شرح كتاب الإيمان لابن أبي شيبة (117 حلقة) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري
شرح كتاب الإيمان (033 من 117) الحديث (36) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري
التفريغ
الحديث السادس والثلاثون قال حدثنا يزيد ابن هارون حدثنا ابن ابي ذئب عن الزهري عن عامر بن سعد عن ابيه النفر اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فاعطاهم الا رجلا منهم - 00:00:01ضَ
قال سعد يا رسول الله اعطيتهم وتركت فلانا والله اني لاراه مؤمنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او مسلما فقال سعد والله اني لاراه مؤمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او مسلما - 00:00:21ضَ
وقال ذلك ثلاثة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاثة التخريج هذا الحديث متفق على صحته عند الشيخين المناسبة للكتاب مناسبته للكتاب انه يدل على تفاضل المسلمين في ايمانهم وعملهم - 00:00:40ضَ
ويدل على الفرق بين الايمان المطلق التام وبين مطلق الايمان الذي هو بمعنى الاسلام الشرح قوله اني لاراغ مؤمنا هو بضم الهمزة فيه لا اراه. قال ابن حجر في الفتح - 00:01:02ضَ
وقع في روايتنا من طريق ابي ذر وغيره مضم الهمزة هنا وفي الزكاة. وكذا هو في رواية الاسماعيلي وغيره وقال شيخ محي الدين النووي رحمه الله بل هو بفتحها اي اعلمه - 00:01:14ضَ
اي اعلمه ولا يجوز ضمها؟ فيصير بمعنى اظنه لانه قال بعد ذلك غلبني ما اعلم منه انتهى ولا دلالة فيما ذكر على تعيين الفتح لجواز اطلاق العلم على الظن الغالب - 00:01:28ضَ
ومنه قوله تعالى فان علمتموهن مؤمنات سلمنا لكن لا يلزم من اطلاق العلم الا تكون مقدماته ظنية فيكون نظريا لا يقينيا وهو الممكن هنا وبهذا جزم صاحب المفهوم في شرح مسلم - 00:01:41ضَ
فقال الرواية بضم الهمزة واستنبط منه جواز الحارث على غلبة الظن لان النبي صلى الله عليه وسلم ما نهاه عن الحلف لانه اقسم على وجدان الظن وهو كذلك ولم يقسم على الامر المظنون - 00:01:57ضَ
قوله فقال او مسلما هو بسكون الواو في او على معنى الاضراب ويجوز ان يكون بمعنى التردد اي لا تقطع باحدهما. ولا يجوز فتح الواو هنا انظر هذه السر لابن حجر الجزء الاول اثنين وثمانين وشرحا نووي على مسلم من الجزء السابع - 00:02:11ضَ
مئة وتسعة واربعين قال ابن حجر قوله او مسلم هو باسكان الواو لا بفتحها هي للتنويع. وقال بعضهم هي للتشريك وانه امره ان يقولهما معا لانه احوط ويرد هذا رواية ابن الاعرابي في معجمه في هذا الحديث فقال - 00:02:30ضَ
لا تقل مؤمنا بل مسلم. فوضح انها الاضراب بل المعنى ان اطلاق المسلم على من لم يختبر حاله الخبرات الباطنة اولى من اطلاق المؤمن بان الاسلام معلوم بهضم الظاهر قاله الشيخ محي الدين ملخصا انتهى - 00:02:49ضَ
قال الخطابي في شرح البخاري ظاهر هذا الكلام يوجب الفرق بين الايمان والاسلام وهذه المسألة مما قد اكثر فيها وصنفوا لها صحفا طويلة والمقدار الذي لابد من ذكره هاون على وجه الايجاز والاقتصاد - 00:03:08ضَ
ان الايمان والاسلام قد يجتمعان في مواضع فيقال للمسلم مؤمن وللمؤمن مسلم ويفترقان في مواضع فلا يقال لكل مسلم مؤمن ويقال لكل مؤمن مسلم الموضع الذي يتفقان فيه هو ان يستوي الظاهر والباطن - 00:03:23ضَ
