الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته عرفنا ايها الاحبة ماذا كانت بواعث هؤلاء الخوارج حينما نهضوا الى المدينة وكيف تطورت مطالبهم وتحولت - 00:00:01
من جوانب يمكن معالجتها الى قضايا لا يمكن موافقتهم عليها بحال من الاحوال حيث حددوا له خيارات ثلاثة منها القتل او ان يقتص منه لكل من عاقبه بحبس او جلد - 00:00:29
وكذلك الا يعين احدا من الولاة الا بالرجوع اليهم بعد ان يعزل جميع هؤلاء الولاة يعني ان يصير هؤلاء هم الذين يحكمون البلاد والعباد وعثمان او الخليفة الذي يأتي من بعده يكون مجرد - 00:00:53
صورة يرجع الى حرقوص والراسب وامثال هؤلاء من النكرات والمجاهيل والمفتونين ثم بعد ان قتلوا عثمان رضي الله تعالى عنه لم ينتهوا بل نازعوا عليا رضي الله تعالى عنه وعرفنا - 00:01:11
كيف انشب الحرب بين اهل الشام والعراق بعد الصلح كل ذلك من اجل النظر الى مصالحهم الذاتية فتحولت مصالح الامة والمطالب الاصلاحية التي كانوا يزعمونها الى قضايا وحظوظ نفسية ثم بعد ذلك كفروا علي رضي الله عنه الذي - 00:01:32
كانوا يقولون بانه المقدم والاحق بالخلافة من عثمان رضي الله عنه فكفروه وكفروا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستثنوا احدا لم يستثنوا احدا وعرفنا ان هؤلاء يمثلون مجموعات - 00:01:58
فوضوية باحسن ما يمكن ان توصف به بهذه الليلة ايها الاحبة سنذكر ان شاء الله ما يكون فيه بالمنتهى بيان حال هؤلاء من جهة التكوين العقلي والادراك ما يتمتع به هؤلاء الخوارج - 00:02:23
من عقول ضعيفة فاحسن ما يصدق عليهم وما يوصفون به انهم سفهاء الاحلام هؤلاء من خلال ما سيأتي ان شاء الله هم قوم اهل افتراق ولديهم قابلية شديدة للشقاق والتمزق والتفرق - 00:02:49
وتجد الواحد منهم مع ضعف عقله وتفكيره وما لديه من القابلية الشديدة للتنازع والاختلاف تجد الواحد من هؤلاء في الوقت نفسه هو متلاف افة تتلف ليس لهم سعي ولا عمل - 00:03:16
الا في الاتلاف والهدم يتفرقون لاتفه الاسباب وذكرنا في اخر ما ذكرنا في المجلس السابق ان هؤلاء حينما تجمعوا في النهروان وصار اولئك الشبان يتسللون من الامصار من الكوفة والبصرة وغيرهما - 00:03:36
كما قال ابن كثير رحمه الله من بين الاباء والامهات والاعمام والعمات والاخوال والخالات ثم يذهبون الى هؤلاء حيث اجتمعوا ومضى كلام اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وخطابهم لهؤلاء - 00:04:03
قبل المعركة وكان المطلب محددا واضحا سلموا لنا هؤلاء القتلة الذين قتلوا عبدالله بن خباب واولئك النسوة فقالوا كلنا قتلة خطبهم علي يعظهم رضي الله عنه خطبهم ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه - 00:04:23
وخطبهم قيس ابن سعد ابن عبادة رضي الله عنه يذكرونهم بالله ويعظونهم ولكن كانت النتيجة انهم قالوا كلنا قتلة ولو تمكنا لقتلناكم جميعا ثم اجمعوا امرهم ونادى بعضهم بعضا لا تخاطبوهم ولا تكلموهم - 00:04:45
وتهيأوا للقاء الله. الرواح الرواح الى الجنة لاحظ الان هؤلاء يتهافتون على الموت لديهم شجاعة لديهم اقدام ولكن من غير دين صحيح ولا عقل رجيح فاذا فقد العلم وصار العقل - 00:05:10
ضعيفا استحكمت هلكت المرء فلا علم يرشده ولا عقل يدله فهو ابعد ما يكون عن الهداية سفيه والسفيه هو خفيف العقل خفيف العقل يقال له السفيه فهو يطيش ويطير مع كل - 00:05:35
ما يلوح له فهؤلاء تنادوا الرواح الرواح الى الجنة. وتأملوا بهذه الاحداث التي اسوقها كيف حال هؤلاء من القابلية الشديدة للشقاق والنزاع. انظروا فقال عبدالله بن وهب الراسبي كما سيأتي - 00:05:58
او الى النار هذا قائدهم في المعركة او الى النار فلما قال ذلك قالوا هذا يشك بالمصير ثم بعد ذلك التفتوا اليه واختلفوا عليه قابل نشوب المعركة بلحظات انما يتداعون ويتنادون الرواح الرواح الى الجنة. فقال او الى النار. كلمة جاءت على لسانه - 00:06:20
كانه اراد ان لا يجزم الواحد بالخاتمة والنهاية فقد تكون نيته فيها ربما فقالوا هذا يشك فكفره طائفة منهم فامر علي رضي الله عنه ابا ايوب الانصاري رضي الله عنه ان يرفع راية للامان لمن وضع السلاح وانصرف - 00:06:45
رجع منهم جماعة كبيرة على اختلاف في تقدير عدد من كانوا في النهروان. فبعضهم يقول ان اولئك الذين اجتمعوا لربما يصلون الى اثني عشر الفا في بعض التقديرات وفي بعضها انهم اقل من ذلك يصلون الى اربعة الاف وفي بعضها يصلون الى الفين - 00:07:09
فرجع منهم عدد كبير على التقدير انهم اربعة الاف رجع ثلاثة الاف الى راية الامان وبقي الف مع عبد الله ابن وهب الراسبي. اولئك كفروه ولاحظوا الان ان شعبوا الى فرقتين - 00:07:31
واصبح التكفير بينهم وسيأتي ذكر احدى الفرق من هؤلاء الخوارج كان منشأ الافتراق هو هذه القضية فهذا اول افتراق بينهم الافتراق الذي يؤدي الى التكفير طحنه الاخيار والصلحاء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اهل العلم وكفروهم فرجعوا الى انفسهم نسأل الله العافية - 00:07:52
بالطحن و التكفير زحفوا الى جيش علي رضي الله عنه فقال لاصحابه كفوا عنهم حتى يبدأوكم فجاء الخوارج في حال من الاغارة والاسراع في الهجوم يتهافتون على الموت وهم يرددون لا حكم الا لله الرواح الرواح الى الجنة - 00:08:23
فنهض اليهم من مع علي رضي الله تعالى عنه كما تصف الروايات واناموهم اناموهم يعني يعني جعلهم صرعة قتلوهم ابادوهم حتى انه كما قال علي رضي الله عنه قبل المعركة والله لا يقتل منكم عشرة. ولا يبقى منهم عشرة - 00:08:52
العدد الكبير لا يبقى منهم عشرة الذين بقوا منهم نحو سبعة والباقي ترعى حتى انه في بعض المواضع الجثث مكومة بعضها فوق بعض نسأل الله العافية وما وجدوا ذا السدية - 00:09:13
الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم علامة بيده كالثدي ما وجدوه الا بعد بحث مكرر ومستمر تحت القتلى فوقه جثث فاخرجوه من تحتهم فسجد علي رضي الله عنه وقال الله اكبر - 00:09:31
جعل النبي صلى الله عليه وسلم علامتهم هو هذا الرجل قتل في هذه المعركة بطبيعة الحال كبار هؤلاء الخوارج ورؤوسهم قتل عبدالله بن وهب الراسبي هذا الذي كان يسمي علي رضي الله عنه بالجاحد - 00:09:49
الجاحد اذا كانوا قاموا على عثمان رضي الله عنه ثم على علي وصار الجاحد والكافر اذا من الذي سيطيعونه وينقادون له ويستجيبون بعد هؤلاء عثمان وذكروا ما فيه فجاء علي الذي كانوا يطلبونه - 00:10:07
