ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:01
وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة بذكر الحوادث - 00:00:15
والاعمال التي جرت على المسلمين نتائج وعواقب وخيمة. وهذه الحوادث ايها الاحبة كثيرة عبر التاريخ ولكن نجتزئ ببعضها ليحصل المقصود من الاعتبار وكما ذكرت سابقا ليس المقصود بذلك اطلاقا ان يذم احد او يمدح احد وانما المقصود هو - 00:00:34
الاعتبار ولاحظوا ايها الاحبة هذه الاحداث تحدثنا عن وقعة الحرة وكانت في سنة اثنتين وستين للهجرة وقبلها بسنة بسنة احدى وستين كان مقتل الحسين رضي الله عنه الذي كان من اعظم الفتن كما ذكر شيخ - 00:01:01
لام ابن تيمية رحمه الله كما ذكرنا في المجلس السابق وهكذا مقتل ابن الزبير رضي الله عنه كان ذلك في سنة ثلاث وسبعين للهجرة لما حاصر الحجاج مكة والحرم وحصل ما حصل الى ان قتل ابن الزبير رضي الله تعالى عنه - 00:01:22
ونحن في هذه المجالس لن نتطرق الى ما وقع من مقتل الحسين رضي الله عنه ولا ما وقع من مقتل ابن الزبير. فكل ما كان له اتصال باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلن اعرض له. وفي هذه الليلة ايها الاحبة اتحدث عن حدث اخر - 00:01:44
كما يعرف بفتنة ابن الاشعث وهذه قريبة مما سبق من حيث الوقوع والزمان فكان ذلك في سنة احدى وثمانين للهجرة. احداث متقاربة نفس الجيل يعايش هذه ثم يقع في اخرى بعدها ثم يقع في اخرى بعدها. تصور ان هؤلاء الذين عاصروا هذه الاحداث من الشيوخ - 00:02:04
والشبان فتن تتعاقب وتترى ولا اذكر كل شيء. فبين ذلك فتن لكن هذه فتن كبار ولا بأس ان اوطأ لهذه الفتنة بما يعرف بمبدأ وقوع ذلك وذلك انه في هذه السنة سنة تسع وسبعين للهجرة غزى - 00:02:27
عبيد الله ابن ابي بكرة ملكا من ملوك الترك يقال له رتبيل في ناحية من وراء سجستان وسجستان في العصر الحديث هي واقعة في اخر الحدود بين ايران وافغانستان وبلاد رطبيل هذه هي مما يليها مباشرة مما يدخل الان في بداية حدود افغانستان يعني - 00:02:50
مما يلي ايران فهذا كان من كبار ملوك الترك وتلك النواحي كان يقال لها بلاد الترك يعني ما يسمى الان بالجمهوريات الاسلامية وما يتاخم الصين الى ما هنالك مما يكون متاخما لبلاد الهند. يعني هي مساحات شاسعة - 00:03:20
يقال لها بلاد الترك ويدخل فيها الان بلاد البلقان فالمقصود ان عبيد الله ابن ابي بكرة توجه الى قتال رتبيل وذلك ببعث الحجاج الثقفي له. الحجاج كان يلي العراق وما وراء ذلك. يعني الامراء في - 00:03:39
سجستان وخراسان وهي اقاليم كبيرة كانوا يتبعون للحجاج وكان من اكبر هذه الاقاليم خراسان وسجستان قطبيل هذا كان يصانع المسلمين احيانا ويتمرد احيانا. فالحجاج كتب الى عبيد الله بن ابي بكرة - 00:03:59
يأمره بان يناجزه بما معه من المسلمين حتى يستبيح ارضه ويهدم قلاعه ويقتل مقاتلته فخرج هذا الجيش في جنود كثر وكان كثير منهم من اهل البصرة واهل الكوفة والتقوا مع رتبيل هذا فهزموا - 00:04:18
فقام عبيد الله هذا بما امره به الحجاج. هدم اركانه وجاس في بلاده واستحوذ على كثير من اقاليمه ومدنه وامصاره وكبر ما هنالك تتبيرا تقهقر وتبيل هذا فكان عبيد الله يتبعه حتى اقترب من مدينته العظمى العاصمة عاصمة الاقليم - 00:04:38
فكانوا منها على ثمانية عشر فرسخا فخاف هؤلاء خوفا شديدا فبدأوا يحتاطون ويضعون الكمائن في الطرق والشعاب فضيقوا على جيش المسلمين المسالك حتى ظن المسلمون انهم هلكوا. يعني ظن المسلمون انهم هالكون لا محالة - 00:05:03
ان هذا الجيش سينتهي لانه صار في اماكن وفي مضايق فيها كمائن وحاصرهم هؤلاء الترك عند ذلك طلب القائد المسلم مصالحة رتبيل على ان يدفع اليه سبعمائة الف بالسنة ويفتح للمسلمين الطريق - 00:05:25
طريق العودة ليرجعوا بامان الى بلادهم لانهم اغلقوا عليهم المنافذ لكن قام شريح ابن هاني الحارثي وكان من اكبر اصحاب علي رضي الله تعالى عنه وهو المقدم على اهل الكوفة فندب الناس الى القتال والمصادرة. رفض المصالحة - 00:05:45
فحث الناس على الجلاد والقتال فنهاه عبيد الله. نهاه هذا القائد فلم ينتهي فاجابه مجموعة من الشجعان واهل الحفائظ كما يقال والشبان الذين عندهم نخوة واندفاع فجعل يقاتل معهم طبعا هؤلاء الاتراك لن يبقوا متفرجين فصاروا يقاتلون ففني اكثر المسلمين قتل اكثر المسلمين - 00:06:06
لان هؤلاء قد احاطوا بهم ووضعوا لهم الكمائن في الطرق والشعاب وضيقوا عليهم جدا فصار القتل يأتيهم من كل ناحية فافنى اكثرهم قتل شريح ابن هاني وقتل معه كثير من اصحابه. ثم خرج من خرج من الناس مع عبيد الله بن ابي بكرة من ارض - 00:06:34
وهم قليل لم يبق الا القليل. هذا الجيش الكثيف بلغ هذا الحجاج فاخذه ما قرب وما بعد وانزعج في هذا الخبر واستاء وكتب الى عبدالملك ابن مروان الخليفة الاموي يخبره بذلك - 00:06:56
ويستشيره كان الحجاج يرى ان يبعث جيش كثيف الى رتبين ويؤدب وينتقم منه ومن جنوده على ما فعل بالمسلمين وصلت الرسالة الى عبد الملك فوافق الحجاج ورأى ان المصلحة تتحقق بذلك - 00:07:15
وان يعجل بهذا سريعا. جاءت رسالة عبد الملك الى الحجاج فصار يجهز الجيوش فجهز جيشا كثيفا انتقاما لهؤلاء الذين قتلوا حتى قال بعضهم بان هؤلاء بلغ عددهم يعني القتلى من المسلمين ثلاثون الفا. لما قام شريح - 00:07:34
بن هاني وحث الناس على المواصلة ورفض امر عبيد الله القائد لهذا الجيش قتل هذا العدد. يعني ما يقرب من ثلاثين الفا هذي وحدها هي في الطريق فقط يعني لم تأتي العبرة بعد - 00:07:54
هذي مقدمة ذكرتها في هذه التوطئة وحصل لهم شدة بذلك الجيش حتى قيل ابتيع الرغيف بدينار ولقوا من الشذى اذ ما الله به عليم. ومات كثير منهم من الجوع لم يجدوا شيئا يأكلونه. الشاهد انه ان الحجاج جهز جيشا لكن في هذه السنة توفي عبيد الله ابن ابي بكرة رحمه الله - 00:08:11
