شرح متون كتاب الجامع في عقائد ورسائل أهل السنة والأثر
شرح متن عقيدة الإمام البخاري - رحمه الله || ( 3 / 3 ) || أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
التفريغ
جامع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز السريع يرحمه الله ثم انتقل الى عقيدة ثالثة وهي مسألة القدر. فقال وان الخير والشر بقدر من البدع المبكرة بدعة القدرية والقدرية قوم ظهروا في اواخر عهد الصحابة - 00:00:00ضَ
في اواخر عهد الصحابة وادركهم صغار الصحابة كابن عباس وابن عمر وجابر بن عبدالله وانس بن مالك وانكر عليهم ايما انكار واول حديث رواه الامام مسلم في صحيحه حديث حميد بن عبد الرحمن ويحيى بن يعمر قال كان اول من تكلم بالقدر - 00:00:28ضَ
في البصرة رجل يقال له معبد الجهني قال فخرجت انا وصاحبي حاجين او معتمرين ورجونا ان يوفق لنا احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه فدخلنا المسجد يعني المسجد الحرام. فوفق لنا عبدالله بن عمر - 00:00:50ضَ
ما اسعدهم واحبهم. قال فاغتنفته انا وصاحبي. اكتنفاه يعني واحد عن يمينه عن شماله. قال وظننت ان صاحبي سيكل الكلام اليه يعني يبرر لما بادئه بالكلام قبل صاحبه كانه كان يظن كما يظن احدنا مثلا - 00:01:16ضَ
ان صاحبه يكل الكلام اليه. فقلت له يا ابا عبد الرحمن انه قد ظهر قبلنا اناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم. يعني ما هو جهلة لا يقرأون ويطلبون العلم الحديث. ويقولون الامر انف - 00:01:36ضَ
يعني مستأنف على الله بمعنى ان الله امر ونهى ثم هو لا يعلم ما سيطيعه ومن سيعصيه. يعني بمعنى لم يقدر الطاعات والمعاصي هذا سؤالكم فساق عبدالله بن عمر حديث ابيه. حديث عمر الذي يعرف بحديث جبريل الطويل - 00:01:55ضَ
اين نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علينا رجل شديد سواد شديد بياض الثياب. ما الشاهد من؟ الشاهد منها الذي لاجله ساقه قوله وتؤمن بالقدر خيره وشره. هذا هو الشاهد. اذا من اركان الايمان - 00:02:16ضَ
الايمان بالقدر خيره وشره فلا يتم ايمان امرئ بالقدر حتى يحقق اربعة امور. الامر الاول الايمان بعلم الله بكل شيء جملة وتفصيلا كليا وجزئيا ما يتعلق بافعاله سبحانه وما يتعلق بافعال عباده. يعني ما يتعلق بافعاله سبحانه من الاجال والارزاق. وما - 00:02:36ضَ
يتعلق بافعال عباده يعني من الطاعات والمعاصي فقد علم ما كان وما يكون وما سوف يكون. بل وما لم يكن كيف لو كان يكون العلم صفته سبحانه وبحمده. هذا اول مقام - 00:03:04ضَ
لا يكون الانسان مؤمنا بالقدر حتى يقر بالعلم ولهذا كان الامام الشافعي يقول ناظروهم بالعلم. يعني ناظروا القدرية بالعلم. فان اقروا به خصم وان انكروه كفروا. لا احد يستطيع ان يقول الله لا يعلم. بكذا وكذا. لو قال ذلك لكفر. ان الله بكل شيء عليم - 00:03:23ضَ
وسعت كل شيء رحمة وعلما المقام الثاني الايمان بكتابة الله تعالى للكائنات قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ان النبي في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان - 00:03:46ضَ
يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. حتى العجز والكيس. كل شيء حتى صفات الناس مكتوبة كل شيء مكتوب قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة المقام الثالث والامر الثالث الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة. فما شاء الله كان - 00:04:12ضَ
وما لبى لم يكن لا يكون في ملكه ما لا يريد. لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى. لا بد ان يعقد قلبك على هذا الشيء لا يمكن ان يكون لله مزاحم في مشيئته. الرب يشاء والعبد يشاء لكن لا يكون الا ما يشاء الله. اذا - 00:04:35ضَ
مشيئة العبد مشيئة الرب مشى الامر. واذا عارضت مشيئة الرب مشيئة العبد لم تتم مشيئة العبد. قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم ها وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وما تشاؤون الا ان يشاء الله. فمشيئة الله غالبة نافذة - 00:04:55ضَ
الامر الرابع الايمان بخلق الله تعالى لجميع الاشياء وصفاتها وحركاتها الله الخالق وما سواه مخلوق. احسم الامر ليس ثم الا خالق او مخلوق. الله الخالق ومن سواه مخلوق الله خالق كل شيء - 00:05:19ضَ
وخلق كل شيء والله خلقكم وما تعملون. ان الله قد خلق كل صانع وصنعة هذه الامور الاربعة يجتمع فيها الايمان بالقدر. العلم الكتابة المشيئة الخلق فمن اخل بشيء منها فليس مؤمنا بالقدر - 00:05:44ضَ
وبالتالي فكل ما في الكون من خير وشر وضر ونفع وطاعة ومعصية وبر وفجور وكفر وايمان فهو مقدور قد فرغ ربك من العباد. قضى الله هذا منذ الازل فيجب ان يعقد الانسان قلبه على هذا - 00:06:06ضَ