امرته وصاروا يكفرونه ويسمونه بالجاحد قتل عبد الله بن وهب وحرقوص بن زهير وشريح بن اوفى وعبدالله ابن شجرة السلمي الذي خطب بكى بما ذكرنا في المجلس السابق وجعل علي رضي الله عنه يمشي بين القتلى من هؤلاء - 00:10:28
ويقول بؤسا لكم لقد ضركم من غركم فقالوا يا امير المؤمنين من غرهم؟ قال الشيطان وانفس بالسوء امارة غرتهم بالاماني وزينت لهم المعاصي لاحظ ونبأتهم انهم ظاهرون هؤلاء عند انفسهم - 00:10:51
ان الظهور والغلبة والنصر والتمكين بالنسبة لهم انه اقرب من اليد للفم وان القضية الى الصباح او الضحى ثم بعد ذلك ينتهي كل شيء ويصير هؤلاء هم الذين يأخذون بازمة الامور. عندهم نفوس - 00:11:12
تزين لهم مثل هذه التصورات ولربما معها منامات فتجد الواحد من هؤلاء في وقت شدة وضيق وعناء وملاحقة وما الى ذلك وتجد انه يتوسد على اوهام ضخمة وان القضية مجرد ايام - 00:11:35
ويتحول كل شيء ايام ويتحول كل شيء نسأل الله العافية. فهذا كلام علي رضي الله تعالى عنه بطبيعة الحال قبل هذه المعركة ايضا اتى اليهم ابن عباس رضي الله عنهما - 00:11:55
وناظرهم المناظرة المشهورة وانا اذكر مقتطفات من هذه المناظرة لما ذكرت لبيان عقول هؤلاء ومنزلة هؤلاء من العلم جاء اليهم ابن عباس واستأذن عليا رضي الله عنه ان يذهب قبل المعركة ليحاورهم ليقيم عليهم الحجة. ولاحظوا القضية ما كانت - 00:12:13
فاصلحوا بينهما وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا القضية لم تكن هكذا. انما كانت القضية عند اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استتابة هؤلاء ومطالبة هؤلاء بالكف عن الافساد ووظع السلاح - 00:12:38
هنا لا مجال للاصلاح بين قوم يقتلون اهل الاسلام ويحملون السلاح وينحرونهم ويذبحونهم ذبحا كما فعلوا بعبدالله ابن خباب رحمه الله وبقر بطن هذه الامة. فطرح قضية فاصلحوا بينهما مع الخوارج هي طرح في غير موضعه - 00:12:54
طرح في غير موضعه هؤلاء عليهم ان يكفوا وان يتوبوا وان يضعوا السلاح اما ان يعيث في الارض فسادا هؤلاء ليس الخلاف معهم في قضية ارض او في اموال او نحو ذلك. القضية ان هؤلاء يرون - 00:13:15
ان هؤلاء يحلوا قتلهم وتحل اموالهم وتحل نساؤهم وصبيانهم يستحلون من المسلمين كل هذا كما سيأتي الشاهد اتى اليهم ابن عباس رضي الله عنه دخل عليهم وهم قائلون في القائلة الظهر - 00:13:33
يقول فاذا هم مسهمة وجوههم من السهر قد اثر السجود في جباههم كان ايديهم دفنوا الابل يعني اثر العبادة والاجتهاد في الطاعة اثر في جباههم وايديهم ووجوه مسهمة اثر السهر واضح فيها السهر في قيام الليل - 00:13:55
عليهم قمص مرحضة يعني لبس اهل الزهاجة والتقشف فقالوا ما جاء بك يا ابن عباس وبعدين سألوه سؤال سخرية ما هذه الحلة التي عليك حلة جميلة ما هذه الحلة التي عليك - 00:14:16
فقال ما تعيبون مني؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن ما يكون من ثياب اليمنية ثم قرأ عليهم الاية يقول من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات - 00:14:34
من الرزق ثم بعد ذلك قال لهم انا اتيتكم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعليهم نزل القرآن وهم اعلم بتأويله اتيت لابلغكم عنهم وابلغكم عنهم فقال بعضهم لا تخاصموه - 00:14:46
لا تخاصموا قريشا فالله يقول بل هم قوم خصمون فقال اخرون بل نكلمه يقول فكلمني رجلا او ثلاثة من هذا العدد الكبير الذي قدره بعضهم اثني عشر الفا قال لهم ماذا نقتم على علي - 00:15:05
رضي الله عنه فقالوا ثلاثا ثلاثة اشياء فقال ما هن؟ قالوا اولا حكم الرجال في امر الله هذا الان سبب التكفير حكم الرجال في امر الله وقال الله عز وجل ان الحكم الا لله - 00:15:24
لاحظ الان هم يستدلون بايات وهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يقرأون القرآن لكن قراءة بلا فقه ولا علم هل هذا يعني ان القرآن فيه مشكلة؟ الجواب لا - 00:15:41
هل هذا يعني ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان عندهم مشكلة هل كان خطاب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتربية اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هي المشكلة - 00:15:54
البيئة الصالحة في ذلك الوقت هل كانت المشكلة؟ الجواب لا وانما هؤلاء قوم اهل فتنة قال اولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبا له اتق الله وقال القائل هذه قسمة ما اريد بها وجه الله. هذا موجه للنبي - 00:16:04
صلى الله عليه وسلم الشاهد ان ابن عباس رضي الله عنهما قال هذه واحدة الثانية قالوا قاتل فلم يسب النساء يعني ولم يغنم يعني لماذا يقاتل اهل الشام ويأخذ نسائهم - 00:16:28
لماذا قاتلهم ولم يأخذ ولم يسبي النساء يأخذ الأموال فلان كانوا مؤمنين ما حل له قتالهم ولئن كانوا كافرين لقد حل قتالهم وسباهم قال والثالثة؟ قالوا محا نفسه من امير المؤمنين في وقت التحكيم بين - 00:16:44
اهل الشام واهل العراق فان لم يكن امير المؤمنين لاحظ التفكير والعقل والعلم فهو امير الكافرين يقول قلت ارأيتم ان اتيتكم من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينقض قولكم هذا اترجعون؟ قالوا وما لنا الا نرجع - 00:17:02
قال اما قولكم حكم الرجال في امر الله فان الله عز وجل قال في كتابه يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم ومن قتله منكم فجزاء مثل ما قتل من النعم - 00:17:21
يحكم به ذوى عدل منكم. وقال في المرأة وزوجها وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها فسير الله تعالى ذلك الى حكم الرجال. فناشدتكم الله اتعلمون - 00:17:34
حكم الرجال في دماء المسلمين وفي اصلاح ذات بينهم افضل او في دم ارنب يعني الصيد وتقويم الصيد ثمن ربع درهم وفي بضع امرأة خلاف بين الرجل وامرأته قالوا بل هذا افضل يعني دماء المسلمين - 00:17:52
قال اخرجت من هذه قالوا نعم يعني هذا الكلام فيه حجة واقناع قالوا نعم قال واما قولكم قاتل فلم يسب ولم يغنم افتسبون امكم عائشة؟ لان عائشة رضي الله عنها كانت في - 00:18:09
الصف الاخر اهل الشام في وقعة الجمل افتسبون امكم عائشة رضي الله عنها؟ فان قلتم نسبيها فنستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم وان قلتم ليست بامنا فقد كفرتم - 00:18:26
