شرح متن العقيدة الطحاوية

شرح متن العقيدة الطحاوية - ذلك بأنه على كل شيء قدير ، وكل شىء إليه فقير - الشيخ وليد السعيدان

وليد السعيدان

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم من شرح متن العقيدة الطحاوية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين - 00:00:00ضَ

وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين لا نزال في شرح قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ذلك بانه على كل شيء قدير واخذنا جملا من المسائل فيها ونكملها هذا الدرس - 00:00:33ضَ

ان شاء ربنا عز وجل تقول من مسائل هذا الكلام ايضا لقد ورد في بعض الاحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل اني لا استهزئ بك ولكني على ما اشاء قادر - 00:00:49ضَ

فالسؤال هنا كيف تذكر بانه لا ينبغي ان يقال ان الله على ما يشاء قدير وان الحق ان نقول ان الله على كل شيء قدير وهذا الحديث يخالف كلامك هنا قال ولكني على ما اشاء - 00:01:09ضَ

قادر يرحمك الله الجواب لا اشكال في ذلك والله اعلم وذلك ان المشيئة ان المشيئة والقدرة اما ان تطلق على معين واما ان تطلق ولا يراد بها معين فان اطلقت واريد بها معين فيصح تقييدها بهذا المعين - 00:01:29ضَ

فهذا فالحديث من باب تعليق القدرة باشياء مخصوصة وهذا جائز كقولك مثلا اويقدر الله عز وجل على ان ينقل هذا الجبل من هذا المكان الى هذا المكان فتقول الله قادر على ذلك - 00:01:56ضَ

فهذا تقييد فهذا تعليق القدرة باشياء مخصوصة وهذا امر لا بأس به فاذا انطلقت المشيئة والقدرة او كان السؤال والكلام على شيء معين مخصوص فلا بأس ان تقول ان الله - 00:02:16ضَ

ها عليه لقادر او على ما يشاء قادر وتقصد هذا الشيء المخصوص المعين واما في باب الاطلاق واثبات كمال قدرة الله عز وجل فلا يجوز ان تقيدها بالمشيئة وانما تطلقها فتقول ان - 00:02:34ضَ

الله على ما يشاء ولا وش نقول؟ ان الله على كل شيء قدير فاذا هناك فرق في الاطلاق والتقييد. فالتقييد يجوز قول هذا الشيء واما الاطلاق فلا ينبغي ان تقيد قدرته عز وجل - 00:02:52ضَ

بشيء دون شيء في باب الاطلاق واثبات كمال القدرة اذا اذا قيل لك كيف الجمع بين الحديث وبين ما قررته؟ فتقول ان الحديث فيه تعليق القدرة باشياء مخصوصة وليس هو من باب تعليق القدرة بالمشيئة فانتبهوا لهذا. ولذلك عندنا قاعدة - 00:03:11ضَ

تبرز لنا ذلك الامر وهي القاعدة التي تقول قدرته على ما يشاء لا تنفي قدرته على ما لم يشأ قدرته على ما يشاء لا تنفي قدرته على ما لم يشأ - 00:03:32ضَ

فهو قادر على ما يشاء وعلى ما لم يشأ ومن مسائل هذه القطعة ايضا ان فيها ردا على المعتزلة القائلين بان الله لا يقدر على خلق افعال العباد فالمعتزلة يخرجون افعال العباد عن كونها مقدورة لله عز - 00:03:52ضَ

عز وجل وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا بل الحق في هذا ما قرره اهل السنة ان افعال العباد داخلة في الاشياء التي يقدر الله عز وجل عليها فهي داخلة في قول الله عز وجل ان الله على - 00:04:15ضَ

كل شيء قدير. وفي قول الله عز وجل الله خالق الله خالق كل شيء ومن مسائل هذه القطعة ايضا لو سألنا سائل وقال هل المعدوم يطلق عليه شيء هل المعدوم - 00:04:36ضَ

الذي لم يوجد بعد يطلق عليه شيء اقول في هذا خلاف طويل بين اهل العلم رحمهم الله واصح الاقوال في هذا ما قاله اهل السنة والجماعة من ان الشيء من ان المعدوم يطلق عليه شيء في الذكر - 00:04:54ضَ

والكتاب ولكن ليس بشيء في الوجود هو شيء في الذكر والكتاب ولكن ليس بشيء في الوجود فالصحيح ان شاء الله في هذه المسألة هو ما قرره علماء اهل السنة ان المعدوم شيء في الذكر وفي العلم وفي الكتاب - 00:05:12ضَ

ولكنه ليس بشيء في الخارج حتى يوجد ثم يكون شيئا في الوجود ثم يكون شيئا بالوجود كقول القائل منا ساشتري بيتا في مكان كذا وكذا طيب الان هل فعلا تملكه؟ الجواب انما تملكه علما وارادة وعزيمة - 00:05:35ضَ

لكن اذا وقع الشراء عليه تملكه حقيقة فاذا الشيء يعلم من جهة فيكون موجودا ولكن فيكون شيئا يطلق عليه شيء ولكنه ليس بشيء باعتبار اخر. مثال ذلك قول الله عز وجل - 00:05:59ضَ

يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء. طيب وهل اتت زلزلة الساعة الان فاذا هي شيء في ماذا هي شيء في العلم والذكر والكتاب اي في معلوم الله عز وجل وفي ذكره وفيما كتبه وفي قضائه وقدره - 00:06:18ضَ

فهي شيء في اللوح المحفوظ وفي علم الله عز وجل وفي مشيئته وارادته وقدره. لكنها لا تزال ليست بشيء في ماذا؟ في عالم الواقع وجود حتى تقع فتكون شيئا في الوجود - 00:06:35ضَ

فتكون شيئا في الوجود. وكذلك قول الله عز وجل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. طيب الان قبل ان يقول له كن لا يزال هذا الشيء في حيز - 00:06:49ضَ