وها وهنا يتبادر خاطره عند بعض الناس وهذه الخاطرة غير مستغربة لانها وقعت حتى للصحابة كيف؟ يقول قائل طيب ما دام ان الله قد قدر المقادير وقضى منذ الازل بمن سيطيعه ومن سيعصيه ومن هو - 00:06:27ضَ
اهل الجنة هم اهل ومن هم اهل النار ما فائدة العمل هذا قد هذا التساؤل وقع لبعض الصحابة فقد خرجوا مرة مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما يلحد القبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم واعظا ومذكرا قال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة او النار - 00:06:48ضَ
قالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل ما دام ان كل شيء محسوب. ومقضي وقد علم اهل الجنة وعلم اهل النار. اذا لنتكل على كتابنا السابق وندع العمل فكل سيساق الى مصيره. قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له - 00:07:13ضَ
فاما اهل السعادة فييسرون لعمل اهل السعادة. واما اهل الشقاوة فييسرون لعمل اهل الشقاوة. ثم تلا قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. وما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنواه - 00:07:40ضَ
للعسرى جواب مقنع يقع على القلب وقع المطر على الارض الجذباء معناه نعم ان الله لانه الرب مقتضى ربوبيته انه يحكم ما يشاء ويقضي ما يريد وقد فرغ من العباد - 00:08:00ضَ
لكن الله اخفى القدر واظهر الشرع واعطى عباده الادوات والالات التي تمكنهم من الفعل او الترك. فلكل واحد منهم ارادة وفعل وقدرة وقال اعمل من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار - 00:08:21ضَ
وان تخلف في حق احدكم شيء من ادوات القدرة او قام فيه مانع من موانع التكليف فهو معذور فالله سبحانه وتعالى يعذر بالجهل والنسيان والاكراه والعجز لا يكلف الله نفسا الا وسعها. لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها - 00:08:42ضَ
اما من فعل شيئا بمحض اختيار وسبق اصرار فانه مؤاخذ به لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فما ربك في ظلام للعبيد فلا حجة لاحد على الله بالقدر السابق. لسبب بسيط جدا يا اخوة وهو انه لا يوجد احد يدعي انه اطلع على اللوح المحفوظ - 00:09:09ضَ
وعرف ما كتب عليه حتى يحتج به. متى يكون القدر حجة لصاحبه لو انه اطلع عليه فوجد انه قد كتب عليه كذا وكذا فقال ما في الامر حيلة لابد لي من - 00:09:34ضَ
مكتوب لكن الله اخفى القدر ولهذا حكى الله مقالة هؤلاء المحتجين بالقدر وابطلها. فقال سبحانه سيقول الذين اشركوا لو شاءوا الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. صحيح لو شاء الله ما اشركوا ولا اباءهم ولا حرموا من شيء. لكن هل في ذلك - 00:09:51ضَ
حجة لهم على شركهم واحلالهم للحرام وتحريمهم للحلال. هم وابائهم اجاب الله عنها بثلاثة اجوبة. قال كذلك كذب الذين من قبلهم تسمى مقالتهم كذب والكذب هو مخالفة الخبر للواقع ثم قال ثانيا حتى ذاقوا بأسا - 00:10:14ضَ
ولو كان لهم حجة في القدر ما اذاقهم الله بأسه لانه حكم عدل مقسط لا يظلم مثقال ذرة. ثم اتى بالثالثة التي تنسف اصل مقالتها. قل هل عندكم من علم - 00:10:38ضَ
فتخرجوه لنا هل اطلعتم على كتابكم ووجدتم انكم تشركون وتحرمون وتحلون ففعلتم ما فعلتم بناء على سبق اطلاع وعلم الواقع لا ولا يمكن لهم ان يدعوا ذلك. اذا ما حقيقة الامر ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون - 00:10:52ضَ
فلذلك قال الشيخ قال الامام ان الخير والشر بقدر. لا شك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وتؤمن بالقدر خيره وشره وفي بعضها من الله. وفي بعضها حلوه ومره. فكل شيء بقدر كل شيء من الله. ثم استدل فقال لقوله تعالى - 00:11:15ضَ
قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق تأمل قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق. اذا الشر من الذي خلقه؟ الله ولقوله تعالى والله خلقكم وما تعملون. ونحن نعمل خيرا وشرا. فالله خالق كل شيء. ولقوله ان كل شيء - 00:11:38ضَ
خلقناه بقدر وشيء نكرة فتشمل كل شيء تتناول الخير والشر الحلو والمر. نعم. اذا هذه مسألة القدر قررها في هذه الكلمات واعلموا يا رعاكم الله ان الناس انقسموا في هذا الباب كما انقسموا في غيره لطرفين ووسط. فقوم - 00:12:00ضَ
غلوا في اثبات افعال الله وهم الجبرية قالوا في اثبات افعال الله حتى سلبوا العباد مشيئتهم وافعالهم. يقال لهم الجبرية لماذا؟ لانهم يزعمون ان العبد مجبور على فعله يزعمون ان العبد مجبور على الفعل وان طاعات العباد ومعاصيهم قهرية وقسرية - 00:12:27ضَ
فالعبد في نظرهم كالريشة في مهب الريح يقلبها الريح وكالقشة فوق ظهر الماء يعلو بها الماء ويهبط. وكمسمار في ترس يدور لا لا يملك ارادة ولا مشيئة. هؤلاء يقال لهم - 00:12:53ضَ
وهم الجهمية وغلاة الصوفية - 00:13:09ضَ