قلوب بين اضلاع البرايا وتكمن خلفها فمن قلب كمثل الصخر قاسي وقلب بوسعه الا الشكايا وقلب اجره السراج هو المشكاة ما بين الحنان يا هو المشكات ما بين الحنان الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين وصل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد وحياكم الله جميعا اخواني واخواتي - 00:01:00ضَ

ولا زلنا مع القلوب وتعالوا بنا من الليلة لنعيش مع كلمات في غاية العزوبة والرقة لنعيش مع صفات انا اعلم يقينا ان قل من تدبرها فضلا عن ان يتذوق طعمها وحلاوتها - 00:01:25ضَ

اسأل الله الا يقطع عني ولا عنكم فضله وستره تعالوا لنتعرف على صفات القلب السليم كما جاءت في كتاب رب العالمين وكلام سيد النبيين صلى الله عليه وسلم ثم لنتعرف بعد ذلك على القلب الميت - 00:01:56ضَ

وصفات القلب الميت والقلب المريض وصفات القلب المريض والقلب المصفح تعالوا بنا الليلة لنستهل الحديث عن صفات القلب السليم بهذه الصفة الجميلة بهذه الصفة الرقراقة الرقيقة التي اسأل الله الا يحرمني واياكم منها ابدا ما حيينا - 00:02:22ضَ

انها صفة الطمأنينة الله حتى الكلمة يا اخي فيها اطمئنان الطمأنينة سكون امن في استراحة انس الله الله الله الله تاني تاني بتقول ايه الطمأنينة سكون امن في استراحة انس - 00:02:55ضَ

الطمأنينة نور وثقة وسكينة يفيضها الله على قلوب المؤمنين اصحاب القلوب السليمة فيذهب بالطمأنينة ما في قلوبهم من قلق ووحشة وخوف وهم والطمأنينة اهم من السعادة بالله عليكم تدبروا كل كلمة - 00:03:28ضَ

الطمأنينة اهم من السعادة وما من انسان في الكون الا وهو يرجو السعادة الطمأنينة اهم منها واشرف منها واعظم منها. اسمع مني وتدبر الطمأنينة دائمة والسعادة مؤقتة مرتبطة بالمسرات اكرر - 00:04:08ضَ

الطمأنينة اذا انزلها الله على القلب وشعر القلب لذتها واستشعر حلاوتها ونورها وانسها فهي دائمة لا تنقطع اما السعادة ليست دائمة انما هي مرتبطة باسباب السعادة مرتبطة بالمسرات بل وخذ هذه مني وتدبرها الطمأنينة اغلى من الامن - 00:04:45ضَ

واعلى من الامن وفوق الامن قال تعالى وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة طمأنينة اعلى من الامن. طمأنينة فوق الامن. وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. فكفرت بانعم الله. فاذاقها الله لباس الجوع والخوف - 00:05:24ضَ

بما كانوا يصنعون نعم بل وجعل الله البشارة لاهل الطمأنينة وقال سبحانه يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي وادخلي جنتي. فلا ترجع النفس اليه جل جلاله - 00:05:56ضَ

الا اذا كانت مطمئنة ولا تدخلوا في عباده الصالحين الا اذا كانت مطمئنة والطمأنينة يا اخواني لها ايضا اسباب فان كانت الطمأنينة منزلة وهب اي منزلة فضل محض من الله - 00:06:18ضَ

فلها ايضا اسباب كسب من اعظم اسباب الطمأنينة تحقيق الايمان بالله جل وعلا وتفويض الامر لله جل وعلا واليقين في حكمه الكوني القدري وحكمه الديني الشرعي الامر والنهي والحدود ومن اعظم اسباب الطمأنينة - 00:06:47ضَ

ان تصبر على المحن والمصائب والبلايا وان تداوم على ذكر الله جل وعلا وخذ الاخيرة مني ويا لها والله ويا لها والله من درة غالية من اعظم اسباب الطمأنينة التي تتنزل على القلب - 00:07:14ضَ

ان تحسن الى الخلق احسن الى الخلق تصدق على فقير تصدق على مسكين تصدق على محتاج بل تصدق على كلب ارحم قطة ارحم انسانا ايا كان هذا الانسان وتذوق بعد هذا حلاوة الطمأنينة التي سينزلها الله تبارك وتعالى على قلبك - 00:07:37ضَ

