شرح مرتقى الوصول

شرح مرتقى الوصول (١٥) - محمد بن سعيد ابن طوق المري

محمد ابن طوق المري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فاللفظ المستعمل في غير ما وضع له ماذا يسمى يسمى مجازا احسنت. والمعنى الجامع بين المعنى الاصلي والمعنى المنقول اليه. ماذا يسمى - 00:00:00ضَ

المعنى الذي ليس القرينة اخت القرينة العلاقة احسنت احسنت اسم الدابة لكل ما يدب على الارض. هو في اللغة حقيقة او مجاز. حقيقة ها هو في العرف؟ وفي العرف مجاز. نعم. الصلاة العبادة المعروفة. في الشرع حقيقة او مجاز - 00:00:20ضَ

حقيقة وفي اللغة مجاز نعم بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لنا ولشيخنا والدي ووالدينا والمسلمين. قال ابن عاصم رحمه الله ثم المجاز في لسان العرب يكون في المفرد والمركب وهو بتشبيه او استعاظة - 00:00:50ضَ

او مع زيادة ونقص تارة او حيثما عبر بالمسبب عن سبب او عكسه بالسبب او او اسم كل او اسم كل يكن قد اطلق لبعض كذاك حقق او اسم ما مضى وما يستقبل. ومثل ذا المعنى بوصف يحصل. او اسم ما - 00:01:10ضَ

صور للمجاور وقس على ذاك بامر ظاهر واللفظ ذو المجاز والحقيقة كالاشتراك فاتبع طريقه. احسنتم بارك الله فيكم قال رحمه الله لا يزال في هذا الفصل الذي عقده في حقيقة المجاز. قال رحمه الله ثم المجاز في لسان العرب يكون في - 00:01:30ضَ

مفردي والمركبين. يكون في المفرد وهو المسمى بالمجاز اللغوي. كالاسد للرجل الشجاع. في قولك رأيت اسدا يحمل سيفا مثلا. ويكون ايضا في المركب ان يكون في الاسناد. ومنه قوله تعالى فما ربح - 00:01:50ضَ

زيارتهم اي ما ربحوا لان الربح من صفة التاجر لا من صفة التجارة وكقول الشاعر اشاب الصغير وافنى الكبير كر الغداة ومر العشي. فاسناد الاشابة والافناء الى الكر والمر مجاز في التركيب. وهذا - 00:02:10ضَ

ثم عند اهل بيان بالمجاز العقلي. ثم ذكر انواعا من انواع المجاز المفرد. فقال وهو المجاز المفرد بتشبيه اراد به التشبيه المؤكد الذي حذفت منه اداة التشبيه ووجه الشبه سواء ذكر المشبه والمشبه به مع كقولك زيد الاسد هذا تشبيه ذكر فيه - 00:02:30ضَ

ذكر فيه المشبه والمشبه به. او ذكر فيه مشبه به واقتصر عليه مع كون المشبه مفهومة كقوله تعالى سم بكم عمي. اي هم كصم. وهم كبكم. وهم قم كعمي هم كصم فلا يسمعون الحق وهم كبكم فلا ينطقون بالحق وهم كعمي - 00:03:00ضَ

فلا يبصرون لا يبصرون الحق. لا يميزون بين الحق والباطل. وقد جرى الناظم رحمه الله تعالى هنا على ان التشبيه المؤكد ده من المجاز. وهو خلاف مشهور عند البلاغيين. من تشبيه حقيقة لا مجاز. المشهور عند الباغيين في علم - 00:03:30ضَ

ان المجاز اذا كانت العلاقة فيه المشابهة فهو استعارة. واذا كانت العلاقة غير المشابهة فهو المجاز المرسل. اما اسمي مؤكد فهو حقيقة لا مجاز. ثم قال او استعارة. واستعارة مجاز علاقته المشابهة كما سبق - 00:03:50ضَ

رأيت اسدا يحمل سيفا. اي رأيت رجلا شجاعا. رأيت بحرا يعطي الفقراء. اي رأيت رجلا كريما فالاستعارة من المجاز قال ومع زيادة ونقص تارة ومع زيادة في اللفظ من انواعه مجاز الزنا - 00:04:10ضَ

قيادة وهو كون الكلام يشتمل على زيادة فهذه الزيادة اذا صدرت من بليغ فانها تكون بمعنى. وهذه اذا وقعت في كلام الله فلا يقال فيها زيادة وانما يقال صلة او مؤكدة تأدبا مع القرآن. ومنه قوله تعالى ليس كمثله شيء على قول في تفسير الاية - 00:04:30ضَ

فالكهف هنا في قوله تعالى كمثله الكاف ناصية مؤكدة. وقد تقرر عند علماء النحو ان زيادة الحرف في الكلام ام تفيد ما يفيد ما يفيده التوكيل اللفظي من الاعتناء به. قال ابن جني رحمه الله كل - 00:05:00ضَ

