نصيحة حماد بن ألمين المجلسي الشنقيطي لابنه
شرح نصيحة حماد بن ألمين المجلسي الشنقيطي لابنه - المجلس الرابع
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقال الشيخ رحمه الله انه تغرق وتواضع واتبع ودعوهن واعص هواك وابترع ما معنى قوله والترع - 00:00:00ضَ
نعم احسنتم امر قال في الاداب المتعلقة باكرام الضيف وازجر اهاليك عن التصاخب ما التصاحب احسنت ارتفاع الاسواق نعم تفضل الشيخ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم المسلمين اجمعين - 00:00:21ضَ
المؤلف رحمه الله في حقوقه ممتثلة لقوله سبحانه ولا ولا نعم رحمه الله واجمل ان اردت ان تمولا اجمال من تجملا تجملا. فان ابت فان ابت عنك فانت الاعلى ليهنك - 00:00:53ضَ
وهي النزلة قول الزمخشري ومذ افلح لا تعدل به فهو يضاهي المثل اجمل امر من اجمل يقال اجمل في طلب الشيء اذا اتأد واعتدل فلم يفرط وادم ان اردت ان تمولا - 00:01:48ضَ
ان اردت ان تتمول هذي فتيحة اي تخفيفا وهذا كثير فانذرتكم نارا تلظى اي تتلظى. تنزل الملائكة والروح فيها اي تتنزل. ما لكم لا تناصرون اي تتناصرون ابن مالك ما بتائين ابتلي قد يقتصر فيه على تتبين العبر - 00:02:12ضَ
يقال تمول اذا اتخذ مالا فوز متفاعل يأتي لمعنى اتخاذ. يقال توسد ذراعه اذا اتخذها وسادة. تبنى فلانا اذا اتخذه ابن اجمال من تجملا تجملا ضمنه من الفية ابن ما لك واجمال مصدر لقوله في اول البيت اجمل - 00:02:40ضَ
وتجملا مصدر لقوله تجمل وهما من المصدر المؤكد لعامله يعني اذا اردت المال فاجمل اجمال من تجمل تجملا بالغ في الاجمال والاجمال في الطلب كما سبق هو الاكتئاب والاعتدال وترك المبالغة والافراط - 00:03:04ضَ
فان ابت عنك ابت امتنعت فانت الاعلى ليهنك الاباء ليهنك ليسرك وهي النزلة هذا الضمير وهي عائد على الدنيا ولم يتقدم لها ذكر لكنها تفهم من سياق الكلام وعود الضمير الى - 00:03:33ضَ
ما يفهم من سياق الكلام كثير حتى توارت بالحجاب. اي الشمس نعم احسنت انا انزلناه في ليلة القدر انزلناه القرآن نعم الزمخشري هو محمود ابن عمر الزمخشري كان معتزليا متظاهرا بالاعتزال - 00:03:58ضَ
حتى نقل عنه انه كان اذا قصد صاحبا له واستأذن عليه في الدخول يقول من يأخذ له الاذن قل له ابو القاسم المعتزلي بالباب وله الكشاف في تفسير القرآن حشاه بالاعتزال - 00:04:27ضَ
حتى ذكر ابن المنير ان الاعتزال فيه ادق من دبيب النمل يقول يكاد الاطلاع عليه ان يكون كشفا وقال البلقيني استخرجت من الكشاف اعتزالا بالمناقيش الزمخشري ومد افلح شيخ حماد رحمه الله يسيء الى بيتين الزمخشري - 00:04:44ضَ
وما قوله واخرني دهري وقد معشرا على انهم لا يعلمون واعلم ومذ افلح الجهال ايقنت انني انا الميم والايام افلح اعلم واخرني دهني وقدم معشرا على انهم لا يعلمون واعلم - 00:05:07ضَ
ومنذ افلح الجهال ايقنت انني انا الميم. والايام افلح اعلم الافلح مشقوق الشفة السفلى والاعلم مشقوق السفة العليا والافلح الاعلم لا يستطيع ان ينطق حرف الميم لان الميم تخرج من بين الشفتين العليا والسفلى - 00:05:32ضَ
او رز مخشري ومد افلح لا تعدل به. لا تعدل به. لا تبغي غيره فهو يضاهي المثل يشابه ويحاكي المثل والهاء في قوله به تعود على قول الزمخشري السابق المثل هو القول السائر - 00:06:01ضَ
