معلقة الحارث بن حلزة

شرح معلقة الحارث بن حلزة التي يرد فيها علي عمرو بن كلثوم ( 6 ) - الأخيرة

محمد صالح

السلام عليكم ورحمة الله. اهلا وسهلا بكم في الحلقة الاخيرة من تناول معلقة الحارث بن حلزة. التي قالها دفاعا عن قومه امام الملك عمرو ابن هند. وذلك ضد قبيلة تغلب. في هذا الجزء الختامي من معلقته يركز الشاعر على تذكير تغلب - 00:00:00ضَ

هزائمها امام العرب الاخرين ليعيرهم بها وكذلك مشاكلهم الاخرى مع بقية القبائل. ويتساءل هل نحن نتحمل جناية ما تفعلون؟ هذا ليس من العقل. كذلك نحن لا نتحمل هذه الجناية التي تطالبوننا بها الان. ستلاحظ ان الابيات في هذا القسم بسيطة ومعناها مباشر. بل ومتكرر - 00:00:20ضَ

فهو يريد ايصال فكرة معينة واتى بحوادث كثيرة كلها تصب في نفس الاتجاه. قال الشاعر فاتركوا الطيخ واما تتعاشوا ففي التعاشي الداء الطيخ هو التكبر وهو صوت الضحك والقهقهة بسخرية. التعاشي التعامي. اي تكلف العشاء اي - 00:00:44ضَ

حاء العمى وقد سمي الشاعر المعروف ميمون ابن قيس بالاعشى لانه فقد نظره عندما كبر يقول الشاعر اتركوا ما انتم فيه من التكبر والاستهزاء وادعاء العمى. وان بقيتم على ذلك فربما يكون هذا هو دواؤكم - 00:01:08ضَ

اي دواء هذه المشكلة التي نحن بصددها؟ ربما ان تغاضيتم عن شكوتنا ولم تصروا على احداث المشاكل معنا فهذا هو ما يقصده بان الحل هو ان تتعاونوا واذكروا حلف ذي المجازي وما قدم فيه العهود والكفلاء. ذي المجاز هو موضع جمع فيه الملك عمرو بن هند - 00:01:26ضَ

وتغلب وصالحهم بعد حرب البسوس. واخذ منهم الوثائق والرهون لكي لا تتكرر هذه الحرب. والغالب ان هذه الرهون هي السبعون شابا التي اخذها من كل قبيلة يكونون عنده كرهائن ليضمن الا تقوم اي قبيلة بعمل متهور. وهو ما ذكرناه في - 00:01:50ضَ

بداية ذكرنا لهذه القصة. حذر الجور والتعدي. وهل ينقض ما في المهارق الاهواء الجور هو الكثير المجاور للحق يعني الظلم المهارق جمع مهرق وهي كلمة من اصل فارسي وعربت. وهي كالرقعة من الجلد تسقل ويكتب عليها. اي الرقية - 00:02:10ضَ

التي كتبت عليها الوثيقة يقول اننا تعاهدنا هكذا بسبب الحذر من ان يظلم طرفا طرفا اخر او يتعدى عليه كان هذا اصلا سبب كتابتنا للمعاهدة. وهل تنقض اهوائكم العهود المكتوبة الموثقة على الرقاع؟ يقول ان الاهواء والامزجة - 00:02:32ضَ

لا يمكن ان تفسد الاتفاقات المشهرة. والتي وافقتم عليها وسجلت وشهد عليها الملك واعلموا اننا واياكم فيما اشترطنا يوم اختلفنا سواء المعنى واضح. يقول اعلموا اننا وانتم كنا متساويين في الحقوق والواجبات في تلك الاتفاقية. فلم يظلم احدنا الاخر - 00:02:52ضَ

علنا باطلا وظلما. كما تعتر عن حجرة الربيض الظباء العلن هو الاعتراض تعطر من الفعل عترة اي ذبح العتيرة. والعتيرة هي عادة كانت عند العرب وهي ذبيحة كانوا يذبحونها للاصنام في شهر - 00:03:15ضَ

