شرح كتاب التوحيد - معالي الشيخ صالح آل الشيخ
شرح كتاب التوحيد (37) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ - عقيدة - كبار العلماء
المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السابع والثلاثون باب ما جاء في الاقسام على الله عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل - 00:00:00
والله لا يغفر الله لفلان. فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان؟ اني قد غفرت له حفظت عملك رواه مسلم. وفي حديث ابي هريرة ان القائل رجل عابد. قال ابو هريرة تكلم بكلمة او بقت دنيا - 00:00:26
ها هو اخرته باب ما جاء في الاقسام على الله الاقسام على الله يكون على جهتين جهة فيها التعلي والتكبر والتجبر رفعة هذا المتألي نفسه حتى يجعل له على الله حق - 00:00:46
وهذا مناف لكمال التوحيد قد ينافي اصله وصاحبه متوعد بالعقاب الذي جاء في مثل هذا الحديث هذا يتألى فيجعل الله جل وعلا يحكم بما اختاره هو من الحكم فيقول والله لا يحصل لفلان كذا. تكبرا واحتقارا للاخرين. فيريد ان يجعل حكم الله جل وعلا - 00:01:20
حكمه تعليا واستبعادا ان يفعل الله جل وعلا ما ظنه هو. فهذا التألي والاستبعاد نوع تحكم في الله جل وعلا وفي فعله وهذا لا يفطر من قلب معظم لله جل وعلا - 00:01:54
والحالة الثانية ان يقسم على الله جل جلاله لا على جهة التألي ولكن على جهة ان ما ظنه صحيح. في امر وقع له او في امر يواجهه. فهذا يقسم على الله ان يكون كذا في المستقبل على جهة التذلل والخضوع لله لا على جهة التعلم. وهذا هو الذي - 00:02:15
جاء فيه الحديث ومن عباد الله من لو اقسم على الله لابره لانه اقسم على الله لا على جهة التعاظم والتكبر والتألي ولكن على جهة الحاجة والافتقار الى الله. فحين اقسم اقسم محتاجا الى الله - 00:02:43
واكد ذلك بالله وباسمائه من جهة ظنه الحسن بالله جل وعلا فهذا جائز ومن عباد الله من واقسم على الله لابره بانه قام في قلبه من العبودية لله والذل والخضوع ما جعل الله جل وعلا يجيبه في سؤال - 00:03:03
اله ويعطيه طالبته ورغبته. واما الحالة الاولى فهي حال المتكبر المترفع. الذي يظن انه بلغ ما بحيث يكون فعل الله جل وعلا تبعا لفعله فتكبر واحتقر غيره. فبهذا التفصيل يتضح ما جاء في هذا الباب - 00:03:23
من الحديث قال عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان. هذا الذي قال والله لا يغفر الله - 00:03:43
فلان كان رجلا صالحا والاخر كان رجلا فاسقا فقال هذا الصالح والله لا يغفر الله لفلان. لان فلانا هذا كان رجلا فاسقا مريدا كثير العصيان الا هذا العابد وعظم نفسه وظن انه بعبادته الى الله جل وعلا بلغ مقاما يكون متحكما فيه - 00:04:03
لافعال الله والا يرد شيء طلبه او له ان يتحكم في الخلق. وهذا ينافي حقيقة العبودية التي هي التذلل لله جل وعلا. فالله سبحانه وتعالى عاقبه فقال من ذا الذي يتألى عليان؟ يتعاظم - 00:04:29
علي ويحلف علي فيقسم علي لانه يتألى من الالية وهي الحلف ومنه قوله تعالى للذين يؤذون من نسائهم تربص اربعة اشهر فان فاغوا فان الله غفور رحيم و الايلاء من الالية وهي الحلف. فيتألى يعني يحلف على جهة التكبر والتعاظم الا اغفر لفلان اني - 00:04:49
قد غفرت له واحببت عمله. فغفر للصالح وغفر للطالح واحبط عمل ذلك الرجل العابد هذا يبين لك عظم شأن مخالفة تعظيم الله جل جلاله وعظم مخالفة توحيد الله سبحانه وتعالى. فهذا الرجل - 00:05:18