والموضع الذي لا يتفقان فيه ان لا يستويا ويقال له عند ذلك مسلم يعني انه مسلم. وهو معنى ما جاء في الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم او مسلما. وكذلك معنى الاية في قوله قالت الاعراب امنا - 00:03:39ضَ
قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا اي استسلمنا وفي الاسلام بمعنى الاستسلام قول امية بن ابي الصمت اسلمت وجهي لمن اسلمت له الريح تحمل مزنا ثقالا وقد ترجم البخاري على هذا الحديث باب اذا لم يكن الاسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام او الخوف من القتل - 00:03:53ضَ
بقوله عز وجل قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا اذا كان على الحقيقة فهو على قوله ان الدين عند الله الاسلام. فقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. انتهى - 00:04:15ضَ
ومعنا هذا الكلام من البخاري ان الاسلام يطلق باعتبارين احدهما باعتبار الاسلام الحقيقي وهو دين الاسلام الذي قال الله فيه ان الدين عند الله الاسلام فقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه - 00:04:30ضَ
والثاني باعتبار الاستسلام ظاهرا مع عدم اسلام الباطن اذا وقع خوفا كاسلام المنافقين واستدل بقوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم - 00:04:45ضَ
وحمله البخاري ومن تبعه على الاستسلام خوفا وتقيا. وهذا التفسير مروي عن طائفة من السلف منهم مجاهد وابن زيد ومقاتل ابن حيان وغيرهم انظر تفسير الطبري الجزء السادس والعشرين صفحة تسعين - 00:05:00ضَ
وكذلك الرجاء محمد بن نصر المروزي انظر تعذيب مقادر الصلاة الجزء الثاني خمسمائة وعشرة كما رجح البخاري لانهما لا يفرقان بين الاسلام والايمان اذا انتبه احدهما انتفى الاخر. وهو اختيار ابن عبدالبر - 00:05:14ضَ
وحكاه عن اكثر اهل السنة من اصحاب ما لك والشافعي وداوود وفي حكايته عن الاكثر نظر كما قال ابن رجب وغيره واما من يفارق بين الرسلين والايمان فانه يستدل بهذه الاية على الفرق بينهما ويقول - 00:05:31ضَ
نفي الايمان عنهم لا يلزم منه نفي الاسلام. كما نفي الايمان عن الزاني والسارق والشارب وان كان الاسلام عنهم غير منفي وقد ورد هذا المعنى في الاية عن ابن عباس وقتالة والناخعي - 00:05:46ضَ
وروي علي بن زيد معناه ايضا وهو قول الزهري وعماد بن زيد واحمد رجحه ابن جرير وغيره انظر تفسير الطبرية الجزء السادس والعشرين الصفحة تسعين وتفسير ابن كثير والدر والمنثور - 00:05:59ضَ
واستدلوا به على التفريق بين الاسلام والايمان وكذا قال قتادة في هذه الاية يقولوا اسلمنا شهادة ان لا اله الا الله وهو دين الله والاسلام درجة الايمان تحقيق في القلب والهجرة في الايمان درجة. والاجتهاد درجة - 00:06:13ضَ
والقتل في سبيل الله درجة اخرجه ابن ابي حاتم فجعل قطارة الاسلام الكريمة وهي اصل الدين والايمان ما قام بالقلوب من تحقيق التصديق بالغيب فهؤلاء القوم لم يحققوا الايمان في قلوبهم وانما دخل في قلوبهم تصديق ضعيف بحيث صح به اسلامهم - 00:06:30ضَ
