التفريغ
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد - 00:00:00ضَ
وقفنا عند قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى واصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل واصل القدر سر الله تعالى في خلقه - 00:00:23ضَ
لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل الكلام على هذه القطعة باختصار في جمل من المسائل مختصرة لان جميع مسائل القدر ومتعلقاته تكلمنا عنها في كلام الامام الطحاوي عند قوله - 00:00:43ضَ
وقدر لهم اقدارا المسألة الاولى اعلم رحمك الله تعالى ان القدر فعل من افعال الله ومن جملة تصرفاته تبارك وتعالى فالقدر فعل الله عز وجل في تدبيره وتصريفه في ملكوته وسماواته - 00:01:01ضَ
وارضه فاذا القدر من جملة افعاله الخاصة به تبارك وتعالى ومكانة خاصا بالله عز وجل فانه يجب علينا ان نعتقد خصوصيته به وبناء على ذلك فالله عز وجل لم يطلع على اقداره لا ملكا - 00:01:20ضَ
مقربا ولا نبيا مرسلا وقول الامام الطحاوي لا ملك مقرب ولا نبي مرسل هؤلاء هم اشرف من خلق الله عز وجل فاشرف اهل السماء هم الملائكة اشرف من خلق الله في السماء هم الملائكة - 00:01:42ضَ
واشرف من خلق الله عز وجل في الارض هم الانبياء. فاذا كان الله عز وجل قد حجب علم القدر عن اصفى اصفيائه من رسل السماء والارض واشرف عباد الله عز وجل واكرمهم - 00:02:02ضَ
فحجبه عن غيرهم من باب من باب اولى فالملائكة والانبياء لا يدرون ما مصيرهم ولا ماذا يقضى عليهم في السماء ولا ماذا يقضى او قضي عليهم في السماء ولا يدرون كذلك ما مصير اهل الارض الى غير ذلك - 00:02:22ضَ
ولذلك يقول الله عز وجل قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وقال الله عز وجل عالم الغيب فلا يظهر على عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا - 00:02:43ضَ
وقال الله عز وجل وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعلم الغيب الا الله والمقصود من هذا الكلام ان القدر من الغيب المطلق - 00:02:56ضَ
ومما اختص الله عز وجل به فلا يعلمه احد لا من الملائكة ولا من الانبياء فضلا عن غيرهم من الاولياء فما كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ يبقى سرا عنده - 00:03:13ضَ
لا يستطيع احد ان يطلع عليه مطلقا ولا يدان للاطلاع عليه ابدا وكذلك ما كان مكتوبا في صحف الملائكة هذا كله عند الله عز وجل من علمه فلا يعلمه الا هو تبارك وتعالى. هذا معنى قول الامام الطحاوي القدر سر الله اي لم يطلع عليه احد - 00:03:26ضَ
لم يطلع عليه احد ولا يستطيع احد اصلا ان يطلع على شيء من اقدار الله عز وجل قبل وقوعها. فنحن لا نعرف ما كتب وقدر لنا الا الا بعد وقوعه فاذا وقع علمنا واما قبل وقوعه فلا يدان لاحد في معرفة شيء من ذلك ابدا - 00:03:48ضَ
فلا يدان لمعرفة شيء لاحد في معرفة شيء من ذلك ابدا المسألة الثانية اعلم رحمك الله تعالى ان من زعم ان احدا يعلم شيئا من هذا الغيب المطلق فهو كافر - 00:04:09ضَ
مشرك الكفر والشرك الاكبر المخرج عن الملة بالكلية لانه سوى غير الله بالله في علم الغيب فعلم الغيب المطلق من خصوصياته عز وجل. فمن زعم ان مخلوقا من من المخلوقين سواء اكان ملكا - 00:04:24ضَ
من الملائكة او نبيا من الانبياء او وليا من الاولياء او احدا او من احد الناس انه يعلم شيئا من هذا الغيب المطلق فانه قد سوى غير الله بالله فيما هو من خصائصه وهذه هي حقيقة الشرك الاكبر - 00:04:40ضَ
فمن زعم ان هذا الساحر او ان هذا الكاهن او ان هذا الملك او ان هذا المقبور من الاولياء او ان ال البيت يعلمون الغيب ويعلمون ما كتب في اللوح المحفوظ وان لهم اطلاعة كل يوم عليه. كما يقوله الرافضة والغلاة منهم - 00:04:57ضَ
فان هؤلاء كفار باجماع المسلمين لا يبقى معهم شيء من الدين مطلقا فعلم الغيب المطلق هو من خصائص الله تبارك وتعالى فكما انه لا خالق الا هو ولا رازق الا هو - 00:05:14ضَ
ولا مدبر ومتصرف على الحقيقة الا هو لا رب الا هو فكذلك لا عالم للغيب المطلق الا هو سبحانه وتعالى. المسألة الثالثة ان قلت ولماذا كان القدر مبنيا على السرية - 00:05:31ضَ