الفاسد هذا الرجل الطالح الرجل الفاسق اتاه خير من حيث لا يشعر وقيلت في حقه كلمة بحسب الظاهر انها مؤذية له. وانها فيها من الاحتقار والازدراء له ما يجعله في ضعف بين الناس. حيث شهد عليه هذا الصالح بقوله - 00:05:38
والله لا يغفر الله لفلان فكانت هذه الكلمة التي ساءته وكان فيها ايذاء له كانت فيها مصلحة عظيمة له ان غفر له ذنبه ولهذا نبه الشيخ في مسائل الباب مسألة معناها ان من الابتلاء والايذاء وكلام - 00:06:09
الناس في المكلف في الشخص ما يكون اعظم اسباب الخير له ولهذا ليست العبرة باحتقار الناس ولا بكلامهم ولا بايذائهم ولا تصنيفهم للناس او بقولهم هذا فلان كذا وهذا فلان كذا العبرة بحقيقة الامر بما عند الله جل جلاله. فالواجب على العباد جميعا ان - 00:06:32
عظموا الله وان يثبتوا اليه وان يظنوا انهم اسوأ الخلق. حتى يقوم في قلوبهم انهم اعظم حاجة جل وعلا وانهم لم يوفوا الله حقه. اما التعاظم في النفس والتعاظم بالكلام والمدح والثناء ونحو ذلك فليس - 00:07:02
من صنيع المجلين لله جل وعلا الخائفين من تقلب القلوب. فالله جل وعلا يقلب القلوب ويصرفها كيف فالقلب المحبط المنيب يحذر. ويخاف دائما من ان يتقلب قلبه فينتبه للفظه وينتبه للحظه وينتبه - 00:07:22
سمعه وينتبه لحركاته لعل الله جل وعلا ان يميته غير مفتون ولا مخزي نعم. باب لا يستشفع بالله على خلقه. عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله - 00:07:42
عليه وسلم فقال يا رسول الله نهكت الانفس وجاع العيال وهلكت الاموال فاستسقي لنا ربك فانا تشفع بالله عليك وبك على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح - 00:08:01
عرف ذلك في وجوه اصحابه. ثم قال ويحك اتدري ما الله ان شأن الله اعظم من ذلك. انه لا يستشفع بالله على احد وذكر الحديث رواه ابو داوود باب لا يستشفع بالله على خلقه - 00:08:21
لا يستشفع يعني لا يجعل الله شفيعا على الخلق لان شأن الله جل وعلا اعظم واجلت من ان يستشفع به ويجعل واسطة الانتفاع من احد من الخلق الشفاعة المعروفة تأتي الى - 00:08:40
احد وتطلب ان يكون شفيعا عند اخر. لان ذلك الاخر هو الذي يملك ما تريد. والنفع عنده وهذا يكون واثقة ولا يستطيع ان ينفعك هو بنفسه الا بان يتوسط. والله جل جلاله لا يجوز ان يظن - 00:09:14
به ذلك الظن بانه ظن سوء بالله جل جلاله. فالله سبحانه لا يصلح ان يجعل واسطة لاحد والى احد من الخلق او على احد من الخلق بل هو جل وعلا الذي يملك الامور جميعا. فالاستشفاع بالله على الخلق يعني ان يجعل - 00:09:34
واسطة يتوسط العبد بربه على احد من الخلق هذا مناف لكمال التوحيد وعمل وقول من الاقوال المنافية لتعظيم الله جل وعلا بالتعظيم الواجب. ولهذا لما ذكر الشيخ رحمه الله حديث جبير بن مطعم - 00:09:54
كان الشاهد منه انه قال الاعرابي للنبي عليه الصلاة والسلام فاستسقي لنا ربك فاننا نستشفع بالله عليك وبك على الله. يعني نستشفع بالله. نجعل الله جل وعلا واسطة يتوسط لنا عندك حتى تدعو - 00:10:18
الله جل وعلا هو الملك الحي القيوم الملك الحق المبين الذي نواصي العباد بيديه يصرفها كيف يشاء شأن الله اعظم من ان يستشفع به على احد من خلقه. بل الرجل او المكلف يستشفع باحد من - 00:10:38
