شرح كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني

شرح كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني الدرس الثاني والخمسون

عبدالله بن جبرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قد اخبر الله تعالى بانه خلق السماوات والارض - 00:00:00ضَ

في ستة ايام ولو شاء لخلقها في لحظة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وجعل في خلقها عبرة وعظة قال تعالى ان في خلق السماوات والارض - 00:00:25ضَ

واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب هذه الاية وما بعدها في اخر سورة ال عمران ايات عظيمة ذكر الله تعالى في اولها خلقه لهذه السماوات والارض وذكر النهي هذا ابرة - 00:00:54ضَ

للمعتبرين وايات للمتفكرين الذين يذكرون الله في كل حالاتهم ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم لما انزلت عليه هذه الايات العشر الليلة من الليالي بكى وعلى ليله ثم قال - 00:01:22ضَ

وائل لمن قرأها ولم يتفكر فيها وسئل بعض السلف ما المخرج من هذا الويل يقال ان يقرأها وهو يعقلها يعني يقرأها وهو حاضر اللب. حاضر القلب عند قراءته لها ذكر الله تعالى فيها - 00:02:00ضَ

ان خلق السماوات والارض فيه ايات ولكنها ايات ودلالات وعجائب في هذه المخلوقات ولكن انما يعتبر بها ويتذكر اولو الالباب يعني اهل العقول الزكية الذين ينتبهون لما امروا به ويتفكرون في هذا - 00:02:33ضَ

هذه الايات ولذلك مدحهم وذكر شيئا من صفاتهم بقوله ان في خلق السماوات ايها الارظ واختلاف الليل والنهار. لايات لاولي الالباب. من هم؟ الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم - 00:03:04ضَ

هاي دائما ذكرهم لربهم. لا ينقطعون عن ذكره. ولا ينشغلون بل هم دائما يذكرونه ويتفكرون بخلقه. ولهذا قال يتفكرون التفكر تعقل يتفكرون في خلق السماوات والارض. ويقولون ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. اذا تفكروا في هذه المخلوقات - 00:03:27ضَ

العلوية والسفلية. عرفوا ان الله ما خلقها لهوا ولا خلقها باطلا فانه سبحانه يتنزه عن ان يخلق شيئا عبثا فما خلق الانسان كان عبثا ولا خلق هذه المخلوقات عبثا. كما قال الله تعالى - 00:04:11ضَ

وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق يعني ان الانسان اذا تفكر في خلقها اعتبر بذلك وعرف فيها الايات عرف انها ايات عظيمة. ودلالات كبيرة تدل على عظمة من - 00:04:41ضَ

خلقها اذا آآ نظرت في هذه الارض التي هي واحدة من سبعين وهي صغيرة بالنسبة الى بقية خلق الله تعالى الى بقية ما خلقه فانك بذلك تعتبر. وتقول سبحان من خلقها ومن اوجدها - 00:05:11ضَ

تسير فيها اياما وتجد فيها اختلافا فتجد ارضا آآ ليس فيها ارتفاع ولا منخفظ. وتجد بعدها ارظا رملية فيها كتب وفيها مرتفعات ثم تجد بعدها ارضا جبلية فيها صخور وفيها جبال - 00:05:41ضَ

اما مستوية واما شاهقة مرتفعة وتجد احيانا ارضا فيها شئاب فيها اودية وفيها اشجار. وتجد الاشجار والنباتات تختلف من بقعة الى بقعة وهكذا ايضا قول الله تعالى وبث فيها من كل دابة اي ما خلقه فيها من هذه الدواب - 00:06:11ضَ

الزاحفة والطائرة والسائرة الكبيرة والصغيرة لا شك انها عبرة وموعظة ذكر الله تعالى ايضا الليل والنهار يعني هذا الليل والنهار ايتان من ايات الله تعالى لشاء الله كما في بعض البلاد - 00:06:42ضَ

لجعل الليل كله دائما. ولشاء ان يجعل النهار دائما. ولهذا قال تعالى قل ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بضياء يأتيكم بنور تمشون فيه الله تعالى هو الذي يأتي - 00:07:09ضَ

ذلك ثم قال قل ارأيتم ان جعل الله عليكم النهار زغمدا يعني دائما مستمر طبعا من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه. فهو سبحانه جعل هذا الزمان قسما الى ليل ونهار وجعل الليل يستقرون فيه ويهدأون وتهدأ حركاتهم - 00:07:39ضَ

ويريحون انفسهم بعد التعب او بعد الكد وبعد التقلب في امورهم وفي مصالحهم كلهم سكنا كما في قول الله تعالى ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله لتسكن في الليل ولتبتغوا من فضله في النهار. فالنهار هو محل العمل ومحل تقلبه - 00:08:09ضَ

الاعمال وما اشبهها والليل جعله سكنا كذلك ايضا جعل لكل منهما اية قال الله تعالى وجعلنا الليل والنهار ايتين لما حاولنا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة فاية ان هذه هي هذه - 00:08:39ضَ

التي اذا طلعت اضاءت الدنيا اضاءت ما على وجه الارض واشرقت لهم بنورها وصار في مهر ظاهر يتكلمون به حاجاتهم ويذهبون فيما يريدون فاذا غابت عنهم اظلم عليهم الزمان واية النهار هي الشمس - 00:09:07ضَ

واية الليل هي القمر اذا جاء الليل فانهم ينتفعون بالقمر حيث يضيء لهم بعد اذا رأى بعض الاظاءة ويستدلون به ويسيرون على ظوءه اذا احتاجوا الى السرف الليل مم هذه الشمس وهذا القمر - 00:09:37ضَ

