شرح كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان قرأنا في الدرس الماضي احاديث واثارا - 00:00:00ضَ
تحث على التفكر في ايات الله وهي مخلوقاته سبحانه مثل حديث تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق ومثل الايات التي فيها الامر التفكر وهي كثيرة مثل قوله تعالى ان في ذلك لايات - 00:00:28ضَ
لقوم يتفكرون ومثل قوله تعالى كل شي روح الارض فانظروا ومثل قوله افلا افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها - 00:01:02ضَ
قوله افلم يسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كيف بدأ الخلق ونحو ذلك من الادلة الكثيرة وذلك لان النظر في هذه الايات الكونية يعطي العاقل معرهة - 00:01:39ضَ
وايمانا قويا بعظمة الخالق سبحانه اهليته لان يعبد وحده فانه اذا نظر في هذا الكون وما فيه من العجائب عرف ان الذي كونه والذي اوجد على كل شيء قدير وانه خالق كل شيء - 00:02:12ضَ
وان الذين عبدوا غير الله ما قدروه حق قدره ولا عظموه حق عظم حق تعظيمه حيث رفعوا بعض المخلوقات الى درجة الخالق وصرفوا لها خالص حق الله تعالى وجعلوا لها - 00:02:50ضَ
شيئا من التصرف والملك الذي هو حق الله تعالى وملكه وكان الكثير من السلف يحثون الانسان على ان ينظر في هذا الكون وفي ايات الله تعالى ويتأمل ما فيها من العبر - 00:03:22ضَ
اني اذكر مثلا قول الله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرجنا به من الثمرات - 00:03:56ضَ
من كل الثمرات فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فانه ذكر ست ايات عظيمة اذا تأمل الانسان فيها او في بعضها عرف قدرة من انشأها ولهذا لما تكلم عليها ابن كثير رحمه الله - 00:04:23ضَ
قال بعد ذلك الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة وانشد قول ابن المعتز فيا عجبا كيف يوصل الى كيف يجحده الجاحد وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد. ولله بكل تحريكة - 00:04:57ضَ
وتسكينة ابدا شاهد في كل في كل شيء اية ولهذا اذا طلب المشركون اية نبههم الله تعالى الى عدة ايات مثل قوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر من العلامات - 00:05:30ضَ
التي نصبها لعباده ليستدلوا بها على قدرته وكذلك قوله تعالى ومن اياته من يرسل الرياح مبشرات اي تبشر بالخير وتبشر بالمطار والرزق والى اخر الاية وكذلك قوله ومن اياته ان خلقكم من تراب - 00:06:05ضَ
ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها ومن اياته خلق السماوات والارض الى اخر الايات التي يذكر الله ان هذه من اياته فتأملوا فيها وتفكروا فيها لتأخذوا منها عبرة وموعظة عظيمة - 00:06:38ضَ
فان من تأملها تعجب كيف ان الذي ومنعها احكمها واتقنها واعطاها كل ما تحتاج اليه الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى اذا تأمل الانسان نفسه خلق الانسان عرف انه ليس فيه شيء من اعضائه يقال انه عبث - 00:07:10ضَ
كل ما فيه من الاعضاء والهواسب فان له فان له من مئة وله وظيفة لا يقوم بها غيره ولاجل ذلك اكثر العلماء من حث الانسان العاقل على ان يتهكر حتى في اقرب شيء اليه - 00:07:52ضَ
تفكر في نفسه لما تكلم الامام ابن القيم رحمه الله على قوله تعالى على قوله والذعرية ذرا تكلم على الايات التي بعدها لانه يتكلم على اقسام القرآن وصل الى قوله تعالى وفي الارض ايات للموقنين وفي انفسكم - 00:08:24ضَ
