شرح متن العقيدة الطحاوية

شرح متن العقيدة الطحاوية - تابع قوله يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا - لفـضيلة الشيخ وليد السعيدان

وليد السعيدان

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم لشرح متن العقيدة الطحاوية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد - 00:00:15ضَ

فلا نزال ولله الحمد والمنة في سرد جمل من النصوص التي وربما يظهر ان بينها شيء من التعارض ونحاول ان ندفع هذا التعارض بما يسره الله عز وجل وهذه النصوص مما يخص باب باب القضاء والقدر - 00:00:37ضَ

او قريبا منه مما يتعلق بشيء من مسألة من مسائله واظننا قد اخذنا جملا من هذه النصوص في الدرس الماضي ولا ادري اين وقفنا طيب ثم اقول وبالله التوفيق ان قيل كيف نجمع بين هذين النصين المتعارضين - 00:00:59ضَ

في الظاهر وهو قول الله عز وجل ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون فنفى الله عز وجل عنهم الاستطاعة ونفى عنهم السمع والبصر فهذا دليل على انهم غير مكلفين - 00:01:33ضَ

ان الانسان لا يكلف الا بما هو داخل تحت قدرته وطاقته واستطاعته فالله عز وجل هنا يقول ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون وقد قالها الله عز وجل في معرض الذنب - 00:01:58ضَ

فنفى عنهم الاستطاعة وذمهم على عدم سمعهم للحق وابصارهم لطريق الهدى كيف نجمع بين هذا وبين قول الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها فاذا اخبرت الاية الاولى بانهم ما كانوا يستطيعون - 00:02:20ضَ

السمع فاذا السمع خارج عن طاقتهم وقدرتهم واستطاعتهم ومقتضى هذا انهم لا يكلفون بالسمع ولا بالبصر لانهم غير مستطيعين فكيف هذا؟ والله عز وجل يقول في الاية الثانية لا يكلف الله نفسا الا وسعها. فكيف يذمهم على عدم استطاعتهم مع انه لا يكلف نفسا - 00:02:41ضَ

الا وسعها بل ان الله عز وجل يقول فاتقوا الله ما استطعتم. وهؤلاء يقول ما كانوا يستطيعون فكيف الجمع بين هذه الايات التي في ظاهرها شيء من التعارض الجواب اقول اعلم رحمك الله تعالى ان الاستطاعة تنقسم الى قسمين - 00:03:09ضَ

وهذه مسألة قدرية خطيرة جدا لابد من فهمها الاستطاعة الاولى استطاعة كونية قدرية والاستطاعة الثانية استطاعة شرعية فالتكاليف انما تعلق بالاستطاعة الشرعية لا بالاستطاعة الكونية والله عز وجل لا يكلف نفسا الا - 00:03:36ضَ

ها ما تستطيعه شرعا فاي تكليف في الشرع علق بالاستطاعة فانما يقصد بها الاستطاعة الشرعية لا الاستطاعة الكونية واي استطاعة منفية عن الكفار والمجرمين فانما هي الاستطاعة الكونية لا الاستطاعة الشرعية. فلا بد من التفريق بين الاستطاعتين حتى لا تتضارب - 00:04:08ضَ

عندنا الامور وعلى ذلك قول الله عز وجل عن اهل النار وقالوا لو كنا نسمع او نعقل فهم يسمعون ويعقلون ولكن المنفية هنا هي الاستطاعة الشرعية بمعنى ان الله لم يمكنهم كون - 00:04:40ضَ

من سماع الحق لانه لم يقدر لهم سماع الحق كونا كونا فالاستطاعة المسلوبة عنهم انما هي الاستطاعة الكونية بمعنى ان من خلقه الله واراد له الضلال فهو لا يستطيع كونا ان يسمع الحق - 00:05:00ضَ

ولا يستطيع كونه ان يكون مهتديا فانتفاء هذه الاستطاعة عنه لا يرفع التكليف بالهداية عنه. لانها الاستطاعة ها لانها الاستطاعة الكونية والتكاليف مربوطة بالاستطاعة الشرعية التي هي سلامة الالات والتمكن من الفعل - 00:05:19ضَ

بمعنى ان من مرض ولم يستطع الصوم فهذا حل به عذر شرعي يعذر من؟ وقع عليه. فهذه استطاعة شرعية. هذه استطاعة شرعية فاذا ربما تأتي الايات والنذر صباحا ومساء على قوم - 00:05:41ضَ

لكنهم لا يستطيعون الاستفادة منها. مع ان التهم سليمة العين سليمة السمع سليم. الالات يتمكنون من ان يفعلوا لكن سلبت منهم استطاعة اخرى. وهي الاستطاعة الكونية. فما لم يقدر لك كونا فلا - 00:06:02ضَ

قواك ان ان تفعله حتى وان كانت سليمة في الظاهر لكن ثمة بساط مسحوب من تحت قدميك وهو الاستطاعة الكونية فمن صلى العشاء معنا اليوم فقد استطاع على الصلاة كونا بمعنى انه وقعت منه الصلاة - 00:06:22ضَ

واستطاع عليها شرعا اذ لم يحل به مانع يمنعه من المجيء للمسجد ومن صام رمضان معنا فقد استطاع الصيام بالاستطاعتين انتبهوا الاستطاعة الكونية بمعنى انه وقع منه هذا الصوم في الكون - 00:06:44ضَ

فلما وقع علمنا ان الله عز وجل كتب له ان يصوم. فاذا هو الذي امكنه من الاستطاعة الكونية ولم يحل به عذر يمنعه من الصوم. فاجتمع في حقه الاستطاعتان لكن اذا جاءت الايات الى مسامع الكفار فسمعها ووعاها وفهمها. ولم يدكر بها. فهنا - 00:07:05ضَ