عند مخلوق اخر يحتاجه في شيء. والله جل وعلا هو الذي يملك الاشياء جميعا. وهو الذي يصرف القلوب هو الذي بيده الملك والملكوت هو الذي بيده مقاليد السماوات والارض وبيده خزائن كل شيء وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله - 00:10:58
الا بقدر معلوم. فالعباد هم المحتاجون الى الله. وشأن الله اعظم من ذلك اذ المخلوق حقير وضيع بالنسبة الى الرب جل جلاله وهو هذا المخلوق لا يصلح ان يجعل واثقة - 00:11:18
ان يجعل الله جل وعلا واسطة عنده حتى يقبل هذه الواسطة. بل شأن الله جل وعلا اعظم من ذلك. ولهذا كان سيد الخلق وسيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام رادا على هذا الاعرابي حيث قال له الاعرابي انا نستشفع بالله - 00:11:36
عليك وبك على الله فقال النبي عليه الصلاة والسلام سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح سبحان الله يعني تنزيها وتعظيما لله تنزيها وابعادا لله عن كل وصف سوء او شائبة نقص - 00:11:56
الله يعني اسبح الله تسبيحا. اسبح الله وانزهه تنزيها. وابعده تبعيدا عن كل شائبة نقص وعن كل ظن سوء به جل وعلا. فما زال يكررها حتى عرف ذلك في وجوه اصحابه من شدة - 00:12:16
تسبيحه وتنزيهه بربه جل وعلا. وهذا من الغضب لله جل جلاله. صلى الله وسلم على نبينا محمد. فما كان اعلمه ربه وما كان نعرفه بربه. ثم قال ويحك ان اتدري ما الله؟ ان شأن الله اعظم من ذلك. انه لا - 00:12:37
تشفع بالله على احد فالله جل وعلا من علم اسماءه وعلم الصفات المستحقة له جل وعلا فانه ان يدور بخاطره ظن سوء به جل وعلا او استنقاص له جل وعلا. اذا في هذا الباب - 00:12:57
من هذا الباب فيه كما في الابواب قبله ما يتحرج به الموحد من الالفاظ التي فيها سوء ظن بالله جل وعلا وتنقص بمقام الربوبية لله جل جلاله. نعم - 00:13:18
التفريغ
المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السابع والثلاثون باب ما جاء في الاقسام على الله عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل - 00:00:00
والله لا يغفر الله لفلان. فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان؟ اني قد غفرت له حفظت عملك رواه مسلم. وفي حديث ابي هريرة ان القائل رجل عابد. قال ابو هريرة تكلم بكلمة او بقت دنيا - 00:00:26
ها هو اخرته باب ما جاء في الاقسام على الله الاقسام على الله يكون على جهتين جهة فيها التعلي والتكبر والتجبر رفعة هذا المتألي نفسه حتى يجعل له على الله حق - 00:00:46
وهذا مناف لكمال التوحيد قد ينافي اصله وصاحبه متوعد بالعقاب الذي جاء في مثل هذا الحديث هذا يتألى فيجعل الله جل وعلا يحكم بما اختاره هو من الحكم فيقول والله لا يحصل لفلان كذا. تكبرا واحتقارا للاخرين. فيريد ان يجعل حكم الله جل وعلا - 00:01:20
حكمه تعليا واستبعادا ان يفعل الله جل وعلا ما ظنه هو. فهذا التألي والاستبعاد نوع تحكم في الله جل وعلا وفي فعله وهذا لا يفطر من قلب معظم لله جل وعلا - 00:01:54
والحالة الثانية ان يقسم على الله جل جلاله لا على جهة التألي ولكن على جهة ان ما ظنه صحيح. في امر وقع له او في امر يواجهه. فهذا يقسم على الله ان يكون كذا في المستقبل على جهة التذلل والخضوع لله لا على جهة التعلم. وهذا هو الذي - 00:02:15
جاء فيه الحديث ومن عباد الله من لو اقسم على الله لابره لانه اقسم على الله لا على جهة التعاظم والتكبر والتألي ولكن على جهة الحاجة والافتقار الى الله. فحين اقسم اقسم محتاجا الى الله - 00:02:43