ثم انه رحمه الله طال الكلام على قوله وفي انفسكم استغرق اكثر من مائة صفحة او مائة وخمسين صفحة من كتابه الذي سماه التبيان اقسام القرآن وقد رحمه الله بكلام عجيب - 00:08:59ضَ
وظائف اعضاء الانسان وبيان وظيفة كل عضو من نهر رأسه الى ابهاميه مما يدل على انه رحمه الله قد اعطاه الله تعالى فكر قوة معرفة اذا قرأت هذه هذه الاوراق بهذا الكتاب - 00:09:34ضَ
عرفت قدرة من انشأ الانسان بل ومن انشأ هذا الكون ان الله تعالى قدر وجود هذا الانسان على هذه الكيفية ثم اعطاه من كل ما يحتاج اليه حتى تتم بذلك حياته. وحتى يتفكر ويتأمل. ويعرف ان الذي خلقه - 00:10:20ضَ
قادر على ان يعيده كما بدأه كما بدأنا اول خلق نعيده وان الذي خلقه هو الذي خلق جميع هذا الكون باجمعه وان المخلوقين كلهم لا يقدرون على شيء من ذلك - 00:10:58ضَ
ولذلك يقول الله تعالى يا ايها الناس ضرب مثل يستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له الذباب هذه الحشرة المستقذرة الصغيرة الحقيرة لو اجتمع الخلق ان يخلقوا مثل هذا الذباب - 00:11:33ضَ
يعني يركب مفاصله ويركب اعضاءه ويركب اجنحته. ويمحق فيه الروح حتى يتحرك وحتى يطير وحتى يأكل ويتغذى لم يستطيعوا لذلك لان الذي خلقه هو خالق الكون كله ولذلك يقول الله تعالى في اية اخرى خلق السماوات بغير عمد ترونها. والقى في الارض - 00:12:07ضَ
بكم يعني هذه الجبال التي ارساها حتى لا تضطرب بكم ولا تتحرك ثم يقول بعد ذلك هذا خلق الله. فاروني ماذا خلق الذين من دونه هذا هو خلق الله الذي ابدع هذا الكون وحده. اروني ماذا خلق الذين من دونه - 00:12:48ضَ
هل خلقوا شيئا مثل خلق الله ورد ايضا في الحديث القدسي قول الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليحلقوا ذرة او ليحلقوا ضره او ليخلقوا شعيرة هذا على وجه التحدي - 00:13:25ضَ
انهم لا يقدرون على ان يخلقوا ذرة من اصغر المخلوقات هذه الحشرة الصغيرة لا يقدرون ان يخلقوها وينفخ فيها الروح ويجعل فيها ايديها يديها رجليها واعضاءها الداخلي الداخلة مثلا وسمعها وبصرها وبطنها - 00:13:54ضَ
عروقها ونحو ذلك فليخلق ذرة او ليحلقوا شعيرة. يعني هل يقدرون ان يخلقوا هذه ينبتها الله تعالى ويجعل عليها هذا الغلاف هذه الاغلهة التي تكسوها وتحيط بها بحاجة انها تكون مثل الطبيعية بحيث انها اذا بذرت نبتت وان متت - 00:14:24ضَ
وكذلك المرة ولوئ صوروا مثلها لكن آآ لا يقدر على ان يخلق مثل البرة التي خلقها الله يقول الله تعالى ان الله خالق الهم والنوى خالق الهب. حب الحنطة هذا الحلق الذي فيه - 00:15:04ضَ
جعله الله تعالى سببا لعبادتها. وكذلك النواة نواة التمر جعل فيها هذا الذي في وجهها بحيث انها اذا بذرت نبتت نخلة فهل يقدر احد ان يصنع مثل هذه النواة بحيث تنبت الى بذرة او مثل - 00:15:36ضَ
هذه البرة او الشعيرة التي اذا بذرت نبتت وسمبلت وصارت ياك سنابل وذات قصم واغصان لا يقدرون على ذلك اذا الذي يقدر على ذلك هو الله تعالى وحده. فيجب ان يعترفوا له بالفضل. وان يعترفوا - 00:16:07ضَ
عظمته في هذه الازمنة هذه المذاهب الالحادية والتي تنسب الامور الى ان هذا الطبائع انها طبيعة. طبيعتها فيقال لهم من الذي طبع الطبيعة؟ من الذي اوجدها؟ الطبيعة لابد لها من طابع - 00:16:37ضَ
