شرح لامية ابن الوردي

شرح لامية ابن الوردي (٦) - محمد بن سعيد ابن طوق المري

محمد ابن طوق المري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد تفضل الشيخ بسم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم - 00:00:00ضَ

اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللسامعين وللمسلمين اجمعين. قال ابن الوردي رحمه الله لا تقل فصلي وفصلي ابدا انما اصل الفتى ما قد حصل. قد يسود المرء من غير اب وبحسن السبك قد ينفى الزغل - 00:00:20ضَ

الورد من الشوك وما ينبت النرجس الا من بصل. مع اني احمد الله على نسبي اذ بابي بكر اتصل. قيمة الانسان ما يحسنه اكثر الانسان منه او اقل. اكتم الامرين فقرا وغنى. واكسب الفلسفة واكسب الفلسفة وحاسم - 00:00:40ضَ

بطل والدرع جدا وكدا واجتنب صحبة الحمقى وارباب الخلل بين بين تبذير وبخل رتبة الى هذين ان زاد قتل. قال ابن الودية رحمه الله لا تقل اصلي وفصلي ابدا انما اصل الفتى ما قد حصل. لا تقل اصلي ابائي وفصلي ذريتي. ابدا - 00:01:00ضَ

انما اصل الفتاة ما قد حصل يعني لا تقل يكفيني شرف ابائي وذريتي وفضلهما ثم تترك السعي الى الشرف باعمالك الصالحة صالحة فان شرفك بفضلك لا باصلك. ومكانتك بادبك لا بنسبك. قال صلى الله عليه وسلم - 00:01:30ضَ

من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. قدمنا من شئت واكتسب ادبا يغنيك محموده عن النسب الفتى من يقولها انذا ليس الفتى من يقول كان ابي. وقال اخر اذا افتخرت باباء لهم شرف قلنا صدقت - 00:01:50ضَ

لكن بئس ما ولدوا ومعرفة النسب امر مطلوب. لقوله صلى الله عليه وسلم اعرفوا من انسابكم ما تصلون به ارحما ولقوله صلى الله عليه وسلم لحسان حين اراد ان يهجو قريشا لا تفعل فان لي فيهم نسبا - 00:02:10ضَ

تأتي ابا بكر فليخبرك بها. فجاءه فقال لاسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. فمعرفة الانساب امر مطلوب الا انه لا يجوز التفاخر بها. قال صلى الله عليه وسلم لينتهين اقوام عن فخرهم بالاباء. او ليكونوا - 00:02:30ضَ

كونن عند الله كالجعلان التي تدفع النتن بانفها. وقال صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية لا اتركونهن وذكر منها الفخر بالاحساب. وقال صلى الله عليه وسلم ان الله اذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها - 00:02:50ضَ

الاباء كلكم لادم وادم من تراب. قال رحمه الله قد يسود المرء من غير اب وبحسن السبك قد ينفى الزغل. قد يسود المرء من غير اب. قد هنا التكثير. يسود من السيادة وهي الشرف والمجد. من غير اب اي - 00:03:10ضَ

من غير اب سيد. حدثت الصفة هنا وبقي الموصوف. ومنه قوله تعالى انه ليس من اهلك. اي ليس من اهلك الناجين وبحسن السبك السبك تخليص الشيء من خبثه. ومنه سبك الذهب. قد ينفى الزغل. قد هو نائب تحقيق - 00:03:30ضَ

ينفى الزغل اي الخبث والغش. وفي نسخة قد ينفذ الدغل. وهو بمعناه فالدغل الفساد يقول ان المرأة قد يكون شريف واصله ليس كذلك. كما هو كثير في الحياة وذلك بسبب همة الانسان وعنايته بتكميل نفسه. كما ان الذهب والفضة يستخرجان من الارض - 00:03:50ضَ

بالشوائب ثم تصنع منهما سبائك الذهب والفضة التي تخطف الابصار ببريقها ولمعانها ولكن ذلك يتوقف على حسن السبك. والشرف وقدر العبد عند الله انما هو بالتقوى. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. وليس بالانساب - 00:04:20ضَ