وكان الرجل ينظر ان اصبح عنده مائة شاة ان يذبح واحدة منها للاصنام ثم يسيطر عليه البخل فلا يذبح الشاه بل يصيد ضبية من البرية ويذبحها بدل الشاة الربيض هو المكان الذي تربط فيه الاغنام ونحو ذلك يقصد الزريبة او نحو ذلك - 00:03:34ضَ

يقول انكم الزمتمونا او تريدون الزامنا تكاليف باطلة لا ذنب لنا فيها. مثلما تتحمل الظبية المسكينة النذر فتذبح بدلا من الشعر علينا جناح كندة ان يغنم غازيهم ومنا الجزاء الجناح الاثم او التبعات - 00:03:55ضَ

يقول هل نحن نتحمل اثم قبيلة كندة؟ عندما تغزوكم وتغنم منكم ثم تريدون منا نحن ان نعوضكم يوبخهم ان كندة تغزوهم وتغنم منهم ثم يطالبون بكر بالجزاء. ام علينا جراء يد كما نيط بجوز المحمل الاعلى - 00:04:15ضَ

اعباء الجراء والجري الجناية النوط هو التعلق بالشيء. يقال هذا يناط بك اي يرتبط بك وانت تفعله. الجوز يعني الوسط ويقصد وسط البعير او الجمل الذي يحمل بالاحمال. الاعباء يعني الاثقال او الاحمال - 00:04:35ضَ

يقول ام نحن الذين نحمل عنكم عبء قبيلة اياد؟ لم يذكر ما الذي حدث بين اياد وتغلب؟ ولكنه يعايرهم به هل تريدون تحميلنا تبعات افعالكم كما يحمل البعير بالاثقال فوق وسطه؟ ليس منا المدربون ولا قيس ولا - 00:04:55ضَ

جندل ولا الحذاء. المدربون هم اناس قد ضربوا في وقعة ما. ومنهم رجل يدعى قيس وجندل والحداء يقول ان هؤلاء الرجال الذين ضربوا واهينوا هم منكم وليسوا منا. طبعا هذه وقائع يبدو انهم جميعا يعرفونها فيما بينهم - 00:05:14ضَ

لم يذكرها ولكنه يعيرهم بها. ام جنايا بني عتيق فان منكم ان غدرتم براء يقول ان نحن نتحمل جناية بني عتيق. ان نقضتم العهد فنحن منكم بريئون يقصد انه من الاجحاف ان تتحمل قبيلته نتائج مشاكلكم مع القبائل المختلفة - 00:05:34ضَ

كل قبيلة تتحمل نتائج افعالها وثمانون من تميم بايديهم رماح صدورهن القضاء. القضاء يقصد الموت. يقول لتغلب وغزاكم ثمانون رجلا من تميم معهم رماحهم التي تحمل الموت في صدورها. صدر اي شيء هو اوله. نلاحظ قلة عدد الغزاة - 00:05:56ضَ

فلا تعتبر هذه غزوة او معركة. بل غارة لعشيرة من تميم على عشيرة من تغلب تركوهم ملحبين فآبوا بنهاب يصم منها الحداء. التلحيب هو التقطيع اب يعني عادوا الحداء هي قافلة الابل. ويقصد قافلة بني تميم وهي عائدة. يقول ان بني تميم تركوهم مقطعين على الارض وعادوا - 00:06:20ضَ

هائب وغنائم يصم صوتها صوت القافلة. من كثرة ما اخذوه. او علينا جراحين او ما جمعت من محارب غبران نفس المعنى ام نتحمل جناية بني حنيفة ايضا؟ والجيش الذي جمعته لكم من محاربيهم الاشداء - 00:06:48ضَ

ام علينا جراء قضاعة؟ ام ليس علينا فيما جنوا انداء؟ ام نحن نتحمل قضاعة ايضا؟ اي اننا لا نتحمل ما فعلوه فيكم. يقول انكم اولاد عمنا وما فعلته القضاة فيكم اندى جبيننا اي اخجلنا. فكما ترون يبدو ان الحادث يبحث - 00:07:07ضَ

عن اي نقيصة او هزيمة حلت بتغلب ليذكرهم بها ويعايرهم بها في هذا المجلس ثم جاءوا يسترجعون فلم ترجع لهم شامة ولا زهراء. الشاة الزهراء هي الشاة البيضاء. وشامة يقصد شاة - 00:07:27ضَ

