شرح كتاب الإيمان لابن أبي شيبة (117 حلقة) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري
شرح كتاب الإيمان (059 من 117) الحديث (71 و72) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري
التفريغ
الحديث الحادي والسبعون قال المصنف رحمه الله حدثنا عبدالله بن نمير حدثنا فضيل بن غزوان حدثنا عثمان بن ابي صفية الانصاري قال قال عبدالله بن عباس لغلمانه يدعو غلاما غلاما يقول الا ازوجك - 00:00:00ضَ
ما من عبد يزني الا نزع الله منه نور الايمان التخريج هذا الاثر صحيح عن ابن عباس وعلقه البخاري في صحيحه وله متابعة حصلت رواها المؤلف ايضا فيما يأتي بسند حسن - 00:00:18ضَ
ايضا في مصنفه ورواه عبدالله بن احمد في السنة والاجري في الشريعة الحديث الثاني والسبعون قال حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن هشام عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:00:34ضَ
لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق وحين يسرق وهو مؤمن التخريج حديث عائشة صحيح رواه الشيخان في صحيحيهما باتم من رواية المصنف هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:00:53ضَ
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نخبة يرفع الناس اليه فيها ابصارهم وهو مؤمن - 00:01:07ضَ
متفق عليه المناسبة الكتاب مناسبة الحديث الكتاب الايمان ان فيه ردا على الخوارج والمرجئة في خطأ فهمه للايمان وللنصوص الواردة فيه ففيه ان الذنوب تنقص الايمان وانه للايمان نورا في القلب - 00:01:20ضَ
وهذا رد على المرجئة وفيه ان تفسير النفي في الحديث بارتفاع نور الايمان في القلب حديث ابن عباس كغيره من الاثار عن السلف فيه تفسير معنى رفع الايمان بالمعاصي الوارد في الحديث المرفوع فعبدالله بن عباس رضي الله عنهما دعا غلمانه اي ممالك الذي عنده - 00:01:40ضَ
المماليك الذين عنده من عبيده دعاهم غلاما غلاما. يا فلان يا فلان ثم يقول له الا ازوجك الى اخره والشاهد من هذا انه قال ما من عبد يزني الا نزع الله منه نور الايمان - 00:02:01ضَ
تفسير الحديث الذي يليه عن عائشة فسره بانه لا يفعل ذلك وهو مؤمن الحال لان الواو هنا واو الحال اي لا يزني حال كونه مؤمنا الجملة من المبتدأ والخبر بعدها جملة حالية فحديث ابن عباس - 00:02:15ضَ
فسر قوله لا يزني حين يزني وهو مؤمن بانه يرفع منه نور الايمان وبهاؤه دون اصله وليس المعنى انه يكفر وصح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال الايمان نزه فمن زنا فارقه الايمان - 00:02:31ضَ
الايمان نزيه فمن زنا فارقه الايمان فان لام نفسه وراجع راجعه الايمان وعن عطاء قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق وحين يسرق وهو مؤمن - 00:02:47ضَ
العطاء يتنحى عنه الايمان. وقال الحسن يجانبه الايمان ما دام كذلك فان راجع راجعه الايمان وعن الفويل بن يسار قال قال محمد بن علي هذا الاسلام ودور دائرة في وسطها دائرة اخرى وهذا الايمان التي في وسطها مقصور في الاسلام - 00:03:02ضَ
قال فقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق وحين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن يخرج من الايمان الى الاسلام يوم لا يخرج من الاسلام. فاذا تاب تاب الله عليه. قال رجع الى الايمان - 00:03:20ضَ