لماذا كان القدر مبنيا على السرية يعني لماذا كان القدر سر الله الجواب كان القدر سر الله لان القدر يبنى على صفات الله عز وجل فقدر الله مبني على صفة العلم - 00:05:47ضَ
وهي من الغيب ومبني على عموم مشيئته عز وجل وهي من الغيب ومبني على عموم الحكمة وعموم الخلق فالقدر لو نظرت فيه لوجدته مبنيا على ذلك. مبنيا على علم الله الكامل الشامل وهو من الغيب - 00:06:07ضَ
ومبني على مشيئة الله عز وجل ومبني على عموم الخلق ومبني على حكمة الله عز وجل ونحن لا نعرف تفاصيل علم الله عز وجل ولا ندري عما يريده تبارك وتعالى او يشاؤه في سماواته وارضه - 00:06:26ضَ
قبل وقوعه فاذا هذه هي جهات القدر التي يبنى عليها. فاذا كان ما يبنى عليه القدر من الغيب فكذلك القدر يعتبر ايضا من الغيب فهو سر الله عز وجل لانه مبني على امور خفية لا يستطيع العباد ان يطلعوا عليها - 00:06:44ضَ
ولطاقة لعقولهم باستكشاف في استكشافها فكل جهات القدر مما يخفى على العبد فكيف يعرف العباد ما قدره الله عز وجل عليهم مع خفاء هذه الطرق لو كنا نعرف تفاصيل مشيئة الله لعلمنا لعلمنا قدر الله - 00:07:02ضَ
لو كنا نعرف تفاصيل علم الله لعرفنا ما الذي قضاه وقدره. لكن علمه من الغيب ومشيئته من الغيب وحكمته من الغيب فاذا ليس ثمة طريق يستكشف به العباد ما قدر وقضي عليهم وكتب لهم في اللوح المحفوظ - 00:07:21ضَ
هذا هو السبب الذي جعل العلماء يقولون القدر سر الله عز وجل ومن المسائل ايضا من المسائل ايضا في كلام الامام الطحاوي رحمه الله تعالى دليل على وجوب الحذر من مجرد التفكير في تقدير الله عز وجل للاشياء - 00:07:37ضَ
لما خلق كذا ولما فعل كذا ولما قدر كذا ولما احيا هذا ولما امات هذا ولما امرض هذا ولما اصح هذا فهذا يحظر حظرا كاملا تاما ولابد ان يسد فيه الباب سدا منيعا - 00:08:02ضَ
فلا يجوز التفكير في القدر مطلقا لان هذا يجر العبد في نهاياته الى الوسوسة والانكار او جحود حكمة الله عز وجل في اقداره فان الخوض في القدر مما حرمه الله عز وجل - 00:08:19ضَ
لسوء نهاياته في الاعم الاغلب بل ان اعظم ما اوقع البشرية في السوء والاعتقادات الباطلة كان مبدأه عدم الرضا بالقضاء لما لم يرضى ابليس بقول الله عز وجل في تقديره وقضائه اسجدوا لادم واعترض على هذا القدر وتضجر وتسخط من هذا القضاء والقدر - 00:08:37ضَ
انكره وجحد حكمة الله عز وجل في امره له بالسجود لادم فحصل ما جرى من انزال الابوين من الجنة وغير ذلك مما لا تزال البشرية تعاني من اثاره الى الان - 00:09:01ضَ
فكان اول ذلك مسألة قدرية المخالفة في مسألة قدرية وهي عدم الرضا بالقضاء فغالب من يخوض في مسائل القضاء والقدر تكون نهاياته اما جحود حكمة الله عز وجل او التسخط على قضاء الله تبارك وتعالى - 00:09:16ضَ
منه او الكفر بتعليل افعال الله عز وجل او الانكار او انكار شيء من مقتضيات القدر كانكار علمه كما فعلته القدرية الغالية او انكار خلق افعال العباد او انكار قدرة العباد - 00:09:34ضَ
على اختيار الافعال كما فعلته الجبرية. اذا جميع من خاض في باب القدر جرته جره هذا الخوظ الى ماذا الى الوقوع في هذه المزالق القدرية التي قد تكون مخرجة له عن ملة الاسلام - 00:09:54ضَ
بالكلية فسد الشارع هذا الباب وحرم الخوض في القضاء والقدر كتابا وسنة فلا يجوز ان نخوض في باب القضاء والقدر ايها الاخوان الا بعلم وعدل وبرهان على حدود ما دلت عليه الادلة. واما ما زاد على ذلك من الاسئلة او الفرضيات او التحكم في اقدار الله وافعاله او ان نقيس افعال الله على افعالنا - 00:10:10ضَ
فما كان ظلما في حقنا فهو ظلم في حقه وما كان عدلا في حقنا فهو عدل في حقه متى ما دخلت في الخوض في باب القدر بهذه الطريقة فاعلم انك لن تسلم ابدا - 00:10:36ضَ
سوف تقع في مزلق من مزالق السوء من اجل ذلك لابد من سد هذا الباب سدا محكما بقولنا ان القدر سر الله فاقطع الطمع في التعرف على ما وراء كتاب على ما وراء ذلك - 00:10:50ضَ
فلا تخض في القدر لانك مهما خضت ومهما فكرت ومهما قدرت فليس ثمة طريق تتوصل به الى معرفة ما قدر وقضي لك وان الناس مولعون باستكشاف مسائل القدر ايلاعا عظيما جدا. فمن لم يحكم زمام عقله وقلبه. بالادلة ويجدر نفسه عن - 00:11:07ضَ