العدم فهو قبل ان يقول له كن يطلق عليه شيء في العلم والذكر والكتاب والتقدير والمشيئة ها ولكن ليس بشيء بالوجود والاعيان ليس بشيء في الوجود والاعيان حتى يتحقق وجوده - 00:07:03ضَ

واضح يا جماعة ولا لا اذا الوجود وجودان وجود في العلم والذكر والقدرة والعزيمة ووجود في الواقع وعلى ارض المحسوس على ارض المحسوس ولذلك اذا فارقك صاحبك تباعدت الديار بينكما - 00:07:23ضَ

فانك تقول انك كانك موجود عندي مع انه بعيد عنك لكنه موجود في عقلك موجود في محبتك موجود في عاطفتك في ذاكرتك لا تنسى افعاله ولا تنسى احسانه ولا تنسى صحبته - 00:07:48ضَ

فانزلت وجوده في هذه الاشياء منزلة الوجود عيانا. فاذا وجد عندك هو حقيقة فصار موجود عندك بالاعتبارين جميعا فان قلت اذا ما معنى قول الله عز وجل وقد خلقتك ان يا زكريا - 00:08:03ضَ

من قبل ولم تك شيئا تنت يعني لم تكن شيئا في الاعيان والحقيقة والواقع لكنك شيء في العلم والذكر والكتاب وعلى ذلك ايضا قول الله عز وجل هل اتى انا يعجبني عقلك يا فهد - 00:08:24ضَ

جميعكم قال الله عز وجل هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا فهو معدوم ومع ذلك نفى عنه اسم الشيء فكيف تقول ان المعدوم يوصف بانه شيء - 00:08:45ضَ

قل لا لم يكن شيئا في في اه في الوجود والاعيان لكنه شيء في باعتبار العلم والذكر والكتاب والتقدير واللوح المحفوظ وغيرها اخر مسألة عندنا اذا امنت ايها المؤمن بان الله على كل شيء قدير - 00:09:00ضَ

فهذا يثمر لك جملا من الثمرات السلوكية التي لا بد ان نراها على سلوكك فمن جملتها الايمان بكمال ربوبيته عز وجل فقد استدل الله عز وجل بكمال قدرته على انه الرب الذي لا رب للمخلوقات سواه - 00:09:20ضَ

كما انه استدل بكمال بعجز بعجز تلك المعبودات على بطلان الهيتها فاذا كان هو الرب القادر على كل شيء فاذا هو الاله الذي لا يستحق ان يعبد الا هو عز عز وجل - 00:09:46ضَ

ومن فوائد ذلك ايضا ومن ثمراته كمال توحيده عز وجل في عبادته فلا يعبد معه اله اخر بان جميع ما عبد من دون الله فانه ضعيف عاجز فقير الى الله عز وجل - 00:10:03ضَ

فلا يعبد حقيقة الا القادر على كل شيء وهو الله عز وجل ومن ثمرات ذلك ايضا كمال الثقة بهذا الرب القادر على كل شيء كمال تعليق القلب به كمال التوكل عليه والاعتماد عليه - 00:10:22ضَ

انه قادر على كل شيء يجب ان يكون قلبك واثقا بهذا الرب متوكلا عليه عز وجل ومن ثمراته كذلك عدم اليأس مطلقا من روحه ورحمته مهما طال عليك زمن الالم - 00:10:43ضَ

والكربة والقهر فاياك ان يتطرق الى قلبك شيء من اليأس من فرج هذا الرب القادر على كل شيء ومنها كذلك الايمان الكامل بانه القادر القدرة الكاملة على بعث الاجساد يوم القيامة - 00:11:03ضَ

اذا نفخ اسرافيل في الصور فان الله قادر على ان يعيد تلك الاجزاء المتفرقة والاشلاء المتقطعة الى حالتها التي كانت عليها في الدنيا ومن اجل التشكيك في قدرة الله على ذلك كفر المشركون - 00:11:24ضَ

بالبعث فانهم قالوا ائذا كنا ترابا وعظاما ذلك رجع بعيد لا يمكن ابدا كذا الاية نعم. فاذا كنا ترابا ذلك رجع فاذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد. يعني لا يمكن ان نرجع الى الدنيا كما - 00:11:43ضَ

ها كما كنا فيها واما المؤمنون الواثقون بكمال قدرته فان هذا الامر لا يعجزهم ابدا لا يعجزهم الايمان به بتوفيق الله عز وجل وسيأتينا الكلام على البعث وتفاصيله في موضعه من كلام الامام الطحاوي رحمه الله - 00:12:05ضَ

ومنها كذلك اننا اذا امنا بكمال قدرته فهذا فهذا يلزمنا ايضا ان نؤمن بكمال حياته وبكمالي قيوميته وبكمال عزته وبكمال احاديته وبكمال سمعه وبصره وعلمه وحكمته وغناه وقوته وغير ذلك من صفات كماله - 00:12:25ضَ

وغير ذلك من صفات كماله ومنها كذلك ان ندعو الله عز وجل متوسلين بانه القادر على كل شيء فانها من اعظم الوسائل التي يستجاب عندها الدعاء كما في الصحيحين من حديث - 00:13:02ضَ

ابي موسى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي ثم قال انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت وانت على كل شيء قدير - 00:13:22ضَ

قد فتوسل الى الله عز وجل في ذلك كله بكون ربه الذي يدعوه ويرجوه وينطرح بين يديه انه على كل شيء قدير كذلك قول الله عز وجل قل اللهم ما لك - 00:13:46ضَ

الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير فتوسلوا الى الله عز وجل بهذا. اختم دعاءك به - 00:14:01ضَ

اذا دعوت واردت ان تنتهي من الدعاء فقل يا رب اسألك بانك على كل شيء قدير ان تحقق لي ذلك هذا من انجح ما يتوسل به العبد في تحقيق مطلوبه من الله عز - 00:14:18ضَ

عز وجل ومنها كذلك من من ثمرات الايمان بان الله على كل شيء قدير استخارته دائما في كل امر استخارته عز وجل دائما في كل امر والا يعتمد العبد على حوله وقوته - 00:14:31ضَ

