ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:01
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث في هذه الليلة عما كنا نتحدث عنه من فتنة ابن الاشعث وكان - 00:00:20
اخر تلك الوقائع التي وقعت بينه وبين الحجاج وقعت دير الجماجم او ما يسمى بوقعة الجماجم حيث نزل الحجاج في دير قرة ونزل الاشعث في دير الجماجم. وقلنا بان عامة الايام التي تطاولت - 00:00:38
في تلك المواجهة كانت لاهل العراق الذين كانوا مع ابن الاشعث وكان الامداد تأتيهم من كل ناحية واهل الشام في ضيق وشدة لا يأتيهم شيء من الاقوات والمدد وفقدوا اللحم. استمرت الحال - 00:01:02
على ذلك حتى دخلت سنة ثلاث وثمانين للهجرة. ولا زال القتال مستمرا على ما كان عليه والمبارزة في كل يوم بين الفرسان والرجال الابطال الذين استفرغت طاقاتهم وجهودهم بل نفوسهم وارواحهم - 00:01:23
في معارك كهذه لم يكن ذلك موجها الى اعداء الله عز وجل بالكفار في الفتوحات بل صار اشتغال الناس اشتغل بعضهم ببعض حتى كاد اهل العراق ان يكسروا اهل الشام. وقد حصل لهم التقدم والظفر بضعا وثمانين مرة - 00:01:47
ولك ان تتصور الايام التي تطاولت فيها هذه المعركة. لم تكن في يوم واحد او في اسبوع او في شهر ومع ذلك كان الحجاج في غاية الثبات لا يتزحزح بل اذا حصل له ظفر في يوم من الايام حفزه ذلك على مزيد من الاقدام - 00:02:11
القتال والتقدم في وجه خصومه هكذا كان دأبه ودأبهم حتى امر الحجاج بالحملة على كتيبة القراء العلماء. الذين كانوا يحرضون الناس ناس لهم تبع وكما سبق ان جيش ابن الاشعث كانت فيه كتيبة خاصة للقراء والمقصود بالقراء هم العلماء وكان فيهم - 00:02:33
امثال الحسن البصري ومجاهد ابن جبر وسعيد ابن جبير وامثال هؤلاء خلق كثير لا يحصيهم الا الا الله من المفسرين والفقهاء والمحدثين وكان من ابرزهم عامر ابن شراحيل الشعبي حتى ان الحسن البصري رحمه الله كان يحذر الناس من مثل هذا كما اوردنا بعض مقاله ولكنه قيل - 00:02:57
ابن الاشعث اذا اردت ان يتساقط الناس حولك قتلى كما كان الناس يتساقطون حول الجمل جمل عائشة رضي الله عنها في وقعة الجمل يتساقطون قتلى فاخرج الحسن البصري فاخرج الحسن البصري معه. يعني لم يبادر الحسن بالخروج بل كان يحذر الناس من ذلك. فاخرجه ابن الاشعث وقد استولى - 00:03:27
على البصرة كما سبق ثم استولى على الكوفة هكذا الفتن. امر الحملة على كتيبة القراء ولكنهم صبروا وثبتوا ثم جمع الحجاج الرماة من جيشه واغار بهم على جيش ابن الاشعث - 00:03:54
فقتل خلق كثير من هؤلاء الرماة ثم حمل على جيش ابن الاشعث مرة اخرى لا يكل ولا يمل حتى انهزم اصحاب ابن الاشعث وتضعضعوا وتفرقوا ففر ابن الاشعث من بين ايديهم ومعه فل قليل من الناس. عدد قليل - 00:04:14
من جيشه فاتبعه الحجاج جيشا كثيفا مع رجل يقود ذلك الجيش يقال له عمارة ابن تميم اللخمي معه ابن الحجاج ايضا محمد ابن الحجاج لكن القيادة لعمارة. فصاروا يتبعونهم لعلهم يظفرون بابن الاشعث حيا او ميتا. لكنه ما زال في - 00:04:37
الفرار ممعنا يقطع الاقاليم وهم في اثره حتى وصل الى كرمان. فاتبعه هؤلاء من اهل الشام فنزل بعض اهل الشام في قصر هناك قد نزل قبلهم فيه اهل العراق. فوجدوا قد كتب على بعض حيطانه - 00:04:59
كتب بعظ اهل العراق ابياتا من شعر ابي جلدة الي يشكر يقول ايا لهفا ويا حزنا جميعا ويا حر الفؤاد لما لقينا تركنا الدين والدنيا جميعا واسلمنا الحلائل والبنين فما كنا اناسا اهل دنيا - 00:05:21
فنمنعها ولو لم نرجو دينا تركنا دورنا لطغامي عك وانباط القرى والاشعرين ترون على ما صدر منهم. يقولون ما حصلنا دنيا ولا احرزنا الدين وتركنا الحلائل يعني الزوجات من بعدنا - 00:05:40
الحاصل ان ابن الاشعث توجه الى رتبي روتبيل الذي كان يقاتله ابن الاشعث وفتح كثيرا من بلاده واراد ان يتريث حتى يتمكن من تلك النواحي التي فتحها وكانت الحرب على اشدها مع رتبيل هذا الذي هو من جملة الترك - 00:06:01
وتبيل هذا من ملوك الترك الكفار انذاك. فتوجه اليه ابن الاشعث مع فنه توجه اليه وارسل اليه انه يقصده. فرحب به رتبي امنه ولكن في الطريق مر ابن الاشعث ببوست وهذه كانت من نواحي سجستان فلما رجع ابن الاشعث - 00:06:22
الى الحجاج الى العراق لقتاله ولى رجلا من اصحابه على بوست. فلما بلغ تلك الناحية في الطريق اكرمه هذا العامل العامل يعني الامير على الناحية واهدى اليه هدايا وانزله لكنه قال ادخل عندي - 00:06:47
الى البلد لتتحصن بها من عدوك ولكن لا تدع احدا ممن معك يدخل المدينة فاجابه ابن الاشعث مع ان اصحابه منعوه من ذلك ونهوه عنه فابى الا الدخول. فتفرق عنه اصحابه فلما دخل المدينة وثب عليه هذا العامل فامسكه واوثقه بالحديد - 00:07:07
واراد ان يتخذ به يدا عند الحجاج. يتقرب الى الحجاج ليكون له منزلة مع ان ابن الاشعث هو الذي عينه في هذه الناحية رتبين علم بذلك فتوجه بجيش الى بوست وارسل الى عاملها يقول والله لان اذيت ابن الاشعث لا ابرح حتى استنزلك - 00:07:32
واقتل جميع من في بلدك بخاف هذا الرجل وسير اليه ابن الاشعث استقبله رتبيل اكرمه واحسن نزله وعظمه فقال ابن الاشعث لرتبيل هذا العامل كان عاملي. ومن جهتي فغدر بي وفعل ما رأيت فاذن لي في قتله. فقال قد امنته. كان مع ابن الاشعث - 00:07:54
عبد الرحمن ابن عباس ابن ربيعة ابن الحارث ابن عبد المطلب وكان هو الذي يصلي بالناس هنالك في بلاد رتبة ثم ان جماعة من الفل الذين هربوا من الحجاج لاحظ هذا الفل اجتمعوا وساروا وراء ابن الاشعث يبحثون عن ابن الاشعث ليدركوا - 00:08:17
ليكونوا معه ذكر المؤرخون ان عددهم بلغ ستين الفا فصاروا الى سجستان لكنهم وجدوا ان ابن الاشعث دخل بلاد رتبيل فتغلب هؤلاء على سجستان. واخذوا هذا الذي غدر بابن الاشعث - 00:08:36
وعذبوه يقال له عبدالله بن عامر واخذوا اخوته وقرابته واستحوذوا على ما في سجستان من الاموال وانتشروا في تلك النواحي اخذوها ثم كتبوا الى ابن الاشعث ان اخرج الينا حتى نكون معك ننصرك على من يخالفك ونأخذ بلاد خراسان وقلنا بلاد خراسان كانت هي الاقوى - 00:08:56
