باحث

الحديث الثالث والثلاثون بعد المئة قال رحمه الله حدثنا جرير عن منصور عن ابراهيم قال كان يقول لا يدخل النار انسان في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان التخريج هذا اسناد صحيح عن ابراهيم وهو النخعي. وهو مرسل صحيح ولعله يعني بقوله كان يقول - 00:00:00ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم او يعني ابن مسعود رضي الله عنه. فقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث لا يدخل الجنة رجل في قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار رجل في قلبه مثقال ذرة من ايمان - 00:00:25ضَ

اخرجه احمد والترمذي وصححه ابن حبان والالباني في التعليقات الحسان المناسبة الكتاب مناسبة لكتاب الايمان ان فيه الرد على الخوارج والمعتزلة في سلامة عصاة المؤمنين من الخلود في النار هذا الحديث الصحيح قد ضلت المرجئة الغلاة في فهمه - 00:00:45ضَ

وقالوا من كان في قلبه ايمان فقط وتصديق لا يدخل النار لا تضره معصية. وهذا ليس هو الذي عليه اجماع السلف ولا الظاهر مجموع النصوص بل ظاهر بعض الاحاديث بمفردها وليس هو المراد - 00:01:04ضَ

ولو قال قائل ما تقولون في هذا الحديث وامثاله نقول هذا الحديث لا يأخذه وحده منفردا عن نصوص الكتاب والسنة فانه من المتشابه كما قال الله في القرآن منه ايات محكمات - 00:01:19ضَ

هن ام الكتاب واخر متشابهات فهذا كذلك من المتشابه الذي يشتبه على العامة وقد يشتبه على بعض اهل العلم. فقد اشتبه على علماء من المرجئة. فاخذوا بظاهره لانه في وغيري كما قالوا ولكنه ظاهر مجمل يخالف النصوص المحكمات التي هن ام الكتاب اي اصل الكتاب. والاحاديث التي هي اصل - 00:01:33ضَ

في الدين واين هم من الايات والاحاديث الكثيرة المتوافرة المتكاثرة المتواترة على الوعيد بان من فعل كذا فهو في النار ويدخل النار. فهل تنسف كلها لاجل حديث مشتبه؟ بل يجمع بينها وبينه فيظهر التفسير الصحيح - 00:01:57ضَ

واما تفسيره الصحيح فقد اختلفت عبارات العلماء في الجمع بينها وفي تفسير الحديث مع اتفاقهم ان الظاهر غير مراد باطلاقه. فقيل لا يخلد فيها وقيل لا يدخل النار اي نار الكفار - 00:02:15ضَ

لان النار ناران. نار لعصاة الموحدين يدخلونها ويخرجون بعد التمحيص لان النبي صلى الله عليه وسلم تواترت عنه النصوص انه اخبر انه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الايمان اي اذا دخلها - 00:02:30ضَ

في احاديث كثيرة وهنا يقول لا يدخل النار. فاذا المراد لا يدخل النار التي من دخلها لا يخرج منها. وهي نهر الكفار. لان الكلام في ادنى درجات الايمان وهو من في قلبه مثقال ذرة من ايمان. ولان النار نوعان نار الكفار وهم خالدون فيها ابدا. ونار لعصاة - 00:02:46ضَ

الموحدين كما جاء في الحديث والاثر عن عمر انها يأتي عليها زمان تضطرب ابوابها ليس فيها احد كما في تفسير عبد ابن حميد قالوا هذه النار التي يدخلها عصاة الموحدين ثم يخرجون منها فتخلو. وفي الصحيح عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال - 00:03:06ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها لا يموتون فيها ولا يحيون. ولكن ناس اصابتهم النار بذنوبهم فاما اماتة حتى اذا كانوا فحما اذن بالشفاعة. فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على انهار الجنة. ثم قيل يا اهل الجنة - 00:03:26ضَ

عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل. رواه مسلم. وقوله ضبائر اي جماعات واهلها الذين هم اهلها الكفار فانهم فيها خالدون ابدا. قال عز وجل وما هم بخارجين من النار. فهذه في الكفار - 00:03:46ضَ

هذه النار الابدية هي نار الكفار. اما نار العصاة الموحدين فهي التي يخرجون منها. واخر من يخرج من النار رجل يخرج منها ثم يأتي الى الجنة وقد اغلقت ابوابها. وقصة اخر من يخرج من النار ويدخل الجنة معروفة في الصحيحين وغيرهما. وحديث جهنميين متفق عليه - 00:04:07ضَ