فانتم تترددون بين ضلالتين اختاروا واحدة اخرجت من هذه؟ قالوا بلى قال واما قولكم محا نفسه من امير المؤمنين فانا اتيكم بمن ترضون ان نبي الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية حينما صالح ابا سفيان وسهيل ابن عمرو - 00:18:43
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب يا علي هذا ما صالح عليه محمد رسول الله فقال ابو سفيان وسهيل بن عمرو ما نعلم انك رسول الله. ولو نعلم انك رسول الله ما قاتلناك - 00:19:01
قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انك تعلم اني رسولك امح يا علي واكتب هذا ما صالح عليه محمد ابن عبد الله وابو سفيان وسهيل ابن عمر قال فرجع منهم الفان وبقيتهم فخرجوا - 00:19:15
على علي رضي الله تعالى انا كما ذكرت لاحظ هؤلاء وقعت مناظرة اخرى ايظا مع عمر ابن عبد العزيز رحمه الله. لاحظ الان عمر بن عبد العزيز امام في العلم - 00:19:32
والعدل سارت بسيرته الركبان رحمه الله ورضي عنه هؤلاء خرجوا على عمر ابن عبد العزيز بعد ذلك الخوارج خرجوا على عمر ابن عبدالعزيز رجل اسمه شوذب او يلقب بشوذب في ثمانين رجلا - 00:19:49
فكتب عمر بن عبد العزيز الى عامله بالكوفة الى امير الكوفة الا يحركهم حتى يسفكوا الدم الحرام ويفسدوا في الارض فان فعلوا وجه اليهم رجلا حازما يعني في جيش فبعث - 00:20:12
اليهم محمد ابن جريء ابن عبد الله البجلي في الفين واوصاه بما قاله عمر ابن عبد العزيز رحمه الله فهذا الرجل هذا القائد وجه اليه خطاب من عمر ابن عبد العزيز يسأله عن مخرجه - 00:20:29
قبل مشروب المعركة يقول عمر رحمه الله بلغني انك خرجت غضبا لله ولرسوله ولست اولى بذلك مني يقول انا ايضا عندي غيرة واغضب لله ورسوله. فهلم الي اناظرك فان كان الحق بايدينا دخلت فيما دخل الناس - 00:20:51
وان كان في يدك نظرنا في امرك فارسل اليه هذا الرجل الى عمر ابن عبد العزيز انك قد انصفت فبعث اليه رجلين للمناظرة جاء هذان الى عمر ابن عبد العزيز - 00:21:12
فقال لهما ما اخرجكما وما الذين قمتم عليه انظروا الان هؤلاء كيف يفكرون وكيف يكون هؤلاء مع اعدل الناس فقال احدهما ما نقلنا سيرتك انك لتتحرى العدل والاحسان يكفي هذا - 00:21:26
لا ما يكفي قالوا اخبرنا عن قيامك بهذا الامر. اعن رضا من الناس ومشهورة ام ابتززتم امرهم وقالوا له بيننا وبينك امر واحد قال ما هو؟ قالوا رأيناك خالفت اعمال اهل بيتك. يعني الخلفاء الذين كانوا من قبلك ورد المظالم التي اخذها بنو امية بغير حق - 00:21:45
قالوا سميتها مظالم. فان كنت على هدى وهم على الضلال فالعنهم وابرأ منه فقال عمر قد علمت انكم لم تخرجوا طلبا للدنيا ولكنكم اردتم الاخرة فاخطأتم طريقها ان الله عز وجل لم يبعث رسوله صلى الله عليه وسلم لعانا - 00:22:09
وقال ابراهيم عليه السلام فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم وقال الله عز وجل اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدح يعني ابراهيم صلى الله عليه وسلم ممن امر نبينا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء - 00:22:29
به يقول وقد سميت اعمالهم ظلما وكفى بذلك ذما ونقصا وليس لعن اهل الذنوب فريضة لا بد منها. فان قلتم انها فريضة فاخبرني. متى لعنت فرعون يسأل هذا الرجل يقول له الان تقول لابد ان العن - 00:22:49
بني امية من قرابتي اخبرني متى لعنت فرعون فقال الرجل لا اذكر متى لعنته قال افيسعك الا تلعن فرعون وهو اخبث الخلق وشرهم ولا يسعني الا العن اهل بيتي وهم مصلون صائمون - 00:23:08
قال الرجل هذا اما هم كفار بظلمهم قال لا لان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس الى الايمان فكان من اقر به وبشرائعه قبل منه فان احدث حدثا اقيم عليه الحد - 00:23:25
يعني انه بذنوبه ومظالمه لا يخرج من الاسلام بهذه المعاصي فقال هذا الرجل ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا الناس الى توحيد الله والاقرار بما نزل من عنده قال عمر - 00:23:41
فليس احد منهم من هؤلاء من بني امية يقول لا اعمل بسنة رسول الله. ولكن القوم اسرفوا على انفسهم على علم منهم انه محرم عليهم ولكن غلب عليهم الشقاء فقال هذا الرجل فابرأ ممن خالف عملك - 00:23:55
ورد احكامهم. فقال عمر اخبراني عن ابي بكر وعمر اليس على حق قال بلى قال اتعلمان ان ابا بكر حين قاتل اهل الردة سفك دماءهم وسفد ذراري واخذ الاموال؟ قال بلى. قال اتعلمان ان عمر رد السبايا بعده الى عشائرهم بفدية يعني عمر لما تولى الخلافة - 00:24:11
اعاد الصبايا المرتدين في فدية يعني خالف حكم ابي بكر رضي الله عنه فيهم قال نعم. قال فهل عمر من ابي بكر؟ قال لا. يعني هل حكم واحد؟ قال لا. قال فتبرأون انتم من واحد منهما - 00:24:31
قال لا قال لهم فاخبراني عن اهل النهروان يعني اسلاف هؤلاء قال وهم اسلافكم هل تعلمان ان اهل الكوفة خرجوا فلم يسفكوا دما ولم يأخذوا مالا وان من خرج اليهم من اهل البصرة - 00:24:47
قتلوا عبدالله ابن خباب وجاريته وهي حامل؟ قال نعم قال فهل برئ من لم يقتل ممن قتل قال لا قال افتبرؤون انتم من احدى الطائفتين؟ يعني من اسلافكم اهل الكوفة او اهل البصرة اختلف حكمهم - 00:25:03
فقالوا لا فقال لهم افيسعكم ان تتولوا ابا بكر وعمر واهل البصرة واهل الكوفة وقد علمتم اختلاف اعمال هؤلاء واحكامهم ولا يسعني الا البراءة من اهل بيتي والدين واحد يعني مجرد معاصي - 00:25:19
فاتقوا الله فانكم جهال تقبلون من الناس مارد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتردون عليهم ما قبل معوا هذا الوصف ويأمن عندكم من خاف عنده يأمن عندكم من خاف عنده - 00:25:36
ويخاف عندكم من امن عنده فانكم يخاف عندكم من يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وكان من فعل ذلك عند رسول الله امنا وحقن دمه وماله وانتم تقتلونه - 00:25:55
ويأمن عندكم سائر اهل الاديان فتحرمون دماءهم واموالهم. تقول هذي دماء اهل الذمة واموال اهل الذمة لاحظوا هذه العقول الفاسدة التالفة هؤلاء حينما فعلوا ذلك وخرجوا على علي رضي الله تعالى عنه - 00:26:11
وحصل ما حصل من قتلهم صار هؤلاء في حال من التدبير والتفكير بالخلاص من علي رضي الله تعالى عنه ومن معاوية ومن عمرو ابن العاص فاجتمع ثلاثة من هؤلاء الخوارج - 00:26:36
الاول هو عبدالرحمن ابن ملجم طبعا هذا كما ذكرنا في صفته في المرة الماضية اسمر الوجه له شعر الى منكبيه وعلامة السجود في جبهته الرجل الاخر يقال له البرك ابن عبد الله التميمي - 00:26:59