واكد ذلك بالله وباسمائه من جهة ظنه الحسن بالله جل وعلا فهذا جائز ومن عباد الله من واقسم على الله لابره بانه قام في قلبه من العبودية لله والذل والخضوع ما جعل الله جل وعلا يجيبه في سؤال - 00:03:03
اله ويعطيه طالبته ورغبته. واما الحالة الاولى فهي حال المتكبر المترفع. الذي يظن انه بلغ ما بحيث يكون فعل الله جل وعلا تبعا لفعله فتكبر واحتقر غيره. فبهذا التفصيل يتضح ما جاء في هذا الباب - 00:03:23
من الحديث قال عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان. هذا الذي قال والله لا يغفر الله - 00:03:43
فلان كان رجلا صالحا والاخر كان رجلا فاسقا فقال هذا الصالح والله لا يغفر الله لفلان. لان فلانا هذا كان رجلا فاسقا مريدا كثير العصيان الا هذا العابد وعظم نفسه وظن انه بعبادته الى الله جل وعلا بلغ مقاما يكون متحكما فيه - 00:04:03
لافعال الله والا يرد شيء طلبه او له ان يتحكم في الخلق. وهذا ينافي حقيقة العبودية التي هي التذلل لله جل وعلا. فالله سبحانه وتعالى عاقبه فقال من ذا الذي يتألى عليان؟ يتعاظم - 00:04:29
علي ويحلف علي فيقسم علي لانه يتألى من الالية وهي الحلف ومنه قوله تعالى للذين يؤذون من نسائهم تربص اربعة اشهر فان فاغوا فان الله غفور رحيم و الايلاء من الالية وهي الحلف. فيتألى يعني يحلف على جهة التكبر والتعاظم الا اغفر لفلان اني - 00:04:49
قد غفرت له واحببت عمله. فغفر للصالح وغفر للطالح واحبط عمل ذلك الرجل العابد هذا يبين لك عظم شأن مخالفة تعظيم الله جل جلاله وعظم مخالفة توحيد الله سبحانه وتعالى. فهذا الرجل - 00:05:18
الفاسد هذا الرجل الطالح الرجل الفاسق اتاه خير من حيث لا يشعر وقيلت في حقه كلمة بحسب الظاهر انها مؤذية له. وانها فيها من الاحتقار والازدراء له ما يجعله في ضعف بين الناس. حيث شهد عليه هذا الصالح بقوله - 00:05:38
والله لا يغفر الله لفلان فكانت هذه الكلمة التي ساءته وكان فيها ايذاء له كانت فيها مصلحة عظيمة له ان غفر له ذنبه ولهذا نبه الشيخ في مسائل الباب مسألة معناها ان من الابتلاء والايذاء وكلام - 00:06:09
الناس في المكلف في الشخص ما يكون اعظم اسباب الخير له ولهذا ليست العبرة باحتقار الناس ولا بكلامهم ولا بايذائهم ولا تصنيفهم للناس او بقولهم هذا فلان كذا وهذا فلان كذا العبرة بحقيقة الامر بما عند الله جل جلاله. فالواجب على العباد جميعا ان - 00:06:32
عظموا الله وان يثبتوا اليه وان يظنوا انهم اسوأ الخلق. حتى يقوم في قلوبهم انهم اعظم حاجة جل وعلا وانهم لم يوفوا الله حقه. اما التعاظم في النفس والتعاظم بالكلام والمدح والثناء ونحو ذلك فليس - 00:07:02
من صنيع المجلين لله جل وعلا الخائفين من تقلب القلوب. فالله جل وعلا يقلب القلوب ويصرفها كيف فالقلب المحبط المنيب يحذر. ويخاف دائما من ان يتقلب قلبه فينتبه للفظه وينتبه للحظه وينتبه - 00:07:22
سمعه وينتبه لحركاته لعل الله جل وعلا ان يميته غير مفتون ولا مخزي نعم. باب لا يستشفع بالله على خلقه. عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله - 00:07:42
عليه وسلم فقال يا رسول الله نهكت الانفس وجاع العيال وهلكت الاموال فاستسقي لنا ربك فانا تشفع بالله عليك وبك على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح - 00:08:01
عرف ذلك في وجوه اصحابه. ثم قال ويحك اتدري ما الله ان شأن الله اعظم من ذلك. انه لا يستشفع بالله على احد وذكر الحديث رواه ابو داوود باب لا يستشفع بالله على خلقه - 00:08:21