واكثر العلماء في القرن الثاني من نوادي كالحسني وقتادة وعطاء ومكحول وسيبويه وليس في القراء السبعة صريح النسب الا ابا عامر وابن عامر. كما قال الشاطبي ابو عمرهم ويحصبي ابن عامر. صريح وباقيهم احاط به الولاء - 00:04:40ضَ

وكذا الورد من الشوك وما ينبت النرجس الا ان بصل. وكذا الورد من الشوك وما ينبت المرجس بكسر النون وفتحها والاقيس الكسر كما في المصباح. الا ان بصل النرجس نبت ذكي الرائحة يقول ان الورد مع جمال لونه وحسن شكله يدنو من شجر الشوك المؤذي طبعا - 00:05:00ضَ

وكذا النرجس مع حسن نظارته وطيب رائحته يطلع من البصل وهو مر الطعم خبيث الرائحة فهذه امثلة تدل على ان الشرف قد يحصل للانسان دون ابائه. فلا يمنع الانسان نقص اصله عن تحصيل الشرف والسيادة. وبقي - 00:05:30ضَ

التي ساد فيها الشيء على اصله العسل فانه مع حلاوة طعمه وكونه شفاء تخرج من بطون النحل التي هي من جنس الحشرات. والحرير فانه مع نعومته وجماله يخرج من دودة - 00:05:50ضَ

ضعيفة قبيحة الشكل والمسك ما اصله؟ اصله الدم نعم والخل ما اصله الخمر فقال صلى الله عليه وسلم نعم الاذن الخلق والخل بين الخمض قال ابن مبدي رحمه الله مع - 00:06:10ضَ

اني احمد الله على نسبي بابي بكر اتصل. يقول لا تتوهم ايها المخاطب ان نصيحتي لك بعدم اعتمادي على النسب سببها كوني من اخوان النسب فانا بحمد الله يتصل نسبي بابي بكر الصديق رضي الله عنه افضل الاولين والاخرين بعد الانبياء - 00:06:30ضَ

باخبار الناظم بذلك هو من باب دفع التهامة عن النصيحة. ومن باب التحدث بنعمة الله عليه. قيمة الانسان ما يحسنه اكثر الانسان منه او اقل. يقول ان قدر الانسان ومكانته بحسب ما يتقنه من العلوم والصنائع. فمن كان - 00:06:50ضَ

عادة على غيره لا يحسن شيئا فلا قيمة له. واصل هذا المعنى قول يروى عن علي رضي الله عنه انه قال قيمة ما يحسنه. قال اكتم الامرين فقره وغنى واكسب الفلس. وحاسب من بطل - 00:07:10ضَ

اكتم الامرين اي استر اي استر واخفي الامرين فقرا وغنا. واكسب الفلس وحاسب من بطل من بطالة وهي ترك العمل. يقول يقال بطل يبطل بطالة اذا تعطل. فهو بطال يقول رحمه الله لا تظهر فقرك في تجرأ عليك السفهاء. ولا تعلن غناك فيحسدك الناس - 00:07:30ضَ

هذا قوله اكتم الامرين فقرا وغنا. يقول ولا تترك الكسب فتذل بالحاجة. هذا قوله وكسب الفلس وانصح العاطل عن العمل وحضه على الكسب وترك البطالة. هذا قوله وحاسب من بطل - 00:08:00ضَ

وبيته نظير قول الاخر لا تظهرن لعاذر او عاذر حاليك في السراء والضراء فلرحمة المتوجعين مرارة في القلب مثل شماتة الاعداء. والكسب مطلوب. يدل عليه قوله تعالى فاذا قضيت الصلاة فانتسروا في الارض وابتغوا من فضل الله. وهذه الاية اصل في الجمع بين عمل الدنيا وعمل الاخرة - 00:08:20ضَ

وهذه طريقة الانبياء. فداوود عليه السلام كان يصنع الدروع ويتعيش بثمنها وعلمناه صنعة لبوس لكم ان تحسنات من بأسكم وزكريا عليه السلام كان نجارا واجر موسى عليه السلام نفسه لشبع بطنه وعفة فرده وكان النبي صلى الله عليه وسلم في التجارة - 00:08:50ضَ