عنده الاستطاعة الشرعية موجودة سلامة الالات والتمكن من الفعل ما في مانع ان يفعل. لكنه مسلوب الاستطاعة الكونية. فان سألت وقلت وهل الاستطاعة الكونية يعتبر عذرا له في كفره؟ الجواب لا - 00:07:30ضَ

فقول الله عز وجل ما كانوا يستطيعون الاستطاعة المنفية هنا انما هي الاستطاعة الكونية لا الاستطاعة القدرية عفوا انما هي الاستطاعة الكونية القدرية لا الاستطاعة الشرعية التي معنا بمعنى بمعنى التمكن من - 00:07:51ضَ

الالك. بعض اهل السنة يقسمون الاستطاعة باعتبار اخر. وهي استطاعة قبل الفعل واستطاعة مع الفعل ويقصدون بالاستطاعة قبل الفعل الاستطاعة الشرعية. بمعنى ان من كان فيه عذر قبل حلول وقت العبادة فهو معذور عن المجيء لها اذا كان عذر شرعي. لكن هناك استطاعة يخلقها الله عز - 00:08:11ضَ

جل في وقت الفعل وهي الاستطاعة الكونية. فمن سلب هذه الاستطاعة فحتى وان كانت الته وحواسه وقدرته وقوته سليمة فانه لا يستطيع ان يفعل ولذلك تجد ان طائفة في مجلس واحد يستمعون الاذان فيقوم بعضهم - 00:08:38ضَ

ويتبع بعضهم لا فبعضهم يستجيب وبعضهم لا يستجيب. هؤلاء خلقت فيهم وقت سماع الاذان الاذان ايش؟ الاستطاعة القدرية الكونية فقاموا بفضل من الله عز وجل. وهؤلاء لم تخلق فيهم هذه الاستطاعة فعجزوا - 00:09:03ضَ

ولكن لابد ان نعلم ان المتفق عليه بين اهل السنة والجماعة هو ان سلب الاستطاعة الكونية القدرية ليس بعذر بين يدي الله في التقحم في الكفر والذنوب والمعاصي ولذلك الله عز وجل اعطاك السمع واعطاك البصر واعطاك القوة واعطاك القدرة وارسل لك الرسل وانزل لك - 00:09:23ضَ

كتب واقام عليك حجته وابان لك محجته اذا لا حجة لك ان تقول بين يديه يوم القيامة انا سلبت الاستطاعة لان هذا هو حقيقة الاحتجاج بالقدر المنفي باجماع اهل السنة والجماعة - 00:09:49ضَ

واضح ما اجمل الفهم السليم فاذا خذوها قاعدة اي استطاعة منفية عن الكفار والمجرمين في الادلة فانما هي الاستطاعة الكونية القدرية واي استطاعة علق عليها التكاليف الشرعية فهي الاستطاعة الشرعية التي هي التمكن من الفعل وسلامة الالات - 00:10:05ضَ

او التي يعبر عنها بعض اهل السنة الاستطاعة قبل الفعل فلا اشكال ولا تناقض في ذلك ولله الحمد والمنة الفرع العاشر ان قيل لنا كيف نجمع بين نسبة المشركين شركهم الى الله. في قول الله عز وجل وقال الذين اشركوا - 00:10:33ضَ

لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء وفي الاية الاخرى يقولون يقول الله عنهم وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا. هؤلاء نسبوا وقوعهم في الشرك الى ما - 00:11:06ضَ

ان الى مشيئة الله فاذا هم يخبرون بانهم وقعوا في الشرك بمشيئة مشيئة الله وهذا الامر انكره الله عز وجل عليهم في قوله قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا - 00:11:34ضَ

ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون وفي الاية الاخرى قال كذلك كذب الذين من قبلهم. فاكذبهم الله عز وجل في نسبة شركهم الى مشيئته اكذبهم الله عز وجل في نسبة شركهم الى مشيئته - 00:12:00ضَ

فكأننا نفهم من هذه الاية انهم وقعوا في الشرك بغير مشيئة الله لانه انكر عليهم نسبة شركهم الى مشيئته. فكيف نجمع بين هذا وبين الاية الاخرى التي يقول الله عز وجل فيها ولو شاء الله - 00:12:24ضَ

او ما اشركوا ولو شاء الله ما اشركوا فهذه الاية تثبت انهم انما وقعوا في الشرك بمشيئة الله عز وجل فكيف اية تنفي وقوعهم في الشرك بمشيئة الله واية تثبت انهم وقعوا في الشرك بمشيئة الله - 00:12:40ضَ

فان قلت وما علاقة ذلك بالقضاء والقدر؟ اقول لتعلقه بالمشيئة التي هي ركن من اركان الايمان بالقضاء والقدر فان قلت وما الجواب عن ذلك فاقول ان الله عز وجل انما كذبهم في احتجاجهم - 00:13:05ضَ

على وقوعهم في الشرك بمشيئة الله فهم لما قالوا لو شاء الله ما اشركنا لم يقولوها اخبارا وانما قالوها احتجاجا على الله عز وجل في وقوعهم في هذا الشرك فاذا هم وقعوا في الشرك بمشيئته القدرية الكونية - 00:13:28ضَ

لكن لا حجة لهم في هذا الوقوع فالذي انكره الله ليس هو النسبة وانما انكر الاحتجاج لان هذا من الاحتجاج بالقدر انتبه. والله عز وجل لا يقبل مطلقا ان يحتج احد بالقدر على - 00:13:55ضَ

وقوعه في شيء من الذنوب والمعاصي فاذا التكذيب في الاية الاولى منصب على الاحتجاج لا على الاخبار انتم فهمتم هذا منصب على الاحتجاج لا على الاخبار وقوله عز وجل ولو شاء الله ما اشركوا انما هو اخبار عن ان وقوعهم في هذا الشرك لم يقع هكذا - 00:14:17ضَ