روى هذه الاثار عبدالله بن احمد في السنة وغيره. قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن ال الشيخ رحمه الله المعهدين في تحقيق دعوات الانبياء والمرسلين الصفحة مائة وستة وتسعين فان كان الذي يحبه العبد المؤمن وتميل اليه نفسه ويعمل به تابعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:03:35ضَ
لا يخرج عنه الى ما يخالفه فهذه صفة اهل الايمان المطلق الذي يوجب لصاحبه الجنة والنجاة من النار وان كان بخلاف ذلك او في بعض احواله او اكثرها انتفع عنه من الايمان كماله الواجب. فيطلق عليه مؤمن بقيد - 00:03:55ضَ
لنقص ايمانه بالمعصية كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه لا يزني حين يزني وهو مؤمن لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق لا يسرق وهو مؤمن - 00:04:13ضَ
رواه البخاري ومسلم سيكون مسلما ومعه مطلق الايمان الذي لا يصح اسلامه الا به وهذا التوحيد الذي لا يشوبه شرك ولا كفر. وهذا هو الذي يذهب اليه اهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة - 00:04:25ضَ
فان الخوارج يكفرون بالذنوب والمعتزلة لا يطلقون عليه الايمان ويقولون بتخليده في النار وكلا الطائفتين ابتدع في الدين وترك ما دل عليه الكتاب والسنة وقد قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:04:40ضَ
تقيد مغفرة مأدون الشرك بالمشيئة وتواترت الاحاديث بما يحقق ما ذهب اليه اهل السنة وقد اخرج البخاري وغيره عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن شعيرة من - 00:04:56ضَ
ويخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير - 00:05:13ضَ
رواه البخاري ومسلم واحمد في المسند انتهى والكلام هنا في اقتراف المعاصي دون استحلال المجمع على تعليمه. اما اذا استحل فاذا هو كفر اكبر يذهب منه الايمان بالكلية اما اذا كان فعل للمعاصي بلا استحلال بغفلة او شهوة مع معرفة - 00:05:25ضَ
واعتقاد حرمتها فذلك هو الذي فيه رفع نور الايمان وكمال الايمان الواجب خلافا للمرجئة الذين فسروه برفع الكمال المستحب بل الصواب لا يزني ومعه الايمان الواجب لان الايمان الواجب يحجب ويرضع عن الفاحشة. فاذا ضعف الايمان وقع الانسان لان القلب يمرض فيرفع - 00:05:44ضَ
منه نور الايمان والايمان قد سماه الله عز وجل في كتابه نورا ومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها - 00:06:04ضَ
كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون الايمان نور يقذفه الله في قلب العبد. نسأل الله ان يرزقنا هذا النور قال شيخ الاستاذ ابن تيمية في كتاب الايمان صفحة ثلاثين ومعلوم ان من حافظ على الصلوات بخشوعها الباطن واعمالها الظاهرة وكان يخشى الله الخشية التي امره بها فانه يأتي بالواجبات - 00:06:17ضَ
ولا يأتي كبيرا. ومن اتى الكبائر مثل الزنا او السرقة او شرب الخمر وغير ذلك فلابد ان يذهب ما في قلبه من تلك الخشية والخشوع والنور. وان بقي اصل التصديق في قلبه وادمنا الايمان الذي ينزع منه عند فعل الكبيرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:38ضَ
الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن فان المتقين كما وصفهم الله بقوله ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون - 00:06:55ضَ
