العقيدة - الدورة (2) المستوى (2)

شروط صحة العبادة وقبولها - المحاضرة 6 - العقيدة - المستوى الثاني (2) - أ.د.عبدالله الدميجي

عبدالله بن عمر الدميجي

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد عقيدتنا الصحيحة فطرة تنفي الشكوك بواضح البرهان بالعلم كالازهار في البستان - 00:00:00ضَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه ومن اكتفى اثره الى يوم الدين ثم اما بعد - 00:00:48ضَ

ارحب بالاخوة والاخوات مشاهدين ومشاهدات في اكاديمية زاد العلمية زادهم الله من فضله ووفقهم لما يحبه ويرضاه اه حديثنا اه هذا اليوم في هذه المحاضرة هو استكمال لما تقدم الكلام فيه - 00:01:05ضَ

في الحديث عن مفهوم العبادة ومن خلال ما تقدم من تعريف للعبادة في معناها اللغوي ومعناها الاصطلاحي يتبين ان العبادة تتكون من ركنين اساسين اما الركن الاول فهو كمال الخضوع والذل لله عز وجل - 00:01:25ضَ

والمراد به المراد بذلك ان يستكين العبد لله عز وجل ان يتذلل وان يخضع وان يسلم امره وقياده لله سبحانه وتعالى ويخضع لامره ونهيه عز وجل هذا هو الركن الاول. الركن الثاني - 00:01:52ضَ

وهو كمال المحبة لله سبحانه وتعالى ولا تتم العبادة لله عز وجل الا اذا اجتمع فيها هذان الركنان كمال الذل والخضوع مع كمال المحبة والتعظيم فالذل المجرد والخضوع من غير محبة وتعظيم فلا يعد عبادة - 00:02:11ضَ

والتعظيم والمحبة من غير ذل وخضوع فلا يعد عبادة ولا تكن العبادة الا اذا اجتمع فيها هذان الركنان الاساسان كمال الذل والخضوع مع كمال الحب والتعظيم لله سبحانه وتعالى اما كمال الذل والخضوع لله عز وجل فالذل له اربع مراتب - 00:02:37ضَ

حقيقة الذل له اربعة مراتب ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى وغيره من العلماء اول هذه المراتب هو وهي مرتبة مشتركة بين جميع الخلق الا وهي ذل الحاجة والافتقار الى الله سبحانه - 00:03:02ضَ

وتعالى فاهل السماوات واهل الارض جميعا محتاجون الى الله عز وجل فقراء اليه سبحانه وتعالى وهو وحده الغني عنه وكل ما في السماوات والارض يسألونه ولا وهو لا يسأل احدا سبحانه وتعالى. يقول الله عز وجل يا ايها الناس - 00:03:22ضَ

انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد اي شيء يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله يا عزيز فجميع الخلق كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم كلهم فقراء الى الله سبحانه وتعالى - 00:03:46ضَ

والله وحده هو الغني ذو الرحمة سبحانه وتعالى المرتبة الاولى من مراتب الذل والخضوع لله عز وجل هذا مشترك بين جميع الخلائق وهي ذل الحاجة والفقر الى الله سبحانه وتعالى - 00:04:07ضَ

اما المرتبة الثانية فهي ذل الطاعة والعبودية لله عز وجل وهي ذل اختيار وارادة وهذا خاص باهل طاعته وهو سر العبودية وسبق ان ذكرنا ان لان قسمي العبادة عبادة اختيارية وهي العبادة الدينية الشرعية - 00:04:23ضَ

وهي التي عليها مدار المدح والذم والجزاء والعقاب وآآ هذه العبادة هي ذل الطاعة انقياد واختيار لله سبحانه وتعالى بفعله وامره واجتنابه منهيته وهذه خاصة عباد الله عز وجل اهل الاختيار واهل الطاعة - 00:04:47ضَ

المنقادون لامره سبحانه وتعالى الثالثة هي ذل المحبة وعلى قدر محبته يكون له تلك الذل الحب من اثاره يؤدي الى نوع من الخضوع المحبة بقدر هذه المحبة يكون هذا الذل - 00:05:11ضَ

المحب دائما ذليل لمن يحب خاضع له وهي احدى مراتب الذل الاساسية وهناك ذل المعصية والجناية وهذه اه يحس بها من وقع في جنب الله عز وجل وقصر في حق الله عز وجل - 00:05:35ضَ

