شرح كتاب ( فضل الإسلام ) للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب | لمعالي الشيخ أ.د. سعد بن ناصر الشثري

شرح كتاب ( فضل الإسلام ) للإمام محمد بن عبد الوهاب | للشيخ أ.د. سعد بن ناصر الشثري - المجلس (2)

سعد الشثري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو الدرس الثاني من دروس شرح كتاب فظل الاسلام لشيخ الاسلام الامام العلامة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى - 00:00:00ضَ

قال الامام باب وجوب الدخول في الاسلام كله وترك ما سواه قوله وجوب المراد بالوجوب الخطاب الملزم الذي لا يسوغ تركه وعدم الاستجابة له والدخول في الاسلام يراد بذلك الالتزام بشرائعه والاقرار بها - 00:00:21ضَ

بحيث نقر بما هو واجب ونقر بما هو مندوب على انه مندوب وان لم نفعله وقوله في الاسلام كله يعني ان الالتزام بهذه الشعائر الاسلامية من الامور اللازمة فهل التي لا يجوز تركها؟ - 00:00:52ضَ

وليس في هذا الخطاب تكفير من لم يلتزم بالشعائر الاسلامية. وانما فيه الالزام بالاقرار بشعائر الاسلام وقوله وترك ما سواه يعني انه يجب على الانسان ان يترك الطرق المغايرة لطريق - 00:01:14ضَ

دين الله عز وجل والاسلام كما تقدم يراد به الاستسلام والانقياد لامر الله بما ورد في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ثم نعلم ان الاصول الشرعية تعود الى هذين الدليلين العظيمين - 00:01:38ضَ

الكتاب والسنة واورد المؤلف في هذا الباب عددا من الادلة الدالة على هذا الحكم. اولها قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا فهذا خطاب لاولئك الذين التزموا بالايمان بالله وباليوم الاخر - 00:02:04ضَ

بانه يجب عليهم الالتزام باحكام الاسلام وفي هذا دلالة على ان الاعمال تدخل في مسمى الايمان لانه خاطبهم باسم الايمان فدل هذا على ان الالتزام بهذه الشعيرة من اركان او من اجزاء الايمان - 00:02:26ضَ

ادخلوا اي التزموا بالشعائر آآ الدينية وقوله في السلم يعني الاسلام والمراد بذلك ان يلتزم الانسان بشعائر هذا الدين كافة اي بجميع ما ورد عن الله جل وبهذا نعرف الفرق بين هذا الباب وما عقده المؤلف من باب قبل ذلك حينما اه قال باب - 00:02:52ضَ

وجوب الدخول في الاسلام. هناك فيه اه المراد به الانتماء لهذا الدين هنا المراد به الالتزام بشعائر هذا الدين ثم اورد المؤلف قوله جل وعلا استدلالا على وجوب الالتزام بشعائر الاسلام بقوله الم تر - 00:03:22ضَ

اي الم تشاهد وتلاحظ والى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك يعني انهم يقرون ويعتقدون صحة ما انزله الله جل وعلا على نبيه صلى الله عليه وسلم وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت. وقد امروا ان يكفروا به. فدل هذا - 00:03:48ضَ

على انه لا يجوز اتخاذ مصادر للتشريع غير ما انزل الله جل وعلا من سواء كان ذلك مما يسمى الهاما او ما كان يسمى عقليات او نحو ذلك بل الواجب - 00:04:19ضَ

في الاحكام الشرعية الالتزام بما انزله الله جل وعلا. ثم اورد المؤلف دليلا ثالثا يدل على وجوب الالتزام بما ورد في الكتاب والسنة وترك ما يخالفهما بقوله تعالى ان الذين فرقوا - 00:04:39ضَ

اي جعلوا هذا الدين فرقا متنوعة من خلال اتخاذهم لمصادر للتشريع غير الكتاب والسنة مما ادى الى التفرق والاختلاف وكانوا شيعا اي فرقا يشايع بعظها بعظها الاخر ظد البعظ الاخر. قال - 00:04:59ضَ