فاذا طاف بقلوبهم طائف من الشيطان تذكروا فيبصرون. قال سعيد بن جبير هو الرجل يغضب الغضبة في ذكر الله فيكظم الغيظ وقال ليث عن مجاهد هو الرجل يهم بالذنب في ذكر الله فيدعه والشهوة والغضب مبدأ السيئات فاذا ابصر رجع ثم قال - 00:07:09ضَ
واخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يؤصرون ايها اخوان الشياطين تمدهم الشياطين في الغي ثم لا يبصرون. قال ابن عباس لا الانس تقصر عن السيئات ولا الشياطين تمسك عنهم فاذا لم يبصر بقي قلبه في غي - 00:07:29ضَ
والشيطان يمده في غيه. وان كان التصديق في قلبه لم يكذب. فذلك النور والابصار. وتلك الخشوة والخوف يخرج من قلبه وهذا كما ان الانسان يغمض عينيه فلا يرى شيئا وان لم يكن اعمى. فكذلك القلب بما يغشاه من ريم الذنوب لا يبصر الحق - 00:07:47ضَ
وان لم يكن اعمى كعمل كافر. وهكذا جاء في الاثار قال احمد بن حنبل في كتاب الايمان حدثنا يحيى عن اشعث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:08:07ضَ
ينزع منه الايمان فان تاب اعيد اليه وقال حدثنا يحيى عن عوف قال قال الحسن يجانبه الايمان ما دام كذلك فان راجع راجعه الايمان. وقال احمد حدثنا معاوية عن ابي اسحاق عن الاوزعي قال وقد قلت للزهري حين ذكر هذا الحديث - 00:08:19ضَ
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فانهم يقولون فان لم يكن مؤمنا فما هو؟ قال فانكر ذلك وكره مسألتي عنه وقال احمد وحدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن ابراهيم بن مهاجر - 00:08:37ضَ
عن ابراهيم ابن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس انه قال لغلمانه من اراد منكم الباء تزوجناه لا يزني منكم زان الا نزع الله منه نور الايمان فان شاء ان يرده رده وان شاء ان يمنعه منعه - 00:08:51ضَ
وقال ابو داود السجستاني حدثنا عبدالوهاب بن رشدة حدثنا بقية بن الوليد حدثنا صفوان بن عمرو عن عبدالله بن ربيعة الحضرمي انه اخبره وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه كان يقول - 00:09:06ضَ
انما الايمان كثوب احدكم يلبسه مرة ويقلعه اخرى وكذلك رواه باسناده عن عمر وروي عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وفي حديث عن ابي هريرة مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم اذا زنا الزاني خرج منه الايمان فكان كالظلة فاذا - 00:09:19ضَ
قطع رجع اليه الايمان رواه ابو داوود والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الايمان في الابانة الكبرى وقال الحاكم هذا حديث الصهيون على شرط الشيخين فقد احتج برواته وله شاهد على شرط مسلم انتهى ووافقه الذهبي ابن حجر في فتح البادية - 00:09:42ضَ
والالباني قال ابن غزب في شرح الاربعين وقد اختلف العلماء في مرتكب الكبائر هل يسمى مؤمنا ناقص الايمان ام لا يسمى مؤمنا وانما يقال هو مسلم وليس بمؤمن على قولين. هما روايتان عن الامام احمد - 00:10:00ضَ
فاما من ارتكب الصغائر فلا يزول عنه اسم الايمان بالكلية بل هو مؤمن ناقص الايمان ينقص من ايمانه بحسب ما ارتكب من ذلك والقول بان مرتكب الكبائر يقال له مؤمن ناقص الايمان مروي عن جابر ابن عبدالله - 00:10:19ضَ
وهو قول ابن المبارك واسحاق وابي عبيد وغيرهم. والقول بانه مسلم ليس بمؤمن مروي عن ابي جعفر محمد ابن علي وذكر بعضهم انه المختار عند اهل السنة. وقال ابن عباس الزاني ينزع منه نور الايمان. وقال ابو هريرة ينزع منه الايمان فيكون فوقها - 00:10:34ضَ