والثالث عمرو بن بكر التميمي. اجتمعوا وحصل بينهم نجوى فيما حل باخوانهم على يد علي رضي الله تعالى عنه يوم النهروان. ترحموا عليهم وقالوا ماذا نصنع بالبقاء بعدهم كانوا من خير الناس اكثر الناس صلاة وكانوا دعاة الناس الى ربهم لا يخافون في الله لومة لائم - 00:27:20
فلو شرينا انفسنا فاتينا ائمة الضلالة امة الضلالة من عالي ومعاوية وعمرو بن العاص يعني الان هؤلاء هم محور الشر في العالم اللي يجب الخلاص منه ائمة الضلالة فقتلناهم فارحنا منهم البلاد - 00:27:47
واخذنا منهم ثأر اخواننا فقال ابن ملجم انا اكفيكم عليا وقال البرك انا اكفيكم معاوية وقال عمرو بن بكر انا اكفيكم عمرو ابن العاص فتعاهدوا وتواثقوا الا يدع احد منهم صاحبه حتى يقتله - 00:28:06
وصاروا يسقون اسيافهم السم بحيث ان الضربة ولو لم تكن في مقتل فانها تسري هذا المصاب حتى يموت الشاهد الموعد متى ساعة التنفيذ لاحظوا قد تستغرب يعني احيانا اوقات فاضلة في عشر ذي الحجة - 00:28:28
في رمضان في العشر الاواخر يعني اين هؤلاء؟ اين قلوبهم؟ في هذه الاوقات الشريفة هذا منذ زمن بعيد اتفقوا على ليلة السابع عشر من رمضان ان يبيت كل واحد منهم - 00:28:52
صاحبه واين اين هذا الوقت الشريف في رمضان وفي المسجد في المسجد وفي اي حال وهو يصلي طبعا السنة كما هو معروف ان الامراء هم الائمة في الصلاة فعلي رضي الله عنه هو الذي يصلي بالناس وعمرو بن العاص هو الذي يصلي بالناس في مصر - 00:29:08
ومعاوية هو الذي يصلي بالناس في الشام لحظة التنفيذ هي وقت الصلاة وفي المسجد وفي ليلة السابع عشر من رمضان تصور الان حتى تفهم ولا تستغرب مما ترى وتشاهد وتسمع - 00:29:30
تفرقوا كل واحد ذهب وتسلل الى البلد التي فيها صاحبه ابن ملجم ذهب الى الكوفة كان علي رضي الله عنه في الكوفة وكتم امره حتى عن الخوارج ثم بعد ذلك - 00:29:50
وقعت بعض الامور والتفاصيل والتحق به رجلان عن طريق امرأة اعجبته بجمالها فخطبها وكان من شروطها ان يقتل عليا لانه في النهروان قتل اباها واخاها. هذه المرأة يقال لها قطاما - 00:30:06
فقال انا ما جئت الا لهذا فتزوجها على كل حال ثم جلس لعلي رضي الله تعالى عنه وقت صلاة الفجر خلف الباب باب المسجد علي رضي الله تعالى عنه كان يخرج من غير حرس - 00:30:23
فلما دخل المسجد عدا عليه هؤلاء الثلاثة ابن ملجم وهذا الرجل الاخر الذي يقال له شبيب ابن بجرة الاشجعي ورجل ثالث معهم فعدوا على علي رضي الله تعالى عنه في المسجد - 00:30:41
من داخل المسجد اختبأوا خلف الباب فضربه ابن ملجم وهو يقول لا حكم الا لله ليس لك يا علي ولا لاصحابك ويتلو ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله - 00:31:04
الرجل يعني يفعل هذا تدينا نسأل الله العافية عند نفسه انه يفعل افضل الاعمال يتقرب بها الى الله في هذه الليالي الشريفة في رمضان وفي بيت من بيوت الله تبارك وتعالى يقتل - 00:31:23
امام المصلين وامام المسلمين منزلة ومرتبة وهو الخليفة واعلمهم وخيرهم واتقاهم لله عز وجل يضربه بالسيف على هامته ويقرأ هذه الاية ويردد هذا الكلام ابن ملجم هذا قبض عليه واما الرجلان - 00:31:38
فاحدهما قتل عدا عليه رجل فادركه فقتله والثالث اضطر فجيء به ابن ملجم مكتوفا الى علي رضي الله عنه قال له ما حملك على هذا؟ الم احسن اليك قال بلى - 00:32:02
قد شحذته لك اربعين صباحا يعني وانا سن هالسيف واسقه السم وسألت الله ان يقتل به شر خلقه فقال علي رضي الله عنه لا اراك الا مقتولا به ولا اراك الا من شر خلقه - 00:32:20
علي رضي الله تعالى عنه توفي معاوية رضي الله عنه اصابه في اليته وعولج وقال له الاطباء بانه يعني العلاج الذي نعطيكه يؤدي الى قطع النسل فقبل معاوية رضي الله عنه فعولج وبرئ - 00:32:37
عمرو بن العاص لم يصلي الفجر ذلك اليوم في المسجد لمغص في بطنه فصلى قائد الشرطة وكان هذا يظن ان هذا عمرو ابن العاص فعدا عليه وهو يصلي فضربه بالسيف وقتله - 00:32:56
ظنا منه انه عمرو ابن العاص خوارج بلغهم طبعا هذا الخبر وصار به الركبان ففرحوا بذلك وكان قد عوفي جرحاهم وبرئوا اولئك الذين اصيبوا في النهروان فترحموا على ابي ملجم - 00:33:14
وقال قائلهم لا يقطع الله يدا علت قذال علي بالسيف وجعلوا يحمدون الله على قتل علي والتخلص منه ثم عزموا على الخروج بانية لاحظ ابن ملجم هذا كما سيأتي في ثنايا الاحداث - 00:33:34
جاء في بعض الروايات ان عبد الله بن جعفر جاء به وهو مكتوف وانهم قطعوا يديه ورجليه وهو يقرأ القرآن قطعوا اطرافه الاربعة وهو يقرأ فارادوا ان يستخرجوا لسانه فصاح - 00:33:54
فقالوا ويحك قطعنا اربعتك قال لساني اذكر الله به لاحظوا يقطعون يديه ورجليه وفي غاية الصبر والثبات ما تكلم بكلمة صابر ثابت ثم لما ارادوا قطع لسانه صاح يقول لساني اذكر الله به - 00:34:12
يقال انهم اخرجوه بكلوب ثم قطعوا لسانه علي رضي الله تعالى عنه اختلف في موضع قبره وخفي قبره ودفن ليلا ولم يحضره الا نفر من اهل بيته حسن والحسين عبدالله بن جعفر - 00:34:33
نفر افراد خوفا عليه من الخوارج ان ينبش لاحظ علي رضي الله عنه وعرفتم ما حصل لعثمان وجنازة عثمان واين دفن عثمان فلم يدفن في البقيع طبعا الحق المكان في البقيع فيما بعد - 00:34:54
وكان قد دفن عثمان ليلا واراد بعضهم ان يدفن في مقبرة اليهود ومضى الكلام في هذا هؤلاء الكبار يدفنون سرا وتخفى قبورهم خوفا من هؤلاء الخوارج فاي اتلاف واي افساد واي اخلاق واي مروءة واي دين واي عقل - 00:35:11
يحمله هؤلاء الناس لاحظ مع هؤلاء الائمة الكبار ويفعلون ذلك تدينا وتقربا الى الله وعند الواحد منهم انه قائم لله كاني ارى تلك الوجوه المظلمة وبين عينيه علامة السجود وقد ظهر عليه الشحوب من اثر - 00:35:34
العبادة لكن لا عقل والعلم ولا مروءة ولا تربية ولا اخلاق هذه حالهم وهذه اعمالهم فاذا كانوا فعلوا هذا مع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل مع العشرة المبشرين بالجنة بقية العشرة - 00:35:58
فماذا سيفعلون مع غيرهم وماذا سيفعلون مع من خالفهم من اصحابهم هذا الذي سنذكره ان شاء الله تعالى في المجلس القادم اسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم - 00:36:18
هداة مهتدين والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه سلامة الله - 00:36:40
التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته عرفنا ايها الاحبة ماذا كانت بواعث هؤلاء الخوارج حينما نهضوا الى المدينة وكيف تطورت مطالبهم وتحولت - 00:00:01
من جوانب يمكن معالجتها الى قضايا لا يمكن موافقتهم عليها بحال من الاحوال حيث حددوا له خيارات ثلاثة منها القتل او ان يقتص منه لكل من عاقبه بحبس او جلد - 00:00:29
وكذلك الا يعين احدا من الولاة الا بالرجوع اليهم بعد ان يعزل جميع هؤلاء الولاة يعني ان يصير هؤلاء هم الذين يحكمون البلاد والعباد وعثمان او الخليفة الذي يأتي من بعده يكون مجرد - 00:00:53
صورة يرجع الى حرقوص والراسب وامثال هؤلاء من النكرات والمجاهيل والمفتونين ثم بعد ان قتلوا عثمان رضي الله تعالى عنه لم ينتهوا بل نازعوا عليا رضي الله تعالى عنه وعرفنا - 00:01:11
كيف انشب الحرب بين اهل الشام والعراق بعد الصلح كل ذلك من اجل النظر الى مصالحهم الذاتية فتحولت مصالح الامة والمطالب الاصلاحية التي كانوا يزعمونها الى قضايا وحظوظ نفسية ثم بعد ذلك كفروا علي رضي الله عنه الذي - 00:01:32
كانوا يقولون بانه المقدم والاحق بالخلافة من عثمان رضي الله عنه فكفروه وكفروا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستثنوا احدا لم يستثنوا احدا وعرفنا ان هؤلاء يمثلون مجموعات - 00:01:58
فوضوية باحسن ما يمكن ان توصف به بهذه الليلة ايها الاحبة سنذكر ان شاء الله ما يكون فيه بالمنتهى بيان حال هؤلاء من جهة التكوين العقلي والادراك ما يتمتع به هؤلاء الخوارج - 00:02:23
من عقول ضعيفة فاحسن ما يصدق عليهم وما يوصفون به انهم سفهاء الاحلام هؤلاء من خلال ما سيأتي ان شاء الله هم قوم اهل افتراق ولديهم قابلية شديدة للشقاق والتمزق والتفرق - 00:02:49
وتجد الواحد منهم مع ضعف عقله وتفكيره وما لديه من القابلية الشديدة للتنازع والاختلاف تجد الواحد من هؤلاء في الوقت نفسه هو متلاف افة تتلف ليس لهم سعي ولا عمل - 00:03:16
الا في الاتلاف والهدم يتفرقون لاتفه الاسباب وذكرنا في اخر ما ذكرنا في المجلس السابق ان هؤلاء حينما تجمعوا في النهروان وصار اولئك الشبان يتسللون من الامصار من الكوفة والبصرة وغيرهما - 00:03:36
كما قال ابن كثير رحمه الله من بين الاباء والامهات والاعمام والعمات والاخوال والخالات ثم يذهبون الى هؤلاء حيث اجتمعوا ومضى كلام اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وخطابهم لهؤلاء - 00:04:03
قبل المعركة وكان المطلب محددا واضحا سلموا لنا هؤلاء القتلة الذين قتلوا عبدالله بن خباب واولئك النسوة فقالوا كلنا قتلة خطبهم علي يعظهم رضي الله عنه خطبهم ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه - 00:04:23
وخطبهم قيس ابن سعد ابن عبادة رضي الله عنه يذكرونهم بالله ويعظونهم ولكن كانت النتيجة انهم قالوا كلنا قتلة ولو تمكنا لقتلناكم جميعا ثم اجمعوا امرهم ونادى بعضهم بعضا لا تخاطبوهم ولا تكلموهم - 00:04:45
وتهيأوا للقاء الله. الرواح الرواح الى الجنة لاحظ الان هؤلاء يتهافتون على الموت لديهم شجاعة لديهم اقدام ولكن من غير دين صحيح ولا عقل رجيح فاذا فقد العلم وصار العقل - 00:05:10
ضعيفا استحكمت هلكت المرء فلا علم يرشده ولا عقل يدله فهو ابعد ما يكون عن الهداية سفيه والسفيه هو خفيف العقل خفيف العقل يقال له السفيه فهو يطيش ويطير مع كل - 00:05:35
ما يلوح له فهؤلاء تنادوا الرواح الرواح الى الجنة. وتأملوا بهذه الاحداث التي اسوقها كيف حال هؤلاء من القابلية الشديدة للشقاق والنزاع. انظروا فقال عبدالله بن وهب الراسبي كما سيأتي - 00:05:58
او الى النار هذا قائدهم في المعركة او الى النار فلما قال ذلك قالوا هذا يشك بالمصير ثم بعد ذلك التفتوا اليه واختلفوا عليه قابل نشوب المعركة بلحظات انما يتداعون ويتنادون الرواح الرواح الى الجنة. فقال او الى النار. كلمة جاءت على لسانه - 00:06:20
كانه اراد ان لا يجزم الواحد بالخاتمة والنهاية فقد تكون نيته فيها ربما فقالوا هذا يشك فكفره طائفة منهم فامر علي رضي الله عنه ابا ايوب الانصاري رضي الله عنه ان يرفع راية للامان لمن وضع السلاح وانصرف - 00:06:45
رجع منهم جماعة كبيرة على اختلاف في تقدير عدد من كانوا في النهروان. فبعضهم يقول ان اولئك الذين اجتمعوا لربما يصلون الى اثني عشر الفا في بعض التقديرات وفي بعضها انهم اقل من ذلك يصلون الى اربعة الاف وفي بعضها يصلون الى الفين - 00:07:09
فرجع منهم عدد كبير على التقدير انهم اربعة الاف رجع ثلاثة الاف الى راية الامان وبقي الف مع عبد الله ابن وهب الراسبي. اولئك كفروه ولاحظوا الان ان شعبوا الى فرقتين - 00:07:31
واصبح التكفير بينهم وسيأتي ذكر احدى الفرق من هؤلاء الخوارج كان منشأ الافتراق هو هذه القضية فهذا اول افتراق بينهم الافتراق الذي يؤدي الى التكفير طحنه الاخيار والصلحاء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اهل العلم وكفروهم فرجعوا الى انفسهم نسأل الله العافية - 00:07:52
بالطحن و التكفير زحفوا الى جيش علي رضي الله عنه فقال لاصحابه كفوا عنهم حتى يبدأوكم فجاء الخوارج في حال من الاغارة والاسراع في الهجوم يتهافتون على الموت وهم يرددون لا حكم الا لله الرواح الرواح الى الجنة - 00:08:23
فنهض اليهم من مع علي رضي الله تعالى عنه كما تصف الروايات واناموهم اناموهم يعني يعني جعلهم صرعة قتلوهم ابادوهم حتى انه كما قال علي رضي الله عنه قبل المعركة والله لا يقتل منكم عشرة. ولا يبقى منهم عشرة - 00:08:52
العدد الكبير لا يبقى منهم عشرة الذين بقوا منهم نحو سبعة والباقي ترعى حتى انه في بعض المواضع الجثث مكومة بعضها فوق بعض نسأل الله العافية وما وجدوا ذا السدية - 00:09:13
الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم علامة بيده كالثدي ما وجدوه الا بعد بحث مكرر ومستمر تحت القتلى فوقه جثث فاخرجوه من تحتهم فسجد علي رضي الله عنه وقال الله اكبر - 00:09:31
جعل النبي صلى الله عليه وسلم علامتهم هو هذا الرجل قتل في هذه المعركة بطبيعة الحال كبار هؤلاء الخوارج ورؤوسهم قتل عبدالله بن وهب الراسبي هذا الذي كان يسمي علي رضي الله عنه بالجاحد - 00:09:49
الجاحد اذا كانوا قاموا على عثمان رضي الله عنه ثم على علي وصار الجاحد والكافر اذا من الذي سيطيعونه وينقادون له ويستجيبون بعد هؤلاء عثمان وذكروا ما فيه فجاء علي الذي كانوا يطلبونه - 00:10:07