غنم وهكذا اصحابه الكرام رضي الله عنهم وقد كان عمر رضي الله عنه يبغض الرجل العاطل ويقول يا معشر الفقراء ارفعوا رؤوسكم واتجروا. ولا تكونوا عيالا على الناس. وقال اني لاكره ان ارى احدكم سبهللا - 00:09:10ضَ

لا في عمل دنيا ولا في عمل اخرة. وقال ابن مسعود رضي الله عنه اني لامقت الرجل اراه فارغا ليس في في شيء من عامي دنيا ولا اخرة. قال وادرع جدا وكدا واجتنب صحبة الحمقى وارباب الخلل - 00:09:30ضَ

جدة اي اجعل الجد درعا لك. والدرع قميص من حديد يلبسها المقاتل. والجد الاجتهاد والكد الكدح والسعي. واجتنب صحبة الحمقى الحمقى دمع احمق من الحماقة وهي ضعف العقل وارباب الخلل ارباب اصحاب والخلل اضطراب وعدم الانتظام. يقول اجعل - 00:09:50ضَ

يقول اجعل السعي اجعل السعي والاجتهاد في كسب الرزق وتحصيل المعاش كالدرع التي تدفعه طبعا كالمذلة والحاجة الى الناس. وقد ترك سعيد بن المسيب رحمه الله بعده اربعمائة دينار. وقال والله - 00:10:20ضَ

اني ما تركتها الا يأصون بها عرضي او قال وجهي. وقد قال ايوب السخطياني كان ابو قلابة يقول لي يا ايوب الزم سوقك فان الغنى من العافية. وقد سبق في المجلس الماضي ان اهل العلم ينبغي - 00:10:40ضَ

ان يكون لهم من الكسب الحلال ما يعفهم ويغنيهم عن الخلق. وسبق ذكر شيء من الاثار عن السلف في ذلك ثم قال واجتنب صحبة الحمقى واربعة من خلل. واجتنب صفحة الحمقى وارباب خلل. يقول اجتنب - 00:11:00ضَ

اتى المغفلين بان ذلك يضر باخلاقك. فالطباع سراقة. والانسان يتأثر بجلسائه. اي لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي. وقال بعضهم من عاشر الاشراف صار مشرفا ومعاشر الانذار غير مشرف. فانظر الى الجلد الحقير مقبلا بالثغر لما صار جلد المصحف - 00:11:20ضَ

فقال الشاعر اللي كل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت من يداويها. فالذي ينبغي اجتناب صحبة الحمقى وقد قال الاحنف اني لاجالس الاحمق ساعة فاجد ذلك في عقلي. ويروى عن عيسى عليه السلام انه قال اعياني - 00:11:50ضَ

دواء الاحمق وما اعياني دواء الاكمع والابرص. ومن شواهد ما في صحبة الحمقى من الشر. قصة ذلك الرجل مع الدب الذي احسن اليه. يقول الناظم رواه اولو الاخبار عن رجل سياري ابصر في صحرائي - 00:12:10ضَ

فسيحة الارجاء دبا عظيما موثقا في صرحة معلقة. يأوي عواء الكلبي. من شدة وكرب. فادركته شفقة عليه حتى اطلقه. وحله من قيده لامنه من كيده. ونام تحت الشجرة مناما قد ابجره - 00:12:30ضَ

طول الطريق والسفر فنام من فرط الضجر. فجاء ذاك الدب. عن وجهه يذب. وقال ذاك الخل ها هنا يحل انقذني من اسري وفك قيد عسري فحقه ان ارصده من كل سوء قصده. فاقبل الذباب - 00:12:50ضَ

ترنك الربابة. فوقعت بحينه على شفار عينه. فجا شريط الدب وقال لا وربي ما الذباب يسومه عذابا. فاسرع الدبيب بصخرة قريبة. فقلها واقبلا يسعى اليه عجلا حتى اذا حاذاه صك بها مجلاه. ليقتل الذبابة من غير ما ارادة. فرد منه الراس - 00:13:10ضَ