لا يستشفع يعني لا يجعل الله شفيعا على الخلق لان شأن الله جل وعلا اعظم واجلت من ان يستشفع به ويجعل واسطة الانتفاع من احد من الخلق الشفاعة المعروفة تأتي الى - 00:08:40
احد وتطلب ان يكون شفيعا عند اخر. لان ذلك الاخر هو الذي يملك ما تريد. والنفع عنده وهذا يكون واثقة ولا يستطيع ان ينفعك هو بنفسه الا بان يتوسط. والله جل جلاله لا يجوز ان يظن - 00:09:14
به ذلك الظن بانه ظن سوء بالله جل جلاله. فالله سبحانه لا يصلح ان يجعل واسطة لاحد والى احد من الخلق او على احد من الخلق بل هو جل وعلا الذي يملك الامور جميعا. فالاستشفاع بالله على الخلق يعني ان يجعل - 00:09:34
واسطة يتوسط العبد بربه على احد من الخلق هذا مناف لكمال التوحيد وعمل وقول من الاقوال المنافية لتعظيم الله جل وعلا بالتعظيم الواجب. ولهذا لما ذكر الشيخ رحمه الله حديث جبير بن مطعم - 00:09:54
كان الشاهد منه انه قال الاعرابي للنبي عليه الصلاة والسلام فاستسقي لنا ربك فاننا نستشفع بالله عليك وبك على الله. يعني نستشفع بالله. نجعل الله جل وعلا واسطة يتوسط لنا عندك حتى تدعو - 00:10:18
الله جل وعلا هو الملك الحي القيوم الملك الحق المبين الذي نواصي العباد بيديه يصرفها كيف يشاء شأن الله اعظم من ان يستشفع به على احد من خلقه. بل الرجل او المكلف يستشفع باحد من - 00:10:38
عند مخلوق اخر يحتاجه في شيء. والله جل وعلا هو الذي يملك الاشياء جميعا. وهو الذي يصرف القلوب هو الذي بيده الملك والملكوت هو الذي بيده مقاليد السماوات والارض وبيده خزائن كل شيء وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله - 00:10:58
الا بقدر معلوم. فالعباد هم المحتاجون الى الله. وشأن الله اعظم من ذلك اذ المخلوق حقير وضيع بالنسبة الى الرب جل جلاله وهو هذا المخلوق لا يصلح ان يجعل واثقة - 00:11:18
ان يجعل الله جل وعلا واسطة عنده حتى يقبل هذه الواسطة. بل شأن الله جل وعلا اعظم من ذلك. ولهذا كان سيد الخلق وسيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام رادا على هذا الاعرابي حيث قال له الاعرابي انا نستشفع بالله - 00:11:36
عليك وبك على الله فقال النبي عليه الصلاة والسلام سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح سبحان الله يعني تنزيها وتعظيما لله تنزيها وابعادا لله عن كل وصف سوء او شائبة نقص - 00:11:56
الله يعني اسبح الله تسبيحا. اسبح الله وانزهه تنزيها. وابعده تبعيدا عن كل شائبة نقص وعن كل ظن سوء به جل وعلا. فما زال يكررها حتى عرف ذلك في وجوه اصحابه من شدة - 00:12:16
تسبيحه وتنزيهه بربه جل وعلا. وهذا من الغضب لله جل جلاله. صلى الله وسلم على نبينا محمد. فما كان اعلمه ربه وما كان نعرفه بربه. ثم قال ويحك ان اتدري ما الله؟ ان شأن الله اعظم من ذلك. انه لا - 00:12:37
تشفع بالله على احد فالله جل وعلا من علم اسماءه وعلم الصفات المستحقة له جل وعلا فانه ان يدور بخاطره ظن سوء به جل وعلا او استنقاص له جل وعلا. اذا في هذا الباب - 00:12:57
من هذا الباب فيه كما في الابواب قبله ما يتحرج به الموحد من الالفاظ التي فيها سوء ظن بالله جل وعلا وتنقص بمقام الربوبية لله جل جلاله. نعم - 00:13:18
شرح كتاب التوحيد - معالي الشيخ صالح آل الشيخ
شرح كتاب التوحيد (37) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ - عقيدة - كبار العلماء