المشبه مضربه بمورده وفن الامثال في غاية الشرف لا تتم لغة اللغوي ولا نحو النحوي ولا ادب الاديب الا به الحث الناظم رحمه الله تعالى هنا الاجمالي والاعتدال في طلب الدنيا والتكسب - 00:06:19ضَ
ثم ذكر احتمالين الاول ان لا ينجح في اكتسابه فلا تقبل عليه الدنيا وهو الذي اشار اليه بقوله فان ابت عنك والثاني ان ينجح في اكتسابه فتقبل عليه الدنيا وهو الذي اشار اليه بقوله او ساعدتك وسيأتي ان شاء الله - 00:06:40ضَ
وذكر على الاحتمال الاول وهو ان لا يحصل من تكسبه شيئا من الدنيا ذكر انه ينبغي ان لا يتأسف على فواتها فان اعراضها عنه دليل على ارتفاع رتبته لخستها وانحطاط درجتها - 00:07:04ضَ
واستشهد على ذلك ببيتي الزمخشري السابقين وقد اشار فيهما الى ان الدنيا قد يتقدم فيها الوضعاء والجهال فليست هي المقياس فليست هذه الدنيا بشيء تسوءك حقبة وتسر وقتا وغايتها اذا فكرت فيها - 00:07:22ضَ
كفيءك او كحلمك اذ حلمت وهذا الذي حث عليه الناظم من الاجمال في طلب الدنيا الاكتئاب والاعتدال في طلبها سنة من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ايها الناس اتقوا الله واجملوا في الطلب - 00:07:46ضَ
فان نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وان ابطأ عنها فاتقوا الله وادمنوا في الطلب. خذوا ما حل ودعوا ما حرم اخرجه ابن ماجة من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما - 00:08:10ضَ
وصححه الالباني بقي الاحتمال الاخر وهو ان تقبل الدنيا على العبد بعد الاجمال في طلبها وهذا هو الذي قال فيه او ساعدتك فاقتصر في المال عن الشبه للحلال واصرفه في حقوقه ممتثلة لقوله سبحانه ولا ولا - 00:08:25ضَ
او ساعدتك اقبلت عليك ضمير الفاعل الى ما يعود الدنيا. هي الدنيا. احسنت. نعم لو ساعة ذلك فاقتصر في المال الاقتصاد في المال التوسط في انفاقه بين الاسراف والتقطير. التقطير التضيق في النفقة - 00:08:46ضَ
وعدوا عن الشبه بالحلال جاوز الشبه وهي ما لم يتبين لك حكمه اهو من الحلال من الحرام جاوز الشبهة الى الحلال واصرفه انفقه في حقوقه ممتثلة متبعة. لقوله سبحانه ولا ولا. يشير الى قوله تعالى ولا تجعل يدك مغلودة الى - 00:09:13ضَ
ولا تبسبها كل البث بعد ان حث رحمه الله على الاجمال في طلب المال واعتذاري في تكسبه ذكر احتمالين الاول هو ما سبق ان لا يحصل من تكسبه شيئا وارشد الى ان لا يتأسف على على فوات الدنيا - 00:09:37ضَ
ثم ذكر الاحتمال الثاني هناك وهو ان تقبل عليه الدنيا بعد الاجمال في طلبها وجدد النصح في هذه الحالة بالاقتصاد في المال وحذر من الشبهات وحث على تحري الحلال وعلى صرف المال في حقوقه بلا اسراف ولا تقدير - 00:09:57ضَ
ويحمل على تقوى الله في المال اذا اقبلت عليك الدنيا ان تعلم انك مسؤول يوم القيامة عن مالك من اين اكتسبته وفيما انفقته وقد قال صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما افناه - 00:10:21ضَ
وعن علمه فيما فعل وعن ما له فيما اكتسبه وفيما انفقه وعن جسمه فيما ابلاه اخرجه الترمذي من حديث اي برزة الاسلمي رضي الله عنه. وقال حديث حسن وصحيح وحث رحمه الله على تجاوز المشتبهات وتعليها الى الحلال البين - 00:10:40ضَ
وقد قال صلى الله عليه وسلم ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. متفق عليه من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه - 00:10:59ضَ