صدفة كيفما اتفق وانما وقع عن تقدير وكتابة ومشيئة اي مشيئة اذا قلنا المشيئة فهي المشيئة الكونية القدرية وانتم تعرفون ان المتقرر عند اهل السنة ان الله قد يشاء كونا - 00:14:45ضَ

ما لا يحبه ولا يرضاه شرعا وامرا فاذا التكذيب في الاية الاولى منصب على ماذا على الاحتجاج الذي لا يريده الله لو قال قائل لنا بعد وقوعه في معصية وقلنا له لم تقع في المعصية؟ فقال وقعت فيها بقدر الله فنقول له كذبت - 00:15:03ضَ

الان قوله وقعت فيها بقدر الله ها خبر واحتجاج قبر واحتجاج. هو يقصد ماذا ان يحتد ونحن نقول كذبت في ماذا؟ في الخبر ولا في الاحتجاج؟ في الاحتجاج اذا الاية واضحة ما - 00:15:32ضَ

فقول الله عز وجل كذلك كذب انما يكذب الاحتجاج. وقوله ولو شاء الله ما اشركوا انما يخبر فلا تعارض بين الايتين مطلقا ولله الحمد والمنة من فهم ومن لم يفهم - 00:15:52ضَ

فهمت التكذيب منصب على ماذا على الاحتجاج احسنت ولو شاء الله ما اشركوا يقصد ماذا؟ الاخبار بانهم وقعوا في الشرك بمشيئته ونحن نؤمن بهذا ولذلك لو قال لنا قائل هل - 00:16:11ضَ

المعصية مرادة لله الجواب مرادة له كونا لا شرعا لان قد يريد كونا ما لا يرضاه شرعا. وما اشد واثقل هذا الكلام على الجبرية والقدرية الفرع الحادي عشر كيف نجمع - 00:16:31ضَ

بين قول الله عز وجل صم بكم عمي فهم لا يرجعون والاية الثانية فهم لا يعقل فهذه الاية ظاهرها انهم اي الكفار صم لا يسمعون وعمي لا يبصرون وبكم لا يتكلمون - 00:17:06ضَ

هذا هو ظاهرها كيف نجمع بينها وبين ايات كثيرة؟ تثبت ان لهم تمعن وبصرا وافئدة ولهم السنة يتكلمون يتكلمون بها يتكلمون بها كقول الله عز وجل وجعل لكم السمع والابصار والافئدة - 00:17:37ضَ

لعلكم تشكرون تراث النحل وهي الموضع الوحيد اللي هي لعلكم ولا كل الايات قليلا فايات تنفي عنهم السمع والبصر والكلام. وايات تثبت لهم ذلك. فكيف نجمع بينها فنقول لا اشكال فيها ولله الحمد والمنة - 00:18:05ضَ

وهي ان السمع وهي ان السمع والله عاد كنت مصدع من يوم بدأنا في الدرس طبت اي والله كلام في العلم ينسي الالم ما كنت مصدع ولا ودي اعتذر لكن سبحان الله - 00:18:30ضَ

الحمد لله السمع والبصر واللسان لها وظيفتان وظيفة حسية ووظيفة معنوية اما وظيفة السمع الحسية فهي سماع الاصوات وادراكها واما وظيفة السمع المعنوية فهي سماع الحق وقبوله واما وظيفة البصر الحسية فهي رؤية الاشياء - 00:18:50ضَ

واما وظيفة البصر الحسي المعنوية فهي رؤية الحق والتدبر والتفكر والتأمل في هذا الكون المفضي الى الاعتراف بخالقه ووحدانيته في الوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته وكذلك اللسان له وظيفة حسية وهي النطق والمخاطبة - 00:19:27ضَ

فهو وسيلة من وسائل التخاطب ولكن له وظيفة معنوية وهي النطق بالحق والسكوت عن الباطل فالايات التي تسلب عن الكفار السمع وتسلب عنهم البصر وتسلب عنهم اللسان. الكلام انما تسلب وظائف هذه الجوارح - 00:19:54ضَ

المعنوي والايات التي تثبت ان لهم سمعا وتثبت ان لهم بصرا وتثبت ان لهم السنة انما تثبت لهم هذه الوظائف ايش؟ حسا فاذا المنفي هو وظيفة هذه الجوارح المعنوية والمثبت هي وجود هذه الجوارح حسا ويوضحها قول الله عز وجل ولقد ذرأنا لجهنم - 00:20:18ضَ

فكثيرا من الجن والانس لهم قلوب اي حسا. لا يفقهون بها اي معنى ولهم اعين اي حسا لا يبصرون بها اي معنى. ولهم اذان اي حسا لا يسمعون بها اي معنى - 00:20:51ضَ

وضحت هذي فاذا لا اشكال في هذه الايات ولله الحمد فان قلت وما علاقة هذا بالقضاء والقدر؟ فنقول لان الكفار من جملة ما يحتجون به عند الله قولهم وقالوا لو كنا نسمع - 00:21:15ضَ

او نعقل فالله خلق لهم السمع والابصار والافئدة والالسنة ولكنها ايش؟ معطلة عن وظائفها الاصلية الاساسية وهي رؤية الحق بالبصر وسماع الحق بالاذن بالاذان وقول الحق والسكوت عن الباطل بالالسنة ووعي الحق وانشراح الصدر - 00:21:34ضَ

والبصيرة وانفتاح البصيرة بالقلوب كل هذا منفي عن الكفار ولا اشكال ولا تعارض بين هذه الايات ولله الحمد اذا كما قال الامام ابن خزيمة بمعنى كلامه انه لا يوجد نصان متعارضان. ومن وجد شيئا من ذلك فليأتنا حتى نكشفه له - 00:22:01ضَ

