بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الحلقة الثانية والثلاثين من هذه الحلقات التي اشرح فيها معلقة امرئ القيس كنت قد وقفت في الحلقة السابقة عند قوله وواد كجوف العير قفر قطعته - 00:00:00
به الذئب يعوي كالخليع المعيل وقلت لكم ان امرأ القيس بدأ بهذا البيت يعتد باحتماله مشقة السفر في الفلوات القفار فكم من واد قطعه وهو قفر ليس فيه ما ينتفع به - 00:00:40
كانه جوف العير والذئب من فرط الجوع فيه يعوي ويصيح كالخليع المعيل ثم يخاطب الذئب فقلت له لما عوى ان شأننا قليل الغنى ان كنت لما تمولي كلانا اذا ما نال شيئا افاته - 00:01:01
ومن يحترس حرثي وحرثك يهزلي فقلت له لما عوى ان شأننا قليل الغنى اي انا وانت في هذا الوادي الموحش فقيرا لا تغني عني شيئا ولا اغني عنك شيئا الغنى والغناء النفع واليسار ضد الفقر - 00:01:27
من قولهم غني يغنى غنى وغناء واستغنى واغتنى وتغانى وتغنى فهو غني وفي اسماء الله تعالى الغني ولكن غناه جل وعلا مطلق وغنى كل من عداه مقيد والغنى المطلق هو الذي لا يحتاج صاحبه الى احد في شيء - 00:01:52
وكل احد محتاج اليه وهذا لله تعالى وحده لا يشارك الله تعالى فيه غيره ويروى فقلت له لما عوى ان شأننا طويل الغنى ويروى بعيد الغنى اي ان طريق الغنى طويل بعيد علي طويل بعيد عليك فليس معنا شيء - 00:02:18
ونحن في واد قفر لا نفع فيه ان كنت لما تمولي تمول اي تحصل على المال الذي تطلبه والمال في الاصل هو ما يملك من الذهب والفضة ثم توسعت العرب - 00:02:47
فاطلقته على كل ما يملك من الاعيان كالعقار والانعام والعبيد والقيام وغيرها وهي في حق الذئب الفرائس التي يفترسها فيملكها ولما لما تمولي لما بمعنى لم الا ان لم فيها توقع اتصال النفي - 00:03:05
ولما فيها توقع انقطاع النفي يقول امرؤ القيس حين سمعت عواء الذئب في هذا الوادي المقفر قلت له انا وانت فقيران في هذا الوادي الموحش لا غنى لي عندك ولا غنى لك عندي ان كنت لم تحصل ما تريده من الفرائس بعد - 00:03:30
وفي قوله لما تمول تصبير للذئب وتبشير فهو وان كان لم يجد ما يأكله حتى الان سيأتيه الفرج عما قريب وفيه ايضا تصبير وتبشير لامرئ القيس نفسه وكانه يقول لا حيلة لي ولك وسيأتي الفرج لا محالة - 00:03:56
كلانا اذا ما نال شيئا افاته ومن يحترس حرثي وحرثك يهزل افاته افعله من قولهم فات الامر فوتا وفواتا اذا ذهب فاته تعني اذهبه وانفذه ولم يدخره يقول كل واحد مني ومنك اذا ما ملك مالا لم يدخر منه شيئا لمثل هذا اليوم في - 00:04:21
لمثل هذا الوادي المقفر الذي لا نفع فيه وهذا في حق الذئب تقرير واقع الذئب يذهب ما يحصل باكله في بطنه اما في حق امرئ القيس فهو فضيلة فهو يذهبه بانفاقه على غيره وهذا مراده - 00:04:52
كلانا اذا ما نال شيئا فاته ومن يحترس حرثي وحرثك يهزلي يحترف يفتعل من قولهم حرث يحرث حرثا وحراثا اذا عمل في الارض لزرع او غرس فمعنى حرث واحترف زرع او غرس - 00:05:15
ثم يتوسع فيها للتعبير عن السعي في طلب الرزق وكسب المال عامة ثم يكون لمطلق الكسب ومنه قول الله تعالى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب - 00:05:38
اي من كان يريد كسب الاخرة ومن كان يريد كسب الدنيا يقول امرؤ القيس للذئب ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل وروي يهزلي وروي يهزلي يهزل من قولهم هزل يهزل هزلا وهزلا - 00:06:03