الست منهم في شيء؟ لست في طريقتهم تلك ولست ممن يسير على هذا الدين. وانما طريقة هذا الدين اجتماع الناس وتآلفهم ومحبة بعضهم لبعضهم الاخر ولا يكون ذلك الا بتحكيم - 00:05:26ضَ

من الكتاب والسنة وعدم ترك مدلولهما بمسميات مختلفة. فمرة بعضهم يرد ما في الكتاب والسنة باسم التأويل والتفسير. ومرة بعضهم يرد ما في الكتاب والسنة باسم آآ دلالة العقل ضده وبعضهم يرد ما في الكتاب والسنة باسم الرغبات والاهواء التي - 00:05:46ضَ

يجعلونها دينا يعبدون الله جل وعلا بها واورد المؤلف في ذلك تفسيرا لابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. والمراد بهذا اليوم يوم القيامة. حيث ينقسم الناس الى قسمين آآ قسم - 00:06:16ضَ

تبيض وجوههم وقسم تسود وجوههم. وتفسير الصحابة مما يعتمد في تفسير كتاب الله جل وعلا. وذلك لعدد من الامور. اولها انهم اهل اللغة يعرفون مدلولات الالفاظ في لغة العرب وثانيها انهم قد صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا التنزيل وعرفوا اسبابه - 00:06:43ضَ

وكان عندهم من المعرفة بمعاني ودلالات الكتاب ما ليس عند غيرهم. والثالث انهم قد صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفوا من طريقته ومن هديه ما يستدل به على معرفة - 00:07:14ضَ

معاني النصوص ومقاصدها. ثم هم اهل التقوى. لان الله جل وعلا قد اثنى عليهم في من كتابه فكما قال تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة واهل التقوى - 00:07:34ضَ

تكون لفهم الكتاب والسنة والتمييز بين الحق والباطل ثم ان اه الصحابة رضوان الله عليهم قد امرنا الله جل وعلا باتباعهم كما في قوله تعالى الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات - 00:07:54ضَ

تجري تحتها الانهار خالدين فيها الاية قال ابن عباس في تفسير هذه الاية يوم تبيض وجوه قال تبيض وجوه اهل السنة والائتلاف. والمراد بالسنة انها الطريقة التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والائتلاف يعني اصحاب جمع الكلمة - 00:08:23ضَ

ان من سار على الكتاب والسنة فانهم يجتمعون ويتآلفون. ومن سار على ضدها فانهم ويختلفون ويتنازعون ويقتتلون. ولذا امر الله جل وعلا بالائتلاف و الاجتماع قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقال ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا - 00:08:48ضَ

من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم وذلك لان الناس متى كانت مصادر التشريع عندهم واحدة اجتمعوا واذا حصل نزاع فيما بينهم رجعوا الى مصدر التشريع من الكتاب والسنة. كما قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول - 00:09:18ضَ

ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. وكما قال جل وعلا وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله انما من يسير على طريق مغاير ويتخذ مصادر اخرى فانهم حينئذ سيختلفون اذ - 00:09:44ضَ

كل واحد منهم عنده جزء من هذا المسمى دليلا. فاولئك الذين يرجعون الى عقولهم نجد انهم يختلفون في في افهامهم وفي درجات عقولهم وبالتالي يحصل منه ان اه يتنازع بسبب اختلاف اه ادراكاتهم العقلية. وهكذا اولئك الذين يرجعون - 00:10:04ضَ

ما يسمونه بالكشف ولالهام نجد انهم يتفاوتون فيما يلقى في نفوسهم مما يظنونه من الله جل وعلا وكم من وارد يرد على النفوس من الشياطين يظنه من عند رب العزة والجلال الهاما - 00:10:34ضَ

ووحياء ولذلك فان اهل البدع يوجد عندهم من الاختلاف والتنازع الشيء الكثير. ولذا ايه ده ان آآ اهل الفرق الاخرى المغايرة لاهل السنة تتفرق فرقهم وتنقسم كل وفرقة الى الى اقسام كثيرة - 00:10:54ضَ