لانهم علموا وتيقنوا هذه الحقيقة الشرعية. ان هذه النصوص خرجت من مشكلات واحدة حتى السنة حتى السنة ترى السنة ما اخترعها النبي صلى الله عليه وسلم من عنده وانما هي وحي يوحى الفرع الثاني عشر - 00:22:28ضَ

كذا الترتيب طيب ان قيل لنا كيف تجمعون بين هذه الاحاديث التي ظاهرها التعارف وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان كتابة المقادير في اخبر ان كتابة المقادير والعبد جنين في بطن امه - 00:22:47ضَ

يكون بعد الاربعين الثالثة كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة - 00:23:18ضَ

ثم يكون علقة مثل ذلك. ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل او قال يبعث اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وعمله وشقي او او سعيد - 00:23:39ضَ

متى تحصل هذه الكتابة بعد الاربعين الثالثة بينما نجد في صحيح مسلم من حديث حذيفة ان النبي صلى الله عليه وسلم اثبت ان هذه الكتابة كونوا في طور الاربعين الاولى اي في طور النطفة - 00:23:56ضَ

اي في طور النطفة اذا مضى على النطفة اربعون بعث اليها الملك هذه احاديث ظاهرها التعارف فكتابة القدر في بعض الاحاديث تكون في النطفة في في الطور الاول وهي الاربعين وهي الاربعين الاولى وهي الاربعون الاولى - 00:24:14ضَ

وفي بعض الاحاديث تكون في الطور الثالث وهي الاربعون الثالثة فهذا تعارض ظاهر فان قلت وما شأن هذا بباب القضاء والقدر؟ فنقول لان فيها كتابة القدر وهي نوع من انواع الكتابة القدرية - 00:24:36ضَ

لاننا قلنا ان الكتابة القدرية كتابة عامة مطلقة وهي ما خط في اللوح المحفوظ وكتابة حولية وكتابة عمرية. نقصد هذه الكتابة العمرية التي حصل فيها شيء من التعارض في هذه الاحاديث - 00:24:55ضَ

المذكورة فكيف نجمع بينها الجواب الجمع بينها لا اشكال فيه ولله الحمد والمنة. وهو من وجهين اختر ايهما شئت فكلاهما صحيح الوجه الاول اما ان نقول بان الكتابة تختلف باختلاف الاجنة في علم الله عز وجل - 00:25:11ضَ

فبعض الاجنة يكتب قدره في بطن امه في الطور الاول وبعض الاجنة يكتب قدره في بطن امه في الطور الثالث فاذا في الطور الاول محمول على بعض الاجنة وفي الطور الثالث محمول على بعض الاجنة ولا اشكال ولا تعارض في هذا ولله الحمد - 00:25:40ضَ

فان لم يسلم لنا هذا الجواب فاننا ننتقل الى الجواب الثاني وهي ان الكتابة تتكرر مرتين ولا مانع من ذلك. في كل الاجنة من غير استثناء فاذا مر على الجنين في بطن امه الطور الاول انزل الله عز وجل ملكا وكتب - 00:26:05ضَ

قادره فاذا نفخ فيه الروح بعد ذلك في الطور الثالث انزل الله عز وجل ملكا وكتب مقاديره مرة اخرى فان قلت وهل الكتابة القدرية يمكن تكرارها؟ اقول نعم فانها كتبت في اللوح المحفوظ وكتب وتكتب كل عام - 00:26:30ضَ

ويستنسخ منها الكتابة العمرية والكتابة اليومية هذا لا مانع منه ابدا فاما ان نقول هذا منزل على اختلاف كتابة الكتابة باعتبار اختلاف الاجنة واما ان نقول بان الامر مطلق عام في كل في كل الاجنة ولا مانع من ذلك لا شرعي ولا عقلي - 00:26:53ضَ

اي الجوابين ترونه اصح على كل حال انا اقول كلاهما صحيح اقول كلاهما صحيح فان قلت اولا يمكن ان يكون الامر فيه نسخ؟ اولا يمكن ان يكون الامر فيه نسخ - 00:27:21ضَ

الجواب لا يمكن ابدا هذا وان قال به بعض اهل العلم فكلامه باطل غير مقبول فان قلت ولماذا فاقول لان كلا الحديثين خبر والمتقرر عند علماء الاصول ان النسخ لا يدخل الاخبار - 00:27:43ضَ

لان نسخ الاخبار تكذيب لها لا رفع لها فلو قلت لكم رأيت حادثا على طريق الرياض قبل قليل هذا خبر ولا حكم قضى فلو قلت بعد ساعة لم ارى حادثا على طريق الرياض. فهل هذا نسخ للاول ام تكذيب للاول؟ ولذلك لا - 00:28:04ضَ

الجواب تكذيب للاول كذا ولذلك فالاصوليون يقولون لا يمكن دخول النسخ في الاخبار لان اخبار الشرع لا خلف فيها ولا كذب فيها ولا تعارض فيها فاذا احتمال النسخ هذا مرفوض. وغير مقبول عندنا. وانما نجمع بينها بهذين الجمعين وهما كافيان - 00:28:28ضَ

فليقبل ايهما شاء وان لم يقبل واحدا منهما فليضرب برأسه عرض الحائط فاننا لا نملك هداية القلوب والفرع الذي بعده لقد اجمع العلماء على حرمة الاعتراظ على قدر الله فاذا قضى الله عز وجل وقدر فالواجب التسليم والاذعان - 00:28:51ضَ

والصبر وعدم التسخط والاعتراض. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. اوليس كذلك الجواب بلى هو كذلك فان قلت وكيف نجمع بين هذا وبين قول زكريا لما بشر بالغلام قال ان - 00:29:28ضَ

يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا فيفهم فقد يفهم البعض ان هذا من باب الاعتراظ على قدرة الله عز وجل او من باب الاستبعاد مع انه نبي عالم مؤمن بعظيم قدرة الله عز وجل - 00:29:53ضَ

