شرح كتاب الإيمان لابن أبي شيبة (117 حلقة) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري

شرح كتاب الإيمان (054 من 117) الحديث (66) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري

سعد بن شايم الحضيري

الحديث السادس والستون قال حدثنا ابو خالد الاحمر عن ابن عجلان عن عبد الله ابن دينار عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان ستون او سبعون او احد العددين - 00:00:00ضَ

اعلاها شهادة ان لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياة شعبة من الايمان التخريج هذا الحديث اسناده صحيح وهو في الصحيحين ولفظ مسلم بضع وسبعون او بضع وستون ولفظ البخاري - 00:00:21ضَ

الايمان بضوا وستون شعبة والحياء شعبة ولمسلم الايمان بضع وسبعون شعبة افضلها لا اله الا الله واوضعها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة ابن الايمان المناسبة الكتاب مناسبة هذا الحديث لكتاب الايمان ظاهرة - 00:00:41ضَ

حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم الايمان فروعا وشعب حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الايمان فروع وشعب وهذا خلاف قول المرجئة والوعيدية الذين جعلوه شيئا واحدا - 00:01:01ضَ

الشرح هذا يدل على ان الايمان شعب وانه يتفاضل وضرب النبي صلى الله عليه وسلم بذلك امثلة جامعة مبينة ابلغ البيان وهذا من هديه صلى الله عليه وسلم انظروا الى الامثلة التي يضربها النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الاحاديث - 00:01:16ضَ

اذا جمعت النصوص النبوية وتأملتها تجد انه صلى الله عليه وسلم ضبطها بقواعد قد لا تجدها عند كثير ممن يعتني بتقعيد العلم ان حسن اختصار وضرب مثال وهنا قد بين اولا ان الايمان شعب ثم بين ثانيا ان شعبه متفاوتة المراتب - 00:01:38ضَ

فمنها ما هو اصل ومنها ما هو فرع دون ذلك ومنها ما هو شعب قلبية ومنها ما هو شعب جبلية جبل العبد عليها بالفطرة التي فطر الله الناس عليها ومنها ما هو عملي - 00:01:58ضَ

العنصر العملي هو قول لا اله الا الله فلا يدخل العبد الايمان الا بقول لا اله الا الله مع قرينتها التي لا تنفك عنها وهي الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بانه رسول الله - 00:02:12ضَ

اذا كان قادرا على النطق بها وليس المراد قولا فقط كما تقوله الكرامية الذين يقولون الايمان قول فقط بل هو قول وتصديق وعمل لان الكاظم يقولون يكفيه ان يقول لا اله الا الله. وهؤلاء طائفة من المرجئة - 00:02:25ضَ

يقولون الايمان قول اللسان فقط ولو كان في قلبه ليس بمؤمن عندهم المنافقون مؤمنون لكن يقولون هذا مؤمن في الدنيا لكن في الاخرة ان لم يكن ايمانه في قلبه صحيحا فهو كافر ومآله الى النار - 00:02:40ضَ

ونسب اليهم القول بصحة ايمانه مطلقا ظاهرا وباطنا. ولا اظنه يثبت عنهم كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية والطائفة الثانية منهم الذين يقولون هو قول فقط قول القلب وهم الجهلية - 00:02:55ضَ

اتباع الجهم ابن صفوان قال هو المعرفة المجردة بان يعرف ان الله خلقه فهو مؤمن والجهل من صفوان معطل للاسماء والصفات الالهية كلها فلا يؤمنوا بسمع ولا بصر ولا غير ذلك من صفات الله - 00:03:12ضَ

ولا يؤمن الا بان الله ربه وخالقه ولم يثبت الا صفة واحدة وهي صفة القدرة عنده اذا كان الشخص يؤمن بهذا فهو مؤمن تام بالايمان ويدخل الجنة ولا تستغرب ذلك من رجل شك بربه وترك الصلاة اربعين يوما يبحث عن ربه كما ذكر عنه الامام احمد وغيره - 00:03:26ضَ

فانه شك وترك الصلاة اربعين يوما في حالة الشك ولما امن امن بهذه الحال لانه عرض نفسه للفتن والاهواء نسأل الله العافية والسلامة النبي صلى الله عليه وسلم بين ان الايمان بضع وسبعون شعبة - 00:03:48ضَ

وان شعبه تتفاوت كما ان الكفر شعب كما في قوله عليه الصلاة والسلام لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما - 00:04:03ضَ

وقوله صلى الله عليه وسلم من اتى كاهنا فصدقه او امرأة في دبرها فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجة واحمد من حديث ابي هريرة رضي الله عنه - 00:04:16ضَ

فهذا من الكفر العملي وليس كالسجود للصنم وللسيادة بالمصحف وقد للنبي صلى الله عليه وسلم وسبه فان ذاك من الكفر الاكبر. وان كان الكل يطلق عليه الكفر انظر للدرر الثانية الجزء الاول اربعمائة ثمانية وسبعين اربعمائة وتسعة وسبعين - 00:04:33ضَ