اية تعني من ايات الله قال الله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا القمر واسجدوا لله الذي خلقهن يعني انهما ايتان مخلوقتان من ايات الله الشمس والقمر جعلهم الله تعالى دائبين - 00:10:02ضَ

قال تعالى وسخر الشمس والقمر دائبين اي يسيران دائبين لا يتوقفان احيانا يجتمعان في اول الشهر فيكون القمر مقاربا للشمس بعد ذلك تأخر عنها كل يوم منزلة من المنازل الى ان يكون في الشرق والشمس في الغرب - 00:10:28ضَ

وذلك عندما ينتصر النهار ليل جعل الله تعالى عندما ينتصف الشهر جعل الله ذلك لمعرفة الاوقات فيعرفون اليوم بهذه الشمس ويعرفون الاسبوع بالشهر امس ويعرفون الشاعر القمر وكذلك يعرفون السنة بهذا القمر يعرفون السنة - 00:10:58ضَ

الاشهر التي يعرفونها بهذا القمر. وذلك قوله تعالى ولتعلموا عدد السنين والحساب اخبر تعالى بانه جعل هذه الايات حتى يعرفوا ذلك ثم معلوم ان الشمس تطلع كل يوم وتغرب كل يوم اي مساء كل يوم تغرب - 00:11:28ضَ

وتطلع على اخرين. فاذا طلعت علينا فقد غربت عن غيرنا. فذلك لان الارظ التاسعة فتغرب عنا وتطلع على اخرين على غيرنا وهكذا دأبا وكذلك ايضا القمر قد يطلع عندنا في وقت من الاوقات ويكون غائبا - 00:11:54ضَ

عن غيرنا قد يطلع عند غيرنا يكون طالعا على على علينا فجعلهما الله على سائرين دائبين للشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق كل منهما يسير في تيسير الله تعالى جعل الشمس لها فلكا تسير - 00:12:24ضَ

حتى تقطع هذا الهلاك في يوم وليلة اي تقطع هذه المسافة الطويلة في يوم منه ليلة وجعل القمر ايضا في فلك. ولذلك قال تعالى للشمس ينبغي ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار. وكل في فلك يسبحون. اي الليل والنهار - 00:12:54ضَ

كل منها مركبة في فلك تسبح يعني سائرة كما ركبت وكما سخرت هكذا اخبر بانه سخر الشمس والقمر كل اي كل منهما يجري ايجري يعني يسير في جهته التي يسير فيها. قال تعالى والشمس تجري لمستقر لها - 00:13:24ضَ

اي تسير سيرها الحثيث الذي سيرها الله وركبها والقمر يجري اي يسير ولهذا قال وسخر لكم الشمس القمر كل يجري لاجل مسمى الا هو العزيز الغفار فذكر جريانهما وجريانهما على ما قدر الله على ما يسره كل منهما يسير - 00:13:54ضَ

السير المعتاد الا ان سير الشمس اسرع من سير القمر. ولهذا اذا كان في اول الشهر يكونان مجتمعين في في المغيب في المغرب نراه جميعا ثم في اليوم الثاني نرى اشعاع القمر تأخر عنها قليلا ثم في اليوم الثاني تأخر - 00:14:24ضَ

ثم في اليوم الثالث تأخر الى ان يصير القمر في المشرق والشمس والمغرب في نصف الشهر وهكذا لا يزال يتأخر الى ان تدركه مرة ثانية يعني تقرب منه فعند ذلك يكون ذلك علامة على تمام الشهر - 00:14:54ضَ

واذا كان كذلك فان الله تعالى قد ذكر ان للشمس مشرقا او مشارق وكذلك للقمر قال الله تعالى فلا اقسم برب المشارق والمغارب كيف يكون لها مشارق مغارب الشمس ومشارق القمر ومغارب كل منهما. اي الذي يشرق ويغرب وذلك لان الشمس - 00:15:20ضَ

تارة تارة تطلع من جنوب الارظ فيما نرى وتارة تكون من وسطها وتارة تكون من الشمال وكذلك ايضا القمر تارة يطلع من جهة الجنوب وتارة من وسط الارض وتارة من جهة الشمال - 00:15:50ضَ

وهكذا الغروب نشاهده مثلا انه يغرب من جهة الشمال ثم في اشهر يتأخر قليلا الى ان يغرب في وسط ثم يسير قليلا قليلا الى ان يغرب في جهة الجنوب فلاجل ذلك جمع الله المشارق والمغارب - 00:16:12ضَ

فلا اقسم برب المشارق والمغارب اثناهما ايضا في قوله تعالى رب المشرق ورب المغربين المراد مشرق الشمس في الشتاء ومشرقها في الصيف وكذلك مغرب الشمس في الشتاء مغربها في الشتاء - 00:16:37ضَ

في جنوب المغيب في جنوب الجهة الغربية. وفي الشتاء في في شمالها فذناهما في هذه الاية رب المشرقين هو رب المغربين. وافردهما ايضا في قوله تعالى المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا. اي المراد في المشرق - 00:17:07ضَ

شرق كله الذي يشرق منه الشمس والقمر والمغرب الغرب كله الذي تغرب الذي يغرب منه القمر من قول الله تعالى ولله المشرق والمغرب. اي له الشرق والغرب. اي كله ملك له. لله - 00:17:37ضَ

الذي هو جهة الشرق ولله المغرب الذي هو جهة الغرب ولهذا قال موسى لفرعون عون رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون. اي ربهم او مالكهم او مالكهم بينهما والذي بينهما هما الخلق كلهم فانهم بين المشرق والمغرب يعني على وجه الارض - 00:18:02ضَ