فكيف يستبعد هذا عن قدرة الله هذا فيه شيء من التعارض الجواب لا تعارض ولا اشكال فان قوله ان لا يعتبر اعتراضا ولا استبعادا على قدرة الله وانما تعجب من قدرة الله - 00:30:17ضَ

وليس استبعادا ولا اعتراضا وانما تعجب من عظيم قدرة الله عز وجل. اذ بعد ان شاب شعره واشتعل شيبا وكبر سنه وخرج عن طور القدرة على الانجاب وزوجه كذلك ثم يأتيهم على حال الكبر عتيا - 00:30:38ضَ

ولد انى هذا يعني كانه يقول يا ربي ما اعظم قدرتك! فهذا كقول ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى؟ ليس من باب الشك لا وانما من من باب جمع الدليل النظري الى الدليل العلمي اليقين - 00:31:05ضَ

ويقولون ليس الخبر كالمعاين فانت قد تؤمن بما اخبروا به ايمانا خاليا من الشك لكن لو اريتك ما اخبرتك به لاجتمع عندك ايمان اخر زائد على ايمانك الاول. لان عندك علم اليقين ولكن بعد الرؤية صار عندك عين اليقين - 00:31:29ضَ

فاجتمع عندك الامران وهذا من اعظم ما يكون وانا عذاب من عذب في الاعم الاغلب هاه الذين عاينوا العذاب ثم امنوا به. فان ايمان العبد بعد عين اليقين لا ينفع - 00:31:54ضَ

لكن الذي الايمان الذي ينجيه وينفعه هو الايمان بعلم اليقين ولذلك اذا طلعت الشمس من مغربها ورأوا عين اليقين لا ينفع نفسا ايمانا اذا رأوا جهنم يوم القيامة قالوا ارجعنا ارجعنا بنعمل صالحا رأوا الان عين اليقين. فبعد خروج ما غيب لعين اليقين - 00:32:21ضَ

لا ينفع الايمان به فلذلك يجب علينا ان نحقق ما يجب الايمان به ما دام داخل دائرة العلم علم اليقين فنحن نؤمن بشيء غائب هذا هو الايمان الذي ينفع. اما اذا خرج هذا الغائب - 00:32:45ضَ

وصار في حيز المعاينة فالناس كلهم سيؤمنون. ولذلك في الحديث فاذا خرجت امن الناس جميعا وذلك يوم لا ينفع او نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها - 00:33:01ضَ

او كسبت في ايمانها خيرا ولذلك الله عز وجل يقول هل ينظرون الا تأويله اي وقوعه اليوم الاخر يوم يأتي تأويله يعني يوم يقع حقا ويخرج من علم اليقين الى - 00:33:17ضَ

عين اليقين يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق لكن متى قالوا هذا بعد انتقال هذه الحقائق من علم اليقين الى عين اليقين فلا ينفع حينئذ الايمان - 00:33:34ضَ

فبادروا بالايمان الان فهذا هو الايمان النافع قبل خروج هذه الاشياء من حيز الغيب الى حيز المشاهدة وهي خارجة خارجة. خارجة خارجة ان الساعة لاتية فبقدوم الساعة تخرج تلك العلامات. فاذا خرجت لو امنت الدهر كله ما ينفعك ايمان. لا ينفع الايمان. بعد طلوع الشمس من مغربها هل - 00:33:53ضَ

هل ينفع احدا ايمانه؟ الجواب لا. ولذلك يطبع على كل احد بطابع الايمان والكفر. فالمؤمن لا يرتد والكافر لا يؤمن المؤمن لا يرتد لانه بدأ يشاهد الاشياء عيانا خلاص والكافر لا يؤمن لانه حتى لو امن - 00:34:16ضَ

لا يقبل ايمانه الله الله بالمبادرة يا اخوان الله الله بالمبادرة بكل قضية ايمانية بشيء من امور الغيب قل امنت قل امنت بها وجدد ايمانك دائما كلما سمعتها في الصلاة - 00:34:42ضَ

الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة مما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليكم انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون علما ولا عيانا علما وسيأتي عيانا ولكن ما اسعدهم اذا رأوها عيانا - 00:34:58ضَ

ما اسعدهم هم في موقف القيامة يومئذ من الامنين. لان ايمانهم السابق الذي كان في بطونهم اوجب لهم الامن الظاهر. فهم لا يخافون من هذه الايات لماذا؟ لانهم كانوا مؤمنين بها سابقا مؤمنين بها سابقا - 00:35:15ضَ

وعلى ذلك حديث ابي سعيد في الصحيح الذي اوجب على بعضهم الاشكال قال فيجتمع الناس يوم القيامة ويقال لهم لتتبع كل امة ما كانت تعبد فيتبع اهل الشمس الشمس فيتساقطون في جهنم - 00:35:36ضَ

ويتبع اهل القمر القمر فيتساقطون في جهنم ويتبع من كان يعبد الطواغيت. الطواغيت فيتساقطون في جهنم. قال وتبقى هذه الامة فيها منافقوها فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون يا الله - 00:35:55ضَ

ركزوا عليها شوي فيقولون انت ربنا فيتبعونهم معنى في صورته التي يعرف علما لاننا امنا بان له وجها يدا تاقا علوا صفات اسماء فتلك هي ايش؟ معرفتنا العلمية بربنا ولكن هذه المعرفة العلمية اذا شاهدناه عيانا عرفنا - 00:36:15ضَ

هذه الصفات ماذا عين اليقين وهي في العرصات رؤية تعريفية فقط. لكنها رؤية تلذذ ونعيم في الاخرة. في الجنة اقصد فاذا كل قضية يجب عليك الايمان بها فامن بها الان قبل ان يدركك الموت او قبل ان يدركك وقت خروج - 00:36:42ضَ

