شرح كتاب الإيمان لابن أبي شيبة (117 حلقة) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري

شرح كتاب الإيمان (009 من 117) الحديث (7) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري

سعد بن شايم الحضيري

الحديث السابع قال المؤلف رحمه الله حدثنا مصعب بن المقدام حدثنا ابو هلال عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ايمان لمن لا امانة له التخريج - 00:00:00ضَ

هذا الحديث صحيح واسناده حسن اخرجه الامام احمد وصححه ابن حبان عنده زيادة ولا دين لمن لا عهد له قال في هامشي اخرجه احمد في المسند والبزار في مسنده والطبراني في المعجم الكبير - 00:00:20ضَ

وصححه ابن حبان وصححه الالباني انتهى مناسبة الحديث في الكتاب مناسبة الحديث للكتاب انه دليل على ان الامانة من الايمان وحفظ الامانة وهو عمل من الايمان كما قال الله عز وجل - 00:00:40ضَ

قاد افراح المؤمنون الى قوله والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون فان هذه من صفات المؤمنين لكن الاية في صفة الايمان المطلق وهو الكامل التام وهناك فرق بين الايمان المطلق ومطلق الايمان - 00:01:00ضَ

فقد تجد في النصوص اطلاق الايمان على بعض الفاسقات من المسلمين مثل قوله عز وجل وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فسماهم المؤمنين وهم يقتتلون. مع انه قال في الحديث الاخر - 00:01:16ضَ

لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. متفق عليه واللفظ البخاري وسمى تقاتل المؤمنين كفرا وهنا سماهم مؤمنين وهم يقتتلون وكلام الله لا يتناقض وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتناقض - 00:01:33ضَ

وانما قوله وان طائفتان من المؤمنين قد قتلوا يعني من المسلمين فالمراد به الاسلام ولذلك قال انما المؤمنون اخوة. يعني ان المسلمين اخوة في الدين كما قال صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله. متفق عليه. فهنا قال - 00:01:53ضَ

لا ايمان لمن لا امانة له اي لا ايمان تام لمن لا امانة له وليس المعنى لا اسلام له وانه كافر. ليس هذا مراده كما في حديث اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان - 00:02:16ضَ

متفق عليه فهذه من خصال النفاق وليس المعنى النفاق الاكبر ولذلك قال العلماء وهذه شعب النفاق الاصغر الذي لا تخرج من الملة كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:33ضَ

من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بغزوة مات على شعبة من النفاق رواه مسلم النفاق شعاب كما ان الايمان شعب هي غضون سبعون كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:51ضَ

وهنا قال لا ايمان لمن لا امانة له اي لا ايمان كامل لمن لا امانة له. ويعني الايمان المذكور في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم - 00:03:05ضَ

وقوله قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون الى اخره المراد بهذا الحديث الايمان المطلق التام اما مطلق الايمان اي مجرد اسم الايمان فيقع على كل مسلم كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اقول يا ربي امتي امتي فيقول انطلق. فاخرج من كان في قلبه مثقال ذرة او خردلة من ايمان فاخرجه - 00:03:19ضَ

اخرجه البخاري هذا الحديث ينطبق على المؤمن مطلق الايمان وهو الذي يكون عنده اصل الايمان وليس كامل الايمان. كما في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:03:43ضَ

لا يدخل النار من كان في قلبه ذرة من ايمان رواه الترمذي قال حديث حسن صحيح غريب وليس المراد البراءة التهمة من النار فان هذه البراءة لاهل الايمان الكامل قال الترمذي قال بعض اهل العلم في تفسير هذا الحديث - 00:03:59ضَ

لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان انما معناه لا يخلد في النار. وهكذا روي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:04:18ضَ

يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان رواه الترمذي واصله في البخاري ومسلم وقد فسر غير واحد من التابعين هذه الاية ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته - 00:04:31ضَ