التي فيها شروق وفيها غروب. فاذا عرفنا ذلك فنقول ان الله تعالى ذكر ان هذا العبد الصالح الذي هو ذو القرنين بلغ المشرق والمغرب في قوله تعالى حتى فاذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حميئة ثم قال ثم اتبع سببا حتى - 00:18:32ضَ

اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع الى قوم فلا بد ان نعتقد بانه وصل الى مكانا رأى الشمس تغرب فيه به تلك العين. وان كان وراءها ناس وخلق ولكنه وقف عند تلك العين ولم يستطع ان يتجاوزها ولعل ذلك نهر من البحار التي - 00:19:02ضَ

يرأى انه لا يمكن قطعها فتوقف عند ذلك ما امره الله بقوله اما ان واما ان تتخذ فيهم حسنا الى اخر الايات ثم بعد ذلك رجع جهة المشرق توجه جهة المشرق حتى وصل الى مكان لم يجد وراءه مسيرا وجد الشمس تطلع الى - 00:19:32ضَ

لا يكادون يفقهون قولا اي لا يعرفون كلامه وذلك لان لغات اهل الارض مفاوتة ولعل الله تعالى فتح عليه وعلمه اه لغة كل قوم حتى يقيم عليهم الحجة ويدعوهم الى الله تعالى ويثيب من آآ اطاعه واتبعه - 00:20:02ضَ

ويعاقب من عصاه ولذلك قال اما من ظلم فسوف نعذبه واما من امن وعمل صالحا فسنقول له من امرنا يسرا نصدق بما اخبر الله تعالى عن عنه في هذه الايات انه بلغ المغرب والمشرق - 00:20:34ضَ

لكن نعرف انه ان الارض ليس لها نهاية حتى يصل الى منتهاها. ونعرف ايضا ان المراد بالمشرق والمغرب هو ما انتهى اليه من السير وقد يكون قطع ذلك في عشر سنين - 00:20:59ضَ

او في عشرين سنة او في اكثر او في اقل فان ذلك قد يكون في الامكان امده الله تعالى بقوة واعطاه ما يتمكن به من السير في ارجاء الارض وبكل - 00:21:19ضَ

فان هذا مما امتحن الله تعالى به العباد ليظهر هل يصدقون ام لا فاذا امنوا بما اخبر الله تعالى في ذلك كله وان لم تدركوا عقولهم كان هذا مما يثابون عليه - 00:21:39ضَ

يدخل في الايمان بالغيب الذي مدح الله تعالى به في قوله تعالى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب فنؤمن بالغيب الذي اخبرنا به فيما سبق وان لم نتخيل وقوعه وكذلك ايضا نؤمن بال - 00:21:59ضَ

طيب الذي اخبرنا به في المستقبل وما يكون من امر هذه المخلوقات قد اخبرنا الله تعالى انه اذا قامت القيامة فان الشمس تكور في قوله اذا الشمس كورت اي جمعت ولو كانت اكبر من او مثلها او نحو ذلك واخبر بان النجوم - 00:22:19ضَ

مع كثرتها تتساقط في قوله تعالى واذا الكواكب انتثرت اي تساقطت سقطت كما يشاء الله يصدق بذلك وان كنا نعرف ايضا انها كبيرة لا يقدر قدرها الا الله تعالى. يعني هذه النجوم التي هي مركبة - 00:22:49ضَ

في السماء الدنيا والتي جعلها الله تعالى زينة لها. قال الله تعالى وزين سماء الدنيا بمصابيح. وجعلناها وحفظا. اي هذه المصابيح التي هي النجوم. جعلها الله تعالى زينة للسماء زينة للسماء ورجما للشياطين وعلامات يهتدى بها وسماها مصابيح. ولقد - 00:23:17ضَ

ان السماء الدنيا بمصابيحه وجعلنا هرجما للشياطين. فاذا كان يوم القيامة فانها تتناثر على الارض وتمد هذه الارض مديم العكاظ يبسطها الله تعالى ويحاسب الخلق عليها ويجمع الله عليها اول الخلق واخرهم كما قال الله تعالى - 00:23:47ضَ

قل ان الاولين والاخرين لمجموعون الى ميقات يوم معلوم. فاذا كان يوم القيامة جمعه الله جمعهم في صعيد واحد حاسبهم وكانوا جميعا على الارض ولو كانوا كثيرا لا يحصي عددهم الا الله تعالى. فعند ذلك يثيب الله - 00:24:17ضَ

الصالحين والاتقياء ويعاقب غيرهم من الكافرين بما يشاء كما عاقب بعض في الدنيا وعجل لهم العقوبة واثاب بعضهم عجل لهم ثوابا وادخر لهم ايضا الثواب فكل ذلك مما يصدق به العباد. اما - 00:24:47ضَ

اه بعد ان بعث وعندما يدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار فقد قيل ايضا ان هناك ما يستدلون به على الليل والنهار انه هناك ليل ونهار واستدل بقول الله تعالى لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا - 00:25:19ضَ

يدل على ان هناك بكرة التي هو اول النهار وعشية يعني هو اخر النهار ولكن قيل ان معنى ذلك رزقهم يأتيهم كل وقت كما يأتيهم في الدنيا في اول الليل وفي اخره او في اول - 00:25:43ضَ

انها ليؤهي اخره بكرة وعشية وورد ايضا في بعض الاحاديث بصيغة يوم القيامة ان الشمس تدنو من العباد حتى يقول الراوي فلا ادري هل اراد الميل الذي تكحل به العين او الميل - 00:26:03ضَ