ان وقت خروجها ثم اذا طلعت فحينئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خير اللهم انا نشهدك اننا نؤمن بك وباسمائك وبصفاتك التي اخبرت بها رسلك في كتابك - 00:37:05ضَ

وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ونؤمن بملائكتك الكرام ونؤمن باليوم الاخر ونؤمن بالقدر ونؤمن بالانبياء والرسل وبكل قضية اخبرت انها من ما يجب الايمان به فاننا من هذا المكان اننا مؤمنون به. الايمان الكامل الخالي من الزلل. ولا ندخل فيها متخوضين بارائنا ولا متهوكين - 00:37:21ضَ

اهوائنا ولا ممثلين ولا معطلين. وانما نؤمن بها ونكل كيفيتها الى اليك يا رب العالمين. امنوا بها يا اخوان نعمة من مات على هذا الايمان فهو من اهل الجنة حتى وان اصابه في النار قبل ذلك - 00:37:45ضَ

ما اصابه ان لم يغفر الله له فهذا الايمان ينفعك يوم القيامة حتى وان جئت بشيء من الكبائر من السرقة والزنا وغيرها اذا لم يغفر الله لك فهو حزام امان يمنعك من الخلود الابدي المطلق في النار - 00:38:01ضَ

ولن يخلد في النار احد ممن معه اصل الاسلام. مدري وش اللي جاب هالكلام هذا اصلا لا وش اللي في اي اي نعم. فقوله ان يكون ليس من باب الاعتراض ولا من باب استبعاد ذلك على قدرة الله وانما من باب - 00:38:17ضَ

التعجب من باب التعجب الفرع الثالث عشر الرابع الفرع الرابع عشر في قول الله عز وجل وكتبنا على بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا. اذا الفساد الحاصل من بني اسرائيل - 00:38:35ضَ

شيء كتبه الله كدة ولا لا ايها الاخوة كيف نفعل مع كيف نقول هذا مع قول الله عز وجل قل ان الله لا يأمر بالفحشاء يكتب عليهم ان يفسدوا في الارض - 00:39:10ضَ

ثم يقول عز وجل ان الله لا يأمر قل ان الله لا يأمر بالفحشاء وبنو اسرائيل افسدوا بالفواحش والقتل والتكذيب والكفر في الارض وافسادهم كان بكتابة الله عز وجل فكيف نجمع بين هذا وبين قوله عز وجل قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اظن الامر واضحا عندكم - 00:39:27ضَ

وهي ان نقول نعم هذا هو الجواب الصحيح واعيده مختصرا واقول ان قوله وكتبنا هذه هي الكتابة الكونية القدرية. والكتابة الكونية القدرية ياه لا تستلزموا المحبة ولا الرضا فقد يكتب الله وقوع شيء في كونه ولا يلزم منه ماذا - 00:39:54ضَ

المحبة والرضا واما قوله قل ان الله لا لا يأمر بالفحشاء فانما يعني به لا يأمر شرعا ودينا وامرا بالفحشاء ومن هنا ننطلق الى ان الكتابة الصادرة من الله عز وجل تنقسم الى قسمين الى كتابة كونية - 00:40:27ضَ

والى كتابة شرعية امرية دينية الكتابة الكونية مثل وكتبنا عليهم فيها عفوا وكتبنا على بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض هذه اي كتابة؟ الكتابة الكونية القدرية. واما الكتابة الشرعية فمثالها كتب عليكم الصيام - 00:40:55ضَ

وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفع انا الله عز وجل لما قضى الخلق كتب كتابا عنده فوق العرش ان رحمتي تغلب غضبي فان قلت وكيف اميز بين الكتابتين؟ فاقول ان كان المكتوب مما يحبه الله ويرضاه فهي كتابة شرعية - 00:41:22ضَ

وان كان المكتوب مما لا يحبه الله ولا يرضاه فهي كتابة كونية قدرية كونية قدرية افهمتم كم بقي ومنها كذلك وهو الفرع كم الخامس عشر اطلنا عليكم في هذه الفروع - 00:41:49ضَ

لكنها طيبة لان لتعلقها بباب القضاء والقدر كيف نجمع بين قول الله عز وجل بين قول النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك والشر ليس اليك فهذا دليل على ان ما يصدر من الناس من الشر لا ينسب الى الله عز وجل. والشر ليس اليك - 00:42:14ضَ

وهذا في صحيح الامام مسلم من حديث علي رضي الله عنه. فهنا انكر النبي صلى الله عليه وسلم نسبة الشر الى الله كيف نجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر المسمى بحديث جبريل - 00:42:42ضَ

لما فسر الايمان بقوله ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره خيره وشره فنسب الشر الى القدر والقدر فعل الله اليس كذلك فكيف حديث ينفي الشر عن الله وحديث يثبت الشر في قدر الله - 00:43:02ضَ

الجواب اختلفت انظار اهل العلم من اهل السنة والجماعة في وجه كشف هذه الشبهة او الاشكال فمنهم من عمد الى بعض التأويلات فقال ان الشر ان قوله والشر ليس اليك اي الشر المحض - 00:43:33ضَ

فالله لا يخلق شرا محضا ابدا الشر المحض لا يدخل في خلق الله. فالله يخلق شرا ممزوجا بخير اما الشر الذي هو خالص في شريته لا يخالطه شيء من الخير ابدا فهذا - 00:43:57ضَ

هذا غير موجود في خلق الله عز وجل فاذا قوله وبالقدر خيره وشره اي شر المخلوط بشيء من الخير وقوله والشر ليس اليك اي الشر المحض وهذا وان كان مقبولا وقال به بعض اهل السنة - 00:44:18ضَ

لكن ما يأتي بعده اصح منه وهو الجواب الثاني قالوا ان الشر لا يجوز اضافته الى الله عز وجل من باب كمال الادب مع الله. فلا يقال يا خالق ارض - 00:44:39ضَ