امرته وصاروا يكفرونه ويسمونه بالجاحد قتل عبد الله بن وهب وحرقوص بن زهير وشريح بن اوفى وعبدالله ابن شجرة السلمي الذي خطب بكى بما ذكرنا في المجلس السابق وجعل علي رضي الله عنه يمشي بين القتلى من هؤلاء - 00:10:28
ويقول بؤسا لكم لقد ضركم من غركم فقالوا يا امير المؤمنين من غرهم؟ قال الشيطان وانفس بالسوء امارة غرتهم بالاماني وزينت لهم المعاصي لاحظ ونبأتهم انهم ظاهرون هؤلاء عند انفسهم - 00:10:51
ان الظهور والغلبة والنصر والتمكين بالنسبة لهم انه اقرب من اليد للفم وان القضية الى الصباح او الضحى ثم بعد ذلك ينتهي كل شيء ويصير هؤلاء هم الذين يأخذون بازمة الامور. عندهم نفوس - 00:11:12
تزين لهم مثل هذه التصورات ولربما معها منامات فتجد الواحد من هؤلاء في وقت شدة وضيق وعناء وملاحقة وما الى ذلك وتجد انه يتوسد على اوهام ضخمة وان القضية مجرد ايام - 00:11:35
ويتحول كل شيء ايام ويتحول كل شيء نسأل الله العافية. فهذا كلام علي رضي الله تعالى عنه بطبيعة الحال قبل هذه المعركة ايضا اتى اليهم ابن عباس رضي الله عنهما - 00:11:55
وناظرهم المناظرة المشهورة وانا اذكر مقتطفات من هذه المناظرة لما ذكرت لبيان عقول هؤلاء ومنزلة هؤلاء من العلم جاء اليهم ابن عباس واستأذن عليا رضي الله عنه ان يذهب قبل المعركة ليحاورهم ليقيم عليهم الحجة. ولاحظوا القضية ما كانت - 00:12:13
فاصلحوا بينهما وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا القضية لم تكن هكذا. انما كانت القضية عند اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استتابة هؤلاء ومطالبة هؤلاء بالكف عن الافساد ووظع السلاح - 00:12:38
هنا لا مجال للاصلاح بين قوم يقتلون اهل الاسلام ويحملون السلاح وينحرونهم ويذبحونهم ذبحا كما فعلوا بعبدالله ابن خباب رحمه الله وبقر بطن هذه الامة. فطرح قضية فاصلحوا بينهما مع الخوارج هي طرح في غير موضعه - 00:12:54
طرح في غير موضعه هؤلاء عليهم ان يكفوا وان يتوبوا وان يضعوا السلاح اما ان يعيث في الارض فسادا هؤلاء ليس الخلاف معهم في قضية ارض او في اموال او نحو ذلك. القضية ان هؤلاء يرون - 00:13:15
ان هؤلاء يحلوا قتلهم وتحل اموالهم وتحل نساؤهم وصبيانهم يستحلون من المسلمين كل هذا كما سيأتي الشاهد اتى اليهم ابن عباس رضي الله عنه دخل عليهم وهم قائلون في القائلة الظهر - 00:13:33
يقول فاذا هم مسهمة وجوههم من السهر قد اثر السجود في جباههم كان ايديهم دفنوا الابل يعني اثر العبادة والاجتهاد في الطاعة اثر في جباههم وايديهم ووجوه مسهمة اثر السهر واضح فيها السهر في قيام الليل - 00:13:55
عليهم قمص مرحضة يعني لبس اهل الزهاجة والتقشف فقالوا ما جاء بك يا ابن عباس وبعدين سألوه سؤال سخرية ما هذه الحلة التي عليك حلة جميلة ما هذه الحلة التي عليك - 00:14:16
فقال ما تعيبون مني؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن ما يكون من ثياب اليمنية ثم قرأ عليهم الاية يقول من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات - 00:14:34
من الرزق ثم بعد ذلك قال لهم انا اتيتكم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعليهم نزل القرآن وهم اعلم بتأويله اتيت لابلغكم عنهم وابلغكم عنهم فقال بعضهم لا تخاصموه - 00:14:46
لا تخاصموا قريشا فالله يقول بل هم قوم خصمون فقال اخرون بل نكلمه يقول فكلمني رجلا او ثلاثة من هذا العدد الكبير الذي قدره بعضهم اثني عشر الفا قال لهم ماذا نقتم على علي - 00:15:05
رضي الله عنه فقالوا ثلاثا ثلاثة اشياء فقال ما هن؟ قالوا اولا حكم الرجال في امر الله هذا الان سبب التكفير حكم الرجال في امر الله وقال الله عز وجل ان الحكم الا لله - 00:15:24
لاحظ الان هم يستدلون بايات وهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يقرأون القرآن لكن قراءة بلا فقه ولا علم هل هذا يعني ان القرآن فيه مشكلة؟ الجواب لا - 00:15:41
هل هذا يعني ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان عندهم مشكلة هل كان خطاب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتربية اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هي المشكلة - 00:15:54
البيئة الصالحة في ذلك الوقت هل كانت المشكلة؟ الجواب لا وانما هؤلاء قوم اهل فتنة قال اولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبا له اتق الله وقال القائل هذه قسمة ما اريد بها وجه الله. هذا موجه للنبي - 00:16:04
صلى الله عليه وسلم الشاهد ان ابن عباس رضي الله عنهما قال هذه واحدة الثانية قالوا قاتل فلم يسب النساء يعني ولم يغنم يعني لماذا يقاتل اهل الشام ويأخذ نسائهم - 00:16:28
لماذا قاتلهم ولم يأخذ ولم يسبي النساء يأخذ الأموال فلان كانوا مؤمنين ما حل له قتالهم ولئن كانوا كافرين لقد حل قتالهم وسباهم قال والثالثة؟ قالوا محا نفسه من امير المؤمنين في وقت التحكيم بين - 00:16:44
اهل الشام واهل العراق فان لم يكن امير المؤمنين لاحظ التفكير والعقل والعلم فهو امير الكافرين يقول قلت ارأيتم ان اتيتكم من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينقض قولكم هذا اترجعون؟ قالوا وما لنا الا نرجع - 00:17:02
قال اما قولكم حكم الرجال في امر الله فان الله عز وجل قال في كتابه يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم ومن قتله منكم فجزاء مثل ما قتل من النعم - 00:17:21
يحكم به ذوى عدل منكم. وقال في المرأة وزوجها وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها فسير الله تعالى ذلك الى حكم الرجال. فناشدتكم الله اتعلمون - 00:17:34
حكم الرجال في دماء المسلمين وفي اصلاح ذات بينهم افضل او في دم ارنب يعني الصيد وتقويم الصيد ثمن ربع درهم وفي بضع امرأة خلاف بين الرجل وامرأته قالوا بل هذا افضل يعني دماء المسلمين - 00:17:52
قال اخرجت من هذه قالوا نعم يعني هذا الكلام فيه حجة واقناع قالوا نعم قال واما قولكم قاتل فلم يسب ولم يغنم افتسبون امكم عائشة؟ لان عائشة رضي الله عنها كانت في - 00:18:09
الصف الاخر اهل الشام في وقعة الجمل افتسبون امكم عائشة رضي الله عنها؟ فان قلتم نسبيها فنستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم وان قلتم ليست بامنا فقد كفرتم - 00:18:26
