شرح كتاب الإيمان لابن أبي شيبة (117 حلقة) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري
شرح كتاب الإيمان (100 من 117) الحديث (119) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري
التفريغ
الحديث التاسع عشر بعد المئة قال المصنف رحمه الله حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن سائب عن محارب عن ابن بريدة قال وردنا المدينة فاتينا عبدالله بن عمر فقلنا يا ابا عبدالرحمن - 00:00:00ضَ
انا نمعن في الارض فنلقى قوما يزعمون ان لا قدر فقال من المسلمين ممن يصلي للقبلة فقال نعم ممن يصلي للقبلة قال فغضب حتى ولدت اني لم اكن سألته ثم قال - 00:00:18ضَ
اذا لقيت اولئك فاخبرهم ان عبد الله بن عمر منهم بريء وانهم منه براء ثم قال ان شئت حدثتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اجل قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:38ضَ
فاتى رجل جيد الثياب طيب الريح حسن الوجه فقال يا رسول الله ما الاسلام؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وتغتسل من الجنابة - 00:00:57ضَ
الو صدقت ثم قال يا رسول الله ما الايمان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وبالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال صدقت - 00:01:15ضَ
ثم انصرف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بالرجل قال فقلنا جماعتنا فطلبنا فلم نقدر عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا جبريل عليه السلام جاءكم يعلمكم امر دينكم - 00:01:34ضَ
التخريج هذا الحديث اخرجه المؤلف في مصنفه بهذا اللفظ وصححه ابن حبان. والدارقطني من طريق محارب عن ابن بريدة عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:55ضَ
وفي صحيح مسلم عن يحيى ابن يعمر عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنه وقد يكون ابن عمر شهد المجلس ورواه ايضا عن ابيه فيكون مرة حدث به عن شهوده - 00:02:14ضَ
ومرة عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم لاستثباته منه لكون الحديث طويل وعدة مسائل وفيها عدة قضايا. وهو في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه المناسبة للكتاب هذا الحديث اورده المصنف رحمه الله - 00:02:27ضَ
لبيان مراتب الدين وان الايمان مرتبة من الدين. وفيه عدة قضايا تدخل في موضوع الكتاب منها ان القدر من الايمان الايمان بالقدر من الايمان لانه هو موضوع السؤال الشرح في بعض الروايات زيادات واختلاف عما هنا - 00:02:51ضَ
فهنا يقول وردنا المدينة الذي في حديث يعيا بن يعمر انهم في مكة وانهم صادفوا ابن عمر يطوف بالبيت كما في صحيح مسلم وهنا يقول وردنا المدينة فقد يكون ذلك وهما من الراوي. فقال المدينة - 00:03:14ضَ
والصواب في مكة لان فيه هنا عطاء بن صائب وكان قد اختلط في اخره واسناده في الجملة صحيح لكنه يخالف الذي اصح منه في بعض الجمل الاثبت انه في مكة - 00:03:32ضَ
قوله انا نمعن في الارض يعني نسافر اي يضربون فيها يمينا وشمالا فيلقون اقواما قوله فنلقى قوما يزعمون ان لا قدر في الرواية التي في مسلم ذكر انهم جاءوا من البصرة - 00:03:49ضَ
والقدر اول ما نشأ في البصرة والقدرية هم المعتزلة اول ما بدأ امرهم في البصرة ورأسهم معبد الجهني ثم واصل بن عطاء ثم عمرو بن عبيد وفي رواية يحيى ابن يعمر قال ان قبلنا اقواما يتقفرون العلم ويزعمون ان الامر انف لا قدر - 00:04:06ضَ
يعني مستأنف وليس هناك كتابة سابقة فهم ينفون الكتاب السابق بل بعضهم ينفي علم الله السابقة والقدرية البفات طائفتان الاولى قدرية ينفون العلم السابق وما يترتب عليه من الكتابة. وهؤلاء كفار - 00:04:31ضَ
