شرح كتاب التوحيد - الشيخ عبد الرزاق البدر

شرح كتاب التوحيد 14 - باب من الشرك النذر لغير الله

عبدالرزاق البدر

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:00:00ضَ

اما بعد نعم يقول الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد الذي هو حق الله على العبيد باب من الشرك النذر لغير الله وقول الله تعالى يوفون بالنذر - 00:00:18ضَ

هذا الباب باب من الشرك النذر لغير الله هو احد ابواب جاءت في كتاب التوحيد متتالية لبيان بعض انواع الشرك الاكبر الناقل من الملة فذكر في الذي قبله الذبح لغير الله - 00:00:40ضَ

وفي هذا الباب النذر لغير الله وفي الذي يليه الاستعاذة بغير الله وفي الذي ايضا بعده الاستغاثة بغير الله ودعاء غيره سبحانه وتعالى هذه كلها من انواع الشرك الاكبر الناقل من الملة - 00:01:08ضَ

لان الشرك الاكبر حده صرف العبادة او شيء منها لغير الله سبحانه وتعالى والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة وقد دلت الدلائل في كتاب الله عز وجل - 00:01:31ضَ

وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ومنها ما ساقه المصنف رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة على ان النذر عبادة وقربى لله عز وجل والعبادة حق لله فمن صرف شيئا منها لغيره كان بذلك مشركا - 00:02:01ضَ

الشرك الاكبر الناقل من الملة قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا العبادة لحق لله عز وجل وصرفها لغيره شرك به - 00:02:27ضَ

قوله من الشرك النذر لغير الله من الشرك اي الاكبر من الشرك اي من الشرك الاكبر الناقل من الملة النذر لغير الله والنذر ان يوجب المكلف على نفسه ما ليس واجبا عليه - 00:02:51ضَ

ان يوجب على نفسه ما ما ليس بواجب عليه مثل ان يوجب على نفسه صياما او عمرة او صدقة او صلاة او غير ذلكم من الاعمال فاذا اوجبها على نفسه - 00:03:17ضَ

سواء تبررا او جعلها مشروطة لحصول مطلوب او زوال مكروه كان يقول مثلا لله علي ان حصل لي كذا وكذا ان اذبح شاة او اصوم يوما او او اسبوعا او شهرا - 00:03:40ضَ

او ان اعتمر او نحو ذلك فهنا يكون اوجب على نفسه ما ليس بواجب عليه في اصل الشرع والسنة جاءت بالنهي عن ذلك وان الاصل في العبد ان يتقرب الى الله عز وجل - 00:04:08ضَ

بالعبادات لسماحة نفس دون ان يحرج نفسه وكم يقع كثير من الناس في احراج انفسهم بنذور اوجبوا فيها على انفسهم امورا ليست بواجبة كان يقول قائل لله علي لله علي ان - 00:04:34ضَ

اه رزقت بولد ذكر ان اذبح خمسين شاة وقت حاجته للولد وطمع في ذلك وحرصه على تحصيلة لا يكون وقع في في في نفسه كبر هذا العمل الذي سيقدمه لكن اذا حصلت الحاجة - 00:04:59ضَ

وجاء وقت السداد والوفاء بالنذر يجد انه احرج نفسه ولهذا جاء في الحديث قال انما يستخرج به من البخيل انما يستخرج به من البخيل بينما المسلم يقدم الطاعات اه اه الصدقات والنفقات وغير ذلك - 00:05:24ضَ

دون ان يكون الزم نفسه بها وانما يتقدم بها تنفلا وتبررا وتقربا لله سبحانه وتعالى دون ان يكون قد اوجبها على نفسه فيخرجها من نفسه على وجه الالزام فيخرجها على وجه الالزام. ولهذا جاء النهي عنه وقال انما - 00:05:50ضَ

يستخرج به من البخيل وجاءت الايات في القرآن الكريم في الثناء على من يوفون بالنذر وايضا في الاخبار بعلم الله سبحانه وتعالى بهم اطلاعه عليهم وهذا يتضمن المجازات والثواب وايضا جاءت - 00:06:15ضَ