فمن له اعتناء بدينه عليه ان يبذل جهده في تصحيح لقمة عيشه وقد قال ابراهيم ابن ادهم ما ادرك من ادرك الا من كان يعقل ما يدخل جوفه مقام مبارك رد درهم من شبهة - 00:11:18ضَ
احب الي من ان اتصدق بمائة الف درهم ومئة الف درهم ومئة الف حتى بلغ ست مئة الف القلوب وترك درهم لكونه حضر افضل من تصدقات وعمر ثم حث على صرف المال في حقوقه - 00:11:37ضَ
واستشهد على ذلك بقوله تعالى ولا تجعل يدك مغلودة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا والمعنى لا تمسك يدك عن الانفاق وهذا هو البخل ولا تبذر في الانفاق - 00:11:59ضَ
وهذا هو الإسراف لتصير ملوما يلومك الناس على البخل ان امسكت يدك عن انفاق وتصير منقطعا عن الانفاق لاسرافك ولا تجد ما تنفقه وقد مدح الله عباده الصالحين بتوسطهم في الانفاق - 00:12:15ضَ
قال عز وجل والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتلوا وكان بين ذلك قواما. اي عدل وسطا بين التبذير والتقدير ولبعضهم ولا تغلو في شيء من الامر واقتصد كلا طافي قصد الامور ذميم - 00:12:35ضَ
والاسراف مذموم في الشرع يكفيك فيه قوله تعالى ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين والسرف السرف ان السرف نهى الله تعالى وكفى ولا يحب المسرفين كافي في كف في كفك عين اسرافي. يقول هذه الاية لا يحب المسرفين - 00:12:55ضَ
كافية في ان تكف كفك عن الاسراف والبخل كذلك مذموم يكفيك فيه قوله تعالى ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله وخيرا لهم. بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة - 00:13:17ضَ
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم واتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم اخرجه مسلم من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما - 00:13:33ضَ
قال رحمه الله قبل السؤال اسألي من اتاك وان يكن عجل فاستعطاك فهل جواب هات غير تمت هنا نصيحتي اياك قبل السؤال اي قبل الطلب اسقوا امر من السخاء اي جد - 00:13:49ضَ
لمن اتاك لمن جاءك مؤملا عطاءك وان يكن السائل عجل سبق سؤاله عطاءك فاستعطاك سألك العطاء فهل الجواب هاتي اي اعطي غير هاك هاك اي خذ قمة هنا نصيحتي اياك - 00:14:05ضَ
رحمه الله على السخاء والبذل واقتصر على مرتبتين من مراتب الجود هما ابلغ مراتبه المرتبة الاولى العطية قبل السؤال وهي افضل مراتب الجود وقد قال احد الاجواد خير النوال ما وصل قبل السؤال خير النوال ما وصف ما وصل قبل السؤال. وقد اشار الناظم الى هذه المرتبة بقوله قبل السؤال اسخري من اتى - 00:14:28ضَ
والمرتبة الثانية اجابة السائل بالاعطاء بالفعل دون القول والوعد وهي من مراتب الجود العالية. وان كانت دون المرتبة السابقة. وقد قال ابن الوردي رحمه الله في لاميته اعذب الالفاظ قولي لك خذ - 00:14:56ضَ
وامر اللفظ نطقي بلعن. وقد اشار الناظم الى هذه المرتبة بقوله وان يكن عجل فاستعطاك فهل الجواب هات غير هات وبعد هاتين المرتبتين من البذل مراتب متفاوتة منها اجابة السائل بنعم - 00:15:13ضَ
مع انجاز الوعد اما مع اخلاف الوعد فهو وصمة وعار. كما قال الشاعر اذا قلت في شيء نعم فاتمه فان نعم دين على الحر واجب والا فقلنا وتسترح وتريح بها - 00:15:35ضَ
لان لا يقول الناس انك كاذب. وقال اخر لا تقولن اذا ما لم ترد ان تتم الوعد في شيء نعم. حسن قول نعم كم من بعدنا وقبيح قولنا بعد نعم ان لا بعد نعم فاحشة فبلا فابدأ اذا خفت الندم. فاذا قلت نعم فاصبر لها - 00:15:54ضَ