لانهم نفوا علم الله السابق والله اخبر انه بكل شيء عليم وهؤلاء يقولون ان الله لا يعلم بالاشياء الا بعد وقوعها والله يقول جل جلاله والله بكل شيء عليم وقال سبحانه وتعالى وكل شيء احصيناه في امام مبين. يعني في كتاب مبين - 00:04:52ضَ
وقال عز وجل وكل شيء فعلوه في الزبر اي مكتوب في الكتب السابقة. وكل صغير وكبير مستطل اي مستور في اللوح المحفوظ فاخبر عز وجل ان اللوح المحفوظ فيه كل شيء - 00:05:17ضَ
وهؤلاء نفوا علمه وكتابته فهؤلاء كفار الطائفة الثانية من القدرية الذين اثبتوا العلم والكتابة. لكنهم نفوا المشيئة النافذة. يقولون انه يشاء الاشياء فلا تكون ويكون ما لا يشاء. وهؤلاء هم المعتزلة وهم مجوس هذه الامة كما تقدم - 00:05:32ضَ
وفي تكفيرهم خلاف ومن اصول المعتزلة نفي القدر ويسمونه العدل. ينفون عموم المشيئة فيقولون انه يشاء اشياء ولا تكون ويكون في ملكه اشياء لم يشأها تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا - 00:05:56ضَ
والله عز وجل يقول وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فلا يكون شيء الا بمشيئته تبارك وتعالى كما قال انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون - 00:06:15ضَ
فاذا شاء شيئا يكون ولا يتخلف. ولا يكون شيء الا بمشيئته جل جلاله. وهم قالوا خلاف هذا. فالقدرية الذين ينفون القدر والجبرية عكسهم. فهؤلاء يقولون باثبات القدر لكن يبالغون الى حد ان يقولوا ان الانسان مجبور على فعله ليس له اختيار. وليس للخلق اختيار جنهم وانسهم - 00:06:31ضَ
وليس للخلق اختيار جنهم وانسهم. وهؤلاء في طرف اخر نقيض للاول لانهم اثبتوا القدر ونفوا الاختيار. واما السلف وهم الطائفة الناجية المنصورة فقد اثبتوا القدر وعمومه واثبتوا القدرة والاختيار للعبد لان الله قال لمن شاء منكم ان يستقيم. فاثبت مشيئة ثم قال وما تشاؤون الا - 00:06:59ضَ
من يشاء الله رب العالمين. فاثبت مشيئة للخلق وانها لا تكون خارجة عن مشيئة الله. ففيها الرد على الطائفتين وفي هذا الحديث الرد عليهم وقوله يتكفرون العلم كما في رواية مسلم اي يطلبون العلم ويحرصون على العلم الذي لم يطرق - 00:07:27ضَ
لان القصر هو الارض الخالية التي لم ترعى بعد. ولم تطأها البهائم فترعاها فهم يبحثون عن مسائل العلم التي لم يطرقها العلماء. لذلك وقعوا في الضلالة. ولو تبعوا النصوص وتبعوا الصحابة لما وقعوا في هذا - 00:07:50ضَ
وقد كانوا في وقت اواخر الصحابة وزمن التابعين وفقهاء الاسلام ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا وهؤلاء ظلوا لما تتبعوا المتشابه وتركوا المحكم واعرضوا عن اتباع السلف - 00:08:07ضَ
ولذلك لما تناظر الصحابة او تكلموا في القدر اول ما تكلموا خرج اليهم النبي صلى الله عليه وسلم ونهاكم عن ذلك كما في الحديث عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر - 00:08:24ضَ
فقال بعضهم الم يقل الله كذا وكذا؟ وقال بعضهم الم يقل الله كذا وكذا فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان من الغضب - 00:08:44ضَ
قال فقال لهم ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض. بهذا اهلك من كان قبلكم؟ او قال بهذا او بهذا بعثتم ان تضربوا كتاب الله بعضه ببعض. انما ضلت الامم قبلكم في مثل هذا. انكم لستم مما - 00:09:01ضَ
ها هنا في شيء انظروا الذي امرتم به فاعملوا به والذي نهيتم عنه فانتهوا قال فما غضت نفسي بمجلس فيه رسول الله لم اشهده بما غبت نفسي بذلك المجلس اني لم اشهده. وفي رواية - 00:09:21ضَ
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤون فقال انما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض. وانما انزل كتاب الله ليصدق بعضه بعضا الا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا وما جهلتم فكلوه الى عالمه. رواه الامام احمد وابن ماجه - 00:09:37ضَ