بالامر بالوفاء بالنذر في قوله تعالى وليوفوا نذورهم واليوفوا نذورهم فهذا كله من الدلائل على ان النذر عبادة ان النذر عبادة وعلم ذلك من ثنائي على من ثناء اهله من ثناء الله تبارك وتعالى على - 00:06:45ضَ

الموفين به واخباره سبحانه وتعالى بعلمه بوفائهم وهذا يتضمن الاثابة اه المجازاة والانعام وايضا امر الله سبحانه وتعالى بذلك في قوله وليوفوا نذورهم واليوفوا نذورهم والمصنف رحمه الله اورد تحت هذه الترجمة - 00:07:12ضَ

اولا قول الله سبحانه يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ذكر جل وعلا ذلكم في معرظ الثناء على الابرار ذاكرا ذلك في جملة خصالهم واعمالهم التي هي محل الثناء - 00:07:41ضَ

فمن ذلكم انهم يوفون بالنذر ذكر ذلك عز وجل ثناء على اهله فعلم بذلك انه عبادة عبادة وقربة واذا علم انه عبادة وقربة فالعبادة حق لله وصرفها لغيره سبحانه وتعالى شرك ناقل من الملة نعم - 00:08:04ضَ

وقوله وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه ذكر العلم هنا يتضمن الاثابة من يعلم نفقاتكم ويعلم ايضا بنذوركم وقرباتكم لا يخفى عليه سبحانه وتعالى من ذلكم شيء فيثيبكم على ذلك - 00:08:28ضَ

وختم هذه الاية العلم اي ان الله عليم يعلم يتضمن ذلكم معنى آآ الاثابة اي عليم بذلك لا يخفى عليه شيء منه وسيثيبكم عليه سبحانه وتعالى وكذلكم اذا ذكر العلم في سياق - 00:08:56ضَ

المعاصي او ذكر المعاصي او ذكر الذنوب فان هذا يتضمن العقوبة ان هذا يتضمن العقوبة اي ان الله عليم بكم ولا يخفى عليه شيء من اعمالكم وسيعاقبكم عليها اذا اذا ختمت الاية بالعلم - 00:09:21ضَ

اذا ختمت الاية بالعلم والذي ذكر في سياقها اعمال صالحات فهذا يتضمن الاثابة واذا ختمت بالعلم والذي ذكر في سياق الاية وفي اثناء الاية شيء من المعاصي او الذنوب فانه يتضمن العقوبة - 00:09:43ضَ

فاذا هذه الاية فيها الثناء على الوفاء بالنذر وان الله عليم ذلك وعليم بنذورهم كما انه عليم بنفقاتهم وصدقاتهم وانه سبحانه وتعالى يثيبهم على ذلك عظيم الثواب. فدل ذلكم على ان النذر عبادة - 00:10:05ضَ

وقربة لا يجوز صرفها الا لله عز وجل وان من صرفها لغيره تبارك وتعالى فقد اشرك. نعم وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:10:27ضَ

من نذر ان يطيع الله فليطعه. ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه ثم ختم رحمه الله تعالى بهذه الترجمة بهذا الحديث حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نذر ان يطيع - 00:10:45ضَ

الله فليطعه ان يطيع الله فليطعه اي من نذر نذر طاعة لله كأن يصوم مثلا او يتصدق او يعتكف ومر معنا نذر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في الصحيح ان يعتكف - 00:11:07ضَ

في المسجد الحرام قال له النبي عليه الصلاة والسلام او في بندرك فمن نذر ان يطيع الله فليطعه يجب عليه آآ ان ان يطيع وان يفي وان يفي بهذا النذر - 00:11:27ضَ

اه الذي الزم نفسه به وجعله امرا في ذمته ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه اذا كان النذر نذر معصية فلا يجوز له فعل كذلك بل ينهى عنه والحديث دليل - 00:11:44ضَ

على ان النذر من جملة الطاعات والقربات التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ان صرف ذلكم لغيره سبحانه وتعالى شرك بالله ناقل من ملة الاسلام والمصنف رحمه الله اورد هذا الباب - 00:12:05ضَ