فلما توفي نظر الحجاج من يكون الامير على هذا الجيش؟ بعد عبيد الله فوقع اختياره على ابن الاشعث عبدالرحمن بن الاشعث فجعله اميرا على سجستان مكان ابن ابي بكرة وجهز له جيشا انفق عليه اموال كبيرة جدا - 00:08:36
بعثه الى رتبه توجه هذا الجيش الى رتبيل في سنة ثمانين من الهجرة. هذا الجيش جهز من الكوفة والبصرة وغيرهما اجتمع ما يقرب من اربعين الفا من هنا وهناك اجتمع عشرون الفا من البصرة وعشرون الفا من الكوفة - 00:08:58
والامير عبدالرحمن بن محمد بن الاشعث وكان الحجاج يبغضه جدا. يبغض هذا الرجل. وهذا الرجل يبادله نفس الشعور حتى كان الحجاج يقول ما رأيته قط الا هممت بقتله ودخل ابن الاشعث هذا - 00:09:21
على الحجاج وكان عنده عامر الشعبي. عامر بن شراحيل الامام المعروف فقال الحجاج لعامر انظر الى مشيته والله لقد هممت ان اضرب عنقه فهذه اسرها الشعبي الى ابن الاشعث اخبره - 00:09:39
بمقال الحجاج فقال ابن الاشعث وانا والله لاجهدن ان ازيله عن سلطانه ان طال بي وبه البقى. صار ابن الاشعث بهذه الجيوش نحو ارض رتبي علم رتبيل بهذا فكتب الى ابن الاشعث يعتذر اليه مما اصاب المسلمين في بلاده - 00:09:57
بالعام الماضي وانه كان كارها لذلك وانهم الجأوه الى القتال وطلب من ابن الاشعث الصلح على ان يبذل للمسلمين الخراج فلم يجبه ابن الاشعث الى ذلك واصر على دخول بلاده. جمع رتبيل هذا جنوده وتهيأ - 00:10:17
للحرب فصار ابن الاشعث يفتح القرى والمدن وكلما دخل مدينة او بلدا اخذ يوطد حكم المسلمين فيها فيضع عليها نائبا او اميرا ويضع معه حامية ثم بعد ذلك يؤمن الطرق - 00:10:38
وكان يريد ان يتوغل في بلاده شيئا فشيئا ويكون خط الرجعة قد امنه والبلاد التي اخذها تكون قد توطد حكمه فيها. فلا يرجع اليها هؤلاء ثانية اعني الترك وكذلك جعل المسالح على كل ارض ومكان مخوف لعل هناك احتياطات - 00:10:57
كراسات واستحوذ على بلاد ومدن كثيرة من بلاد روتبيل. وغنم اموالا طائلة وسبا خلقا لا يحصون. ثم توقف حتى يوطدوا حكمهم ويصلحوا ما بايديهم من البلاد ويتقوى بما فيها من المغلات والحواصل ثم يتقدمون في العام المقبل الى اعدائهم بعد ما - 00:11:20
يتوطد ملكهم ويحكمون القبضة على تلك النواحي فكان يرى اخذ تلك البلاد شيئا فشيئا ثم يحاصرون المدينة العظمى لرتبي وما فيها من الكنوز والاموال ويسبون الذراري ونحو ذلك وكان هذا كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله كان هذا هو الرأي والمشورة - 00:11:42
وكتب الى الحجاج يخبره بما عزم عليه ويخبره عن الفتوح التي حصلت لكن لم يكن موقف الحجاج موافقا لما ارتعاه ابن الاشعث وذلك حينما دخلت سنة احدى وثمانين كتب الحجاج اليه يأمره بالدخول في بلاد رتبيل والا يتوقف - 00:12:05
واستهجن رأيه في ذلك واستضعف عقله واتهمه بالجبن والزمه بعزم عليه بان يدخل تلك البلاد من غير تريث ثم ارسل له بكتاب اخر وثالث تابع الكتب والرسائل فتواردت من الحجاج - 00:12:28
تحثه على قتال رتبيل والتوغل في بلاده جاء ابن الاشعث وجمع من معه وقام فيهم تكلم واعلمهم بالرأي الذي ارتأه هو ورأي الحجاج فثار اليه الناس وقالوا لا بل نأبى على عدو الله الحجاج - 00:12:47
ولا نسمع له ولا نطيع اقام عامر بن واثلة الكناني وقال مثل الحجاج وما نحن فيه؟ كما قال الاول لاخيه احمل عبدك على الفرس فان هلك هلك وان نجا فلك. انكم ان ظفرتم - 00:13:04
كان ذلك زيادة في سلطانه وان هلكتم كنتم الاعداء البغضاء. يعني يقول هو يريد ان يتخلص منكم. فان ظفرتم فهذه مكاسب في رصيده امام عبد الملك ابن مروان. وان هلكتم يكون قد استراح وتخلص - 00:13:20
بهذه الطريقة التي لا تبعتا عليه فيها. ثم قال لهم عامر ابن واثلة اخلعوا عدو الله الحجاج وما تطرق الى الخليفة عبد الملك الحجاج فقط ابايع لاميركم عبدالرحمن ابن الاشعث - 00:13:36
فاني اشهدكم اني اول خالع للحجاج. فقال الناس من كل جانب خلعنا عدو الله ووثبوا الى عبد الرحمن بن اشعث فبايعوه بدلا من الحجاج ولم يتطرقوا لعبد الملك ابن مروان الخليفة الاموي - 00:13:53
هنا بعث ابن الاشعث الى رتبي فصالحه على انه ان ظفر بالحجاج فلا حراج على رتبيل ابدا لاحظ الان هذا يدفع سبع مئة الف كل سنة وهذا يعرظ عليه انه لا حرج عليه - 00:14:09
يريد ان يؤمن تلك الناحية ويتفرغ للحجاج. خاف انه ان توجه الى الحجاج ان يعود رتبيل ويأخذ ما في ايديهم فاراد ان يؤمن تلك الناحية فطلب منه ذلك وصالحه صار ابن الاشعث بالجنود الذين معه من سجستان الى الحجاج ليقاتله - 00:14:25
ويأخذ منه العراق فلما توسطوا في الطريق ان تطورت القضية اخذت منحى اخر قالوا انا خلعنا الحجاج وان خلعنا للحجاج خلع لابن مروان فخلعهما جميعا قالوا ما يكفي الحجاج وحده - 00:14:48
فجددوا البيعة لابن الاشعث الان البيعة صارت بماذا بالخلافة بدلا من عبد الملك ابن مروان لاحظ كيف تتطور الامور فبايعهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلع ائمة الضلالة - 00:15:04
وجهاد الملحدين ونصر الضعفاء والا يستقيلوا ولا يقالوا بيعة ملزمة فاذا قالوا نعم بايعهم. فلما بلغ الحجاج ما صنعوا من خلعه وخلع عبد الملك ابن مروان كتب الى عبدالملك يعلمه بذلك ويستعجله. في بعثه - 00:15:20
المدد والجنود من الشام وجاء الحجاج حتى نزل البصرة المهلب بن ابي صفرة وهو من القادة الكبار الدهاة الفاتحين. كان على خراسان قراسان كما ذكرت من اكبر الاقاليم. وهناك اعتى الجيوش واقوى جيوش المسلمين - 00:15:37
فكتب اليه ابن الاشعث يطلب منه البيعة ان يبايع له فابى المهلب وارسل كتاب ابن الاشعث للحجاج ثم كتب المهلب لابن الاشعث يقول له انك يا ابن الاشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل - 00:15:58