ويدل عليه وان تطيعوا الله ورسوله لا يلدكم من اعمالكم شيئا واختلف من فرق بين الاسلام والايمان في حقيقة الفرق بينهما وقالت طائفة الاسلام كلمة شهادتين والايمان العمل. وهذا مروي عن الزهري وابن ابي ذئب - 00:06:49ضَ
تعتيم قدر الصلاة والسنة للخلال وهو رواية عن احمد بفتح البر لابن رجب والمسائل والرسائل المروية عن الامام احمد في العقيدة الجزء الاول مئة وثمانية وقد ذهبت طائفة الى ان الاسلام عام والايمان خاص - 00:07:08ضَ
من ارتكب الكبائر خرج من دائرة الايمان الخاصة الى دائرة الاسلام العامة وهذا مروج عن ابي جعفر محمد بن علي وضعفته ابن ناصر المروزي من جهة راويه عنه وهو فضيل ابن يسار - 00:07:23ضَ
وطعن فيه. انظر تعظيم قدر الصلاة جزء ثاني خمسمائة وخمسة وسبعين وروي عن حماد بن زيد نحو هذا ايضا كما في السنة الخلال الف وثمانين وحكي رواية عن احمد ايضا فانه قال في رواية الشالونجي - 00:07:37ضَ
في مرتكب الكبائر يخرج من الايمان ويقع في الاسلام ونقل حنبل عن احمد معناه. انظر السنة الخلال الف وثمانين وقد تأول هذه الرواية القاضي ابو يعلى واقرها غيره وهي اختيار ابي عبد الله بن بطة وابن حامد وغيرهما من الاصحاب - 00:07:53ضَ
وقالت طائفة الفرق بين الاسلام والايمان ان الايمان هو التصديق تصديق القلب هو علم القلب وعمله والاسلام الخضوع والاستسلام. والانقياد فهو عبر القلب والجوارح وهذا قول كثير من العلماء وقد حكاه ابو الفضل التميمي عن اصحاب احمد - 00:08:14ضَ
وهو قول طوائف من المتكلمين. لكن المتكلمون عندهم ان الاعمال لا تدخل في الايمان وتدخل في الاسلام قال ابن رجب واما اصحابنا وغيرهم من اهل الحديث فعندهم ان الاعمال تدخل في الايمان مع اختلافهم في دخولها الاسلام - 00:08:32ضَ
ولهذا قال كثير من العلماء ان الاسلام والايمان تختلف دلالتهما بالافراد والاقتران ان افرد احدهما دخل الاخر فيه وان قرن بينهما كانا شيئين حينئذ وبهذا يجمع بين حديث سؤال جبريل عن الاسلام والايمان ففرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما وبين حديث وابن عبد القيس حيث فسر فيه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:47ضَ
الايمان المنفرد بما فسر به الايمان المقرون في حديث جبريل وقد حكى هذا القول ابو بكر الاسماعيلي عن كثير من اهل السنة والجماعة وروي عن ابي بكر بن ابي شيبة ما يدل عليه. انظروا في تعظيم قدر الصلاة الجزء الثاني خمسمائة ثمانية وعشرين - 00:09:09ضَ
وهو اقرب الاقوال في هذه المسألة واشبهها بالنصوص والله اعلم انظر فتح الباري لابن رازف الجزء الاول مائة وتسع عشرة والقول بالفرق بين الاسلام والايمان مروي عن الحسن وابن سيرين وشريك وعبدالرحمن ابن مهدي ويحيى ابن معين. ومؤمل ابن ايهاب وحكي عن مالك ايضا - 00:09:27ضَ
وقد سبق حكاياته عن قتادة وداوود ابن ابي هند والزهري وابن ابي ذئب محمد بن زيد واحمد وابي خيثمة وكذلك حكاه ابو بكر بن السمعاني عن اهل السنة والجماعة جملة - 00:09:46ضَ
قال ابن وزب في حكاية ابن نصر وابن عبدالبر عن الاكثرين التسوية بينهما غير جيد بل قد قيل ان السلف لم يروى عنهم غير التفريق والله اعلم انظر فتح البارد ابن رجب ابرز الاول مئة وعشرين - 00:10:00ضَ