وقدمه على ابواب اخرى لكثرة وقوع اه الشرك لكثرة وقوع الشرك في هذا الباب باب النذور لكثرة وقوع الشرك في هذا الباب باب النذور في مناطق كثيرة جدا ولهذا آآ عقد هذه الترجمة وقدم هذا الباب على غيره من الابواب تحذيرا من من من هذا الامر الذي كثر - 00:12:30ضَ

وقوع الناس فيه خاصة من جهة ان عددا ليس بالقليل دخلوا في هذا الشرك بالله سبحانه وتعالى من باب ما قد اصيب به بعضهم من مصاب او من مرض او اه حاجة اه اشتدت نفسه - 00:13:04ضَ

تحصيلها ونيلها اصبح شائع عند الجهلة والضلال قولهم ان مثلا قبر فلان او ضريح فلان او المزار الفلاني او المكان الفلاني يقبل النذور يقبل النذور ويعنون بذلك ان النذور عندما تقدم لذلك الضريح او لذلك القبر او لذلك المزار - 00:13:29ضَ

نافعة في جلب النعماء او دفع الظر والبلاء معنى انه يقبل النذر انه ينفع ويدفع فيقولون المزار الفلاني او الضريح الفلاني يقبل النذور ثم يذهب اليه هؤلاء زرافات ووحدانا يسوقون القرابين والنذور ويستثمنونها - 00:13:56ضَ

يقدمونها لذلك المزار او لذلك الضريح وعندما يوافق بتوفيق او اه بمشيئة الله تقديره سبحانه وتعالى الكون القدري ان ينال انسان شيئا من الامور التي كان يريدها مثلا شخص نذر - 00:14:20ضَ

مزال من المزارات او ضريح من الاضرحة ان ولد له ولد ان يقدم له كذا ثم ولد له ولد او انه قدم النذر مسبقا في سبيل ان يحصل ولدا فقدر الله ان يحصل ولد - 00:14:47ضَ

كم في مثل هذا من فتنة تحصل للعوام واستدراج يحصل لهم وتجد هؤلاء العوام ينسون خلقا كثيرا لم يحصل احد منهم شيئا ويذكرون قصة واحدة او قصتين وقعت بتقدير الله سبحانه وتعالى فتنة لهؤلاء - 00:15:06ضَ

وابتلاء فيقولون فلان سنوات وهو ينتظر ولدا او يشتكي من المرض الفلاني ولما قدم ذلك النذر لذلك الضريح شفي او حصل الولد او نحو ذلك فكم في مثل هذا تحصل من فتنة - 00:15:26ضَ

وظلال واسع عريظ للعوام والجهال وهذا الباب لا يلتفت فيه اصلا لتجارب الناس والحوادث الواقعة لا يلتفت اصلا لهذه الاشياء ومن الذي يقول ان الاحكام انما تعرف اه يعلم او او اه يعلم امرها من خلال مثل هذه التجارب - 00:15:46ضَ

ويضيعون بمقابل ذلك ايات واضحات ونصوص صريحات تجرم هذا الامر وتعده من الشرك الناقل من اه ملة الاسلام فهذه من المصائب العظيمة والبلايا الكبيرة التي اه رزقت بها الامة في امكنة كثيرة - 00:16:12ضَ

بصرف هذه العبادة لغير الله ولهذا تجدهم في بعض المناطق يخصصون مثلا يوما في السنة يقدمون فيها نذورا لضريح ما او بعضهم يعلق تلك النذور بحصول منفعة او اندفاع مثلا اه مضرة - 00:16:32ضَ

او نحو ذلك فتجد النذور تلو النذور تقدم اه الاضرحة والقبور ومن يعتقدون فيهم ويعظمونهم التعظيم الذي لا يكون الا لله سبحانه وتعالى فكان الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ناصحا - 00:16:55ضَ

للناس ولعباد الله نصحا عظيما بعقد هذه الترجمة وبيان ان النذر عبادة وان العبادة صرفها لغير الله تبارك وتعالى من الشرك الاكبر الناقل من الملة نعم قال فيه مسائل الاولى وجوب الوفاء بالنذر - 00:17:17ضَ

وهذا الوجوب يستفاد من اه قوله عليه الصلاة والسلام من من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن ثناء الله سبحانه وتعالى على الموفين بالنذر وايضا مر معنا الاية الكريمة امر الله عز وجل بذلك وليوفوا نذورهم. نعم - 00:17:41ضَ