ولا مشيئته وارادته وانما يعلق كل امر من امور حياته على على الله عز وجل ولذلك في دعاء الاستخارة ماذا يقول العبد اللهم اني استخيرك بصفتين بعلمك الغيب وايش وقدرتك على الخلق فانك تعلم ولا اعلم - 00:14:51ضَ

وتقدر ولا اقدر وانت على كل شيء قدير ايمانه بان ربه على كل شيء قدير يدفعه الى استخارة هذا الرب في كل امر من الامور حتى يكون خير معين له على تحقيق ما يصبو اليه وتوفيقه لكل خير - 00:15:12ضَ

هذا ما يتعلق بهذه القطعة والله اعلم ثم قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى بعدها وكل شيء اليه فقير وكل شيء اليه فقير الكلام على هذه القطعة في جمل من المسائل - 00:15:30ضَ

المسألة الاولى لقد اثبت الله عز وجل غناه وفقر المخلوقات في في جمل من الايات فقال الله عز وجل يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد - 00:15:55ضَ

قال تعالى ها انتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا - 00:16:13ضَ

امثالكم وقد اجمع اهل السنة رحمهم الله على ان من اسماء الله الغني وعلى ان من صفاته الغنى وقد ذكر الله عز وجل اسم اسمه الغني في كتابه الكريم قرابة الثماني عشر ثمانية عشر مرة - 00:16:33ضَ

ذكرها ثمانية عشر مرة ثماني عشرة مرة كلها يثبت فيها غناه عز وجل واجمع العلماء رحمهم الله تعالى الا ان الله هو الغني الغنى المطلق بذاته فهو الغني الغنى الذاتي - 00:16:54ضَ

الذي لا يمكن ابدا ولا ازلا ان ينفك عن الله عز عز وجل واجمع العلماء رحمهم الله على ان المخلوق هو الفقير الى الله عز وجل الفقر الذاتي الذي لا يمكن ان ينفك عنه وان كان من اغنى الناس مالا - 00:17:17ضَ

واوفر الناس صحة فلا يزال هو ذلك العبد المفتقر الى الله عز وجل الفقرة الذاتي في كل شؤونه واموره ومصالحه الدينية والدنيوية فلا يمكن ابدا في لحظة من اللحظات ان ينفك ان تنفك صفة الغنى عن الله عز وجل - 00:17:39ضَ

ولا يمكن ابدا في لحظة من اللحظات ان ينفك الفقر عن العباد عن المخلوقات مطلقا فكما ان الله هو الغني الغنى المطلق فكذلك المخلوقات هي الفقيرة الي المفتقرة اليه الافتقار الافتقار المطلق - 00:18:03ضَ

الافتقار المطلق ولذلك الغني عند العرب الغني اذا اطلق في لغة العرب فيراد به الذي ليس بمحتاج الى غيره في امر من الامور قال الامام الخطاب رحمه الله تعالى في بيان اسم الغني قال هو الذي استغنى عن الخلق - 00:18:22ضَ

وعن نصرتهم وتأييدهم لملكه فليست به حاجة اليهم وهم اليه فقراء محتاجون انتهى كلامه رحمه الله اذا كل المخلوقات مفتقرة الافتقار الذاتي الى الله عز وجل. المسألة الثانية اعلم رحمك الله تعالى ان فقر العباد - 00:18:43ضَ

ينقسم الى قسمين فقري اللازم وفقر منفك فقر اللازم وفقر منفك فاما الفقر المنفك فهو الفقر الى المخلوقين اعاذنا الله واياكم منه واما الفقر اللازم فانه الافتقار الى الله عز وجل - 00:19:07ضَ

كيف يكون الفقر الى المخلوقين منفكا الجواب يكون الفقر اليهم منفكا بالغنى عنهم بالاستغناء عنهم والذي يطلبه كل واحد منا في ليله ونهاره فاننا لا نبني البيوت الا لنستغني عن الخلق - 00:19:33ضَ

ولا نتزوج الا لنستغني عن الخلق ولا نطلب الاولاد الا لنستغني عن الخلق ولا نطلب الوظائف والاموال ونسعى في تحصيل التجارات الا لنستغني عن الخلق بان العبادة يحتاجون ان ينفكوا - 00:19:52ضَ

عن الافتقار الى غيرهم ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم الغنى غنى النفس وجعل اكمل الناس من لا يحتاج الى الناس وكلما ابتعدت عن الافتقار الى الخلق كلما اقتربت من باب العز والرفعة - 00:20:10ضَ

واما الافتقار الى الله عز وجل فهو ذلك الوصف الملازم للمخلوق الذي لا ينفك عنه ابدا وكذلك نقول الفقر الذي ينفك هو ده هو فقر الذل والمهانة والاحتقار افتقار الى المخلوقين هو عين الذل - 00:20:29ضَ

وعين المهانة وعين وعين الاحتقار واما الفقر اللازم وهو الفقر الى الله فانه فقر العزة والرفعة وكلما ازداد العبد افتقارا واستشعارا لفقره لله كلما ادخله الله عز وجل في مراتب - 00:20:51ضَ

في مراتب العزة والرفعة والعلو وكذلك نقول ان العباد يهربون من الفقر المنفك الى الفقر اللازم لذلك قال الله عز وجل ففروا الى الله انني لاني لكم منه نذير مبين - 00:21:11ضَ

فالفقر المنفك هو الفقر الذي يهرب العباد منه واما الفقر اللازم الى الله فهو ذلك الفقر الذي يهرب العباد اليه وكذلك ايضا نقول ان الفقر الى العباد رق للمخلوقين وانت تعرف - 00:21:33ضَ

ان ان الاسترقاق الى المخلوقين هو عين الذل واما الافتقار الى الله عز وجل فهو رق لله عز وجل وهو عين العزة والرفعة ويكفيك ايضا ان نقول ان الفقر الى المخلوقين من الفقر الذي يستعاذ - 00:21:55ضَ