في ذلك او الخوظ في شيء منه فانه سوف يقع في مزالق عظيمة فكم من اناس يذهبون الى السحرة وكم من اناس يذهبون الى الكهان يريدون ماذا؟ استكشاف ما وراء القدر من مما كتب لهم من الحظ او النحس - 00:11:27ضَ
او السعادة او الغنى او الفقر وبمن يتزوجون وهل يولد لهم او لا يريدون استكشاف ما وراء ما وراء الغيب بهذه السبل والله عز وجل قد قطع طريق معرفة القدر على اصفياء خلقه من الملائكة المقربين والانبياء المرسلين - 00:11:43ضَ
فاذا كان صفوة الخلق لم يطلعوا على ذلك فاذا باب معرفة القضاء والقدر وما كتب لك باب مغلق فلا تحاول استكشافه لانك مهما فعلت ومهما قدرت ومهما نظرت ومهما قارنت - 00:12:02ضَ
فلن تستطيع التعرف على شيء من ذلك ابدا. فالعباد مهما اوتوا من القوة في العقل وما ما اوتوا من القوة والطاقة والقدرة فانهم لن يستطيعون ابدا ولا مطلق الاستطاعة ان يستكشفوا شيئا مما مما كتبه. الله عز وجل - 00:12:19ضَ
او قضى فاذا انقطعوا الشيء من بداياته هو الاسلم لان من خاض في ذلك انما وقع ما وقع فيه بسبب الخوظ في هذا الباب بلا علم ولا ولا برهان. وعلى ذلك تواترت الادلة كما سيأتينا في المسألة التي بعدها ان شاء - 00:12:37ضَ
الله فاذا لا يجوز لك ان تعترض على اقدار الله ولا ان تطلب في كل شيء التعرف على حكمة الله فيه لماذا خلق الله الذباب؟ طيب البعوضة لماذا خلقها الله؟ ما الحكمة من - 00:12:56ضَ
ولادة الطفل مشوها يتعذب في صغره ما حكمة الله عز وجل في موت عائلة كاملة في هذه الصورة الشنيعة؟ ما حكمة الله في رجم الزاني بهذه الصورة البشعة؟ اولا يكتفى بقتله - 00:13:09ضَ
كما دخلنا في هذه الاسئلة اقسم بالله لن نصل الا الى نهاية الكفر ونهايات الجحود وانكار حكمة الله عز وجل في في بقدره الكون والشرعي اذا انقطعوا هذا الامر من نهاياته هو الواجب. فباب القدر لا يجوز التخوض بالعقل فيه فهو من الابواب الغيبية. والمتقرر عند العلماء - 00:13:23ضَ
انه ان ابواب الغيب لا مدخل للعقول فيها ولا للاقيسة والاراء والاراء فيها فلا يجوز ايراد هذه الاسئلة يا اخواني لان الشيطان حريص كل الحرص على ان يوردها حتى يوصلك الى تلك النهايات المؤلمة - 00:13:46ضَ
التي وصلها لها هو بسبب انه خاض في مسائل القضاء والقدر ولم يرضى بما قضاه الله عز وجل عليه وقدره فهذه الاسئلة تعتبر من التشكيك في حكمة الله في قدره. ومن باب الاعتراظ والتسخط على قضاء الله عز وجل - 00:14:05ضَ
في اقداره الكونية والشرعية اه فلله در الامام الطحاوي لما قال القدر سر الله وقطع وقطع الامر من نهايته ومن المسائل ايضا اعلم ان البحث في القضاء والقدر ينقسم الى بحث جائز مشروع - 00:14:24ضَ
والى بحث زائغ ممنوع الى بحث سائغ مشروع والى بحث زائغ ممنوع فاذا كان البحث في القدر من اجل تعلم ما يجب اعتقاده في القضاء والقدر واقسامه واركانه وانواعه ودراسة ادلته - 00:14:43ضَ
حتى نتعرف على مطلوب الله عز وجل الشرعي منا في هذا الباب ما الذي يريده منا؟ الله، عز وجل، في هذا الباب يريد منا ان نؤمن بالقضاء والقدر لانه ركن الايمان السادس - 00:15:07ضَ
وان نؤمن باركانه وان نؤمن باقسامه وانواعه. فاذا كان البحث في قضاء في باب القضاء والقدر في هذه الحدود التعليمية تريد ان تتعلم ما طلب منك شرعا حتى تؤمن به وتتعرف عليه - 00:15:21ضَ
حتى يصح ايمانك ويصح اعتقادك فهذا واجب ولا شك في ذلك ولم تأتي الادلة بالتحذير منها من هذا النوع من دراسة باب القضاء والقدر ولكن القسم الثاني هو الخطر القسم الثاني هو الخطر - 00:15:37ضَ
وهو الخوض في في باب القضاء والقدر بالجهل والظلم والظنة ومحاولة علم ما لا تهتدي له العقول البشرية فان هذا لا يجوز باجماع اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى فالخوض الذي حرمته الادلة ونهت عنه هو الخوض بالباطل - 00:15:54ضَ
لا الخوظ بالحق والدليل وقد دل على ذلك كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصوص الصحابة واقوال العلماء واجماعهم انه لا يجوز الخوض بالباطل في مسائل القضاء والقدر يا شيخ فيصل - 00:16:22ضَ
ابدا لا يجوز فلا تسمح لعقلك ولا تأذن للسانك ان ينطق ولو بنصف كلمة في مسألة الاعتراض على شيء من قضاء الله عز وجل وقدره واي شيء تظن معارضته من اقضية الله لعقلك فاعلم ان المتهم ما من هو - 00:16:40ضَ