الثانية اذا ثبت كونه عبادة لله فصرفه الى غيره شرك. اذا ثبت كونه عبادة لله وهذا ثبت بالادلة التي ساقها رحمه الله من اه كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فيقول اذا ثبت ذلك - 00:18:04ضَ

فصرفه آآ الى غيره سبحانه وتعالى شرك لان العبادة حق لله ومن صرف آآ من صرفها او شيئا منها لغيره سبحانه وتعالى كان بذلكم مشركا اه الشرك الاكبر الناقل من الملة. نعم - 00:18:26ضَ

الثالثة ان نذر المعصية لا يجوز الوفاء به يعني من نذر نذر معصية اه ان يفعل امرا محرما او يرتكب امرا منهيا عنه او يترك اه شيئا اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه او نحو ذلك فمن نذر - 00:18:47ضَ

اه نذر معصية لا يجوز آآ الوفاء به. لا يجوز الوفاء به نعم قال رحمه الله تعالى باب من الشرك الاستعاذة بغير الله وقول الله تعالى وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا - 00:19:07ضَ

ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب من الشرك الاستعاذة بغير الله والاستعاذة التجاء واعتصام وهي طلب العود يقال العود واللوذ العود في دفع ضر واللوذ في جلب نفع - 00:19:32ضَ

الاستعاذة هي احتماء واعتصام التجاء الى الله سبحانه وتعالى في ان يقي عبده ولهذا الاستعاذة ايظا هي فرار من شيء يخشاه الانسان او يخاف منه او نحو ذلك الى من يحميه ويقيه - 00:20:00ضَ

من هذا الذي اه يخشاه او او يخافه فالاستعاذة لجوء اللجوء الى الله وجاء في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا خاف قوما ماذا قال اللهم انا اه نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم - 00:20:20ضَ

اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. فالاستعاذة هي التجاء الى الله سبحانه وتعالى اعتصام به عز وجل في ان يقي عبده وان ينجيه وان يكفيه شر اه ما يخشاه او يخاف او نحو ذلك - 00:20:43ضَ

فهي عبادة من العبادات التي لا يجوز صرفها الا لله سبحانه وتعالى. ولهذا قال رحمه الله باب من الشرك اه الاستعاذة بغير الله من الشرك الاستعاذة آآ بغير الله آآ تبارك وتعالى اي طلب آآ - 00:21:04ضَ

اي طلب آآ العود اي ان يقيه ان ينجيه ان يسلمه ان يكفيه. فهذا لا يكون الالتجاء فيه الا الى الله سبحانه وتعالى. الذي يده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض - 00:21:27ضَ

وسبحان الله تأمل هذا المعنى في اه التوسل والدعاء العظيم الذي قال النبي عليه الصلاة والسلام فيه بعد جملة من التوسلات اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها - 00:21:46ضَ

النواصي كلها بيد الله وهو جل وعلا الذي بيد ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن من استعاذ بالله صادقا والتجأ اليه هو صادق في التجائه اليه وصادق في توكله عليه واعتماده واعتماده عليه سبحانه وتعالى - 00:22:05ضَ

وقاه الله سبحانه وتعالى وكفاه وان كادته السماوات والارض ومن فيهن جعل الله سبحانه وتعالى له من كل آآ هم فرجا ومن كل بلاء آآ مخرجا وقد قال الله تعالى اليس الله بكاف عبده - 00:22:31ضَ

الله عز وجل هو الذي بيده اه ازمة الامور بيده العطاء والمنع والرفع العز والذل الحياة والموت كل شيء بيده سبحانه وتعالى فلا يستعاذ الا به ولا ينتج الا اليه ولا يتوكل الا عليه لانه لا ملجأ ولا منجى منه الا اليه ولا مفر الا اليه سبحانه وتعالى - 00:22:51ضَ

فالاستعاذة عبادة الاستعاذة عبادة وصرف العبادة لغير الله تبارك وتعالى شرك بالله جل وعلا قال رحمه الله وقول الله تعالى وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقا - 00:23:17ضَ