من ناحية العتاد والرجال جيوش وما فيها من الاموال الكثيرة. وكان على خرسان يزيد ابن المهلب ابن ابي صفرة. قلنا ان المهلب توفي رحمه الله وهو من كبار القادة ودهاتهم. فكان ابنه يزيد وهو من الشجعان الشعراء - 00:09:18
كان بعده على تلك الناحية هؤلاء طلبوا من الاشعث ان يأتي وقالوا من اجل ان نتوجه الى خراسان فلنا هناك جند كثير فاذا اخذنا خرسان توجهنا الى الحجاج وننظر ما يقضي الله بيننا وبين الحجاج وعبد الملك - 00:09:38
خرج اليهم ابن الاشعث وسار معهم قليلا نحو خراسان فاعتزله مجموعة منهم من اهل العراق مع عبيد الله بن عبدالرحمن بن سمورة فقام فيهم ابن الاشعث وخطب وتكلم وذكر غدرهم ونكولهم عنه وعن القتال معه وقال لا حاجة لي بكم انا ذاهب الى - 00:09:58
ابي رتبي. لاحظ هؤلاء ليسوا من الخوارج والا لكفروه حينما ذهب الى رتبين. هؤلاء كانوا يكفرون الهواء. فكيف لو ذهب قائدهم الى رتبين لكن لا شك ان هذا اللجوء الى رتبين ليس بالشيء السهل - 00:10:18
ليس بالشيء السهل ان يقاتل الخليفة ثم بعد ذلك يلجأ الى ملك من اعداء المسلمين الذين يحاربونهم من اهل الحرب ان يذهب الى المحاربين ويصير اليهم ويلجأ اليهم فهذا امر لا يمكن ان يقبل. لسنا هنا نشتغل بالحكم على هذا او ذاك تلك - 00:10:35
امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون. ولكننا نتحدث عن الفتن ايها الاحبة. انظروا ماذا اراد؟ ثم الى اي شيء صار طارت النتيجة ان يلجأ الى المحاربين للمسلمين ليسوا اهل عهد ولا اهل ذمة - 00:10:57
وانما الى اهل الحرب يلجأ اليهم ويبقى في اكنافهم يحمونه من المسلمين تبعه طائفة منهم وبقي معظم الجيش فلما تركهم ابن الاشعث بايعوا عبدالرحمن ابن عباس ابن ربيعة الهاشمي وساروا معه الى - 00:11:17
فخرج اليهم اميرها يزيد ابن المهلب ليمنعهم من دخول بلاده وكتب يزيد الى عبد الرحمن ابن عباس هذا يقول له ان في البلاد متسعا فاذهب الى ارض ليس فيها سلطان - 00:11:34
فاني اكره قتالك وان كنت تريد مالا بعثت اليك فقال له عبدالرحمن انا لم نجيء لقتال احد وانما جئنا نستريح ونريح خيلنا ثم نذهب معنى المعروف انهم جاءوا لي خراسان ليستولوا عليها - 00:11:47
وقال لسنا بحاجة الى شيء مما عرضت من هذه الاموال. لكن لم يلبث عبد الرحمن حتى صار يرسل جنده الى تلك النواحي يأخذون الخراج هذه الارض ليست تابعة له هي تابعة يزيد ابن المهلب فصاروا يأخذون الخراج من اهل تلك النواحي. عندها لم يجدوا - 00:12:05
بدا يزيد ابن المهلب من الخروج اليهم ومعه اخوه المفضل في جيوش جرارة فلما صادفوهم اقتتلوا قتالا يسيرا فانهزم اصحاب عبدالرحمن وقتل يزيد منهم مقتلة عظيمة واسر منهم خلقا كثيرا واحتاز ما في معسكرهم. وبعث بهؤلاء الاسرى وفيهم محمد بن سعد بن ابي وقاص. الى - 00:12:27
الحجاج وصل هؤلاء الاسارى الى الحجاج فقتل اكثرهم وعفا عن بعضهم وكان الحجاج حينما انتصر على ابن الاشعث في الوقعة تلك يعني دير الجماجم نادى مناديه في الناس من رجع فهو امن. ومن لحق بقتيبة ابن مسلم بالري فهو امن هو من قادة الحجاج. وقلنا تلك النواحي كانت - 00:12:54
اتباع الحجاج فلحق به خلق كثير ممن كان مع ابن الاشعث ذهبوا الى قتيبة ابن مسلم يجاهدون الكفار فامنهم الحجاج ومن لم يلحق به ولم يرجع الى الحجاج صار الحجاج يتتبعهم فقتل منهم خلقا كثيرا كما سيأتي - 00:13:20
وكان الشعبي عامر بن شراحيل رحمه الله من جملة من صار الى قتيبة ابن مسلم فذكره يوما الحجاج فقيل له انه سار الى قتيبة. فكتب اليه ان ابعث الي بالشعبي - 00:13:39
هذا امام الدنيا في زمانه بالعلم كان لا يعرف القراءة والكتابة وكان يقول اقل ما احفظه الشعر ولو شئتم لحدثتكم شهرا لاعيد بيتا. يعني يروي الشعر شهر كامل متواصل لا يعيد بيتا هذا اقل شيء يحفظه - 00:13:51
وكان يقول نسيت من العلم لو حفظه انسان لكان به عالما فبعث بالشعب الى الحجاج صار الناس يتحدثون اتق الله في نفسك اتق الله في امة محمد يعني لا تجيب الحجاج بجواب يسفك به دمك. ابقي على نفسك الامة بحاجة الى علمك - 00:14:08
دخل على الحجاج وسلم عليه بالامرة ثم قال ايها الامير ان الناس قد امروني ان اعتذر اليك بغير ما يعلم الله انه الحق. قالوا قل له كلاما يطيب قلبه. قل ما شاركت. ما كنت معهم - 00:14:26
وايم الله لا اقول في هذا المقام الا الحق. قد والله تمردنا عليك وحرضنا وجهدنا كل الجهد فما الونا يعني يقول ما قصرنا فيما نستطيع فما كنا بالاقوياء الفجرة لانهم خرجوا على الخليفة - 00:14:41
ولا بالاتقياء البررة يعني الذين وفوا البيعة ولقد نصرك الله علينا واظفرك بنا فان سطوت فبذنوبنا وما جرت اليك ايدينا وان عفوت عنا فبحلمك. وبعد حجة لك علينا. فقال له الحجاج انت والله يا شعبي احب الي ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا ثم يقول ما فعلت ولا شهدت. يقول الناس شاركوا - 00:14:58
ويأتون ويحلفون انهم لم يشاركوا يقول قد امنت عندنا يا شعبي. يقول فانصرفت فلما مشيت قليلا قال هلم يا شعبي قال فوجل لذلك قلبي ثم ذكرت قوله قد امنت يا شعبي - 00:15:22
فاطمئنت نفسي فقال كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي؟ الحجاج كان يقربه قبل ان يلتحق بابن الاشعث ويعرف قدره كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي فقال اصلح الله الامير. قد اكتحلت بعدك السهر. واستوعرت السهولة واستوخمت الجناب واستحلست الخوف. واستحليت الهم - 00:15:36
وفقدت صالح الاخوان ولم اجد من الامير خلفا يقول صرت الى حال لا احسد عليها وما وجدت منك خلفا قال انصرف يا شعبي فانصرفت يقال ان الحجاج قتل خمسة الاف اسير من هؤلاء الذين سيرهم يزيد - 00:15:58
ابن المهلب قتلهم صبرا يعني يضرب رؤوسهم بالسيف ولما دخل الحجاج الكوفة جعل لا يبايع احدا من اهلها الا قال اتشهد على نفسك انك قد كفرت يقررهم انهم كفروا فاذا قال نعم بايعه وان ابى قتله - 00:16:16
يعني ليس مجرد اعتذار رجوع اعتراف بالخطأ لا انه قد كفر فان رفض قتله فقتل منهم خلقا كثيرا ممن ابى ان يشهد على نفسه بالكفر فجيء برجل فقال الحجاج ما اظن هذا يشهد على نفسه بالكفر لصلاحه ودينه - 00:16:34
