شرح سما لك شوق بعدما كان أقصرا - امرؤ القيس

شرح قصيدة سما لك شوق (5) - امرؤ القيس - أرى أم عمروِ دمعها قد تحدرا

محمد صالح

السلام عليكم ورحمة الله اهلا وسهلا بكم في الحلقة الاخيرة من تناولنا لقصيدة سما لك شوق للشاعر امرؤ القيس في هذه الحلقة سيتكلم قليلا عن ابائه واجداده. ولهذا سنذكر فيها بعض التاريخ في اثناء قراءتنا للابيات - 00:00:00ضَ

يبدأها باظهار ضجره من عدم صب رفاقه وتغيرهم عليه. وكذلك تغير ايامه وانقلاب حاله من العز لما هو فيه. ثم يحاول ان يوضح لنا لما اصبح هكذا ويذكر بعض ذكرياته السعيدة ويختم بها. ليقول - 00:00:20ضَ

لنا انه كان عنده انتصارات عظيمة ايضا فليست كل حياته بؤس وهزائم قال امرؤ القيس ارى ام عمرو دمعها قد تحضر بكاء على عمرو وما كان اصبرا ام وعمرو يقصد ام صاحبه عمرو ابن قميئة. يخبر عن عدم صبرها على فراق ابنها. وهي باكية خوفا على ابنها الذي يرافق - 00:00:37ضَ

والقيس ودمعها يتحضر على وجنتها ويقول ان عمرو ليس اصبر من امه. اذا املؤوا القيس غير راض عن رفيق رحلته ولا عن امه ثم يقول اذا نحن سرنا خمس عشرة ليلة وراء الحساء من مدافع قيصرا - 00:01:03ضَ

الحساء هو الرمل الذي تحته ماء القريب. فاذا ازلت الرمل ظهر لك الماء وسمي اقليم الاحساء بهذا الاسم لهذا السبب. لان فيه ماء كثيرا متوفرا قرب الارض ولكن لا يلزم ان يكون هو ما يقصده. خاصة انه ليس في طريقه - 00:01:23ضَ

مدافع قيصر يقصد دفاعات قيصر وحدود دولته التي يدافع عنها اي انهم عبروا حدود سيطرة قيصر لمسافة خمس عشر يوما من السفر لا اعلم تحديدا بما يقصد ان ام عمرو بكت في هذا الوقت. هل كانت ضمن الوفد الملكي او شيء من هذا القبيل او انه يراها بعين خياله - 00:01:42ضَ

لا يوجد شيء يوضح ذلك ثم يكمل ويقول اذا قلت هذا صاحب قد رضيته وقرت به العينان بدلت اخرا معنا هذا البيت واضح. يصف ان الزمان يتغير عليه ولا يسره. فكلما رضي عن صاحب او صديق جديد ذهب واتى شخص اخر - 00:02:03ضَ

طبعا يشير الى انكار الناس له ورفض بعض قبائل العرب ان تجيره خوفا من النعمان ابن المنذر قرة العين كناية عن الرضا. واصلها استقرار العين وعدم تحركها. وهذه علامة الهدوء والاطمئنان. اما تحركها الدائم - 00:02:26ضَ

فعلامة القلق كذلك جدي ما اصاحب صاحبا من الناس الا خانني وتغير الجد هو العظمة. فكان العرب يقسمون ويقولون وجدك. قال طرفه فلولا ثلاث هن من عيشة الفتى وجدك لم احفل متى قام عودي. يعني هذا قسم بمعنى وعظمتك - 00:02:43ضَ

ونحن نقول في دعاء الاستفتاح في الصلاة وتعالى جدك اي تعالت عظمتك. وفي سياق هذا البيت فهي لبيان اهمية ما يقول كما نقول في الحياة اليومية وحياتك كذا وكذا. يؤكد ان امره اصبح بهذا الشكل ويقسم عليه. يقسم انه - 00:03:08ضَ

كلما صاحب شخصا خانه بعد مدة وتغير عليه ربما تقولون لماذا يرفض الناس مساعدة امرئ القيس في استعادة ملكه لسببين اولا كان ابوه الملك حجر ظالما قاسيا حتى انه قتل رجالا من بني اسد بحرقهم احياء - 00:03:28ضَ