هذه الاية الكريمة يذكر الله سبحانه وتعالى فيها حال اهل الجاهلية ويذكر فيها نوعا من انواع شركهم و جاهليتهم وظلالهم ان الافراد منهم او الجماعات اذا نزلوا في اسفارهم بواد من الاودية او مفازة من المفازات - 00:23:40ضَ

تعودوا لسيد ذلك الوادي من شر ما فيه تعوذوا بسيد ذلك الوادي من شر في ما فيه. اي اه تعوذوا بزعيم اه الجن او الشياطين في ذلك كالوادي ورئيسهم ان يعيذهم من اه شر - 00:24:05ضَ

اه اه الشياطين او الاشياء التي اه تخيفهم في ذلك الوادي فذكر الله سبحانه وتعالى هذه الحال القبيحة السيئة لهؤلاء في آآ هذا الالتجاء والعبادة التي يصرفونها لسيد الوادي ملتجئين به مستعيذين به. يقول الله سبحانه وانه كان رجال من الانس - 00:24:28ضَ

وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن يعودون برجال من الجن يعودون اي يلتجؤون ويعتصمون ويطلبون الحماية والكفاية والوقاية يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقا فزادوهم رهقا هذا - 00:24:57ضَ

عقوبة من الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الذين تعلقت قلوبهم والتجأت نفوسهم الى غير الله بان اه نالوا نقيض المقصود نالوا نقيض مقصودهم. فهم اه تعلقوا بغيره ليحصلوا سلامة او نجاة او راحة او طمأنينة - 00:25:24ضَ

الذي حصلوه كما قال الله فزادوهم رهقا وهذي عقوبة لهم اه ان نالوا وحصلوا نقيض مقصوده ومر معنا لذلك نظائر مر معنا لذلك نظائر مثل قوله انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا - 00:25:51ضَ

هنا قال فسادهم راقا. هناك قال فانها لا تزيدك الا وهنا اي ظعفا ومرظا وسقما وعلة لا تزيدك الا وهنا مثله ايضا اه اه قوله عليه الصلاة والسلام من تعلق تميمة فلا اتم الله له - 00:26:13ضَ

ومن تل ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له هذا كله من المعاملة لهؤلاء بنقيض المقصود وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا. نعم وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها انها قالت - 00:26:33ضَ

سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك رواه مسلم - 00:26:56ضَ

ثم ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة بحديث خولة بنتي حكيم رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات - 00:27:15ضَ

من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك. رواه مسلم قوله عليه الصلاة والسلام من نزل منزلا هذا يتناول المنزل الذي اه يسكنه الانسان بشكل مستمر - 00:27:37ضَ

او المنزل الذي اه ينزله مثلا شكل مؤقت او ايضا المنزل الذي ينزله لفترة يسيرة في الطريق فيتناول ذلك كله من نزل منزلا كأن يكون اشترى بيتا فيأتي بهذا الدعاء في اول سكناه لهذا البيت - 00:28:00ضَ

او استأجر مثلا شقة ليسكن فيها شهرا او سنة او اقل او اكثر فيأتي بهذا الدعاء في اول سكناه لتلك الشقة او مثلا في في السفر اوقف سيارته ونزل منزلا لساعات او لينام في - 00:28:21ضَ

الطريق او يرتاح لبضع ساعات فانه ايضا يأتي بذلك فقوله من اه قول من نزل منزلا قول من نزل منزلا جاءت منزلا نكرة في هذا السياق فهي تعم تعم اي تتناول ذلك كله سواء كان بيتا - 00:28:42ضَ

آآ يمتلك او استأجره لفترة محددة او منزلا نزله في اه الطريق فانه اه يأتي بهذا التعوذ المأثور عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال من نزل منزلا فقال - 00:29:04ضَ

اعود بكلمات الله التامات من شر ما خلق نعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق اه كلمات الله التامات قيل القرآن الى اه القرآن الكريم وقيل كلماته التامات اي الكونية القدرية - 00:29:23ضَ

مثل ما ايضا جاء في اه بعض الاحاديث التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر لا يجاوزهن بر ولا فاجر الكلمات التامات تحتمل ان تكون القرآن الكريم او انها كلمات الله سبحانه وتعالى - 00:29:48ضَ