ابيات الحكمي رحمه الله يقول ولا نسيخ لعصري يفوه بما يناقض الشرع او اياه يعتقد. يرى الطبيعة في الاشياء مؤثرة. اين الطبيعة يا مخذول اذ وجد اين الطبيعة اذ وجدوا - 00:17:18ضَ
اذا فنعتقد ان هذا الكون اوجده ربنا سبحانه بجميع ابراهيم واوجد في كل جهة ما يناسبها ولذلك يلهت الله تعالى الانظار الى هذه الموجودات والمخلوقات في مثل قوله تعالى عنه - 00:17:46ضَ
الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا. وجعل القبر فيه لنورا وجعل الشمس سراجا. والله انبتكم من الارض نباتا يعني ان اصلكم ولدتم من الارض بخلق ابيكم يا خالتي ادم ائمتكم من الارض نباتا. ثم يعيذكم فيها ويخرجكم اخراجا - 00:18:21ضَ
اي بعد موتكم تعودون الى الارض وتكونون ترابا. ثم يخرجكم اخراجا. والله جعل لكم والارض بساطا. هذا من ايات الله جعل لكم الارض بساطا. هاي فراشا تتكلمون عليه جعل لكم الارض بساطا لتسلكوا منها سبلا هجاجا - 00:18:57ضَ
وهكذا الايات الكثيرة التي يذكرها الله تعالى للدلالة على قدرته فمثل قوله تعالى الم نجعل الارض كفاك اهياء وامواتا ومثل قوله الم يجعل الارض بهذا الى اخر الايات ومثل قوله اانتم اشد خلقا ام السبع - 00:19:30ضَ
الى اخر الاعياد ومثل قوله تعالى فلينظر الانسان الى طعامه الى اخر الايات التي يذكر الله تعالى فيها قدرته وانه المتفرد بهذا كله الذي يتفكر في ايات الله تعالى يأخذ من ذلك عبرة وموعظة - 00:20:06ضَ
بذلك عموم قدرة الله على كل شيء وعظمته ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في اخر كتابه كتاب التوحيد باب قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره. والارض جميعا قبضته يوم القيامة - 00:20:37ضَ
والسماوات مطويات بيمينه ثم انه اورد الادلة التي تدل على عظمة الخالق سبحانه نحن نرى ساعة هذه الارض اتساعها وكيف وسعت من عليها. من هذه المخلوقات التي لا يحصيها الا الله - 00:21:07ضَ
سواء هلبري او هالبحر وهي ارض واحدة قد ذكر الله تعالى ان الارض سبع في قوله تعالى الله الذي خلق سبعة سبع سماوات ومن الارض مهنهن هاي سبع اراضين اين الاراضين الاخر - 00:21:37ضَ
التي اخبرني الله تعالى بها لا يعلم مكانها وموضعها الا الله نحن خلقنا على هذه الارض. ومنها خلقنا وفيها نعود. ولكن لابد ان نصدق بما اخبرنا الله. وبما اخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:09ضَ
من وجود الاراضين السبع وكذلك من وجود السماوات السبع. ومن سعة ما بيننا وبينه او بيننا وبين السماوات كما اخبر صلى الله عليه وسلم بان المسافة التي بين الارض والسماء مسيرة خمسمائة سنة - 00:22:39ضَ
الارض انسان ما امكن ان يقطعها في اه خمسين سنة على قدمه او اقل او اكثر فكيف بمائة سنة؟ فكيف بخمسمائة سنة؟ لا شك ان هذا دليل على هذا الكون - 00:23:08ضَ
كذلك ايضا ذكروا وذكر ان كيف كل سماء مسيرة خمس مئة سنة وان ما بين كل سماعين كذلك وان فوقها ماء او بحر من اعلى اسفله الى اعلاه. كما بين سماء الى سبأ - 00:23:36ضَ
وانه كذلك ايضا هبلة العرش ورد ابراهيم وصفهم ما يدل على عظمتهم حتى قال صلى الله عليه وسلم اذن لي ان احدث عن ملك ما بين شحمة اذنه الى اعتق مسيرة خمسمائة سنة او كما قال - 00:24:08ضَ