كما انه يكره ان يقول يا خالق الخنازير هي خالقة كذا فهذه النسبة من باب سوء الادب مع الله عز وجل مع انه هو خالقها حقيقة هل ثمة خالق لها غير الله؟ الله - 00:44:57ضَ

خالق كل شيء لكن القضية قضية ادب في مخاطبة الله عز وجل. فقوله والشر ليس اليك اي لا يجوز ولا يصح نسبة الشر اليك من باب كمال الادب لا من باب انتفاء خلقك له - 00:45:12ضَ

من باب كمال الادب لا من باب نفي خلقك له ولذلك لا يقال كما قاله بعض العلم يا خالق الخنازير يا خالق الصراصير يا خالق الجعلان هذا كله من باب ماذا؟ من باب سوء الادب - 00:45:30ضَ

في الخطاب مع الله عز وجل مع انه عز وجل خالق كل شيء. فقوله والشر ليس اليك ليس فيه اخراج الشر عن كونه مخلوقا لله وانما فيه للامة في كمال الادب في خطاب الله في خطاب الله عز وجل. وهذا الجواب - 00:45:45ضَ

اقرب ولكن الاصح منها جميعا هو الجواب الثالث وهي ان الشر له نسبتان نسبة ترجع الى الله ونسبة ترجع الى ماذا؟ المخلوق فهو باعتبار ما يرجع الى الله خير وفي اعتبار صدوره من المخلوق شر. فالشر في المقدور الذي هو فعل المخلوق وليس في القدر - 00:46:06ضَ

الذي هو فعل الله والشر في المقضي الذي هو فعل العبد وليس في القضاء الذي هو فعل الله عز وجل فننظر مثلا الى السرقة السرقة فيها شائبتان تائبة ترجع الى قضاء الله وقدره وتقديره ان هذا العرض يسرق. وشائبة ترجع الى العبد وهو مباشرته - 00:46:39ضَ

واكتسابه واقترافه للسرقة. فالسرقة شر باعتبار فعل العبد لها لا باعتبار تقدير الله لها وهكذا تقوله في سائر الذنوب والمعاصي التي تصدر من العبد. فما ينسب الى الله يقال له قضاء وقدر وما ينسب الى - 00:47:09ضَ

يقال له مقضي ومقدور. فالشر في المقدور لا في القدر. وفي المقضي لا في القضاء فالكفر شر باعتبار صدوره من العبد لا باعتبار تقدير الله له. والزنا شر باعتبار صدوره - 00:47:31ضَ

من العبد لا باعتبار قضاء الله له. والسرقة وشرب الخمر شر باعتبار ماذا؟ صدور من العبد لا باعتبار تقدير الله عز وجل لها. اذا جميع ما ينسب الى الله ليس فيه شر. وهذا هو معنى قوله والشر ليس - 00:47:51ضَ

اي حتى الذنوب والمعاصي التي في ظاهرها شر. متى ما نسبت الى قضائك وقدرك فهي خير. لكنها شر باعتبار صدورها من المخلوق يا سلام وهذا هو اصح الاجوبة الذي لا تكلف فيه ولا اشكال ولا اعتراض - 00:48:11ضَ

وهذا مبني على قاعدة عند اهل السنة ماذا تقول القاعدة ان افعال العباد تنسب الى الله ايش؟ خلقا وتقديرا وتنسب الى العبد تحصيلا واكتسابا فهي شر باعتبار التقدير ولا باعتبار الاكتساب والتحصيل؟ هي شر باعتباره الكسب والتحصيل - 00:48:34ضَ

فشر باعتبار الكسب والتحصيل لا باعتبار القضاء والتقدير واظن الامر واضح ولا اشكال فيه ولله الحمد والمنة انتهى الوقت الفرع السادس عشر ان قيل كيف نجمع بين نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قول لو - 00:49:00ضَ

في قوله صلى الله عليه وسلم فان اصابك شيء فلا تقل له اني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا فقوله فلا تقل هذا نهي. والنهي يقتضي التحريم. فاذا يحرم قول لو - 00:49:30ضَ

كيف نجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة. فهنا استعمل ماذا؟ استعمل لو فكيف ينهى عن استعمالها وهو يستعملها - 00:49:52ضَ

هذا وجه الاشكال الجواب لا تعارض ولا اشكال ولله الحمد والمنة فان قيل لنا وما تعلق هذه المسألة بباب القضاء والقدر فنقول لان استعمال لو من جملة ما يدخل العبد في التسخط على قضاء الله وقدره - 00:50:15ضَ

فحين اذ لها تعلق في باب القضاء والقدر فلا بد من كشف هذا الاشكال والجواب عنه هو الجمع بين النصوص بقاعدة اختلاف الاحوال وذلك ان لو ان وذلك ان كلمة لو - 00:50:40ضَ

لا يخلو مستخدمها من عدة احوال الحالة الاولى ان يستخدمها متسخطا على قضاء الله وقدره كأن تصيبه مصيبة فيقول لو انني ما سلكت هذا الطريق لما لما جاءني الحال لو ان هذا الولد ما رزقت به لما اصبت بهذه المصائب - 00:51:04ضَ

لو انني لم اتزوج بهذه الزوجة لما حلت بي هذه المشاكل لو انني لم اشتري هذه السيارة لما اصبت بالعين. بعد نزول المصيبة عليه. فاستعمالها بعد حلول المصائب يعتبر تسخطا - 00:51:31ضَ

على قضاء الله وقدره. فهنا يحرم استعمالها اذا كان من باب التسخط على القضاء والقدر. لان هذا مناف الواجب عند نزول المصائب وهو وجوب الصبر واحتساب الاجر فاذا الحديث الذي ينهى عن استعمالها انما هو نهي عن استعمالها عند نزول المصيبة - 00:51:46ضَ