الرجل يسمع هذا الكلام. كان الحجاج اراد مخادعته اراد ان يقول نعم لا يمكن ان اشهد على نفسي بالكفر. فقال هذا الرجل اخادعي انت عن نفسي؟ انا اكفر اهل الارض واكفر من فرعون وهامان ونمرود - 00:16:53
فضحك الحجاج وخلى سبيله. كان ينوي قتله ليغريه الصمود وعدم الاقرار على نفسه بالكفر فقال هذا الرجل هذه المقالة انه اكفر اهل الارض ثم شرع الحجاج يتتبع اصحابه الاشعث الذين اختفوا - 00:17:07
علماء قراء كبار فصار يقتلهم مثنى وفرادى هذا غير سائر المقاتلين. بل قيل انه قتل صبرا يعني يؤتى بالرجل امامه ويضرب بالسيف مئة وثلاثين الفا لكن هذا قد لا يخلو من مبالغة - 00:17:26
من هؤلاء محمد ابن سعد ابن ابي وقاص الذي سيره يزيد ابن المهلب وجماعة من السادات والكبار وفقد الناس كثيرين من الاعلام الكبار الذين كانوا مع ابن الاشعث منهم من هرب - 00:17:44
اتفق ومنهم من قتل في المعركة ومنهم من اسر فضرب الحجاج عنقه ومنهم من تتبعه الحجاج حتى قتله من هؤلاء الذين اختفوا او الذين ذهبوا عن الانظار مسلم ابن يسار - 00:18:00
الامام المعروف وابو مرانة العجلي هذا قتل وعقبة ابن عبد الغافر هذا قتل وعقبة ابن وساج هذا قتل وعبدالله ابن غالب الجهضمي قتل وابو الجوزاء الربعي هذا قتل والنظر ابن انس وعمران والد ابي جمرة الضبع - 00:18:17
وابو المنهال سيار بن سلامة الرياحي ومالك بن دينار وابو نجيد الجاهضمي وابو شيخ الهنائي وسعيد ابن ابي الحسن مع اخيه الحسن البصري. هذا اختفى ومن اهل الكوفة سعيد ابن جبير وعبد الرحمن ابن ابي ليلى عبد الله ابن شداد - 00:18:37
وابو عبيدة ابن عبد الله ابن مسعود والمعرور ابن سويد ومحمد ابن سعد ابن ابي وقاص ثم جيء به كما سبق. وابو البختري وطلحة ابن مصرف وزبيد ابن الحارث وعطاء ابن السائب - 00:18:58
يقول ايوب السختياني وهو من ائمة التابعين وخيارهم وعبادهم وعلمائهم يقول فما منهم احد صرع مع ابن الاشعث الا رغب عن مصرعه ولا نجى احد منهم الا حمد الله الذي سلمه - 00:19:17
لاحظ هذه كانت العاقبة والنتيجة ما صنع احد الا كان يتمنى الا تكون هذه نهايته ولا نجا الا حمد الله انه لم يمت هذه الميتة وكان ممن قتل الحجاج عمران ابن عصام كما سبق وهو من علماء البصرة من الصالحين العباد اتي به اسيرا الى - 00:19:33
حجاج فقال له اشهد على نفسك بالكفر حتى اطلقك. فقال والله اني ما كفرت بالله منذ امنت به. فامر به فضربت عنقه. لا محاكمات ولا ثلاطعشر قاظي ولا قاظي واحد ظرب الاعناق لكبار وائمة وعلماء تشهد على نفسك بالكفر - 00:19:56
ومن هؤلاء عبدالرحمن بن ابي ليلى اتي به الحجاج اسيرا فضربت عنقه بين يديه صبرا واستمر الحجاج يتتبع هؤلاء ثم دخلت سنة اربع وثمانين للهجرة وفيها ظفر الحجاج برجل من كبار الادباء والبلغاء والفصحاء يقال له ايوب ابن القرية - 00:20:15
هذا الرجل يقال ان ابن الاشعث الزمه بان يقوم ويخطب بالناس ليحرضهم على الخروج على الحجاج حينما كانوا في سجستان حينما توجهوا الى رتبيل في البداية ثم رجعوا الى الحجاج كما ذكرنا فالزمه وهدده ابن الاشعث حتى قام - 00:20:40
قطيبا فكانت النهاية ان قتله الحجاج ومن هؤلاء عبدالله ابن الحارث ابن نوفل وسعد ابن اياس الشيباني بهذه السنة ايضا كانت نهاية ابن الاشعث بقي عند رتبيل كما سبق لكن الحجاج كتب الى رتبين يقول له والله الذي لا اله الا هو لئن لم تبعث الي ضمن الاشعث لابعثن الى بلادك - 00:21:01
الف الف مقاتل الف الف كم يعني؟ مليون ولا اخربنها فلما تحقق وعيد الحجاج استشار بعض الامراء عنده فاشاروا عليه بتسليم ابن الاشعث قبل ان يخرب الحجاج فارسل رتبيل الى الحجاج يشترط شروطا - 00:21:29
منها الا يقاتل عشر سنين هدنة. والا يؤدي في كل سنة منها الا مئة الف من الخراج. كان يؤدي سبع مئة الف فاجابه الحجاج الى ذلك بل قيل ان الحجاج وعده ان يطلق له خراج ارضه سبع سنين. عندها غدر روتبيل ابن الاشعث - 00:21:48
الذي امنه بعضهم يقول انه امر بضرب عنقه صبرا بين يديه بين يدي رتبي وبعث برأسه الى الحجاج وبعضهم يقول كان ابن الاشعث قد مرظ مرظا شديدا فقتله وهو باخر رمق. والمشهور انه قبظ عليه وعلى ثلاثين من قرابته - 00:22:08
قيدهم في الاصفاد وبعث بهم مع رسل الحجاج الى الحجاج. فلما كانوا ببعض الطريق بمكان يقال له الرخج صعد ابن الاشعث وهو مقيد بالحديد الى سطح قصر هناك ومعه رجل موكل به للحراسة من اجل الا يفر. فالقى ابن الاشعث نفسه من فوق سطح - 00:22:28
ذلك القصر وسقط معه ذلك الموكل به فمات جميعا. فعمد الرسول الى رأس ابن الاشعث فاحتزه وقتل فمن معه من اصحاب ابن الاشعث وبعث برؤوسهم الى الحجاج هذا المشهور فامر الحجاج فطيف برأسه في العراق - 00:22:52
ثم بعثه الى عبدالملك بن مروان بالشام فطيف برأسه في الشام. ثم عبدالملك بعث به الى اخيه عبدالعزيز. والد عمر بن عبد العزيز كان اميرا على مصر فبعث برأسه اليه فطيف بالرأس هناك ثم دفنوا رأسه بمصر - 00:23:11
وبقيت جثته بالرخج وفي هذا من العبر ما فيه كانت في هذا نهايته لكن باي صورة من هذه الصور الله اعلم لكن الاخير كان هو المشهور لكن تبقى ان هذه النهاية غير غير جيدة - 00:23:28
لجأ الى هؤلاء المحاربين للمسلمين ثم بعد ذلك غدروا به اما قتلوه او انهم بعثوا به الى الحجاج فكانت نهايته القتل اما انه سقط اسقط نفسه القى نفسه من فوق هذا القصر وهذا قتل النفس او غير ذلك - 00:23:45
هذه عواقب لا يتمناها الانسان لنفسه ايها الاحبة ولهذا يقول الحافظ ابن كثير لما ذكر خبره يقول والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالامارة وليس من قريش وانما هو كندي من اليمن. وقد اجتمع الصحابة يوم السقيفة على ان الامارة لا تكون الا في قريش. واحتج عليهم الصديق بالحديث في ذلك - 00:24:02
حتى ان الانصار سألوا ان يكون منهم امير مع امير المهاجرين فابى الصديق عليهم ذلك الى ان قال فكيف يعمدون الى خليفة قد بويع له بالامارة على المسلمين من سنين فيعزلونه وهو من صليبة قريش ويبايعون - 00:24:27
فلرجل كندي بيعة لم يتفق عليها اهل الحل والعقد. ولهذا لما كانت هذه زلة وفلتة نشأ بسببها شر كثير هلك فيه خلق كثير فانا لله وانا اليه راجعون. هذا كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله - 00:24:43