ابق على امة محمد صلى الله عليه وسلم. الله الله. انظر لنفسك فلا تهلكها. ودماء المسلمين فلا تسفكها والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تمكثها فان قلت اخاف الناس على نفسي فالله احق ان تخافه من الناس - 00:16:17
فلا تعرضها لله في سفك الدماء او استحلال محرم والسلام عليك. وكتب المهلب الى الحجاج بالمشورة والنصيحة وقال له ان اهل العراق قد اقبلوا اليك مثل السيل المنحدر من علي. يعني من مكان مرتفع ليس شيء يرده حتى - 00:16:37
ينتهي الى قراره. وان لاهل العراق شرة في اول مخرجهم وصبابة الى ابنائهم ونسائهم. فليس شيء يردهم حتى يصلوا الى اهليهم ويشموا اولادهم ثم واقعهم عندها فان الله ناصرك عليهم ان شاء الله. الحجاج تضايق من هذه الرسالة وهذه النصيحة ولم يطمئن اليها - 00:16:56
وتكلم في حق المهلب وقال لا والله ما لي نظر ولكن لابن عمه نصح يعني المهلب كان من بني عمومة ابن الاشعث فيقول اراد ان ينصح له من اجل ان يفتح له الطريق - 00:17:19
كتاب الحجاج وصل الى عبد الملك وهاله ذلك ونزل عن سريره. وبعث الى خالد بن يزيد بن معاوية واعطاه الكتاب وقرأه الشاهد ان عبد الملك اخذ يجهز الجنود من الشام الى العراق لنصرة الحجاج - 00:17:36
والحجاج ايضا صار يتجهز للخروج الى ابن الاشعث. عصى رأي المهلب وكان الرأي المهلب لربما اصوب كما سيأتي باعتراف الحجاج وجعلت كتب الحجاج لا تنقطع عن عبدالملك. يرسل له الرسائل المتتابعة يخبره بالتفاصيل المملة - 00:17:53
عن ابن الاشعث في الصباح والمساء اين نزل؟ ومن اين ارتحل؟ واي الناس اليه اسرع والناس جعلوا يلتفون على ابن الاشعث من كل جانب حتى قيل انه سار معه ثلاثة وثلاثون الف فارس ومئة وعشرون الف رجل - 00:18:13
يعني المجموع يصل الى مئة وخمسين الف مقاتل وخرج الحجاج في جنود الشام من البصرة متوجها الى ابن الاشعث ونزل تستر ورتب جيشه وعبأه انتهوا الى دجيل وجاءت مقدمة ابن الاشعث في ثلاث مئة فارس والتقى الفريقان في يوم الاضحى - 00:18:30
يوم النحر عند نهر دجين. وهزمت مقدمة الحجاج وقتل اصحاب ابن الاشعث منهم خلقا كثيرا نحو الف وخمسمائة واحتاجوا ما في معسكرهم من الخيول والثياب والاموال. وجاء الخبر الى الحجاج بهزيمة اصحابه - 00:18:52
فاخذه ما دب ودرج خاف كان يخطب فامر الناس ان يرجعوا الى البصرة. وان ذلك ارفق بالجند. فرجع بالناس فاتبعتهم خيول ابن الاشعث لا يدركون منهم شاذا الا قتلوه ولا فاذا الا اهلكوه - 00:19:09
ومضى الحجاج هاربا لا يلوي على شيء حتى اتى الزاوية فعسكر عندها ما دخل البصرة وعندها ادرك نصيحة المهلب وقال اي صاحب حرب هو قد اشار علينا بالرأي ولكننا لم نقبل - 00:19:25
صار الحجاج ينفق على جيشه في هذا المكان نفقات طائلة ووضع خندقا حول الجيش وجاء اهل العراق مع ابن الاشعث ودخلوا البصرة واجتمعوا باهليهم وشموا اولادهم ودخل ابن الاشعث البصرة وخطب الناس بها وبايعهم وبايعوه - 00:19:41
وعلى خلع عبد الملك مع نائبه الحجاج وقال لهم ابن الاشعث ليس الحجاج بشيء. ولكن اذهبوا بنا الى عبدالملك لنقاتله. ووافقه على خلعهما جميع من في البصرة. من الفقهاء والقراء والشيوخ - 00:19:59
والشباب يعني كبار السن والشباب والعلماء الذين يسمون بالقراء ثم امر ابن الاشعث بخندق حول البصرة فعمل وكان هذا في اواخر ذي الحجة من تلك السنة ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين. وهنا في شهر محرم لاحظ هذه الاحداث كانت في نحو ثلاث سنوات - 00:20:15
فتنة ابن الاشعث يعني ما كانت معركة واحدة معارك طويلة في نحو ثلاث سنوات استنزفت الاموال والارواح. فهنا وقعت الزاوية بين الفريقين وكان اول يوم لاهل العراق على اهل الشام ثم توقعوا يوما اخر وحصل هزيمة على ميمنة ابن الاشعث - 00:20:35
اقتل منهم خلق كثير من القراء العلماء من اصحاب ابن الاشعث وخر الحجاج لله ساجدا بعد ما كان جثا على ركبتيه. من شدة ما رأى وسل شيئا من سيفه بهذه الوقعة وقعة الزاوية جعل جيش الحجاج يحمل على جيش ابن الاشعث مرة بعد مرة - 00:20:58
القراء كانوا في كتيبة في ميمنة الجيش. وكان عليهم جبلة ابن زحر او القائد لكتيبة القراء فقال القراء ايها الناس ليس الفرار من احد باقبح منه منكم. فقاتلوا عن دينكم ودنياكم. وقام سعيد بن جبير الامام المعروف وقال - 00:21:23
مثل ذلك وقام الامام الشعبي وكان معهم وهم بحور العلم ومن اوعيته الكبار وقال قاتلوهم على جورهم واستدلالهم الضعفاء واماتتهم الصلاة فحمل هؤلاء القراء العلماء على جيش الحجاج حملة صادقة - 00:21:42
وكانت لهم نكاية في جيش الحجاج ولما رجعوا واذا بمقدمهم جبلة ابن زحر القائد قد خر صريعا ففت ذلك ففي اعضادهم. فناداهم جيش الحجاج يا اعداء الله قد قتلنا طاغيتكم - 00:21:59
ثم حمل قائد من قادة الحجاج على الخيل يقال له سفيان ابن الابرد حمل على ميسرة ابن الاشعث وكان عليها الابرد بن قرة التميمي فانهزموا ولم يقاتلوا كثير قتال. تعجب الناس فامير الميسرة الابرد هذا كان من اشجع الناس وكان لا يفر - 00:22:15
فوقع في نفوس الناس انه قد خامر خامر يعني حصل منه ممالأة للحجاج ومواطئة كأنه ابرم شيء في الخفاء يعني اتفاق خفي مع الحجاج كانه تواصل معه فكان ذلك لسببا لهزيمة - 00:22:37
فنقضت الصفوف وركب الناس بعضهم بعضا وكان ابن الاشعث يحرض الناس على القتال فلما رأى هذه النتائج والهزيمة توجه الى الكوفة ودخلها وبايعه اهلها فعمد اهل البصرة لما ذهب ابن الاشعث الى الكوفة - 00:22:55
الى رجل يقال له عبدالرحمن ابن عباس ابن ربيعة ابن الحارث ابن عبد المطلب فبايعوه. فقاتل الحجاج خمس ليال اشد القتال. ثم انصرف والتحق بابن في الكوفة وتبعه طائفة من اهل البصرة. الحجاج خلت له البصرة واستناب عليها - 00:23:14