قضاء الله ولا عقلك؟ عقلك هو المتهم لان لا لانه لا احد يستطيع ان يستكشف حكمة الله عز وجل في اقداره الكونية والشرعية على وجه التفصيل. قد تخفى عنك. فاذا رأيت ان ثمة اقدار - 00:17:01ضَ
تجري امام عينيك انت ترى انها تناقض العقل فاعلم ان الافة في عقلك انت وذلك لقصر عقلك وقصر ادراكه عن معرفة عظيم حكمة الله عز وجل في هذا القدر والقضاء - 00:17:15ضَ
فمن الادلة القرآنية الدالة على حرمة الخوظ في القضاء والقدر. قول الله عز وجل لا يسأل عما يفعل والقدر من فعله تبارك وتعالى لا يسأل عما يفعل فمن شأن الله عز وجل الا يسأل ومن شأن العباد الا يقلوا ادبهم في مقام الربوبية ويسألوا. لم فعلت - 00:17:33ضَ
لم قدرت لم كتبت؟ لم امت؟ لم احييت؟ لم اغنيت؟ لم افقرت هذا من سوء الادب في مقام الربوبية مع الله عز وجل فالله نهى العبادة ان يتكلفوا علم ما لا علم لهم به - 00:17:54ضَ
وان يسألوا مثل هذه الاسئلة ومن ذلك ايضا حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر - 00:18:13ضَ
قال قال الراوي فكانما فقيء في وجه النبي صلى الله عليه وسلم حب الرمان من الغضب يعني احمر وجهه فقال صلى الله عليه وسلم ما لكم تضربون كتاب الله عز وجل بعضه - 00:18:32ضَ
ببعض البهذا امرتم ام لهذا خلقتم فهذا دليل على النهي العظيم عن الخوض في باب القضاء والقدر بالباطل والجهل وروى الامام الطبراني باسناد حسن ايضا من حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه - 00:18:51ضَ
قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم اذا ذكر اصحابي فامسكوا واذا ذكرت النجوم فامسكوا واذا ذكر القدر فامسكوا والمنهي عنه في هذه الاحاديث ليس الكلام على القدر في كل جزئياته لا وانما - 00:19:12ضَ
الكلام الذي يجر العبد الى التكذيب او الاعتراظ على شيء من قضاء الله وهو الخوض في القدر بالباطل وقال محمد ابن عبيد المكي رحمه الله تعالى قيل لابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قدم علينا يكذب بالقدر - 00:19:38ضَ
يعني انه ينشر هذا التكذيب بين الناس ويشكك في قضاء الله عز وجل وقدره فقال دلوني عليه وقد كان ابن عباس يومئذ قد عمي قالوا وماذا تصنع به يا ابن عباس - 00:20:02ضَ
قال دلوني عليه فوالذي نفسي بيده لئن امسكته لاعضن انفه حتى ينقطع ولئن امسكت رقبته لادقنها حتى يموت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول كاني بنساء بني فهر يطوفن بالخزرج اي على صنم لهم - 00:20:17ضَ
تصطفق الياتهن الياتهن مشركات هذا اول شرك هذه الامة والذي نفسي بيده لينتهين بهم سوء رأيهم حتى يخرجوا الله من ان يكون قد دار خيرا كما اخرجوه عن كونه قدر شرا. فرد ابن عباس مسائل الشرك الى التكذيب - 00:20:41ضَ
الى التكذيب بالقضاء والقدر واخبر ان الشرك في هذه الامة في اخر هذه الامة انما سيكون مبدأه التكذيب بقضاء الله عز وجل وقدره ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذم القدرية - 00:21:01ضَ
في احاديث يرويها اهل العلم رحمهم الله تعالى مع الطعن في بعض اسنادها وفيه يقول وفيها يقول النبي صلى الله عليه وسلم القدرية مجوس هذه الامة اي الذين يكذبون بقضاء الله عز وجل وقدره - 00:21:19ضَ
وفي صحيح الامام مسلم ان رجلين من اهل خراسان جاءا لابن عمر رضي الله عنهما قال احدهما فاكتنفته انا وصاحبي فظننت ان صاحبي سيكل الكلام الي فسبقني اليه وقال يا ابن عمر ان من قبلنا اناس - 00:21:35ضَ
يتقفرون العلم ويقولون ان لا قدر الا قدر. ينكرون القدر. الا قدر وان الام وان الامر انف انف يعني مبتدأ يعني ان الله لم يعلم ولم يقدر ولم يخلق وانما يعلم الاشياء بعد وقوعها في ارضه - 00:21:55ضَ
ثم يكتبها بعد ذلك الا قضاء اللا قدر وان الامر انف قال ابن عمر فاذا لقيت اولئك فاعلمهم اني بريء منهم وانهم براء مني. والذي يحلف به عبدالله ابن عمر لو ان احدهم - 00:22:17ضَ
انفق مثل احد ذهبا ما قبل الله عز وجل منه حتى يؤمن بالقدر سمعت النبي سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ساق حديث - 00:22:33ضَ