دخلت بعد ذلك سنة اربع وتسعين للهجرة بهذه السنة كان الامير على مكة خالد ابن عبد الله القسري. وهو من اهل الشدة والعس والبطش وكان الامير على المدينة النبوية عمر ابن عبد العزيز لكن صار الامير بعده اخر يقال له عثمان ابن حيان وهذا الرجل ايضا - 00:25:02
كذلك فكان بعض العلماء الذين كانوا مع ابن الاشعث بعضهم لجأ الى مكة وبعضهم لجأ الى المدينة. من هؤلاء سعيد ابن جبير كان الحجاج في جيش ابن الاشعث الذي سير الى رتبيل - 00:25:29
جعل سعيد ابن جبير على نفقات الجند مع ابن الاشاث يعني اعطاه عملا كبيرا وقربه فلما خلعه ابن الاشعث خلع الحجاج خلعه معه سعيد بن جبير فلما ظفر الحجاج بابن الاشعث واصحابه فر سعيد بن جبير الى اصبهان. فكتب الحجاج الى نائبها ان يبعثه اليه - 00:25:45
فلما سمع بذلك سعيد بن جبير فر منها وكان يعتمر في كل سنة ويحج ثم لجأ الى مكة فاقام بها الى ان وليها خالد بن عبدالله قصري فاشار من اشار على سعيد ابن جبير بالفرار من مكة فقال سعيد والله لقد استحييت من الله مما افر ولا مفر من قدره - 00:26:09
فلما تولى عثمان ابن حيان على المدينة صار يبعث من المدينة من اصحاب ابن الاشعث بالقيود فتعلم منه خالد ابن عبد الله القسري فصار يبحث عن هؤلاء منهم سعيد بن جبير اسمعوا الاسماء وعطاء بن ابي رباح - 00:26:31
ومجاهد ابن جبر وعمرو ابن دينار وطلق ابن حبيب. من بقي هؤلاء ائمة الدنيا من بقي؟ افتحوا اي صفحة من كتب التفسير بالمأثور تجدون هذه الاسماء ويقال ان الحجاج كتب الى الوليد يخبره ان بمكة اقواما من اهل الشقاق - 00:26:48
فبعث خالد بهؤلاء اليه لكنه عفا عن عطاء وعمرو بن دينار لانهما من اهل مكة وبعث باولئك الثلاثة. اما طلق ابن حبيب فمات في الطريق قبل ان يصل واما مجاهد فحبس حتى مات الحجاج. اما سعيد بن جبير - 00:27:05
ولاحظ الورع والدين يعني هم في الطريق ولما وصلوا الى العراق وضعوا في حبس دخل بعض اهل العلم على سعيد ابن جبير وقال انما هو واحد يعني الذي الجندي الذي كان معكم - 00:27:22
هلأ كتفتموه والقيتموه في الصحراء؟ قال فمن يطعمه اذا جاع ومن يسقيه اذا عطش لاحظ جندي يقودهم للقتل ائمة الدنيا ويقول نوثقه نلقيه في الصحراء من يطعمه؟ اذا جاع؟ ومن يسقيه اذا عطش - 00:27:36
فاين هذا ممن يقتل اقرب الناس اليه غدرا وخيانة ولؤما وبابشع القتالات نسأل الله العافية اي دين واي مذهب ولكن هذه حبائل الشيطان وطرق الشيطان الشاهد جيء بسعيد ابن جبير فلما وقف بين يدي الحجاج وعمر سعيد بن جبير يقارب الخمسين يعني قريب من ثمان واربعين سنة - 00:27:54
لزق فقال له يا سعيد الم اشرك في امانتي؟ الم استعملك؟ الم افعل؟ الم افعل؟ كل ذلك يقول نعم. حتى ظن من عنده او انه سيخلي سبيله. قال له فما حملك على ان خرجت علي وخلعت بيعة امير المؤمنين - 00:28:22
فقال سعيد ان ابن الاشعث اخذ مني البيعة على ذلك. وعزم علي فغضب عند ذلك الحجاج غضبا شديدا وانتفخ حتى سقط شق ردائه. وقال له ويحك الم اقدم مكة فقتلته ابن الزبير - 00:28:37
اخذت بيعة اهلها واخذت بيعتك لامير المؤمنين عبد الملك؟ قال بلى. قال ثم قدمت الكوفة واليا على العراق فجددت لامير المؤمنين البيعة فاخذت بيعة له ثانية؟ قال بلى. قال فنكثت بيعتين لامير المؤمنين. وتفي بواحدة للحائك ابن الحائك يقصد ابن الاشعث - 00:28:53
يا حرسي اضرب عنقه فضربت عنقه وقتل رحمه الله حتى كان ذلك في رمضان سنة خمس وتسعين وقيل اربع وتسعين بواسط وقد قال الامام احمد رحمه الله قتل سعيد بن جبير وما على وجه الارض احد الا وهو محتاج او مفتقر الى علمه. ما على وجه الارض - 00:29:13
احد الا وهو محتاج او مفتقر الى علمه. فهذا ايها الاحبة هذه الفتنة التي قد اتينا على اخر ما اردنا ذكره واراده فيها فيها من العبر والعظات الشيء الكثير قد يتتابع الناس وقد يكون مع هؤلاء من يكون من الكبار - 00:29:35
ولكن ذلك في طريق غير الصحيح على غير جادة ثم ايضا انظروا كيف كانت هذه النهايات هذه الفتنة كم تطاولت من السنين؟ وكم ذهب فيها من الاموال والنفوس وكم اشغلت الامة بهذه القتال؟ بهذه الحرب - 00:29:57
وكم ذهب فيها من الكبار الائمة وكم حصل بسبب ذلك من الخوف والشدة على الناس سواء كان اهل الشام او اهل العراق ثم كيف كانت نهاياتهم الذي اختفى والذي قتل في المعركة والذي قتل بعد ذلك جيء به الى الحجاج فقتل صبرا - 00:30:18
وماذا كانت نهاية ابن الاشعث فهذه ايها الاحبة حوادث كبار اعقبت مصائب وجرة فتنا وويلات اشتغل الناس فيها ببعضهم لكن كانت عواقب هؤلاء غير محمودة وهذا يذكر بكلام شيخ الاسلام الذي ذكرته في البداية وهو ان هؤلاء - 00:30:42
لم يحصل لهم ظفر وانه من حصل له ظفر فان ذلك عما قليل. يزول ويتلاشى فهذا التاريخ ايها الاحبة كتاب كبير ينبغي على العاقل والمؤمن ان لا يغرر بنفسه والا يفتات احد على الامة - 00:31:06
والا يلج احد من الناس بمداخل كهذه لا يتمكن بعد ذلك من الخروج منها وانما هي نفس نفس واحدة فيستعيذ المؤمن دائما من الشرور والفتن لو كان ايها الاحبة ينظر الانسان يفكر لو كان في ذلك الوقت ورأى هؤلاء الائمة جميعا اهل الكوفة واهل البصرة وهي مليئة بالعلماء كيف - 00:31:24
يكون حاله فيحمد الله ان نجاه وقد طويت تلك الصفحة وتبين ما فيها لكن حينما كانت مقبلة لم يكن هؤلاء يظنون او يعتقدون تلك المآلات ورفضوا العروض التي قدمها لهم عبدالملك ابن مروان من عزل الحجاج - 00:31:52
الى غير ذلك مما سمعتم كانوا يعتقدون ان الحال ستكون الى صلاح واصلاح وان المآل يكون الى نصر وظفر وعز للاسلام واهله. لكن لم تكن الامور كذلك فينبغي على المؤمن ان ينأى بنفسه عن - 00:32:12
ذلك كله وان يسأل ربه العافية وكذلك كل ما يمكن ان يجر الى ذلك ويؤدي اليه نسأل الله عز وجل ان يحفظنا واياكم بحفظه وان يجنبنا واياكم مضلات الفتن ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم - 00:32:34
اسأل الله تبارك وتعالى ان يرحم موتانا ويشفي مرضانا ويعافي مبتلانا وان يجعل اخرتنا خيرا من دنيانا وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه والا يجعله ملتبسا علينا فنضل والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:33:00
التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:01
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث في هذه الليلة عما كنا نتحدث عنه من فتنة ابن الاشعث وكان - 00:00:20
اخر تلك الوقائع التي وقعت بينه وبين الحجاج وقعت دير الجماجم او ما يسمى بوقعة الجماجم حيث نزل الحجاج في دير قرة ونزل الاشعث في دير الجماجم. وقلنا بان عامة الايام التي تطاولت - 00:00:38
في تلك المواجهة كانت لاهل العراق الذين كانوا مع ابن الاشعث وكان الامداد تأتيهم من كل ناحية واهل الشام في ضيق وشدة لا يأتيهم شيء من الاقوات والمدد وفقدوا اللحم. استمرت الحال - 00:01:02
على ذلك حتى دخلت سنة ثلاث وثمانين للهجرة. ولا زال القتال مستمرا على ما كان عليه والمبارزة في كل يوم بين الفرسان والرجال الابطال الذين استفرغت طاقاتهم وجهودهم بل نفوسهم وارواحهم - 00:01:23
في معارك كهذه لم يكن ذلك موجها الى اعداء الله عز وجل بالكفار في الفتوحات بل صار اشتغال الناس اشتغل بعضهم ببعض حتى كاد اهل العراق ان يكسروا اهل الشام. وقد حصل لهم التقدم والظفر بضعا وثمانين مرة - 00:01:47
ولك ان تتصور الايام التي تطاولت فيها هذه المعركة. لم تكن في يوم واحد او في اسبوع او في شهر ومع ذلك كان الحجاج في غاية الثبات لا يتزحزح بل اذا حصل له ظفر في يوم من الايام حفزه ذلك على مزيد من الاقدام - 00:02:11
القتال والتقدم في وجه خصومه هكذا كان دأبه ودأبهم حتى امر الحجاج بالحملة على كتيبة القراء العلماء. الذين كانوا يحرضون الناس ناس لهم تبع وكما سبق ان جيش ابن الاشعث كانت فيه كتيبة خاصة للقراء والمقصود بالقراء هم العلماء وكان فيهم - 00:02:33
امثال الحسن البصري ومجاهد ابن جبر وسعيد ابن جبير وامثال هؤلاء خلق كثير لا يحصيهم الا الا الله من المفسرين والفقهاء والمحدثين وكان من ابرزهم عامر ابن شراحيل الشعبي حتى ان الحسن البصري رحمه الله كان يحذر الناس من مثل هذا كما اوردنا بعض مقاله ولكنه قيل - 00:02:57
ابن الاشعث اذا اردت ان يتساقط الناس حولك قتلى كما كان الناس يتساقطون حول الجمل جمل عائشة رضي الله عنها في وقعة الجمل يتساقطون قتلى فاخرج الحسن البصري فاخرج الحسن البصري معه. يعني لم يبادر الحسن بالخروج بل كان يحذر الناس من ذلك. فاخرجه ابن الاشعث وقد استولى - 00:03:27
على البصرة كما سبق ثم استولى على الكوفة هكذا الفتن. امر الحملة على كتيبة القراء ولكنهم صبروا وثبتوا ثم جمع الحجاج الرماة من جيشه واغار بهم على جيش ابن الاشعث - 00:03:54
فقتل خلق كثير من هؤلاء الرماة ثم حمل على جيش ابن الاشعث مرة اخرى لا يكل ولا يمل حتى انهزم اصحاب ابن الاشعث وتضعضعوا وتفرقوا ففر ابن الاشعث من بين ايديهم ومعه فل قليل من الناس. عدد قليل - 00:04:14
من جيشه فاتبعه الحجاج جيشا كثيفا مع رجل يقود ذلك الجيش يقال له عمارة ابن تميم اللخمي معه ابن الحجاج ايضا محمد ابن الحجاج لكن القيادة لعمارة. فصاروا يتبعونهم لعلهم يظفرون بابن الاشعث حيا او ميتا. لكنه ما زال في - 00:04:37
الفرار ممعنا يقطع الاقاليم وهم في اثره حتى وصل الى كرمان. فاتبعه هؤلاء من اهل الشام فنزل بعض اهل الشام في قصر هناك قد نزل قبلهم فيه اهل العراق. فوجدوا قد كتب على بعض حيطانه - 00:04:59
كتب بعظ اهل العراق ابياتا من شعر ابي جلدة الي يشكر يقول ايا لهفا ويا حزنا جميعا ويا حر الفؤاد لما لقينا تركنا الدين والدنيا جميعا واسلمنا الحلائل والبنين فما كنا اناسا اهل دنيا - 00:05:21
فنمنعها ولو لم نرجو دينا تركنا دورنا لطغامي عك وانباط القرى والاشعرين ترون على ما صدر منهم. يقولون ما حصلنا دنيا ولا احرزنا الدين وتركنا الحلائل يعني الزوجات من بعدنا - 00:05:40
الحاصل ان ابن الاشعث توجه الى رتبي روتبيل الذي كان يقاتله ابن الاشعث وفتح كثيرا من بلاده واراد ان يتريث حتى يتمكن من تلك النواحي التي فتحها وكانت الحرب على اشدها مع رتبيل هذا الذي هو من جملة الترك - 00:06:01
وتبيل هذا من ملوك الترك الكفار انذاك. فتوجه اليه ابن الاشعث مع فنه توجه اليه وارسل اليه انه يقصده. فرحب به رتبي امنه ولكن في الطريق مر ابن الاشعث ببوست وهذه كانت من نواحي سجستان فلما رجع ابن الاشعث - 00:06:22
الى الحجاج الى العراق لقتاله ولى رجلا من اصحابه على بوست. فلما بلغ تلك الناحية في الطريق اكرمه هذا العامل العامل يعني الامير على الناحية واهدى اليه هدايا وانزله لكنه قال ادخل عندي - 00:06:47
الى البلد لتتحصن بها من عدوك ولكن لا تدع احدا ممن معك يدخل المدينة فاجابه ابن الاشعث مع ان اصحابه منعوه من ذلك ونهوه عنه فابى الا الدخول. فتفرق عنه اصحابه فلما دخل المدينة وثب عليه هذا العامل فامسكه واوثقه بالحديد - 00:07:07
واراد ان يتخذ به يدا عند الحجاج. يتقرب الى الحجاج ليكون له منزلة مع ان ابن الاشعث هو الذي عينه في هذه الناحية رتبين علم بذلك فتوجه بجيش الى بوست وارسل الى عاملها يقول والله لان اذيت ابن الاشعث لا ابرح حتى استنزلك - 00:07:32
واقتل جميع من في بلدك بخاف هذا الرجل وسير اليه ابن الاشعث استقبله رتبيل اكرمه واحسن نزله وعظمه فقال ابن الاشعث لرتبيل هذا العامل كان عاملي. ومن جهتي فغدر بي وفعل ما رأيت فاذن لي في قتله. فقال قد امنته. كان مع ابن الاشعث - 00:07:54
عبد الرحمن ابن عباس ابن ربيعة ابن الحارث ابن عبد المطلب وكان هو الذي يصلي بالناس هنالك في بلاد رتبة ثم ان جماعة من الفل الذين هربوا من الحجاج لاحظ هذا الفل اجتمعوا وساروا وراء ابن الاشعث يبحثون عن ابن الاشعث ليدركوا - 00:08:17
ليكونوا معه ذكر المؤرخون ان عددهم بلغ ستين الفا فصاروا الى سجستان لكنهم وجدوا ان ابن الاشعث دخل بلاد رتبيل فتغلب هؤلاء على سجستان. واخذوا هذا الذي غدر بابن الاشعث - 00:08:36
وعذبوه يقال له عبدالله بن عامر واخذوا اخوته وقرابته واستحوذوا على ما في سجستان من الاموال وانتشروا في تلك النواحي اخذوها ثم كتبوا الى ابن الاشعث ان اخرج الينا حتى نكون معك ننصرك على من يخالفك ونأخذ بلاد خراسان وقلنا بلاد خراسان كانت هي الاقوى - 00:08:56