واما اهل السنة فجماعة واحدة يأتلفون ويتحدون ويرجعون الى كتاب واحد وسنة واحدة لكن هنا شيء يشير اليه ينبه عليه وهو اننا في زمننا الحاضر نجد ان من ينتسب الى اهل السنة فيهم من ليس كذلك. فهو يظن انه من اهل السنة مسمى لكنك اذا - 00:11:20ضَ

انظرت الى حاله وجدته لا يحكم الكتاب والسنة في كل امر عنده. وتجد عنده من التأويلات تجد عنده من صرف النصوص عن دلالتها ما يجعلنا نعلم بانه لم يسر على مقتضى الكتاب والسنة - 00:11:50ضَ

وانما حاول ان يطوع الكتاب والسنة لما يراه من الاعتقادات الفاسدة الاهواء المخالفة. ولذا في يوم القيامة تسود وجوه اهل البدع والاختلاف ثم اورد المؤلف من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليأتين - 00:12:10ضَ

اي انه يخبر بوجود حال في الزمان الاتي بعد وقت النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من دلائل نبوته وهو ايظا مما يكون سببا للتحذير من هذا الذي اخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ليأتين على امتي - 00:12:40ضَ

المراد هنا امة الاجابة الذين اجابوا النبي صلى الله عليه وسلم ما اتى اي حوادث تماثل حوادث التي حصلت على بني اسرائيل وهو يعقوب إسرائيل يعقوب ابن اسحاق ابن إبراهيم عليهم السلام. حذو النعل بالنعل اي - 00:13:06ضَ

على وزان ما وقع سيقع في هذه الامة وقائع على وزان ما وقع عند بني اسرائيل فاذا وجد في بني اسرائيل معاصي ووجد او وجد فيهم بدع ومنكرات او وجد فيهم شركيات - 00:13:31ضَ

فانه سيقع في هذه الامة مثل ما وقع عندهم. قال حتى اي ولو قدر انه كان من بني اسرائيل من اتى امه علانية اي يفعل بها الفاحشة كان في امتي من يصنع ذلك - 00:13:51ضَ

وان بني اسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة فهذا هو الشاهد ان من الطريقة الشرعية فانه يقع عنده الاختلاف والتنازع. واما من حكم الشرع في كل شأن من شأنه فانه حينئذ لن يفارق طريق الحق - 00:14:11ضَ

قال وتفترق امتي على ثلاث وسبعين ملة. والمراد بالملة هنا الطريقة والمعتقد وليس المراد به الديانة الجديدة. قال كلهم في النار اي جميع هذه الفرق في النار. يعني لانها تستحق دخول النار. ولا يلزم من هذا الخلود في نار جهنم. فان هؤلاء من امة الاجابة - 00:14:37ضَ

وبالتالي فالمراد هنا استحقاقهم لدخول النار ابتداء. والا فان امة الاجابة يعودون الى آآ الجنة في اخر امرهم. قال الا ملة واحدة اي طريقة واحدة آآ من هذه الطرق الثلاث والسبعين - 00:15:07ضَ

فقالوا ومن هي يا رسول الله؟ انظر كيف كان سؤال الصحابة رضوان الله عليهم عن الفرقة الناجية لانهم يطلبون النجاة ولم الوعان الفرق الهالكة. فقال صلى الله عليه وسلم في بيان الفرقة الناجية ما انا عليه - 00:15:30ضَ

واصحابي اي من كان يسير على طريق السنة ويحكمها في كل امر من اموره. وهكذا تابعوا سلف هذه الامة من الصحابة رضوان الله عليهم ويسير على طريقتهم فهذا فيه دلالة على آآ وجوب تحكيم الكتاب والسنة في كل شأن من - 00:15:54ضَ

الناس وفيه دلالة على ان الاختلاف بين اهل السنة وغيرهم انما هو اختلاف في المصدر الذي يستقون منه الاحكام. فاهل السنة والجماعة يأخذون بالكتاب والسنة واجماع صحابة واما من عاداهم فانهم لا يأخذون بهذه الادلة على مقتضى الفهم الصحيح - 00:16:19ضَ