رجلا من اصحابه وصار ابن الاشعث في الكوفة وحصلت له البيعة وخلع الحجاج وعبد الملك ابن مروان وتفاقم الامر وكثر اتباع ابن الاشعث واشتدت الحال وتفرقت الكلمة وعظم الخطب واتسع الخرق - 00:23:31
بشهر شعبان لما كان ابن الاشعث في الكوفة واحتفى به اهلها الا قلة قليلة كانوا مع اميرها ارادوا ان يقاتلوا لكن دون جدوى ودخلوا في قصر الكوفة قصر الامارة ولم يكن لهم كبير شأن - 00:23:52
جيء بالسلالم ونصبت على قصر الامارة واخذ هذا الرجل من معه هم ابن الاشعث بقتله لكنه قال لابن الاشعث استبقني فاني خير من فرسانك. فحبسه ثم استدعاه فاطلقه وبايعه هذا الرجل بايع لابن الاشعث - 00:24:09
صارت الكوفة تحت حكم ابن الاشعث وانضم اليه من جاء من اهل البصرة وكان ممن قدم عليه عبدالرحمن ابن العباس ابن ربيعة ابن عبد الطلب الذي بايعه اهل البصرة وامر بالمسالح من كل جانب حفظت - 00:24:28
الثغور والطرق والمسالك وحاول ان يؤمن الكوفة الحجاج توجه لمن معه من الجيوش الشامية وخرج يريد ابن الاشعث فمر بين القادسية والعذيب فبعث اليه ابن الاشعث عبد الرحمن ابن العباس في خيل عظيمة من اهل الكوفة والبصرة - 00:24:45
ومنعوا الحجاج من النزول في القادسية فسار الحجاج حتى نزل دير قرة مكان هناك وجاء ابن الاشعث بمن معه من الجيوش اهل البصرة والكوفة حتى نزل دير الجماجم معه جيوش كثير ومعه هؤلاء القراء من اهل الكوفة والبصرة - 00:25:06
وخلق من اهل الصلاح طبعا الحجاج تفاءل بهذا انه في دير قرة وهؤلاء في دير الجماجم. الحاصل ان هؤلاء الذين كانوا مع ابن الاشعث قيل كان عددهم يصل الى مئة الف مقاتل ممن يأخذون العطاء. يعني هؤلاء لهم اموال منتظمة - 00:25:23
من بيت المال ومعهم مثلهم من مواليهم وقدم على الحجاج في غبون ذلك امداد كثيرة من الشام وخندق كل فريق حول جيشه وحول نفسه وكان الناس يتبارزون تخرج بعض الفرسان والمقاتلين فيقتتلون قتالا شديدا في كل يوم لكنها ليست مواجهة عامة واصيب خلق من اشراف الناس - 00:25:46
وشجعانهم من قريش وغيرهم. استمر الحال على هذا مدة طويلة. عبد الملك ابن مروان اشار اليه اهل الرأي عنده هناك في الشام برأيي ان كان اهل العراق يرضيهم ان تعزل الحجاج فاعزل الحجاج - 00:26:10
فهذا اسهل من قتالهم وسفك دمائهم عبد الملك ابن مروان قبل هذه المشورة فاستدعى اخاه محمد ابن مروان وابنه عبد الله ابن عبد الملك ابن مروان وجهز جيوش كثيرة من الشام وارسلهم وكتب معهم كتابا الى اهل العراق يقول ان كان يرضيكم مني عزل الحجاج عزلته - 00:26:25
وابقيت عليكم اعطيتكم مثل اهل الشام. وليختر ابن الاشعث اي بلد شاء يكون عليه امير ما عاش وعشت وتكون امرأة العراق لمحمد بن مروان وقال لهم ان لم يجبكم اهل العراق فالحجاج على ما هو عليه امير وهو امير الحرب - 00:26:47
وانتم تبع له يعني محمد بن مروان وعبدالله ابن عبد الملك يعني تحت طاعة الحجاج حجاج لما بلغه هذا وان المسألة فيها عرظ لعزله ظاق ذرعا بذلك. وشق عليه مشقة عظيمة - 00:27:05
فكتب الى عبد الملك يخوفه ويحذره من ذلك ويقول هؤلاء بما حاصله بانك مهما قدمت لهم من التنازلات فان ذلك سيغريه جمبك وان هؤلاء سيكونون كما فعل مع عثمان رضي الله تعالى عنه. لما جاءوا وطالبوا بعزل الامير - 00:27:21
وقدموا مع الاشتر النخعي. وكانت المطالبة بنزع سعيد بن العاص فلما وافقهم عثمان رضي الله عنه كما ذكرنا هناك اجترأوا عليه ثم جاءوه في اخر العام وقتلوه رضي الله تعالى عنه وارضاه - 00:27:41
وكان الحجاج يقول لعبد الملك ان الحديد بالحديد يفلح يعني منطق القوة لا تقدم اي تنازلات طبعا هذا الرأي اراد ان يحفظ فيه امارته ولايته على هذه النواحي الشاسعة وهو يوافق ايضا طبيعته من العزف - 00:27:57
والبطش عبدالملك رفض رأي الحجاج وسير هؤلاء بهذه الرسالة وقرأت على اهل العراق فقالوا ننظر في امرنا غدا ونرد عليكم الخبر عشية ثم انصرفوا فاجتمع جميع الامراء اللي عند ابن الاشعث - 00:28:15
وخطب فيهم وحثهم ابن الاشعث على قبول هذا العرظ يعزل الحجاج وتبقى بيعة عبد الملك وتبقى الاعطيات ويؤمر محمد ابن مروان على العراق بدلا من الحجاج فنفر الناس من كل جانب. قالوا لا يمكن - 00:28:33
والله لا نقبل ذلك. نحن اكثر عددا وعددا وهم في ضيق من الحال وقد احكمنا القبض عليهم وذلوا لنا. والله لا نجيب ذلك ابدا ثم جددوا خلع عبد الملك والحجاج - 00:28:50
واتفق رأيهم جميعا على هذا فلما بلغ ذلك عبد الملك قال للحجاج شأنك بهم؟ فتجهز الحجاج للقتال وعبأ جيشه وكذلك ابن الاشعث كان في هؤلاء القراء سعيد بن جبير وعامر الشعبي وعبد الرحمن ابن ابي ليلى كميل ابن زياد وابو البختري الطائي وغير هؤلاء - 00:29:04
كثير وايضا امثال الحسن البصري مع اخيه و جماعة وجعلوا يقتتلون في كل يوم واهل العراق تأتيهم الميراث من الرساتيق والاقاليم وعلف الدواب والطعام وغير ذلك فكانوا في سعة ورخاء اما اهل الشام فكانوا في ضيق من العيش وقلة من الطعام وقد فقدوا اللحم بالكلية فلا يجدونه وما زالت الحرب في هذه المدة - 00:29:29
حتى انسلخت تلك السنة وهم على تلك الحال. والقتال في كل يوم. واحيانا يكون في يوم دون يوم والدائرة لاهل العراق في اكثر الايام. وعلى كل حال دخلت السنة التي بعدها وهي السنة ثلاث وثمانين - 00:29:55
ثلاث وثمانين والوقت ادركنا اتوقف ان هذا اكمل ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يعيذنا واياكم من مضلات الفتن. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا - 00:30:13
الذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا. واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب احزاننا وجلاء همومنا اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا والله اعلم - 00:30:34
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:31:00
التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:01
وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة بذكر الحوادث - 00:00:15
والاعمال التي جرت على المسلمين نتائج وعواقب وخيمة. وهذه الحوادث ايها الاحبة كثيرة عبر التاريخ ولكن نجتزئ ببعضها ليحصل المقصود من الاعتبار وكما ذكرت سابقا ليس المقصود بذلك اطلاقا ان يذم احد او يمدح احد وانما المقصود هو - 00:00:34
الاعتبار ولاحظوا ايها الاحبة هذه الاحداث تحدثنا عن وقعة الحرة وكانت في سنة اثنتين وستين للهجرة وقبلها بسنة بسنة احدى وستين كان مقتل الحسين رضي الله عنه الذي كان من اعظم الفتن كما ذكر شيخ - 00:01:01
لام ابن تيمية رحمه الله كما ذكرنا في المجلس السابق وهكذا مقتل ابن الزبير رضي الله عنه كان ذلك في سنة ثلاث وسبعين للهجرة لما حاصر الحجاج مكة والحرم وحصل ما حصل الى ان قتل ابن الزبير رضي الله تعالى عنه - 00:01:22
ونحن في هذه المجالس لن نتطرق الى ما وقع من مقتل الحسين رضي الله عنه ولا ما وقع من مقتل ابن الزبير. فكل ما كان له اتصال باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلن اعرض له. وفي هذه الليلة ايها الاحبة اتحدث عن حدث اخر - 00:01:44
كما يعرف بفتنة ابن الاشعث وهذه قريبة مما سبق من حيث الوقوع والزمان فكان ذلك في سنة احدى وثمانين للهجرة. احداث متقاربة نفس الجيل يعايش هذه ثم يقع في اخرى بعدها ثم يقع في اخرى بعدها. تصور ان هؤلاء الذين عاصروا هذه الاحداث من الشيوخ - 00:02:04
والشبان فتن تتعاقب وتترى ولا اذكر كل شيء. فبين ذلك فتن لكن هذه فتن كبار ولا بأس ان اوطأ لهذه الفتنة بما يعرف بمبدأ وقوع ذلك وذلك انه في هذه السنة سنة تسع وسبعين للهجرة غزى - 00:02:27
عبيد الله ابن ابي بكرة ملكا من ملوك الترك يقال له رتبيل في ناحية من وراء سجستان وسجستان في العصر الحديث هي واقعة في اخر الحدود بين ايران وافغانستان وبلاد رطبيل هذه هي مما يليها مباشرة مما يدخل الان في بداية حدود افغانستان يعني - 00:02:50
مما يلي ايران فهذا كان من كبار ملوك الترك وتلك النواحي كان يقال لها بلاد الترك يعني ما يسمى الان بالجمهوريات الاسلامية وما يتاخم الصين الى ما هنالك مما يكون متاخما لبلاد الهند. يعني هي مساحات شاسعة - 00:03:20
يقال لها بلاد الترك ويدخل فيها الان بلاد البلقان فالمقصود ان عبيد الله ابن ابي بكرة توجه الى قتال رتبيل وذلك ببعث الحجاج الثقفي له. الحجاج كان يلي العراق وما وراء ذلك. يعني الامراء في - 00:03:39
سجستان وخراسان وهي اقاليم كبيرة كانوا يتبعون للحجاج وكان من اكبر هذه الاقاليم خراسان وسجستان قطبيل هذا كان يصانع المسلمين احيانا ويتمرد احيانا. فالحجاج كتب الى عبيد الله بن ابي بكرة - 00:03:59
يأمره بان يناجزه بما معه من المسلمين حتى يستبيح ارضه ويهدم قلاعه ويقتل مقاتلته فخرج هذا الجيش في جنود كثر وكان كثير منهم من اهل البصرة واهل الكوفة والتقوا مع رتبيل هذا فهزموا - 00:04:18
فقام عبيد الله هذا بما امره به الحجاج. هدم اركانه وجاس في بلاده واستحوذ على كثير من اقاليمه ومدنه وامصاره وكبر ما هنالك تتبيرا تقهقر وتبيل هذا فكان عبيد الله يتبعه حتى اقترب من مدينته العظمى العاصمة عاصمة الاقليم - 00:04:38
فكانوا منها على ثمانية عشر فرسخا فخاف هؤلاء خوفا شديدا فبدأوا يحتاطون ويضعون الكمائن في الطرق والشعاب فضيقوا على جيش المسلمين المسالك حتى ظن المسلمون انهم هلكوا. يعني ظن المسلمون انهم هالكون لا محالة - 00:05:03
ان هذا الجيش سينتهي لانه صار في اماكن وفي مضايق فيها كمائن وحاصرهم هؤلاء الترك عند ذلك طلب القائد المسلم مصالحة رتبيل على ان يدفع اليه سبعمائة الف بالسنة ويفتح للمسلمين الطريق - 00:05:25
طريق العودة ليرجعوا بامان الى بلادهم لانهم اغلقوا عليهم المنافذ لكن قام شريح ابن هاني الحارثي وكان من اكبر اصحاب علي رضي الله تعالى عنه وهو المقدم على اهل الكوفة فندب الناس الى القتال والمصادرة. رفض المصالحة - 00:05:45
فحث الناس على الجلاد والقتال فنهاه عبيد الله. نهاه هذا القائد فلم ينتهي فاجابه مجموعة من الشجعان واهل الحفائظ كما يقال والشبان الذين عندهم نخوة واندفاع فجعل يقاتل معهم طبعا هؤلاء الاتراك لن يبقوا متفرجين فصاروا يقاتلون ففني اكثر المسلمين قتل اكثر المسلمين - 00:06:06
لان هؤلاء قد احاطوا بهم ووضعوا لهم الكمائن في الطرق والشعاب وضيقوا عليهم جدا فصار القتل يأتيهم من كل ناحية فافنى اكثرهم قتل شريح ابن هاني وقتل معه كثير من اصحابه. ثم خرج من خرج من الناس مع عبيد الله بن ابي بكرة من ارض - 00:06:34
وهم قليل لم يبق الا القليل. هذا الجيش الكثيف بلغ هذا الحجاج فاخذه ما قرب وما بعد وانزعج في هذا الخبر واستاء وكتب الى عبدالملك ابن مروان الخليفة الاموي يخبره بذلك - 00:06:56
ويستشيره كان الحجاج يرى ان يبعث جيش كثيف الى رتبين ويؤدب وينتقم منه ومن جنوده على ما فعل بالمسلمين وصلت الرسالة الى عبد الملك فوافق الحجاج ورأى ان المصلحة تتحقق بذلك - 00:07:15
وان يعجل بهذا سريعا. جاءت رسالة عبد الملك الى الحجاج فصار يجهز الجيوش فجهز جيشا كثيفا انتقاما لهؤلاء الذين قتلوا حتى قال بعضهم بان هؤلاء بلغ عددهم يعني القتلى من المسلمين ثلاثون الفا. لما قام شريح - 00:07:34
بن هاني وحث الناس على المواصلة ورفض امر عبيد الله القائد لهذا الجيش قتل هذا العدد. يعني ما يقرب من ثلاثين الفا هذي وحدها هي في الطريق فقط يعني لم تأتي العبرة بعد - 00:07:54
هذي مقدمة ذكرتها في هذه التوطئة وحصل لهم شدة بذلك الجيش حتى قيل ابتيع الرغيف بدينار ولقوا من الشذى اذ ما الله به عليم. ومات كثير منهم من الجوع لم يجدوا شيئا يأكلونه. الشاهد انه ان الحجاج جهز جيشا لكن في هذه السنة توفي عبيد الله ابن ابي بكرة رحمه الله - 00:08:11