فاذا تاب عاد اليه. وقال عبدالله بن رواحة وابو الدرداء الايمان كالقميص يلبسه الانسان تارة ويخلعه اخرى وكذا قال الامام احمد رحمه الله وغيره. والمعنى انه اذا كمل خصال الايمان لبسه فاذا نقص منها شيئا نزعه. وكل هذا اشارة - 00:10:54ضَ
الى الايمان الكامل التام الذي لا ينقصه من واجباته شيء انتهى من جامع العلوم والحكم لابن رجب. الجزء الثاني صفحة خمسة عشرة طبعة الفحل ومن اقوى ما يحمل على صرفه عن ظاهره ايجاب الحد في الزنا على انحاء مختلفة في حق الحرج المحصن والحر البكري وفي حق العبد - 00:11:14ضَ
فلو كان المراد بنفي الايمان ثبوت الكفر لاستووا في العقوبة. لان المكلفين فيما يتعلق بالايمان والكفر سواء فلما كان الواجب فيه من العقوبة مختلفا دل على ان مرتكب ذلك ليس بكافر حقيقة - 00:11:36ضَ
قال الحافظ ابو عيسى الترمذي في التعليق على حديث ابي هريرة رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. ولكن التوبة معروضة قال وفي الباب عن ابن عباس وعائشة وعبدالله بن ابي اوفى - 00:11:53ضَ
رضي الله عنهم وحديث ابي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد روي عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا زال العبد خرج منه الايمان فكان فوق رأسه كالظلة - 00:12:12ضَ
فاذا خرج من ذاك العمل عاد اليه الايمان. وقد روي عن ابي جعفر محمد بن علي انه قال في هذا خرج من الايمان للاسلام وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في الزنا والسري - 00:12:27ضَ
من اصاب من ذلك شيئا فاقيم عليه الحد فهو كفارة ذنبه. ومن اصاب من ذلك شيئا فستر الله عليه فهو الى الله. ان شاء عذب يوم القيامة وان شاء غفر له - 00:12:44ضَ
روى ذلك علي ابن ابي طالب وعوادة ابن الصامت وخزيمة ابن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا ابو عبيدة بن ابي السفر واسمه احمد بن عبدالله الهمداني الكوفي - 00:12:58ضَ
قال حدثنا حجاج بن محمد عن يونس بن ابي اسحاق عن ابي اسحاق الهمداني عن ابي جحيفة عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اصاب حدا فعجل عقوبته في الدنيا فالله اعدل من ان يثني على عبده العقوبة في الاخرة - 00:13:09ضَ
ومن اصاب حدا فستره الله عليه وعفا عنه فالله اكرم من ان يعود الى شيء قد عفا عنه قال ابو عيسى وهذا حديث حسن غريب صحيح وهذا قول اهل العلم لا نعلم احدا كفر احدا بالزنا او السرقة وشرب - 00:13:28ضَ
الخمر انتهى من جامع الترمذي الجزء الخامس صفحة ستة عشرة وذكر ابن حجر العناوي قوله اختلف العلماء في معنى هذا الحديث والصحيح الذي قاله المحققون ان معناه لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الايمان - 00:13:45ضَ
وهذا الالفاظ التي تطلق على نفي الشيء والمراد نفي كماله. كما يقال لا علم الا ما نفع ولا مال الا ما يغل ولا عيش الا عيش الاخرة وان متأولناه لحديث ابي ذر من قال لا اله الا الله ودخل الجنة وان زنى وان سرق - 00:14:02ضَ
حديث عبادة الصحيح المشهور انهم بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الا يسرقوا ولا يزنوا. الحديث وفي اخره ومن فعل شيئا من ذلك فعوقب به في الدنيا فهو كفارة - 00:14:20ضَ
ومن لم يعاقب فهو الى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عذبه هذا مع قول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:14:32ضَ
مع اجماع اهل السنة على ان مرتكب الكبائر لا يكفر الا بالشرك يضطرون الى تأويل الحديث ونظائره هو تأويل ظاهر سائغ في اللغة مستعمل فيها كثيرا قال وتأوله بعض العلماء على من فعله مستحلا مع علم بتحريمه - 00:14:42ضَ
وقال الحسن البصري محمد بن جرير الطبري معناه ينزع عنه اسم المدح الذي سمى الله به اولياءه. فلا يقال في حقه مؤمن قسم الذنب فيقال سارق وزان وفاجر وفاسق. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ينزع منه نور الايمان. وفيه حديث مرفوع وعن المهلة - 00:14:58ضَ
تنزع منه بصيرته في طاعة الله. وعن الزهري اثنه من المشكل الذي نؤمن به ويمر كما جاء. ولا نتعرض لتأويله. قال وهذه الاقوال محتملة والصحيح ما قدمته. قال وقيل في معناه غير ما ذكرته مما ليس بظاهر - 00:15:18ضَ
بل بعضها غلط فتركتها. انتهى ملخصا. وقد ورد في تأويله بالمستحل حديث مرفوع حديث مرفوع عن علي عند الطبراني في الصغير لكن في سنده راو كذبوه ومن الاقوال في معنى الحديث ما اخرجه الطبري من طريق محمد ابن زيد ابن واقد ابن عبد الله ابن عمر. انه خبر بمعنى النهي والمعنى لا - 00:15:36ضَ
مؤمن ولا يسرقن مؤمن. وقال الخطابي كان بعضهم يرويه ولا يشرب بكسر على معنى النهي والمعنى المؤمن لا ينبغي له ان يفعل ذلك. ورد بعضهم هذا القول بانه لا يبقى للتقليد - 00:15:59ضَ
ايدي بالظرف فائدة. فان الزنا منهي عنه في جميع الملل وليس مختصا بالمؤمنين. قلت وفي هذا الرد نظر واضح لمن تأمل وقيل انه يكون بذلك منافقا نفاق معصية الله نفاق كفر حكاه ابن بطار عن الاوزاعي - 00:16:19ضَ
وقيل انه يسلب الايمان حال تلبسه بالكبيرة فاذا فارقها عاد اليه قال ابن حجر وهو ظاهر ما اسنده البخاري عن ابن عباس في باب اثم الزنا من كتاب المحاربين. عن عكرمة عنه بنحو حديث الباب. قال عكرمة قلت لابن عباس كيف ينزع منه الايمان - 00:16:38ضَ
قال هكذا وشبك بين اصابعه ثم اخرجها فاذا تاب عاد الي هكذا وشبك بين اصابعه وجاء مثل هذا مرفوعا اخرجه ابو داوود والحاكم بسند صحيح من طريق سعيد المقبوري انه سمع ابا هريرة رفعه اذا زال الرجل خرج منه الايمان فكان عليه كالظلة فاذا اقلع رجع اليه الايمان - 00:16:56ضَ
واخرج الحاكم من طريق ابن حجرة انه سمع ابا هريرة يقول من زنا او شرب الخمر نزع الله منه الايمان كما يخلع الانسان القميص من رأسه واخرج الطبراني بسند جيد من رواية رجل من الصحابة لم يسمى رفعه من زنا خرج منه الايمان فان تاب تاب الله عليه - 00:17:19ضَ
واخرج الطبري من حديث عبدالله بن رواحة مثل الايمان مثل قميص بينما انت مدبر عنه اذ لبسته وبينما انت قد لبسته اذ نزعته قلت بل هذا يعود الى تفسير ابي جعفر محمد بن علي انه قال في هذا خرج من الايمان الى الاسلام - 00:17:39ضَ
لا الى الثلب كليا وقال ابن بطال تبعا للطبري الصواب عندنا قول من قال يزول عنه اسم الايمان الذي هو بمعنى المدح الى الاسم الذي بمعنى الذم فيقال له فاسق مثلا ولا خلاف انه يسمى بذلك ما لم تظهر منه التوبة. فالزائل عنه حينئذ اسم الايمان بالاطلاق - 00:17:57ضَ
له اسم الايمان بالتقييد. فيقال هو مصدق بالله ورسوله لفظا واعتقادا لا عملا. ومن ذلك الكف عن المحرمات. قال ابن حجر واظن ابن بطال تلقى ذلك من ابن حزم فانه قال المعتمد عليه عند اهل السنة ان الايمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان - 00:18:18ضَ
يعامل بالجوارح وهو يشمل عمل الطاعة والكف عن المعصية. فالمرتكب لبعض ما ذكر لم يختل اعتقاده ولا نطقه. بل اختلت طاعته فقط وليس بمؤمن بمعنى انه ليس بمطيع. فمعنى نفي الايمان محمول على الانذار بزواله ممن اعتاد ذلك - 00:18:38ضَ
لانه يخشى عليه ان يفضي به الى الكفر. فهو كقوله ومن يرتع حول الحمى الحديث اشار اليه الخطابي وقد اشار المازري الى ان القول المصحح هنا مبني على قول من يرى ان الطاعات تسمى ايمانا والعجب - 00:19:00ضَ
النووي كيف جزب بان في التأويل المنقول عن ابن عباس حديثا مرفوعا ثم صح غيره فلعله لم يطلع على صحته. وقد قدمت انه يمكن رده الى القول الذي صححه قال الطيبي يحتمل ان يكون الذي نقص من ايمان المذكور الحياء وهو المعبر عنه في الحديث الاخر بالنور. وقد مضى ان الحياء من الايمان فيكون - 00:19:17ضَ
لا يزني حين يزني وهو يستحي من الله. لانه لو استحيا منه وهو يعرف انه مشاهد حاله لم يرتكب ذلك وهو يعرف انه مشاهد حاله لم يرتكب ذلك والى ذلك تصح اشارة ام عباس تشبيك اصابعه ثم اخراجها منها ثم - 00:19:43ضَ
اعادتها اليها ويعضده حديث من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى انتهى محاصل ما اجتمع لنا من الاقوال في معنى هذا الحديث ثلاثة عشر قولا. خارجا عن قول الخوارج وعن قول المعتزلة. وقد اشرت الى ان بعض - 00:20:03ضَ
وادي المنسوبة لاهل السنة يمكن رد بعضها الى بعض قال المزلي هذه التأويلات تدفع قول الخوارج تدفع قول الخوارج ومن وافقهم من الرافضة ان مرتكب الكبيرة كافر مخلد في النار اذا مات من غير توبة. وكذا قول المعتزلة انه فاسق مخلد في النار فان الطوائف المذكورين تعلقوا بهذا - 00:20:23ضَ
حديثي وشبهه واذا احتمل ما قلناه اندفعت هدتهم قال القاضي عياض اشار بعض العلماء الى ان في هذا الحديث تنبيها على جميع انواع المعاصي والتحذير منها. فنبه بالزنا على جميع الشهوات وبالسرقة على الرغبة في الدنيا والحرص على الحرام. وبالخمر على جميع ما يصد عن الله تعالى ويوجب - 00:20:48ضَ
الغفلة عن حقوقه وبالانتهاء بالموصوف على الاستخفاف بعباد الله وترك توقيدهم والحياء منهم. على جمع الدنيا من غير وجهها. وقال القرطبي بعد ان ذكره ملخص وهذا لا يتمشى الا مع المسامحة. والاولى ان يقال ان الحديث يتضمن التحرز من ثلاثة امور هي من اعظم اصول المفاسد واضدادها - 00:21:09ضَ
من اصول المصالح واضدادها من اصول المصالح وهي استباحة الفروج المحرمة وما يؤدي الى اختلال العقل. وخص الخمر بالذكر لكونها اغلب الوجوه في ذلك وسرقة بالذكر لكونها اغلب الوجوه التي يؤخذ بها مال الغير بغير حق - 00:21:31ضَ
ثم قال ابن حجر واشار بذلك الى ان عموم ما ذكره الاول يشمل الكبائر والصغائر. وليست الصغائر مرادة هنا لانها تكفر باجتناب الكبائر فلا يقع الوعيد عليها بمثل التشديد الذي في هذا الحديث - 00:21:50ضَ
وفي الحديث من الفوائد ان من زنا دخل في هذا الوعيد سواء كان بكرا او معصنا وسواء كان المزني بها اجنبية او محرما ولا شك انه في حق المحرم افحش ومن المتزوج اعظم. ولا يدخل فيه ما يطلق عليه اسم الزنا من اللمس المحرم. وكذا التقبيل والنظر - 00:22:06ضَ
لانها وان سميت في عرف الشرع زنا فلا تدخل في ذلك لانها من الصغائر وفيه ان من سرق قليلا كان او كثيرا وكذا من انتهب انه يدخل في الوعيد وفيه نظر - 00:22:26ضَ
فقد شرط بعض العلماء وهو لبعض الشافعية ايضا في كون الغصب كبيرة ان يكون المغصوب نصابا وكذا في السرقة وان كان بعضهم اطلق فيها فهو محمول على ما اشتهر ان وجوب القطع فيها متوقف على وجود النصاب. وان كان سرقة ما دون النصاب حراما. وفي - 00:22:49ضَ
حديث تعظيم شأن اخذ حق الغير بغير حق لانه صلى الله عليه وسلم اقسم عليه ولا يقسم الا على ارادة تأكيد المقسام عليه وفيه ان من شرب الخمر دخل في الوعيد المذكور سواء كان المشروب كثيرا ام قليلا. لان شرب القليل من الخمر معدود من الكبائر. وان كان ما - 00:23:08ضَ
يترتب على الشرب من المحذور من اختلال العقل افحش من شرب ما لا يتغير معه العقل وعلى القول الذي رجحه النووي لا اشكال في شيء من ذلك لان لنقص الكمال مراتب بعضها اقوى من بعض انتهى من فتح البيت لابن - 00:23:29ضَ
حجر الجزء الثاني عشر الصفحات واحد وستين ثلاثة وستين وقال شيخ الاسلام ابن تيمية في الايمان صفحة مائة وتسعين وحقيقته ان من لم يكن من المؤمنين حقا يقال فيه انه مسلم ومعه ايمان يمنعه الخلود في النار. وهذا متفق عليه بين اهل السنة - 00:23:45ضَ
لكن هل يطلق عليه اسم الايمان؟ هذا هو الذي تنازعوا فيه. فقيل يقال مسلم ولا يقال مؤمن. وقيل بل يقال مؤمن والتحقيق ان يقال انه مؤمن ناقص الايمان. مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. ولا يعطى اسم الايمان المطلق. فان الكتاب والسنة - 00:24:03ضَ
سنة نفيا عنه الاسم المطلق. واسم الايمان يتناوله فيما امر الله به ورسوله. لان ذلك ايجاب عليه وتحريم عليه. وهو لازم له كما يلزمه غيره. وانما الكلام في اسم المدح المطلق. وعلى هذا فالخطاب - 00:24:23ضَ
ايمان يدخل فيه ثلاث طوائف يدخل فيه المؤمن حقا ويدخل فيه المنافق في احكامه الظاهرة وان كانوا في الاخرة في الدرك الاسفل من النار وهو في الباطن ينفى عنه الاسلام والايمان. وفي الظاهر يثبت له الاسلام والايمان ظاهر. ويدخل في - 00:24:43ضَ
الذين اسلموا وان لم تدخل حقيقة الايمان في قلوبهم لكن معهم جزء من الايمان والاسلام يثابون عليه. ثم قد يكونون مفرطين فيما فرض وليس معه من الكبائر ما يعاقبون عليه كاهل الكبائر. لكن يعاقبون على ترك المفروضات وهؤلاء - 00:25:02ضَ
اعرابي المذكورين في الاية وغيرهم. فانهم قالوا امنا من غير قيام منهم بما امروا به باطلا وظاهرا. فلا دخلت حقيقة الايمان في قلوبهم ولا جاهدوا في سبيل الله. وقد كان دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الجهاد. وقد يكونون من اهل الكبائر المعرضين للوعيد. كالذين - 00:25:22ضَ
ويزكون ويجاهدون ويأتون الكبائر. وهؤلاء لا يخرجون من الاسلام بل هم مسلمون ولكن بينهم نزاع لفظي. هل يقال انهم واما الخوارج والمعتزلة فيخرجونهم من اسم الايمان والاسلام. فان الايمان والاسلام عندهم واحد فاذا خرجوا عنده من الايمان خرجوا - 00:25:42ضَ
ان الاسلام لكن الخوارج تقوله الكفار والمعتزلة تقول لا مسلمون ولا كفار. ينزلونهم منزلة بين المنزلتين. والدليل على ان المذكور في الاية هو اسلام يثابون عليه وانهم ليسوا منافقين انه قال قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم - 00:26:02ضَ