وانما يحاولون اه اذا وجدوا دليلا يخالف مذاهبهم آآ ان يأولوه وان يغيروا معنى بخلاف اهل السنة فانهم يسلمون بما ورد في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:16:49ضَ

قال المؤلف فليتأمل المؤمن الذي يرجو لقاء الله يعني ان من شأن اهل الايمان التدبر والتأمل والتفكر والعمل بمقتضى النصوص فان فيها النجاة وفي هذا ايضا اشارة الى ان من شأن المؤمن ان يرقب الاخرة في كل تصرفاته وان - 00:17:12ضَ

جعل الاخرة بين عينيه في اي تصرف او اي عمل يريد الاقدام عليه. فان رأى انه اه ينجيه في ذلك اليوم اقدم عليه. وان رأى ان العمل يهلكه في ذلك اليوم احجم عنه - 00:17:40ضَ

فتأمل كلام الصادق يعني كلام النبي صلى الله عليه وسلم اذ كلامه موافق للصدق والحقوق عن الذي صدقه الله فيما اوحى اليه وفيما انزله اليه من الكتاب والسنة. وتأمل المؤمن - 00:17:58ضَ

لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي ان يكون في جميع الاحاديث. لكن في هذا الحديث وفي هذا المقام خصوصا هذا منهج يسير الانسان عليه في حياته. اذ ان من شأن المؤمن الذي يريد النجاة ان يكون - 00:18:18ضَ

في عبوديته لله لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم ولطريقة اصحابه رضوان الله عليهم اذا عليه ان يتأمل قوله ما انا عليه واصحابي. قال يا لها من موعظة يعني ما اعظمها وما اشد - 00:18:38ضَ

مدى اهميتها وما اكبر اثرها وما اكبر اثرها على المؤمن لو وافقت من القلوب حياة فان القلوب في مرات يعطيها الله جل وعلا حياة فتنتفع اعظ التي تتلى عليها. وفي مرات لا تنتبه ولا تتفكر في هذه المواعظ. وبالتالي لا - 00:18:58ضَ

المواعظ وذلك ان القلب الة الادراك القلب الة الادراك تمن كانت الة الادراك عنده معطلة لم يستفد مما يمر عليه من الايات الشرعية والكونية والحوادث والوقائع. واما من كان عنده قلب يقظ فانه - 00:19:25ضَ

هو السعيد لانه ينتفع بما يتلى عليه من الايات الشرعية وما يسمعه من الايات الكونية وما يحظره من الوقائع الدنيوية وقد نسب المؤلف هذا الخبر للترمذي وهذا الحديث قد ورد من طرق متعددة يقوي بعظها بعظ - 00:19:56ضَ

ولا زال اهل العلم يعتمدون ويقرون به ويسيرون على مقتضاه ويفسرونه حيث تلقى هذا الحديث القبول منهم قال ورواه يعني الترمذي يعني اخرجه في في سننه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وصححه لكن ليس - 00:20:22ضَ

فيه ذكر النار في قوله كلهم في النار. وهذه الرواية هذه الزيادة الصواب انها زيادة صحيحة وانها قد وردت في طرق متعددة يقوي بعضها بعضا قال وهو يعني هذا الخبر في حديث معاوية رضي الله عنه عند الامام احمد في المسند وعند الامام ابي داوود - 00:20:47ضَ

في السنن وفيه انه سيخرج من امتي اي سيوجد في هذه الامة وقوله سيخرج من امتي اختلف العلماء فيه فهل المراد به انهم جزء من الامة بدلالة قوله من امتي ومن للتبعيض؟ او انهم خارجون عن - 00:21:14ضَ

هذه الامة وبالتالي ليسوا من امة الاجابة لمفهوم قوله سيخرج والخروج من الشيء ترك له ولذا وقع الاختلاف بينهم قال انه سيخرج اي سيوجد في هذا هذه الامة من يخرج آآ عنها قال سيخرج من امتي اقوام اي فئات من الناس - 00:21:37ضَ

تتجارى بهم الاهواء اي يسيرون على مقتضى هذه الاهواء وبعضهم يجاري وآآ اه اه يمارسوا من الاعمال ما يماثل به عمل غيره. والمراد بالاهواء رغبات النفوس و مفاهيمها فان رغبة النفس قد تكون في الامر العملي وقد تكون في الامر الاعتقادي - 00:22:07ضَ