حرف زيد في كلام العرب فهو قائم مقام اعادة الجملة. فانا هذا يكون معنى ليس مثله شيء ليس مثله شيء. وهذا في كلام العرب قال ابن مالك في الخلاصة شبه بكاف وبها التعرين قد يعنى وزائدا لتوكيل - 00:05:20ضَ

ليس كمثل الفتى زهير خلق يوازيه في الفضائل. ومنه ايضا قول اخر ما ان كمثلهم في الناس من بشري ما ان كمثلهم في الناس من بشر. وللعلماء بحث طويل في قوله تعالى كمثله - 00:05:40ضَ

على وجوه اقواها وجهان. الوجه الاول ان الكاف صلة والوجه الثاني انه من اطلاق مثلي على ارادة الشيء نفسه. واقوى القولين القول بان الكاف صلة مؤكدة. وهو الذي سبق تفصيل القول فيه - 00:06:00ضَ

وين مجال الزيادة؟ وين مجال الزيادة؟ قوله تعالى ما منعك الا تسجد اذا مر ما منعك الا تسجد اذ امرتك في سورة الاعراف. فلا هنا سيئة مؤكدة. وفي سورة اقتصاد ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي. ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديك بدون الله - 00:06:20ضَ

فيدل على ان لا هناك صلة مؤكدة. فهذا يعبر يعبر عنه البلاغيون بقولهم مجاز بالزيادة. ثم قال سنتارة هذا مجاز النقص. نحو قوله تعالى وسائل القرية اي اسأل اهل القرية. والحذف - 00:06:50ضَ

كثير سواء كان حذف مفرد او حذف جملة او حذف جمل. وانما يكون ذلك اذا دل عليه دليل. لا صح ودعوة مجاز النقص الا اذا دل على ذلك دليل. فحذف المفرد كالمثال السابق وكقوله تعالى وكان وراءهم ملك يأخذ كل - 00:07:10ضَ

سفينة غصبا اي سفينة صالحة. واما حذف الجملة فكقوله تعالى فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر اي فمن كان منكم مريضا او على سفره فافطر احسنتم فافطر فائدة من ايام اخر - 00:07:30ضَ

ومن حفل الجمل قوله تعالى انا انبئكم بتأويله فارسلون يوسف وايها الصديق اي فارسلوني الى يوسف فارسلوه الى يوسف فقال يا يوسف واين الصديق؟ فالحذف قد يكون حثا لمفرد وقد يكون حذفا لجملة وقد يكون حذفا - 00:07:50ضَ

بجزء جملة قال او حيثما عبر بالمسبب عن سبب. يعني من انواع المجاز ما يسمى بالمجاز المرسل وهو ما كانت العلاقة فيه غير المشابهة. وله انواع كثيرة. منه ما ذكر الناظم من التعبير بالمسبب - 00:08:10ضَ

مثاله قوله تعالى وينزل لكم من السماء رزقا وينزل لكم من السماء رزقا اي مطرا يكون سببا في رزقكم. اطلق المسبب وهو الرزق. والى السبب وهو ماء المطر. ومنه قوله تعالى - 00:08:30ضَ

ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا. فالنار مسبب باكلهم الحرام واكل الحرام اكل اموال اليتامى هو السبب. فعبر بالمسبب واريد الساب. قال او عكسه قد يعبر بالساب المراد المسبب. ومنه رأينا الغيث رأينا الغيث. والاصل - 00:08:50ضَ

ايناء والاصل رأينا الزرع. والغيث سبب. ومنه عظمت يد فلان عندي نعمته التي سابوها يده. قال او اسم كل ان يكون قد اطلق لبعض نوعكس كذاك حق من انواع المجاز ان يعبر بالكل ويراد البعض كما يقول البلاغيون. ومنهم قوله تعالى يجعلون اصابعهم في اذانهم - 00:09:20ضَ

والمعنى الاصلي اطراف الاصابع لكن عبر بالكل وهو الاصابع اي البعض وهو اطراف الاصابع قال كذلك حقق قد يعبر بالبعض ويراد الكل ومنه قوله تعالى فتحير الرقبة فتحير الرقبة المراد الرقيق كله. قال او اسمي ما مضى وما يستقبل ومثل ذا المعنى بوصفه يحصل. او - 00:09:50ضَ

اسمي ماما يعني قد يعبر قد يسمى الشيء باسم ما كان عليه. ابطلوا اليتامى المقصود بعد البلوغ اطلق عليه اسم اليتامى باعتبار ما كانوا عليه. والا فالشأن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يكمل بعد احتلام - 00:10:20ضَ

قال وما يستقبل اي قد يسمى شيء باسم ما يؤول اليه. ومنهم قوله تعالى عن احد صاحبي السجن اني اراني اعصر خمرا اي عنبا يؤول الى الخمر فهذا مجاز لان العنب وقت عصره لا يسمى خمرا. فتسميته خمرا وباعتبار ما يؤول اليه. قال - 00:10:40ضَ