ثم ساق حديث جبريل الطويل الذي فيه ما الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله الى ان قال وتؤمن بالقدر خيره وشره فاخرجهم ابن عمر من دائرة الاسلام لانهم كذبوا بالقضاء والقدر - 00:22:46ضَ
وروى الامام مسلم في صحيحه رحمه الله قال جاء كفار قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القضاء والقدر فانزل الله عز وجل يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس صقر ان كل شيء خلقناه بقدر. فهذا تهديد - 00:23:03ضَ
ووعيد عظيم لمن تخوض بلا علم ولا برهان في قضاء الله عز وجل وقدره. ان هذه نهايته لان التخوظ في القضاء والقدر بلا علم ولا برهان. نهاياته كفر ونهاية الكافر ان يسحب على وجهه في النار - 00:23:30ضَ
قال ابن عباس عن التكذيب بالقضاء والقدر قال هو باب شرك فتح على اهل الصلاة وفي رواية قال باب شرك فتح على اهل الصلاة التكذيب بالقدر فلا تجادلوهم فيجري شركهم على ايديكم. رواه الامام الاجري رحمه الله تعالى في الشريعة - 00:23:47ضَ
وروى الامام اللاذكائي في شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة عن ابن عباس انه قال انه كان يقول ما غلا احد في القدر الا خرج عن الاسلام ما غلا احد في القضاء والقدر الا خرج عن الاسلام - 00:24:12ضَ
وقال الامام ابن عبدالبر رحمه الله عز وجل كلاما انقله بنصه قال والقدر سر الله هذا ابن عبد البر وافق الامام الطحاوي في كلامه. قال والقدر سر الله لا يدرك بجدال اي لا يدخل الكلام في القضاء والقدر تحت المماراة - 00:24:32ضَ
والمخاصمة والمجادلة لا تجادل في القضاء. لن تدرك بجدالك شيئا مما اخفاه الله عز وجل عليك في قضاء وقدره. لا يدرك بجدال ولا يشفى منه مقال. يعني مهما تكلمت في القضاء والقدر فيبقى قلبك متطلعا الى - 00:24:50ضَ
الى المزيد فربما هذا التطلع اذا لم يحكم بزمام الشرع ربما تقع في اسئلة الله اجابة فيها فاذا بما انه لا يشفى منه مقال فانقطاع الامر من اوله هو الاسلم - 00:25:08ضَ
قال والحجاج فيه مرتجة ارتجاج الشيء انغلاقه. يقول فارتج عليه كان يقرأ فارتج يعني اغلق عليه الحجاج جمع حجة يعني مهما اتيت في القدر بحجة فانها تكون منقطعة اذ لا حجة على الله عز وجل - 00:25:27ضَ
لان القدر فعله فلا يمكن للعاصي ان يحتج على الله بان الله هو الذي قدر عليه المعصية فمهما احتجزت بهذا فحجتك مغلق عليها باطلة لا غير مقبولة منك فلا حجة على الله عز وجل في قضائه وقدره - 00:25:47ضَ
ثم قال رحمه الله لا يفتح شيء منها الا بكسر شيء وغلقه الا بكسر شيء فالذي يريد ان يتخوض او يتعمق في دائرة القضاء والقدر فلن يفتح له شيء من ذلك لكنه لن يتخوض الا بكسر شيء وراءه - 00:26:08ضَ
وكسر عقيدته وكسر توحيده وربما كسر اعتقاده بوجود الله عز وجل فان الملاحدة اول خطأهم هو الخوض في القضاء الخوض في القضاء والقدر حتى اوصلهم الامر الى انكار وجود الله عز وجل - 00:26:28ضَ
وقد توأ ثم قال رحمه الله وقد تواترت الاخبار وتظاهرت الاثار عن السلف الاخيار الطيبين الابرار بالاستسلام والانقياد والاقرار بان علم الله سابق ولا يكون في ملكه الا ما يريد وما ربك بظلام - 00:26:44ضَ
للعبيد هذا هو الحق الذي يجب للعقول ان تقف عنده وللقلوب ان تذعن وتستسلم وتنقاد له واما الخوض بالباطل والجدال العنجهية والعدوان والسبه فان مآله الى الى الكفر وانكسار التوحيد. وقال الامام ابو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى - 00:27:05ضَ
سبيل معرفة هذا الباب اي باب القضاء والقدر سبيل معرفته التوقيف من الكتاب والسنة دون محض القياس والعقل ثم قال فمن عدل عن التوقيف فيه اي اراد ان يستكشف شيئا زائدا على ما قررته الادلة من الكتاب والسنة اعمالا للعقل والرأي والقياس - 00:27:28ضَ
فقد اضل في بحار الحيرة ولم يبلغ شفاء العين ولا ما يطمئن به القلب. لان القدر سر من اسرار الله عز وجل اختص العليم الخبير به وضرب دونه الاستار وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم لما علمه من الحكمة - 00:27:53ضَ
وقال الامام البربهاري رحمه الله البربهاري رحمه الله تعالى والكلام والجدال والخصومة في القدر خاصة منهي عنه عند جميع الفرق لم قال لان القدر سر الله ونهى الرب جل اسمه الانبياء عن الكلام في القضاء والقدر - 00:28:19ضَ