منه لذلك استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر اعوذ بك من كذا وكذا وذكر منها والفقر واستعاذ كذلك من غلبة الدين وغلبة الدين سببها الفقر فذلك استعاذ من قهر الرجال - 00:22:15ضَ

قالوا الرجال سببه الفقر وان الغني لا يقهر بين الناس وانما الذي يقهر الفقير المعدم واما الفقر اللازم الى الله عز وجل فهو فقر يتوسل به الى الله ما من جملة ما يتوسل به الى الله - 00:22:35ضَ

الافتقار اليه لقول موسى عليه الصلاة والسلام ربي اني لما انزلت الي من خير فقير قال ابن تيمية رحمه الله في البيت الذي مشهور عنه لابد ان نردده جميعا قال والفقر لي - 00:22:56ضَ

وصف ذات لازم ابدا كما الغنى ابدا وصف له ذاتي والفقر وصف ذات لازم ابدا كما الغنى ابدا وصف له ذاتي فهذه جمل من الفروق بين الفقر الى المخلوقين والفقر - 00:23:18ضَ

الى الخاء والافتقار الى الخالق عز وجل المسألة الثالثة اعلم رحمك الله تعالى انه لا يمكن ان يستغني عن الله عز وجل شيء من مخلوقاته علوية كانت او سفلية فجميع المخلوقات مفتقرة الى الله عز وجل - 00:23:40ضَ

فلا يمكن للعرش ان يستغني عن الله ولا يمكن لحملة العرش ولا كافة الملائكة ولا السماوات ولا الارض ولا الجبال ولا الجن ولا الانس ولا الجامدات ولا البحار ان تستغني عن الله عز وجل طرفة عين - 00:24:00ضَ

فكل شيء اليه فقير من كل وجه كل شيء من مخلوقاته فقير اليه عز وجل من كل وجه المخلوقات مفتقرة الى الله عز وجل من جهة وجودها كما قال الله عز وجل ام خلقوا - 00:24:24ضَ

من غير شيء ام هم الخالقون فهم مفتقرون الى الله عز وجل في ايجادهم ومفتقرون الى الله عز وجل بصفاتهم وفي حركاتهم وفي سكناتهم وفي ارزاقهم وفي كافة شؤون حياتهم - 00:24:43ضَ

لا يمكن ابدا ان يستغني المخلوق عن الله عز وجل طرفة عين وهذا الافتقار الى الله عز وجل قسمه العلماء الى قسمين افتقار اضطرار وافتقار اختيار اما افتقار الاختيار فهو افتقار المؤمن الى الله عز وجل - 00:25:00ضَ

فالمؤمن يحب الافتقار الى الله عز وجل ويعترف بانه الفقير اليه وينطرح عند عتبة بابه انطراح الفقير المعدم عند عتبة باب الغني القادر هذا فقر اختيار مثل عبودية الاختيار واما فقر الاضطرار فهو فقر جميع الكائنات لله عز وجل - 00:25:23ضَ

فالكفار مفتقرون الى الله فقر اضطرار وان لم يعترفوا بذلك وقارون كان مفتقرا الى الله فقر اضطرار وان لم يكن معترفا لذلك وفرعون وابليس مفتقران الى الله عز وجل فقد اضطرار وان لم يعترفا - 00:25:45ضَ

بذلك وجميع اصناف العتاة الكفرة الجبابرة في الارض وشياطين الانس والجن كلهم عن بكرة ابيهم. مفتقرون الى الله عز وجل ولكن من نوع فقر الاضطرار رغما عن انوفهم مفتقرون الى الله - 00:26:05ضَ

حتى وان انكروا وجحدوا واستكبروا وعاندوا وابوا ان يعترفوا لكنهم فقراء الى الله عز وجل فقراء اضطرار واي الفقرين ينفع صاحبه يوم القيامة انما هو فقر الاختيار افتقار نسأل الله ان يجعلني واياكم من الفقراء الى الله افتقار اختيار - 00:26:24ضَ

ولذلك اغنى الناس في هذا الزمان هو مفتقر في حقيقته الى الله عز وجل كما سيأتينا بيانه في الثمرات ان شاء الله ان شاء الله عز وجل فاذا القاعدة عندنا تقول - 00:26:46ضَ

جميع الخلق علويهم وسفليهم كلهم مفتقرون الى الله عز وجل في جميع احوالهم في جميع احواله والله عز وجل هو الغني الواسع الذي لا يفتقر الى احد من خلقه عز وجل - 00:27:01ضَ

فنحن نفتقر اليه في وجودنا وفي طلب مصالحنا الدينية والدنيوية ونفتقر اليه في جلب الخيرات ودفع المضرات وفي جميع ذلك. فالعباد لا يملكون لانفسهم لا نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا - 00:27:21ضَ

لان كل ذلك بيد الله عز وجل ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه عز وجل ان يصلح شأنه قل له لان العبادة خرق لا يستطيعون ان يصلحوا شؤونهم بانفسهم بدون توفيق - 00:27:42ضَ

بدون توفيق الله عز وجل وتسديده واعانته المسألة الرابعة اذا امنت ايها المؤمن بان الله هو الغني الغنى المطلق وان كل شيء مفتقر الى الله الافتقار المطلق فهذا يثمر لك عدة ثمرات - 00:28:02ضَ

الثمرة الاولى ان تعلم علم اليقين بطلانا ما يدعيه الكفرة من ان الله عز وجل قد اتخذ صاحبة او ولد فالله فهذه دعوة فاجرة كافرة قد نفاها الله عز وجل عن نفسه في القرآن في قوله ما اتخذ - 00:28:23ضَ

صاحبة ولا ولد ولذلك الله عز وجل قرن هذا النفي بانه الغني عن كل احد عز وجل والله لم يلد ولم يولد ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا لانه الغني بذاته عن كل احد فلا يحتاج الى صاحبة تؤنسه - 00:28:47ضَ