الطمأنينة يا اخواني صفة من ارق صفات القلب السليم وهي ثلاث درجات طمأنينة القلب بذكر الله جل وعلا طمأنينة القلب بذكر الله جل وعلا والطمأنينة الى احكام الله الكونية والقدرية - 00:08:15ضَ

والشرعية وخذ الثالثة الطمأنينة الى الاجر والثواب فاذا شاهد المبتلى بمرض او بمصيبة او بمحنة او بفتنة او بضيق رزق او بسوء خلق في زوجته او بسوء خلق في زوجها - 00:08:41ضَ

او في ولدها الى غير ذلك اذا شاهد المبتلى الاجر والفضل والثواب اطمأن قلبه بمشاهدة العوض قال صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء ما هي عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم - 00:09:09ضَ

فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط او فله السخط وكلاهما يصح لغة ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا - 00:09:31ضَ

ومن سخط فله السخط ولذلك لما سئل سيدنا رسول الله يا رسول الله اي الناس اشد بلاء كان المنتظر ان يكون الجواب المشركون العصاة المتكبرون الظالمون. اي الناس اشد بلاء؟ قال الانبياء - 00:09:50ضَ

الانبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالامثل يبتلى الرجل على حسب دينه فان كان في دينه صلابة زيد له في البلاء وان كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه وما يبرح البلاء بالعبد - 00:10:11ضَ

حتى يتركه يمشي على الارض وليس عليه خطيئة الله اكبر ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه - 00:10:34ضَ

نعم فاذا نظر المبتلى الى عظم الجزاء والى عظم المثوبة والاجر والى اجر الصبر اطمئن قلبه وشاهد العوض فلقد جعل الله الصبر جوادا لا يكبو جوادا لا يكبو وجندا لا يهزم - 00:10:57ضَ

وحصنا لا يهدم بل وجعل الصابرين في معيته في معية الحفظ والنصر والتأييد ان الله مع الصابرين بل وقال جل وعلا والله يحب الصابرين بل وجمع للصابرين من البشرات ما لم يجمعه لغيرهم - 00:11:21ضَ

ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. خذوا البشرى اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون - 00:11:41ضَ

بل وبشرهم في الاخرة بدخول الملائكة عليهم للسلام وللتحية وهم في الجنان والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم بما صبرتم فنعم عقبى الدار بل واعلن ان اجر الصابرين لا يعلمه الا هو - 00:12:01ضَ

وقال سبحانه انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فاصبر على البلاء اصبر على الامراض اصبر على المحن اصبر على الفتن كن عن همومك معرضا ودع الامور الى القضاء وانعم بطول سلامة تسليك عما قد مضى - 00:12:30ضَ

فلربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضاء الله يفعل ما يشاء فلا تكن متعرضا فاذا نظرت الى العوض والى الاجر والثواب اطمأن قلبك لما انت فيه من محن فورب الكعبة ان تلك المحن - 00:12:56ضَ

تحمل في طياتها منح عظيمة ربما لا تراها الان بعين رأسك لكن ان دققت النظر رأيتها بعين البصيرة اعظم صفة من صفات القلب السليم الطمأنينة اكتفي بهذا في هذه الصفة - 00:13:18ضَ

تعالوا لنرى صفة اخرى من صفات القلب السليم القلب السليم قلب منيب قلب منيب والمنيب هو المسرع الى مرضات الله جل وعلا والراجع اليه سبحانه وتعالى في كل لحظة من ليل او نهار - 00:13:45ضَ

القلب المنيب هو القلب الراجع عن المعصية الى الطاعة هو القلب الراجع من البعد الى القرب الانابة كما قال اهل اللغة اناب ينيب انابة فهو منيب اي فهو راجع مقبل على ربه سبحانه وتعالى - 00:14:10ضَ

والانابة اصطلاحا كما عرفها سادتنا اخراج القلب من ظلمات الشبهات والشهوات اخراج القلب من ظلمات الشبهات والشهوات الى انوار الطاعات والقربات. اسمع اسمع. اسمع للتعريف العجيب ده اسمع للتعريف العجيب ده في معنى الانابة - 00:14:34ضَ