وقال البوصلي في الزوائد اسناد صحيح رجاله ثقات. وحسنه الالباني في ظلال الجنة. وقال في تخريج شرح الطحاوية الصفحة مئتين وستين سنده جيد. وفي رواية ان القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا. فما عرفت - 00:10:04ضَ
منه فاعملوا به وما تشابه منه فامنوا به. رواه ابن الضريس في فضائل القرآن وابن سعد في الطبقات الكبرى واسناده حسن. والتوجه للجدل يدل على ان الانسان فرغ من العمل. او ترك العمل واتجه الى الجدل. كما في الحديث - 00:10:26ضَ
فيما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل ثم دنى هذه الاية بل هم قوم خصمون. اخرجه احمد وابن ماجه والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك وحسنه الباني واما الانسان الذي يشغله العلم بالعمل فهو الموفق. واما الانسان الذي يشغله العمل بالعلم فهو الموفق - 00:10:46ضَ
فان العالم يشغله علمه بالعمل بطاعة الله. اما الذي يتجه الى الجدل هذا ضلالة بعد هدى ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم المراء في القرآن كفر اخرجه احمد وابو داوود وصححه في صحيحه والالباني في تخريج المسكة - 00:11:12ضَ
يعني بضرب بعضه ببعض ومعارضته. وانما الواجب ان يؤمن بمحكمه ومتشابهه. كما مدح الله في العلم بقوله عز وجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات - 00:11:35ضَ
فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا. وما يذكر الا اولوا الالباب. ربنا - 00:11:56ضَ
لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب فالمؤمن يسأل الله الهداية ويرد المتشابه الى المحكم ولا يقضي بالمتشابه على المحكم بل يقضي بالمحكم على المتشدد - 00:12:16ضَ
لان المتشابه هو ما اشتبه في القرآن على بعض الناس. وقد جاء وصف القرآن في القرآن مرة بالتشابه ومرة بالاعلام ومرة بالاعكام والتشابه فقال ياسين والقرآن الحكيم. وقال وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم. اي - 00:12:34ضَ
محكما كما قال كتاب احكمت اياته. ووصفه مرة بتشابه المثاني. قال الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. ذلك هدى الله يهدي به من يشاء. ومن يضلل الله فما له من - 00:12:57ضَ
فوصفه بانه متشابه ووصفه بانه منه ايات محكمات واخر متشابهات. والمحكمات هن ام الكتاب اي اصل الكتاب الذي يرجع اليه المتشابه فما هذا التشابه المثبت وما هذا الاحكام المثبت قال العلماء منهم شيخ الاسلام ابن تيمية الاحكام اي محكم كله احكاما عاما. بمعنى انه كله متقن - 00:13:24ضَ
من لدن حكيم حميد عز وجل. ليس فيه باطل ولا كذب ولا ظلم فكل اوامره عدل واحكام يصدق بعضه بعضا فكله محكم من هذا القبيل. كما قال جل جلاله وتمت كلمة ربك صدقا - 00:13:54ضَ
عدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم. اي صدقا في الاخبار وعدلا في الاحكام. فهو كله من هذا القبيل محكم وكله متشابه من حيث التشابه والتناظر يشبه بعضه بعضا. فاوامره كلها عدل واخباره كلها - 00:14:14ضَ
صدق وكل احكامه متقنة متوافقة. فمن هذا القبيل يشبه بعضه بعضا. فالاية تجد فيها امر في شيء وفي موضع اخر الامر بالشيء نفسه. وكذا في الاخبار تجد الخبر عن شيء في مواضع متشابهة - 00:14:34ضَ
فيخبر عن توحيد الله وعبادته واوامره وعن اخبار سابقة. فكل ذلك من هذا يشبه بعضه بعضا. والمراد بالتشابه هنا تشابه التماثل والتشابه العام. وهذا من قبيل المحكم واما المراد بقوله منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات - 00:14:54ضَ
وهذا في الاشتباه وهذا على سبيل الخصوص اي بعضه ايات واضحات من جهة الوضوح والبيان يفهمها كل احد كقوله اقم الصلاة. فهذا واضح لا يحتاج الى كلام. واما قوله واخر متشابهات بمعنى المشتبه - 00:15:22ضَ