ويهزل من قولهم هزل يهزل هزلا ويهزل من قولهم هزل الرجل يهزل هزالا والهزال والهزل نقيض السمن والهزل ان يفتقر الرجل لموت مواشيه وقيل كل ضر هزال ومن يحترف حرثي وحرثك يهزلي يقول - 00:06:27
للذئب ومن يطلب الكسب في هذا الوادي يصبه الهزال لانه لا نفع فيه والمراد من تكثيف الصور الدالة على اقفار هذا الوادي من كونه قصرا كجوف الحمار يصيح به الذئب من فرط الجوع صياح الخليع المعيل او الخليج المعيل - 00:06:55
ومن دخله فهو قليل الغنى وان طلب الغنى فيه طالت طريقه وابتعدت ومن طلب الكسب فيه لم يجد الا الهزال المراد من هذا هو استثمار كل ذلك في الاعتداد بقدرة الشاعر على تحمل مشاق السفر في القفار الموحشة - 00:07:21
مع قلة الزاد والماء فهو كثير الانفاق لا يدخر شيئا وبهذا يكون امرؤ القيس قد اعتد باحتمال الهموم في الليالي الطوال وحمل مغارم الاقوام الثقال. وقطع القفار الموحشة مع قلة الزاد والمال - 00:07:45
ثم ينتقل الى صورة اخرى من صور جده وجلده وصبره وفروسيته هي التبكير للصيد ليفتح بها لنفسه افاقا من الابداع والتجلي. في وصف فرسه في خلقه وفي قدراته على الجري وملاحقة الطرائد - 00:08:09
في ابيات بدأها بقوله وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الاوابد هيكل. وقد اغتدي اغتدي افتعل من الغدوة. تقول العرب غدا يغدو غدوا واغتدى ارتداء. اي خرج في الغدوة وهي - 00:08:33
ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس فالمراد وقد ابكر وقد اغتدي والطير في وكناتها. الطير جمع طائر كصحب وصاحب وركب وراكب ووكنات الطير المواضع التي تبيت فيها مفردها وكنة وتجمع على وكونات وكنات وكنات ووكن. وتقول العرب في وكنة اكنة - 00:08:56
الهمز وتقول وقنه بالقاف ويروى وقد اغتدي والطير في وكوراتها. والوكورات جمع وكر والوكر جمع وكر فالوكورات جمع الجمع وهي الشقوق في الصخور والاشجار والحيطان التي يبيض فيها الطائر ويفرخ - 00:09:29
والمراد بالوكنات والوكورات اعشاش الطيور وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجلد اي بفرس منجرد وهو قصير الشعر ظاف الاديم يقولون فرس اجرد ومنجرد اي قصير الشعر وهو من علامات العتق والكرم - 00:09:56
وقيل المنجرد هو الماضي في السير والمعنى الاول اولى بمنجرد قيد الاوابد الاوابد الوحوش من قولهم ابدت البهيمة تأبد وتأبد ابودا وتأبد التأبد من توحشت من التأبد وهو التوحش والقيد هو الحبل ونحوه الذي تقيد به الدابة او السجين ونحوهما - 00:10:20
فهذا الفرس المنجرد هو قيد الوحوش لانه اذا لحق طردته ادركها حتى كأنه قيد لها تلاحاقه لها بمنزلة القيد في رجلها فكل طريدة طليق طلبها فهي كالمقيدة لا فرق بينهما. لانه سيدركها دون شك - 00:10:51
بمنجرد قيد الاوابد هيكل الهيكل الظخم من كل شيء يقال رجل هيكل وامرأة هيكلة. والجمع هياكل ويقال فرس هيكل وهو التام خلقا العظيم جرما الطويل علوا المديد عدوا وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الاوابد هيكل. يقول وقد ابكر - 00:11:17
والطير ما زالت في اعشاشها بفرس كريم عتيق قصير الشعر ظافي الاديم خلقه تام وجرمه عظيم وخطوه مديد وطوله عال اذا طلب طريدة من الوحش ادركها بكل فطراده لها كالقيد في رجلها - 00:11:51
فهو قيد الوحوش ووثاق الاوابد وغل الطرائد اكتفي بهذا القدر واقف عند هذا الحد والى ان التقيكم في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد - 00:12:17
- 00:12:38