من حديث جابر مرفوعا وفيه فيلقيهم في نهر في افواه الجنة. يقال له نهر الحياة. فيخرج هنا كما تخرج الحبة في اخرجه البخاري ومسلم. ثم يدخلون الجنة ويعرفون بالجهنميين. لانهم خرجوا من جهنم. فهذا الذي يقال لا يدخل النار - 00:04:27ضَ

نار الكفار لان تلك من دخلها لا يخرج منها كما قال ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. وكذلك نجزي المجرمين قال فيهم فما تنفعهم شفاعة الشافعين. اما الموحدون فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخروجهم بالشفاعة وغيرها. فقال شفاعتي لاهل الكبائر - 00:04:49ضَ

من امتي اخرجه احمد وابو داود والترمذي وصححه ابن حبان من حديث انس وسنده صحيح وجاء في الصحيحين احاديث كثيرة انه يشفع الملائكة ويشفع النبيون ويشفع الصالحون ويشفع الشهداء. فيخرجون اقواما من - 00:05:09ضَ

حتى يقول الله عز وجل بقيت رحمة ارحم الراحمين فيقبض قبضة من اهل النار فيخرجهم فان هذا كله نحمله على الذين لم يكتب الله لهم الخلود. لان الكفار مخلدون في النار ولا يدخلون الجنة قطعا. فلو كانوا - 00:05:27ضَ

يدخلون الجنة لشفع النبي صلى الله عليه وسلم في عمه ووالديه. فقد شفع ابراهيم في ابيه فرد الله شفاعته. والانبياء اعظم جاها عند الله قال العلامة ابن القيم ولما كان الناس على ثلاث طبقات طيب لا يشينه خبيث وخبيث لا طيب فيه واخرون فيه - 00:05:46ضَ

خبث وطيب دورهم ثلاثة دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد. فانه اذا عذبوا بقدر جزائهم اخرجوا من - 00:06:06ضَ

فادخلوا الجنة ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض. انتهى من الوابل الصيد من الكلم الطيب صفا عشرين سيد ابراهيم فهذه النصوص كقوله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان تحمل على معنى لا يدخلها دخول - 00:06:26ضَ

خلود كحال الكفار ونجاة هؤلاء المؤمنين من النار لا يعارض قول الله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك قضي ثم ننجي الذين اتقوا ونذروا ظالمين فيها جثيا. فان كل احد يردها ورود مرور. او دخول على - 00:06:49ضَ

الخلاف فيها على السلف. ويبقى الظالمون فيها وهم المشركون والكفار. فهؤلاء يبقون فيها بقاء خلود. واما الذين اتقوا وهم كل مسلم بحسب تقواه فان الله ينجيهم من النار. اما بعدم الدخول والاكتفاء بالمرور على متنها. وهذا لا - 00:07:09ضَ

لا يستثنى منه احد واما بالاخراج بعد الولوج. وهذا في حق اوساط المسلمين. فان كان من المتقين الابرار فانه ينجو منها فان كان من المتقين الابرار فانه ينجو منها وانما ذلك على المرور مباشرة. ويمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم منهم من يمر - 00:07:29ضَ

لمح البصر ومنهم كالبرق ومنهم كاجاويد الخيل. ومنهم كاجاويد الابل ومنهم من يمشي ومنهم من يحبو. ومنهم المخدوش المكردس. رواه رواه مسلم وعلى النار كلاليب نعوذ بالله تخدش الناس. من خدشته سقط او سلم فهذه احوالهم. فمن سقط فيها فاما ان - 00:07:49ضَ

من الكفار لان هؤلاء لا يمرون بل يسقطون مباشرة. واما المؤمنون فمنهم من ينجوا بعد المرور ومنهم من هو يسقط فيها ثم يخرج وفي المسند عن حفصة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لارجو الا يدخل النار ان شاء الله احد شهد بدرا والحذيفة - 00:08:11ضَ

فقالت فقلت اليس الله يقول وان منكم الا واردها؟ قالت فسمعته يقول ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا وقد اختلف السلف في هذا الورود للذين اتقوا هل دخول مخفف او مرور على الصراط؟ كما في تفسير ابن كثير وغيره. فعن ابي سمية قال - 00:08:34ضَ

اختلفنا في الورود فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن. وقال بعضهم يدخلونها جميعا. ثم ينجي الله الذين اتقوا. فلقيت جابر بن عبدالله فقلت له انا اختلفنا في الورود. فقال يردونها جميعا. وفي رواية يدخلونها جميعا. واهوى باصبعيه الى اذنيه وقال - 00:08:59ضَ

قال صمتاه اذ لم اكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى بر ولا فاجر الا دخلها فتكون على المؤمن في بردا وسلاما كما كانت على ابراهيم. حتى ان للنار ضجيجا من بردهم. ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذروا الظالمين فيها جثيا - 00:09:19ضَ