الكونية القدرية من قال اعوذ بكلمات الله التامات اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق من شر ما خلق المراد بقوله من شر ما خلق اي من شر اه مخلوق - 00:30:08ضَ

قام فيه الشر لا ان كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى اه فيها اه اه شرا وانما المراد من شر ما خلق اي من شر كل مخلوق قام فيه شر ويستعيذ بالله سبحانه وتعالى هذه الاستعاذة - 00:30:33ضَ

وانظر هذه الاستعاذة الجامعة التي تتناول ما يخطر ببالك وما لا يخطر ببالك وتنبه لهذا فان فهم الدعوات والتعوذات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم له اثره في له فائدته في تأثير او وقوع الاثر والنفع لذلك الدعاء - 00:30:52ضَ

فقوله من شر ما خلق هذه تتناول كل ما يخشاه الانسان والشرور التي يتخوف منها مما يخطر في باله وايضا ما لا يخطر قال من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق - 00:31:25ضَ

لم يضره شيء لم يضره شيء اي لا يحصل له ضرر لا لا يحصل له ظرر ما دام قد تعود هذا التعوذ لا يمنع ان مثلا ان تلدغه مثلا عقرب او - 00:31:49ضَ

نحو ذلك لكنه لا يتضرر لا يتضرر لا يحصل له ضرر ما دام قد اتى بهذه اه الدعوة العظيمة المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام. قال حتى يرحل من منزله ذلك - 00:32:09ضَ

حتى يرحل من منزله ذلك. بمعنى ان هذه الدعوة تنال بها ايها العبد حصانة ما دمت في هذا المنزل فاذا رحلت منها الى منزل اخر احتاج ان نزول الاخر الى - 00:32:28ضَ

تجديد هذا الالتجاء والاستعاذة بالله سبحانه وتعالى وايضا يتطلب المقام ان العبد يعتني بذلك في كل منزل ينزله ويجتهد ان لا يفوته ذلك في اي منزل ينزله والامام القرطبي المفسر رحمه الله تعالى - 00:32:45ضَ

يذكر تجربة عجيبة له تتعلق بهذا الدعاء يقول اه في شرحه لهذا الحديث ان هذا الحديث او هذا الدعاء علمنا اه صدقه رواية وتجربة يعني من حيث الرواية او دلالة الحديث على ذلك ومن حيث ايضا التجربة - 00:33:11ضَ

يقول فاني منذ علمته ما تركته في كل منزل نزلته يقول الا ليلة نزلنا بالمهدية منطقة نزلنا بالمهدية فلدغتني عقرب ليلة يقول نزلنا بالمهدية فلدغتني عقرب فتذكرت انني نسيته لذلك نسيت في ذلك المنزل - 00:33:34ضَ

تذكرت انني نسيتم في ذلك المنزل فاذا هذه الفائدة وهي يدل عليها حتى قوله حتى يرحل من منزله وقل نعم حتى يرحل منزله يدل على انه ينبغي على العبد ان يجاهد نفسه على تذكر ذلك في كل منزل - 00:34:04ضَ

ينزل فيه يأتي بهذه الدعوة العظيمة المأثورة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه اذكر اه مرة ذكر لي احد اه احد طلابنا بعد شرح لهذا الباب في مرة سبقت ذكر قصة - 00:34:28ضَ

حصلت لبعض اقربائه قال كانوا في سفر في سيارة وارادوا المبيت في الصحراء احدهم قال انا ما استطيع ان انام على الارض اخشى ان عقرب او تصيبني حية او قال لا استطيع انا سأنام فوق السيارة - 00:34:53ضَ

يقول فقالوا له قل هذا الدعاء اعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق ما يضرك شيء. قال انا ما استطيع وابى ونام فوق السيارة وهؤلاء الرفقة كل واحد منهم فرشه في فراشه في الارض - 00:35:19ضَ