ولا الى ولد يعينه على تدبير شؤون ملكه اما احادنا فانه مفتقر الى زوجة ها يسكن اليها ومفتقر الى ولد يسعى معه لذلك الانبياء طلبوا الولد ابراهيم قال هب لي - 00:29:09ضَ

زكريا قال هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من ال يعقوب واجعله ربي رضيا كذلك ابراهيم قالها ربي هب لي من الصالحين لما بلغ معه السعي في الاية الثانية - 00:29:29ضَ

فالله عز وجل هو الغني بذاته عن كل احد فلكمال غناه لم يتخذ صاحبة ولا ولدا اذا كنا نؤمن بكمال غناه فحينئذ نعرف بطلان دعوى الكفرة بان الله اتخذ صاحبة او ولدا - 00:29:43ضَ

ومن الثمرات ايضا ان ان تعبده عز وجل ولا تعبد سواه فان جميع صفات كماله وجلاله ترجع الى صفتين اللي هي صفة الغنى والحمد فهو الغني الحميد فلا تعبد معه - 00:29:59ضَ

عبدا عاجزا فقيرا لا يقوم على مصالح وشؤون نفسه فضلا عن ان يعطيك ما تريد او يحقق لك ما ترجو منه ومن ثمرات ذلك ان الله عز وجل قد استدل - 00:30:21ضَ

بفقر المعبودات على بطلان عبادتها لفقر المعبودات من دونه على بطلان عبادتها فقال الله عز وجل واتخذوا من دونه من دون الله الهة لعلهم ينصرون فابطل الله عبادتهم بافتقارهم الى من يعبدهم بقوله لا يستطيعون نصرهم - 00:30:39ضَ

وهم لهم جند محضرون. اي هي مفتقرة اليكم ولستم انتم المفتقرون اليها وكذلك قال الله عز وجل يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله - 00:31:05ضَ

لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه اذا هي فقيرة عاجزة الى من يقوم على مصالحها ولذلك استدل ابراهيم على قومه ببطلان عبادتهم لتلك الالهة بانه - 00:31:20ضَ

حطم اصنامهم فجعلها جذاذا الا كبيرا لهم حتى يبين لهم انهم لما ذهبوا عن حمايتها وحراستها ها اعتدى عليها المعتدون فكسروها فلم تستطع ان تدفع عن نفسها لانها كانت عاجزة - 00:31:39ضَ

عن الدفاع عن نفسها ولانها كانت محتاجة اليهم وهم قد ذهبوا عنها. فصارت عرظة لمن اراد تحطيمها تدلى ببطلان عبادتها بعجزها وافتقارها الى من يعبدها هذا دليل عظيم جدا في القرآن يكرره الله عز وجل دائما ولكن اكثر المشركين لا يعقلون ولا يفقهون عن الله عز وجل هذا الامر - 00:31:58ضَ

قال الله عز وجل ايضا والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير وذلك لعجزهم وفقرهم ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءهم دعاءكم لعجزهم وفقرهم ولو سمعوا ما استجابوا لكم لانهم لا يستطيعون شيئا من ذلك - 00:32:22ضَ

تدل الله على كمال ربوبيته واحقيته في الهيته ووحدانيته بانه الغني الغنى المطلق عن كل احد وبافتقار خلقه اليه قال الله عز وجل ايضا عن ابراهيم يا ابتي لم تعبد - 00:32:42ضَ

ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يعني انه عبد انه مخلوق مفتقر الى من يحوطه وينصره ويدفع عنه قال الله عز وجل معلنا لنبيه صلى الله عليه امرا لنبيه ان يعلنها صراحة قل لا املك لكم - 00:33:00ضَ

برا ولا رشدا اذا هو فقير عن عليه الصلاة والسلام هو فقير الى غيره في تحقيق مصالحه فكيف يعبد من دون الله عز وجل قال الله عز وجل قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله. بل الملائكة على كبر اجسامها - 00:33:22ضَ

وضخامة صفاتها هي مفتقرة الافتقار الكامل الى هذا الرب العظيم ولذلك اذا تكلم الله بالوحي ها اخذت السماوات منه رجفة. رجفة عظيمة شديدة فاذا سمعت الملائكة ذلك خروا غشي عليهم - 00:33:41ضَ

حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. ملائكة على ضخامتها مفتقرة الى الله عز وجل في وجودها ذاتها وتثبيتها الله اكبر فاذا لا يستحق العبادة احد في هذا الكون - 00:34:01ضَ

الا ذلك الرب العظيم الغني القادر من كل وجه ومن الثمرات ايضا ومن الثمرات ايضا ان تعلم علم اليقين ان الله بيده خزائن السماوات والارض وملك السماوات والارض وخزائن الدنيا والاخرة - 00:34:18ضَ

وانه لا يملك احد من المخلوقات معه شيئا من ذلك ومنها كذلك قطع علائق القلب بالخلائق والخلائق عبيد عاجزون مفتقرون عن تدبير شؤونهم والقيام بمصالحهم فلا يتعلق قلبك باحد منهم ابدا - 00:34:42ضَ

بل لا يتعلق قلبك الا بهذا الرب العظيم القادر فالعباد لا يملكون شيئا فدعهم اتركهم ولا تعلق قلبك باحد منهم وعلق قلبك بربهم الذي بيده ان يعطيك ما تريد ويحقق لك ما ترجوه - 00:35:05ضَ

ومن ثمراتها ايضا ان تعلم انه كلما زاد احساسك وشعورك بفقرك الى هذا الرب الغني كلما كان قلبك قائما حاضرا على ابواب عتبات عبوديته عز وجل فاكمل الخلق اكملهم عبادة - 00:35:25ضَ

واكملهم عبادة اعظمهم استشعارا لفقره لله عز وجل فكلما زاد استشعار قلبك بانك فقير الى الله كلما احسست ها بانك مفتقر الى عبادة تقربك من هذا الرب العظيم يقول ابن القيم رحمه الله فاكمل الخلق اكملهم عبادة واعظمهم شهودا - 00:35:49ضَ

