يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة اما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله جل وعلا. ايها الاحبة نحن اليوم قم في عصر انفتح على الاعلام انفتاحا لا نظير له فيما مضى. واصبح لهذا الانفتاح ضريبة - 00:00:00
واي ضريبة هي؟ انها ضريبة اطلاع الصغير والكبير على اقوال الموافقين والمخالفين واقوال المعاندين والمشككين. فنشأ في الامة اجيال اصبحوا من في تلقيهم للنصوص ضعافا واصبحت عندهم الاسئلة الجدلية حاضرة امام قول الله - 00:00:34
قول رسوله صلى الله عليه وسلم وان المؤمن ليجد نفسه مضطرا في هذا المقام ومقام التعليم ومقام التربية. يجد نفسه مضطرا للحديث بين فينة واخرى. عن اصل عظيم جدا قرره القرآن الكريم. وربى النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه عليه. انه - 00:01:04
اصل التسليم والانقياد لله ورسوله. الذي هو القنطرة العظمى لنيل رتبة الصديقية لرتبة الصديقية التي تلي رتبة النبوة. التي ذكرها الله عز وجل في كتابه في غير ما موضع ايها المؤمنون تأملوا معي بعض الايات التي ذكرها الله عز وجل في تربية المؤمنين في العهد - 00:01:34
المكي والمدني على هذا الاصل الاصيل. يقول الله عز وجل ومن احسن دينا ممن كلما وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا. قال ابن جرير رحمه الله اي لا - 00:02:04
احسن دينا ممن استسلم وجهه ممن استسلم وجهه لله فانقاد له بالطاعة مصدقا ان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من عند ربه وهو محسن اي عامل بما - 00:02:24
امره به ربه محرم حرامه ومحلل حلاله. وفي سياق تأكيد هذا المعنى ايها المسلمون اقرأوا ايات اخرى تحذر من الاخلال بواجب التسليم. اتدرون لم؟ لان نتيجة ذلك الى من ربقة الايمان. كما قال عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم - 00:02:44
ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. ويأتي التأكيد ايضا على الامر المطلق بالاستجابة دون تردد او تلكؤ. بل مع رسالة تحذيرية واضحة بان ترك الاستجابة او او الاستسلام والانقياد سبب لفتنة القلب. بحيث يحال بينه وبين - 00:03:14
من الاستجابة مستقبلا والعياذ بالله. يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه. وانه اليه تحشرون. فان لم تفعلوا واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. واعلموا - 00:03:44
ان الله شديد العقاب. ويقطع القرآن الطريق على اولئك المتحذلقين الذين قد بطء استجابتهم على انه نوع من المناقشة او المراجعة او الاسئلة الجدلية سمي عدم الاستجابة فيسمي القرآن عدم الاستجابة اتباعا للهوى. قال الله تعالى فان - 00:04:14
ان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم ومن اضلوا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين. ويقرر القرآن ايضا وبوضوح ان الجدل او ان الجدال - 00:04:44
تردد في الاستجابة في الاستجابة والاذعان والقبول. انما هو شأن الكفار والمنافقين. ومن تأمل ايات بقرة وايات من ال عمران وايات في سورة الاحزاب والنور. وجد ذلك جليا واضحا. اكتفي في هذا - 00:05:04
وفي هذا المقام بذكر ايات سورة النور. فوالله انها لنور يجلي عن القلب ظلمة الشك ويجلي عن القلب ظلمة التردد في الاستجابة لامر الله تعالى. استمعوا بقلوبكم واذانكم الى هذه الايات العظيمة التي يقول الله عز وجل فيها عن هؤلاء المنافقين ويقولون - 00:05:24