واتى بهذا التعوذ ونام لما اصبحوا وهو فوق السيارة يطوي فراشه واذا به يصرخ لدغته عقرب فوق السيارة واذا به يصرخ لدغته عقرب. والعقرب قد تكون آآ اه حملها مع فراشه والتصقت فيه او دخل في يعني مثل اول ما نزلوا ووضعوا - 00:35:38ضَ

الفراش في الارظ فدخلت في في فراشه ثم لدغته وهو فوق السيارة فهذه القصة هي من اه جنس القصة التي اه يرويها القرطبي عن نفسه ومثل هذه القصص عند اهل العلم تذكر استئناسا لا اعتمادا. مثل هذه القصص يستأنس بها - 00:36:05ضَ

وليست هي العمدة وانما العمدة الدليل كلام كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ويكفي في ذلك ان الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه فالذي لا ينطق عن اه الهوى قال من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى - 00:36:33ضَ

يرحل من منزله ذلك وايضا من نظائر ذلك ما جاء في صحيح مسلم في الدعاء او الذكر الذي يقال في الصباح والمساء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء - 00:37:01ضَ

في الارض ولا في السماء من قاله آآ في الصباح ثلاثا لم يضره شيء فالراوي للحديث الراوي للحديث كان اظن ابان ابن سمعان كان يروي اه الحديث لبعض اه من عنده - 00:37:17ضَ

وكان ابان مصابا بالفالج كان مصابا بالفالج فاحد الحاضرين وهو يروي الحديث آآ لم يضره شيء كان ينظر اليه يعني ينظر اليه يحدق النظر كأن نظرات عيونه تطلب منه ان يوجد ربطا بين هذا الدعاء وبين اه الاصابة التي فيه بالفالج. فقال له ابان لا تنظر - 00:37:39ضَ

قال له ابان لا تنظر فاني نسيته يوما ليمضي الله في قدره فاني نسيت يوما ليمضي الله في قدره فكل هذه آآ تؤكد اهمية المواظبة على مثل هذه الاذكار التي هي حصن حصين للمسلم في صباح ومساء - 00:38:11ضَ

وعند نومه وفي نزوله وفي دخوله وخروجه الى غير ذلك من الاذكار والتعوذات المأثورة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والشاهد ان آآ الاستعاذة عبادة وصرفها لغير الله تبارك وتعالى شرك بالله. نعم - 00:38:32ضَ

قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى تفسير الاية اي اية الجن وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم وقد مر معنا الكلام على معناها نعم الثانية كونه من الشرك. كونه من الشرك اي الاستعاذة بغير الله تبارك وتعالى - 00:39:00ضَ

من اه الشرك بالله تبارك وتعالى لان الله عز وجل ذكر ذلك في اعمال آآ اهل الجاهلية آآ اهل الشرك بالله وانهم يتعلقون بالجن ويلتجئون اليهم وذكر الله جل وعلا ان هذا زادهم رهقا اي - 00:39:29ضَ

اه وهنا ظعفا نعم الثالثة الاستدلال على ذلك بالحديث لان العلماء استدلوا به على ان كلمات الله غير مخلوقة. قالوا لان الاستعاذة بالمخلوق شرك الاستدلال على ذلك بالحديث. الاستدلال على ذلك بالحديث اي حديث خولة - 00:39:52ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اعوذ بكلمات الله التامات من شر اه ما خلق فيقول الاستدلال على ذلك بالحديث ما وجه الاستدلال بهذا الحديث على ذلك؟ قال لان العلماء - 00:40:18ضَ

يستدلون به لان العلماء يستدلون به على ان كلمات الله غير مخلوقة يستدلون به على ان كلمات الله غير مخلوقة وممن اه استدل به على ان كلمات الله عز وجل غير مخلوقة الامام احمد - 00:40:34ضَ

رحمه الله وغيره من ائمة السنة في ردهم على المعتزلة واضرابهم ممن يقولون بان القرآن مخلوق ممن يقولون بان القرآن مخلوق ففي رد الائمة الامام احمد وغيره على اولئك استدلوا بادلة كثيرة منها هذا الحديث حديث خولة - 00:40:52ضَ

قالوا اه ان النبي عليه الصلاة والسلام صح عنه انه قال من قال اعوذ بكلمات الله اه التامات والتعود عبادة وصرفها لغير الله شرك فلو اه كان القرآن مخلوقا لكان هذا تعوذ بغير الله. لكان هذا تعوذ بغير الله تبارك وتعالى - 00:41:14ضَ