لا شك ان الذي خلقهم اعظم واجل من ان يقاس بخلقه. او ان يعطى احدا من الخلق شيئا من حقه واذا عرف المؤمن وتفكر في هذا كله اخذ عبرة وموعظة انه - 00:24:37ضَ
نحن كن ضعيف انك مخلوق ضعيف لا تملك شيئا ولو ملكت ما ملكت فانك لا تحيط بشيء ولا تملك شيئا. وان الخلق كلهم انني اذا لو اجتمعوا على ان يحركوا ساكنا لم يرد الله تحريكه لم يقدروا على ذلك - 00:25:10ضَ
وانهم جميعا لا يستقلون بايجاد شيء ما اراد الله تعالى ايجاده اذا كان الله اخبر بان الارض قبضته وان السماوات مطيات بيمينه فهذه الارض وهذه السماوات حقيرة صغيرة بالنسبة الى عظمته. حتى - 00:25:40ضَ
ورد في حديث او في اثر عن ابن عباس ذكره الشيخ رحمه الله في اخر كتاب التوحيد يقول ما السماوات السبع والارضون السبع في كف الرحمن الا كحبة خردل في يد احد - 00:26:08ضَ
صغيرا اصغر من حجم الدخن هذه الحبة حبة خردل ما يقبض الانسان مثلا الفين او ثلاثة الاف بكفه فهذه السماوات سعتها والاراضين بسعتها في كف الرحمن كحبة خردل يعرف المسلم - 00:26:28ضَ
بذلك عظمة الرب سبحانه وتعالى. ثم يعظمه ويعبده حق عبادته. ويعرف بعد ذلك ان الخلق كلهم لا يملكون لانفسهم فضلا عن غيرهم نفع ولا ضرا وانهم لم يخلقوا شيئا بل هم المخلوقون - 00:27:00ضَ
ولو اه احتالوا ولو فعلوا ما فعلوا. ولو صنعوا هذه الصناعات التي رحمهم الله تعالى عليها فان قدرتهم محدودة ولذلك آآ نرى انهم يظهرون العجز عن ادراك الامور الغيبية وكذلك عن ادراكه - 00:27:32ضَ
الاشياء القريبة عجزوا مثلا عن ادراك ماهية الروح التي في الانسان التي يكون بها حيا وبخروجها كونوا ميتا وكذلك ارواح الحيوانات وما اشبهها عجزوا عن معرفتكمها فاذا عجزوا عن ذلك - 00:28:05ضَ
سلموا الامر للرب تعالى عرفوا انه الذي يملك ذلك كله انه هو الذي يستحق العبادة كما ذكر ذلك ائمة المسلمين وعلماؤهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:28:33ضَ
قال رحمه الله تعالى حدثنا محمد ابن عباس ابن ايوب قال حدثنا عبد الوهاب بن عبدالحكيم الوراق قال حدثنا علي بن عاصم قال حدثنا عطاء بن الشايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال - 00:29:07ضَ
فكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله فانما بين كرسيه الى السماء السابعة سبعة الاف نور وهو فوق ذلك تبارك وتعالى. قال حدثنا اسحاق ابن ابراهيم قال حدثنا احمد بن ابي الحواري قال حدثنا - 00:29:27ضَ
جعفر بن محمد قال كان عتبة لغلام يقطع الليل بثلاث صيحات يصلي العتمة ثم يضع رأسه بين ركبتيه يفكر فاذا مضى ثلث الليل صاح صيحة ثم يضع رأسه بين ركبتيه يتذكر فاذا كان السحر صاح صيحة - 00:29:47ضَ
قال احمد فحدثت به عبد العزيز فقال لي حدثت به بعض البصريين فقال لا تنظر الى الصيحة ولكن انظر الى الامر الذي كان منه فيما بين الصيحة الذي صاح منه - 00:30:07ضَ
قال حدثنا احمد بن حسين قال حدثنا عبد الله بن عيسى الصفاوي اخبرني ابو عبدالله الشحام قال قلت له ما ما كانت عبادته يعني عتبة الغلام قال كان يستقبل القبلة فلا يزال في فكرة وبكاء حتى يصبح. قال حدثنا الوليد قال اخبرني ابو حاتم قال - 00:30:23ضَ
تحدثنا ابو صالح قال حدثني معاوية معاوية بن صالح عن علي بن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتذكرون في الدنيا - 00:30:50ضَ