فلما توفي نظر الحجاج من يكون الامير على هذا الجيش؟ بعد عبيد الله فوقع اختياره على ابن الاشعث عبدالرحمن بن الاشعث فجعله اميرا على سجستان مكان ابن ابي بكرة وجهز له جيشا انفق عليه اموال كبيرة جدا - 00:08:36
بعثه الى رتبه توجه هذا الجيش الى رتبيل في سنة ثمانين من الهجرة. هذا الجيش جهز من الكوفة والبصرة وغيرهما اجتمع ما يقرب من اربعين الفا من هنا وهناك اجتمع عشرون الفا من البصرة وعشرون الفا من الكوفة - 00:08:58
والامير عبدالرحمن بن محمد بن الاشعث وكان الحجاج يبغضه جدا. يبغض هذا الرجل. وهذا الرجل يبادله نفس الشعور حتى كان الحجاج يقول ما رأيته قط الا هممت بقتله ودخل ابن الاشعث هذا - 00:09:21
على الحجاج وكان عنده عامر الشعبي. عامر بن شراحيل الامام المعروف فقال الحجاج لعامر انظر الى مشيته والله لقد هممت ان اضرب عنقه فهذه اسرها الشعبي الى ابن الاشعث اخبره - 00:09:39
بمقال الحجاج فقال ابن الاشعث وانا والله لاجهدن ان ازيله عن سلطانه ان طال بي وبه البقى. صار ابن الاشعث بهذه الجيوش نحو ارض رتبي علم رتبيل بهذا فكتب الى ابن الاشعث يعتذر اليه مما اصاب المسلمين في بلاده - 00:09:57
بالعام الماضي وانه كان كارها لذلك وانهم الجأوه الى القتال وطلب من ابن الاشعث الصلح على ان يبذل للمسلمين الخراج فلم يجبه ابن الاشعث الى ذلك واصر على دخول بلاده. جمع رتبيل هذا جنوده وتهيأ - 00:10:17
للحرب فصار ابن الاشعث يفتح القرى والمدن وكلما دخل مدينة او بلدا اخذ يوطد حكم المسلمين فيها فيضع عليها نائبا او اميرا ويضع معه حامية ثم بعد ذلك يؤمن الطرق - 00:10:38
وكان يريد ان يتوغل في بلاده شيئا فشيئا ويكون خط الرجعة قد امنه والبلاد التي اخذها تكون قد توطد حكمه فيها. فلا يرجع اليها هؤلاء ثانية اعني الترك وكذلك جعل المسالح على كل ارض ومكان مخوف لعل هناك احتياطات - 00:10:57
كراسات واستحوذ على بلاد ومدن كثيرة من بلاد روتبيل. وغنم اموالا طائلة وسبا خلقا لا يحصون. ثم توقف حتى يوطدوا حكمهم ويصلحوا ما بايديهم من البلاد ويتقوى بما فيها من المغلات والحواصل ثم يتقدمون في العام المقبل الى اعدائهم بعد ما - 00:11:20
يتوطد ملكهم ويحكمون القبضة على تلك النواحي فكان يرى اخذ تلك البلاد شيئا فشيئا ثم يحاصرون المدينة العظمى لرتبي وما فيها من الكنوز والاموال ويسبون الذراري ونحو ذلك وكان هذا كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله كان هذا هو الرأي والمشورة - 00:11:42
وكتب الى الحجاج يخبره بما عزم عليه ويخبره عن الفتوح التي حصلت لكن لم يكن موقف الحجاج موافقا لما ارتعاه ابن الاشعث وذلك حينما دخلت سنة احدى وثمانين كتب الحجاج اليه يأمره بالدخول في بلاد رتبيل والا يتوقف - 00:12:05
واستهجن رأيه في ذلك واستضعف عقله واتهمه بالجبن والزمه بعزم عليه بان يدخل تلك البلاد من غير تريث ثم ارسل له بكتاب اخر وثالث تابع الكتب والرسائل فتواردت من الحجاج - 00:12:28
تحثه على قتال رتبيل والتوغل في بلاده جاء ابن الاشعث وجمع من معه وقام فيهم تكلم واعلمهم بالرأي الذي ارتأه هو ورأي الحجاج فثار اليه الناس وقالوا لا بل نأبى على عدو الله الحجاج - 00:12:47
ولا نسمع له ولا نطيع اقام عامر بن واثلة الكناني وقال مثل الحجاج وما نحن فيه؟ كما قال الاول لاخيه احمل عبدك على الفرس فان هلك هلك وان نجا فلك. انكم ان ظفرتم - 00:13:04
كان ذلك زيادة في سلطانه وان هلكتم كنتم الاعداء البغضاء. يعني يقول هو يريد ان يتخلص منكم. فان ظفرتم فهذه مكاسب في رصيده امام عبد الملك ابن مروان. وان هلكتم يكون قد استراح وتخلص - 00:13:20
بهذه الطريقة التي لا تبعتا عليه فيها. ثم قال لهم عامر ابن واثلة اخلعوا عدو الله الحجاج وما تطرق الى الخليفة عبد الملك الحجاج فقط ابايع لاميركم عبدالرحمن ابن الاشعث - 00:13:36
فاني اشهدكم اني اول خالع للحجاج. فقال الناس من كل جانب خلعنا عدو الله ووثبوا الى عبد الرحمن بن اشعث فبايعوه بدلا من الحجاج ولم يتطرقوا لعبد الملك ابن مروان الخليفة الاموي - 00:13:53
هنا بعث ابن الاشعث الى رتبي فصالحه على انه ان ظفر بالحجاج فلا حراج على رتبيل ابدا لاحظ الان هذا يدفع سبع مئة الف كل سنة وهذا يعرظ عليه انه لا حرج عليه - 00:14:09
يريد ان يؤمن تلك الناحية ويتفرغ للحجاج. خاف انه ان توجه الى الحجاج ان يعود رتبيل ويأخذ ما في ايديهم فاراد ان يؤمن تلك الناحية فطلب منه ذلك وصالحه صار ابن الاشعث بالجنود الذين معه من سجستان الى الحجاج ليقاتله - 00:14:25
ويأخذ منه العراق فلما توسطوا في الطريق ان تطورت القضية اخذت منحى اخر قالوا انا خلعنا الحجاج وان خلعنا للحجاج خلع لابن مروان فخلعهما جميعا قالوا ما يكفي الحجاج وحده - 00:14:48
فجددوا البيعة لابن الاشعث الان البيعة صارت بماذا بالخلافة بدلا من عبد الملك ابن مروان لاحظ كيف تتطور الامور فبايعهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلع ائمة الضلالة - 00:15:04
وجهاد الملحدين ونصر الضعفاء والا يستقيلوا ولا يقالوا بيعة ملزمة فاذا قالوا نعم بايعهم. فلما بلغ الحجاج ما صنعوا من خلعه وخلع عبد الملك ابن مروان كتب الى عبدالملك يعلمه بذلك ويستعجله. في بعثه - 00:15:20
المدد والجنود من الشام وجاء الحجاج حتى نزل البصرة المهلب بن ابي صفرة وهو من القادة الكبار الدهاة الفاتحين. كان على خراسان قراسان كما ذكرت من اكبر الاقاليم. وهناك اعتى الجيوش واقوى جيوش المسلمين - 00:15:37
فكتب اليه ابن الاشعث يطلب منه البيعة ان يبايع له فابى المهلب وارسل كتاب ابن الاشعث للحجاج ثم كتب المهلب لابن الاشعث يقول له انك يا ابن الاشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل - 00:15:58