وليس المعنى يشبه بعضه بعضا. وهي فروع للمحكمات. اما التي هي اصل الكتاب الذي يرجع اليها فالمحكمات كالعام مع الخاص والمطلق مع المقيد والمنسوخ من الناسخ والمجمل المبين وهكذا. فيقضى بالمحكم على المتشابه بتقديم الخاص على العام عند تعارضهما. وكذا المقيد - 00:15:42ضَ
على المطلق والمبين على المجمل والناسخ على المنسوخ. وهكذا وليس بمعنى انه كله مشتبه بل المراد بعضه مشتبه اي يشتبه على بعض الناس. وهو المراد في هذه الاية فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله - 00:16:12ضَ
يعلم تأويله الا الله. والوقف هنا الا الله في قول جمهور السلف يقفون من حيث القراءة والمعنى يقولون هذا الذي لا يعلمه الا الله. واما الراسخون فيقولون امنا به ولا يعلمونه - 00:16:40ضَ
انما يؤمنون به ويسلمون. قال ابن كثير قوله وما يعلم تأويله الا الله اختلف القراء في الوقت فقيل على الجلالة كما قال عن ابن عباس التفسير على اربعة انحاء فتفسير لا يعذر - 00:17:00ضَ
احد في فهمه وتفسير تعرفه العرب من لغاتها. وتفسير يعلمه الراسخون في العلم وتفسير لا يعلمه الا الله عز وجل. ويروى هذا القول عن عائشة وعروة وابي الشعفاء وابي ناهيك وغيرهم. واختار ابن جرير - 00:17:20ضَ
من هذا القول ومنهم من يقف على قوله والراسخون في العلم وتبعهم كثير من المفسرين واهل الاصول وقالوا الخطاب بما لا يفهم بعيد. وقد روى ابن ابي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال - 00:17:40ضَ
انا من الراسخين الذين يعلمون تأويله. وقال ابن ابي نجيح عن مجاهد والراسخون في العلم يعلمون تأويلة ويقولون امنا به. وكذا قال الربيع بن انس وقال محمد بن اسحاق عن محمد بن جعفر - 00:18:00ضَ
ابن الزبير وما يعلم تأويله الذي اراد ما اراد الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به ثم ردوا تأويل المتشابه على ما عرفوا من تأويل المحكمة التي لا تأويل لاحد فيها الا تأويل - 00:18:20ضَ
واحد فاتسق بقولهم الكتاب وصدق بعضه بعضا فنفذت الحجة وظهر به العذر وزاح به الباطل ودفع به الكفر وفي الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس فقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل - 00:18:40ضَ
ومن العلماء من فصل في هذا المقام فقال التأويل يطلق ويراد به في القرآن معنيان. احدهما التأويل بمعنى حقيقة وما يؤول امره اليه. ومنه قوله تعالى ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا. وقال يا ابتي هذا تأويل - 00:19:05ضَ
رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا. وقوله هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله اي حقيقة ما اخبروا به من امر المعاد. فان اريد بالتأويل هذا فالوقف على الجلالة. لان حقائق الامور - 00:19:25ضَ
لا يعلمه على الجلية الا الله عز وجل واما ان اريد بالتأويل المعنى الاخر وهو التفسير والتعبير والبيان عن الشيء كقوله تعالى نبئنا بتأويله اي بتفسيره فان اريد به هذا المعنى فالوقف على والراسخون في العلم. لانهم يعلمون ويفهمون ما - 00:19:45ضَ
اطيبوا به بهذا الاعتبار. وان لم يحيطوا علما بحقائق الاشياء على كنه ما هي عليه. وعلى هذا فيكون يقولون امنا به حالا منهم وقوله اخبارا عنهم انهم يقولون امنا به اي بالمتشابه كل من عند ربنا اي الجميع من المحكم - 00:20:10ضَ
والمتشابه حق وصدق وكل واحد منهما يصدق الاخر ويشهد له. لان الجميع من عند الله ليس شيء من عند الله بمختلف ولا متضاد لقوله افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله - 00:20:35ضَ
اذا وجدوا فيه اختلافا كثيرا ولهذا قال تعالى وما يذكر الا اولوا الالباب. اي انما يفهم ويعقل. ويتدبر هادية على وجهها اولو العقول السليمة والفهوم المستقيمة انتهى من تفسير ابن كثير الجزء الثاني صفحة عشرة طابعة سلامة - 00:20:55ضَ