انا بالله وبالرسول مجرد السنة تدعي ما لا تفعل ويقولون امنا بالله وبالرسول اطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك. وما اولئك بالمؤمنين وما اولئك بالمؤمنين. لم؟ استمع الى السبب. واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم - 00:05:54
اذا فريق منهم معرضون. طيب متى يأتون؟ متى يستجيبون؟ متى يذعنون لحكم الله ورسوله؟ وان قل لهم الحق يأتوا اليه مذعنين. استمع تعقيب القرآن المدهش. افي قلوبهم مرض؟ ام ارتابوا؟ ام - 00:06:24
يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله كل ذلك يأتي بعده جواب يضرب ما سبق فيقول بل اولئك هم هم الظالمون اي والله هم الظالمون لانفسهم وفي قلوبهم مرض ويخافون ايظا ان يحيف الله عليهم ورسوله - 00:06:44
والا لو كانت قلوبهم سالمة من المرظ وسالمة من هذا الخوف من الحيف لاستجابوا اول مرة كما ذكر الله عن المؤمنين بعدهم حين قال انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله - 00:07:04
ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون. ومن يطع الله رسوله ويخشى الله ويتقه. فاولئك هم الفائزون. انها ثمرات عظيمة. فلاح وفوز في الاستجابة لامر الله ورسوله وان لم تبلغه العقول. وان لم تستوعبه النفوس. لماذا - 00:07:24
لان الله عز وجل اعلم واحكم وارحم. ولان عقولنا قاصرة عن ادراك حكم كل ما نؤمر به او ننهى عنه فانتقلت الى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته في تربية اصحابه على هذا - 00:07:54
الاصل العظيم اصل الاستجابة اصل الانقياد والاذعان والقبول دون تردد او مناقشة فلقد سبق اهذا تقرير اصل اعظم؟ الا وهو تقديم حب الله ورسوله على حب كل احد. فيقول عليه الصلاة - 00:08:14
والسلام كما في الصحيحين لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين. ولما جاء عمر رضي الله عنه كما في البخاري وكان واضحا كعادته رضوان الله عليه. لانت يا رسول الله - 00:08:34
احب الي من كل شيء الا من نفسي. الا من نفسي. فقال له عليه الصلاة والسلام لا الذي نفسي بيده حتى اكون احب اليك من نفسك. فقال له عمر فانه الان يعني صححت هذا - 00:08:54
الذي كان خاطئا عندي. فقال له عليه الصلاة فقال الان يا رسول الله لانت احب الي من كل شيء حتى من نفسي فقال له عليه الصلاة والسلام الان يا عمر. ولما تربى هذا الجيل على هذا الاستسلام - 00:09:14
ظهرت اثاره وثماره في حياتهم وواقعهم. ولذلك امثلة كثيرة ارجؤها باذن الله الى خطبة القادمة في الاسبوع المقبل ان شاء الله. لكنني هنا لا استطيع ابدا ان اتجاوز تحديثه عليه الصلاة والسلام لامته ولاصحابه بحديث المسيح الدجال. وهو حديث - 00:09:34
اجزم يقينا وقطعا لو طرح في مجلس من مجالس هؤلاء المتحذلقين الذين يقولون لنا عقول نفكر نحتاج ان نجيب على اسئلة. هذا مهوب معقول. كيف؟ فاذا لم تستوعبه عقولهم ردوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والعياذ - 00:10:04
استمعوا كيف تلقى الصحابة تلك الجملة القصيرة في ذلك الحديث الطويل. حينما حدث النبي عليه الصلاة والسلام عن بقاء المسيح الدجال في الارض. ماذا قال؟ قال انه باق فيكم اربعين يوما يوم كسنة. ما معنى يوم كسنة؟ اي ان هذا اليوم يمتد - 00:10:24
تشرق شمسه او يطلع فجره ثم يطلع فجره الذي يليه في مدة تمتد الى ثلاث مئة يوما قال ويوم كشهر ويوم كجمعة ويوم او وقال وسائر ايامه كايامكم. هنا تأتي العظمة. فالصحابة رضي الله عنهم لانهم تربوا على الاستسلام. وتربوا - 00:10:54