كما يتجارى الكلب بصاحبه. فالكلب مرظ يصيب الانسان يسرع الوصول الى اي هي واكثرهم يقول بان سببه عظة من كلب من نوع معين. فهذا الكلب يجري في الانسان وآآ لا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله - 00:22:38ضَ

ومن الادلة التي استدل بها المؤلف في هذا الباب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر من اولئك الذين لا يكونون على طريقة هذه الامة مبتغ في الاسلام سنة الجاهلية. والسنة هي الطريقة التي يسار عليها. و - 00:23:07ضَ

طريقة الجاهلية الاعتماد على غير كتاب الله جل وعلا وغير سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولذا فان من الواجب على الانسان ان يسعى الى ان يكون من اهل عبادة الله جل وعلا على وفق الطريقة التي ورد بها او وردت بها سنة رسول - 00:23:37ضَ

رسوله صلى الله عليه وسلم. ولذا على الانسان ان يتقرب الى الله بترك الطرائق وآآ السنن آآ التي يثار فيها على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وطريقة الجاهلية هي الطريقة التي فيها اتباع الاهواء والرغبات بدون النظر الى - 00:24:07ضَ

اوامر الله جل وعلا وشرعه ثم اورد المؤلف بابا اخر فقال باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر وقوله ما جاء اي الادلة التي وردت وبينت ان البدعة وهي الطريقة - 00:24:37ضَ

العبودية التي على خلاف طريقة النبي صلى الله عليه وسلم. فالبدعة احداث في دين الله بما ليس منه. وقوله اشد اي اكثر اثما من الكبائر اي من الذنوب العظيمة وذلك ان وذلك ان الذنوب تنقسم الى صغائر وكبائر كما قال - 00:25:00ضَ

قال ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. فدل هذا على وجود كبائر وجود صغائر وقد ورد في النصوص تسمية عدد من الاعمال التي فيها معصية بانها الكبائر فقال الا ادلكم على اكبر الكبائر؟ الشرك بالله اه الحديث - 00:25:30ضَ

وقوله هنا اشد من الكبائر يعني التي لا يخرج بها الانسان من دين الاسلام فالبدعة وهي عبودية الله بغير ما شرع امر عظيم. ولذا تواترت النصوص بالتحذير منه والتشديد في شأنه. قال تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله - 00:25:58ضَ

بل قد سمى النبي صلى الله عليه وسلم طاعة العلماء في تحليل المحرمات وتحريم المباحات عبودية لهم كما ورد في السنن من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه وبالتالي - 00:26:27ضَ

هذا فيما اذا لم ينسبوه او لم يجعلوه عبادة. فكيف فيما جعلوه عبادة يتقرب وبها لله جل وعلا ثم اورد المؤلف عددا من الايات والاحاديث الواردة في هذا الباب. واولها قول الله تعالى ان الله - 00:26:47ضَ

لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء المغفرة على نوعين النوع الاول ما له سبب من العبد بمثل التوبة والاستغفار فهذه متى كانت صادقة صحيحة فان الله جل وعلا يقبلها - 00:27:11ضَ

حتى ولو كانت من الشرك كما قال تعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وكما قال جل وعلا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا - 00:27:35ضَ

والنوع الثاني من انواع المغفرة ما يمتن الله به على عباده بفضل منه جل وعلا. وهذا النوع لا يكونوا في امور الشرك. ولذا قال ان الله لا يغفر ان يشرك به - 00:27:55ضَ

والشرك على نوعين الشرك الاكبر الذي فيه صرف العبودية لغير الله او اه وضع شيء من حقوق الله لغيره وهذا قد جاءت النصوص بانه لا يغفر لصاحبه. وقد وقع الاتفاق على ذلك. قال - 00:28:15ضَ

على انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار والنوع الثاني من انواع الشرك الشرك الاصغر الذي لا يخرج به الانسان من الملة ومن امثلته - 00:28:35ضَ

الشرك الخفي في الرياء ومن امثلته اه الشرك الذي يكون في الالفاظ بدون اعتقاد لمقتضاها فهذا النوع من انواع الشرك هو من المحرمات لكنه لا يخرج به الانسان من دين الاسلام. ولكن هنا مسألة وهي هل يدخل الشرك الاصغر - 00:28:54ضَ

في هذه الاية بحيث يقال بانه لا يغفر لصاحبه او لا هذا من مواطن الخلاف بين العلماء والاظهر انه يدخل في هذه الاية. لانه يسمى شركا. وقاعدة اللغة ان الافعال المثبتة - 00:29:19ضَ

التي حذف متعلقها تكون مطلقة. والافعال المنفية التي حذف متعلقها تكون دالة على العموم. ثم قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. والبدعة فيها نوع اشراك من جهة ان صاحبها يقرر شرعا جديدا - 00:29:42ضَ

مغايرا لشرع الله عز وجل. وان لم يكن شركا اكبر الا انه من الاصغر. ثم قال ويغفر ما دون دون ذلك فيشمل هذا الكبائر التي ليست من الشرك الاكبر والاصغر - 00:30:12ضَ

فدل هذا على ان البدع اشد اثما من الكبائر. ثم اورد المؤلف دليلا اخر في قوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم. قوله فمن اظلم هذا استفهام - 00:30:31ضَ

ام انكار يعني انه لا يوجد احد اشد ظلما ممن افترى على الله كذبا. ومن من يفتري على الله الكذب اولئك الذين ينشئون البدع فان آآ انشاء البدعة من القول على الله على سبيل الكذب. فدل هذا على التشنيع على اه البدع واهلها - 00:30:51ضَ

قال ليضل الناس بغير علم اي ليخرجهم من طريق الطاعة ومن اتباع السنة بغير علم لكونه انما اخرجهم الى امر من الاهواء والرغبات وليس من العلم والدين في شيء ثم اورد المؤلف دليلا اخر في قوله تعالى - 00:31:21ضَ

ليحملوا اوزارهم كاملة. فان من انشأ البدعة يتبعه فيها بعض الناس فان عليه من اوزار من تبعه فيها. كما سيرد في الاحاديث الاتية فدل هذا على ان المبتدع يلحقه اثم كبير بسبب كثرة من يتبعه في تلك البدعة. قال ليحملوا اوزاره - 00:31:47ضَ

هم اي تجعل اه ذنوبهم ومعاصيهم على ظهورهم يوم القيامة كاملة وكذلك يحملون على ظهورهم اوزارا الذين يظلونهم بغير علم اي اي اثام من سيروا على طريقتهم في البدعة. ثم قال تعالى الا ساء ما يزرون اي ان هذا الذي - 00:32:16ضَ

حملوه هو من الحمل السيء الذي يثقلهم في الدنيا والاخرة قال وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج والخوارج طائفة من الفرق الاسلامية سموا بهذا الاسم لوجود بدعتين شنيعتين عندهم البدعة الاولى - 00:32:47ضَ

في تكفير اهل الاسلام والبدعة الثانية في الخروج على اصحاب الولاية وقد سار على طريقتهم بعض الفرق فسار على طريقتهم آآ كثير من المعتزلة وان كانوا يسمون اه تكفير المسلم المنزلة بين المنزلتين ويسمون الخروج على اصحاب الولاية امرا بالمعروف - 00:33:14ضَ

نهيا عن المنكر من باب تحريف دلالات المصطلحات الشرعية ولا يزال للخوارج بقية وبدعتهم لا زالت موجودة وستوجد اه في جميع مصاري وكثير من اعداء الاسلام لما شاهدوا ان الخوارج الاوائل الذين نشأوا في عصر الصحابة - 00:33:49ضَ

قد كان لهم تأثيرهم في الامة وكان لهم تأثيرهم في تفريق الكلمة وكان لهم تأثيرهم في سفك دماء ووقوع الاقتتال بين اهل الاسلام لا زالوا ينشئون فرقا تنتمي الى فكر الخواطر - 00:34:19ضَ