هو المسافة مسافة السير فان هناك مسافة نحو كيلوين الا ثلث تسمى ويمكن انه اراد انها تدنو حتى تكون بهذه المسافة ويزاد في حرها فحينئذ الناس اذا اشتدت عليهم حرارتها ولعل ذلك قبل ان يأتي الزمان الذي يكورها الله - 00:26:29ضَ

تعالى ورد ايضا في بعض الاحاديث ان الشمس والقمر عقيران يوم القيامة في النار وذلك لانهما كانا خلقا لامر من الامور. فاذا انقضى ذلك الامر ان الله تعالى يزيل آآ اجرامهما خلقهما الله تعالى للعبرة وخلقهما لمعرفة الحساب - 00:26:59ضَ

وخلقهما للنور والاضاءة فاذا كان يوم القيامة وزال الحاجة اليهما فان انهما يكونان يقرين ورد ايضا في بعض الاحاديث انه يقال لتتبع كل امة ما تنهى كانت تعبد من كان يعبد الشمس الشمس ومن كان يعبد القمر القمر قيل معناه ان الشمس تنزل ويقال هذه الشمس التي كنا تعبدون - 00:27:29ضَ

فيتبعونها حتى يسقطوا في النار ويتبعوا من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت. فكل ذلك دليل على ان هذه الشمس والقمر انها مؤقتة بهذه الدنيا وانها يوم القيامة تزول الحاجة اليها - 00:27:59ضَ

انه ليس في الجنة ليل ولا نهار وانما نوره من نور الله تعالى. ولهذا روي ايضا ان ان وقتهم كله ضياء ليس فيه حرارة شمس ولا فيه ظلمة ليل وهذا آآ من تمام نعيم اهل الجنة - 00:28:19ضَ

انهم نهارهم وليلهم سواء واما اهل النار فقد يكونون في ظلمة شديدة والله على كل شيء قدير نواصل القراءة بسم الله الرحمن الرحيم لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:28:39ضَ

قال رحمه الله تعالى حدثنا الوليد قال حدثنا احمد القاسم قال حدثنا سليم المنصور ابن عمار ابن منبه رحمه الله تعالى ان ذا القرنين اول من لبس العمامة وذاك انه كان في رأسه قرنان كالظلفين يتحركان فلبس العمامة من اجل ذلك - 00:29:06ضَ

وانه دخل الحمام ودخل كاتبه معه فوضع ذو القرنين العمامة فقال له ذو القرنين هذا امر لم يطلع عليه خلق غيرك فان سمعت به من احد قتلتك قال فخرج الكاتب من الحمام فاخذه كهيبة الموت - 00:29:27ضَ

قال فاتى الصحراء فوضع فمه بالارض ثم نادى الا ان للملك قرنين الا ان للملك قرنين الا ان للملك قرنين. فانبت الله الله عز وجل من كلمته قصبتين فمر بهما راع فاعجب بهما فقطعهما واتخذهما مزمارا وكان اذا زمر خرج - 00:29:44ضَ

من القصبتين الا ان للملك قرنين. الا ان للملك قرنين. قال فانتشر ذلك في المدينة فارسل ذو القرنين الى الكاتب فقال ليصدقني او لاقتلنك. قال فقص عليه الكاتب القصة فقال ذو القرنين هذا امر اراد الله عز وجل ان يبديه - 00:30:04ضَ

قال فوضع العمامة على رأسه. قال حدثنا الوليد قال حدثنا ابراهيم بن يوسف عن عن ابن جريج في تفسير ووجد عندها يا قوماه قال مدينة لها اثنى عشر الف باب لولا اصوات اهلها لسمع الناس وجوب الشمس حين تجب. فحدث عن - 00:30:24ضَ

حسن يا سمرة قال النبي صلى الله عليه وسلم سترا لم يبنى فيها بناء قط. ولم يبنى عليهم بنيان قط كانوا اذا طلعت الشمس دخلوا سربا لهم حتى تزول. قال حدثنا الوليد قال حدثنا ابو طالب قال حدثنا علي قال حدثنا سيول قتيبة. قال - 00:30:44ضَ

تحدثنا سائل قال سمعت الحسن رحمه الله تعالى يقول تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا. قال ارضهم ارض لا تحمل البناء. فاذا طلعت الشمس تغوروا في الماء - 00:31:04ضَ

اذا غربت خرجوا يتراعون كما ترى البهائم. قال حدثنا الوليد قال حدثنا احمد القاسم قال حدثنا سفي بن منصور قال حدثنا ابن الاصباني عن عمرو ابن ثابت عن ابيه عن سعيد ابن جبير رضي الله عنه قال سار ذو القرنين حتى اتى مطلع الشمس فمثل له مدينة - 00:31:21ضَ

خارجة من افق السماء فتطلعت نفسه ان يملكها فمثل له رجل ومعه ميزان. فوضع في كفة فوضع في كفته حجير وفي الاخرى ذهب وفضة. فرجع الحجير ثم زاد مع الذهب والفضة ورجح الحدير فلم يزل حتى مثل له - 00:31:41ضَ

له الدنيا بما فيها. فكذلك يرجح الحدير بها فقال ذو القرنين ما رأيت منظرا اعجب من هذا. قال ثم وضع على الحجر يا للحجر كفا من تراب. فرجحت الدنيا فقال ذو القرنين وهذا اعجب. فقال له الرجل ملكت من مشرق الارض الى - 00:32:01ضَ

فلم تشبع حتى تطلع نفسك الى هذه المدينة واعلم ان نفس ابن ادم لا يملؤها الا التراب. ارجع حيث جئت. قال وحدثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال حدثنا عبد الجبار - 00:32:21ضَ