ابق على امة محمد صلى الله عليه وسلم. الله الله. انظر لنفسك فلا تهلكها. ودماء المسلمين فلا تسفكها والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تمكثها فان قلت اخاف الناس على نفسي فالله احق ان تخافه من الناس - 00:16:17
فلا تعرضها لله في سفك الدماء او استحلال محرم والسلام عليك. وكتب المهلب الى الحجاج بالمشورة والنصيحة وقال له ان اهل العراق قد اقبلوا اليك مثل السيل المنحدر من علي. يعني من مكان مرتفع ليس شيء يرده حتى - 00:16:37
ينتهي الى قراره. وان لاهل العراق شرة في اول مخرجهم وصبابة الى ابنائهم ونسائهم. فليس شيء يردهم حتى يصلوا الى اهليهم ويشموا اولادهم ثم واقعهم عندها فان الله ناصرك عليهم ان شاء الله. الحجاج تضايق من هذه الرسالة وهذه النصيحة ولم يطمئن اليها - 00:16:56
وتكلم في حق المهلب وقال لا والله ما لي نظر ولكن لابن عمه نصح يعني المهلب كان من بني عمومة ابن الاشعث فيقول اراد ان ينصح له من اجل ان يفتح له الطريق - 00:17:19
كتاب الحجاج وصل الى عبد الملك وهاله ذلك ونزل عن سريره. وبعث الى خالد بن يزيد بن معاوية واعطاه الكتاب وقرأه الشاهد ان عبد الملك اخذ يجهز الجنود من الشام الى العراق لنصرة الحجاج - 00:17:36
والحجاج ايضا صار يتجهز للخروج الى ابن الاشعث. عصى رأي المهلب وكان الرأي المهلب لربما اصوب كما سيأتي باعتراف الحجاج وجعلت كتب الحجاج لا تنقطع عن عبدالملك. يرسل له الرسائل المتتابعة يخبره بالتفاصيل المملة - 00:17:53
عن ابن الاشعث في الصباح والمساء اين نزل؟ ومن اين ارتحل؟ واي الناس اليه اسرع والناس جعلوا يلتفون على ابن الاشعث من كل جانب حتى قيل انه سار معه ثلاثة وثلاثون الف فارس ومئة وعشرون الف رجل - 00:18:13
يعني المجموع يصل الى مئة وخمسين الف مقاتل وخرج الحجاج في جنود الشام من البصرة متوجها الى ابن الاشعث ونزل تستر ورتب جيشه وعبأه انتهوا الى دجيل وجاءت مقدمة ابن الاشعث في ثلاث مئة فارس والتقى الفريقان في يوم الاضحى - 00:18:30
يوم النحر عند نهر دجين. وهزمت مقدمة الحجاج وقتل اصحاب ابن الاشعث منهم خلقا كثيرا نحو الف وخمسمائة واحتاجوا ما في معسكرهم من الخيول والثياب والاموال. وجاء الخبر الى الحجاج بهزيمة اصحابه - 00:18:52
فاخذه ما دب ودرج خاف كان يخطب فامر الناس ان يرجعوا الى البصرة. وان ذلك ارفق بالجند. فرجع بالناس فاتبعتهم خيول ابن الاشعث لا يدركون منهم شاذا الا قتلوه ولا فاذا الا اهلكوه - 00:19:09
ومضى الحجاج هاربا لا يلوي على شيء حتى اتى الزاوية فعسكر عندها ما دخل البصرة وعندها ادرك نصيحة المهلب وقال اي صاحب حرب هو قد اشار علينا بالرأي ولكننا لم نقبل - 00:19:25
صار الحجاج ينفق على جيشه في هذا المكان نفقات طائلة ووضع خندقا حول الجيش وجاء اهل العراق مع ابن الاشعث ودخلوا البصرة واجتمعوا باهليهم وشموا اولادهم ودخل ابن الاشعث البصرة وخطب الناس بها وبايعهم وبايعوه - 00:19:41
وعلى خلع عبد الملك مع نائبه الحجاج وقال لهم ابن الاشعث ليس الحجاج بشيء. ولكن اذهبوا بنا الى عبدالملك لنقاتله. ووافقه على خلعهما جميع من في البصرة. من الفقهاء والقراء والشيوخ - 00:19:59
والشباب يعني كبار السن والشباب والعلماء الذين يسمون بالقراء ثم امر ابن الاشعث بخندق حول البصرة فعمل وكان هذا في اواخر ذي الحجة من تلك السنة ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين. وهنا في شهر محرم لاحظ هذه الاحداث كانت في نحو ثلاث سنوات - 00:20:15
فتنة ابن الاشعث يعني ما كانت معركة واحدة معارك طويلة في نحو ثلاث سنوات استنزفت الاموال والارواح. فهنا وقعت الزاوية بين الفريقين وكان اول يوم لاهل العراق على اهل الشام ثم توقعوا يوما اخر وحصل هزيمة على ميمنة ابن الاشعث - 00:20:35
اقتل منهم خلق كثير من القراء العلماء من اصحاب ابن الاشعث وخر الحجاج لله ساجدا بعد ما كان جثا على ركبتيه. من شدة ما رأى وسل شيئا من سيفه بهذه الوقعة وقعة الزاوية جعل جيش الحجاج يحمل على جيش ابن الاشعث مرة بعد مرة - 00:20:58
القراء كانوا في كتيبة في ميمنة الجيش. وكان عليهم جبلة ابن زحر او القائد لكتيبة القراء فقال القراء ايها الناس ليس الفرار من احد باقبح منه منكم. فقاتلوا عن دينكم ودنياكم. وقام سعيد بن جبير الامام المعروف وقال - 00:21:23
مثل ذلك وقام الامام الشعبي وكان معهم وهم بحور العلم ومن اوعيته الكبار وقال قاتلوهم على جورهم واستدلالهم الضعفاء واماتتهم الصلاة فحمل هؤلاء القراء العلماء على جيش الحجاج حملة صادقة - 00:21:42
وكانت لهم نكاية في جيش الحجاج ولما رجعوا واذا بمقدمهم جبلة ابن زحر القائد قد خر صريعا ففت ذلك ففي اعضادهم. فناداهم جيش الحجاج يا اعداء الله قد قتلنا طاغيتكم - 00:21:59
ثم حمل قائد من قادة الحجاج على الخيل يقال له سفيان ابن الابرد حمل على ميسرة ابن الاشعث وكان عليها الابرد بن قرة التميمي فانهزموا ولم يقاتلوا كثير قتال. تعجب الناس فامير الميسرة الابرد هذا كان من اشجع الناس وكان لا يفر - 00:22:15
فوقع في نفوس الناس انه قد خامر خامر يعني حصل منه ممالأة للحجاج ومواطئة كأنه ابرم شيء في الخفاء يعني اتفاق خفي مع الحجاج كانه تواصل معه فكان ذلك لسببا لهزيمة - 00:22:37
فنقضت الصفوف وركب الناس بعضهم بعضا وكان ابن الاشعث يحرض الناس على القتال فلما رأى هذه النتائج والهزيمة توجه الى الكوفة ودخلها وبايعه اهلها فعمد اهل البصرة لما ذهب ابن الاشعث الى الكوفة - 00:22:55
الى رجل يقال له عبدالرحمن ابن عباس ابن ربيعة ابن الحارث ابن عبد المطلب فبايعوه. فقاتل الحجاج خمس ليال اشد القتال. ثم انصرف والتحق بابن في الكوفة وتبعه طائفة من اهل البصرة. الحجاج خلت له البصرة واستناب عليها - 00:23:14