لفقره وحاجته الى ربه وعدم استغنائه عنه طرفة عين. ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ولا تكلني الى نفسي طرفة عين - 00:36:15ضَ

وكان من دعائه ايضا صلى الله عليه وسلم اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك لاستشعاره بانه مفتقر في تثبيته الى الله عز وجل. كما قال الله عز وجل ولولا ان - 00:36:34ضَ

ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا وهو رسول الله قد كدت تركن اليهم شيئا قليلا فغيرهم من باب اولى وبالجملة ايها الاخوان انه يجب علينا ان نستشعر بان جميع المخلوقات مفتقرة الى الله - 00:36:49ضَ

في وجودها فلا وجود لها الا به ومفتقرة اليه في في قيامها فلا قوام لها الا به ولا حركة ولا سكون الا باذنه فهو الحي القيوم القائم بنفسه فلا يحتاج لغيره - 00:37:11ضَ

والمقيم لغيره فلا يحتاج ها والمقيم لغيره فكل من دونه مفتقر اليه عز عز وجل ويجب علينا كذلك ان نعلم ان جميع مصالحنا الدينية والدنيوية لا تقوم الا بالله عز وجل - 00:37:30ضَ

كما في الحديث القدسي وهو من اعظم الاحاديث القدسية حديث ابي ذر في صحيح الامام مسلم. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم وهي حاجة دينية كلكم عار جائع الا من كسوته هذه حاجة دنيوية - 00:37:50ضَ

كلكم جائع الا من اطعمته هذي حاجة دنيوية فالعباد في حاجاتهم الدينية والدنيوية مفتقرون الافتقار الكامل لله عز وجل ومن ثمراتها ايضا ان يعلم العبد علم اليقين ان الله غني عن نفع عباده - 00:38:09ضَ

والله لا ينتظر منا ان ننفعه كما قال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ثم قال في اخره الحديث - 00:38:28ضَ

انكم لن تبلغوا بري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني الله لا يريد منا طعاما ولا شرابا ولا ولا اي نوع من انواع النفع ولم يخلقنا عز وجل ليستكثر بنا من قلة - 00:38:49ضَ

او ليستعز بنا من ذلة او ليستقوي بنا من ضعف او ليستأنس بنا من وحشة كل ذلك منفي عن الله عز وجل. بل نحن المفتقرون الى الله عز وجل في كل احوالنا - 00:39:07ضَ

فنحن المحتاجون اليه ان يهدينا ونحن العراة محتاجون اليه ان يكسونا ونحن الفقراء المحتاجون اليه ان يغنينا ونحن المرظى ظاهرا وباطنا. المحتاجون الى ربهم ان يعافيهم. وان يشفيهم ونحن المستضعفون المحتاجون الى ربهم لينصرهم - 00:39:22ضَ

ونحن المهانون المحتاجون الى ربهم ليعزهم ويرفع جنابهم كل ذلك العباد هم المحتاجون الى الله في حقيقة اما الله فلا يحتاج ابدا الى احد من خلقه. ومن الثمرات ايضا عدم الاغترار بطاعتك يا ابن ادم وان كثرت - 00:39:46ضَ

عدم الاغترار بطاعتك يا ابن ادم وان كثرت واياك ان تنظر الى ذاتك او الى طاعتك وقيامك لليل او صدقاتك او اعمالك الدعوية والخيرية بنظر الاعجاب او بنظر التعالي او بنظرة انك قدمت - 00:40:08ضَ

الى الله عز وجل شيئا فتهلك حينئذ لان الله هو الذي وفقك وهداك وقد كنت مفتقرا اليه في توفيقك وتعليمك وتيسير السبل والطرق لك ولو انه لم ييسر لك زمام ذلك - 00:40:26ضَ

ويوفقك له فوالله لا تستطيع ان تحرك ساكنا ومنا الثمرات ايضا التعفف عن اموال الناس وحاجاتهم فلا تسأل الناس شيئا واقبل بحاجاتك وسؤالك الى هذا الرب الغني الكريم اسأله من فضله - 00:40:45ضَ

لا تسأل الناس من فضلهم اسأل الله من فضله قال الله عز وجل واسألوا الله من فضله. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وبفضلك - 00:41:06ضَ

عن من سواك وبفظلك عمن سواك وفي صحيح الامام مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف - 00:41:22ضَ

عن الناس يعني وعن اموال الناس والعفاف والغنى مسألة او المسألة الخامسة اعلم رحمك الله تعالى ان الله عز وجل قد قرن غناه بجمل من الصفات العظيمة لا ينتفع انتبه - 00:41:40ضَ

العبد بحقيقة الغنى ها الا مع هذه الصفات ولذلك نحن نجد ان هناك من الخلق من يوصف بانه غني لكن لان غناه لم يقترن بواحدة من تلك الصفات حينئذ لم ينتفع الخلق بغناه - 00:42:04ضَ

واما الله فان الخلق كلهم منتفعون من غناه لانهم متصف بهذه الصفات فمن ذلك ايها الاخوان فمن ذلك ان الله عز وجل قرن غناه بالرحمة فكم من المخلوقين من هو غني ولكنه قاسي القلب - 00:42:24ضَ

لا رحمة عنده ولا شفقة على الفقراء والمساكين فهل ينتفع الناس من غنى هذا الرجل الجواب لا ولكن الله قال وربك الغني ذو الرحمة. فحينئذ انتفع المخلوقات بغناه لان الله لانه غني ورحيم - 00:42:48ضَ

ولذلك انفع الاغنياء من المخلوقات هو ارحمهم فاذا اجتمع وصف الغنى ووصف الرحمة فانه حينئذ سوف ترى من هذا الرجل من النفقات من الصدقات من اعانة المحتاجين تفريج الكربات ما لا يتصور - 00:43:08ضَ