ابن سعد رضي الله عنه يا رسول الله اعطيتهم وتركت فلانا؟ والله اني لاراه مؤمنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او مسلما وقال سعد الغنائي اني لاضاه مؤمنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او مسلما - 00:10:15ضَ
فقال ذلك ثلاثة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاثة فانه يدل على التفريق بين الاسلام والايمان وهو الذي عليه اكثر السلف وقد ابعد من حمله على الاستسلام الظاهري دون الاسلام الحقيقي - 00:10:30ضَ
قال ابن رجب هذا الحديث محمول عند البخاري على ان هذا الرجل كان منافقا وان الرسول صلى الله عليه وسلم نفى عنه الايمان واثبت له الاستسلام دون الاسلام الحقيقي وهو ايضا قول محمد بن نصر البروازي وهذا في غاية البعد - 00:10:45ضَ
واخر الحديث يرد على ذلك وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعطي الرجل وغيره احب الي منه فان هذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم وكله الى ايمانه كما كان يعطي المؤلفة قلوبهم - 00:11:01ضَ
ويمنع المهاجرين والانصار وقوله صلى الله عليه وسلم اني لاعطي الرجل وغيره احب الي منه مخافة ان يكبه الله في النار معناه اني اعطي ناسا مؤلفة قلوبهم في ايمانهم ضعف لو لم اعطهم كفروا فيكبهم الله في النار - 00:11:15ضَ
واترك اقواما هم احب الي من الذين اعطيتهم ولا اتركهم احتقارا لهم ولا لنقص دينهم ولا ايمانا لجانبهم بل اكلوهم الى ما جعل الله في قلوبهم من النور والايمان التام. واثقوا بانهم لا يتزلزل ايمانهم لكماله - 00:11:33ضَ
وقد ثبت هذا المعنى في صحيح البخاري عن عمرو لتغلب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اوتي بمال او سبي فقسمه فاعطى رجالا وترك رجالا فبلغه ان الذين ترك عتب - 00:11:51ضَ
حمد الله تعالى ثم اثنى عليه ثم قال اما بعد فوالله اني لاعطي الرجل وادع الرجل والذي ادع احب الي من الذي اعطي ولكني اعطي اقواما لما ارى في قلوبهم من الجزع والهلع - 00:12:04ضَ
واكلوا اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير العلامة السفارني في شرح الدرة المضية في قوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم - 00:12:18ضَ
وان تطيعوا الله ورسوله لا يلدكم من اعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم هذا الاسلام الذي نفى الله عن اهله دخول الايمان في قلوبهم هل هو اسلام يثابون عليه ام من جنس اسلام المنافقين - 00:12:33ضَ
في قولان مشهوران للسلف والخلف احدهما انه اسلام يثابون عليه ويخرجهم من الكفر والنفاق الثاني ان هذا الاسلام هو الاستسلام خوف السبي والقتل. مثل اسلام المنافقين قالوا وهؤلاء كفار فان الايمان لم يدخل قلوبهم وما لم يدخل الايمان في قلبه فهو كافر - 00:12:47ضَ
قال شيخ الاسلام والسلف مختلفون في ذلك وحقيقة الامر ان من لم يكن من المؤمنين يقال فيه انه مسلم ومعه ايمان يمنعه من الخلود في النار وهذا متفق عليه بين اهل السنة - 00:13:10ضَ
لكن هل يطلق عليه اسم الامام؟ هذا هو الذي تنازعوا فيه. فقيل يقال انه مسلم ولا يقال مؤمن. وقيل بل يقال مؤمن. قال انه يقال مؤمن ناقص الايمان. مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم - 00:13:23ضَ