فانتم تترددون بين ضلالتين اختاروا واحدة اخرجت من هذه؟ قالوا بلى قال واما قولكم محا نفسه من امير المؤمنين فانا اتيكم بمن ترضون ان نبي الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية حينما صالح ابا سفيان وسهيل ابن عمرو - 00:18:43
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب يا علي هذا ما صالح عليه محمد رسول الله فقال ابو سفيان وسهيل بن عمرو ما نعلم انك رسول الله. ولو نعلم انك رسول الله ما قاتلناك - 00:19:01
قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انك تعلم اني رسولك امح يا علي واكتب هذا ما صالح عليه محمد ابن عبد الله وابو سفيان وسهيل ابن عمر قال فرجع منهم الفان وبقيتهم فخرجوا - 00:19:15
على علي رضي الله تعالى انا كما ذكرت لاحظ هؤلاء وقعت مناظرة اخرى ايظا مع عمر ابن عبد العزيز رحمه الله. لاحظ الان عمر بن عبد العزيز امام في العلم - 00:19:32
والعدل سارت بسيرته الركبان رحمه الله ورضي عنه هؤلاء خرجوا على عمر ابن عبد العزيز بعد ذلك الخوارج خرجوا على عمر ابن عبدالعزيز رجل اسمه شوذب او يلقب بشوذب في ثمانين رجلا - 00:19:49
فكتب عمر بن عبد العزيز الى عامله بالكوفة الى امير الكوفة الا يحركهم حتى يسفكوا الدم الحرام ويفسدوا في الارض فان فعلوا وجه اليهم رجلا حازما يعني في جيش فبعث - 00:20:12
اليهم محمد ابن جريء ابن عبد الله البجلي في الفين واوصاه بما قاله عمر ابن عبد العزيز رحمه الله فهذا الرجل هذا القائد وجه اليه خطاب من عمر ابن عبد العزيز يسأله عن مخرجه - 00:20:29
قبل مشروب المعركة يقول عمر رحمه الله بلغني انك خرجت غضبا لله ولرسوله ولست اولى بذلك مني يقول انا ايضا عندي غيرة واغضب لله ورسوله. فهلم الي اناظرك فان كان الحق بايدينا دخلت فيما دخل الناس - 00:20:51
وان كان في يدك نظرنا في امرك فارسل اليه هذا الرجل الى عمر ابن عبد العزيز انك قد انصفت فبعث اليه رجلين للمناظرة جاء هذان الى عمر ابن عبد العزيز - 00:21:12
فقال لهما ما اخرجكما وما الذين قمتم عليه انظروا الان هؤلاء كيف يفكرون وكيف يكون هؤلاء مع اعدل الناس فقال احدهما ما نقلنا سيرتك انك لتتحرى العدل والاحسان يكفي هذا - 00:21:26
لا ما يكفي قالوا اخبرنا عن قيامك بهذا الامر. اعن رضا من الناس ومشهورة ام ابتززتم امرهم وقالوا له بيننا وبينك امر واحد قال ما هو؟ قالوا رأيناك خالفت اعمال اهل بيتك. يعني الخلفاء الذين كانوا من قبلك ورد المظالم التي اخذها بنو امية بغير حق - 00:21:45
قالوا سميتها مظالم. فان كنت على هدى وهم على الضلال فالعنهم وابرأ منه فقال عمر قد علمت انكم لم تخرجوا طلبا للدنيا ولكنكم اردتم الاخرة فاخطأتم طريقها ان الله عز وجل لم يبعث رسوله صلى الله عليه وسلم لعانا - 00:22:09
وقال ابراهيم عليه السلام فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم وقال الله عز وجل اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدح يعني ابراهيم صلى الله عليه وسلم ممن امر نبينا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء - 00:22:29
به يقول وقد سميت اعمالهم ظلما وكفى بذلك ذما ونقصا وليس لعن اهل الذنوب فريضة لا بد منها. فان قلتم انها فريضة فاخبرني. متى لعنت فرعون يسأل هذا الرجل يقول له الان تقول لابد ان العن - 00:22:49
بني امية من قرابتي اخبرني متى لعنت فرعون فقال الرجل لا اذكر متى لعنته قال افيسعك الا تلعن فرعون وهو اخبث الخلق وشرهم ولا يسعني الا العن اهل بيتي وهم مصلون صائمون - 00:23:08
قال الرجل هذا اما هم كفار بظلمهم قال لا لان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس الى الايمان فكان من اقر به وبشرائعه قبل منه فان احدث حدثا اقيم عليه الحد - 00:23:25
يعني انه بذنوبه ومظالمه لا يخرج من الاسلام بهذه المعاصي فقال هذا الرجل ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا الناس الى توحيد الله والاقرار بما نزل من عنده قال عمر - 00:23:41
فليس احد منهم من هؤلاء من بني امية يقول لا اعمل بسنة رسول الله. ولكن القوم اسرفوا على انفسهم على علم منهم انه محرم عليهم ولكن غلب عليهم الشقاء فقال هذا الرجل فابرأ ممن خالف عملك - 00:23:55
ورد احكامهم. فقال عمر اخبراني عن ابي بكر وعمر اليس على حق قال بلى قال اتعلمان ان ابا بكر حين قاتل اهل الردة سفك دماءهم وسفد ذراري واخذ الاموال؟ قال بلى. قال اتعلمان ان عمر رد السبايا بعده الى عشائرهم بفدية يعني عمر لما تولى الخلافة - 00:24:11
اعاد الصبايا المرتدين في فدية يعني خالف حكم ابي بكر رضي الله عنه فيهم قال نعم. قال فهل عمر من ابي بكر؟ قال لا. يعني هل حكم واحد؟ قال لا. قال فتبرأون انتم من واحد منهما - 00:24:31
قال لا قال لهم فاخبراني عن اهل النهروان يعني اسلاف هؤلاء قال وهم اسلافكم هل تعلمان ان اهل الكوفة خرجوا فلم يسفكوا دما ولم يأخذوا مالا وان من خرج اليهم من اهل البصرة - 00:24:47
قتلوا عبدالله ابن خباب وجاريته وهي حامل؟ قال نعم قال فهل برئ من لم يقتل ممن قتل قال لا قال افتبرؤون انتم من احدى الطائفتين؟ يعني من اسلافكم اهل الكوفة او اهل البصرة اختلف حكمهم - 00:25:03
فقالوا لا فقال لهم افيسعكم ان تتولوا ابا بكر وعمر واهل البصرة واهل الكوفة وقد علمتم اختلاف اعمال هؤلاء واحكامهم ولا يسعني الا البراءة من اهل بيتي والدين واحد يعني مجرد معاصي - 00:25:19
فاتقوا الله فانكم جهال تقبلون من الناس مارد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتردون عليهم ما قبل معوا هذا الوصف ويأمن عندكم من خاف عنده يأمن عندكم من خاف عنده - 00:25:36
ويخاف عندكم من امن عنده فانكم يخاف عندكم من يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وكان من فعل ذلك عند رسول الله امنا وحقن دمه وماله وانتم تقتلونه - 00:25:55
ويأمن عندكم سائر اهل الاديان فتحرمون دماءهم واموالهم. تقول هذي دماء اهل الذمة واموال اهل الذمة لاحظوا هذه العقول الفاسدة التالفة هؤلاء حينما فعلوا ذلك وخرجوا على علي رضي الله تعالى عنه - 00:26:11
وحصل ما حصل من قتلهم صار هؤلاء في حال من التدبير والتفكير بالخلاص من علي رضي الله تعالى عنه ومن معاوية ومن عمرو ابن العاص فاجتمع ثلاثة من هؤلاء الخوارج - 00:26:36
الاول هو عبدالرحمن ابن ملجم طبعا هذا كما ذكرنا في صفته في المرة الماضية اسمر الوجه له شعر الى منكبيه وعلامة السجود في جبهته الرجل الاخر يقال له البرك ابن عبد الله التميمي - 00:26:59
