التفريغ
الفتوى الحموية الدرس العشرون والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمنا الله واياه وشيخنا وجميع المسلمين. مما نقله عن الامام ابي عبد الله - 00:00:00ضَ
حارث بن إسماعيل مما نقله عن الامام ابي عبد الله الحارث بن الحارث بن اسماعيل المحاسب قال رحمه الله تعالى وذكر كلاما في هذا في الارادة الى ان قال وكذلك قوله - 00:00:30ضَ
انا معكم مستمعون. ليس معناه ان يحدث له سمعا. ولا تكلف لسمعي لساني سمعي ما كان من قولهم وقد ذهب قوم من اهل السنة ان لله استماعا حادثا في ذاته - 00:00:53ضَ
ذهبوا الى ان ما يعقل من الخلق انه يحدث منهم علم سمع لما كان من قول لان المخلوق اذا سمع حدث له عقد فهم عما ادركته اذنه من الصوت. وكذلك - 00:01:13ضَ
قوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله. لا يستحدث بصرا محدثا في ذاته وانما يحدث الشيء فيراه مكونا كما لم يزل يعلمه قبل كونه. الى ان قال ذلك قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده وقوله الرحمن على العرش - 00:01:32ضَ
وقول ام امنتم من في السماء وقوله اليه يصعد الكلم الطيب وقال يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه. وقال تعرج الملائكة والروح اليه. وقال لعيسى اني متوفيك ورافعك - 00:02:02ضَ
الي مطهرك من الذين كفروا. الاية وقال بل رفعه الله اليه. وقال ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته. وذكر الالهة لو كانوا الهة فقال قل لو كان معه الهة - 00:02:32ضَ
وقال سبح اسم ربك الاعلى قال ابو عبد الله فلن ينسخ ذلك ابدا. كذلك قوله وهو الذي في السماء وقوله ونحن اقرب اليه من حبل الوريد وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون - 00:03:02ضَ
قوله المتر ان الله يعلم المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم الاية فليس هذا بناسخ لهذا ولا هذا ضد لذلك. واعلم ان هذه الآيات ليس معنى - 00:03:42ضَ
ان الله اراد الكون بذاته فيكون في اسفل الاشياء او او يتنقل فيها انتقالها ويتبعض فيها على اقدارها. ويزول عنها عند فنائها جل وعز عن ذلك وقد نزق بعض وقد نزغ بذلك بعض اهل الضلال. فزعموا ان الله تعالى فيه - 00:04:14ضَ
لشيء بنفسه كائنا كما هو في العرش. ولا فرق بين ذلك عندهم. ثم احالوا في النفي بعد لان كل من يثبت شيئا في المعنى ثم نفاه بالقول لم يغني عنه نفيه بلسانه واحتجوا بهذه الايات ان الله تعالى في كل - 00:04:44ضَ
شيء بنفسه ان الله تعالى في كل شيء بنفسه كائنا. ثم نفوا معنى ما اثبتوا. فقالوا لا كش قال ابو عبد الله فانما معناه حتى يكون الموجود فيعلمه موجودا. ويسمعه مسموعا - 00:05:14ضَ
لا على استحداث علم ولا سمع ولا بصر. واما قوله واذا اردنا اذا جاء وقت كون المراد فيه وان قوله على العرش استوى وهو القاهر فوق عباده الاية مثل قوله تعرج الملائكة والروح اليه. اليه يصعد الكلم الطيب - 00:05:46ضَ
قطيع يوجب انه فوق العرش فوق الاشياء كلها. منزه عن الدخول في خلقه لا يخفى عليه منهم خافية. لانه ابان في هذه الايات ان ذاته بنفسه فوق عباده لانه قال امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض. يعني فوق العرش والعرش - 00:06:26ضَ
فوق السماء. لان من قد كان فوق كل شيء على السماء في السماء. وقد قال مثل ذلك في قوله يعني فوقها عليها وقال امنتم من في السماء ثم فصل فقال ان يخسف بكم الارض ولم يصل فلم يكن لذلك معنى اذ فصل بقوله - 00:06:56ضَ
من في السماء ثم استأنف التخويف بالخس لا الا انه على عرشه فوق السماء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:07:36ضَ
لا يزال ينقل عن هذا الامام ابي عبدالله الحارث المحاسبي وهو من الصوفية المعتدلة وله مؤلف مطبوعا او مؤلفات فيذكر يقول ذكر كلاما الارادة هيا يتعلق بالارادة وقد عرف ان الارادة - 00:08:01ضَ
تنقسم الى قسمين ارادة كونية وارادة شرعية الى ان قال وكذلك قوله انا معكم مستمعون هذا من المعية الخاصة في مقتضى النصر والتأييد والحفظ والتوفيق ليس معناه ان يحدث له سمعا - 00:08:45ضَ
لم يزل الله تعالى سميعا ولكن عندما يتكلمون او يتكلم عليهم فان الله يسمع كلامهم يعني نحن معكم نسمع كلامهم وكلامكم عليهم ولا تكلف لسمع ما كان من قولهم من الخلق - 00:09:26ضَ
اي اليس هناك تكلف لسمع ما كان من قولهم اه ثم يقول قد ذاب قوم من اهل السنة ان لله اجتماعا حادثا في ذاته اي ولكن المراد بحدوثه يتجدد السمع - 00:09:56ضَ
كما ان حدوث الكلام يراد به تجدده يقولون ان الله تعالى سميع متصل بالسمع وان كل ما يحدث من الاقوال فانه يسمعها معناه ان لله اجتماعا هادئة. يعني متجدد وهذا - 00:10:25ضَ
مثل ما ذكرنا وذكره ان كلام الله متجدد الاحاد بمعنى انه متكلم فيما مضى ويتكلم في المستقبل يتكلم اذا شاء فكذلك مستمع لما مضى ويحدث اجتماع انه فيما يحدث من كل كلام يحدث - 00:10:56ضَ
ذهبوا الى ان ما يعقل من الخلق انه يهدف منهم علم سمع اي ما كان من قوله اي ما يحدث من الخلق يعلمه ويسمعه وقد علمه قبل ان يكون بعلمه القديم - 00:11:33ضَ
الذي هو موصوف به ازلا ومع ذلك كل ما حدث شيء فانه يعلمه ما يعقل من الخلق يعني ما يفعله الخلق يحدث منهم علم وسمع لما كان. يهدف ان يسمع الله تعالى ما يحدث منهم - 00:12:07ضَ
المخلوق اذا سمع حدث له فهم حدث له عقد فهما وتجدد له علما عما ادركته مما ادركته اذنه من الصوت ولاجل ذلك المخلوق يتعلم وتعلمه يزيده كلما تعلم شيئا ازداد - 00:12:37ضَ
ازدادت علومه الرب تعالى كلما سمع شيئا كلما حدث شيء سمع ولكن قد علمه قبل ان يحدث المخلوق يحدث له فهم مما تدركه اذنه السمع الذي تدركه اذنه اي من الاصوات - 00:13:07ضَ
ليفهمه فيتجدد له فهمه ذكر بعد ذلك قوله تعالى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله في سورة التوبة اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله الاشقاء اليس عالما به قبل ان يكون - 00:13:36ضَ
نعم يعلم ما يعملونه اعمالهم التي سوف يعملونها علمها قبل ان تحدث ولكن في يوم القيامة يرى تنشر لهم اعمالهم ولهذا قال فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون سيرى الله عملك انه يحدث بصرك يستهدف بصرا محدثا بل الله تعالى بصير - 00:14:01ضَ
عالم بالخلق يحدث الشيء يعني يتجدد فيراه مكونا كما لم يزل يعلمه قبل كونه يعلم اعمالكم قبل ان ان تظهر واذا ظهرت رآها وسمعها الى ان قال كذلك قوله تعالى - 00:14:37ضَ
وهو القاهر فوق عباده هذه الايات التي ذكرها عبادة على صفة الفوقية والعلو هذه الاية في سورة الانعام في موضعين وهو القاهر فوق عباده لقد يقال ان الفوقية هي الغلبة - 00:15:03ضَ
مثل قول يدعون وانا فوقهم قاهرون ولكن المتبادل ان الفوقية هي العلو ويدل عليه قوله تعالى يخافون ربهم من فوقهم قوله الرحمن على العرش استوى هذا ايضا دليل على العلو - 00:15:32ضَ
تذكروا ان الاستواء تارة لا يعدى بل يكون كلمة واحدة فيدل على الكمال قال تعالى ولما بلغ اشده واستوى ليس معناه ارتفع معناه كمل بلغ اشده واستوى وكمل نبوه وكذلك - 00:16:02ضَ
يعدى الى بقوله تعالى ثم السوائل السماء وهي دخان اذ هذا ايضا يراد به العلو اي على وارتفاع واذا ادي بعلى فانه يراد به العلو هذا هو المتبادل من هذه الاية - 00:16:39ضَ
ان المعطلة ينكرون اينكرون العلو فقد اول الاية وقالوا ان المراد استولى ويرد عليهم ابي جوابين اولا ان العرب لا تعرف ان نستوى بمعنى استولى والبيت الذي ذكره محدث اليس بصريح - 00:17:24ضَ
يقال ثانيا انا الاستيلاء عام تعامل جميع المخلوقات ليس خاصا بالعرش وان الاستيلاء لابد ان يكون عن مغالبة لابد ان يكون عن غلبة فيقال مثلا اه الملك استولى على البلاد الفلانية - 00:18:06ضَ
علي اه غزاها وقاوم الى ان استولى عليها وصارت تحت ولايته الله تعالى اليس هناك احد يغالبه حتى يستولي عليه بعد المغالبة ذكروا ان بعض المبتدعة يكرر تفسير الاستواء بمعنى الاستيلا - 00:18:43ضَ
استوى يعني استولى فقال له بعض الحاضرين اذا كان التولى العرش لمن كان قبل ان يستولي عليه لابد ان يكون هناك مغالبة سيكون هناك من غالبه الى ان غلبه واستولى عليه - 00:19:24ضَ
هكذا الحاصل ان الاية عزالة على الارتفاع على العلو يستوي يعني ارتفع ذكروا ان ابا عبيدة الشيباني آآ من علماء اللغة كان مرة في مكان مرتفع له فطرق بابه بعض تلاميذه - 00:19:58ضَ
فاطل اليهم من النافذة وقال استووا الي عرفوا ان معناه استووا يعني يصعدوا هذا معنى ما ذكره ابن القيم في قوله وابو عبيدة صاحب الشيباني يختار هذا القول في تفسيره - 00:20:43ضَ
يعني القول بان الثواب معنى صعدا كذلك قوله امنتم من في السماء صريح ان الله تعالى في السماء كونه اليه يصعد الكلم الطيب اصعب لا يكون الا الى اعلى والعمل الصالح يرفعه - 00:21:14ضَ
الرفع لا يكون الا من الاسفل الى الاعلى كذلك قوله تعالى في سورة السجدة ادبروا الامر من السماء الى الارض اي ثم يعرج اليه العروج لا يكون الى الى اعلى - 00:21:43ضَ
وقوله في سورة المعارج دعا الملائكة والروح اليه صريح بانها تصعد ترقى وكذا قوله لعيسى اني متوفيك ورافعك الي اي الرفع لا يكون الي الا يكون الا الى العلو ومطهرك من الذين كفروا - 00:22:03ضَ
اه كذلك قوله في سورة النساء وما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه صريح بانه رفع الى الله الرفع لا يكون الا الى العلو كذلك قوله في اخر سورة ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته - 00:22:34ضَ
كلمة عند ربك دليل على ان هناك خلق اختصوا بانهم عنده وهم الملائكة وكذلك قوله في سورة الانبياء ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته لا يعلم من عنده يعني من الملائكة - 00:23:07ضَ
ثم ذاكر الالهة لو كانوا الهة الايات التي يدعونهم سواء كانوا انبياء وملائكة او اصناما او حجارة او قال حين او نحوهم لو كانوا الهة اذا ابتغوا الى ذي العرش سبيلا - 00:23:45ضَ
حاولوا ان يصعدوا الى ذي العرش الى رب العرش الى طلبه هذا معنى قوله يقول لو كان معه الهة كما يقولون اذا ابتغوا اذا بالعرش سبيلا هكذا اي حاولوا ان يرتفعوا ويبتغوا سبيلا - 00:24:10ضَ
كذلك ايات العلو سبح اسم ربك الاعلى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى الاصل ان الاعلى هو المرتفع الرفيع يا هلا ابو عبد الله فلن ينسى ان ينسخ شيء من ذلك ابدا - 00:24:36ضَ
لانها اخبار عن ذات عيد سبحانه فلا يمكن ان ينسخ شيء منه كذلك قوله وهو الذي في السماء اذا في الارض اله هكذا هذه الاية في اخر سورة الزخرف يستدلون بها على ان الله في الارض كما هو في السماء - 00:25:06ضَ
ولكن هذا الاستدلال خطأ المعنى اله من في السماء واله من في الارض اله واحد اله اهل السماوات واله اهل الارض من في السماء الهنا في الارض اله ومثلها قوله بسورة الانعام وهو الله في السماوات والارض - 00:25:37ضَ
آآ الاله الله يعني الاله. اي وهو الاله. المألوة الذي في السماء اذا هو من في السماوات واله من في الارض اه كذلك ايات القرب ونحن اقرب اليه من حبل الوريد - 00:26:09ضَ
اي انه سبحانه قريب. وقربهم لا ينافي علوه وكذلك قوله وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركما جهركم ويعلم ما تكسبون. صرح بان المراد العلم وهو الله في السماوات يعلم وفي الارض يعلم يعلم سركم ان جهركم ويعلم ما تكسبون لا تعتقدوا - 00:26:34ضَ
انه لا يعلم بكم اه لانكم في الارض وهو في السماء فانه عالم بكل شيء كذلك قوله الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم - 00:27:06ضَ
ولا خمسة الا هو سادسهم اهكذا جاءت هذه الاية سئل عنها ابن عباس كانه قيل اه انها ازالة على ان الله مع الخلق فقال اقرأ ما قبلها اول الاية في سورة المجادلة الم ترى ان الله يعلم - 00:27:25ضَ
ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم اي عالم بهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا اكثر من ذولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا هو معهم - 00:28:03ضَ
الا هو معهم اذا نظرنا الى قوله يعلم عرفنا ان المراد الله بهم عليم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا ان الله بكل شيء اليم فبدأ الاية بالعلم وختمها بالعلم - 00:28:27ضَ
فلا يستدل بها اهل الوحدة على ان الله مختلط بالخلق او ان الله تعالى في كل مكان المراد انه عالم بهم مع كونه فوق عباده اليس هذا بناسخ لهذا ولا هذا ضد هذا - 00:28:53ضَ
لا يقال ان هذه الاية التي فيها الا هو معهم ناسخة لقوله ثم يعرج اليه. او من رفعه الله اليه فان الاخبار لا تنسخ اه ثم يقول رحمه الله واعلم ان هذه الايات ليس معناها ان الله اراد الكون بذاته فيكون في اسفل - 00:29:18ضَ
او يتنقل فيها جعل الله لا يكون في اسفل الاشياء بذاته بل هو العلي الاعلى بذاته له صفات العلو علو الذات وعلو الكهر وعلو القدر فلا يقال انه يكون في اسهل الاشياء تعالى الله - 00:29:50ضَ
لقد اعتقد ذلك بعض الملحدين فذكر بعضهم ذكر عن الجهم انه كان يقول سبحان ربي الاسفل تعالى الله الله تعالى هو العلي الاعلى بكل انواع العلوم لا يقال ان الله يتنقل فيها - 00:30:24ضَ
انتقالها يعني يتنقل من مكان لمكان الانتقال اذا انتقلت البلدة من مكان لمكان الله تعالى عالم بهم جميعا ولا يقال انه يتبعظ فيها على اقدارها جعل الله ان بعضه هذا وبعضه - 00:30:56ضَ
ولا انه يزول عنها عند ثنائها انه يفنى شيء منه جل وعز عن ذلك يقول وقد نزغ بذلك بعض اهل الضلال يعني انه ذهبوا الى ذلك نزغهم الشيطان وهو من اهل الضلال فزابوا ان الله تعالى في كل شيء بنفسه - 00:31:22ضَ
كائنا كما هو في العرش هذا اما انه قول المعتزلة والاشعرية الذين يقولون انه في كل مكان واما انه قول اهل الحلول والاجتهاد الذين ياكلون بذاته في كل مخلوق ولا يزالون يجادلون في ذلك - 00:31:55ضَ
الاشاعرة ونحوها ذكروا ان بعض العلماء الهند والافغان اه كانوا اشاعرة ومن عقيدتهم ان الله في كل مكان ثم انهم احتجوا وقالوا اننا نطلب من الله النصر وقد نصرنا على - 00:32:27ضَ
الشيوعيين وانتم تعتقدون ان الله في السماء ولم ينصركم على اليهود في فلسطين فدل على اننا على صواب هكذا فيقال لهم ان الله تعالى ينصر من يشاء ولكن لا يدل نصره لكم على انكم على صواب - 00:33:05ضَ
واننا على خطأ وايضا اه لا شك اننا على دليل الادلة الواضحة التي تثبت ان الله فوق عباده ظاهرة وليس لكم دليل سمعي على ما تذهبون اليه ان الله في كل مكان سألوا الله عما تكبرون - 00:33:36ضَ
هكذا يقول قد نزغ بذلك بعض اهل الضلال. فزعموا ان الله تعالى في كل شيء بنفسه كائنا كما هو في العرش جعل الله ولا فرق بين ذلك عندهم يعني لا فرق بين العرش وبين اسفل الارض - 00:34:04ضَ
ثم تحالف النفي يعني زادوا وكانوا اه يبالغون في النفي بقولهم ان الله اليس بجوهر ولا ارض وانه لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا داخل العالم ولا خارجه كما يقولون - 00:34:26ضَ
بالغ في النفي عبادة تثبيت ما يجوز عليه بقولهم ما نفعه هكذا فيقول لان كل من يثبت شيئا في المعنى ثم ينفيه بالقول لا يغني عنه نبيه بلسانه كيف يثبت شيئا ثم ينفيه - 00:34:57ضَ
يثبت بالقول ثم ينفيه بالقول نقول لا يغني عنك نفعك باللسان ثم احتجوا بهذه الايات ان الله تعالى في كل شيء من نفسه كائنا يعني بقوله ما يكون من نجوى ثلاث ايات الا هو رابعهم - 00:35:23ضَ
وبقوله الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم ان الله بكل شيء من نفسه كائنا ثم نفوا معنى ما اثبتوا. فقالوا لا كالشيء في الشيء وهذا يدل على تناقضهم نفأوا ثم اثبتوا - 00:35:48ضَ
كان ابو عبد الله الذي هو المحاسبي قوله تعالى حتى نعلم حتى نعلم المجاهدين منكم الصابرين قوله بسير الله اسأل الله عملكم قوله ان معكم السامعون هذا يدل على انه يحدث له علم - 00:36:15ضَ
هذا يدل على انه يحدث له رؤية هل يدل على انه يحدث له سماع معناه حتى يكون الموجود فاعلمه موجودا ويسمعه مسموعا ويبصره مبصرا. لا على استحداث علم ولا سمع ولا بصر - 00:36:45ضَ
يعني اذا حدث فانه يحدث فيراه حادثا ابدا كان معدوما يكون مثلا الانسان معدوم ثم يحدث بان يولد ونحن ذلك يكون الزرع معدوما ثم يحدث بعباد بدره وسقيه الشجر معدوم اه ثم يحدث ابعد غرسه - 00:37:05ضَ
فكذلك اذا حدث فانه يعلمه. مع انه يعلم بانه سيكون قبل ان يكون فلا يدل على انه يحدث له علم الم يكن موجودا ولا سمع ولا بصر الم يكن موجودا - 00:37:39ضَ
اه ثم يقول رحمه الله قوله واذا اردنا هكذا الارادة لله ثابتة ارادة كونية وارادة شرعية اذا اردنا شيئا ان نقول له كن فيكون قدرية المعنى اذا جاء وقت كون المراد - 00:38:07ضَ
الوقت الذي يحدث ذلك المراد فيه ليس معناه انه يهدف له ارادة لم تكن موجودة انت تقول فلان سمع وان لم يكن هناك اصوات يسمعها ولكن متصف متصف بانه سميع - 00:38:48ضَ
وتقول فلان فصيح ناطق ومتكلم ولو كان في تلك الساعة صامت يا ساكت هكذا هذا اذا اردنا يعني اذا جاء الوقت الذي نريد فيه حدث المراد قوله على العرش استوى - 00:39:16ضَ
المراد انه موصوفا آآ الاستوائي على العرش والقدرة على العرش قبل ان يخلق العرش كذلك قوله وهو القاهر فوق عباده القهر هو الغلبة والفوقية هي الارتفاع موصوف بانه قاهر غالب لهم - 00:39:51ضَ
قبل ان يخلقهم يعني انهم لانهم تحت قدره قهره قبل ان يخلقوا كذلك قوله اامنتم من في السماء اه سوف يتكلم عليها صريح بان الله تعالى في السماء كما يشاء - 00:40:27ضَ
كذلك قوله اذا لم تغوا الى ذي العرش سبيلا يقول لو كان معه الهة كما يقولون اذا لم تغوا تلك الالهة اتبتغي سلما تصعد الى العرش ميلاد العرش يعني الى رب العرش - 00:41:06ضَ
لو كان معه الهة لحاولت تلك الالهة ان تجد وسيلة تصل بها الى رب العرش اي سبيلا تصل اليه يقول فهذا وغيره مثل قوله تعالى تعرج الملائكة والروح اليه كذلك لان الملائكة - 00:41:30ضَ
ينزلون ثم يعرجون الملك الذي هو ملك الوحي جبريل عليه السلام ينزل الوهي ويلقيه على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يصعد يعرجوا اليه تعرج الملائكة والروح اليه. الروح يراد به - 00:41:57ضَ
ارواح المخلوقات لان كل مخلوق يموت لتبقى روحه الى ان يأذن الله فتسأل ترجع روحه وتدخل في جسده هكذا ايضا اليه يصعد الكلم الطيب اصعد لا يكون الا الى فوق - 00:42:28ضَ
يقول هذا منقطع يوجب انه فوق العرش فوق الاشياء كلها هذه عقيدة اهل السنة اذا عرفنا ان الكلمة الطيب يصعد اليه علمنا بان الخلق يعملون اعمالا طيبة وهذه الاعمال الطيبة تصعد بها الملائكة الى الله - 00:43:02ضَ
او ان الاعمال نفسها تصعد الى الله كما روي ان التسبيح والتحميد والتكبير انهن يتهافتن الى العرش تتهافت النحل يعني هذه الكلمات لانها اتت ابت الى العرش. اي تصعد اليه - 00:43:33ضَ
كذلك الكلم الطيب يذكر فيه الاذكار ان يشعر والقراءة والادعية والنصيحة ونحو ذلك هذا من الكلم الطيب الذي يصعد الى الله يقول هذا منقطع يجب ان فوق العرش يقطع بان الله فوق العرش. ولذلك تصعد اليه كلمات - 00:44:10ضَ
وانا فوق الاشياء كلها فوق جميع المخلوقات فوق السماوات وفوق الاملاك وفوق المخلوقات وفوق الارض وفوق جميع الكائنات منزه عن الدخول في خلقه الذي هو كون اهل وحدة الوجود نعوذ بالله - 00:44:43ضَ
فانهم يزعمون انه في كل مخلوق يذكر ذلك في كلامهم فيقول احدهم يصف محبوبته انها صلواتي اقيمها واشهد ان ان هذه صلتي. انا صليت لها وهي صلت لي لانه يعتقد ان ذات الرب تعالى احالة لكل مخلوق - 00:45:15ضَ
هذا قول اهل الحلول وللاتحاد فيقول اه ان الله تعالى منزه عن الدخول في خلقه لا يخفى عليه من الخافية كما اخبر بذلك مع انه فوق السماوات بذاته كما ايوصف بانه - 00:45:53ضَ
علي في دنوه قريب في علوه الا يخفى عليه من مخلوقات شيء لانه ليس كمثله شيء في هذه الايات ان ذاته بنفسه فوق عبادة ابانا انه كعباده بذاته وهذا معنى قولهم - 00:46:27ضَ
اننا نثبت لله الفوقية فوقية القدر وفوقية القهر وفوقية الذات فوقية القهر مثل قول فرعون وان فوقهم قاهرون هذا معنى وهو القاهر فوق عباده يعني القاهر فوقه يعني الغالب لهن - 00:46:58ضَ
المستولي عليهم المتصرف بهم العالم بهم ازيزو الغالب لهم واما فوقية القدر فان المراد ان قدره اعلى واجل من قدر المخلوقات المخلوقات كلها هذه ليلة امام عظمة الرب تعالى حقيرة - 00:47:29ضَ
انت تقول مثلا الذهب فوق الفضة بمعنى انه انه فوقه بالقدر كما تقول الحرير فوق القطن اي انه اعلى منه قيمة وقدرا او تقول مثلا تقولوا الخبز مثلا فوق قشر البصل - 00:48:09ضَ
وما اشبه يعني انه فوقه بالقيمة الله تعالى موصوف بالفوقية في ذلك كله يقول لانه ابان في هذه الايات ان ذاته بنفسه فوق عباده ولانه قال اامنتن في السماء ان يخسف بكم الارض - 00:48:52ضَ
من في السماء يعني فوق العرش والعرش فوق السماء. افتكون ابي معنى على لان او ان السمع بمعنى العلو من في السماء يعني من في العلو هاي اعلى من كل شيء - 00:49:23ضَ
علوا ذات كلنا ارتفع يسمى سما السقف يسمى سماء في قول الله تعالى من كان يظن ان ينصره الله بسبب الى السماء ثم ليقطع يعني بحبل الى السماء كذلك نقول - 00:49:50ضَ