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخصومة في القدر وكرهه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون وكرهه اهل الورع من العلماء ونهوا عن الجدل في القدر اذا ما الطريق ايها الامام؟ قال فعليك بالتسليم - 00:28:48ضَ
والاقرار والايمان واعتقاد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك واسكت عما سوى ذلك هكذا يأمرنا اهل السنة والجماعة وقال الامام البغوي رحمه الله تعالى والقدر سر - 00:29:11ضَ
من اسرار الله عز وجل لم يطلع عليه ملكا. نفس كلام الطحاوي. لم يطلع عليه ملكا مقربا. ولا نبيا مرسلا لا ايجوز الخوض فيه ولا البحث عنه بطريق العقل بل يعتقد ان الله خلق الخلق فجعلهم فريقين - 00:29:29ضَ
اهل يمين خلقهم للنعيم فضلا واهل شمال خلقهم للجحيم عدل هكذا ينبغي لنا ان ننظر الى هذا الباب الغيبي الذي صار النظر الخاطئ فيه عند كثير من الطوائف سببا لظلالهم وبعدهم عن الهدى والحق - 00:29:50ضَ
المسألة التي بعدها ان قلت وما اسباب ضلال الناس في القضاء والقدر ان قلت ما اسباب ضلال الناس في القضاء والقدر. لم ضل الناس في هذا الباب لم ضل الناس - 00:30:13ضَ
ولابد ان نتعرف ايها الطلبة على الاسباب حتى نتلقاها ولا تزل فيها اقدامنا واذا كان الواحد منا قد وقع في شيء من ذلك فليبادر بالنزع قبل ان تنزع روحه او تنزع عقيدته وسلامة توحيده من قلبه - 00:30:30ضَ
ولقد ذكر العلماء جوابا عن ذلك اسبابا عدة اقرب يا عبد الله. ولقد ذكر العلماء جوابا عن ذلك اسبابا عدة مما ذكروه الخوض في هذا الباب بلا علم ولا برهان. وهذا اعظم الاسباب في الحقيقة - 00:30:49ضَ
ولذلك اهل السنة ما ضلوا في باب القضاء والقدر لانهم جعلوا مبنى هذا الباب على توقيفيا على دليل الكتاب والسنة فلا يجعلون القياس فيه مجالا ولا للعقل فيه طريقا ولا للرأي فيه مدخلا - 00:31:06ضَ
ابدا مطلقا وانما يقررون فيه ما قرره الدليل وما سكت عنه الدليل فانهم يسكتون عنه. لا يدخلون في هذا الباب متأولين بارائهم ولا متوهمين باهوائهم رضي الله عنهم وارضاهم. ولذلك - 00:31:23ضَ
كما ضلوا انما ضل من خاف انما ضل من تكلف القول او تنطع به فالمتنطعون يهلكون كما قال عليه الصلاة والسلام هلك المتنطعون وهم الذين يسألون اسئلة عقيمة اما لا تجوز في ذاتها واما لا تجوز لهم واما لانها اسئلة يتطلب - 00:31:39ضَ
الجواب عليها استكشاف ما وراء الغيب. هذا تنطع هذا تنطع ومن الاسباب ايضا نفي حكمة الله عز وجل او التشكيك فيها فمن نفى حكمة الله عز وجل في افعاله واقداره وتشريعاته - 00:32:00ضَ
فانه لزاما سيظل في باب القضاء والقدر ولا شك ومن الاسباب كذلك عدم تسليم العقول باقدار الله الا بشرط معرفة علتها والحكمة منها فان هناك اناسا يعارضون الله في اقداره - 00:32:19ضَ
وكأنهم يقولون له عز وجل يا الله ان كنت تريدنا ان نذعن ونسلم لاقدارك فاكشف حكمتها لعقولنا فاي قضاء او قدر لا يتماشى مع عقولهم وارائهم او مذاهبهم او قواعدهم الباطلة فانهم يقابلونه بالجحود والتكذيب او التحريف والتأويل - 00:32:44ضَ
كما فعلته الجبرية والقدرية لماذا ردوا نصوص القضاء والقدر؟ لم لم ردوها؟ لانهم قاسوها بماذا؟ بعقولهم فلما لم يتعرفوا على حكمة الله في هذه الاقضية والاقدار انكروها وحرفوها وردوها. ولذلك باجماع اهل السنة ان الاقدار - 00:33:09ضَ
لا تكونوا الا عن حكمة بالغة ومصلحة متناهية سواء اعلمها عقلك العاجز الضعيف او خفيت عنه فاذا خفيت الحكم القدرية التفصيلية فيبقى الحكمة القدرية التأصيلية العامة وهي انه فعل الله والله هو الحكيم اسما وذو الحكمة - 00:33:33ضَ
تناهيتي صفة فتؤمن وتثق بربك انه ما قدر الا لقضاء الا لمصلحة وحكمة لكنها خفيت على عقلك لا يجوز لك ان تجعل عدم معرفتك للحكمة بعقلك سبيلا لمنازعة الله عز وجل في قضائه وقدره او او سبيلا لاتهام ربك - 00:33:53ضَ
في اقداره في اقداره وحكمته تبارك وتعالى. اذا هذا باب من الضلال عظيم في هذا الباب. انه انهم يوقفون الايمان قضاء على على اتضاح الحكمة لعقولهم ولذلك بعضهم لا يؤمن بقضاء الله وقدره في مسألة الوضوء من لحم الابل - 00:34:16ضَ