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الحلقة الثانية والثلاثين من هذه الحلقات التي اشرح فيها معلقة امرئ القيس كنت قد وقفت في الحلقة السابقة عند قوله وواد كجوف العير قفر قطعته - 00:00:00
به الذئب يعوي كالخليع المعيل وقلت لكم ان امرأ القيس بدأ بهذا البيت يعتد باحتماله مشقة السفر في الفلوات القفار فكم من واد قطعه وهو قفر ليس فيه ما ينتفع به - 00:00:40
كانه جوف العير والذئب من فرط الجوع فيه يعوي ويصيح كالخليع المعيل ثم يخاطب الذئب فقلت له لما عوى ان شأننا قليل الغنى ان كنت لما تمولي كلانا اذا ما نال شيئا افاته - 00:01:01
ومن يحترس حرثي وحرثك يهزلي فقلت له لما عوى ان شأننا قليل الغنى اي انا وانت في هذا الوادي الموحش فقيرا لا تغني عني شيئا ولا اغني عنك شيئا الغنى والغناء النفع واليسار ضد الفقر - 00:01:27
من قولهم غني يغنى غنى وغناء واستغنى واغتنى وتغانى وتغنى فهو غني وفي اسماء الله تعالى الغني ولكن غناه جل وعلا مطلق وغنى كل من عداه مقيد والغنى المطلق هو الذي لا يحتاج صاحبه الى احد في شيء - 00:01:52
وكل احد محتاج اليه وهذا لله تعالى وحده لا يشارك الله تعالى فيه غيره ويروى فقلت له لما عوى ان شأننا طويل الغنى ويروى بعيد الغنى اي ان طريق الغنى طويل بعيد علي طويل بعيد عليك فليس معنا شيء - 00:02:18
ونحن في واد قفر لا نفع فيه ان كنت لما تمولي تمول اي تحصل على المال الذي تطلبه والمال في الاصل هو ما يملك من الذهب والفضة ثم توسعت العرب - 00:02:47
فاطلقته على كل ما يملك من الاعيان كالعقار والانعام والعبيد والقيام وغيرها وهي في حق الذئب الفرائس التي يفترسها فيملكها ولما لما تمولي لما بمعنى لم الا ان لم فيها توقع اتصال النفي - 00:03:05
ولما فيها توقع انقطاع النفي يقول امرؤ القيس حين سمعت عواء الذئب في هذا الوادي المقفر قلت له انا وانت فقيران في هذا الوادي الموحش لا غنى لي عندك ولا غنى لك عندي ان كنت لم تحصل ما تريده من الفرائس بعد - 00:03:30
وفي قوله لما تمول تصبير للذئب وتبشير فهو وان كان لم يجد ما يأكله حتى الان سيأتيه الفرج عما قريب وفيه ايضا تصبير وتبشير لامرئ القيس نفسه وكانه يقول لا حيلة لي ولك وسيأتي الفرج لا محالة - 00:03:56
كلانا اذا ما نال شيئا افاته ومن يحترس حرثي وحرثك يهزل افاته افعله من قولهم فات الامر فوتا وفواتا اذا ذهب فاته تعني اذهبه وانفذه ولم يدخره يقول كل واحد مني ومنك اذا ما ملك مالا لم يدخر منه شيئا لمثل هذا اليوم في - 00:04:21
لمثل هذا الوادي المقفر الذي لا نفع فيه وهذا في حق الذئب تقرير واقع الذئب يذهب ما يحصل باكله في بطنه اما في حق امرئ القيس فهو فضيلة فهو يذهبه بانفاقه على غيره وهذا مراده - 00:04:52
كلانا اذا ما نال شيئا فاته ومن يحترس حرثي وحرثك يهزلي يحترف يفتعل من قولهم حرث يحرث حرثا وحراثا اذا عمل في الارض لزرع او غرس فمعنى حرث واحترف زرع او غرس - 00:05:15
ثم يتوسع فيها للتعبير عن السعي في طلب الرزق وكسب المال عامة ثم يكون لمطلق الكسب ومنه قول الله تعالى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب - 00:05:38
اي من كان يريد كسب الاخرة ومن كان يريد كسب الدنيا يقول امرؤ القيس للذئب ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل وروي يهزلي وروي يهزلي يهزل من قولهم هزل يهزل هزلا وهزلا - 00:06:03