قال بعضهم الانابة هي الرجوع من الكل الى من له الكل الله الله اللهم اجعلنا من اهل الانابة اللهم اجعلنا من اهل الانابة هي الرجوع من الكل الى من له الكل - 00:14:55ضَ

الرجوع من الغفلة الى الذكر الرجوع من الوحشة الى الانس والانابة يا اخواني واخواتي نوعان او انابتان انابة ربوبية او انابة لربوبيته وانابة لالوهيته الانابة نوعان انابة لربوبيته وهي انابة كل الخلق - 00:15:19ضَ

لا فرق فيها بين المؤمن والكافر والبر والفاجر والطائع والعاصي الكل منيب لربوبيته. قال سبحانه واذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين اليه واذا مس الناس هذه انابة للربوبية هذه انابة كل مخلوق في الكون كله - 00:15:54ضَ

واذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين اليه اما الانابة الاخرى فهي الانابة لالوهيته وهي انابة اوليائه وهي انابة اصفيائه وهي انابة العبودية والمحبة ولها اربعة اصول. مش مجرد كلمة كده - 00:16:23ضَ

لها اربعة اصول الاصل الاول محبته جل جلاله والاصل الثاني الخضوع له جل جلاله. وهذه هي العبودية. كمال الحب مع كمال الذل محبته جل جلاله والاصل الثاني الخضوع له سبحانه - 00:16:53ضَ

والاصل الثالث الاقبال عليه الاقبال على ذكره الاقبال على طاعته الاقبال على الانس به والاصل الرابع الاعراض عما سواه هذه هي اصول هذه الكلمة التي ترددها الالسنة دخانا يطير في الهواء الا وهي كلمة الانابة - 00:17:17ضَ

قلب منيب قلب محب قلب خاضع ذليل منكسر مستسلم لسيدي ومولاه قلب مقبل على الهه ومولاه. قلب معرض عن كل ما سواه عن كل من سوى سيده والهي ومولاه فلا يكون القلب منيبا يا اخواني - 00:17:43ضَ

ولا يكون سليما الا اذا اجتمعت فيه هذه الاصول وهذه المعاني فاذا نزل الانسان منزل التوبة واقام فيها فقد حقق جميع منازل الاسلام فالتوبة كما ذكرت مرارا لشيخنا ابن القيم التوبة هي حقيقة دين الاسلام. والدين كله داخل في مسمى التوبة. الاسلام - 00:18:06ضَ

الايمان والاحسان يقول شيخنا ابن القيم رحمه الله من استقرت قدمه في منزلة التوبة نزل بعد ذلك منزلة الانابة. ياه التوبة حقيقة دين الاسلام ومع ذلك من نزل منزلة التوبة واستقرت فيها قدمه وسكن فيها - 00:18:31ضَ

نزل بعد ذلك منزلة الانابة. لذا امر الله جل وعلا بها. فقال سبحانه وانيبوا الى ربكم واسلموا وجعل البشرى لاهل الانابة. فقال سبحانه والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانابوا الى الله لهم البشرى - 00:18:57ضَ

فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب. بل واثنى صفة الانابة على خليله ابراهيم. فقال سبحانه ان ابراهيم لحليم اواه منيب وقال شعيب - 00:19:17ضَ

خطيب الانبياء وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب واختم بكلام سيدنا رسول الله في مسند احمد بسند حسن من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم لا تتمنوا الموت - 00:19:40ضَ

فان هول المطلع شديد وان من السعادة ان يطول عمر العبد وان يرزقه الله الانابة اللهم ارزقنا الانابة واجعل قلوبنا قلوبا منيبة اليك يا ارحم الراحمين نتعرف على صفة اخرى جليلة جميلة من صفات القلب السليم في اللقاء المقبل ان شاء رب العالمين. وصلى - 00:20:01ضَ

الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اجرة مثل السراج. والمشكاة ثم بين الحنان يا هو المشكاة ما بين الحنان ناصع يقظ سليم بفطرته تجملت - 00:20:30ضَ

فثبت عينك اله العرش - 00:21:11ضَ