السبب الثاني سيرة امرؤ القيس نفسه. فكان في شبابه شابا غارقا في الخمر والنساء. حتى انه اعترف في قصيدة اخرى بهذا فقال لعمرك ماء ضرني وسط حمير واقيالها الا المخيلة والسكر - 00:03:47ضَ

يعني ان طيشي عليهم سابقا وسكري هو ما اضر سيرتي وسط ملوك حمير اذا كان امرؤ القيس شخصا ذكيا وقوي العزيمة وجادا في استعادة ملك ابيه. ولكن سيرة ابيه السيئة وعدم حب الناس له - 00:04:04ضَ

وكذلك سيرته هو نفسه السابقة اضر به ضرا كبيرا. يمكن ان نقول انه افاق لنفسه بعد فوات الاوان وكنا اناسا قبل غزوة قرمل ورثنا الغنى والمجد اكبر اكبر غزوة قرمل هي غزوة او معركة بين دولة كندة اباء واجداد امرئ القيس وبعض ملوك حمير - 00:04:20ضَ

يقول اننا كنا قبل هذه المعركة ملوكا وسدنا الناس. وكنا نتوارث الغنى والمجد والرفعة كبيرا عن كبير. كل رجل افضل كريم منا يورث الغنى والمجد للذي يليه بعد معركة قرمل بدأت دولة كندا في الانهيار. حتى انهارت تماما بمقتل الملك حجر وعدم استطاعة امرئ القيس الوصول للحكم - 00:04:44ضَ

ثم يقول وما جبنت خيلي ولكن تذكرت مرابطها منبر بعيد وميسرة بربعيص وميسر اسماء اماكنه يقول او يبرر سبب هزيمته امام النعمان انه لم يكن الخوف. ولكن خيله ويقصد حلفاءه تذكروا مرابطهم - 00:05:09ضَ

فعادوا الى تلك الاماكن بعد قتل الملك حجر ده عمرو القيس حلفاءه للحرب. فتجمع حوله جيش وحارب به بني اسد وقتل منهم قتلا ذريعا ذكره في قصائد اخرى في ديوانه - 00:05:30ضَ

ثم اراد ان يستكمل الحرب حتى يصبح هو الملك الجديد ولكن الحلف الذي كونه انفض عنه. وقالوا اننا ساعدناك على الاخذ بثأر ابيك. ولكن ليس اكثر من ذلك. فلم يرغبوا ان يساعدوه - 00:05:45ضَ

ان يكون ملكا جديدا انتهز النعمان ابن المنذر الفرصة ورآها فرصة للقضاء على مملكة كندة في لحظة ضعفها وارسل جيشه خلف امرئ القيس وعندها خاف العرب وخافوا ان يساعدوا الشاب امرئ القيس لان هذا سيضعهم في مواجهة مباشرة مع - 00:05:59ضَ

الملك النعمان. وهذه اسباب ترك الناس له. وهذا هو ما يحاول ان يشرحه في هذا البيت اذا معنى البيت انه يبرر هزيمته واضطراره للذهاب لملك الروم. ويحاول ان يقولها باجمل صورة ممكنة. ربما ان يتفادى الاحرام - 00:06:18ضَ

انه لم يهزم بسبب الخوف ولكن لان خيوله تذكرت مراعيها ومرابطها وارادت الذهاب. وهكذا انفض الجيش الذي جمعه ثم يحاول ان يحسن الصورة فيقول ان هناك انتصارات كثيرة في حياته. ولم تكن كل حياته بهذا السوء في ذكر يوما منها - 00:06:36ضَ

يقول الا رب يوم صالح قد شهدته بتأذف ذات التل من فوق طرطرة يذكر يوما سعيدا له في مكان يدعى تأجف. التي فوق ترتر قال بعض الشراح ان تأذف هي تادف الحالية في سوريا - 00:06:56ضَ

