شرح كتاب الإيمان لابن أبي شيبة (117 حلقة) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري
شرح كتاب الإيمان (083 من 117) الحديث (99) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري
التفريغ
الحديث التاسع والتسعون قال المصنف رحمه الله اخبرنا يحيى ابن ادم عن سفيان عن عاصم قال قلنا لطلق بن حبيب صف لنا التقوى فقال التقوى عمل بطاعة الله رجاء رحمة الله على نور من الله - 00:00:00ضَ
والتقوى ترك معصية الله مخافة الله على نور من الله التخريج هذا الاثر صحيح الاسناد رواه المصنف برقم ثلاثين الفا وثلاثمائة وستة وخمسين وابن ابي حاتم في التفسير وابو نعيم في الحلية - 00:00:18ضَ
وابن كثير في تفسيره وفي جامع العلوم والحكم صفحة مائة ثمانية وخمسين المناسبة الكتاب مناسبة هذا الاثر لكتاب الايمان ان فيه تفسيرا لحقيقة الايمان الذي هو التقوى الشرح خلق ابن حبيب هو العنزي البصري. تابعي ثقة كان اعبد اهل زمانه - 00:00:40ضَ
قتله الحجاج مع سعيد بن جبير تهذيب التهذيب الجزء الخامس واحد وثلاثين اثنين وثلاثين قوله التقوى عمل بطاعة الله فلابد من العمل في الايمان واراد رحمه الله التقوى التي هي الايمان لان الله سمى الدين بالتقوى. فقال - 00:01:03ضَ
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون قال ابن عباس رضي الله عنهما ان يجاهدوا في سبيله حق جهاده ولا تأخذهم في الله لومة لائم ويقوم بالقسط ولو على انفسهم وابائهم وابنائهم - 00:01:24ضَ
انظر تفسيرها ابن كثير الجزء الثاني اثناء سبعة وثمانين قوله رجاء رحمة الله اي ليس على عمل بلا رجاء لان القنوط من رحمة الله مضاد للايمان او لكمال الايمان الواجب - 00:01:42ضَ
كما قال جل جلاله قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون قال البغوي والقنوط من رحمة الله كبيرة كالامن من مكره انتهى يعني ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:56ضَ
سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامن من مكر الله الزار ابن ابي حاتم في التفسير كما في الدور المنثور وقال اسناده حسن وقال الهيثمي في المجمع رجاله موثقون - 00:02:11ضَ
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال اكبر كبائر الشرك بالله والامن من مكر الله والقنوط من روح الله اخرجهم عبد الرزاق في المصنف والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوايد الهيثمي وقال اسناده صحيح - 00:02:30ضَ
والمراد بالقنوط ان يستبعد رحمة الله ويستبعد حصول المطلوب والمراد باليأس هنا ان يستبعد الانسان زوال المكروه القول المفيد على كتاب التوحيد الجزء الثالث مائة وثماني عشرة وقال الطحاوي والامن والاياس ينقلان من الملة وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة. انتهى - 00:02:45ضَ
يقرر العلامة الطحاوي رحمه الله بهذا وسطية اهل السنة والجماعة في هذا الامر العظيم وهو الامن من مكر الله واليأس من روح الله جل جلاله وان اليأس هو سبيل الكافرين والامن من مكر الله سبيل اهل الشهوات والدليل على هذا الاصل قول الله عز وجل في الكافرين في اليأس - 00:03:06ضَ
بقول يعقوب عليه السلام لما قال لبنيه يا بني اذهبوا فتحسسوا مني يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون نهاهم عن اليأس من روح الله وعلل ذلك بان هذا من خصال الكافرين - 00:03:26ضَ
واما الامن فالامن من مكر الله عز وجل. فجاء النهي عنهم في غير ما اية منها قوله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون واهل السنة والجماعة من اهل الاسلام لا يأمنون بل يخافون ذنوبهم ويخافون عقوبة الله عز وجل - 00:03:43ضَ
واليأس من روح الله صفة اهل القنوط. فاهل السنة والجماعة بين هؤلاء وهؤلاء لا يأمنون بل يخافون الله عز وجل ولا ييأسون بل يرجون رحمة الله كما وصف الله عز وجل اولياءه المقربين بقوله ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان معذورا - 00:04:02ضَ
وهذه من صفات المتقين وكذلك في قوله في سورة الانبياء انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا فجمع لهم بين الرغب والرهب والامن والاياس ردة عن الدين بضابط ينبغي العلم به - 00:04:24ضَ
وهو نكتة المسألة وعقدتها وهو ان الامن يكون كفرا اذا انعدم الخوف واليأس يكون كفرا اذا انعدم الرجاء فمن لم يكن معه خوف من الله عز وجل اصلا بحيث ان اصل الخوف غير موجود. فقد امن فهو كافر بهذا. وكذا من لم يكن معه - 00:04:40ضَ
رجاء في الله عز وجل اصلا فقد يأس من روح الله هو كافر الامن لاجل عدم الخوف واليأس لاجل عدم الرجاء. فمن كان عنده خوف قليل ويأمن كثيرا فانه من اهل الذنوب لا من اهل الكفر - 00:04:58ضَ
فان لم يكن معه خوف اصلا فانه كافر بالله عز وجل فاما اهل التوحيد من اهل الذنوب من اهل القبلة فانهم بقدر ما عندهم من الذنوب يكون عندهم امن من مكر الله عز وجل - 00:05:13ضَ