حصل منه مخالفة لامر الله سبحانه وتعالى وامر رسوله صلى الله عليه وسلم فانه يجد من وخز الضمير ومن التأنيب ومن الاحساس بانه قد فرط في جنب الله عز وجل - 00:06:03ضَ

يؤدوا يؤدي ذلك الى انكسار وذل وخضوع لله سبحانه وتعالى وهذه عبودية من عبودية القلب لا تكونوا الا لمن كان في قلبه حياة هذه تقريبا اهم مراتب الذل والخضوع اولها - 00:06:19ضَ

ذل الفقر والاحتياج الذي يشترك فيها جميع الخلائق والثانية ذل الطاعة والعبودية وهذه خاصة باوليائه المتقين والثالثة ذل المحبة وعلى قدر حبه يكون ذلك الذل والرابعة يدل المعصية والجناية فاذا اجتمعت - 00:06:39ضَ

هذه المراتب الاربع كان الذل لله تعالى والخضوع له سبحانه وتعالى اكمل واتم وبقدر نقص واحدة من هذه المراتب الاربع يكون نقص ذلك الذل وبناء عليه يكون ذلك نقص نقص تلك - 00:07:04ضَ

العبادة آآ ادى يعني بعض الناس قد يدل لله عز وجل خوفا استكانة فقط وبعض الناس يذل لله عز وجل فقرا واحتياجا وبعض الناس يذل لله حياء آآ يعني وجلا وتعظيما لله عز وجل - 00:07:27ضَ

وبعض الناس يدل لله عز وجل لانه يحس بانه قد قصر في حقه سبحانه وتعالى وبقدر هذا الذل المنضبط بالضوابط الشرعية فان هذه من مراتب العبادة ومن اركانها المهمة اما الركن الاخر والاساس في هذا الجانب فهو ذل فهو كمال المحبة - 00:07:50ضَ

قلنا ان العبادة لها ركنان اساسان شمال الدنيا والخضوع وكمال المحبة والتعظيم وقلنا ان الذل وحده بمراتبه الاربع لا يكون عبادة كما ان الحب والتعظيم بما سيأتي من تفصيله لا يكون عبادة ولا تكون العبادة كاملة - 00:08:17ضَ

الا اذا اجتمع ذلك الذل والخضوع مع تلك المحبة والتعظيم ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله تعالى يقول التعبد اخر مراتب الحب. يقال عبده الحب وتيمه اذا ملكه. ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول والعبادة - 00:08:40ضَ

تجمع كمال المحبة وكمال الذل فالعابد محب خاضع العابد يجمع بين الخضوع والذل مع الحب والتعظيم. ولا تجتمع هذه الا في الله سبحانه وتعالى كمال الذل مع كمال تعظيم لا يستحق ذلك على وجهه الاكمل الا الله - 00:08:59ضَ

سبحانه وتعالى فهو المستحق للعبادة الجامعة لطرفي الذل والخضوع مع الحب والتعظيم كما سنزيد الكلام عليه في التوضيح في بعد الفاصل اذا ذلك الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:20ضَ

هل كرم المرأة احد مثلما كرمها الاسلام؟ فالنساء شقائق الرجال وانما خصت المرأة ببعض الاحكام كاعفاءها من الجمع والجماعات مراعاة لانوثتها. لا تحقيرا لها فللمرأة حقها في التعليم وقد خصص النبي صلى الله عليه وسلم درسا لتعليم النساء - 00:09:41ضَ

ولا يمنعها الحياء من طلب العلم قالت عائشة رضي الله عنها نعم النساء نساء الانصار لم يكن يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين والتعليم حق للمرأة على ابيها وزوجها عن علي ابن ابي طالب في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا - 00:10:20ضَ

نارا وقودها الناس والحجارة قال علموهم وادبوهم. وتعلم المرأة زوجها ان كانت اعلم منه قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي رافع حين علمته زوجته بعض الاحكام. يا ابا رافع - 00:10:48ضَ

انها لم تأمرك الا بخير. والتاريخ الاسلامي زاخر بالنساء العالمات المعلمات يا عائشة ام المؤمنين قال عطاء بن ابي رباح كانت عائشة افقه الناس واعلم الناس واحسن الناس رأيا في العامة - 00:11:15ضَ