ثم قال وان تطيعوا الله ورسوله لا يلدكم من اعمالكم شيئا. فدل على انهم اذا اطاعوا الله ورسوله مع هذا الاسلام اجرهم الله على الطاعة والمنافق عمله في الاخرة. وايضا فانه وصفهم بخلاف صفات المنافقين. فان المنافقين وصفهم بكفر في - 00:26:25ضَ
قلوبهم وانهم يبطلون خلاف ما يظهرون. كما قال تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هن بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون - 00:26:45ضَ
في قلوبهم مقضون فزادهم الله مرضا. الايات. وقال اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. فالمنافقون يصفوهم في القرآن بالكذب وانهم يقولون بافواههم ما ليس في - 00:27:01ضَ
قلوبهم وبان في قلوبهم من الكفر ما يعاقبون عليه. وهؤلاء لم يصفهم بشيء من ذلك لكن لما ادعوا الايمان قال للرسول قل قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلدكم من اعمالكم شيئا - 00:27:21ضَ
ونفي الايمان المطلق لا يستلزم ان يكونوا منافقين كما في قوله يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول فاتقوا الله ذات بينكم واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين. ثم قال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته - 00:27:41ضَ
فادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا ومعلوم انه ليس من لم يكن كذلك يكون منافقا من اهل الدرك الاسفل من النار - 00:28:01ضَ
بل لا يكون قد اتى بالايمان الواجب فنفي عنه كما ينفى سائر الاسماء عمن ترك بعض ما يجب عليه. فكذلك الاعراب لم يأتوا بالايمان الواجب فنفى عنهم بذلك وان كانوا مسلمين معهم من الايمان ما يثابون عليه. الى ان قال رحمه الله وذكر الشالونجي انه سأل احمد - 00:28:15ضَ
ابن حنبل عن المصر على الكبائر يطلبها بجهده. اي يطلب الذنب بجهده الا انه لم يترك الصلاة والزكاة والصوم. هل مصرا من كانت هذه حاله قال هو مصر. مثل قوله لا يزني الزاني اي لا يزني وهو مؤمن. يخرج من الايمان ويقع في الاسلام. ومن نحوه - 00:28:35ضَ
قوله ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. ومن نحو قول ابن عباس في قوله ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. فقلت له ما هذا الكفر؟ قال كفر لا ينقل عن الملة - 00:28:55ضَ
مثل الايمان بعضه دون بعض فكذلك الكفر حتى يجيء من ذلك امر لا يختلف فيه. وقال ابن ابي شيبة لا يزني الزاني حين وهو مؤمن لا يكون مستكمل الايمان. يكون ناقصا من ايمانه. قال الشالونجي وسألت احمد عن الايمان والاسلام فقال - 00:29:13ضَ
الايمان قول وعمل والاسلام اقرار. قال وبه قال ابو خيثمة. وقال ابن ابي شيبة لا يكون اسلام الا بايمان ولا ايمان الا واذا كان على المخاطبة فقال قد قبلت الايمان فهو داخل في الاسلام. واذا قال قد قبلت الاسلام فهو داخل في الايمان. وقال محمد بن نصر المروزي - 00:29:33ضَ
وحكى غير هؤلاء انه سأل احمد بن حنبل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فقال من اتى الاربعة او مثلهن او فوقهن فهو مسلم. ولا اسميه مؤمنا. ومن اتى دون ذلك يريد دون الكبائر اسميه مؤمنا - 00:29:57ضَ
الايمان قلت احمد بن حنبل كان يقول تارة بهذا الفرق وتارة كان يذكر الاختلاف ويتوقف والمتأخر عنه انتهى - 00:30:17ضَ