ومثل ذا المعنى بوصف يحصل. فيطلق الوصف كاسم الفاعل على ارادة ما يستقبل او على ارادتي ما مضى مثلا في قوله تعالى وان الدين لواقع واقع اسمه فاعل. والمراد سيقع اي الجزاء - 00:11:10ضَ

سيقع مثلا في قوله تعالى انه من يأتي ربه مجرما هذا على ارادة ما مضى باعتبار ما كان عليه في الدنيا ميل اجرام وليس خاصا باسم الفاعل بل قد يكون في غيره مثلا ذلك يوم مجموع له الناس اي سيجمع له الناس فهذا اسمه مفعول - 00:11:30ضَ

كن معناه سيجمع له الناس فهو باعتبار ما يستقبل. ثم قال او اسمي ما جوير للمجاور. اي قد يسمى المجاور باسم مجاوره. كاطلاق الراوية على ما زاد في الماء. وصل الراوي - 00:11:50ضَ

البعير الذي يحمل القربة سميت القربة به للمجاورة. قال وقس على ذاك يعني ان علاقات المجاز ليست محصورة فيما ذكره بل هي اكثر من ذلك. وقد اوصلها بعضهم الى اربعين علاقة. منها المحلية - 00:12:10ضَ

يعبر بالمحل على ارادة الحال اللي فيه. فدرع ناديه اي فليدعوا اهل ناديه. ومنها الحالية لقد يعبر بالحال على ارادة المحل. يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد. اطلق الحال وهو الزينة - 00:12:30ضَ

على ارادة المحل وهو الثياب لذلك يستدل بهذه الاية الفقهاء على اساس العورة في الصلاة. ومنها تسمية الشيء باسم ضده كتسمية البرية المهلكة بالمفازة. وكتسمية اللديغ بالسليم. ومنها تسمية الشيء باسم الته. واجعل لي - 00:12:50ضَ

رسالة صدق في الاخرين. اجعل لي ثناء حسنا والدته اللسان. ثم قال واللفظ ظلم جاز في الحقيقة كالاشتراك فاتبع طريقه. يعني ان استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه معا مثل المسألة التي سبقت وهي اطلاق مشترك على معنييه او معانيه. فيجري فيه الخلاف المذكور في المشترك - 00:13:10ضَ

مثاله ان تقول رأيت اسدا وتريد الحقيقة والمجاز. تريد انك رأيت رجلا شجاعا وحيوانا مفترسا فمن اجاز اطلاق المشترك على معنييه اجاز اطلاق اللفظ الذي له مجازه حقيقة مجازه وحقيقته. ومنه قوله تعالى وافعلوا الخير وافعلوا الخير. على معنى افعلوا الواجبات والمندوبات - 00:13:40ضَ

صيغة افعل امر. والامر حقيقة في الوجوب. فمن اجاز حمل الكلام على حقيقته ومجازيه اجاز تفسيرا افعل الخير بالواجبات والمندوبات. ومنه قوله تعالى ولا يأبى الشهداء اذا ما دعوا. الشهداء حقيقة - 00:14:10ضَ

في من تحمل الشهادة وهو مجاز في المدعو لتحملها. فمن اجاز استعمال اللفظ في ثقاته ومجازه يقول انه يجب على الشاهد الذي تحمل الشهادة ان يؤديها اذا دعي الى ادائها ويجب - 00:14:30ضَ

ايضا من دعي الى شهادة ومن دعي الى تحمل شهادة يجب عليه ايضا ان حملها ومن لا يجيز اطلاق اللفظ على حقيقته ومجازه يقول اية دليل على ان من تحمل شهادة يجب عليه ان يؤديها اذا طلب منه ان يؤديها - 00:14:50ضَ

ولا دلالة في الاية على وجوب تحمل الشهادة. على ان من دعي الى تحمل شهادة فيجب عليه ان يؤديها. يقول لا داة في الاية على ذلك انما تحمل على حقيقتها. فالخلاف في هذه المسألة تابع للخلاف في مسألة اطلاق مشترك. هذا ما - 00:15:10ضَ

هذا اخره والله تعالى اعلم. نعم شيخنا المعنى بوصف يحصل. نعم يقول هذا يقول انه يطلق الوصف وايضا كاسم الفاعل وسم المفعول على هذا المعنى الذي في الشطر الاول او اسمه ما مضى وما يستقبل فقد يؤتى بالوصف - 00:15:30ضَ

ويراد ما مضى وقد يؤتى بالوصف ويراد ما يستقبل مثلا يتامى وابتلوا اليتامى اعصروا خمرا هذا ليس بوصف اليتامى والخمر لكن قد يؤتى باسم الفاعل ويراد ما يستقبل او ما مضى مثلا ان الدين لواقع. واقع اسمه فاعل والمراد ما يستقبل. انه من يأتي - 00:16:00ضَ

او مجرمة مجرمة اسم فاعل والمراد باعتبار ما مضى في الدنيا من الاجرام. نعم - 00:16:20ضَ