ومنهن عمرة بنت عبدالرحمن الانصارية. وحفصة بنت سيرين البصرية وفاطمة بنت عباس البغدادية. فتعلمي واعملي وابشري. قال تعالى ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدعون - 00:11:34ضَ

يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اجدد الترحيب بالاخوة المشاهدين والمشاهدات وذكرنا فيما تقدم اه ركني العبادة الاساسين اولهما كمال الذل والخضوع بمراتبه الاربع والثاني كمال المحبة - 00:12:01ضَ

والتعظيم وهذه جاءت النصوص فيها في بيانها والدلالة عليها ومن ذلك في قول الله عز وجل قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل الله عز وجل اتباعهم لرسوله صلى الله عليه وسلم - 00:12:38ضَ

علامة على صدق محبتهم لله عز وجل وهذا يدل على ان المحبة مستلزمة للمتابعة جمال المحبة والتعظيم يستلزم الطاعة والامتثال اما دعوة المحبة من غير امتثال للامر واجتناب للنهي الطاعة - 00:13:00ضَ

فان هذه المحبة محبة مدخولة ومحبة غير حقيقية. ان المحب لمن يحب مطيع تعصي الاله وتزعم انك وتزعم حبه ان المحب لمن يحب مطيع. فالله عز وجل كما يقال ان هذه الاية اية الامتحان او اية المحنة ان الله اختبر - 00:13:25ضَ

هذه المحبة كل يدعي انه محب لله عز وجل. اليهود والنصارى يقولون نحن ابناء الله واحباؤه قال الله عز وجل قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل انتم بل انتم خلق بل انتم قل قل ان كنتم يقولون - 00:13:49ضَ

نحن اه ابناء الله واحباؤه قل فلما يعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق الله عز وجل في هذه الاية يرد عليهم دعوة هذه المحبة وكم من اناس من العصاة او غيرهم يزعمون محبة الله عز وجل - 00:14:09ضَ

فاراد الله عز وجل ان يكون هناك برهان على صدق هذه الدعوة دعوة المحبة وهي امتثال الامر والنهي ومن ذلك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لان آآ طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله عز وجل. وقد امر الله بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:14:33ضَ

اتباع النبي صلى الله عليه وسلم دليل على محبة الله عز وجل. قل ان كنتم تحبون الله اتبعني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم واي فضل وجزاء وتعظيم في ان الله عز وجل - 00:14:52ضَ

في عليائه يحب هذا العبد الفقير الحقير المخلوق ولا شك ان هذه من اعظم المنازل ان الله عز وجل يحب عبده اذا امتثل العبد طاعة ربه اتبع نبيه صلى الله عليه - 00:15:12ضَ

وسلم فسوف يأتي الله لقوم يحبهم ويحبونه ادلة على المؤمنين اعزة على الكافرين فهذه هي اعظم الدرجات والمنازل العظيمة التي شمر ويشمر من اجلها المشمرون باغون هذه المنزلة العظيمة عند الله عز وجل - 00:15:33ضَ

ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع يد به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني - 00:15:53ضَ

لاعيذنه يعني ان الله يوفقه لمحابه فلا يرى ولا يسمع ولا يبطش ولا يمشي الا في فيما يرضي الله سبحانه وتعالى وهذا كمال العبودية لله عز وجل. فهذه منزلة عظيمة - 00:16:10ضَ

جدا لمن وفقه الله سبحانه وتعالى. ولذلك قال بعض العلماء الحكماء قال ليس الشأن ان تحب انما الشأن ان تحب يعني طبيعي لا غرابة في ان انسان يحب الله لان النفس مجبولة على محبة من احسن اليها - 00:16:25ضَ

انما الشأن ان الله الغني الحميد في عليائه سبحانه وتعالى يحب هذا العبد الحقير الفقير المسكين ليس الشأن ان تحب انما الشأن ان تحب ان يحبك الله. نسأل الله ان يرزقنا - 00:16:49ضَ

حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا الى حبه الشاهد من ذلك كله ان من حقق ان من تمام العبودية هي محبة الله عز وجل وتعظيمه ولا يكون العبد - 00:17:07ضَ

عابدا لله عز وجل عبودية الاختيار الا اذا كان جمع بين الذل والخضوع مع الحب والتعظيم لله عز وجل. فان لم تتحقق المتابعة والطاعة التي هي علامات وبرهان صدق المحبة - 00:17:26ضَ