ويهزل من قولهم هزل يهزل هزلا ويهزل من قولهم هزل الرجل يهزل هزالا والهزال والهزل نقيض السمن والهزل ان يفتقر الرجل لموت مواشيه وقيل كل ضر هزال ومن يحترف حرثي وحرثك يهزلي يقول - 00:06:27
للذئب ومن يطلب الكسب في هذا الوادي يصبه الهزال لانه لا نفع فيه والمراد من تكثيف الصور الدالة على اقفار هذا الوادي من كونه قصرا كجوف الحمار يصيح به الذئب من فرط الجوع صياح الخليع المعيل او الخليج المعيل - 00:06:55
ومن دخله فهو قليل الغنى وان طلب الغنى فيه طالت طريقه وابتعدت ومن طلب الكسب فيه لم يجد الا الهزال المراد من هذا هو استثمار كل ذلك في الاعتداد بقدرة الشاعر على تحمل مشاق السفر في القفار الموحشة - 00:07:21
مع قلة الزاد والماء فهو كثير الانفاق لا يدخر شيئا وبهذا يكون امرؤ القيس قد اعتد باحتمال الهموم في الليالي الطوال وحمل مغارم الاقوام الثقال. وقطع القفار الموحشة مع قلة الزاد والمال - 00:07:45
ثم ينتقل الى صورة اخرى من صور جده وجلده وصبره وفروسيته هي التبكير للصيد ليفتح بها لنفسه افاقا من الابداع والتجلي. في وصف فرسه في خلقه وفي قدراته على الجري وملاحقة الطرائد - 00:08:09
في ابيات بدأها بقوله وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الاوابد هيكل. وقد اغتدي اغتدي افتعل من الغدوة. تقول العرب غدا يغدو غدوا واغتدى ارتداء. اي خرج في الغدوة وهي - 00:08:33
ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس فالمراد وقد ابكر وقد اغتدي والطير في وكناتها. الطير جمع طائر كصحب وصاحب وركب وراكب ووكنات الطير المواضع التي تبيت فيها مفردها وكنة وتجمع على وكونات وكنات وكنات ووكن. وتقول العرب في وكنة اكنة - 00:08:56
الهمز وتقول وقنه بالقاف ويروى وقد اغتدي والطير في وكوراتها. والوكورات جمع وكر والوكر جمع وكر فالوكورات جمع الجمع وهي الشقوق في الصخور والاشجار والحيطان التي يبيض فيها الطائر ويفرخ - 00:09:29
والمراد بالوكنات والوكورات اعشاش الطيور وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجلد اي بفرس منجرد وهو قصير الشعر ظاف الاديم يقولون فرس اجرد ومنجرد اي قصير الشعر وهو من علامات العتق والكرم - 00:09:56
وقيل المنجرد هو الماضي في السير والمعنى الاول اولى بمنجرد قيد الاوابد الاوابد الوحوش من قولهم ابدت البهيمة تأبد وتأبد ابودا وتأبد التأبد من توحشت من التأبد وهو التوحش والقيد هو الحبل ونحوه الذي تقيد به الدابة او السجين ونحوهما - 00:10:20
فهذا الفرس المنجرد هو قيد الوحوش لانه اذا لحق طردته ادركها حتى كأنه قيد لها تلاحاقه لها بمنزلة القيد في رجلها فكل طريدة طليق طلبها فهي كالمقيدة لا فرق بينهما. لانه سيدركها دون شك - 00:10:51
بمنجرد قيد الاوابد هيكل الهيكل الظخم من كل شيء يقال رجل هيكل وامرأة هيكلة. والجمع هياكل ويقال فرس هيكل وهو التام خلقا العظيم جرما الطويل علوا المديد عدوا وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الاوابد هيكل. يقول وقد ابكر - 00:11:17
والطير ما زالت في اعشاشها بفرس كريم عتيق قصير الشعر ظافي الاديم خلقه تام وجرمه عظيم وخطوه مديد وطوله عال اذا طلب طريدة من الوحش ادركها بكل فطراده لها كالقيد في رجلها - 00:11:51
فهو قيد الوحوش ووثاق الاوابد وغل الطرائد اكتفي بهذا القدر واقف عند هذا الحد والى ان التقيكم في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد - 00:12:17
- 00:12:38