لكنك تذهب الى كثير من اغنياء المخلوقين الان ثم يردك ومع ان حاجتك امر تير لا ينقصه شيئا لا ينقصه شيئا مذكورا ولكن لان قلبه قاس قد نزعت الرحمة من قلبه فلا ينظر الى حاجات الناس الا بقلب قاسي - 00:43:29ضَ

قلب لا شفقة فيه ولا عطف ولا حنان فالحمد لله ان الله قرن غناه بالرحمة انتم معي في هذا ولا لا فلذلك الغني الذي لا يرحم لا يستفيد العباد من غناه - 00:43:49ضَ

ابدا ومن الصفات ايضا ان الله عز وجل قرن غناه بالحمد قرن غناه بالحمد قال الله عز وجل وهو الغني الحميد فهو لكثرة ادراره لغناه على خلقه صاروا يحمدونه فهو المحمود ذاتا - 00:44:07ضَ

وصفاتا واسماء فالعباد يحمدونه وذلك لانه ليس كل غنا يكون نافعا بل قد يكون غنى المخلوق في كثير من الاحوال مضرا بصاحبه لانه انفرد غناه عن عن الحمد هو غني ولكنه ليس بحميد لا يحمد على افعاله في ما له - 00:44:39ضَ

لا يحمد على تصرفاتهم في ثروته كما كان قارون فان الله قد اعطاه من الخزائن ما انما فاتحه لتنوء بالعصبة اولي القوة ولكنه انفرد غناه عن الحمد فصارت تصرفاته ها - 00:45:06ضَ

غير محمودة حتى صار ماله وملكه سببا للعنته والخسف به واهلاكه وكم من الاغنياء في هذا الزمان قد سخروا اموالهم فيما يضرهم ويضر عباد الله عز وجل هؤلاء اغنياء ولكن لما انفرد وصف غناهم عن الحمد صارت اموالهم وغناهم وثرواتهم ضررا ووبالا وهلاكا عليه - 00:45:23ضَ

وعلى من وعلى من اطاعهم في كفرهم او طغيانهم وعدوانهم على عباد الله عز وجل واحتقارهم اما الله لا فغناه مقرون بماذا؟ بالحمد. فلا يدبر الا خيرا ولا يقدر الا خيرا - 00:45:50ضَ

فلا معطي لما منع ولا مانع لما اعطى ومن الصفات كذلك ان الله عز وجل قرن غناه بالحلم قرن غناه بالحلم قال الله عز وجل قول معروف ومغفرة خير من صدقة - 00:46:08ضَ

يتبعها اذى فكم من غني يتصدق ولكن ولكن بسبب عدم حلمه وبسبب طيشه وشدة غضبه وعدم رفقه يتبع صدقته المن والاذى ولذلك قال الله بعد ذلك والله غني حليم يعني انه وان اعطى - 00:46:32ضَ

وان اكثر العطاء فان عطاءه محض فضل فالله عز وجل يعطي عطاء الفضل واما المخلوق فانه وان اعطى فانه عطاء منة عطاء ذل عطاء قهر فلا يزال يذكرها لك بل ربما تأتيه بعد شهر تطلبه شيئا من الحاجات ويقول لك الم - 00:46:58ضَ

اعطيك سابقا قد قرر العلماء ان هذا القول من الغني يعتبر منة مبطلة لصدقته الاولى اما ان تعطيه واما ان تسكت اما المنة فانها مبطلة للصدقة قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا - 00:47:24ضَ

صدقاتكم بالمن والاذى. ما الفرق بين المن والاذى الجواب المن هو ان يظهر ترفعه حال العطاء على الفقير واما الاذى فهو ان يخبر الناس في مجالسهم بان الفقير الفلاني جاءه واعطاه. هذا من الاذى - 00:47:44ضَ

استر عليه انما انزل حاجته بك ثقة بسترك وثقة بعطائك فان اعطيته فلا تتبعه لا منا اي ترفعا واذلالا له ولا اذى اي لا تذكر هذه الصدقة واجعلها بينك وبين الله - 00:48:03ضَ

فلا تؤذيه بها كل ما رأيته قلت اعطيتك كذا وكذا وتخبر الناس بانك اعطيته كذا وكذا والله عز وجل يمدنا بالطعام وبالهواء وبالشراب ويمدنا بكل ما نحتاجه مع الحلم ويؤيد ذلك - 00:48:20ضَ

انه يمدنا ونحن نعصيه ومع ذلك لم يمنع عنا غناه ولا عطاءه ولا فظله مع اننا مقيمون على معصيته ليلا ونهارا لكن كم من غني يحسن اليك فاذا اسأت اليه - 00:48:47ضَ

قطع غناه عنك لانه ليس بحليب ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل ما احد اصبر على اذى من الله عز وجل يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم. لم؟ لانه غني حليم - 00:49:04ضَ

اذا لا ينتفع الناس بغنى المخلوق الا اذا كان مقرونا بماذا؟ بالحلم فكم من غني طائش نزق منان قليل ادب يعطيك ولكنه ها يؤذيك اكثر باضعاف مضاعفة من جملة عطاءه الذي اعطاك - 00:49:20ضَ

في اثر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي يقول الله عز وجل اني والانس والجن في نبأ عظيم اخلق ويعبد غيري وارزق ويشكر غيري خيري الى العباد - 00:49:41ضَ

نازل وشرهم الي قاعد اتحبب اليهم بنعمي وانا الغني عنهم اتحبب اليهم بنعمي وانا الغني عنهم ويتبغضون الي بالمعاصي والذنوب وهم افقرون وهم وهم افقر الاشياء الي او كما قال صلى الله عليه وسلم - 00:50:05ضَ

ومن الصفات ايضا ان الله عز وجل قرن غناه بالكرم ولا لا يا جماعة قرن غناه بالكرم العطاء الذي لا حدود له قال الله عز وجل ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني - 00:50:35ضَ

كريم وذلك لان من الخلق من هو غني ولكن الخلق لم يستفيدوا من غناه لماذا لبخله واغلاق بابه في وجوه الناس كم من الخلق عنده ملايين مملينة مليارات ولكنه ها شحيح النفس - 00:51:05ضَ