كما تقدم عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله كفر دون كفر وقوله ليس بالكفر الذي تذهبون اليه وكما ان النفاق شعب في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات ولم يغزو ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق - 00:04:50ضَ

اخرجه مسلم يدل على ان النفاق شعب والنفاق نوع من انواع الكفر بقسميه الاكبر والاصغر. فدل على ان الكفر شعب منها ما هو اكبر مخرج من الملة ومنها ما دون ذلك من الكبائر والذنوب - 00:05:05ضَ

وشعب الكفر عكس شعب الايمان. فالصدق شعبة من الايمان والكذب شعبة من شعب الكفر الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة - 00:05:21ضَ

وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. اياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله - 00:05:34ضَ

كذابة. اخرج البخاري ومسلم. فاذا هو نوع وبين النبي صلى الله عليه وسلم تنوع النفاق بقوله اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان اخرجه البخاري ومسلم وقال عن شعبة من شعب الكفر لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض - 00:05:48ضَ

اخرجه البخاري ومسلم. وقال عن شعبة من شعب الكفر لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعضه اخرجه البخاري ومسلم قال سباب المسلم فسوق وقتاله كفر اخرجه البخاري ومسلم. فاذا هي شعب - 00:06:09ضَ

فاذا هي شعب فها هنا كفر دون كفر ونفاق دون نفاق وشرك دون شرك وظلم دون ظلم. عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. قال ليس هو الكفر الذي تذهبون اليه. رواه عنه سفيان - 00:06:27ضَ

وعبد الرزاق وفي رواية اخرى كفر لا ينقل عن الملة وعن عطاء كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق الاجمال العملي ضده الكفر العملي. والايمان الاعتقادي ضاده الكفر الاعتقادي - 00:06:45ضَ

وفي الحديث الصحيح سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. رواه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه فرق بين سبابه وقتاله وجعل احدهما فسوقا لا يكفر به والاخر كفرا - 00:06:59ضَ

ومعلوم انه انما اراد الكفر العملي للاعتقادي وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الاسلامية والملة بالكلية كما لم يخرج الزاني والسارق وشارب من الملة وانزال عنه اسم الايمان وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم اعلم الامة بكتاب الله وبالاسلام والكفر. ولوازمهما فلا تتلقى هذه المسائل الا عنهم. والمتأخرون - 00:07:15ضَ

عنهم لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين فريق اخرجه من الملة بالكبائر وقضوا على اصحابها بالخلود في النار وهم الوعيدية من المعتزلة والخوارج وفريق جعلوه مؤمنين كاملي الايمان وهم المرجئة فاولئك غلوا وهؤلاء جفوا. وهدى الله اهل السنة بالطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالاسلام في الملل - 00:07:38ضَ

انظر الدرة الثانية الجزء الاول اربع مئة وثمانين اربع مئة واثنين وثمانين وليس ذلك قاعدة مطردة ان كل مناقض يكون قسيمه واجبا. بل قد يكون قسيمهم المباح او من المكروه. ولكن - 00:08:02ضَ

المقصود بيان ان المعاصي شعب الكفر او شعب النفاق والنفاق من شعب الكفر لكن لما ذكرنا فيما مضى الفرق بين النفاق والكفر والشرك وقلنا ان النفاق هو اخفاء الشيء واظهار ضده فكذلك - 00:08:19ضَ

العمليات يكون فيها شيء من ذلك. فاذا حدث كذب فانه يخفي خلق الكذب ويظهر انه صادق. وكذا اذا اؤتمن قال يظهر انه امين فيدخدع الناس فيه ويخفي الخيانة فسمي منافقا من هذا القبيل - 00:08:33ضَ

قوله وادناها اماطة الاذى عن الطريق يدل على ان هناك في الايمان تفاضل في الشرائع وفيها اعلى وادنى. ويدل على ان هناك من الطاعات شيء قل من غيره بنص النبي صلى الله عليه وسلم وادناها اماطة الاذى عن الطريق - 00:08:49ضَ

قال الحافظ ابن حجر وفي هذا اشارة الى ان مراتبها متفاوتة انظر فتح الباري الجزء الاول ثلاث بثلاثة وخمسين ونقل العيني في عمدة القاضي عن النووي قوله وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الشعب وادناها كما ثبت في الصحيح - 00:09:05ضَ

من قوله عليه الصلاة والسلام اعلاها لا اله الا الله وادناها ايقظة الاذى عن الطريق تبين ان اعلاها التوحيد المتعين على كل مكلف والذي لا يصح شيء غيره من الشعب الا بعد صحته وان ادناها دفع ما يتوقع به ضرر المسلمين - 00:09:23ضَ

وبقي بينهما تمام العدد فيجب علينا الايمان به وان لم نعرف اعيان جميع افراده كما نؤمن بالملائكة وان لم نعرف اعيانهم واسماءهم انتهى من عملة القاري شرح صحيح البخاري العيني. الجزء الاول مئتين وستة وثمانين - 00:09:43ضَ

وفي لفظ لمسلم فافضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. والحياء شعبة من الايمان. وفي لفظ ابن ماجة فارفعها وفي شاهين خصار لايمان افضلها قول لا اله الا الله. انظر عمدة القاري الجزء الاول مئتين وتسعة وسبعين - 00:10:00ضَ

من فوائد الحديث يدل هذا الحديث على فوائد. منها ان الطاعات شعب متفاوتة فيها ما هو كثير الاجر عظيم القدر ومنها ما هو دون ذلك. لكن قد يكون العمل القليل عظيما بما احتف به من الاخلاص والاحتساب - 00:10:20ضَ

كما في صحيح البخاري من حديث حسان ابن عطية عن ابي كبشة السلولي سمعت عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعون اعلاهن منيحة العنز - 00:10:38ضَ

ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها الا ادخله الله بها الجنة. قال حسان فعددنا ما دون منيحة العسل من رد السلام وتشميت العاطس واماطة الاذى عن الطريق ونحوه. فما استطعنا ان نبلغ خمس عشرة خصلة - 00:10:50ضَ

رواه البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يميط الاذى عن الطريق صدقة البخاري معلقا في باب اماطة الاذى من كتاب المظالم من صحيحه الجزء الثالث مائة ثلاثة وثلاثين - 00:11:09ضَ

وهذه الاماطة التي هي ادنى شعب الايمان كانت سببا في دخول الجنة كما في حديث الذي ازال شوكا من طريق الناس يؤذيهم فشكر الله له فادخله الجنة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فاخره - 00:11:25ضَ

فشكر الله له فغفر له رواه البخاري ومسلم فاماطة اذى عن الطريق صدقة عظيمة فلا يعتقدها الانسان وفي ان الايمان درجات فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الايمان درجات - 00:11:43ضَ

وان الحياة شعبة من الايمان مع انه عمل قلبي له اثاره الجبلية الظاهرة على الانسان فيحجبه من الفسوق ويحجبه من الكذب ويحجبه من الخيانة يحجبه من الفجور في الخصومة ولذلك الحيي لا يكذب ولا يغدر ولا يخون ولا يفجر في الخصومة ولا يفعل مستقبحات ظاهرة فاذا قد برئ من النفاق وخصاله واذا - 00:11:59ضَ

تم له الحياء التام تم له ذلك الايمان. مع وجود الاصل وهو التوحيد. لكن اذا عدم الاصل لا ينفع الفرع كغيره من الشعب لا تنفع الا بوجود اصل الايمان كالشجرة المقطوعة الاصل من جذعها فانها لا تنفع هذه الاصال ولا تثمر - 00:12:21ضَ

بل تموت فروعها فهي منعدمة وتصبح منظرا لا ينتفع بها. ولذلك مثل الله الايمان بالشجرة الطيبة والكفر بالشجرة الخبيثة وثمارها الاعمال والمؤمن مثله النبي صلى الله عليه وسلم من نخلة الطيبة المثمرة الثمرة الطيبة. وهكذا قال الله تعالى - 00:12:41ضَ

الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون. ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من - 00:13:00ضَ

الارض ما لها من قرار. يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء فاذا كان الانسان ليس معه اصل الايمان في قلبه مع العمل فلا ينفعه لو صدق في الحديث ومر في عمله لكن قد يجازى الكافر بالدنيا على حسناته - 00:13:20ضَ

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الكافر اذا عمل حسنة اطعم بها طعمة من الدنيا. واما المؤمن فان الله يدخر له حسناته في الاخرة ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته - 00:13:40ضَ

اخرجه مسلم فاذا جاء الكافر يوم القيامة فليس له شيء لان الله قال وما له في الاخرة من خلاق اي ليس له حظ. وقال وقدمنا الى ما عملوا من عمل - 00:13:53ضَ

فاجعلناه هباء منثورا. فاذا عمل حسنة لله او حسنة متعدية النفع اثيب بها في الدنيا. واما المؤمن فيثاب في الدنيا وفي الاخرة وضرب الله مثالا بابراهيم في اكثر من مثال. لكن منه قوله واتيناه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة - 00:14:04ضَ

الصالحين وقال ووهبنا له اسحاق ويعقوب واجعلنا في ذريته النبوة والكتاب واتيناه اجره في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اوتي جزاءه في الدنيا وفي الاخرة. فيجازى المؤمن وقد يكون منابر المؤمنين. كابراهيم الخليل عليه السلام. فلا تظنن ان المؤمن اذا جزي في - 00:14:24ضَ

دنيا انه ليس له في الاخرة شيء وذهبت حسناته. بل الامر كما قال الله لما ذكر الله في اوليائه الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. وفي الحديث عن ابي ذر رضي الله عنه قال قيل للرسول - 00:14:45ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم ارأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال تلك عاجل بشرى المؤمن. اخرجه مسلم. فنال الجزاء الحسن في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة. كما قال تعالى للذين احسنوا الحسن وزيادة. ولا يرهقوا وجوههم قتر ولا ذلة. اولئك اصحاب الجنة - 00:15:05ضَ

فيها خالد وهذا مع الاخلاص والاحسان والحياء شعبة من الايمان لانه من الفطرة التي فطر الله الناس عليها كما تقدم مزيد بحث في الحديث التالي - 00:15:29ضَ