تكون تلك الدعوة كاذبة ودعوى ناقصة ومحبة ناقصة واذا فيتبين هذا ان مدار العبودية الله عز وجل قائم على هذين الركنين كمال الذل والخضوع لله عز وجل مع كمال الحب والتعظيم له - 00:17:43ضَ

وجل ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته المشهورة يقول وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر وعليهما على اي هذين القطبين وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القضبان - 00:18:08ضَ

وهنا كمال الذل والخضوع مع كمال الحب التعظيم. اما منشأهما راجع ذلك الى امرين اثنين ايضا وهما مشاهدة المنة لله سبحانه وتعالى يمنون عليك ان اسلموا. قل لا تمنوا علي اسلامكم. بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم - 00:18:34ضَ

صادقين. مشاهدة المنة اه بفضل الله سبحانه وتعالى على العبد وهذه تورث كما قلنا المحبة والتعظيم لله عز وجل والنفس مجبولة على محبة من احسن اليها والانسان لا يمكن ان يستغني طرفة عين عن - 00:19:02ضَ

عن فضل الله عز وجل ومنه وكرمه سبحانه وتعالى. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم والامر الثاني مطالعة عيب نفسه هو العبد مطالبة مطالعة عيب نفسه وكثرة الذنوب والتقصير في حق الله عز وجل. وهذا يورث الذل التام لله - 00:19:24ضَ

الله عز وجل مشاهدة منا يورث المحبة والتعظيم لله عز وجل كون الانسان يشعر انه لا يمكن ان يستغني عن الله عز وجل طرفة عين وانه يعيش ويرفل في نعم الله عز وجل - 00:19:50ضَ

في كل لحظة وفي كل حين لا شك ان هذا يورث المحبة والتعظيم لله عز وجل. في المقابل حينما يشعر الانسان المسلم المؤمن يشعر بانه قصر في حق الله عز وجل - 00:20:07ضَ

في جنب الله سبحانه وتعالى فان هذا يورث الذل والخضوع لله عز وجل والحياء من الله سبحانه وتعالى حق آآ الحياء ولهذا يقول الله عز وجل ويمتدح العبادة الصالحين قال قال عنهم - 00:20:19ضَ

انهم كانوا يسارعون في الخيرات يسارعون بالخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا رغبا مشاهدة المنة من الله عز وجل ورهبا مشاهدة التقصير في حق الله عز وجل يرغبون بفضل الله عز وجل لكثرة منه وانعامه وغفرانه سبحانه وتعالى - 00:20:37ضَ

ويخافون ذنوبهم وتقصيرهم في حق الله عز وجل وكانوا لنا خاشعين وكانوا لنا خاشعين. فهذه تعطي نوع من الكمال تحقيق التعظيم والمحبة لله عز وجل بمشاهدة بمشاهدة مننه عز وجل والخضوع والذل لله عز وجل بمشاهدة ومطالبة - 00:21:04ضَ

عيب النفس وهما كما قلنا هما ركنا العبادة اذا بنى العبد سلوكه الى الله تعالى على هذين الاصلين لم يظفر عدوه به الا على غرة حينما يجد منه غفلة يعني يوسوس له ويدخل اليه على غرة وما اسرع ما يجبره الله عز وجل - 00:21:30ضَ

برحمته ويعود الى كان في الله عز وجل ورحمته ومنه. آآ فاصل ثم نعود لاستكمال هذه النقطة الى ذلك الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن اي شيء تبحث - 00:21:57ضَ

وفي اي شيء ترغب؟ وماذا تطلب وما هي همتك في هذه الحياة؟ فالمسلم يحب المعالي ويسعى اليها. قال صلى الله عليه وسلم ان الله يحب معالي الاخلاق ويكره سفسافها واعلم - 00:22:26ضَ

ان طلب العلم لا ينتهي بل هو مستمر الى اخر العمر قيل للامام احمد وهو يحمل محبرا الى متى فقال مع المحبرة الى المقبرة. ولا يعوق كبر السن عن طلب العلم. اذا توافرت الهمة - 00:22:46ضَ

ان تموت طالبا للعلم. خير من ان تموت قانعا بالجهل وذو الهمة في الطلب يهتم بجمع الفوائد وقراءة المطولات. قال ابو عبيد ربما كنت استفيد الفائدة من افواه الرجال ساضعها في الكتاب - 00:23:06ضَ

