شرح كتاب الإيمان لابن أبي شيبة (117 حلقة) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري
شرح كتاب الإيمان (086 من 117) الحديث (102) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري
التفريغ
الحديث الثاني بعد المئة حدثنا يحيى ابن يعلى التيمي عن منصور عن طلق ابن حبيب عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال ثلاث من كن فيه وجد طعم الايمان وحلاوته - 00:00:00ضَ
ان يكون الله تبارك وتعالى ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب في الله وان يبغض في الله وذكر المشرك التخريج اسناده صحيح موقوفا وقد صح عن انس مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم باتم منه - 00:00:13ضَ
ولفظه ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار - 00:00:30ضَ
متفق عليه الشرح المعنى ان هذه ثلاث خصال من اجتمعن فيه ذاق طعم الايمان وحلاوته يدل على انه للايمان حلاوة وطعما. يجده المؤمن الفرح بالدين والطاعة والانس بها والاخبات والاطمئنان اليه - 00:00:46ضَ
كما قال تعالى يا ايتها النفس المطمئنة. قال البغوي وقال مجاهد المطمئنة التي ايقنت ان الله تعالى ربها وصبرت جأشا لامره وطاعته وقال الحسن المؤمنة الموقنة وقال عطية الراوية بقضاء الله تعالى - 00:01:10ضَ
وقال الكلبي الامنة من عذاب الله وقيل المطمئنة بذكر الله بيانه قوله وتطمئن قلوبهم بذكر الله. انتهى. وقال الرازي الاطمئنان والاستقرار والثبات وفي كيفية هذا الاستقرار وجوه احدها ان تكون متيقنة بالحق فلا يخارجها شك - 00:01:29ضَ
وهو المراد من قوله ولكن ليطمئن قلبي وثانيها النفس الامنة التي لا يستفزها خوفا ولا حزن ويشهد لهذا التفسير قراءة ابي ابن كعب يا ايتها النفس المطمئنة وهذه الخاصة قد تحصل عند الموت عند سماع قوله الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة - 00:01:51ضَ
تحصل عند البعث وعند دخول الجنة لا محالة انتهى وليس بالضرورة ان يكون المراد بالحلاوة ان الانسان يطير من الفرح. فالناس تختلف من الناس من يبلغوا الى هذا الحد مثل حديث حنظلة قال لقيني ابو بكر فقال كيف انت يا حنظلة - 00:02:09ضَ
قال قلت نافق حنظلة. قال سبحان الله ما تقول انا قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عين فاذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الازواج والاولاد والضيعات - 00:02:28ضَ
فنسينا كثيرا قال ابو بكر فوالله انا لنلقى مثل هذا فانطلقت انا وابو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نفق حنظلة يا رسول الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك - 00:02:45ضَ
قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عينه فاذا خرجنا من عندك عافسنا الازواج والاولاد والضيعات. نسينا كثيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ان لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر - 00:03:01ضَ
لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم. ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات. اخرجه مسلم يعني لصفائهم صفاء يناسب حال الملائكة فتصافحهم ولكن الناس ليس كلهم يجدوا هذا الشيء وهذا يدل على انه قد يبلغ الانسان بالايمان واليقين الى انه كأنه يرى الجنة والنار - 00:03:19ضَ
كما في الحديث ان تعبد الله كأنك تراه ليس المقصود رؤية التصور والتشبيه بل ان يقر في قلبه الايمان واليقين باسمائه وصفاته حتى يستشعرها معه وهنا يقول وجد حلاوة الايمان فدل على ان الايمان له طعما وحلاوة. ليس كمن يقول انه فقط تصديق بل منه اعمال القلب من الحب والبغض والكراهة - 00:03:43ضَ
واليقين والاخبات والخشوع الى غير ذلك فله طعم وله حلاوة ثم تور هذه الحلاوة بعمله وهو ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب في الله وان يبغض في الله كما قال وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف - 00:04:07ضَ
هذه من حلاوة الايمان وهذه اشارة الى اثارها وعلاماتها المؤمن لو قيل له اترك الصلاة وتعطى كنوزا عظيمة فانه يأبى ذلك. لانه يكره الكفر وهذه من حلاوة الايمان يجدها الانسان فلا يساوم على الكفر - 00:04:30ضَ