لا يعطي احدا ولا يفتح بابه لاحد ولا يغيث احدا هل ينتفع بغنى هذا الرجل فالله نفى ذلك عن نفسه بانه جمع بين غناه وبين كرمه فهو غني ومع كونه غنيا فهو - 00:51:30ضَ

باذل منفق معط خيراته تنزل في الليل والنهار صحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يد الله ملأى لا يغيظها نفقة سحاء - 00:51:44ضَ

الليل والنهار ارأيتم ما انفق مدخل السماوات والارض فانه لم يغض ما في بيده وبيده الميزان يخفظ يخفض ويرفع او كما قال صلى الله عليه وسلم فلا ينفع الغنى الا مع الكرم - 00:52:05ضَ

وهناك اغنياء بخلاء لم يستفد الناس من كرمهم من غناهم مسألة وهي المسألة الخامسة اعل او السادسة على حسب ترتيبكم انت اعلم رحمك الله تعالى ان الانسان وان كان غنيا - 00:52:25ضَ

ولكن غناه هو الغنى النسبي يعني مهما بلغ العبد في الغنى يا ابا راشد الا انه لا يزال في نفس الوقت مفتقرا الى اشياء كثيرة لا تعد ولا تحصى الان الملوك اوليسوا اغنياء - 00:52:46ضَ

الوزراء اوليسوا اغنياء الجواب نعم لكن مع انهم موصوفون بالغنى الا انهم في نفس الوقت مفتقرون الى اشياء كثيرة قط تتجاوز غناهم وتتعدى غناهم ولذلك يقول الله عز وجل ورفعنا بعضكم فوق بعض - 00:53:07ضَ

ليتخذ بعضكم بعضا سخريا الملك مع شدة غناه مفتقر الى السباك الذي يصلح له الماسورة اذا انكسرت مفتقر الى الخباز الذي يعجن الخبز الملك بكبره مفتقرون الى هذا ما يمكن ابدا ان الملك مفتقر - 00:53:26ضَ

الى الى زوجة يتزوجها مفتقر الى وزراء يساعدونه في في ادارة مملكته الى جنود يحمونه ممن اراده بسوء مع انه غني غني لكن غناه نسبي غني بالمال فقط لكن ليس غنيا عن الحماية - 00:53:45ضَ

ليس غنيا عن الصحة ليس غنيا عن قصر يسكنه. ليس غنيا عن بيارة يحفرها اكرمكم الله حتى يجمع فيها اذاه ليس غنيا عن حمام يدخله ليس غنيا عن مغسلة او صنبور يخرج منه الماء - 00:54:02ضَ

اذا هو غني غنى نسبي يعني غنى في جهة فقط لكن ليس غنيا في الجهة الاخرى. اما الله فانه مع وصفه بالغنى فان غناه هو الغنى المطلق الذي لا يمكن في جهة من الجهات ان يكون مفتقرا - 00:54:17ضَ

لا احد من خلقه في شيء من الاشياء عز وجل. ارأيتم هذا ارأيتم هذا الرب عظمة هذا الرب الذي نعبده هذا هو الرب الذي شرفنا بان جعلنا مسلمين شرفنا بان جعلنا مسلمين وشرفنا بان جعلنا طلبة علم - 00:54:36ضَ

وشرفنا بان جعلنا ممن يسجد له ويركع. اوليس شرفا عظيما لنا والله انه لمن اعظم الشرف ان نسجد بين يديه وان نركع بين يديه وان نتصدق لوجهه وان نعبده حق عبادته ليس ثمة نفع - 00:54:52ضَ

في علاه وانما النفع لنا والشرف لنا والفخر لنا فعبادته تاج على رؤوسنا وعز نحمله في قلوبنا وجوهرة مكنونة ودرة مصونة نحفظها وحتى حتى نسلمها الى الله عز وجل هذا هو معنى قول الله عز وجل وربك يخلق ما يشاء - 00:55:07ضَ

ويختار واختياره هذا لكمال غناه ليس اختيار احتياج لا لا وانما اختيار غنى وهو يختار الاشياء لك انت لا له هو هو غني عن كل احد عز وجل مسألة اخيرة اظن الوقت انتهى - 00:55:27ضَ

طيب اسمحوا لي مسألة اخيرة؟ تفضل طيب اعلم ان توزيع الحظوظ في الدنيا بين العباد توزيع ابتلاء وتمحيص اعلم رحمك الله ان توزيع الحظوظ بين العباد انما هو توزيع ابتلاء - 00:55:45ضَ

وتمحيص فاياك ان تظن في ربك انه قصر في حقك او انه انقصك مع انه اعطى غيرك اياك ان الله كما انه ابتلى صاحب الغنى بغناه كذلك يبتلي يبتلي صاحب الفقر بفقره. وكما انه ابتلى صاحب الصحة بالصحة - 00:56:01ضَ

كذلك يبتلي صاحب المرض بالمرض وكما قال الله عز وجل ونبلوكم بالشر والخير فتنة فاياك ثم اياك ان تقدح في حكمة الله او في علم الله او خبرة الله او ربوبية الله اذا رأيت قد فتح ابواب ارزاق الارزاق على الكفار - 00:56:19ضَ

من الاقتصاد الشيء العظيم وصاروا اتجر تجار الكرة الارضية مع ان المسلمين يموتون بعض المسلمين يموتون جوعا ودولهم فقيرة ثم تقول نحن نعبده ولا يعطينا فاياك من تلك الكلمة فان توزيع الحظوظ والارزاق بين العباد انما هو توزيع ابتلاء - 00:56:37ضَ

ما قال الله عز وجل ونبلوكم بالشر والخير فتنة. هذه جمل مختصرة من الكلام على قول الامام الطحاوي وكل شيء اليه فقير. والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان. دبليو دبليو دبليو دوت السعيدان دوت نت - 00:56:55ضَ