والثالث عمرو بن بكر التميمي. اجتمعوا وحصل بينهم نجوى فيما حل باخوانهم على يد علي رضي الله تعالى عنه يوم النهروان. ترحموا عليهم وقالوا ماذا نصنع بالبقاء بعدهم كانوا من خير الناس اكثر الناس صلاة وكانوا دعاة الناس الى ربهم لا يخافون في الله لومة لائم - 00:27:20
فلو شرينا انفسنا فاتينا ائمة الضلالة امة الضلالة من عالي ومعاوية وعمرو بن العاص يعني الان هؤلاء هم محور الشر في العالم اللي يجب الخلاص منه ائمة الضلالة فقتلناهم فارحنا منهم البلاد - 00:27:47
واخذنا منهم ثأر اخواننا فقال ابن ملجم انا اكفيكم عليا وقال البرك انا اكفيكم معاوية وقال عمرو بن بكر انا اكفيكم عمرو ابن العاص فتعاهدوا وتواثقوا الا يدع احد منهم صاحبه حتى يقتله - 00:28:06
وصاروا يسقون اسيافهم السم بحيث ان الضربة ولو لم تكن في مقتل فانها تسري هذا المصاب حتى يموت الشاهد الموعد متى ساعة التنفيذ لاحظوا قد تستغرب يعني احيانا اوقات فاضلة في عشر ذي الحجة - 00:28:28
في رمضان في العشر الاواخر يعني اين هؤلاء؟ اين قلوبهم؟ في هذه الاوقات الشريفة هذا منذ زمن بعيد اتفقوا على ليلة السابع عشر من رمضان ان يبيت كل واحد منهم - 00:28:52
صاحبه واين اين هذا الوقت الشريف في رمضان وفي المسجد في المسجد وفي اي حال وهو يصلي طبعا السنة كما هو معروف ان الامراء هم الائمة في الصلاة فعلي رضي الله عنه هو الذي يصلي بالناس وعمرو بن العاص هو الذي يصلي بالناس في مصر - 00:29:08
ومعاوية هو الذي يصلي بالناس في الشام لحظة التنفيذ هي وقت الصلاة وفي المسجد وفي ليلة السابع عشر من رمضان تصور الان حتى تفهم ولا تستغرب مما ترى وتشاهد وتسمع - 00:29:30
تفرقوا كل واحد ذهب وتسلل الى البلد التي فيها صاحبه ابن ملجم ذهب الى الكوفة كان علي رضي الله عنه في الكوفة وكتم امره حتى عن الخوارج ثم بعد ذلك - 00:29:50
وقعت بعض الامور والتفاصيل والتحق به رجلان عن طريق امرأة اعجبته بجمالها فخطبها وكان من شروطها ان يقتل عليا لانه في النهروان قتل اباها واخاها. هذه المرأة يقال لها قطاما - 00:30:06
فقال انا ما جئت الا لهذا فتزوجها على كل حال ثم جلس لعلي رضي الله تعالى عنه وقت صلاة الفجر خلف الباب باب المسجد علي رضي الله تعالى عنه كان يخرج من غير حرس - 00:30:23
فلما دخل المسجد عدا عليه هؤلاء الثلاثة ابن ملجم وهذا الرجل الاخر الذي يقال له شبيب ابن بجرة الاشجعي ورجل ثالث معهم فعدوا على علي رضي الله تعالى عنه في المسجد - 00:30:41
من داخل المسجد اختبأوا خلف الباب فضربه ابن ملجم وهو يقول لا حكم الا لله ليس لك يا علي ولا لاصحابك ويتلو ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله - 00:31:04
الرجل يعني يفعل هذا تدينا نسأل الله العافية عند نفسه انه يفعل افضل الاعمال يتقرب بها الى الله في هذه الليالي الشريفة في رمضان وفي بيت من بيوت الله تبارك وتعالى يقتل - 00:31:23
امام المصلين وامام المسلمين منزلة ومرتبة وهو الخليفة واعلمهم وخيرهم واتقاهم لله عز وجل يضربه بالسيف على هامته ويقرأ هذه الاية ويردد هذا الكلام ابن ملجم هذا قبض عليه واما الرجلان - 00:31:38
فاحدهما قتل عدا عليه رجل فادركه فقتله والثالث اضطر فجيء به ابن ملجم مكتوفا الى علي رضي الله عنه قال له ما حملك على هذا؟ الم احسن اليك قال بلى - 00:32:02
قد شحذته لك اربعين صباحا يعني وانا سن هالسيف واسقه السم وسألت الله ان يقتل به شر خلقه فقال علي رضي الله عنه لا اراك الا مقتولا به ولا اراك الا من شر خلقه - 00:32:20
علي رضي الله تعالى عنه توفي معاوية رضي الله عنه اصابه في اليته وعولج وقال له الاطباء بانه يعني العلاج الذي نعطيكه يؤدي الى قطع النسل فقبل معاوية رضي الله عنه فعولج وبرئ - 00:32:37
عمرو بن العاص لم يصلي الفجر ذلك اليوم في المسجد لمغص في بطنه فصلى قائد الشرطة وكان هذا يظن ان هذا عمرو ابن العاص فعدا عليه وهو يصلي فضربه بالسيف وقتله - 00:32:56
ظنا منه انه عمرو ابن العاص خوارج بلغهم طبعا هذا الخبر وصار به الركبان ففرحوا بذلك وكان قد عوفي جرحاهم وبرئوا اولئك الذين اصيبوا في النهروان فترحموا على ابي ملجم - 00:33:14
وقال قائلهم لا يقطع الله يدا علت قذال علي بالسيف وجعلوا يحمدون الله على قتل علي والتخلص منه ثم عزموا على الخروج بانية لاحظ ابن ملجم هذا كما سيأتي في ثنايا الاحداث - 00:33:34
جاء في بعض الروايات ان عبد الله بن جعفر جاء به وهو مكتوف وانهم قطعوا يديه ورجليه وهو يقرأ القرآن قطعوا اطرافه الاربعة وهو يقرأ فارادوا ان يستخرجوا لسانه فصاح - 00:33:54
فقالوا ويحك قطعنا اربعتك قال لساني اذكر الله به لاحظوا يقطعون يديه ورجليه وفي غاية الصبر والثبات ما تكلم بكلمة صابر ثابت ثم لما ارادوا قطع لسانه صاح يقول لساني اذكر الله به - 00:34:12
يقال انهم اخرجوه بكلوب ثم قطعوا لسانه علي رضي الله تعالى عنه اختلف في موضع قبره وخفي قبره ودفن ليلا ولم يحضره الا نفر من اهل بيته حسن والحسين عبدالله بن جعفر - 00:34:33
نفر افراد خوفا عليه من الخوارج ان ينبش لاحظ علي رضي الله عنه وعرفتم ما حصل لعثمان وجنازة عثمان واين دفن عثمان فلم يدفن في البقيع طبعا الحق المكان في البقيع فيما بعد - 00:34:54
وكان قد دفن عثمان ليلا واراد بعضهم ان يدفن في مقبرة اليهود ومضى الكلام في هذا هؤلاء الكبار يدفنون سرا وتخفى قبورهم خوفا من هؤلاء الخوارج فاي اتلاف واي افساد واي اخلاق واي مروءة واي دين واي عقل - 00:35:11
يحمله هؤلاء الناس لاحظ مع هؤلاء الائمة الكبار ويفعلون ذلك تدينا وتقربا الى الله وعند الواحد منهم انه قائم لله كاني ارى تلك الوجوه المظلمة وبين عينيه علامة السجود وقد ظهر عليه الشحوب من اثر - 00:35:34
العبادة لكن لا عقل والعلم ولا مروءة ولا تربية ولا اخلاق هذه حالهم وهذه اعمالهم فاذا كانوا فعلوا هذا مع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل مع العشرة المبشرين بالجنة بقية العشرة - 00:35:58
فماذا سيفعلون مع غيرهم وماذا سيفعلون مع من خالفهم من اصحابهم هذا الذي سنذكره ان شاء الله تعالى في المجلس القادم اسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم - 00:36:18
هداة مهتدين والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه سلامة الله - 00:36:40