نجاح القول ان الخلف ذم. ثم ان لم تكن واحدة من هذه المراتب فالاحسن رد السائل بميسور من القول. فينبغي لمن سئل وليس عنده ما تعطي السائل ان يحسن القول ويبسط العذر ويدعو لمن سأله بسعة الرزق. واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها - 00:16:14ضَ
فقل لهم قولا ميسورا اي قولا لينا سهلا مثل ان تدعو لهم بسعة الرزق او تعدهم بالعطاء ان رزقك الله مالا فمن لم يكن عنده شيء من المال به السائل - 00:16:34ضَ
فليعمل بقول المتنبي لا حيل عندك تهديها ولا مال فليسعد فليسعد النطق ان لم تسعد الحال وان لم يكن شيء مما تقدم فلا اقل من التأسف على عدم امكان البذل - 00:16:45ضَ
كما قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى فيما ينسب اليه يا لهفة نفسي على مال افرقه على المقدمين من اهل مروءاتي ان اعتذاري لمن قد جاء يسألني ما ليس عندي لمن اذهى المصيبات - 00:17:03ضَ
وقد وردت اية كثيرة في الحد على في الحث على انفاق المال في سبيل الله لذلك قوله تعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة - 00:17:17ضَ
والله يضاعف من يشاء والله واسع عليم وقال النبي صلى الله عليه وسلم من تصدق بعد ثمرة من كسب طيب. ولا يصعد الى الله الا الطيب فان الله يتقبلها بيمينه - 00:17:30ضَ
ثم يربيها لصاحبه كما يربي احدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل والفلو المهر الصغير من الخير والحديث في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ثم قال رحمه الله - 00:17:45ضَ
تمت هنا نصيحتي اياك هذا فيه حسن اختتام وهو ان يكون اخر الكلام عذبا لفظ حسن السبك صحيح المعنى وهو من المواضع التي يجب التأنق فيها وجوبا صناعيا عند البلاغيين - 00:18:07ضَ
لانه اخر ما يعيه السمع ويوسم في الذهن فان كان حسنا تلقاه السمع والسلذة وجبر ما وقع فيما سبقه من تقصير واحسن الاختتام ما اذن بانتهاء الكلام حتى لا يبقى للنفس تشوف بتة - 00:18:26ضَ
السيوطي وان يجئ في الانتهاء مؤذن في ختمه فهو البليغ الاحسن وهو المسمى عند البلاغيين ببراعة المقطع هذا الشطر فيه حسن الختام وبراءة المقطع وفيه محسن من المحسنات اللفظية البديعة عند البلاغيين - 00:18:44ضَ
وهو رد العجوز على الصدر. لاحظ قال في ديباجة نصيحته نصيحة من والد حفيي بك. وقال في اخرها تمت هنا نصيحتي اياك وانظر الى ضمير خطابه في قوله نصيحة من والد حفيدك - 00:19:03ضَ
وقوله تمت هنا نصيحة دي اياك كانه يراك امامه يخاطبك من بداءة نصيحته الى اخرها خطاب الحاضر مما يستدعي الاصغاء والعمل بنصحه وكان النبي حاله يرشدك قول صالح ابن ابي القدوس - 00:19:21ضَ
في اخر القصيدة الزينبية فلقد نصحتك ان قبلت نصيحتي النصح اغلى ما يباع ويوهب او قول ابي اسحاق الانبيري في اخر تائيته جماعة لك النصائح فامتثلها. حياتك فهي افضل وامتثلت - 00:19:37ضَ
نسأل الله ان يجزي الشيخ حمادا عنا خير الجزاء وان يجمعنا به في الفردوس الاعلى من الجنة وان ينفعنا بهذا الذي تعلمناه منه ويخرجه من حيز القول الى حيز عمل - 00:19:56ضَ
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا. بارك الله فيكم. جزاكم الله خيرا. سبحانك الله وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت. استغفرك واتوب اليك. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:20:08ضَ