قال وعلى هذا فالخطاب بالايمان يدخل فيه ثلاث طوائف واحد المؤمن حقا. اثنان المنافق في احكامه الظاهرة وان كان المنافق في الاخرة في الدرك الاسفل من النار وهو في الباطن ينفي عنه الاسلام والايمان. ينفى عنه الاسلام والايمان. وفي الظاهر يثبت - 00:13:43ضَ
الثاني له ظاهرة ثلاثة ويدخل فيه الذين اسلموا ولم تدخل حقيقة الايمان في قلوبهم لكن معهم جزء منه. واسلام يثابون عليه. ثم قد يكونوا مفرطين فيما فرض عليهم وليس معهم من الكبائر ما يعاقبون عليه. كاهل الكبائر لكن يعاقبون على ترك المفروضات. وهؤلاء كالاعراب المذكورين - 00:14:02ضَ
ان في الاية وغيرهم فانهم قالوا امنا من غير قيام منهم بما امروا به باطنا وظاهرا فلا دخلت حقيقة الايمان الى قلوبهم ولا جاهدوا. وقد كان دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الجهاد - 00:14:26ضَ
وقد يكونون من اهل الكبائر. وهؤلاء لا يخرجون من الاسلام بل هم مسلمون ولكن بين السلف فيهم نزاع لفظي. هل يقال انهم مؤمنون؟ قال الشارنجي سألت الامام احمد عن الايمان والاسلام. فقال الايمان قول - 00:14:39ضَ
والاسلام اقرار. وبه قال ابو خيثمة. وقال ابن ابي شيبة لا يكون اسلام الا بايمان ولا ايمان الا باسلام. قال شيخ الاسلام قداسة الله روحه الامام احمد رضي الله عنه لم يرد عنه قط انه سلب من يقال انه مسلم. يعني من زنا وسرق وشرب الخمر ونحى - 00:14:55ضَ
وهم جميع الايمان فلم يبق معه شيء كما تقول الخوارج والمعتزلة ان الامام احمد قد صرح في غير موضع بان اهل الكبائر معهم ايمان يخرجون به من النار. واعتادوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة - 00:15:15ضَ
وليس هذا يعني سلبه مسمى لايمان جميعه قوله ولا قول احد من ائمة السنة. بل كلهم متفقون على ان الفساق الذين ليسوا منافقين معهم شيء من الايمان يخرجون به من النار - 00:15:31ضَ
هو الفارق بينهم وبين الكفار والمنافقين لكن اذا كان معه بعض الايمان لم يلزم ان يدخل في الاسلام المطلق الممدوح. وصاحب الشرع قد نفى الاسم عن هؤلاء فقال لا يزني الزاني وهو مؤمن. والمعتزل - 00:15:46ضَ
ينفون عنه اسم الايمان والاسلام بالكلية. ويقولون يخلد في النار لا يخرج منها لا بشفاعة ولا بغيرها. وهذا هو الذي انكر عليهم وكل اهل السنة متفقون انه قد سلب كمال الايمان الواجب فزال بعض ايمانه الواجب - 00:16:01ضَ
وانما ينازع في ذلك من يقول الايمان لا يتبعض كالجهمية والمرجئة. فيقولون عن مثل هذا انه كامل الايمان لكنه من اهل الوعيد قال شيخ الاسلام حقيقة الفرق بين الاسلام والايمان والدين ان الاسلام الذي ارتضاه الله وبعث به رسوله هو الاستسلام لله وحده - 00:16:18ضَ
فاصله في القلب وهو الخضوع لله وحده بعبادته وحده دون ما سواه فمن عبده وعبد معه الها اخر لم يكن مسلما. ومن لم يعبده بل استكبر عن عبادته لم يكن مسلما - 00:16:36ضَ
والاسلام هو الاستسلام لله وهو الخضوع له والعبودية له. هذا قوله رحمه الله وعظم لاهل اللغة الاسلام في الاصل من باب العمل عمل القلب والجوارح. واما الايمان فاصله تصديق واقرار ومعرفة. فهو من باب قبر القلب المتضمن - 00:16:49ضَ