يعني زوال الدنيا وفنائها واقبال الاخرة وبقائها. قال حدثنا الوليد قال حدثنا ابو سعيد الكسائي قال حدثنا من جاب قال اخبرنا بشر عن ابن عن ابي روق عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ثم قال - 00:31:07ضَ
ومن كان في هذه اعمى يقول من كان في الدنيا اعمى عما يرى من قدرته من خلق السماء والارض والجبال والبحار والناس الدواب واشباع هذا فهو عما وصفت له في الاخرة ولم يره اعمى واضل سبيلا - 00:31:27ضَ
يقول وابعد حجة. قال قال وابو الطيب واحمد بن روح قال حدثني قال حدثني احمد ابن والدي بن مقداس الباهلي قال حدثنا سعيد الاشعث الخزاعي عن محمد بن الجعدي عن عبد الرحمن بن بدير العقيلي عن ابي سلمة صاحب اللؤلؤ عن الحسن قال كتب عمر ابن الخطاب رضي - 00:31:45ضَ
الله عنه الى ابي موسى الاشعري رضي الله عنه واذا احببت ان تحقر عملك فتذكر فيما انعم الله عليك وقد وقد عقوبته في الذنوب انما فعل بادم الذي فعل اكلها فقال وانما لعن ابليس وجعله شيطانا رجيما من - 00:32:12ضَ
لسجدة ابى ان يسجدا وجعل منهم قردة وخنازير من اجل اصابوها يوم السبت وقدره ان يعدو فيه فتفكر في نعيم الجنة وملكها وكرامتها فاذا فكرت فيها ذا كله عرفت نفسك - 00:32:42ضَ
عملك وعلمت ان عملك لن يغني عنك شيئا الا ان يتغمدك الله برحمته وبعفوه قال حدثنا احمد ابن عمر قال حدثنا عبد الله ابن محمد ابن عبيد عن محمد ابن الحسين قال حدثني وليد ابن - 00:33:01ضَ
صالح قال حدثني ابو كثير اليماني قال وهب منبه المؤمن مفكر مذكر مزدجر تذكر فعلته السكينة فسكن فتواضع. قنع فلم يهتم. رفظ الشهوات فصار حراء القى الحسن فصارت له المحبة زهد في كل فان فاستكمل فاستكمل العقل - 00:33:19ضَ
فقلبه متعلق بهمه وهمه وهمه موكل بميعاده لا يفرح اذا فرح اهل الدنيا لفرحهم بل عليهم سرمد ما هو دهره محزون. وفرحوا اذا نامت العيون يتلو كتاب الله تعالى يردده على قلبه. فمرة - 00:33:46ضَ
من يفزع قلبه ومرة تهمل عيناه. يقطع عنه الليل تلاوة ويقطع عنه النهار بالخلوة مفكرا مستصغرا لاعماله قال وهب هذا ينادي ينادى يوم القيامة في ذلك الجمع العظيم على الخلائق - 00:34:08ضَ
قم ايها الكريم فادخل الجنة. قال حدثنا احمد بن عمر. قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثني محمد ابن الحسين قال حدثني يوسف ابن الحكم قال حدثني قال حدثني شيخ من قريش من بني امية قال - 00:34:30ضَ
لكان مبيت ابن الاسود يقول زوروا القبور كل يوم تذكركم الموت وتوهموا جوامع الخير كل يوم في الجنة بعقولكم وشاهدوا الموقف كل يوم بقلوبكم وانظروا الى المتصرف بالفريقين الى الجنة او النار. او النار او النار بهممكم. واشعروا - 00:34:50ضَ
قلوبكم وابدانكم ذكر النار ومقامعها واطباقها. قال حدثنا احمد ابن عمر قال حدثنا ابراهيم ابن عبد السلام قال حدثنا داوود ابن رشيد قال بشر ابن الحارث تفكر في عظمة الله تبارك وتعالى - 00:35:15ضَ
تعلم كيف تقدم عليه؟ قال جدي رحمه قال جدي رحمه الله رحمه الله تعالى عن سهل قال حدثنا ابو الاحوص عن سعيد بن مسروق عن ابي الضحى قال لما نزلت هذه الاية والهكم اله واحد لا - 00:35:33ضَ
لا اله الا هو الرحمن الرحيم. نقم المشركون وقالوا اله واحد ان كان صادقا فليأتنا باية فانزل الله عز وجل ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار الى قوله تعالى لايات لقوم يعقلون - 00:35:53ضَ