قال حدثنا سفيان تابوت من حديد فاتاه ملك فقال اي شيء تريد ان تصنع؟ قال اريد ان افعل كذا وكذا قال لقد كان قبلك رجل اعطي مثل ما اوقيت فاراد ان يصنع. فاتيته وهو بالبحر فقطعته فهو يهوي الى يوم القيامة. ارجع - 00:32:36ضَ

فغطسته. قال حدثنا احمد بن محمد بن ابراهيم. قال حدثنا محمد بن احمد بن البراء قال حدثنا عبد المنعم عن ابيه عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال ان ذا القرنين كان رجلا من اهل الاسكندرية - 00:33:06ضَ

ابن عجوز من عجائزهم ليس لها ولد غيره يقال له الاسكندر. وكان خارجيا في قومه لم يكن افضلهم حسبا ولا موضعا ولكن النشأ في ادب وفي ادب حسن وحلم وموات وعفة من - 00:33:27ضَ

وعفة من لدن كان غلاما الى ان بلغ رجلا. ولم يزل منذنا شا يتخلق بمكارم الاخلاق واسمو اليها في العموم وكان قد حلم حلما رأى به ان انه دنا من الشمس حتى اخذ بقرنيها في شرقها وغربها - 00:33:43ضَ

فلما فلما قصروا مياه على قومه سموا ذا القرنين فلما رأى هذه الرؤيا بعدت همته. واشتدامه على صوته وعز في قومه والقى الله عز وجل عليه الهبة بسبب ما اراد به. وحدث نفسه باشياء كلها فكان اول ما اجمع - 00:34:03ضَ

عليه رأيه الاسلام اسنا فحسن اسلامه ثم دعا قومه الى ان يسلموا فاسلموا عنوة من عند اخرهم ثم امرهم فبنوا له مسجدا قارا فلم يجدوا بدن نجابوه فاستعملهم في بنيان ذلك المسجد جميعا لما البسه الله عز وجل من الهيبة والسلطان. ثم امرهم - 00:34:24ضَ

طول المسجد اربع مائة ذراع وعرضه مائتي ذراع وعرض الحائط اثني عشر اثنتين وعشرين ذراعا وطولا وطول وطول في السماء مائة ذراع وامرهم الا ينصبوا في اسمه سوى الشوارع قالوا له يا ذا القرنين - 00:34:47ضَ

فكيف له بخشب يبلغ ما بين الحائطين؟ فقال لهم اذا فرغتم من بنيان الحائطين كبستموه بالتراب حتى يستوي الكبش مع حيطان المسجد فاذا فررتم ذلك فانفرظتم فاذا فرغتم ذلك فرضتم على الموسع قدره وعلى المعسر قدره من الذهب والفضة وقطعتموه مثل قلامة الظفر - 00:35:07ضَ

ثم خلطتموه بذلك الكبش وعملتم له خشبا من نحاس تذيب تذيبون ذلك. وانتم متمكنون من العمل اذا شئتم على ارض مستوية. فاذا فرغتم من ذلك وقد عملتم وقد عملتم طول كل خشبة مئتي ذراع. في اربعة - 00:35:33ضَ

وعشرين ذراعا للحائطين منها اربع وعشرون ذراعا ومائتي ذراع لما بين الحائطين. لكل حائط اثنتا عشرة ذراع عن ثم تدعون المساكين لنهب ذلك التراب. فيسارعون اليه من اجل ما فيه من الذهب والفضة. فمن حمل شيئا فهو له - 00:35:53ضَ

اخرج المساء فاخرج المساكين ذلك التراب. وقد استقل السقف بما فيه واستغنى عن المساكين. فجندهم اربعين اول جند اتبعه وجعلهم اربعة اجناد في كل جند عشرة الاف ثم سيرهم في البلاد وحدث نفسه وحدث نفسه - 00:36:13ضَ

واجتمع اليه قومه واهل مدينته فقالوا يا ذا القرنين انا ننشدك بالله لا تؤثر علينا بنفسك غيرنا ونحن ثروتك وفينا كان مسقط رأسك ونشأة ونشأت وربيت. وهذه اموالنا وانفسنا فانت الحكم فينا - 00:36:33ضَ

هذه امك عجوز كبيرة وهي اعظم الرأي لرأيكم ولكني بمنزلة ولكني بمنزلة المأخوذ بقلبه وسمعه ويرفع من خلقه قدما لا يدري اين يتوجه ولا ما يراد به ولكن هلم ما - 00:36:55ضَ

قومي فادخلوا هذا المسجد فاسلموا من عند اخركم واياكم ان تخافوا علي فتهلكوا. ثم دعا ذوقان الاسكندرية وقال معمر مسجدي هذا وعزي عني امي فكان مما تخلفه الديقان به انه لما رأى شدة وجد امه وطول بكائها احتال - 00:37:15ضَ

ان يعزي ما اصاب الناس قبلها وبعدها من المصائب والبلايا. فاراد ان يعلمها ان الله تعالى لم يبرأ احدا من البلايا والمصائب والفجعات قبلها ولا بعدها. ثم انه صنع عيدا عظيما وكان منه حيلة لا ثم اذن مؤذن يا ايها الناس - 00:37:38ضَ

ان فلانا الذهقان قد اذن لكم ان تحضروا عيده في يوم كذا وكذا. فلما كان اليوم الذي اراد ان يحضره فيه الناس اذن مؤذن ويا ايها الناس ان فلانا ذو قال قد اذن لكم لتحضروا عيده في هذا اليوم فاسرعوا اليه - 00:37:58ضَ

واحذروا ان يحضره الا رجل علي عن المصائب والبلايا والفجعات. فلما فعل هذا لم يدري الناس على ما يضعون فقالوا هذا رجل انفق مع انفق فعظمت نفقته ثم ندم وادركه البخل فتدارك امره فاجمع - 00:38:18ضَ

امرهم ان يخلوه وقالوا من هذا؟ وقالوا من هذا الذي عري من البلايا امن هذا الذي لم يفجع وتصب المصائب فان اهون الناس مصيبة لاهل الملاهي الموت لانه امر شامل كتبه الله عز وجل على جميع خلقه. فلابد للعبد من ان يموت سوى سوى مصائبه سوى - 00:38:38ضَ

مصائب اخرى ورزايا عظام تكون مما كتبها الله عز وجل على اهل الدنيا وكل هذا تسمع امنا وكل هذا تسمع ام القوم ذئ القرنين وقد ملئت منه عجبا وليست تدري ما يريد - 00:39:03ضَ

ثم ان الدوقان بعث مناديا بعد ما تكلم الناس وخاضوا فيه فاذن ايها الناس ان فلانا الذوقان قد اذن لكم لتحضروا عند يوم كذا فلا يحضرن فلا يحضرنه الا رجل قد ابتلي واصيب او فجع. واياكم ان يحضر او احد من خلق الله - 00:39:20ضَ

عن البلايا من البلايا. لانه لا خير في من لا يصيبه البلاء. فلما فعل هذا تكلم الناس فقالوا هذا رجل قد بخل ثم ندم واستحيا فتدارك رأيه وحجى عيبه لما اجتمع الناس خطبهم فقال يا ايها الناس اني لما جمعت لما جمعتكم لما دعوتكم لما دعوتكم - 00:39:40ضَ

ولكن جمعتكم لاكلمكم في في ذي القرنين فيما لحقنا به من فقد صاحبنا وفراقه. انه عمد الى اعظم اهل الارض علما وعلما وحكما وخطرا وابعدهم صونا واشدهم حيلة وبأسا وقلبا وجناحا فاجتلح من بين اظهر - 00:40:06ضَ

ما في مثل قلتنا وظعفنا وحاجتنا اليه. فلما عظمت مصيبته علينا نظرت في مواقع البلاء فوجدت البلاء لنا لنا اخوة حسنة منذ يوم خلق الله تعالى ادم عليه السلام الى يومنا هذا فتعزيت بذلك واردت ان اقص عليكما - 00:40:26ضَ

العزاء لتصبروا تسلموا وترضوا بقضاء ربكم تبارك وتعالى. ولو نظرتم فيما قصصت عليكم مع مواقع البلاء لوجدتم اعظم اشد على النبيين ثم خيار الناس بعدهم. ابتلى الله عز وجل ادم عليه السلام اول خلقه ووخيرته وصفوته من خلقه - 00:40:46ضَ

خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته واسكنه جنته واكرمه بكرامة لم يكرمها احدا من خلقه قبلهم ولا بعده ثم ابتلاه باعظم بلية كانت في الدنيا من حين خلقها الله عز وجل ذلك الخروج من الجنة. وهي المصيبة التي لا جبران لها - 00:41:06ضَ

مثل ادم ومن هذا ليس له اسوة حسنة وعذاب عظيم لادم. ثم ابتلى الله من بعده بالحريق والجلاء من بعده والجلاء وابتلى اسحاق عليه السلام بالذبح. ويعقوب بالحزن والبلاء وعمى البصر. ويوسف عليه السلام بالرق. وايوب عليه السلام - 00:41:29ضَ

السقم والمال والولد. ويحيى عليه السلام. وخلق من خلق الله عز وجل كثير لا يحصيهم الا الله عز وجل. فلما من هذا الكلام عارضوا كلاما واجابوا فاحسنوا اجابته ثم قالوا ثم قال لهم انطلقوا بنا نعزي ام ام الاسكندروس - 00:41:49ضَ

وننظر كيف صبرا فانا فانها اعظمت مصيبة في ابنها لما دخلوا عليها قالوا لها هل حضرت او سمعت الكلام قالت لهم ما غاب عني من امركم شيء. ولا سقط علي من كلامكم شيء. وما كان منكم احد اعظم مصيبة - 00:42:09ضَ

صبرني الله عز وجل ورضاني وربط على قلبي واني ارجو ان يكون صبري وعزائي في القوة والتسليم بقدر ايضا من مصيبتي واني لارجو ان يكون اجري وثوابي على قدر ذلك واني لارجو لكم من الاجر بقدر ما - 00:42:29ضَ

خزيتم من فقد اخيكم تؤجروا على قدر ما نويتم في امي واملتم والله يجزيني واياكم ويغفر لي واياكم ويرحمني واياكم فلما حسن عزائها وصبرها انصرفوا وتركوها وانطلق ذو القرنين يسير على وجهه حتى امعن في البلاد يؤم الغرب وجنوده - 00:42:49ضَ

يومئذ المساكين فلما امعن في البلاد اوحى الله عز وجل اليه انك رسول هذا القرنين الى جميع الخلائق ما بين من مطلع الشمس الى مغربها فانت رسولي اليهم وحجتي عليهم هذا تأويل رؤياك التي رأيت وقد بعثتك الى جميع الامم - 00:43:12ضَ

وهم جميع خلقي منهم متان بينهما طول الارض كله. فذكر الحديث بطوله نحو حديث محمد بن عيسى عن سلمة ابن وزاد فيه قال فاقام عندهم ذو القرنين حتى قبض. ولم يكن لهم فيه عمر. وقد كان بلغ السن وادركه الكبر - 00:43:32ضَ

وكان عدد ما صار في البلاد من يوم بعثه الله عز وجل الى قبضه من يوم بعثه الله عز وجل الى قبره خمسمائة عام. قال اخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد قال حدثنا ابو عبيد الله المخزومي قال حدثنا سفيان عن الفضل بن عطية عن عبدالله بن عبيد بن - 00:43:52ضَ

عمير رحمه الله تعالى ان ذا القرنين حج ماشيا فسمع به ابراهيم عليه السلام فتلقاه قال حدثنا محمد بن الحسين قال قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن اسحاق. قال حدثني بعض من يسوق الاحاديث من الاعاجم من اهل الكتاب ممن قد - 00:44:12ضَ

فيما توارثوا من علمه ان ذا القرنين كان رجلا صالحا من اهل مصر اسمه اسمه مرزبة ابن مرزبة اليونان بن نوح قال سلمة عن محمد قال حدثني ثور ابن يزيد عن قال - 00:44:32ضَ

عن خالد بن معدان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذي القرنين فقال ملك مسح الارض من تحتها الاسباب قال خالد وسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يقول يا ذا القرنين فقال عمر رضي الله عنه اللهم اللهم - 00:44:51ضَ

اما رضيتم ان تتسموا باسماء الانبياء حتى تسموا باسماء الملائكة. قال محمد بن اسحاق رحمه الله تعالى فان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال ذلك فالحق ما قال والباطل ما خالفه. قال حدثنا محمد بن الفضل بن الخطاب - 00:45:14ضَ

قال حدثنا ابو حاتم قال حدثنا محمد ابن راشد قال قال محمد سليمان رحمه الله تعالى لما مات ذو القرنين رحمه الله خرجت امه في احسن زي نسايا للاسكندر حتى وقفت على قبره فقالت واعجباه ممن بلغ - 00:45:34ضَ

ما حكمه واقطار الارض ملكه وسلطانه؟ ودانت له الملوك عنوة. اصبح اليوم نائما لا يستيقظ صامتا لا يتكلم محمولا على ايدي من لا يناله بصره. الا هل مبلغ عني اعني الاسكندر؟ فاني قد وعظت فاتعظت عزيت فصبرت - 00:45:54ضَ

لولا اني لاحقة به ما فعلت. وعليك السلام ابني حي وهالكا. فنعم المرء فنعم المرء كنت ونعم الهالك انت لا يزال هذا كله يتابع الكلام حول ذي القرنين ذكر بعضهم انه من الملائكة - 00:46:14ضَ

استدلوا بهذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعى ذا القرنين قال تسميتم باسماء الملائكة لو تجاوزتم اسماء الانبياء فتسميتم باسماء الملائكة ولكن المشهور ان ذا القرنين من البشر - 00:46:38ضَ

انه انسان بشر سمعنا انه كان له قرنان يعني من شعر رأسه قد جعله القرنين ما سمي بذلك في صغره وانه كان يسمى الاسكندر او اسكندر هذا قول مشهور واما - 00:47:15ضَ

القصص التي ذكرت وما ورد في مبدأ امره يغلب انها من مقالات القصاص الذي يذكرونها في قصصهم الغالب انها ليست ثابتة وذلك لان هناك قصاص يعني وعاظ يذكرون قصصا طويلة - 00:47:49ضَ

انهم يصورونها او يتخيلون شيئا فيجعلون له صورة ويجعلون له مثالا ثم يسردون قصة طويلة بحيث ان الناس يصغون اليها ويتعجبون منها وهي خيالية ليست صحيحة ولاجل ذلك كانوا يقولون - 00:48:22ضَ

هذه من احاديث القصاص من قصص الوعاظ الذين يقفون في المجتمعات يعني في المساجد الاسواق التي يجتمع الناس فيها يتكلم احدهم اما رجالا من حفظه واما يكتب قصة في ورقة ثم بعد ذلك - 00:48:59ضَ

يتكلم يقرأها ويخشع الناس ويظنون انها واقعية وانها قصة حقيقية ثم اكثر هذه الروايات التي سمعنا من قصص الاسرائيليات التي ينقلها بعض من اسلم من اهل الكتاب من اليهود ينقلونها عن كتب بني اسرائيل - 00:49:33ضَ

امثال كعب الاحبار ووهب ابن منبه وكان الصحابة والتابعون يثقون بهم وذلك لانهم من المسلمين الذين تركوا ديانات قومهم كاليهودية ودخلوا في الاسلام طوعا بدون اختيار. وكان عندهم مؤلفات وكتب قديمة - 00:50:07ضَ

من كتب اه احباب اليهود ورهبان النصارى ولكنها ليست موثوقة بل الغالب انها محرفة او ان اكثر ما فيها ليس بصحيح وانما هو من افتراء اولئك الاحبار ونحوهم وزياداتهم كتبوها - 00:50:40ضَ

كتسلية لمن يقرأها وكان هؤلاء الذين منهم هؤلاء الاحبار يقرأونها على المسلمين قراءة مطولة ومنهم من يكتبها على انها موثوق بها ومنهم من يحفظها ذكروا مثل ذلك كثيرا المحققون يعرضون عنها - 00:51:12ضَ

ولكن الكثير من المفسرين يصدقون بها ويقصونها وقد اكثر منها المفسر المشهور ابن جرير في تفسيره وكذلك يا البغوي صاحب التفسير وكذلك الثعلبي في تفسير له ايضا وغيرهم من الذين يأخذون ما وجدوا - 00:51:47ضَ