النجوم في السماء يعني في العلو اعتبرك الذي جعل في السماء مروجا وجعل بها سراجا وكمرا منيرا في السماء يعني في العلو هكذا كذلك قوله وهو الله في السماوات والارض يعني فوقها - 00:50:27ضَ
فقوله اامنتم من في السماء في السماء الذي هو العلو اه بشره بانه فوق العرش العرش فوق السماء يقول اه لان من كان فوق كل شيء على السماء في السماء - 00:50:59ضَ
كل من كان فوق شيء فانه عليه عال عليه كل اه لان من كان فوق كل شيء على السماء في السماء وقد قال مثل ذلك في قوله المسيح في الارض - 00:51:22ضَ
اي على الارض يريد الدخول في جوفها فتكون في بمعنى على اامنت ما في السماء يعني على السماء تأتي في بمعنى مثل هذه الارض فسيحوا في الارض يعني على الارض - 00:51:47ضَ
الى انهم يدخلون في جوفها يقولون ان في الغالب انها تكون للظرفية كما تقول الماء في الاناء يعني انه ظرف اله وتقول فجلس هذه المنزل يعني فيه يعني في جعل منزله ظرفا له - 00:52:14ضَ
وتقول ايضا القرآن في المصاحف بمعنى انه ظرف لها ولكن لقد تأتي في بمعنى فوق او على كما في هذه الاية فاسقوا في الارض لا يريد الدخول في جوفها كذلك - 00:52:52ضَ
قول الله تعالى عن فرعون فلما فسجد السحرة لله سجدا لما رأوا ايات موسى قال امنتم به قبل ان اذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر وارجلكم من خلاف ثم لا اصلي بانكم جذوع النخل - 00:53:24ضَ
كلمة في جذوع النخل المراد عليها هذا جزر النخل وليس المراد انه ويدخلهم بداخلها المراد انهم فوقها في جزر النخل يعني فوقها وعليها بذلك نعرف ان قوله امنتم من في السماء - 00:54:05ضَ
فوق السماء او على السماء اه في العلو الذي هو الارتفاع لقد ذكرنا ان المعطلة اصابت عليهم هذه الايات امن ثم في السماء وحاولوا ان يصرفوها فيقول بعضهم اامنتم من في السماء امره - 00:54:46ضَ
من في السماء عذابه فجاءت بها مكدرة هذا المكدر لا دليل عليه لا دليل على هذا الحذف الذي يعبرون عنه اهبل الاصل انه على ظاهره ان الله تعالى بذاته عبادة - 00:55:25ضَ
كما دلت على ذلك الادلة الكثيرة هو ان هذه الاية من جملتها ويؤيد ذلك ايضا الاحاديث النبوية الكثيرة التي تدل على ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم الا تأمنوني وانا امين من في السماء - 00:55:59ضَ
يأتيني خبر السماء صباحا ومساء من في السماء يعني من على السماء يعني ربه سبحانه وتعالى وكذلك فجاء في الاحاديث ان الارواح تصعد الى السماء ان الملائكة اذا قبضوا الروح - 00:56:32ضَ
اذا قبضوا روح المؤمن صعدوا بها الى السماء فتفتح لها ابواب السماء ويسيئها من كل سماء قربوها لتصل الى السماء السابعة ثم يقول الله تعالى اعيدوا في الارض. فاني منها خلقتهم. وبها اعيدهم منها اخرجهم - 00:57:00ضَ
مرة اخرى وان الكافر فانه اذا صعد بروحه اغلقت ابواب السماء دونه قال الله تعالى لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل ويسمى الخياط ادل على ان اهل الجنة وعلى السعادة عتبة لهم ابواب السماء يعني في الدنيا يعني لارواحهم - 00:57:33ضَ
تكلم على هذه الاية امنتم من في السماء وتكررت اه في موضعين من سورة اذا امنتم من في السماء فصل ثم قال ان يخسف بكم الارض لم يصل الم يكن لذلك معنى ان فصل بقوله من في السماء - 00:58:12ضَ
الا ان نفعل عرشه فوق السماء هكذا استدل بالفصل بقوله ان يخسف بكم الارض فدل على انكم انتم في الارض وهو اه في السماء وانه قادر على ان يخسف بكم الارض - 00:58:47ضَ