ولهذا يقول المصنف لان العلماء يستدلون به على ان كلمات الله غير مخلوقة. قالوا لو ان الاستعاذة مخلوق اه قالوا نعم قالوا لان الاستعاذة بالمخلوق شرك. لان الاستعاذة بالمخلوق شرك نعم - 00:41:39ضَ

الرابعة فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره. فضيلة هذا الدعاء اي الدعاء الوارد في حديث خولة اه بنتي حكيم مع اختصاره آآ من حيث ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لم يضره شيء - 00:42:01ضَ

وقوله شيء جاء قول السيد جاءت نكرة في سياق النفي فتفيد العموم جاءت نكرة في سياق النفي فتفيد العموم اي لا يظره اي شيء قل او كثر صغر او كبر - 00:42:21ضَ

فهذا مما يدل على فضل آآ هذا الحديث. ايضا قوله حتى يرحل من مكانه حتى يرحل من مكانه. انظر هذا الفضل العظيم. يعني قد قد تسكن بيت تشتريه مثلا وتقول اعوذ بكلمات الله التامات - 00:42:38ضَ

اول ما ما ما سكنت في هذا البيت ثم تسكن عشر سنوات عشرين سنة ثلاثين سنة ربما انه بيتك الذي تبقى فيه الى ان تموت انظر هذا الفضل العظيم لم يضره شيء - 00:42:58ضَ

ولهذا يحتاج فعلا المسلم ان يتنبه الى هذا الدعاء في كل منزل ينزله سواء اه اه سكنة مستمرة او سكنة او نزول مؤقت نعم الخامسة ان كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر او جلب نفع لا يدل على انه ليس من الشرك - 00:43:13ضَ

هذي فائدة عظيمة جدا وثمينة للغاية المصنف رحمه الله تعالى عندما يذكر اه هذه الفائدة الفائدة ايضا يحسم بها سببا من اسباب ضلال كثير من الناس في هذا الباب لان كثير من الناس يظل في هذا الباب - 00:43:39ضَ

بحكاية بعض القصص يقولون فلان انتفع او فلان جرب او فلان مثلا قال كذا ولم يظره اه مثلا شي او سلم او نحو ذلك فينبه الشيخ رحمه الله على هذه الفائدة الثمينة يقول ان كون الشيء - 00:44:02ضَ

يحصل به منفعة دنيوية يحصل به منفعة دنيوية من كف شر او جلب نفع لا يدل على انه ليس من الشرك لا يدل على انه ليس من من الشرك مثلا - 00:44:21ضَ

اولئك المشركون الذين اذا نزلوا واديا وتعوذوا بسيد ذلك الوادي اذا قدر الله لهم اه في اه في منزلهم ذلك السلامة ومنزلهم الاخر السلامة هل هل هذا هل هذه السلامة دليل على دليل على صحة العمل - 00:44:36ضَ

او مثلا ايظا آآ آآ شخص اه قدم قربانا او نحو ذلك ليوقى مثلا بشيء او يحصل شيئا فقدر الله حصول ذلك الشيء ابتلاء وامتحانا واستدراجا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون - 00:44:56ضَ

فمثل حصول ذلك يعني حصول المنفعة او انتفاع انتفاع المضرة هذا ليس دليلا ابدا على صحة ذلك اه العمل يقول ان كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر او جلب نفع لا يدل على انه ليس من الشرك - 00:45:17ضَ

اذا ما الذي يستدل به ما الذي يستدل به؟ وما الذي ينهض ان يكون دليلا مرجعا يستدل به ليست هي التجارب ولا الاراء ولا العقول على غير ذلك وانما الدليل قال الله - 00:45:38ضَ

قال رسوله صلى الله عليه وسلم والادلة جاءت واضحة ساق المصنف رحمه الله طرفا منها دالة بوضوح وجلاء على ان الاستعاذة اه بغير الله تبارك وتعالى شرك بالله عز وجل - 00:45:53ضَ

ناقلة من الملة - 00:46:12ضَ