رواه الامام احمد وقال المنذري في الترغيب رجاله ثقات وقال ابن كثير غريب ولم يخرجوه وعن خالد بن معدان قال قال اهل الجنة بعدما دخلوا الجنة الم يعدنا ربنا الورود على النار؟ قال قد بررتم عليها وهي خامدة - 00:09:39ضَ

وقال العوفي عن ابن عباس قوله وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا. يعني البر والفاجر. الا تسمع الى قول الله لفرعون يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود - 00:09:58ضَ

ونسوق المجرمين الى جهنم وردا فسمى الورود في النار دخولا وليس بصادر. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في قوله جل جلاله وان منكم الا واردها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد الناس النار كلهم ثم يصدرون عنها باعمالهم - 00:10:14ضَ

رواه احمد والترمذي ورواه الترمذي موقوفا وهو اصح وقال حديث حسن ورواه شعبة عن السدي فلم يرفعه. ولابن ابي حاتم عن عبدالله بن مسعود قال يرد الناس جميعا الصراط وورودهم قيامهم حول النار. ثم يصدرون عن الصراط باعمالهم. فمنهم من يمر مثل البرق ومنهم من يمر مثل الريح ومنهم من يمر - 00:10:33ضَ

ومثل الطير ومنهم من يمر كاجود الخيل ومنهم من يمر كاجود الابل. ومنهم من يمر كعدو الرجل. حتى ان اخرهم اول رجل نوره على موضعي ابهامي قدميه يمر يتكفأ به الصراط. والصراط دحض مزلة عليه حسك كحسب - 00:11:00ضَ

حافتاه ملائكة معهم كلاليب من نار يختطفون بها الناس وذكر تمام الحديث. وفي المسند عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن حرص من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لا باجرة سلطان لم يرى النار بعينيه الا تحلة القسم. قال - 00:11:20ضَ

الله تعالى وان منكم الا واردها وعند ابن جرير عن ابي الاحوص عن عبدالله بن مسعود قوله وان منكم الا واردها. قال الصراط على جهنم مثل حد السيف فتمر طبقته الاولى كالبرق والثانية كالريح والثالثة كاجود الخيل والرابعة كاجود البهائم ثم يمرون والملائكة يقولون - 00:11:40ضَ

يا اللهم سلم سلم انظر تفسير الطبري الجزء السادس عشر صفحة اثنين وثمانين ولهذا شواهد في الصحيحين وغيرهما من رواية انس وابي سعيد وابي هريرة وجابر وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم - 00:12:04ضَ

وعن قتادة قوله وان منكم الا واردها قال هو الممر عليها. رواه عبدالرزاق في تفسيره ثاني صفحة احد عشر وقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم في قوله وان منكم الا والدها. قال ورود المسلمين المرور على الجسر بين ظهريها. وورود المشركين ان - 00:12:22ضَ

وقال النبي صلى الله عليه وسلم الزالون والزالات يومئذ كثير. وقد احاط بالجسر يومئذ سماتان من الملائكة دعائهم يا الله سلم سلم. رواه الطبراني الجزء السادس عشر صفحة ثلاثة وثمانين - 00:12:42ضَ

وقوله ثم ننجي الذين اتقوا. قال ابن كثير اي اذا مر الخلائق كلهم على النار وسقط فيها من سقط من الكفار والعصاة ذوي المعاصي بحسبهم نجى الله تعالى المؤمنين المتقين منها بحسب اعمالهم. فجوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر - 00:13:01ضَ

التي كانت في الدنيا. ثم يشفعون في اصحاب الكبائر من المؤمنين. فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيخرجون خلقا كثيرا قد اكلتهم النار الا دارات وجوههم وهي مواضع السجود واخراجهم اياه من النار بحسب ما في قلوبهم من الايمان فيخرجون اولا من كان في قلبه مثقال دينار من ايمان. ثم الذي يليه ثم الذي يليه ثم الذي يليه - 00:13:21ضَ

حتى يخرجوا من كان في قلبه اذنى اذنى اذنى مثقال ذرة من ايمان ثم يخرج الله من النار من قال يوما من الدهر لا اله الا الله وان لم يعمل خيرا قط ولا يبقى في النار الا من وجب عليه الخلود كما وردت بذلك الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:46ضَ

ولهذا قال تعالى ثم ننجي الذين اتقوا ونذروا الظالمين فيها جثيا. اذا تخارظ هذا فيفسر حديث الباب وامثاله على ضوء هذا المجموع من الاحاديث لا يؤخذ بمفرده كما فعلت المرجعة - 00:14:06ضَ

- 00:14:27ضَ