فقال من تخلد في النار فقد اخزيته انتهى وقوله ولا دين لمن لا عهد له مثله لان الايمان والدين والاسلام معان لشيء واحد كما قال تعالى ان الدين عند الله الاسلام - 00:04:44ضَ

ويدل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث جبرائيل هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم جعلت الدين هو الاسلام والايمان والاحسان قال شيخ الاسلام ابن تيمية لفظ الايمان اذا اطلق في القرآن والسنة يراد به ما يراد بلفظ البر - 00:05:02ضَ

وبلفظ التقوى وبلفظ الدين انتهى من الايمان الكبير لابن تيمية صفحة مائة وثلاثة وكما في مجموع الفتاوري ابن تيمية في الجزء السابع صفحة عشرة فقوله لا ايمان لمن لا امانة له ولا دين لمن لا عاد له - 00:05:20ضَ

هو عبارة لمعنى واحد يعني ولا دين تام لمن لا عهد له. فليس هنا الدين غير الايمان المراد واحد وانما بلاغة نبوية والذين يفرقون بين الدين والايمان مطلقا هم كثير من المرجئة - 00:05:37ضَ

فانهم يجعلون الاعمال من الدين كشرائع وليست من الايمان قال شيخ الاسلام ابن تيمية وهذا هو المعروف من اقوالهم التي يقولونها عن انفسهم ولم ارى انا في كتاب احد منهم انه قال الاعمال ليست من الدين - 00:05:55ضَ

بل يقولون ليست من الايمان وكذلك حكى ابو عبيد عمد نظره منهم فان ابا عبيد وغيره يحتجون بان الاعمال من الدين فذكر قوله اليوم اكملت لكم دينكم انها نزلت في حجة الوداع - 00:06:10ضَ

قال ابو عبيد فاخبر انه انما كمل الدين الان في اخر الاسلام في حجة النبي صلى الله عليه وسلم وزعم هؤلاء انه كان كاملا قبل ذلك بعشرين سنة من اول ما نزل عليه الوحي بمكة - 00:06:26ضَ

حين دعا الناس الى الاقرار حتى قال لقد اضطر بعضهم حين ادخلت عليه هذه الحجة الى ان قال ان الايمان ليس بجميع الدين ولكن الدين ثلاثة اجزاء الايمان جزء والفرائض جزء والنوافل جزء - 00:06:41ضَ

قلت هذا الذي قاله هذا هو مذهب القوم. قال ابو عبيد وهذا غير ما نطق به الكتاب. الا تسمع الى قوله ان الدين عند الله الاسلام وقالوا من يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه - 00:06:56ضَ

وقال ورضيت لكم الاسلام دينا فاخبر ان الاسلام هو الدين برمته وزعم هؤلاء انه ثلث الدين قلت انما قالوا ان الايمان ثلث ولم يقولوا ان الايمان ثلث الدين لكنهم فرقوا بين مسمى الايمان ومسمى الدين - 00:07:12ضَ

فقد يحكى عن بعضهم انه يقول ليستا من الدين ولا يفارق بين اسم الايمان والدين. ومنهم من يقول بل كلاهما من الدين ويفرق بين اسم الايمان واسم الدين. انتهى ان الايمان الكبير لابن تيمية صفحة مائة وعشرين - 00:07:29ضَ

والمراد لا ايمان تام تمام الواجب لمن لا امانة له ولا دين تام التمام الواجب لمن لا عاد له وليس المعنى انه كافر فهذا الذي يفرق فيه العلماء في بعض المواضع بين الاسلام والايمان - 00:07:46ضَ

المقصود بالايمان هنا مطلاق الايمان لا الايمان المطلق والمقصود هنا ان من نفى عنه الرسول اسم الايمان او الاسلام فلابد ان يكون قد ترك بعض الواجبات فيه وان بقي بعضها - 00:08:03ضَ

ولهذا كان الصحابة والسلف يقولون انه يكون في العبد ايمان ونفاق كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الايمان له صفحة مئتين ثمانية وثلاثين - 00:08:16ضَ