قال جدي عن ابي عثمان عن الحلواني قال حدثنا عبدالمجيد بن ابي وقاض عن وهيب بن الورد قال عيسى عليه السلام كل سكوت ليس به تفكر فهو سهو. قال جدي عن اسحاق ابن اسماعيل عن اسحاق ابن سليمان عن معاوية ابن يحيى عيون - 00:36:16ضَ
ان ميسرة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على اصحابه وهم يذكرون عظمة الله عز وجل فقال ما كنتم تذكرون قالوا كنا نتفكر في عظمة الله عز وجل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا في الله فلا تتفكروا - 00:36:36ضَ
في الله فلا تتفكروا. الا فتذكروا في عظم ما خلق الله. الا فتفكروا في عظم ما خلق الله. قال حدثنا علي ابن اسحاق قال حدثنا حسين المروزي عن ابن المبارك قال حدثنا اسماعيل ابن مسلم عن ابي المتوكل الناجي رضي الله عنه - 00:36:59ضَ
عن النبي صلى الله عنه ان ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قام ذات ليلة باية من القرآن يكررها على نفسه قال حدثنا علي قال حدثنا حسين قال حدثنا ابن المبارك - 00:37:21ضَ
قال اخبرنا عبيد الله بن عبدالرحمن بن موهب قال سمعت محمد بن كعب القرضي يقول لان اقرأ في ليلتي حتى اصبح اذا انزلت والقارعة لا ازيد عليهما واتردد فيهما واتفكر. احب الي من ان اهذ من ان اهذ القرآن - 00:37:36ضَ
ليلتي او قال انثره نثرا. قال حدثنا الحسن بن محمد بن ابي هريرة قال حدثنا عبد الله ابن عبد الوهاب. قال حدثني عبدالرحمن بن علي البصري قال حدثنا خالد عن ابي العالية الرياحية انه سأله رجل - 00:37:56ضَ
ما يفتح الفكرة قال اجتماع الهم فانه اذا هم فكر واذا فكر ابصر واذا ابصر اعتبر. الا وانه اذا قمة رغبة العبد بعدت فكرته. واذا بعدت فكرته فتحت له ابواب ابواب السدد. فصار ينتقل - 00:38:14ضَ
العمل وصار يعرف الشيء بقلبه. فاذا كان كذلك اخرجه ذلك الى التعظيم لله عز وجل. فاذا كان كذلك فقيل يا ابا العالية ما رداه الله قال البر واللين والخشوع والتواضع فاذا كان كذلك - 00:38:34ضَ
فسقاه الله شربة من حبه. فبها يعطى بفكرة ساعة عبادة شهر. قال حدثنا احمد ابن ابان عن احمد ابن الحواري قال حدثنا عبد الله بن محمد الانطاكي قال حدثنا ذليب قال حدثنا ديلم عن الحسن رحمه الله قال - 00:38:54ضَ
اوصيكم بتقوى الله وادمان الفكر. فان ادمان الفكر فان الفكر ابو كل بر وامة افتح خلال الخير كله. وبه يحضر وبه يحضر تسديد الله عز وجل كل موفق. واعلم ان خير ما ظفر - 00:39:14ضَ
مدرك من تفكر مخالصة الله والشرب بكأس حبه وان احباء الله هم الذين ورثوا طيب الحياة. وذاقوا نعيمها مما وصلوا اليه من مناجاة حبيبهم ربما وجدوا من حلاوة حبه في قلوبهم ولا سيما اذا خطر على بال منهم - 00:39:34ضَ
على بال منهم ذكر مشافهته وكشف سطور الحجب عنه افعله في المقام الامين والسرور واراهم جلاله واسمعهم لذة منطقه ورد عليهم جواب ما ناجوه به ايام حياتهم اذ قلوبهم مشهوفة واذ مودتهم اليه معطوفة. واذ هم له مؤثرون واليه منقطعون. فليبشروا - 00:39:58ضَ
فليبشر المصغون لله ودهم بالمنظر بالمنظر العجيب بالحبيب. فوالله ما ارى يحل لعاقل ولا يجمل به ان يستوعب سوى حب الله عز وجل قال حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس قال حدثنا سلمة قال - 00:40:25ضَ