فلا يتوضأ مع انه قضاء شرعي امرنا به شرعا والعلة في عدم امتثاله والتزامه بهذا القضاء وايمانه به ما هو؟ ان الحكمة من الوضوء من لحم الابل لم تتبين لعقله - 00:34:36ضَ
وقد اجمع اهل السنة على انه ليس من شرط تنفيذ الحكم معرفة العقول بحكمته او علته لان العلة العامة هي امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة لمعاذة اوحرورية انت؟ قالت لست بحرورية ولكن - 00:34:50ضَ
اني اسأل قالت كان يصيبنا ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة العلة ما هي امر الله ورسوله لكن هذه طائفة ظلت بسبب تعليق الايمان باقدار الله الكونية والشرعية والاستسلام والاذعان لها وتطبيقها معرفة عقولهم - 00:35:08ضَ
لحكمتها او علتها فما لم تتعرف عليه عقولهم من اقدار الله واقضيته واحكامه الكونية والشرعية كفروا به او جحدوه او حرفوه او تأولوه او عارضوه عقولهم وارائهم واقيستهم. ومن اسباب الضلال في هذا الباب ايضا - 00:35:30ضَ
قياس افعال الخالق على الخلق تشبيه الخالق بالمخلوق في افعاله فما كان ظلما من العباد فهو ظلم في حق الله عز وجل وما كان عدلا من العباد فهو عدل في حق الله عز وجل - 00:35:48ضَ
فقياس افعال الخالق على افعال المخلوق من من جملة الظلم والعجز كل ذلك مما اوقعهم في هذا الخلل العظيم في هذا الخلق لا سيما القدرية النفاة الذين هم المعتزلة في باب القضاء والقدر - 00:36:10ضَ
والذين دخلوا بمسألة التحسين والتقبيح العقليين في افعال الله عز وجل فما كان حسنا من المخلوق فهو حسن من الله. وما كان ظلما من المخلوق فهو ظلم في حق الله عز وجل - 00:36:32ضَ
انتبهوا لهذا فهو ظلم في حق الله عز وجل ومن ادخل الله عز وجل مع المخلوق في هذا القياس التمثيلية الذي تستوي او او الشمولي فانه والله سوف يكفر بالله عز وجل - 00:36:46ضَ
سوف يكفر بالله عز وجل وسوف ترد عليه من الاشكالات ما لا يستطيع جوابه ولذلك اقول لكم الان لو انك افقرت انسانا حتى يحتاج اليك لكان ظلما منك لكن الله عز وجل قد يفقر انسانا حتى يفتقر اليه ويتعبد له او يرده عن غيه. فصار عدلا من الله وظلما منك - 00:37:02ضَ
فليس كل ظلم يصدر منك بلازم ان يكون ظلما في حق الله عز وجل لو انك تسببت في امراض احد لكان ذلك ظلما منك. لكن الله عز وجل قد يقدر عليك اسباب المرض فتمرض - 00:37:25ضَ
لكنه عدل في حق الله عز وجل ولذلك جعلت امراض العباد كفارة ورفعة لدرجاتهم او زيادة لعذابهم والتنكيل بهم قبل عذاب الاخرة فهي عادل او فضل من الله عز وجل اما منك فهي ظن. لماذا تهجم على صحة الناس وتظلمهم - 00:37:42ضَ
لو ان انسانا امسك امواله او حرق بيته وما يملك لكان سفها منه لكن الله يدمر في ملكوته ما يشاء يهلك من يشاء ويحرق من يشاء ويحيي من يشاء ويعدم من يشاء ويزلزل ارضه فتتهدم البيوت التي جلس الناس في تعميرها سنوات وقرون متطاولة. لكنه عدل منه - 00:38:02ضَ
لذلك ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون فاذا ليس كل ظلم يصدر من المخلوق لابد ان يكون لزاما يوصف الله عز وجل بالظلم اذا صدر منه. لا قد يكون عدلا فهو عدل من الله وظلم منك. فضل من - 00:38:26ضَ
الله وظلم منك فمن ادخل الله عز وجل في افعاله وقاس وقاسه على المخلوق فانه سيقع والله في مزالق عقدية لا يعلم به بسوئها ونهاء وخطر نهاياتها الا الله عز وجل - 00:38:42ضَ
ومن الاسباب التي ضل بها الناس في باب القضاء والقدر اعتمادهم في دراسة النصوص في هذا الباب على عبارات لا تعرف عن السلف رحمهم الله تعالى وهي عبارات مجملة بدعية تحتمل الحق والباطل - 00:39:01ضَ
فصاروا ينزلون ادلة الشريعة على هذه العبارات فانتجت لهم هذه العقائد الفاسدة. فهم لم يفهموا الادلة على فهم السلف الصالح ولم ينزلوها على عبارات الكتاب والسنة. وانما قعدوا قواعد واخترعوا مصطلحات فصاروا يحاكمون - 00:39:19ضَ
الكتاب والسنة في باب القضاء والقدر بناء على ماذا على هذه القواعد الفاجرة الكفرية الابليسية فمن ذلك مثلا قاعدة التحسين والتقبيح العقليين. قاعدة معتزلية حاكموا الله عز وجل في قضائه وقدره بناء على هذه القاعدة - 00:39:37ضَ
حتى قال قائلهم لا يمكن ان ينسب الله عز وجل الى انه خلق المعاصي التي يفعلها العبد. قالوا لم؟ قالوا لانه قبيح على الله ان يقدر عليه المعصية ثم يعذبه عليها - 00:39:56ضَ
فاذا حاكموا الله عز وجل بهذه القاعدة فنتجت لهم هذه النتائج الفاسدة الضالة وكذلك كثير من الاشاعرة ايضا ضلوا في هذا الباب بسبب ماذا؟ بسبب عبارة عندهم بدعية حاكموا بها ادلة الكتاب والسنة في باب القضاء - 00:40:10ضَ
قدر وهي مسألة الكسب التي يسميها العلماء بكسب الاشعري الكسب عند الاشعري ومسألة ولفظ الاستطاعة وغيرها من الالفاظ التي اخترعوها هم من عندهم وصاروا يحاكمون الله في قضائه وقدره ويحاكمون الادلة بناء على هذه - 00:40:28ضَ
المصطلحات البدعية والقواعد الضالة المخالفة للمعقول والمناقضة للمنقول وما بني على باطل فهو فهو باطل فكيف يريدون النتائج السليمة؟ وبعض المقدمات باطلة ومن اسباب الضلال في هذا الباب ايضا عدم تقسيم ارادة الله عز وجل الى كونية وشرعية - 00:40:55ضَ
فانهم يجملون في هذا الباب ارادة الله ويجعلون ارادة الله كلها مرادفة للمحبة كما سيأتينا بعد قليل فيزعمون ان كل شيء يريده الله فلا بد ان يحبه وهل هذا حق؟ الجواب لا ليس بحق - 00:41:24ضَ
ليس بحق هذا. هذه لفظة مجملة الارادة اما ان تكون كونية او شرعية. فالارادة التي تستلزم المحبة اي النوعين الشرعية وليست الكونية فاذا من اسباب ضلالهم انهم قالوا كل مراد لله فهو محبوب. وهذه القاعدة الملعونة هي التي اوجبت لهم كثيرا من هذا الفساد - 00:41:43ضَ
ولذلك يأتي الجبري ويقع في معاصي الله ويحمد الله ويشكره. يقول لانه ما لانني ما وقعت فيها الا بعد ان ارادها الله مني ولا يريد الا محبوب فاذا هو يفعل الشيء المحبوب لله الان - 00:42:06ضَ
والقدر لما نظر ان العاصي يعذب يوم القيامة على معصيته والكافر على كفره والزاني على زناه طيب من الذي قدر هذه الاشياء وارادها منه؟ الله الله لا يريد هذه الاشياء - 00:42:19ضَ
فقال اذا اخرج افعال العباد الطالحة عن ان تكون مخلوقة لله فاقول العبد هو الذي خلق الكفر وليس الله. العبد هو الذي خلق الزنا وليس الله لم؟ لانه لا يتصور - 00:42:36ضَ
مرادا لله الا وهو محبوب لكن لو انهم قسموا ارادة الله عز وجل الى قسمين وجعلوا الاشياء الموجودة في كون الله مما لا يحبه الله ويرضاه داخلا تحت الارادة الكونية وجعلوا الموجودات - 00:42:49ضَ
المحبوبة لله داخلا تحت الارادة الشرعية لاستقامت لهم الحال ولا تبين لهم المقال ولذلك اذا قيل لك هل الله يريد المعصية؟ اياك ان تقول نعم وتسكت او تقول لا وتسكت. اياك ان تقول نعم كما قاله الجبرية واطلق - 00:43:06ضَ
قول فاخطأوا اياك ان تقول لا كما قاله القدرية واخطأوا القول اذ اطلقوا. وانما تقول يريدها بارادته الكونية التي لا تستلزم محبته ولا يريدها بارادته الشرعية التي تستلزم محبته. لماذا هديت لهذا الجواب الصحيح المتفق مع الادلة؟ لانك قسمت - 00:43:23ضَ
الله في باب القضاء والقدر الى قسمين فاذا من اسباب ضلالهم في في هذا الباب عدم التقسيم. عدم التقسيم والاجمال ومنها ايضا خلطهم بين المشيئة والمحبة. من الاسباب ايضا خلطهم بين مشيئة الله ومحبته - 00:43:45ضَ
المشيئة ليست هي المحبة. انتبهوا يا اهل السنة المشيئة ليست هي المحبة. المشيئة مرادفة للارادة الكونية سواء عبرت عنها بالارادة الكونية او عبرت عنها بالمشيئة فهما تعبيران مختلفان ظاهرا لكنهما متفي - 00:44:03ضَ
قايمة لكنهما على اتفاق باطنا لكنهما على اتفاق باطنا لكنهما متفقين باطنا انتبه انتبه لهذا المحبة ترادف الارادة الشرعية والمشيئة ترادف الارادة الكونية. هؤلاء لم يقسموا هذا التقسيم السني السلفي الشرعي. وانما قالوا المشيئة - 00:44:22ضَ
التي هي الارادة الكونية ترادف المحبة التي هي الارادة الشرعية فضلوا في هذا الباب فجعلوا كل شيء فجعلوا كل شيء يشاءه الله فهو يحبه لان المشيئة مرادفة للمحبة عنده هذا خطأ - 00:44:52ضَ
هذا خطأ عظيم في هذا الباب هذا خطأ عظيم في هذا الباب هذه مجمل الاسباب التي جعلت هؤلاء يضلون في هذا الباب. كم الوقت طيب على كل حال نكتفي بهذا القدر ونكمل هذه القطعة ان شاء الله الدرس القادم والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:45:10ضَ