على الانقياد لم يقل احد منهم كيف يا رسول الله؟ يوم عرفناه اربعة واربع وعشرين ساعة فكيف امتد اليوم ليكون مئة وخمسة وثلاثين ساعة مثلا او مئة وثمانية وستين ساعة او كيف امتد ليكون - 00:11:24
شهرا او سنة كلا لقد علموا ان الله على كل شيء قدير. وايقنوا بذلك وترسخ في اذهانهم سوخا لا تزعزع معه ان الذي جعل اليوم اربعة وعشرين ساعة قادر على ان يجعله اسبوعا وشهرا - 00:11:44
سنة وقرنا ايضا. انما سألوا عن الامر الذي يهمهم في دينهم. حينما يدركه بعضهم فقال يا رسول الله اليوم الذي كسنة اتكفينا فيه صلاة يوم؟ يعني خمس صلوات في اليوم والليلة؟ ام نقدر له قدره - 00:12:04
قال اقدروا له قدره. الا فرضي الله عن تلك القلوب. ورضي الله عن تلك النفوس المؤمنة المسلمة. ورزقنا الله جميعا السير على طريقهم. ونفعني واياكم بما سمعنا. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم - 00:12:24
لسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه ان ربي رحيم ودود. الحمدلله والصلاة والسلام على عبده ورسوله ومصطفاه اما بعد. ففي كل فلكل واحد منا معشر الاخوة. ومعشر الاخوات السامعين والسامعات - 00:12:44
كل منا له ملف رصدت فيه حسناته وسيئاته منذ جرى عليه قلم التكليف ثمة اعمال وعينا وعلمنا ان الله عز وجل امر بها. وفي ذات الوقت ثمة امور محرمة علمنا ان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قد نهيا عنها. والسؤال - 00:13:04
هذه الاوامر التي ترددنا في قبولها. او تلك النواهي التي ما زلنا مصرين عليها. اين وكيف وبماذا نجيب ربنا عز وجل اذا قدمنا عليه فرادى؟ وليعد السؤال مرة اخرى ما جوابنا عن اصرارنا على ترك طاعة علمناها. او اصرارنا على فعل معصية علمنا ان الله - 00:13:34
ورسوله نهيا عنه. ان الحديث السابق كله ايها الاخوة لا يراد منه فقط مجردا امضاء وقت او اداء مهمة ووظيفة تتعلق بالمتحدث والسامع في خطبة الجمعة. بل شأن المؤمن اذا علم شيئا امر به او نهي عنه ان يستجيب. كما قال الله عن اهل الايمان جعلنا الله منهم - 00:14:04
انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا اطعنا واولئك هم المفلحون. ومن يطع واولئك هم المفلحون. ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله اولئك هم الفائزون. ومن وفق ايها الاخوة لتربية نفسه على هذا المبدأ فانه لا يزال - 00:14:34
شيئا فشيئا حتى يبلغ تلك المرتبة العظيمة. وهي مرتبة الصديقية. فان مرتبة الصديقية مرتبة منوطة بتحقيق هذا الاصل العظيم. اما من تردد وتلكأ وقال هذه معصية صغيرة الله عز وجل غفور رحيم. ثم بدأ يبحث لنفسه عن رخصة من رخص الفقهاء ليتأول بها فعله للمحرم - 00:15:04
فليست هذه حال الصديقين. اللهم يا حي يا قيوم ارزقنا الاستجابة التامة لامرك وامر رسولك يا رب العالمين وبلغنا مراتب الصديقين - 00:15:34
التفريغ
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة اما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله جل وعلا. ايها الاحبة نحن اليوم قم في عصر انفتح على الاعلام انفتاحا لا نظير له فيما مضى. واصبح لهذا الانفتاح ضريبة - 00:00:00
واي ضريبة هي؟ انها ضريبة اطلاع الصغير والكبير على اقوال الموافقين والمخالفين واقوال المعاندين والمشككين. فنشأ في الامة اجيال اصبحوا من في تلقيهم للنصوص ضعافا واصبحت عندهم الاسئلة الجدلية حاضرة امام قول الله - 00:00:34
قول رسوله صلى الله عليه وسلم وان المