(مكتمل) شرح نيل المرام من آيات الأحكام
شرح نيل المرام من آيات الأحكام (42) | سورة النساء ٩٤-٩٥ | يوم ١٤٤٥/٢/٣٠ | الشيخ أ.د يوسف الشبل
التفريغ
بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وعلى اله وصحبه الكتاب الذي بين ايدينا الان هو كتاب نيل مرام في تفسير ايات الاحكام لمؤلفه - 00:00:00ضَ
آآ محمد صديق محمد صديق القنوجي طيب السورة التي بين ايدينا سورة النساء الان قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ظربتم في سبيل الله فتبينوا. تفضل يا شيخ محمد تفضل. السلام عليكم الحمد لله رب - 00:00:20ضَ
نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال المصنف رحمه الله الاية الرابعة قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا لمن القى اليه - 00:00:40ضَ
كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا ان الله كان بما تعملون خبيرا. يا ايها الذين امنوا اذا طلبتم في سبيل الله هذا متصل بذكر الجهاد والقتال. والضرب السير في الارض. تقول العرب ضربت في الارض اذا سرت لتجارة او غزو او غيرهما. وتقول ضربت - 00:01:00ضَ
الارض بدون فيه اذا قصدت قضاء حاجة الانسان. ومنه قوله لا يخرج الرجل ان يضربان الحائط. فتبينوا من التبين وهو التأمل وهي قراءة الجماعة الا حمزة. فانه قرأ فتثبتوا من التثبت. واختار القراءة الاولى ابو عبيدة وابو حاتم. قال لان من لان من امر - 00:01:20ضَ
فقد امر بالتثبت وانما خص السفر بالامر بالتبين مع ان التبين والتثبت في امر القتل واجبان حضرا وسفرا بلا خلاف ان الحادثة التي هي سبب نزول الاية كانت في السفر. ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام واختار ابو عبيد قراءة السلام وخالفه اهل النظر فقالوا - 00:01:40ضَ
ها هنا اشبه بانه بمعنى الانقياد والتسليم. والمراد هنا لا تقول لمن القى بيده اليكم واستسلم. السلم والسلام كلاهما بمعنى الاستسلام. وكلاهما بمعنى الاسلام اي لا تقولوا لمن القى اليكم الاسلام اي كلمته وهي الشهادة لست مؤمنا وقيل هما بمعنى التسليم الذي هو تحية اهل الاسلام والمراد نهي - 00:02:00ضَ
عن ان يؤمنوا ما جاء به الكافر مما يستدل به على اسلامه. ويقول انه انما جاء بذلك تعمدا. ابو جعفر لست مؤمنا وقد استدل بهذه الاية على ان من قتل كافرا بعد ان قال لا اله الا الله قتل به فانه قد عصم بهذه - 00:02:20ضَ
كما هو ماله واهله وانما سقط القتل عمن وقع منه ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لانهم تأولوا وظنوا ان من قالها خوفا من السلاح لا يكون مسلما - 00:02:40ضَ
ولا يصير دمه بها معصوما وانه لابد من ان يقول هذه الكلمة وهو مطمئن غير خائف. والحكمة بالتكلم بكلمة الاسلام اظهار الانقياد بان يقول انا وانا على دينكم بما عرفت من ان معنى الاية الاستسلام والانقياد. وهو يحصل بكل ما يشعر بالاسلام من قول او فعل. ومن جملة ذلك - 00:02:50ضَ
الشهادة وكلمة التين في القرآن القولان الاخران في معنى الاية يا اخي لا تحت القول الاول. تبتغون عرض الحياة الدنيا الجملة في محل نصب اين تقول تلك المقالة طالبين الغنيمة على ان يكون النهي راجعا الى القيد والمقيد لا الى القيد فقط. وسمى متاع الحياة عرضا لانه عرض - 00:03:10ضَ
لانه عارض زائل غير ثابت. قال ابو عبيدة يقال جميع متاع الحياة الدنيا عرض بفتح الراء. واما العرض بسكون الراء فهو مسيء الدنانير والدراهم وكل عرب يمسكون عرظ بفتح وليس كل عرض بفتح عرض بالسكون. وفي كتاب العين العرض العرض ماليا من الدنيا ومنه قوله تعالى تريدون - 00:03:30ضَ
الدنيا وجمعه عروض. وفي المجمل لابن فارس والعرض ما يعترض للانسان من مرض ونحوه وعرض الدنيا ما كان فيها من ماء قل او كثر من الاثاث ما كان غير نقد عند الله هو تعديل للنهي اي عند الله ما هو حلال لكم من دون ارتكاب مغانم كثيرة تغنمونها وتستغنون - 00:03:50ضَ
عن قذف من قد استسلم وانقاد واغتنام ماله كذلك كنتم من قبل اي كنتم كفارا فحقنت دماؤكم مما تكلمتم بكلمة الشهادة او كنتم من قبل تخفون ايمانكم عن قومكم خوفا على انفسكم حتى من الله عليكم باحساس دينه الايمان واعلنتم. طيب بارك الله فيك. هذه الاية - 00:04:10ضَ
مثل ما ذكر المؤلف لها ارتباط وثيق جدا بما قبلها متصلة بايات الجهاد اولا والقتال والقتل ايضا لماذا القتل لان الله لما ذكر قتل الخطأ وذكر قتل العمد ومن يقتل مؤمن متعمدا ذكر هذه الاية التي لو ان رجلا - 00:04:30ضَ
قتل اخر في صفوف الكفار او في جيش ثم ادعى هذا الشخص انه مؤمن قبل ان يقتله؟ هل يحكم عليه بانه قتل خطأ وتلزمه الدية والكفارة او لا؟ هذه النقطة وهذا الذي وقع لبعض الصحابة - 00:04:50ضَ
قيل ان هذه الاية نزلت في اسامة وقيل في غيره انهم جاؤوا وهم في جهاد ورأوا رجلا عند غنيمة كان مع مع في الجهاد فلما لحقوه ورأى انهم قد احاطوا به قال لا اله الا الله او قال اسلمت - 00:05:10ضَ
فقتله. فظن انه قالها خوفا من السيف. او انه قال حقيقة الله اعلم. لكنه استعجل وقتله. ولذلك نزلت هذه الاية اذا ضربتم في سبيل الله اي في الجهاد والسفر فتبينوا لا تتعجلوا وتثبتوا كما في - 00:05:30ضَ
حمزة ولا تقولوا لمن القى عليكم السلام يقول اي نعم السلام يعني استسلم لكم او السلم او استن السلام على قراءتين وذكر السلم والسلام. السلام الاستسلام الانقياد والسلام التحية او كلاهما بمعنى واحد لست مؤمنا او او التسليم لاستسلام للتسليم ان يسلم نفسه - 00:05:50ضَ
قال لست مؤمنا ولا تقول لست مؤمنا يعني يعني لا تحكم عليه بانه غير مؤمن يتعجل تبتغون عرض الحياة الدنيا تريدون الغنيمة ونحوه فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل كنتم كفارا فاسلمتم فمن الله - 00:06:20ضَ
فتبينوا لا تتعجلوا. وهذا فيه وجوب الاحتراز والتثبت في كل شيء. الجهاد وغيره والاخبار التي تأتيك ونحو ذلك ينبغي للانسان ان لا يتعجل دائما يكون استعمل التثبت والتأني ان جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا فتبينوا - 00:06:40ضَ
طيب. طيب شوفوا الاية اللي بعدها تفضل يا شيخ. احسن الله اليكم الاية الخامسة قوله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرب والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة - 00:07:00ضَ
وكل وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما. قوله لا يستوي قاعدون من المؤمنين التفاوت بين درجات من قعد عن الجهاد من بعذر ودرجات من جاهد في سبيل الله بماله ونفسه. وان كان معلوما ضرورة لكن اراد الله سبحانه بهذا الاخبار تنشيط المجاهدين ليرغبوا وتبكيت - 00:07:20ضَ
يألف غير قرأ اهل الكوفة وابو عمرو وابن كثير بالرب على انه وصف للقاعدين كما قال الاخفشي. لانهم لا يقصد بهم قوم باعيانهم فجهز وصفهم بغيب وقرأ ابو حيمة بكسر الراء على انه وصف للمؤمنين. وقرأ اهل الحرمين بفتح الراء على الاستثناء من القاعدين او من - 00:07:40ضَ
المؤمنين اي الا من الضرر فانهم يستوون مع المجاهدين ويجوز ان يكون منتصبا على الحال من القاعدين اي لا يستوي القاعدون الاصحاء في حال صحتهم وجازت الحال منهم بان لفظهم لفظ المعرفة. قال العلماء اهل الضرر هم اهل الاعذار. لانها اضرت بهم حتى منعتهم عن الجهاد. وظاهر النظم - 00:08:00ضَ
اخواني ان صاحب العود يعطى مثل اجري مجاهد وكذا يعطى اجره من غير تطعيم. فيدخله المجاهد بالتضعيف لاجل مباشرة. قال القرطبي الاول ان شاء الله تعالى للحديث الصحيح في ذلك ان ببدية رجال ما قطعتم واديا ولا سرتم مسيرا الا كانوا معكم اولئك قوم حبسهم العذر. قال وفي هذا المعنى ما ورد في الخبر - 00:08:20ضَ
اذا مرض العبد قال الله تعالى اكتبوا لعبدي ما كان يعمله في الصحة الى ان يبرأ او اقبضه اليه. والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة. هذا بيان لما بين الفريقين من التفاضل والمفهوم من ذكر عدم استواء اثبات. والمراد هنا غير - 00:08:40ضَ
اولي الدرج حملا للمطلق على المقيد. وقال هنا درجة وقالت ما بعد درجات. فقال قوم التفضيل بالدرجة ثم الدرجات انما هو مبالغة وبيان وتأكيد وقال اخرون فضل الله المجاهدين على القائلين من بدرجة واحدة. وفضل الله المجاهدين على القاعدين من غير اولي القرب بدرجات. قال ابن - 00:09:00ضَ
قاله ابن سريج والسدي وغيرهما وقيل ان معنى درجة علو اي اعلى ذكرهم ورفعهم بالثناء والمدح. ودرى رجاه متصلة على التمييز لوقوعها موقع المرة من التفضيل. اي فضل الله تفضيلا. او على نزع الخف او على الحالين تميم المنديل اي ذي درجة. وكلا مفعول - 00:09:20ضَ
مفعول اول بقوله وعد قدم عليه لافادة القصد اي كل واحد من المجاهدين والقاعدين وعد الله الحسنى اي المثوبة وهي الجنة قاله قسادا هذه الاية في التفاضل بين المجاهدين والقاعدين اصلا ما في تفاضل اصلا يعني اذا نظرت حققنا - 00:09:40ضَ
ما في تقارب حتى يكون في تفاضل. يعني هؤلاء قاعدون عن الجهاد وهؤلاء خرجوا للجهاد. لكن الله سبحانه وتعالى مثل ما ذكر هنا قال للمجاهدين يعني حتى يأنف هؤلاء القاعدون يعني يعني يجاهدون - 00:10:00ضَ
يكون مع المجاهدين مثل قوله صلى الله عليه وسلم صلاة صلاة الجماعة تفضل عن صلاة الفرد بسبعة وعشرين درجة ليس معناه عن صلاة الجماعة ان صلاة الفرض تصح بدون جماعة او انها يعني انه ان شاء صلى وان شاء ما صلى. لا - 00:10:20ضَ
صلاة الجماعة لابد من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له الا من عذر. لا صلاة لرجال المسجد الا في المسجد. والادلة كثيرة تدل على صلاة الجماعة فهنا قال لا يستوي القاعدون اي لا يمكن ان يستووا عند الله بالدرجات والاجور - 00:10:40ضَ
غير اولي الضام اي اصحاب الاعذار وهذه الاية هذه جملة غير اولي الضرر هذه نزلت وحدها لان هاي اول ما نزلت لا يستلم القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله. فكان عبد الله اه الرجل - 00:11:00ضَ
الاعمى ابن ام مكتوم كان جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني رجل ظريف. فاذا هو يوحى الى النبي في نفس الوقت قال حتى قال زيد بن ثابت قال فكانت فخذ النبي صلى الله عليه وسلم على فخذي فكانت ترضه من شدة الوحي - 00:11:20ضَ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا زيد اكتب غير اولي الظلام. يقول فكتبتها كان يكتبها على كتفي. كتف بعير قال فكتبتها في صدع الكتف يعني في شقه يعني اظافها طيب غير اولي الظرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فظل الله المجاهدين - 00:11:40ضَ
باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة. يعني درجة درجة التفظيل التي لا تتقارب هذا وهذا. يعني هذا درجة المجاهد غير درجة القاعد. درجة المجاهد له درجة والقاعد ليس له درجة. وكلا وعد الله - 00:12:00ضَ
الله الحسنى يعني لا يظن ان القاعد انه لا يدخل الجنة. يعني قد يفوته اجر المجاهد لكن اذا كان يصلي كما طاعا لربه موعود بالحسنى. شف قال وكلا وعد الله الحسنى. يعني لا نخرج القاعد عن - 00:12:20ضَ
الاسلام يقول ليست لك الجنة. نعم. هل هم غير اولي الضرر او كل لا لا لا غير اولي الظلام. هو اللي داخلين مع المجاهدين هذا هو كما سيأتيك الان قال غير اولو الضرر والمجاهدين طيب مثل ما ذكرنا قال - 00:12:40ضَ
اه ان لهم اجر كامل. اصحاب الاعذار انهم مع ان عبد الله بن ام مكتوم جاهد وقتل في سبيل الله في معركة القدس خرج وقاتل مع ان الله قد عذره. فحديث النبي صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا ولا - 00:13:00ضَ
مسيرا الا كانوا معكم. اولئك قوم حبسهم العذر. في كتب لهم الاجر. يكتب لهم الاجر. ومثل ما قال هنا قال اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان يعمله صحيحا مقيما. طيب. طيب قال هنا نعم - 00:13:20ضَ
والمجاهد بفضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة. وكل وعد الله الحسنى. وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما. يعني درجات درجات فوق درجات. ولا شك ان ان المجاهدين افضل - 00:13:40ضَ
بكثير والمراد بالدرجات من درجات الجنة. وبعضهم قال درجات الثناء ولكن الذي يظهر انها درجات الجنة. ما بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والارض. طيب نعم. كيف؟ على طيب طيب - 00:14:00ضَ
طيب نقف عند هذا القدر نكتفي به والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:14:30ضَ