من ناحية العتاد والرجال جيوش وما فيها من الاموال الكثيرة. وكان على خرسان يزيد ابن المهلب ابن ابي صفرة. قلنا ان المهلب توفي رحمه الله وهو من كبار القادة ودهاتهم. فكان ابنه يزيد وهو من الشجعان الشعراء - 00:09:18
كان بعده على تلك الناحية هؤلاء طلبوا من الاشعث ان يأتي وقالوا من اجل ان نتوجه الى خراسان فلنا هناك جند كثير فاذا اخذنا خرسان توجهنا الى الحجاج وننظر ما يقضي الله بيننا وبين الحجاج وعبد الملك - 00:09:38
خرج اليهم ابن الاشعث وسار معهم قليلا نحو خراسان فاعتزله مجموعة منهم من اهل العراق مع عبيد الله بن عبدالرحمن بن سمورة فقام فيهم ابن الاشعث وخطب وتكلم وذكر غدرهم ونكولهم عنه وعن القتال معه وقال لا حاجة لي بكم انا ذاهب الى - 00:09:58
ابي رتبي. لاحظ هؤلاء ليسوا من الخوارج والا لكفروه حينما ذهب الى رتبين. هؤلاء كانوا يكفرون الهواء. فكيف لو ذهب قائدهم الى رتبين لكن لا شك ان هذا اللجوء الى رتبين ليس بالشيء السهل - 00:10:18
ليس بالشيء السهل ان يقاتل الخليفة ثم بعد ذلك يلجأ الى ملك من اعداء المسلمين الذين يحاربونهم من اهل الحرب ان يذهب الى المحاربين ويصير اليهم ويلجأ اليهم فهذا امر لا يمكن ان يقبل. لسنا هنا نشتغل بالحكم على هذا او ذاك تلك - 00:10:35
امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون. ولكننا نتحدث عن الفتن ايها الاحبة. انظروا ماذا اراد؟ ثم الى اي شيء صار طارت النتيجة ان يلجأ الى المحاربين للمسلمين ليسوا اهل عهد ولا اهل ذمة - 00:10:57
وانما الى اهل الحرب يلجأ اليهم ويبقى في اكنافهم يحمونه من المسلمين تبعه طائفة منهم وبقي معظم الجيش فلما تركهم ابن الاشعث بايعوا عبدالرحمن ابن عباس ابن ربيعة الهاشمي وساروا معه الى - 00:11:17
فخرج اليهم اميرها يزيد ابن المهلب ليمنعهم من دخول بلاده وكتب يزيد الى عبد الرحمن ابن عباس هذا يقول له ان في البلاد متسعا فاذهب الى ارض ليس فيها سلطان - 00:11:34
فاني اكره قتالك وان كنت تريد مالا بعثت اليك فقال له عبدالرحمن انا لم نجيء لقتال احد وانما جئنا نستريح ونريح خيلنا ثم نذهب معنى المعروف انهم جاءوا لي خراسان ليستولوا عليها - 00:11:47
وقال لسنا بحاجة الى شيء مما عرضت من هذه الاموال. لكن لم يلبث عبد الرحمن حتى صار يرسل جنده الى تلك النواحي يأخذون الخراج هذه الارض ليست تابعة له هي تابعة يزيد ابن المهلب فصاروا يأخذون الخراج من اهل تلك النواحي. عندها لم يجدوا - 00:12:05
بدا يزيد ابن المهلب من الخروج اليهم ومعه اخوه المفضل في جيوش جرارة فلما صادفوهم اقتتلوا قتالا يسيرا فانهزم اصحاب عبدالرحمن وقتل يزيد منهم مقتلة عظيمة واسر منهم خلقا كثيرا واحتاز ما في معسكرهم. وبعث بهؤلاء الاسرى وفيهم محمد بن سعد بن ابي وقاص. الى - 00:12:27
الحجاج وصل هؤلاء الاسارى الى الحجاج فقتل اكثرهم وعفا عن بعضهم وكان الحجاج حينما انتصر على ابن الاشعث في الوقعة تلك يعني دير الجماجم نادى مناديه في الناس من رجع فهو امن. ومن لحق بقتيبة ابن مسلم بالري فهو امن هو من قادة الحجاج. وقلنا تلك النواحي كانت - 00:12:54
اتباع الحجاج فلحق به خلق كثير ممن كان مع ابن الاشعث ذهبوا الى قتيبة ابن مسلم يجاهدون الكفار فامنهم الحجاج ومن لم يلحق به ولم يرجع الى الحجاج صار الحجاج يتتبعهم فقتل منهم خلقا كثيرا كما سيأتي - 00:13:20
وكان الشعبي عامر بن شراحيل رحمه الله من جملة من صار الى قتيبة ابن مسلم فذكره يوما الحجاج فقيل له انه سار الى قتيبة. فكتب اليه ان ابعث الي بالشعبي - 00:13:39
هذا امام الدنيا في زمانه بالعلم كان لا يعرف القراءة والكتابة وكان يقول اقل ما احفظه الشعر ولو شئتم لحدثتكم شهرا لاعيد بيتا. يعني يروي الشعر شهر كامل متواصل لا يعيد بيتا هذا اقل شيء يحفظه - 00:13:51
وكان يقول نسيت من العلم لو حفظه انسان لكان به عالما فبعث بالشعب الى الحجاج صار الناس يتحدثون اتق الله في نفسك اتق الله في امة محمد يعني لا تجيب الحجاج بجواب يسفك به دمك. ابقي على نفسك الامة بحاجة الى علمك - 00:14:08
دخل على الحجاج وسلم عليه بالامرة ثم قال ايها الامير ان الناس قد امروني ان اعتذر اليك بغير ما يعلم الله انه الحق. قالوا قل له كلاما يطيب قلبه. قل ما شاركت. ما كنت معهم - 00:14:26
وايم الله لا اقول في هذا المقام الا الحق. قد والله تمردنا عليك وحرضنا وجهدنا كل الجهد فما الونا يعني يقول ما قصرنا فيما نستطيع فما كنا بالاقوياء الفجرة لانهم خرجوا على الخليفة - 00:14:41
ولا بالاتقياء البررة يعني الذين وفوا البيعة ولقد نصرك الله علينا واظفرك بنا فان سطوت فبذنوبنا وما جرت اليك ايدينا وان عفوت عنا فبحلمك. وبعد حجة لك علينا. فقال له الحجاج انت والله يا شعبي احب الي ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا ثم يقول ما فعلت ولا شهدت. يقول الناس شاركوا - 00:14:58
ويأتون ويحلفون انهم لم يشاركوا يقول قد امنت عندنا يا شعبي. يقول فانصرفت فلما مشيت قليلا قال هلم يا شعبي قال فوجل لذلك قلبي ثم ذكرت قوله قد امنت يا شعبي - 00:15:22
فاطمئنت نفسي فقال كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي؟ الحجاج كان يقربه قبل ان يلتحق بابن الاشعث ويعرف قدره كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي فقال اصلح الله الامير. قد اكتحلت بعدك السهر. واستوعرت السهولة واستوخمت الجناب واستحلست الخوف. واستحليت الهم - 00:15:36
وفقدت صالح الاخوان ولم اجد من الامير خلفا يقول صرت الى حال لا احسد عليها وما وجدت منك خلفا قال انصرف يا شعبي فانصرفت يقال ان الحجاج قتل خمسة الاف اسير من هؤلاء الذين سيرهم يزيد - 00:15:58
ابن المهلب قتلهم صبرا يعني يضرب رؤوسهم بالسيف ولما دخل الحجاج الكوفة جعل لا يبايع احدا من اهلها الا قال اتشهد على نفسك انك قد كفرت يقررهم انهم كفروا فاذا قال نعم بايعه وان ابى قتله - 00:16:16
يعني ليس مجرد اعتذار رجوع اعتراف بالخطأ لا انه قد كفر فان رفض قتله فقتل منهم خلقا كثيرا ممن ابى ان يشهد على نفسه بالكفر فجيء برجل فقال الحجاج ما اظن هذا يشهد على نفسه بالكفر لصلاحه ودينه - 00:16:34