حدثنا سهل بن عاصم قال حدثنا عبد الكبير بن المعافى عن عمران قال سمعت ابي يذكر ابن ادريس قال ان لي عليك حقا. قال سل حقك. قال اوصني. قال عليك الاعتبار بالدنيا فانه يرق لك قلبك - 00:40:46ضَ
ويعوى يعظم لك باعتبارها الفكرة فان القلب اذا اذا رق انفتح وان اعتبارك ساعة خير من عبادة سنة وتفكر طرفة عين خير من عبادة حين من الدهر قال حدثنا ابن ايبان عن سلمة قال حدثنا سهل بن عاصم عن ابن ابي جميل عن ابيه عن عبدالله بن المبارك رحمه الله - 00:41:12ضَ
ان رجلا بالبصرة كان يقول التذكر مادة العبادة. قال وبلغني عن سفيان ابن عيينة رحمه الله قال التفكر مفتاح الرحم الا ترى انه يتفكر فيتوب قال حدثنا احمد بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن عبيد قال حدثني ابو جعفر الادمي - 00:41:39ضَ
قال كان يقال الهم بالعمل يورث الفكرة. والفكرة تورث العبرة والعبرة تورث الحزم. والحزم يورث العزم والعزم يورث اليقين واليقين يورث الغنى والغنى يورث الشكر والشكر يورث المزيد والمزيد يورث الجنة. قال حدثنا عن عبد الله بن محمد القيسي قال حدثنا محمد بن اسحاق - 00:42:00ضَ
قال حدثنا احمد بن ابي الحواري قال سمعت ابا سليمان يقول انما يعاينون اذا تفكروا هذه الاثار منها ما هو مرفوع ومنها ما هو موقوف وردها باسانيدها كما سمعنا قد يكون في بعضها - 00:42:24ضَ
في بعض الاسانيد مقال ولكنها جاءت للعبرة ولا يترتب عليها حكم تحليل او تحريم انما فيها موعظة وفيها تذكير وفيها ترغيب وترهيب وفيها تخويف وتعليم اذا تأمل العاقل فيما ترشد اليه هذه الاثار - 00:42:50ضَ
انه يعرف ان مدارها حث الانسان على ان يعمل عقله فيما بين يديه وفيما خلفه وفي الامور التي قبله والتي بعده ولا يكون الامعة الذي لا يتبع لا يقول شيئا وانما - 00:43:29ضَ
يقلب غيره ويتبع غيره وذلك لان الله سبحانه اعطى الانسان خاصة هذا العقل الذي به يحصل الادراك وسلب هذا العقل من الدواب والبهائم والحشرات والوحوش والطيور وما اشبهها امر الانسان بان ينظر بعقله - 00:44:03ضَ
فان نظره بعقله اقوى من نظره ببصره ولذلك قال تعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذاني يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور - 00:44:45ضَ
الذي يفقد حاسة البصر ويرزقه الله عاقلا ذكيا عقلا مفكرا لا شك انه يتعكل هذا الكون ويعرف كمال قدرة من اوجده ويأخذ عبرة من كل شيء حتى من اقرب شيء اليه وهي نفسه - 00:45:13ضَ
فيأخذ بنا اية وعبرة على عظمة من اوجد هذا الكون وبيان انه سبحانه هو الاله الحق المستحق لان يعبد ويؤهد فاما من لم ينتفع بهذا العقل فانه اقل حالا من الدواب - 00:45:51ضَ
من المهائم وكان الله تعالى ولقد ذرأنا لجهنم يعني قدرنا اهلها كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفكهون بها بدأ بالقلوب وذلك لانها التي يتميز بها الانسان ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها - 00:46:22ضَ
معلوم انهم يسمعون غادة ويبصرون ولكن لم ينفعهم بصرهم ولا تفكيرهم ولا سمعهم لانهم جعلوا تفكيرهم في امورهم الدنية وفي معيشتهم وفي وما اشبه ذلك عنه. وجعلوا هذا هو الذي فيه نظرهم. وهو الذي فيه تفكير - 00:46:58ضَ
ولن يهكر فيما امر بان يتفكر فيه من هذه المخلوقات العلوية والسفلية فلاجل ذلك حرموا من فئة هذه الحواس فكانوا اقل هالة من البهائم ولذلك قال اولئك كالانعام بل هم اضال اولئك هم الغافلون - 00:47:35ضَ