ساهرا فرحا بتلك الفائدة وقال الخطيب البغدادي قرأت على اسماعيل بن احمد صحيح البخاري جميعه في ثلاثة مجالس ومن المهم المداومة على طالب العلم فالقليل مع المداومة خير من الكثير مع الانقطاع - 00:23:25ضَ

قال عكرمة طلبت العلم اربعين سنة. وقال ابو العباس النحوي ما فقدت ابراهيم الحربي من مجلس لغة من خمسين سنة واطرح عنك الكسل واحرص على دراسة العلم واحسان العمل قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان - 00:23:46ضَ

ان الله لمع المحسنين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتجدد واكرر الترحيب بالاخوة المشاهدين والمشاهدات ذكرنا فيما تقدم الاشارة الى ان العبد اذا بنى سلوكه ومسيره الى الله سبحانه وتعالى - 00:24:15ضَ

على مشاهدة المنة لله عز وجل ومطالعة عيب النفس فانه باذن الله يحميه الله عز وجل من عدوه ولم يظفر به الا على غرة يقتنصها هذا العدو المتربص ولكن سرعان ما يحميه الله سبحانه وتعالى من هذا - 00:24:54ضَ

العدو ولهذا يقول الله عز وجل كما في الاية التي اشرنا اليها قبل قليل انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهب ويقول الله عز وجل ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان - 00:25:17ضَ

تذكروا فاذا هم فالشيطان له لمة الذين اتقوا يحاول الشيطان اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاستيقظوا من هذه الغفلة فاذا هم مبصرون فحماهم الله سبحانه وتعالى من هذا المس من - 00:25:38ضَ

الشيطان فعلى كل بالمحبة تكون الرغبة وبالتعظيم يكون الخضوع والذل والخوف والعبد في مسيره الى الله سبحانه وتعالى كما قلنا وهي من اكبر العوامل التي تعين العبد استقامته ومسيره الى الله عز وجل - 00:26:04ضَ

ان يجعل نصب عينيه دائما تذكر الاء الله عز وجل ونعم الله سبحانه وتعالى عليه ويستشعر نعم الله عليه دون غيره يكثر من ذكر الله عز وجل وهما محركان للقلوب - 00:26:25ضَ

لابد من وجودهما في مسيرة العبد الى الله عز وجل. اولهما مطالعة من منة الله سبحانه وتعالى عليه ومشاهدتها واستحضارها وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. والامر الثاني كثرة ذكر الله عز وجل - 00:26:46ضَ

وقد جمع الله سبحانه وتعالى بينهما في قوله عز وجل فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون فذكر الله وحياة القلب وهو مادة مادته التي بها يستقيم وكذلك تذكروا نعم الله - 00:27:02ضَ

ومشاهدة مننه سبحانه وتعالى على العبد فهي التي تعينه في مسيره الى الله عز وجل كذلك حقيقة العبادة تتمثل في امرين رئيسين ومهمين اولهما استقرار معنى العبودية في قلب العبد المؤمن - 00:27:25ضَ

فما ثم الا عبد ورب سبحانه وتعالى عابد ومعبود عبد يعبد ورب يعبد سبحانه وتعالى فهذه القضية اذا استشعر الانسان واستقر في نفسه انه عبد مربوب مملوك مقهور لرب خالق متصرف معبود سبحانه وتعالى - 00:27:51ضَ

يترتب على ذلك وينبني على ذلك الجانب الثاني وهو التوجه الى الله بكل حركة في الضمير والجوارح اذا استشعر العبودية لله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى هو المعبود هذا التوجه الى الله سبحانه وتعالى بكل حركة - 00:28:24ضَ

للضمير والقلب وفي الجوارح وكل حركة في الحياة التوجه بها الى الله سبحانه وتعالى خالصة تحقيقا لقوله سبحانه وتعالى قل لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله - 00:28:45ضَ

رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين وبهذا الاخلاص النية والعمل تتحول حتى الاعمال العادية التي يشترك فيها الناس تتحول من عادة يعملها الناس جميعا الى عبادة يتقرب - 00:29:05ضَ

الى الله سبحانه وتعالى بها وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم اهله صدقة قالوا يا رسول الله اياتي احدنا شهوته ويكون له بذلك اجر هذه - 00:29:28ضَ