لها شامة اي لها علامة يقول ثم جاءت تغلب تريد استعادة ما اخذ منها. فلم يستطيعوا اعادة شاة بيضاء ولا سمراء ولا اي شيء. هذه الابيات تذكير لهم ان مطالبة الانسان بذنب لم يفعله هو ظلم بواح - 00:07:44ضَ

لم يحلوا بني رزاح ببرقاء نطاع لهم عليهم دعاء يقول ان تغلب لم تحترم عادات العرب من احترام المواثيق او احترام الاشهر الحرم وهاجمت بني رزاح ثم فاقوا منها بقاصمة الظهر. ولا يبرد الغليل الماء - 00:08:02ضَ

قاصمة الظهر قسم القسم والكسر الذي يفصل الاجزاء عن بعضها. اي شدة الكسر الغنين هو شدة العطش. ويستعار لبيان معنى شدة الحقد والغيظ يقول ان تغلب اعتدت على بني رزاح ولكن يكمل انهم عادوا من تلك الهجمة الظالمة بهزيمة نكراء كسرت ظهورهم. ولا - 00:08:24ضَ

ينفع الماء في اشفاء الغيظ الذي لحق بكم من تلك الفضيحة ثم خيل بعد ذاك مع الغلاق. لا رأفة ولا ابقاء الغناق رجل من بني يربوع من تميم. وكان اغار على تغلب فقتل منهم. يقول وبعد ذلك هزيمة اخرى الحقها بكم - 00:08:47ضَ

رجل يدعى الغلاق من بني تميم. ولم تأخذه فيكم رأفة ولم يبق منكم احدا وهو الرب والشهيد على يوم الحيارين والبلاء بلاء يقول عن الملك وهو الملك وهو الشاهد على حسن بلائنا في ذلك اليوم. وبلائنا اي تعبنا في ذلك اليوم. فقد اجهدنا انفسنا - 00:09:08ضَ

في ذلك اليوم مع الملك اذا نعيد ذكرى ابيات هذه الحلقة فاتركوا الطيخ والتعاشي واما تتعاشوا ففي التعاشي الداء وازكروا حلفة المجازي وما قدم فيه العهود والكفلاء حذر الجور والتعدي. وهل ينقض ما في المهارق الاهواء - 00:09:31ضَ

واعلموا اننا واياكم فيما اشترطنا يوم اختلفنا سواء اعلن باطلا وظلما كما تعتر عن حجرة الربيض الظباء علينا جناح كندة ان يغنم غازيهم ومنا الجزاء؟ ام علينا جرائيات كما نيط بجوز المحملين - 00:09:53ضَ

الاعداء ليس منا المدربون ولا قيس ولا جندل ولا الحذاء ام جنايا بني عتيق فانا منكم ان غدرتم براء وثمانون من تميم بايديهم رماح صدورهن القضاء تركوهم ملحبين. فآبوا بنهاب يصم منها الحداء - 00:10:15ضَ

ام علينا جرا حنيفة او ما جمعت من محارب غبراء ام علينا جر قضاعة؟ ام ليس علينا فيما جنوا ان داء؟ ثم جاءوا يسترجعون فلم ترجع لهم شامة ولا زهراء - 00:10:42ضَ

لم يحلوا بني رزاح ببرقاء نطاع لهم عليهم دعاء ثم فائوا منهم بقاصمة الظهر. ولا يبرد الغليل الماء ثم خيل من بعد ذاك مع الغلاق. لا رأفة ولا ابقاء وهو الرب والشهيد على يوم الحيارين والبلاء بلاء - 00:11:01ضَ

هكذا نكون قد انتهينا من تناول معلقة الحارث بن حلزة ارجو ان تكون هذه الحلقات قد اعجبتكم. وان تكون قد يسرت عليكم فهم هذه المعلقة شكرا لكم على المتابعة. لا تنسى الاعجاب بهذه الحلقة والاشتراك في القناة لتتابع معنا شرح القصائد العربية. وخاصة القصائد الجاهلية - 00:11:27ضَ

شكرا لكم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:49ضَ