فيذكرون منها كثيرا في هذه القصة التي هي قصة ذي القرنين وكذلك في قصة اصحاب وقد اوردوا فيهم قصصا طويلة تبلغ عشر صفحات او اكثر وكذلك قصة هاروت وماروت اذا فيها كثيرا من الاسرائيليات - 00:52:24ضَ

وكذلك قصة طالوت قالوا توجه لوت وقتال جالوت وقتل داوود له قصة اجملت في القرآن وفيما ذكر في القرآن وضوح ثم جاء هؤلاء الذين ينقلون عن هذا عن كتب بني اسرائيل - 00:52:55ضَ

الاوغل في ذكر القصة وتوسعوا فيها مما اذا سمعه العاقل يعرف انه لا حقيقة له هو انه من جملة الاساطير الاولين الذي يسطرونها ثم يأتي من بعدهم يظن انها حق وانها واقعة - 00:53:26ضَ

فيصدق بها وكذلك ايضا اه قصة اه قصص الانبياء كقصة نوح وقصة وقصة ابراهيم وهكذا ايضا كثير منها قد يكون غير ثابت قد يكون فيه طعن في الانبياء اطعن في قصة داوود - 00:53:55ضَ

الذين دخلوا عليه وقالوا او قالوا بعضهم لبعض يحكم بيننا بالحق ولا تشقط واهدنا الى سواء الصراط وبكل حال قد ذكر ابن كثير رحمه الله ان الاسرائيليات ينقسم الى ثلاثة اقسام - 00:54:31ضَ

قسم يشهد القرآن والسنة بصدقه وبوقوعه فهذا يقبل ولكن يستغنى عنه بالادلة الثابتة التي هي الاحاديث والايات والقسم الثاني يشهد كتابنا وسنة نبينا بانه كذب فهذا باطل لا يجوز ولا يجوز تصديقه. وقسم ليس في الكتاب والسنة دلالة على - 00:55:00ضَ

فهذا هو الذي لا يصدق ولا يكذب ورد انه صلى الله عليه وسلم قال اذا حدثكم بنو اسرائيل فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا امنا بما انزل الينا وما انزل اليكم والى هنا والهكم واحد ونحن له مسلمون - 00:55:43ضَ

اي لا تصدقوهم فقد يكون كذبا. فتصدقون بما هو كذب. معروف انه كذب وقد تكذبوهم فيكون صدقا وحقا. فتصدقون بالحق. ولكن توقفوا في ذلك ومع ذلك فان كثيرا من القصص الاسرائيلية - 00:56:10ضَ

اذا سمعها اذن عاقل يعرف انها خيالية مثل هذه القصص التي سمعنا في قصة ذي القرنين الاصل انها قصص نسيج عقل ونسيج فكر فيجزم بانها ليست حقيقية ولكن الذي هو ابو الشيخ الاصبهاني - 00:56:41ضَ

روى باسانيده المتصلة الى من قالها وتكون العهدة على من اه اختلقها وكذبها ويقول هذا مرجعي فيها وهؤلاء الذين نقلوها المحقق الذي تحقق هذه الرسالة بعد اه بين عظاء من روى هذه القصص - 00:57:17ضَ

يعني هل لابد ان تكون مروية في كتب التفسير التي تتوسع بذكر الاسرائيليات ونحوها في تفسير ابن جرير وتفسير الثعلبي والثعلب دين وعالم ولكن ليس عنده تمييز بالاحاديث يسمونه حاطب ليل - 00:57:50ضَ

بمعنى انه يجمع ما وجده ويأخذه دون تمييز بينما صح وما لم يصح وله ايضا كتاب مطبوع اسمه قصص الانبياء الثعلبي مطول كثيرا وله عظام عرائس المجالس مطبوع عظام وفيه ايضا كثير من هذه القصص - 00:58:25ضَ

التي يعرفوا بادنى تأمل انه لا اصل لها نحن نعرف ان ذي القرنين وصى الله علينا خبره ولكن ما ذكر لنا انه نبي ولا ملك ولكن يظهر انه نبي وذلك لان الله تعالى انزل عليه الخاطبه بقوله تعالى قلنا يا ذا القرنين يا ذا القرنين - 00:59:09ضَ

اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا. وانه اجاب بقوله اما من ظلم فسوف نعذبه. ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا. واما امن امن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى. وسنقول له من امرنا يسرا - 00:59:49ضَ

هذا مما يستدل به على انه نزل عليه الوحي فيكون نبيا من الانبياء اما من انبياء بني واما من الانبياء غيرهم. وان من خصائصه ان الله تعالى اعطاه هذه القدرة. وهذه القوة - 01:00:14ضَ

هذه المواصلة حتى صار الى هذه الاماكن فصار الى ان وصل مغرب الشمس وجدها تغربه تلك العين او الحامية ثم بعد ذلك رجع وسار حتى بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل له - 01:00:34ضَ

ومن دونها سترا وجدها كما كما ذكر انها تطلع على قوم ليس بينهم وبينها ستر انهم لم يكونوا فيه ابنية ليس عندهم ابنية يكتنون بها اذا اطلعت عليهم الشمس يتسترون - 01:00:54ضَ

كورونا من حر الشمس وكذلك ايضا ليس عندهم اه ليس عندهم اكسية تقيهم من وهج الشمس وحرها وما ذكر انها اذا طلعت عليهم ينغمسون في ذلك الماء او يدخلون تلك العروش او المساكن يمكن ان يكون هذا صحيحا اخذا من ظاهر - 01:01:17ضَ

في هذه الاية والله اعلم بالصواب - 01:01:52ضَ