وهذا تخويف يخوفهم الله تعالى يقع في شيء من المعاصي والمحرمات ويخبرهم بانه قريب منهم انه في السماء فانه قادر عليهم وذلك ايستحضروا عظمة الله وجلاله وكبريائه يستحضرون ان جميع المخلوقات حقيرة - 00:59:14ضَ
صغيرة بالنسبة الى عظمته سبحانه كما دل على ذلك قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره. والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى ما يشركون اهكذا - 00:59:58ضَ
معناه انه ان كل شيء حقير بالنسبة الى عظمة الرب تعالى اذا كانت هذه المخلوقات حقيرة ابنة الى عظمته جاء في اثر عن ابن عباس رضي الله عنه قال ما السماوات السبع - 01:00:32ضَ
والارض هنا السبع في قبضة اذا كهبتي خردل في يد احدكم الانسان قد يقبض بالخردل المحبة كيف هبة واحدة محبة خردل المخلوقات السماوات سبع سماوات انطباقا المحيطة بالكون وكذلك ايضا الارض - 01:01:08ضَ
نحن على ارض واحدة فكيف ببقية الارض التي هي سبع اراضيهم اجتمعوا بقرة الرحمن مثل حبة خردل في قبضة احدكم وكذلك ما جاء ايضا من تعظيم بعض المخلوقات قال الله تعالى - 01:01:50ضَ
وسع كرسيه السماوات والارض الكرسي قيل انه كالمقدمة بين يدي العرش السماوات السبع والارضون السبع صغيرة بالنسبة الى الكرسي حتى قال بعضهم او جاء في حديث او اثر ما السموات السبع - 01:02:22ضَ
والاراظون السبع في الكرسي الا كدراهم سبعة القي في ترس الترك هو المنجن الذي يلبس فوق الرأس من حديد الدراهم الدراهم قطع ذهبها قطع فضة مثل الظهر سبعة دراهم ماذا تشغل من هذا الترس - 01:02:53ضَ
كذلك هذه المخلوقات كلها نحن نشاهد عظمته واتساع هذه الارض فكيف بسبع راضين وكيف بسبع سماوات كلها كثيرة بالنسبة الى العائلة الكرسي كذلك ايضا جاء ايضا باثر ان الكرسي بالنسبة الى العرش - 01:03:26ضَ
كحلقة القيت في ارض فلاة حلقة من حديد الحلقة اه هي القطعة من الطرفين اذا ابقيت في ارض فلاة ارضا واسعة مفازة هل تشغل عشر من يسارها لا تشغلوا شيئا منها الا شيئا - 01:04:00ضَ
الا يحس به هكذا ايضا هذه المخلوقات هذه عظمتها كذلك هي كلها بالنسبة الى عظمة الرب سبحانه وتعالى اذا كان لديه عظمة الكرسي وهذه عظمة العرش كذلك بالنسبة الى اساءة - 01:04:30ضَ
عطاء الله سبحانه عطاؤه للعباد الا ينقص مما عنده شيء في الحديث القدسي ان الله تعالى يقول يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألة - 01:05:05ضَ
ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر ذلك دليل على سعة عطائه وذلك لان عطاؤه كلام وعذابه كلام اجتمع الخلق كلهم اولهم من ادم وما الى اخر الدنيا - 01:05:38ضَ
وكذلك البهائم والملائكة والابالسة والجن ونهوهم اسألوه اعطى كل انسان ما سأله ومهما تعاظم ذلك الشيء الذي يسأله لا ينقص مما عند الله شيء الا كما تنقصون او ما ينقص المخيط - 01:06:12ضَ
اذا ادخل البحر المعروف ان هذا المخلى المخيط التي يحاط بها الكيس قطعة حديث في اسفلها خرط اجعلوا فيه الخيط اذا ارسل في البحر هل ينقص البحر النفس ينزفون من البحر - 01:06:42ضَ
ينزفون منه ومع ذلك ما نقصت البحار من هذه المدد منذ خلق الله السماوات الى هذا الزمان والى ما شاء الله يعرف المسلم بذلك كله عظمة الرب سبحانه وتعالى ويعرف انه هو الاهل المستحق للعبادة. وان العبادة محتاجون الى ان - 01:07:07ضَ
يتقرب اليه وان يعبدوه حق عبادته واذا لم يفعلوا فانه قد توعد من لم يقبل توعدهم بانواع من العذاب وهو مع ذلك على كل شيء قدير ونقف عند هذا والله اعلى وصلى الله على - 01:07:37ضَ