وذكر شيخ الاسلام في الرسالة التنمورية بالرسالة التذمورية وفي مواضع غيرها ان قول من قال انه لا يعلمه الا الله. وقول من قال انه يعلمه واثقون في العلم لا تضاد بينهما عند التحقيق. لان التأويل يأتي بمعنى التفسير. فهذا يعرفه العلماء بمعنى التفسير - 00:21:21ضَ
ولذلك تجد ابن جرير رحمه الله يقول القول في تأويل قوله تعالى كذا وكذا ثم يفسر ثم يذكر التأويل ويقول وعلى هذا اهل التأويل يعني اهل التفسير. فيذكر قول السلف واسمك - 00:21:46ضَ
كتاب ابن جرير جامع البيان في تأويل اي القرآن وهذا المعنى هو الذي عناه ابن عباس لما قال انا من الذين يعلمون تأويله ومرة قال ابن عباس لا يعلمه الا الله ومرة قال القرآن على اربعة اوجه - 00:22:06ضَ
تفسير تعرفه العرب بلسانها كمعنى الصلاة ومعنى زكاة. وهذه المعاني الموجودة والاسماء الموجودة كقوله فيها فاكهة ونخل ورمان. يعرفون الفاكهة والنخل والرمان. وقوله طلع نضيد والتين والزيتون يعرفون ذلك كله بلغتهم - 00:22:29ضَ
ثم قال ابن عباس وتفسير لا يعذر احد بجهله وتفسير تعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله فاثبت شيئا من القرآن لا يعلمه الا الله. واثبت شيئا يعرفه العلماء خاصة واثبت شيئا لا - 00:22:56ضَ
احدا بجهله واثبت شيئا تعرفه العرب بلغتها والذي لا يعذر احد بجهله كالايات التي هي الامر بالتوحيد والتي امر فيها بالصلاة ونحو ذلك لا يعذر احد. والذي يعلمه العلماء هو ما لا تستطيعه عامة العرب - 00:23:16ضَ
بلغتها كالاحكام من حيث عموم الادلة وخصوصها والنسخ والاحكام والاطلاق والتقييد وغير ذلك ومن الشيء الذي لا يعرفه العرب بمجرد لغتهم ما يكون له عدة معان في لغة العرب. وقد لا يراد بها ما جاء في - 00:23:39ضَ
مثل لفظ الصلاة في قوله جل جلاله واقم الصلاة طرفي النهار فالعرب يعرفون في لغتهم ان الصلاة الدعاء وقوله وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فالتسبيح هو التنزيه. او تقول سبحان الله وبحمده. بل المراد بها هنا الصلاة المشتملة على التسبيح - 00:23:59ضَ
قبل طلوع الشمس في صلاة الصبح وقبل الغروب في صلاة العصر هذا لا يعرفه الا العلماء ومن اخذ عنهم ومنهم الراسخون واما الذي لا يعلمه الا الله فهذا الذي لا يستطيعه احد حتى الراسخ. الم يقل الله فيها فاكهة ونخل ورمان - 00:24:26ضَ
معنى الرمان الفاكهة المعروفة في لغة العرب. هذا المعنى الحقيقي لكن الكيفية وحقيقتها فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. لذلك قال ابن عباس ليس مما في الجنة - 00:24:49ضَ
مما في الدنيا الا الاسماء. وليس معنى قوله الا الاسماء انها لا يعرف معناها. وانها فقط اسماء والقاه بل هي اسماء حقيقة فالرمان حقيقي. واذا رآها المؤمن في الجنة عرف ان هذا رمان وهذا نخل - 00:25:12ضَ
وهذا ماء وهذا لبن وهذا خمر. وهذه حورية وهذا غلام من الغلمان المخلدين. من الغلمان المخلد الذي وغير ذلك كما قال تعالى كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها. لكنه ليس - 00:25:32ضَ
فمثل هذا الذي في الدنيا من حيث الكيفية والطعم والفائدة والتغذية. قال البغوي هذا الذي رزقنا من قبل. قيل من قبل في الدنيا وقيل الثمار في الجنة متشابهة في اللون مختلفة في الطعم. فاذا رزقوا ثمرة بعد اخرى ظنوا ان - 00:25:55ضَ
الاولى واتوا به بالرزق متشابها. قال ابن عباس ومجاهد والربيع متشابها في الالوان مختلفا في وقال الحسن وقتادة متشابها اي يشبه بعضها بعضا في الجودة. اي كلها خيار لا غزالة فيها. وقال محمد بن كعب يشبه ثمر الدنيا غير انها اطيب. وقيل متشابها في الاسم مختلفا في الطعم - 00:26:15ضَ
قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الدنيا مما في الجنة الا الاسامي. انتهى من تفسير البغوية الجزء الاول اربعة وسبعين لذلك اسماء الله تعالى وصفاته معانيها في لغة العرب معروفة من المعنى الذي تعرفه العرب. واما كيفيتها فلا يعلمها - 00:26:45ضَ