رجلا من اصحابه وصار ابن الاشعث في الكوفة وحصلت له البيعة وخلع الحجاج وعبد الملك ابن مروان وتفاقم الامر وكثر اتباع ابن الاشعث واشتدت الحال وتفرقت الكلمة وعظم الخطب واتسع الخرق - 00:23:31
بشهر شعبان لما كان ابن الاشعث في الكوفة واحتفى به اهلها الا قلة قليلة كانوا مع اميرها ارادوا ان يقاتلوا لكن دون جدوى ودخلوا في قصر الكوفة قصر الامارة ولم يكن لهم كبير شأن - 00:23:52
جيء بالسلالم ونصبت على قصر الامارة واخذ هذا الرجل من معه هم ابن الاشعث بقتله لكنه قال لابن الاشعث استبقني فاني خير من فرسانك. فحبسه ثم استدعاه فاطلقه وبايعه هذا الرجل بايع لابن الاشعث - 00:24:09
صارت الكوفة تحت حكم ابن الاشعث وانضم اليه من جاء من اهل البصرة وكان ممن قدم عليه عبدالرحمن ابن العباس ابن ربيعة ابن عبد الطلب الذي بايعه اهل البصرة وامر بالمسالح من كل جانب حفظت - 00:24:28
الثغور والطرق والمسالك وحاول ان يؤمن الكوفة الحجاج توجه لمن معه من الجيوش الشامية وخرج يريد ابن الاشعث فمر بين القادسية والعذيب فبعث اليه ابن الاشعث عبد الرحمن ابن العباس في خيل عظيمة من اهل الكوفة والبصرة - 00:24:45
ومنعوا الحجاج من النزول في القادسية فسار الحجاج حتى نزل دير قرة مكان هناك وجاء ابن الاشعث بمن معه من الجيوش اهل البصرة والكوفة حتى نزل دير الجماجم معه جيوش كثير ومعه هؤلاء القراء من اهل الكوفة والبصرة - 00:25:06
وخلق من اهل الصلاح طبعا الحجاج تفاءل بهذا انه في دير قرة وهؤلاء في دير الجماجم. الحاصل ان هؤلاء الذين كانوا مع ابن الاشعث قيل كان عددهم يصل الى مئة الف مقاتل ممن يأخذون العطاء. يعني هؤلاء لهم اموال منتظمة - 00:25:23
من بيت المال ومعهم مثلهم من مواليهم وقدم على الحجاج في غبون ذلك امداد كثيرة من الشام وخندق كل فريق حول جيشه وحول نفسه وكان الناس يتبارزون تخرج بعض الفرسان والمقاتلين فيقتتلون قتالا شديدا في كل يوم لكنها ليست مواجهة عامة واصيب خلق من اشراف الناس - 00:25:46
وشجعانهم من قريش وغيرهم. استمر الحال على هذا مدة طويلة. عبد الملك ابن مروان اشار اليه اهل الرأي عنده هناك في الشام برأيي ان كان اهل العراق يرضيهم ان تعزل الحجاج فاعزل الحجاج - 00:26:10
فهذا اسهل من قتالهم وسفك دمائهم عبد الملك ابن مروان قبل هذه المشورة فاستدعى اخاه محمد ابن مروان وابنه عبد الله ابن عبد الملك ابن مروان وجهز جيوش كثيرة من الشام وارسلهم وكتب معهم كتابا الى اهل العراق يقول ان كان يرضيكم مني عزل الحجاج عزلته - 00:26:25
وابقيت عليكم اعطيتكم مثل اهل الشام. وليختر ابن الاشعث اي بلد شاء يكون عليه امير ما عاش وعشت وتكون امرأة العراق لمحمد بن مروان وقال لهم ان لم يجبكم اهل العراق فالحجاج على ما هو عليه امير وهو امير الحرب - 00:26:47
وانتم تبع له يعني محمد بن مروان وعبدالله ابن عبد الملك يعني تحت طاعة الحجاج حجاج لما بلغه هذا وان المسألة فيها عرظ لعزله ظاق ذرعا بذلك. وشق عليه مشقة عظيمة - 00:27:05
فكتب الى عبد الملك يخوفه ويحذره من ذلك ويقول هؤلاء بما حاصله بانك مهما قدمت لهم من التنازلات فان ذلك سيغريه جمبك وان هؤلاء سيكونون كما فعل مع عثمان رضي الله تعالى عنه. لما جاءوا وطالبوا بعزل الامير - 00:27:21
وقدموا مع الاشتر النخعي. وكانت المطالبة بنزع سعيد بن العاص فلما وافقهم عثمان رضي الله عنه كما ذكرنا هناك اجترأوا عليه ثم جاءوه في اخر العام وقتلوه رضي الله تعالى عنه وارضاه - 00:27:41
وكان الحجاج يقول لعبد الملك ان الحديد بالحديد يفلح يعني منطق القوة لا تقدم اي تنازلات طبعا هذا الرأي اراد ان يحفظ فيه امارته ولايته على هذه النواحي الشاسعة وهو يوافق ايضا طبيعته من العزف - 00:27:57
والبطش عبدالملك رفض رأي الحجاج وسير هؤلاء بهذه الرسالة وقرأت على اهل العراق فقالوا ننظر في امرنا غدا ونرد عليكم الخبر عشية ثم انصرفوا فاجتمع جميع الامراء اللي عند ابن الاشعث - 00:28:15
وخطب فيهم وحثهم ابن الاشعث على قبول هذا العرظ يعزل الحجاج وتبقى بيعة عبد الملك وتبقى الاعطيات ويؤمر محمد ابن مروان على العراق بدلا من الحجاج فنفر الناس من كل جانب. قالوا لا يمكن - 00:28:33
والله لا نقبل ذلك. نحن اكثر عددا وعددا وهم في ضيق من الحال وقد احكمنا القبض عليهم وذلوا لنا. والله لا نجيب ذلك ابدا ثم جددوا خلع عبد الملك والحجاج - 00:28:50
واتفق رأيهم جميعا على هذا فلما بلغ ذلك عبد الملك قال للحجاج شأنك بهم؟ فتجهز الحجاج للقتال وعبأ جيشه وكذلك ابن الاشعث كان في هؤلاء القراء سعيد بن جبير وعامر الشعبي وعبد الرحمن ابن ابي ليلى كميل ابن زياد وابو البختري الطائي وغير هؤلاء - 00:29:04
كثير وايضا امثال الحسن البصري مع اخيه و جماعة وجعلوا يقتتلون في كل يوم واهل العراق تأتيهم الميراث من الرساتيق والاقاليم وعلف الدواب والطعام وغير ذلك فكانوا في سعة ورخاء اما اهل الشام فكانوا في ضيق من العيش وقلة من الطعام وقد فقدوا اللحم بالكلية فلا يجدونه وما زالت الحرب في هذه المدة - 00:29:29
حتى انسلخت تلك السنة وهم على تلك الحال. والقتال في كل يوم. واحيانا يكون في يوم دون يوم والدائرة لاهل العراق في اكثر الايام. وعلى كل حال دخلت السنة التي بعدها وهي السنة ثلاث وثمانين - 00:29:55
ثلاث وثمانين والوقت ادركنا اتوقف ان هذا اكمل ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يعيذنا واياكم من مضلات الفتن. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا - 00:30:13
الذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا. واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب احزاننا وجلاء همومنا اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا والله اعلم - 00:30:34
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:31:00