كسر الابراس واهلك الخليل بفعله الجميلا. فهذه الرواية تنهى عن الغواية في طلب الصداقة عند اوي الحماقة اذ كان فعل الدب هذا لفرط الحب وجاء في الصحيح نقدا عن المسيح طبعا قول الشاعر - 00:13:40ضَ

في الصحيح ليس معنى انه في الصحيحين او في احدهما. وجاء في الصحيح نقلا عن المسيح عالجت كل اكمه وابرص مشوه لكنني لم اطيق قط علاج الاحمق. يشير الى اثره الذي سبق. انه عليه السلام قال - 00:14:00ضَ

اعياني دواء الاحمق وما اعياني دواء الاكمه والابرص. ومن شواهد هذا قول الشاعر عليك بارباب الصدور. فمن غدا مضافا لارباب الصدور تصدرا. واياك ان ترضى بصحبة ساقط فتنحط قدرا من علاك وتصورا. فرفع ابو من؟ ثم خفض مزمر يبين قولي مغريا ومحبرا - 00:14:20ضَ

ابو لما اضيف الى ما له صدر الكلام وهو من استفهامية صار له صدرك هذا قوله عليك بارباب الصدور فمن غدا ومزمن يشير به الى قول امرئ القيس في معلقته كانه بان في افانين يدقه كبير اناس في بجاد مزمرة - 00:14:50ضَ

مجمل صفة لقوله كبير اناس. فحقه ان يرفع. لكنه لما جاور مجرورا جرم ما جاور قوله بجاد جرا فكذلك لن تجد طالب علم كان مرفوعا فجر الا لما جاور الساقطين هذا قوله ثم فضل مذمر يبين قوله مغري ومحذرا قال واياك ان ترضى بصحبة ساقط فتنحط - 00:15:10ضَ

فقدون من هناك وتصورا. وقال اخر اذا ما الليالي جاورتك بساقط وقدرك مرفوع فعنه ترحل الم تر ما لاقاه في جنب جاره كبير اناس في بجار مزملين؟ وقد قال ابو الفتح البثي في عنوان الحكم من استلام الى - 00:15:40ضَ

اسرارنا ما وفي قميصه منهم صل وثعبان. من استنام الى الاشرار اي سكن اليهم وصاحبهم نام وفي قميصهم مصل اصل الحية التي يقولون انه لا ينفع فيها دواء بشدة سمها القاتل. والثعبان نوع من الحيات الطوال القاتلة - 00:16:00ضَ

فما ظنك بان نام وفي قميصه سل وثعبان؟ فالاشرار لا يسحبون لانهم يسحبون انت في الناس تقاس ممن فاصحب الاخيار تعلو وتنال ذكرا جميلا. صحبة الخام تكسو. من يؤاخيه خمولا. وقد قال مالك بن دينار - 00:16:20ضَ

من مغيرة بن حبيب يا مغيرة انظر كل جليس وصاحب لا تستفيد في دينك منه خيرا فانبذ عنك صحبته. وقال سفيان ليس شيء ابلغ في فساد رجل وصلاحه من صاحب. ثم قال رحمه الله بتبذير وبخل رتبة - 00:16:40ضَ

وكلا هذين ان زاد قتل. يقول كن وسطا بين التبذير والبخل. فكل من هذين ان زاد عن حدمه اهلك صاحبه. قال تعالى. وارد عليه الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا. المعنى لا تمسك يدك عن الانفاق وهو البخل - 00:17:00ضَ

ولا تبذر في الانفاق فتصير ملوما يلومك الناس على البخل ان امسكت. تصير محصورا فارغ اليد لا تجد ما تنفقه وقد مدح الله تعالى عباده الصالحين بتوسطهم في الانفاق. فقال والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يغتروا. وكان بين ذلك قواما - 00:17:20ضَ

والتبذير والتبذير مذموم. يكفيك فيه قوله تعالى ولا تبذر تبذيرا ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وقع الشيطان لربه كفورا. وقوله تعالى ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. والبخل كذلك مذموم يكفيك فيه قوله تعالى - 00:17:40ضَ

ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله وخيرا لهم. بل هو شر لهم. سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة الى اخره والله تعالى اعلم. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت. استغفرك واتوب اليك. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:18:00ضَ

- 00:18:20ضَ