بقوله فان اصابك شيء اي حل بك مصاب من الله فلا تقل له فاذا حرم عليه قول لو اذا نزلت به المصيبة فان قيل ولم؟ نقول لانها مشعرة بتسخط القلب على قضاء الله وقدره ولانها تفتح عمل الشيطان - 00:52:09ضَ

من الاسى وزيادة الحزن والندم على ما مضى او على هذا المصاب الحالة الثانية ان يستعملها متحسرا على فوات الخير ان يستعملها متحسرا على فوات الخير فهذا لا بأس به - 00:52:30ضَ

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لو اني استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة لان من لم يسق الهدي الافضل له ان يتمتع فالتمتع اكمل من القران في هذه الحال. فهو النبي عليه الصلاة والسلام يقول انا اريد ان انتقل من هذا النسك الى نسك - 00:53:01ضَ

التمتع ولكن الذي يمنعني هو سوق الهدي. فلو اني ما سقت الهدي لحللت معكم ولجعلتها عمرة وهذا كقول انسان اعتمر اصحابه وتركوه وذهبوا الى الخيرات وطافوا بالبيت وسعوا ودعوا وقد كان عازما على الذهاب معهم - 00:53:25ضَ

وكانوا مستبشرين بصحبته ولكن اشغلته الدنيا فلما رجعوا سالمين غانمين من ضيافة الله عز وجل في بيته بتلك الاجور العظيمة والقبول العظيم ان شاء الله قال يا ليتني كنت معهم فافوزا - 00:53:58ضَ

فوزا عظيما هذه هنا يجوز استعمالها ولا ما يجوز؟ لا بأس بها لا بأس باستعمالها في هذه الحالة لماذا؟ لانه يتحسر بها على فوات الخير ايش كيف لا اكيد الخير الشرعي - 00:54:20ضَ

الناس رايحين لهم بيبيعون ويشترون يطوفون ويرجعوا ويدعون ويذكرون الله فهو فاته شيء من الخير فيقول يا ليتني كنت معهم فافوز فوزا عظيما مع ان هذه الاية قيلت في التحسر على فوات شيء من حطام - 00:54:41ضَ

الدنيا لكن العبرة بعموم اللفظ فاذا استعملت في التحسر على فوات شيء من الخيرات فلا بأس بها لو انني صمت رمظان فكان فيه خير. لو انني جلست للمحاضرة لو انني حضرت الدرس - 00:55:00ضَ

فهذا لا بأس به الحالة الثالثة ان يقولها متطلعا بها لفعل الخير ان يقولها متطلعا بها فعل الخير فلا حرج فيها ان شاء الله بل فيها اجر عظيم وعلى ذلك حديث ابي كبشة الاماري رحمه الله تعالى - 00:55:18ضَ

بقوله انما الدنيا لاربعة نفر رجل اتاه الله علما ومالا فهو ينفق ماله في طاعة الله ورجل اتاه الله علما ولم يؤته مالا فيقول لو ان لي مثل مال فلان لفعلت فيه مثل الذي فعل. فهو يتطلع - 00:55:47ضَ

قولها فعل الخير والانفاق في وجوه الخير. فما فما اجره يقول صلى الجواب قول النبي صلى الله عليه وسلم فهما في الاجر سوى لان المتقرر ان من نوى الخير واعجزه عدم القدرة يكتب له ما نواه كاملا - 00:56:12ضَ

فاذا رأيت انسانا يفعل الخيرات بماله وانت عاجز عن مالك ثم قلت لو ان عندي مثل ماله لفعلت فيه افضل مما يفعل هذا نعمة عظيمة ولك اجره وثوابه هو بماله وجهده ونفقته وانت بنيتك الصالحة - 00:56:35ضَ

تكون في منزلته صالحة تكون بمنزلته الرابع الحالة الرابعة ان يستعملها متطلعا بها لفعل المعاصي فهذا مأزور غير مأجور لما في حديث ابي كبشة الاماري السابق وهي قوله ورجل اتاه الله مالا - 00:56:56ضَ

ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله خبط عشواء فلا يتقي فيه الله ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا فيقول لو ان لي مثل مال فلان لفعلت فيه مثل الذي فعل. فهما في الوزر سواء. فبمجرد تمنيه ان - 00:57:29ضَ

افعل الحرام وتطلعه لفعل المعصية صار في الوزر هو ومن ينفق ماله في الحرام سواء ها بنيته الفاسدة اعوذ بالله وهذه دليل على ان من نوى الشر ها عوقب عوقب بنيته كما ان من نوى الخير - 00:57:55ضَ

اثيب بنيته الحالة الخامسة ان يستعملها في امور الدنيا كأمور التعليم مثلا لا بأس بها كقول الانسان وهو يشرح النحو ها لو ان رجلا كذا وكذا. فقول الفقهاء لو كذا وكذا لا بأس به لانه من باب التدريب - 00:58:19ضَ

والتعليم. فاذا كم صارت استعمالاتها خمس استعمالات الاستعمال الاول نشوف الحلال والحرام. الاستعمال الاول ان يستعملها متسخطا على قضاء الله وقدره هذا حرام ان يستعملها متطلعا بها لفعل المعاصي هذه ايضا حرام. جمعنا - 00:58:47ضَ

الحرمين عشان تصير ابسط للحفظ ان يستعملها متحسرا على فوات الخير هذا هو الذي ينبغي اصلا. ان يتحسر الانسان على فوات الخيرات الرابع الرابع ان يستعملها متطلعا بها لفعل الطاعات والمعاصي فهذا هذا خير ايضا - 00:59:11ضَ

الخامسة استعمالها في امور التعلم والتعليم هذا لا حرج فيه واظننا نقف عند هذا الحد والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية - 00:59:31ضَ