عمل القلب والاصل فيه التصديق والعمل تابع له ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بايمان مخصوص وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله. وفسر الاسلام باسلام مخصوص وهو من بين الخمس - 00:17:06ضَ
واكد في سائل كلامه صلى الله عليه وسلم وفي كتاب الايمان والاسلام للامام شيخ الاسلام ابن تيمية قال ابو طالب المكي مثل الاسلام للايمان كمثل الشهادتين احدهما من الاخرى في المعنى والحكم - 00:17:20ضَ
بشهادة الرسول غير شهادة الوحدانية فهما شيئان من العيان واحداهما مرتبطة بالاخرى في المعنى والحكم كشيء واحد كذلك الايمان والاسلام احدهما مرتبط بالاخر فهما كشيء واحد لا ايمان لمن لا اسلام له ولا اسلام لمن لا ايمان له - 00:17:35ضَ
اذ لا يخلو المسلم من ايمان به يصحح اسلامه. ولا يخلو المؤمن من اسلام به يحقق ايمانه ثم قال وقد اجمع اهل القبلة على ان كل مؤمن مسلم وكل مسلم مؤمن بالله وكتبه - 00:17:51ضَ
وقال الحافظ ابن رجب اذا افرد كل من الاسلام والايمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ. وان قرن الاسمين كان بينهما فرق والتحقيق في الفرق بينهما ان الايمان هو تصديق القلب واقراره ومعرفته. والاسلام هو الاستسلام لله والخضوع والانقياد له. وذلك يكون بالعمل - 00:18:07ضَ
وهو الدين كما سمى الله تعالى في كتابه الاسلام دينا وفي حديث جبريل سمى النبي صلى الله عليه وسلم الايمان والاسلام والاحسان دينا الايمان والاسلام كاسم الفقير والمسكين. اذا اجتمع افترقا واذا افترق اجتمعا - 00:18:27ضَ
فاذا افرد احدهما دخل فيه الاخر واذا قورن بينهما احتاج كل واحد منهما الى تعريف يخصه فاذا قرن بين الايمان والاسلام فالمراد بالايمان جنس تصديق القلب والاسلام جنس العمل اعلم ان مسائل الاسلام والايمان والكفر والنفاق مسائل عظيمة جدا - 00:18:41ضَ
فان الله تعالى علق بهذه الاسماء السعادة والشقاوة واستحقاق الجنة والنار والاختلاف بمسمياتها اول اختلاف وقع في هذه الامة وهو خلاف الخوارج للصحابة. حيث اخرجوا عصاة الموحدين من الاسلام بالكلية وادخلوهم في دائرة الكفر. وعاملوهم معاملة الكفار - 00:19:00ضَ
واستحلوا بذلك دماء المسلمين واموالهم. ثم حدث بعدهم خلاف المعتزلة وقولهم بالمنزلة بين المنزلتين. ثم حدث خلاف المرجئة وقولهم ان الفاسق مؤمن كامل الايمان. وقد اكثر الائمة من التصنيف في هذا الباب وحاصل ذلك ان الدين واهله كما اخبر خاتم النبيين وامام المرسلين ثلاث طبقات - 00:19:19ضَ
اولها الاسلام واوسطها الايمان واعلاها الاحسان. فمن وصل الى العليا فقد وصل الى التي تليها فالمحسن مؤمن والمؤمن مسلم. واما المسلم فلا يجب ان يكون مؤمنة وهكذا جاء القرآن فجعل الامة على هذه الاصناف الثلاثة - 00:19:39ضَ
قال الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو والفضل الكبير المسلم الذي لم يكن بواجب الايمان هو الظالم لنفسه والمقتصد الذي ادى الواجب وترك المحرم وهو المؤمن المطلق. والسابق بالخيرات هو المحسن الذي عبد الله - 00:19:55ضَ
كانه يراه وقد ذكر الله تقسيم الناس في المعاد الى هذه الثلاثة في سورة الواقعة والمطفين وبالله التوفيق انظر لوامع الانوار البهية للسفاريني الجزء الاول اربعمئة وثلاثين - 00:20:16ضَ