الحمير ويقطع عليهم عيشتهم الهانئة الاستفهام هنا للتعجب من حال الدنيا وتغيرها اي في اي وقت هذا الذي ينقطع فيه الماء عنهم ذكر الورود بها وشاق امره شؤم واقبل حينه يتتبع - 00:08:03ضَ
الورود اي الذهاب لموارد الماء شاق امره من الشقاء اي ان الامر فيه مشقة علي. وهو اضطراره لمغادرة المكان والذهاب لموارد الماء القديمة حيث الاخطار في الطريق الحين هو وقت هلاكه وهو الاخطار - 00:08:27ضَ
يقول عندما جفت مناقع الماء في الجبال حينها تذكر حمار الوحش اماكن المياه القديمة التي يجب عليه ان يذهب لها في موسم الجفاف وشق عليه هذا الامر لما يعلم فيه من الخطورة وتشاءم منه - 00:08:48ضَ
وفي هذا الوقت اقبل موته وهلاكه كوحش يلاحقه. واخذ يتتبع الحمار ويتحين الفرصة للانقضاض عليه هذا تشبيه جميل وذكي جدا من الشاعر شبه المخاطر التي سيقبل عليها الحمار بوحش غامض يتربص له ويأتي من بعيد ويستعد للفتك به - 00:09:06ضَ
وهذا بعدما جفت امطار الربيع واتى الصيف فافتنهن من السواء وماؤه بثر. وعانده طريق مهيع افتنهن افتن حمار الوحش بانثه اشتد في سوقها ووجهها وجهات مختلفة يعني انه يطردهم فنونا مختلفة من الطرد - 00:09:30ضَ
ذكروا الحمار يقود الاناث في طريقه. وهذا مما يذكر في سلوك هذا الحيوان السواء رأس الحرة اي المرتفعات يقصد ان الذكر يقود الاناث من المرتفعات التي كانوا فيها باتجاه المياه - 00:09:55ضَ
الماء البثر هو الذي بقى منه على وجه الارض شيء قليل مبعثر. والبثور هي الحبوب الصغيرة المبعثرة على الجلد الطريق المهيع هو الطريق الواضح يقود الذكر اناثه من الاراضي العالية. وقد اصبح ماؤها مبعثرا قليلا لا يكفيهم. فيقودها نحو موارد المياه الاخرى - 00:10:11ضَ
لماذا يقول ان الطريق المهيع الواضح يعاند الحمير؟ اي يفعلوا عكس ما تريد لانه يكشفهم للصيادين ولا يوفر لهم الحماية التي كانت لهم في الجبال وكأنها بالجزع بين نبايع ولاة ذي العرجاء نهب مجمع - 00:10:35ضَ
الجزع عرض الوادي المكشوف نبايع اسمه مكان ذي العرجاء مكان ايضا. واولاتها يعني قطع من الارض حولها النهب هو الغرض المعرض للاصابة كأن تضع بضاعة في وسط الطريق بلا حراسة. فهي معرضة للسرقة بسهولة - 00:11:00ضَ
فالحمير كأنها غنيمة سهلة مجمعة لاي صياد ياتي ليقتلهم جميعا في مكان واحد وكأنهن ربابة وكأنه يسر يفيض على القداح ويصدع الربابة رقعة تجمع فيها قداح اللعب. واصلها يرب اي يجمعوا ما حوله - 00:11:24ضَ
يسر اللاعب الذي يلعب الميسر القداح اسهم اللعب التي يختار منها لاعبو القمار يفيض يعني يدفع ويصدع ان يفرق قلنا عندما يوصف الحمار الوحشي في شعر العرب يذكر دائما ان الذكر منها شديد الغيرة - 00:11:50ضَ
هذه الصفة تتكرر كثيرا في شعر العرب يدفع اناثه دفعا ويضربها لتسير ويدور حولها ويكون هائجا في الدفاع عنهن شبه اجتماع الاناث حول الذكر وهو يدفعها ويفرقها ويقودها بصاحب الميسر الذي يلعب بالقداح - 00:12:12ضَ
حوله ثم يفرقها وهو يلعب. كذلك يفعل الذكر. يدفع اناثه ويجمعها ثم يفرقها بحركاته المتواصلة وكأنما هو مدوس متقلب في الكف الا انه هو اضلع هو مسن الصقل. اي الحجر الصلب الذي تحك به السكاكين ليحمى طرفها - 00:12:34ضَ
شبه الذكر به لانه سمين وقوي الجسد وصلب كهذا المدوس ولانه يتقلب في حركته جيئة وذهابا بين الاناث. كما يتقلب المدوس في يد الرجل الذي يصقل السكاكين فهي صورة مركبة وعبقرية من الشاعر - 00:13:00ضَ
اطلع يعني اشد واقوى. وقوله هو اضلع باستخدام الضمير هو قبل الصفة هذا اسلوب توكيد في اللغة عربية اذا هذا البيت يصف شدة تحرك الذكر وتقلقله حول الاناث في كل الاتجاهات. ويشبهها بحركة المسن الثقيل - 00:13:19ضَ
الذي يحركه الرجل في كفه وجه الشبه انه غليظ وثقيل. وانه يتحرك في كل الاتجاهات جيئة وذهابا هنا تنتهي هذه المجموعة من الابيات التي وصف فيها حركة الحمير وهناء عيشها ثم اضطرارها الى البحث عن الماء - 00:13:40ضَ
في مجموعة الابيات القادمة سيذكر كيف ذهبوا بانفسهم الى حتفهم وهلاكهم ونهايتهم المأساوية التي اجبرهم ايها العطش والشمس الحارقة ولكن هذا سيكون ضمن الحلقة القادمة ارجو ان تكونوا قد استمتعتم بمعاني حلقة اليوم. واستفدتم بالفاظ جديدة تثري حصيلة اللغة العربية - 00:14:01ضَ
شكرا لكم على متابعة هذه الحلقة. يتبقى لنا فقط اعادة ابيات حلقة اليوم لنستطيع ان نحفظها قال الشاعر والدهر لا يبقى على حدثانه جون الصراط له جدائد اربع صاحب الشوارب لا يزال كانه عبد لال ربيعة مسبعون - 00:14:27ضَ
اكل الجميم وطاوعته سمحج مثل القناة وازعلته الامر عو بقرار قيعان سقاها وابل واهن فافجم برهة لا يقلع فلبثن حينا يعتلجن بروضة فيجد حينا في العلاج ويشمع حتى اذا جزرت مياه رزونه وباي حين ملاوة تتقطع - 00:14:57ضَ
ذكر الورود بها وشاق امره شؤم. واقبل حينه يتتبع فافتنهن من السواء وماؤه بثر. وعانده طريق مهيع فكأنها بالجزع بين نبايع واولات ذي العرجاء نهب مجمع وكأنهن ربابة وكأنه يسر يفيض على القداح ويصدع - 00:15:27ضَ
وكأنما هو مدوس متقلب في الكف الا انه هو اضلع شكرا لكم على متابعة الحلقة. اراكم قريبا مرة اخرى ان شاء الله السلام عليكم - 00:15:58ضَ