الرجل يسمع هذا الكلام. كان الحجاج اراد مخادعته اراد ان يقول نعم لا يمكن ان اشهد على نفسي بالكفر. فقال هذا الرجل اخادعي انت عن نفسي؟ انا اكفر اهل الارض واكفر من فرعون وهامان ونمرود - 00:16:53
فضحك الحجاج وخلى سبيله. كان ينوي قتله ليغريه الصمود وعدم الاقرار على نفسه بالكفر فقال هذا الرجل هذه المقالة انه اكفر اهل الارض ثم شرع الحجاج يتتبع اصحابه الاشعث الذين اختفوا - 00:17:07
علماء قراء كبار فصار يقتلهم مثنى وفرادى هذا غير سائر المقاتلين. بل قيل انه قتل صبرا يعني يؤتى بالرجل امامه ويضرب بالسيف مئة وثلاثين الفا لكن هذا قد لا يخلو من مبالغة - 00:17:26
من هؤلاء محمد ابن سعد ابن ابي وقاص الذي سيره يزيد ابن المهلب وجماعة من السادات والكبار وفقد الناس كثيرين من الاعلام الكبار الذين كانوا مع ابن الاشعث منهم من هرب - 00:17:44
اتفق ومنهم من قتل في المعركة ومنهم من اسر فضرب الحجاج عنقه ومنهم من تتبعه الحجاج حتى قتله من هؤلاء الذين اختفوا او الذين ذهبوا عن الانظار مسلم ابن يسار - 00:18:00
الامام المعروف وابو مرانة العجلي هذا قتل وعقبة ابن عبد الغافر هذا قتل وعقبة ابن وساج هذا قتل وعبدالله ابن غالب الجهضمي قتل وابو الجوزاء الربعي هذا قتل والنظر ابن انس وعمران والد ابي جمرة الضبع - 00:18:17
وابو المنهال سيار بن سلامة الرياحي ومالك بن دينار وابو نجيد الجاهضمي وابو شيخ الهنائي وسعيد ابن ابي الحسن مع اخيه الحسن البصري. هذا اختفى ومن اهل الكوفة سعيد ابن جبير وعبد الرحمن ابن ابي ليلى عبد الله ابن شداد - 00:18:37
وابو عبيدة ابن عبد الله ابن مسعود والمعرور ابن سويد ومحمد ابن سعد ابن ابي وقاص ثم جيء به كما سبق. وابو البختري وطلحة ابن مصرف وزبيد ابن الحارث وعطاء ابن السائب - 00:18:58
يقول ايوب السختياني وهو من ائمة التابعين وخيارهم وعبادهم وعلمائهم يقول فما منهم احد صرع مع ابن الاشعث الا رغب عن مصرعه ولا نجى احد منهم الا حمد الله الذي سلمه - 00:19:17
لاحظ هذه كانت العاقبة والنتيجة ما صنع احد الا كان يتمنى الا تكون هذه نهايته ولا نجا الا حمد الله انه لم يمت هذه الميتة وكان ممن قتل الحجاج عمران ابن عصام كما سبق وهو من علماء البصرة من الصالحين العباد اتي به اسيرا الى - 00:19:33
حجاج فقال له اشهد على نفسك بالكفر حتى اطلقك. فقال والله اني ما كفرت بالله منذ امنت به. فامر به فضربت عنقه. لا محاكمات ولا ثلاطعشر قاظي ولا قاظي واحد ظرب الاعناق لكبار وائمة وعلماء تشهد على نفسك بالكفر - 00:19:56
ومن هؤلاء عبدالرحمن بن ابي ليلى اتي به الحجاج اسيرا فضربت عنقه بين يديه صبرا واستمر الحجاج يتتبع هؤلاء ثم دخلت سنة اربع وثمانين للهجرة وفيها ظفر الحجاج برجل من كبار الادباء والبلغاء والفصحاء يقال له ايوب ابن القرية - 00:20:15
هذا الرجل يقال ان ابن الاشعث الزمه بان يقوم ويخطب بالناس ليحرضهم على الخروج على الحجاج حينما كانوا في سجستان حينما توجهوا الى رتبيل في البداية ثم رجعوا الى الحجاج كما ذكرنا فالزمه وهدده ابن الاشعث حتى قام - 00:20:40
قطيبا فكانت النهاية ان قتله الحجاج ومن هؤلاء عبدالله ابن الحارث ابن نوفل وسعد ابن اياس الشيباني بهذه السنة ايضا كانت نهاية ابن الاشعث بقي عند رتبيل كما سبق لكن الحجاج كتب الى رتبين يقول له والله الذي لا اله الا هو لئن لم تبعث الي ضمن الاشعث لابعثن الى بلادك - 00:21:01
الف الف مقاتل الف الف كم يعني؟ مليون ولا اخربنها فلما تحقق وعيد الحجاج استشار بعض الامراء عنده فاشاروا عليه بتسليم ابن الاشعث قبل ان يخرب الحجاج فارسل رتبيل الى الحجاج يشترط شروطا - 00:21:29
منها الا يقاتل عشر سنين هدنة. والا يؤدي في كل سنة منها الا مئة الف من الخراج. كان يؤدي سبع مئة الف فاجابه الحجاج الى ذلك بل قيل ان الحجاج وعده ان يطلق له خراج ارضه سبع سنين. عندها غدر روتبيل ابن الاشعث - 00:21:48
الذي امنه بعضهم يقول انه امر بضرب عنقه صبرا بين يديه بين يدي رتبي وبعث برأسه الى الحجاج وبعضهم يقول كان ابن الاشعث قد مرظ مرظا شديدا فقتله وهو باخر رمق. والمشهور انه قبظ عليه وعلى ثلاثين من قرابته - 00:22:08
قيدهم في الاصفاد وبعث بهم مع رسل الحجاج الى الحجاج. فلما كانوا ببعض الطريق بمكان يقال له الرخج صعد ابن الاشعث وهو مقيد بالحديد الى سطح قصر هناك ومعه رجل موكل به للحراسة من اجل الا يفر. فالقى ابن الاشعث نفسه من فوق سطح - 00:22:28
ذلك القصر وسقط معه ذلك الموكل به فمات جميعا. فعمد الرسول الى رأس ابن الاشعث فاحتزه وقتل فمن معه من اصحاب ابن الاشعث وبعث برؤوسهم الى الحجاج هذا المشهور فامر الحجاج فطيف برأسه في العراق - 00:22:52
ثم بعثه الى عبدالملك بن مروان بالشام فطيف برأسه في الشام. ثم عبدالملك بعث به الى اخيه عبدالعزيز. والد عمر بن عبد العزيز كان اميرا على مصر فبعث برأسه اليه فطيف بالرأس هناك ثم دفنوا رأسه بمصر - 00:23:11
وبقيت جثته بالرخج وفي هذا من العبر ما فيه كانت في هذا نهايته لكن باي صورة من هذه الصور الله اعلم لكن الاخير كان هو المشهور لكن تبقى ان هذه النهاية غير غير جيدة - 00:23:28
لجأ الى هؤلاء المحاربين للمسلمين ثم بعد ذلك غدروا به اما قتلوه او انهم بعثوا به الى الحجاج فكانت نهايته القتل اما انه سقط اسقط نفسه القى نفسه من فوق هذا القصر وهذا قتل النفس او غير ذلك - 00:23:45
هذه عواقب لا يتمناها الانسان لنفسه ايها الاحبة ولهذا يقول الحافظ ابن كثير لما ذكر خبره يقول والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالامارة وليس من قريش وانما هو كندي من اليمن. وقد اجتمع الصحابة يوم السقيفة على ان الامارة لا تكون الا في قريش. واحتج عليهم الصديق بالحديث في ذلك - 00:24:02
حتى ان الانصار سألوا ان يكون منهم امير مع امير المهاجرين فابى الصديق عليهم ذلك الى ان قال فكيف يعمدون الى خليفة قد بويع له بالامارة على المسلمين من سنين فيعزلونه وهو من صليبة قريش ويبايعون - 00:24:27
فلرجل كندي بيعة لم يتفق عليها اهل الحل والعقد. ولهذا لما كانت هذه زلة وفلتة نشأ بسببها شر كثير هلك فيه خلق كثير فانا لله وانا اليه راجعون. هذا كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله - 00:24:43