الا الله. كما صح عن الامام ما لك بن انس رحمه الله لما قال له الرجل الرحمن على العرش استوى. كيف استوى؟ قال ما لك الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة. ولا اراك الا مبتدعا. فالاستواء بمعناه معلوم تعرفه العرب - 00:27:05ضَ
ويعرفه العلماء. وهو استقر وعلى اما كيف استقر وعلا؟ اما كيف استقر وكيف علا فهذا الذي لا نعلمه وهو مما استأثر الله بعلمه. وعلى هذا جرى علماء السلف قاطبة فالصفات الالهية لها معنى معلوم يعلمه العلماء - 00:27:25ضَ
ولها كيفية مجهولة لنا مما لا يعلمه الا الله. ولما قال ابن عباس رضي الله عنهما انا من الراسخين بالعلم الذين تأويله يعني تفسيره. ولما قال مرة وتفسير لا يعلمه الا الله يقصد المتشابه الذي لا يعلمه الا الله - 00:27:45ضَ
ولم يطلع الله عليه احدا. ومن ذلك حصر اسماء الله تعالى. كما في الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او علمته احدا من خلقك - 00:28:05ضَ
او انزلته في كتابك او استأثرت به في علم الغيب عندك. الحديث اخرجه احمد والطبراني في الكبير وصححه ابن حبان والالباني في الصحيحة مائة وتسعة وتسعين وهناك اسماء لا يعرفها احد استأثر الله بها. ومن ذلك - 00:28:21ضَ
علم الساعة فان الساعة قائمة لا محالة لكن لا يعرف علم قيامها الا الله. كما قال علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو. بل انه قال عز عز وجل اكاد اخفيها. قال ابن مسعود اخفيها حتى من نفسي. يعني ان لا يجعل لها وقتا محددا. فاذا شاء - 00:28:40ضَ
ما رها لكنه جعل لها اجلا. واخفاه عن الخلق اجمعين لا يعلمه الا هو. هذا من العلم الذي لا يمكن معرفته قال ابن مسعود ان القرآن انزل حيث انزل ومنه اية قد مضى تأويلهن قبل ان ينزلن. ومنه اية قد وقع تأويلهن على عهد رسول الله - 00:29:04ضَ
صلى الله عليه وسلم. ومنه اية قد وقع تأويلهن بعد النبي صلى الله عليه وسلم بيسير. ومنه اية يقع تأويلهن بعد اليوم. ومنه اخر تأويلهن عند الساعة على ما ذكر من الساعة ومنه اية يقع تأويلهن يوم الحساب على ما ذكر من الحساب والجنة والنار - 00:29:24ضَ
رواه ابن جرير الطبري وعنه ابن كثير ثلاث مئتين واربع عشرة المتشابه الذي لا يعلمه الا الله على هذا التفصيل. والقرآن فيه محكم وفيه متشابه على هذا التفسير. فيه احكام عام وتشابه عام - 00:29:44ضَ
بمعنى التماثل وفيه تشابه خاص بمعنى انه يخفى ويشتبه فهمه. والمتشابه الخاص نوعان نوع يا عراف ونوع لا يعرف. فالذي يعرف هو ما يخفى على عامة الناس. وبعض العلماء كالعام والخاص والمنسوخ مع المحكم. قال العلماء - 00:30:03ضَ
هذا من المتشابه لانه موجود في القرآن ولا عمل عليه. لان المحكم هو الناسخ. واما المنسوخ فمن المتشابه لانه موجود ويشتبه على الجاهل فيظن انه يعمل به وهو لا يعمل به. وهكذا العام والخاص يصبح العام احيانا متشابهة فيظن بعض - 00:30:23ضَ
انه يشمل جميع الاحكام الداخلة في شموله. وهو في الحقيقة لا يشملها. لانه مخصوص او اريد به الخصوص الحكم الذي يستنبطونه منها غير دقيق وانما اشتبه عليهم من هذا القبيل. وكذا المطلق والمقيد من هذا الباب فيكون الخاص - 00:30:43ضَ
محكما والعام متشابها والمطلق متشابها والمقيد محكما لانه يقضى بالمحكم على المتشابه ومن حيث هذا القبيل انواع المتشابه والنوع الثاني من المتشابه ما لا يعلمه الا الله كما تقدم. ونعود الى حديث الباب. قال انا نمعن في الارض فنلقى قوما يزعمون - 00:31:03ضَ
دون ان لا قدر. يعني ليس هناك قدر وان الله لم يقدر شيئا. فقال من المسلمين ممن يصلي للقبلة لان ان هذا قول المجوس وليس قول المسلمين كما في حديث ابن عمر عند ابي داوود مرفوعا القدرية مجوس هذه الامة - 00:31:26ضَ