وطرطرة هي طرطوس الحالية مدينة تهدف تقع فعلا شمال طرطوس في سوريا ربما يكون فعلا كلامه صحيحا ثم يذكر يوما اخر كان انتصاره فيه اعظم ولا مثل يوم في قذاران ظلته كاني واصحابي على قرن اعفرا - 00:07:15ضَ

ذكر ايضا ان قذاران موضع قرب حلب ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان الاعفر هو الغزال الابيض الذي فيه حمرة يذكر هذا اليوم الذي ظفر فيه على اعدائه ظفرا كبيرا وسحقهم - 00:07:36ضَ

ويشبهه لسهولته كأنه كان في رحلة صيد وليس في معركة. كانه واصحابه يراقبون غزالا اعفر اذا رأيتم كيف يصور سهولة تلك المعركة بطريقته المميزة. كل ما في الامر انهم كانوا كأنهم يصيدون غزالا في رحلة صيد. هذا - 00:07:53ضَ

كل ما في الامر وليست معركة ثم يبالغ بطريقته في وصف سهولة ذلك اليوم وبه يختم القصيدة ونشرب حتى نحسب الخيل حولنا نقادا وحتى نحسب الكون اشقر النقاد هي صغار الغنم - 00:08:12ضَ

الجون هو الجمل الابيض او الاسود. فهي كلمة تجمع متضادين يقول واصفا سهولة تلك المعركة وشدة استهانته بعدوه حتى انه لم يحسب لهم حسابا لضعفهم. فظل يشرب مع اصحابه حتى - 00:08:30ضَ

اختلطت عليهم الاشياء فكانوا يظنون الخيل من حولهم اغناما صغيرة. وحتى انهم كانوا يرون الجمل الاسود او الابيض كأنه اشقر اللون وهذا من شدة سكرتهم. والمعنى العام للبيت شدة استهانتهم بعدوهم في ذلك اليوم حتى انهم يشربون ولا يحسبون لهم حسابا - 00:08:46ضَ

قال بعض الشراح انه لا يخسر الحرب في هذا البيت بل يصف جلسة شراب عادية مما كان يعتاده سابقا. ولكنني اظنه هنا يفخر بانتصارات الحرب فليست جلسات الشراب شيئا يفخر به في هذا الموقف - 00:09:08ضَ

اذا هكذا تنتهي هذه القصيدة التي تناول فيها رحلته الى الشام. وذكر حزنه وتشتته وذكر عددا من احبابه وصعوبة الرحلة ثم تذكر هزيمته وقص علينا قصته بطريقته الجميلة اتمنى ان تكون هذه القصيدة قد اضافت لكم رصيدا لغويا جديدا. وعرفتكم على جزء من تاريخ العرب قبل الاسلام. وكيف كانوا يعيشون في - 00:09:26ضَ

ذلك الوقت شكرا لكم على المتابعة. لا تنسى الاعجاب بهذه الحلقة والاشتراك في القناة كذلك ان اعجبك محتوى هذه القناة واردت ان تدعمه يمكنك زيارة صفحة القناة على موقع باتريون. ساضع الرابط في الاسفل - 00:09:51ضَ

لا يتبقى الا ان اعيد ذكرى ابيات حلقة اليوم لنتمكن من حفظها ارى ام عمرو دمعها قد تحضر بكاء على عمرو وما كان اصبرا اذا نحن سرنا خمس عشرة ليلة وراء الحساء من مدافع قيصرا - 00:10:08ضَ

اذا قلت هذا صاحب قد رضيته وقرت به العينان بدلت اخرا كذلك جدي ما اصاحب صاحبا من الناس الا خانني وتغيرا وكنا اناسا قبل غزوة قرمل ورثنا الغنى والمجد اكبر اكبر - 00:10:28ضَ

وما جبنت خيل ولكن تذكرت مرابطها من بربعيص وميسرة الا رب يوم صالح قد شهدته بتأدف ذات التل من فوق طرطرة ولا مثل يوم في قذاران ذلته. كاني واصحابي على قرني اعفرا - 00:10:50ضَ

ونشرب حتى نحسب الخيل حولنا مقادا وحتى نحسب الكون اشقرا شكرا لكم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:12ضَ