ولا يساوم على الكفر ولو قيل له اكفر ونعطيك الكنوز فانه لا يكفر. واما المنافق فيكفر ويجيب كما قال الله عنهم ولو دخلت عليهم من اقطارها ثم سئلوا الفتنة لاتوها - 00:04:48ضَ
لا توها وما تلبسوا بها الا يسيرا والفتنة الكفر اي لو قيل لهم اكفروا كفروا. اما المؤمن فلا وقد يكره اكراها لا اختيار له فيه. فيجيب ظاهرا وقلبه مطمئن بالايمان - 00:05:02ضَ
وهذا عذبه الله عز وجل. فقال من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدرا عليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم اما لاجل الطمع او مجرد الخوف فلا يترك الصلاة ولا الدين لان هذا ليس اكراه - 00:05:19ضَ
وقوله وان يحب المرء لا يحبه الا لله من اثار الايمان فاذا وجدت انك تحب شخصا مؤمنا بالله اي لايمانه لا لصداقات ولا لعلاقات ولا قرابات ولا لطمع بل لمجرد انه مسلم مؤمن فاعلم ان عندك - 00:05:40ضَ
حلاوة الايمان وقد لا تشعر بها وهذه من العلامات ومنه ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وكيف يجد المؤمن هذا؟ هل هو حب ذوق او حب عقل؟ هذا مثل حديث انس ابن مالك - 00:05:54ضَ
رضي الله عنه المتفق عليه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين البيضاوي في شرح مصابيح السنة المراد بالحب ها هنا ليس الحب الطبيعي التابع للميول والشهوات النفسانية - 00:06:08ضَ
فانه خارج عن حد الاختيار والاستطاعة الحب العقلي الذي هو ايثار ما يقتضي العقل ريحانه ويستدعي اختياره. فان كان على خلاف الهوى الا ترى ان المريض يعاف الدواء وينفر عنه بطبعه ويميل اليه باختياره. ويهوى تناوله بمقتضى عقله لما علم او ظن ان صلاحه فيه - 00:06:27ضَ
المرء لا يؤمن الا اذا تيقن ان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمر ولا ينهى الا بما فيه صلاح عاجلي او خلاص اجل وانه اخذ بحجزه يكفه عن النار من غير غرض وتوقع عوض - 00:06:48ضَ
وحين اذ يقضي العقل بترجيح جانبه ولزوم طاعته. فثبت ان المرء لا يؤمن ولا يعتد بايمانه حتى يقتضي عقله ترجيح جانب الرسول صلى الله عليه وسلم على ما سواه من المخلوقات. وهذا اول درجات الايمان وكفايتها - 00:07:03ضَ
وكمالها ان تتمرن نفسه ويرتاد طبعه بحيث يصير هواه تابعا لعقله مذعنا لامره مساعدا على تحصيل فضائله ويطاوع الرسول صلى الله عليه وسلم ويرجح جانبه بعقله وطبعه ويصير الرسول صلى الله عليه وسلم احب اليه عقلا وطبعا - 00:07:19ضَ
والايمان به والاذعان لحكمه ملائما لنفسه موافقا لطبعه ويلتذ به التذاذا عقليا اذ اللذة ادراك ما هو كمال وخير من حيث هو كذلك لا من حيث انه مطعوم او منكوح - 00:07:38ضَ
وشارع صلوات الله عليه عبر عن هذه الحالة بالحلاوة لانها اطهر اللذائذ الحسية انتهى من تحفة الابرار شرح مصابيح السنة الجزء الاول تسعة وثلاثين هذا الحب الشرعي العقلي وان كان ليس حب ذوق يجده المؤمن فهذا هو الحب المقصود - 00:07:52ضَ
ومن هذا ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما بان لا يقدم على امر الله ورسوله شيئا فاذا وجدت الشهوات وقدمها عليهما نقص الايمان فمثلا اذا اكل باليمين وشرب باليمين ما الذي يفرض عليه ان يمتثل امر الرسول صلى الله عليه وسلم واكله الشرب بالشمال - 00:08:09ضَ
حتى يبلغ ذلك الذوق عن نفسه تعافوا ذلك والذي اورث له هذا الكره للمخالفة وهذه المحبة للطاعة ومحبة الله ورسوله وصلت الى الكراهة والمحبة وهذا الايمان ينمو ويطمئن اليه المؤمن - 00:08:31ضَ
ولو فرض ان قيل له اشرب بالشمال لكره ذلك. ولتذكر ان الشيطان يشرب بشماله ويحب الشرب باليمين. لان هذا من امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وذلك من كون الله ورسوله احب اليهم ما سواهما. اي من جهة نفس ذات محبة الله. وذات اوامر الله وذات محبة الرسول - 00:08:47ضَ
وذات اوامر الرسول وسنته وسيرته ستجده يفرح ان اطاع الله وفعل ما يحبه الله ويفرح باقتدائه بالنبي صلى الله عليه وسلم وبهديه وسنته نسأل الله ان يرزقنا محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:09:07ضَ
- 00:09:28ضَ