حسنه الالباني. فقال هنا من المسلمين؟ فقال نعم ممن يصلي للقبلة. فغضب حتى وددت اني لم اكن سألته. ثم وقال اذا قال لا اذا لقيت اولئك اذا لقيت اولئك فاخبرهم ان عبدالله بن عمر منهم بريء وانهم منه براء. هذه براءة من اهل البدعة. ثم قال ان شئت حدثتك عن - 00:31:46ضَ
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتى رجل في هذا الحديث قال كنا وفي رواية مسلم وغيره قال عن ابيه عمر قال كنا عند رسول الله فيحتمل ان هذا من وهم بعض الرواة فجعله من كلام ابن عمر ويحتمل ان ابن عمر كان شاهدا - 00:32:11ضَ
فمرة حدث عن الواقعة التي شهدها. ومرة حدث عن ابيه لانه استثبت الرواية منه. وقوله كنا يعني الصحابة اي كنا معشر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فاتى رجل جيد الثياب طيب الريح حسن الوجه. هذه صفاته - 00:32:31ضَ
وهو جبريل عليه السلام. وفي حديث عمر قال شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يعرفه منا احد ولا يرى عليه اثر السفر. ولا يرى عليه اثر السفر فقال يا رسول الله ما الاسلام - 00:32:51ضَ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وتغتسل من الجنابة. فذكر كان الاسلام. قال صدقت قال ثم قال يا رسول الله ما الايمان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وبالقدر - 00:33:08ضَ
بخيره وشره وحلوه ومره. قال صدقت اي كله من الله. دل على ان الايمان اركان قال ثم انصرف ثم ذكر الاحسان فقال صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك تراه. وذكر الساعة الى اخره. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بالرجل - 00:33:31ضَ
قال فقمنا باجمعنا اي كلنا فطلبناه فلم نقدر عليه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا جبريل عليه السلام وجاءكم يعلمكم امر دينكم. فدل على ان هذه الامور من الدين وان هذه الاشياء من الصلاة والزكاة الى اخرها. واركان - 00:33:51ضَ
والاحسان كلها من الدين. خلافا لما تقول المرجئة انها ليست من الايمان. والدين هو الايمان والاسلام. قال تعالى ان الدين عند والله الاسلام فدل هذا على انها من الايمان وهذا رد عليهم. وفيه ايضا التفريق بين الايمان والاسلام. كما تقدم في اوائل - 00:34:11ضَ
والعلماء لهم عبارتان فمنهم من يقول بينهما فرق اذا اجتمع ذكرهما وان الايمان هو العقائد والاسلام والاعمال اما اذا ذكر كل منهما مفردا فبمعنى واحد ومنهم من قال لا فرق بين الاسلام والايمان وان هذا هو هذا والظاهر والله اعلم - 00:34:31ضَ
انه يعني انه جملة الايمان وجملة الاسلام. بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم سمى مرة هذه الصلوات والزكاة ايمانا. كما في حديث ابن عباس في الصحيحين في حديث وفد عبد القيس - 00:34:51ضَ
لما قالوا يا رسول الله مرنا بامر نأتمر به ونخبر به من وراءنا. فقال صلى الله عليه وسلم امركم باربع وانهار عن اربع الايمان بالله ثم فسرها لهم شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تؤدوا الي خمس ما غنمتم - 00:35:09ضَ
وانهى عن الدباء والحنتم والمقير والنقير. اخرجه البخاري ومسلم فدل على ان الصلاة ايمان والزكاة ايمان والصيام ايمان واداء خمس الغنيمة لبيت المال ايمان فدل على ان كلها من الايمان - 00:35:32ضَ
وفي هذا الحديث سمى الاسلام بهذه الاشياء فقال هؤلاء لا فرق بين الاسلام والايمان وانما الفرق من حيث المتعلق. بحيث ان الايمان يكون في المعتقدات القلبية. لانه ذكر في الحديث تؤمن بالله وملائكته الى اخره. والاسلام هو الاستسلام - 00:35:54ضَ
العمل لكن هذا ايضا فيه نظر. والصواب ما قاله اكثر العلماء ان الايمان والاسلام اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا معنى وان كنا كررنا هذا لكن نعيده للفائدة اي اذا اجتمعا في الذكر افترقا في المعنى مثل المسكين والفقير فالمسكين هو الفقير لكن في اية الصدقة قال ان - 00:36:14ضَ