دخلت بعد ذلك سنة اربع وتسعين للهجرة بهذه السنة كان الامير على مكة خالد ابن عبد الله القسري. وهو من اهل الشدة والعس والبطش وكان الامير على المدينة النبوية عمر ابن عبد العزيز لكن صار الامير بعده اخر يقال له عثمان ابن حيان وهذا الرجل ايضا - 00:25:02
كذلك فكان بعض العلماء الذين كانوا مع ابن الاشعث بعضهم لجأ الى مكة وبعضهم لجأ الى المدينة. من هؤلاء سعيد ابن جبير كان الحجاج في جيش ابن الاشعث الذي سير الى رتبيل - 00:25:29
جعل سعيد ابن جبير على نفقات الجند مع ابن الاشاث يعني اعطاه عملا كبيرا وقربه فلما خلعه ابن الاشعث خلع الحجاج خلعه معه سعيد بن جبير فلما ظفر الحجاج بابن الاشعث واصحابه فر سعيد بن جبير الى اصبهان. فكتب الحجاج الى نائبها ان يبعثه اليه - 00:25:45
فلما سمع بذلك سعيد بن جبير فر منها وكان يعتمر في كل سنة ويحج ثم لجأ الى مكة فاقام بها الى ان وليها خالد بن عبدالله قصري فاشار من اشار على سعيد ابن جبير بالفرار من مكة فقال سعيد والله لقد استحييت من الله مما افر ولا مفر من قدره - 00:26:09
فلما تولى عثمان ابن حيان على المدينة صار يبعث من المدينة من اصحاب ابن الاشعث بالقيود فتعلم منه خالد ابن عبد الله القسري فصار يبحث عن هؤلاء منهم سعيد بن جبير اسمعوا الاسماء وعطاء بن ابي رباح - 00:26:31
ومجاهد ابن جبر وعمرو ابن دينار وطلق ابن حبيب. من بقي هؤلاء ائمة الدنيا من بقي؟ افتحوا اي صفحة من كتب التفسير بالمأثور تجدون هذه الاسماء ويقال ان الحجاج كتب الى الوليد يخبره ان بمكة اقواما من اهل الشقاق - 00:26:48
فبعث خالد بهؤلاء اليه لكنه عفا عن عطاء وعمرو بن دينار لانهما من اهل مكة وبعث باولئك الثلاثة. اما طلق ابن حبيب فمات في الطريق قبل ان يصل واما مجاهد فحبس حتى مات الحجاج. اما سعيد بن جبير - 00:27:05
ولاحظ الورع والدين يعني هم في الطريق ولما وصلوا الى العراق وضعوا في حبس دخل بعض اهل العلم على سعيد ابن جبير وقال انما هو واحد يعني الذي الجندي الذي كان معكم - 00:27:22
هلأ كتفتموه والقيتموه في الصحراء؟ قال فمن يطعمه اذا جاع ومن يسقيه اذا عطش لاحظ جندي يقودهم للقتل ائمة الدنيا ويقول نوثقه نلقيه في الصحراء من يطعمه؟ اذا جاع؟ ومن يسقيه اذا عطش - 00:27:36
فاين هذا ممن يقتل اقرب الناس اليه غدرا وخيانة ولؤما وبابشع القتالات نسأل الله العافية اي دين واي مذهب ولكن هذه حبائل الشيطان وطرق الشيطان الشاهد جيء بسعيد ابن جبير فلما وقف بين يدي الحجاج وعمر سعيد بن جبير يقارب الخمسين يعني قريب من ثمان واربعين سنة - 00:27:54
لزق فقال له يا سعيد الم اشرك في امانتي؟ الم استعملك؟ الم افعل؟ الم افعل؟ كل ذلك يقول نعم. حتى ظن من عنده او انه سيخلي سبيله. قال له فما حملك على ان خرجت علي وخلعت بيعة امير المؤمنين - 00:28:22
فقال سعيد ان ابن الاشعث اخذ مني البيعة على ذلك. وعزم علي فغضب عند ذلك الحجاج غضبا شديدا وانتفخ حتى سقط شق ردائه. وقال له ويحك الم اقدم مكة فقتلته ابن الزبير - 00:28:37
اخذت بيعة اهلها واخذت بيعتك لامير المؤمنين عبد الملك؟ قال بلى. قال ثم قدمت الكوفة واليا على العراق فجددت لامير المؤمنين البيعة فاخذت بيعة له ثانية؟ قال بلى. قال فنكثت بيعتين لامير المؤمنين. وتفي بواحدة للحائك ابن الحائك يقصد ابن الاشعث - 00:28:53
يا حرسي اضرب عنقه فضربت عنقه وقتل رحمه الله حتى كان ذلك في رمضان سنة خمس وتسعين وقيل اربع وتسعين بواسط وقد قال الامام احمد رحمه الله قتل سعيد بن جبير وما على وجه الارض احد الا وهو محتاج او مفتقر الى علمه. ما على وجه الارض - 00:29:13
احد الا وهو محتاج او مفتقر الى علمه. فهذا ايها الاحبة هذه الفتنة التي قد اتينا على اخر ما اردنا ذكره واراده فيها فيها من العبر والعظات الشيء الكثير قد يتتابع الناس وقد يكون مع هؤلاء من يكون من الكبار - 00:29:35
ولكن ذلك في طريق غير الصحيح على غير جادة ثم ايضا انظروا كيف كانت هذه النهايات هذه الفتنة كم تطاولت من السنين؟ وكم ذهب فيها من الاموال والنفوس وكم اشغلت الامة بهذه القتال؟ بهذه الحرب - 00:29:57
وكم ذهب فيها من الكبار الائمة وكم حصل بسبب ذلك من الخوف والشدة على الناس سواء كان اهل الشام او اهل العراق ثم كيف كانت نهاياتهم الذي اختفى والذي قتل في المعركة والذي قتل بعد ذلك جيء به الى الحجاج فقتل صبرا - 00:30:18
وماذا كانت نهاية ابن الاشعث فهذه ايها الاحبة حوادث كبار اعقبت مصائب وجرة فتنا وويلات اشتغل الناس فيها ببعضهم لكن كانت عواقب هؤلاء غير محمودة وهذا يذكر بكلام شيخ الاسلام الذي ذكرته في البداية وهو ان هؤلاء - 00:30:42
لم يحصل لهم ظفر وانه من حصل له ظفر فان ذلك عما قليل. يزول ويتلاشى فهذا التاريخ ايها الاحبة كتاب كبير ينبغي على العاقل والمؤمن ان لا يغرر بنفسه والا يفتات احد على الامة - 00:31:06
والا يلج احد من الناس بمداخل كهذه لا يتمكن بعد ذلك من الخروج منها وانما هي نفس نفس واحدة فيستعيذ المؤمن دائما من الشرور والفتن لو كان ايها الاحبة ينظر الانسان يفكر لو كان في ذلك الوقت ورأى هؤلاء الائمة جميعا اهل الكوفة واهل البصرة وهي مليئة بالعلماء كيف - 00:31:24
يكون حاله فيحمد الله ان نجاه وقد طويت تلك الصفحة وتبين ما فيها لكن حينما كانت مقبلة لم يكن هؤلاء يظنون او يعتقدون تلك المآلات ورفضوا العروض التي قدمها لهم عبدالملك ابن مروان من عزل الحجاج - 00:31:52
الى غير ذلك مما سمعتم كانوا يعتقدون ان الحال ستكون الى صلاح واصلاح وان المآل يكون الى نصر وظفر وعز للاسلام واهله. لكن لم تكن الامور كذلك فينبغي على المؤمن ان ينأى بنفسه عن - 00:32:12
ذلك كله وان يسأل ربه العافية وكذلك كل ما يمكن ان يجر الى ذلك ويؤدي اليه نسأل الله عز وجل ان يحفظنا واياكم بحفظه وان يجنبنا واياكم مضلات الفتن ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم - 00:32:34
اسأل الله تبارك وتعالى ان يرحم موتانا ويشفي مرضانا ويعافي مبتلانا وان يجعل اخرتنا خيرا من دنيانا وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه والا يجعله ملتبسا علينا فنضل والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:33:00