الامن من مكر الله يتبعض ليس بالضرورة ان يوجد جميعا او يذهب جميعا بل قد يكون في حق معين انه يخاف تارة ويأمن تارة يصحو تارة ويغفل تارة وكذلك في اليأس من روح الله يغلب على المرء الموحد تارة انه ييأس اذا نظر الى ذنبه او نظر الى ما يحصل في مجتمعه او ينظر الى ما قضى الله عز - 00:05:27ضَ
في هذه الارض وعلى اهلها من الشرك مثلا او من الذنوب او من الكبائر. او من القتل او من الفساد فيأتيه اليأس فان غلب عليه اليأس بحيث انعدم الرجاء لنفسه او للناس فانه يكفر بذلك - 00:05:49ضَ
اما اذا وجد عنده اليأس ووجد عنده رجاء فانه لا يخرج من الملة فهذا ضابط الامن والاياس الذي ينقل عن الملة مما هو دون ذلك ومن كمل الايمان وحقق التوحيد فانه يخاف ولا يأمن من مكر الله - 00:06:04ضَ
انظر شرح العقيدة الطحاوية العلامة صالح ال الشيخ يجب ان يكون العبد خائفا راجيا. فان الخوف المحمود الصادق ما حال بين صاحبه وبين محارم الله فاذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط - 00:06:19ضَ
والرجاء المحمود رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله. فهو راج لثوابه او رجل اذنب ذنبا ثم تاب منه الى الله اول رجل لمغفرته. اما اذا كان الرجل متماديا في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب - 00:06:35ضَ
وقد مدح الله تعالى اهل الخوف والرجاء بقوله امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما احذروا الاخرة ويرجو رحمة ربه. وقال تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا. فالرجاء يستلزم الخوف. ولولا ذلك - 00:06:56ضَ
لكان امنا والخوف يستلزم الرجاء. ولولا ذلك لكان قنوطا ويأسا. وكل احد اذا خفته هربت منه الا الله انظر صرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي الصفحات ثلاثمائة سبعة وخمسين ثلاثمائة ثمانية وخمسين - 00:07:13ضَ
فهذا الاثر عن طلق ابن حبيب رحمه الله رد على المرجئة وعلى الصوفية الصوفية يقولون نحن نعبد الله حبا به لا خوفا من ناره ولا رجاء برحمته ولا رغبة بجنته. انما نتعبد به حبا فقط - 00:07:30ضَ
وهذا غير صحيح. لان الله امرنا بمحبته وامرنا بالخوف منه وتوعد بالنار العصاة. وهذه اثار اسمائه وصفاته. فاخبر انه شديد العقاب فقال نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم - 00:07:45ضَ
وتوعد واوعد بناره ووعد اولياءه ورغبهم بجنته. كما قال ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. اولئك يسارعون في الخيرات - 00:08:02ضَ
وهم لها سابقون فهؤلاء يخافون الله وكما قال ولمن خاف مقام ربه جنتان. وقال ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد. وقال فلا تخشوا الناس واخشون الى اخره. وقال اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون. فهم يسارعون ويرغبون بما عند الله رغبة. وقال عن انبيائه فاستجبنا له ووهبنا له يحيى واصلحنا - 00:08:22ضَ
له زوجة انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعون لنا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين يدعوننا يعبدوننا ويسألوننا اي دعاء العبادة ودعاء المسألة رغبة ورهبة وشيء بلا رغبة ولا رهبة ليس عبادة لان - 00:08:47ضَ
مكان العبادة ثلاثة فاذا خلا منها فليس عبادة بل عادة. وهي الخوف والحب والرجاء. وكل ما خلى منها فليس بعبادة فالفرق بين العبادة والعادة ان العبادة تجتمع فيها هذه الثلاثة. فاذا اجتمعت هذه الثلاثة في شيء فهو عبادة سواء كان صحيحا - 00:09:04ضَ
ام باطلا. فمن يعبد الاصنام يعبدها بهذه الثلاثة لكنها عبادة باطلة. وصحة العبادة تعود الى صحة الاخلاص والمتابعة. وهما شرط العبادة من حيث الصحة والقبول. فقد تكون هناك عبادة لكن غير صحيحة لانها مبتدعة او غير صالحة. وهكذا في كل عمل - 00:09:24ضَ
المهم ان هذا الاثر عن طلق فيه رد على هؤلاء الذين يقولون نعبد الله لا مخافة ولا رجاء. وفيه رد على المرجئة الذين يقولون الايمان ليس عملا. وهو يقول الايمان عمل بطاعة الله على نور من الله. وهو الكتاب المبين والسنة الصحيحة - 00:09:44ضَ
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اخرجه البخاري تعليقا ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها. والمصنف رحمه الله يورد اثار السلف ليبين ان هذا المعتقد هو مذهب السلف - 00:10:04ضَ
وان الايمان قول وعمل وليس على انه يستدل بها كادلة فقد يقول قائل كيف يستدل باقوال اناس غير معصومين جواب ان نقول هو لا يستدل بها بل يوجدها ان هذا مذهب السلف اذا اردت ان تعرف مذهب السلف فهذه اثارهم تنطق - 00:10:21ضَ
انهم يقولون بان الايمان عمل خلافا للمرجئة واهل السنة يفسرون الكتاب والسنة باقوال السلف كما يقولون نفهم الكتاب السنة على فهم السلف الصالح - 00:10:41ضَ