والصدقات للفقراء والمساكين. مع انه ذكر ثمانية فبدأ بالفقراء والمساكين. الا يكفي ذكر الفقراء فقط كما في حديث معاذ فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم متفق عليه - 00:36:40ضَ
ويعني بالفقراء هنا المسكين والفقير. فلما ذكر جنسا واحدا دخل فيه الاخر. فاذا ذكر الفقير يدخل فيه المسكين والفقير. كما قال عز وجل اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر. اي فقراء اي المعنى واحد. لان - 00:37:00ضَ
المعنى واحد عند الافراد. وفي اية الصدقات لما ذكرهما في اية واحدة صار بينهما فرق. فقال كثير من العلماء اشد حاجة من المسكين. فالمسكين يجد اكثر قوت يومه ولا تتم كفايته او فوق النصف. والفقير لا يجد شيئا من الكفاية - 00:37:20ضَ
او يجد دون نصفها فالمسكين يجد البعض الذي لا يكفي فهو في حد الفقر لانه لا يجد قوت اليوم كاملا لكن يجد بعضه. والفقير اشد لانه انه لا يجد شيئا. وفائدة ذكر الصنفين جميعا في هذه الاية لاجل دفع الحاجة عنهم. والتقديم والاولوية - 00:37:40ضَ
حسب الضرورة. فالفقير مقدم على المسكين عند التزاحم الفقير مقدم على المسكين عند التزاحم فلو كان عنده زكاة وامام فقراء يبدأ بالاشد حاجة ولو كان في الاية انما الصدقات للفقراء فقط لشمل كل محتاج على حد سواء. فيعطي ايا كان. لكن لما جاء في الاية - 00:38:03ضَ
الفقراء والمساكين وبدأ بالفقراء علم تقديمهم. فلو وجد فقراء ومساكين في هذه الحالة بالاهم على ظاهر عموم قوله عليه الصلاة والسلام نبدأ بما بدأ الله به. رواه مسلم وهذا من حيث فائدة ذكرهما جميعا. فدل على انه هناك فرقا بينهما عند الاجتماع. وكذا الايمان والاسلام. والبر والتقوى. ففي العموم - 00:38:28ضَ
البر هو التقوى. لكن اذا ذكر البر والتقوى فبينهما فرق. فيكون البر هو فعل الطاعات والتقوى اجتناب المحرمات فقوله اتقوا الله حق تقاته يشمل الجميع. من فعل الطاعات وترك المحرمات. هكذا فسر العلماء التقوى يقولون - 00:38:57ضَ
هي اجتناب المحرمات وفعل المأمورات. وهذا تحقيق التقوى. لكن اذا ذكر البر والتقوى فهناك فرق. فالبر فعل الطاعات والتقوى اجتناب المعاصي والمحرمات وهكذا الاسلام والايمان على هذه الطريقة لما ذكر الاسلام وحده كما في قوله ان الدين عند الله الاسلام يشمل الايمان. فهذا دين الله. ولما ذكر الايمان وحده ليس البر - 00:39:17ضَ
وان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ثم فسر البر بالايمان وفروعه فقال ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وبنى السبيل - 00:39:47ضَ
سائلين وفي الرقاب. واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا. والصابرين في البأساء والضراء وحين فذكر البر عموما والايمان من البر. وهنا لما ذكر الايمان دل على خصوصيته. مثل قوله عز وجل - 00:40:07ضَ
قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ثم قال بعدها ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلدكم من اعمالكم شيئا ان الله غفور الرحيم. فدل على ان الايمان مقره في القلوب وتنتج اعماله. واعماله هي فروعه وشعبه. وهؤلاء - 00:40:27ضَ
اسلموا استسلام حق ولا بأس لكن ان يزكي نفسه ويمدحها بافعال الايمان وحقيقة الايمان. وهو لم يفعل ذلك فلا فلما اراد النبي صلى الله عليه وسلم الكلام المجمل قال كما في حديث الجارية عندما سألها صلى الله عليه وسلم اين الله؟ قالت - 00:40:53ضَ
في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله. قال اعتقها فانها مؤمنة. اخرجه مسلم. مع انها لم يظهر منها ايمان بل بمجرد ان اقرت وقالت انت رسول الله والله في السماء - 00:41:13ضَ
- 00:41:38ضَ