وان كان قد وجد في عصرنا الحاضر من يحاول ان يلبس على الناس بتسمية الخوارج بانهم اهل سنة وبانهم سلفيون وهم كذبة في ذلك. انما المراد التمويه. واذا نظرت الى فرق الخوارج في - 00:34:39ضَ

عصرنا وجدت انهم لا يقتصرون في استدلالاتهم على على اه تحريف النصوص عن ظواهرها وانما تجد كما تجدهم ينقلون عن اهل السنة تجدهم ايضا ينقلون عن اهل البدع ما يحاولون به ان يموهنوا على الناس بانهم بانهم - 00:35:00ضَ

طريقة تشتمل هذه الطرائق آآ جميعا ثم اورد المؤلف حديث اينما لقيتموهم فاقتلوهم. هذا خطاب من النبي صلى الله عليه وسلم لامته من الصحابة فمن بعدهم انكم متى وجدتم الخوارج في اي مكان - 00:35:30ضَ

حينئذ عليكم ان تقاتلوهم. والامر هنا امر بالمقاتلة وليس امرا بالقتل. وذلك انه متى يجتمعوا كان عندهم اه كان عندهم طرائق اه متعددة اه متى يجتمعوا وكان عندهم اه تآلف في عقائد الخوارج وجبت مقاتلتهم. قال اين - 00:35:55ضَ

اما لقيتموهم فاقتلوهم لئن لقيتهم اي لئن واجهتهم وقابلتهم لاقتلنهم قتلى عاد. اي كما نقاتل او كما ورد القتل والموت على قوم عاد وفيه يعني في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا. والمراد - 00:36:25ضَ

امراء الجور يعني ايه اصحاب الظلم من الولاية؟ فهنا انظر كيف واجه اهل البدعة فامر بمقاتلتهم. وفي نفس الوقت نهى عن مقاتلة اهل الظلم. وفي صحيح انه قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم لان لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد. ثم اورد - 00:36:56ضَ

رحمه الله تعالى من حديث جرير ابن عبد الله رضي الله عنه ان رجلا تصدق بصدقة وهذا الحديث فيه ان قوما من مظر قدموا الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:37:25ضَ

قد شوهد عليهم اثر الحاجة و حينئذ امر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بان يتصدقوا عليهم فقدم رجل اول من قدم بصرة كادت ان تعجز عنها يداه. فتصدقا بصدقة - 00:37:40ضَ

فاقتدى به الاخرون فتتابع الناس على الاقتداء به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فقوله من سن اي من احيا طريقة واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:38:05ضَ

وليس المراد به ان الانسان يحدث طريقة جديدة مخالفة لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم ولذا قال من سن في الاسلام سنة حسنة والسنة الطريق كما تقدم والحسنة هي التي تكون واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فله اجر - 00:38:24ضَ

تلك السنة اي له ثوابها. واجر من عمل بها من بعده. فكل من عمل بهذه السنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فانه يكون ليكون للاول الذي عمل تلك السنة اجر مماثل - 00:38:50ضَ

لاجره من غير ان ينقص من اجورهم شيء. اي من اجور التابعين. وذلك من فضل الله جل وعلا على من احيا السنة. وفي المقابل قال ومن سن في الاسلام سنة سيئة اي - 00:39:10ضَ

ابتدع طريقة جديدة مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. فحينئذ سيكون عليه وزرها اي اثم العمل بتلو الاثم عمله بتلك السنة بتلك السنة المخالفة. وكذلك عليه اثم من عمل - 00:39:30ضَ

بتلك البدعة الى يوم القيامة. من غير ان ينقص من اثامهم واوزارهم شيء. رواه مسلم وله يعني للامام مسلم مثله اي مثل هذا اللفظ من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه من دعا الى - 00:39:50ضَ

والهدى لابد ان يكون منطلقا من الكتاب والسنة فله اجرها واجر من عمل بها ومن دعا الى ظلالة. فالظلالة تكون بمخالفة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ثم اورد المؤلف بابا ثالثا فقال باب ما جاء في ان الله احتجز التوبة على صاحب البدعة - 00:40:12ضَ