ويقول تعالى في اية اخرى ان تحسبوا ان اكثرهم يسمعون او يعقلون منهم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا بئست الحال ان يشبه الانسان بالبهائم بالانعام السارحة التي لا الى عقل لها ولا تفكير ولا نظر - 00:48:05ضَ
ما اه تتغذى به فقط هذا هو الاصل فاذا فكر الانسان وتأمل رزقه الله عقلا ورزقه فهما وعرف ما خلق وعرف ما امر بها وازداد بصيرة في دينه وتأمل فيما بين يديه وما - 00:48:40ضَ
بانه ما خلق عبثا ولن يترك هملا كما امر الله اخبر الله بذلك في قوله تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي مهملا لا يؤمر ولا ينهى. الذي اوجده واوجد هذا الكون كله. وسخر - 00:49:16ضَ
هذا الانسان كلما يحتاج اليه لا يمكن ان يهمله لا يؤمر ولا ينهى لابد ان يكون ربه الذي اوجده وخلقه فرض عليه فرائض وامره باوامره ومن اعظمها ان يعرف ربه وان يعبده وحده - 00:49:46ضَ
الله تعالى الذي هو رب الارباب والذي هو مدبر هذا الكون بهي من اوجب الواجبات واذا عرفه عبده وحده واخلص العبادة له وصرف او انصرف بقلبه وقال به عن كل ما سوى الله تعالى ولم - 00:50:17ضَ
ابقى في قلبه متسع لمخلوقك امتلأ قلبه بعظمة الله تعالى وبجلاله وبكبريائه فيكون بذلك من اهل الايمان حقا الذين صدقوا بانفسهم وصدقوا الله ما عاهدوا الله عليه واره ما خلقوا له وائتمروا بما امروا به. فكانوا بذلك من اهل - 00:50:47ضَ
هل العقول الذين نفعتهم عقولهم قد سمعنا هذه الادلة التي فيها الامر بالتفكر ان يتفكر في المخلوقات وان النبي عليه الصلاة والسلام قال تفكروا فيما خلق الله. وكرر ذلك وقال لا تتذكره الخالق - 00:51:23ضَ
لماذا لان صفات الخالق اذا يحيط بها المخلوقون قال الله تعالى ولا يحيطون ولا يحيطون به علما ولا يحيطنا بشيء من علمه الا بما شاء فاذا عجزوا عن ادراك مواد هذه المخلوقات التي - 00:51:53ضَ
يرونها ويشاهدونها بالطريق الاولى ان يعجزوا عن ادراك كونه تعالى وماهيتها وما تكون منه لا شك انهم عاجزون عن ذلك كما هو مشاهد يعجز الخلق مثلا عن ان يدركوا فلماذا - 00:52:29ضَ
تكون هذه الارض منبتة هذه غير منبتة ولماذا تمت هذه الحبة فيكون بنعم مثلا شجرة كبيرة او صغيرة ويكون منها او من نموها ثمر ويكون منها ايضا اغصان واهنانا واوراق وما اشبه ذلك يغذيها هذا الماء - 00:53:06ضَ
الذي جعله الله تعالى مادة هذه الموجودات وكيف مثلا ان الله تعالى اوجد هذا البحر هذه البحار العميقة التي لا يقدر قدرها الا الله. وكيف ما نظمت هذه المياه مع مرور الوه - 00:53:46ضَ
عليها وهي لن تنقص ولن تتغير. وكيف وجدت فيها هذه الحيوانات التي ملأتها كبيرة او صغيرة منوعة لا يعلم ولا يعلم مادتها التي خلقت منها الا الخالق وحده سبحانه لا شك انها - 00:54:15ضَ
هذا كله دليل على عظمة من اوجد هذه المخلوقات. فلذلك يتفكر لسانه في هذه الموجودات التي بين يديه ويصرف بصره ونظره وعقله عن التفكر في الخالق لانه عاجز عن ان يصل الى ذلك وانما يتذكر ان ربه سبحانه اعظم من كل شيء - 00:54:45ضَ
واجل من كل شيء واكبر من كل شيء وانه الخالق لكل شيء وانه هو الخالق وما سواه هو المخلوق ولعله بذلك يكون من الذين اه من الذين امتثلوا امر الله بالامر - 00:55:15ضَ
بالتفكر والتذكر - 00:55:35ضَ