كل الناس يعني يحتاجون اليها ويقعون فيها. ويكون له بذلك اجر فبين النبي صلى الله عليه وسلم قال ارأيت ان وضعها في حرام كان عليه وزر فكذلك اذا وضعها في حلال كان له - 00:29:41ضَ

ولهذا جاء عن معاذ رضي الله تعالى عنه انه قال اني لاحتسب في نومة ما احتسب في قومتي يعني حينما ينام وكل الخلائق تنام لكنه يحتسب نومه هذا ليتقوى على طاعة الله عز وجل - 00:29:55ضَ

فانه يؤجر على نومه كما يؤجر على قيامه وانتصابه عابدا لله سبحانه وتعالى وهذا المفهوم الشامل لمعنى العبادة لله سبحانه وتعالى بقي ان نشير فيما بقي الى شرطي العبادة فهناك شرطان للعبادة - 00:30:13ضَ

لا تصح العبادة الا الا بهما والشرط الاول هو معرفة المعبود سبحانه وتعالى وهو الله عز وجل فلا يتحقق الذل والخضوع للمعبود سبحانه وتعالى الا بمعرفته وكلما ازداد الانسان معرفة بخالقه - 00:30:36ضَ

ومعبوده سبحانه وتعالى ازداد عبودية وذلا وخضوعا ومحبة وتعظيما وهذا شرط اساس في تحقيق العبودية وفي صحة العبودية لله عز وجل ان يعرف ربه وكلما ازداد الانسان معرفة بربه ازداد عبودية له سبحانه وتعالى - 00:30:59ضَ

والشرط الثاني هو معرفة دينه حتى يعبدوا الله على بصيرة لانه لا يمكن ان تتحقق العبادة الا بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم بمتابعة اوامر المعبود واجتناب نواهيه واوامره ونواهيه - 00:31:21ضَ

هي دينه وهي التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم وبينها فاذا بنى الانسان عرف الانسان ربه اخلص له واذا عرف الانسان دينه كانت عبادته وطاعته على سنة واتباع - 00:31:38ضَ

لا على ابتداع وتخرص وتخمين وهذا هو الذي يجرنا الى الاشارة الى ركني او شرطي قبول العبد قبول العبادة وهما الاخلاص لله عز وجل واتباع النبي صلى الله عليه وسلم - 00:31:58ضَ

وهذه جاءت النصوص الكثيرة في بيانها والدلالة عليها ومن ذلك قول الله عز وجل من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا لا يكفي العمل الصالح ولا يشرك بعبادة ربه - 00:32:19ضَ

احدا ولا يشرك بعبادة ربه احد فالاخلاص ان يكون العمل لوجه الله سبحانه وتعالى لا لاحد غيره والعمل الصالح ما كان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته عليه الصلاة والسلام. يقول الله عز وجل ومن احسن دينا - 00:32:36ضَ

ممن اسلم وجهه لله وهو محسن اسلم وجهه لله تعالى وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم قليلا اسلم وجهه الاخلاص لله عز وجل وهو محسن العبادة وكذلك في قوله تعالى بلى من اسلم وجهه لله - 00:32:55ضَ

وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى والى الله عاقبة الامور ولهذا جاء عن الفضيل - 00:33:19ضَ

اسلم وجهه في هذه الايات كلها تدل على الاخلاص لله عز وجل. وهو محسن اي متبع للنبي صلى الله عليه وسلم احسن عملا اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبتدع في ذلك شيئا - 00:33:39ضَ

جاء عن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى في قوله تعالى اه هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عمل فقال احسن عملا اخلصه واصوبه اخلصه واصوب وهذه العبارات تجمع شرطي - 00:33:51ضَ

قبول العبادة ان يكون خالصا لله عز وجل وان يكون صوابا اي على السنة قالوا يا ابا علي يسألونه ليفسر لهم هذا المعنى. اذا كان العمل خالصا ولم يكن صوابا - 00:34:15ضَ

كيف يكون ذلك قال ما اخلصه واصوبه؟ قال اذا كان العمل خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان خالصا واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا - 00:34:30ضَ

صواب والخالص ان يكون لله والصواب ان يكون على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا نختم هذا الحديث الى ان نلتقي استودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:34:44ضَ

تلك العلوم دروسها ميسورة في صرح علم الراسخ الاركاني بشرى لنا للعلم كالازهر في البستان - 00:34:58ضَ