اي ان صاحب البدعة لا يتوب الله عليه في غالب الامر وذلك لانه يظن انه على حق وانه على صواب وبالتالي يبقى على تلك التوبة بخلاف صاحب فانه في الغالب اذا ذكر بالله وخوف من عقوبة الاخرة فانه يعود - 00:40:43ضَ

ومنشأ هذا ان صاحب المعصية اذا فعل المعصية فهو يظن وآآ يعملها وهو يعلم انه عاص لله بها. بخلاف صاحب البدعة فانه يقدم عليها يظن انه يرظي الله بذلك قال هذا مروي يعني ان هذا المعنى من كون ان صاحب البدعة لا يتوب مروي من حديث - 00:41:10ضَ

انس ومن مراسيل الحسن فقد ورد ذلك مرفوعا من هذين الطريقين وذكر ابن وظاح وهو من علماء المالكية ممن الف في البدع عن ايوب وهو ابن ابي تميمة السخطيان وهو من كبار علماء التابعين قال كان عندنا اي وجد عندنا رجل يرى رأيا اي عنده بدعة - 00:41:45ضَ

قدية آآ فتركه اي لم يعد يصاحبه. قال فاتيت محمد ابن سيرين وهو من علماء التابعين وقد توفي في سنة مائة وعشرة للهجرة فقلت اشعرت ان فلانا ترك رأيه؟ قال - 00:42:15ضَ

انا عندنا رجل يرى رأيا فتركه اي كان عنده بدعة اعتقادية فترك تلك البدعة الاعتقادية فاستبشرت وفرحت به وذهبت الى محمد ابن سيرين لابشره بذلك. فقلت اشعرت اي علمت اعلمت - 00:42:36ضَ

ان فلانا ترك رأيه يعني بدعته التي كان يراها. فقال محمد بن سيرين انظر الى ماذا ايتحول؟ يعني كونه ترك بدعة لا يعني انه سيذهب الى السنة فقد يأتي ببدعة اشد منها - 00:42:56ضَ

الى ان اخر الحديث اشد عليهم من اوله يعني ان الحديث الوارد في اهل البدع يدل على انهم اذا تركوا بدعتهم فانهم سيسيرون الى بدعة اشد منها. ولذا قال يمرقون من - 00:43:17ضَ

لاسلام ان يخرجون من الطاعة لاصحاب الولاية كما يمرق السهم من الرمية. فالسهم اذا خرج من رميته فانه حينئذ لا يعود الى آآ الرمية مرة اخرى ولذا يقول بان من خرج من السنة الى البدعة فالغالب انه لا يعود الى السنة وان ترك - 00:43:37ضَ

دعته الاولى فانه حينئذ سيدخل في بدعة اخرى. وهذا نجده في جميع الاعصار نجد ان اولئك الذين اه يتركون بدعة الاعتزال ينتقلون الى بدع الاشاعرة وان اولئك الاشخاص الذين يتركون بدع الخوارج يذهبون الى بدع اهل ما يسمى بالعقلانية - 00:44:07ضَ

التي فيها تأثر باهل الاعتزال. وهذا لا نجد لا نزال نجده في آآ هؤلاء اشخاص ولذا يقولون بان من فقد التوازن في اول امره فان عودته للتوازن من الامور الصعبة - 00:44:37ضَ

وقد سئل الامام احمد عن المعنى عن معنى ما ورد في هذا الحديث فقال بانه لا يوفق للتوبة لكونه يرى ان ما عليه ان البدعة التي هو عليها هي الحق والصواب - 00:44:59ضَ

اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم للخير وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين كما اسأله جل وعلا ان واياكم من اهل السنة وان يبعدنا جميعا عن اه البدعة وان يوفقنا لما يحب ويرضى - 00:45:19ضَ

كما نسأله جل وعلا ان يجعلنا من اهل الجماعة الذين يتآلفون يألفون ويؤلفون كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يردهم الى دينه ردا حميدا كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير - 00:45:39ضَ

وان يجعلهم من اهل الهدى والتقى وان يبارك فيهم وان يجزيهم عنا وعن الاسلام خير الجزاء هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:45:59ضَ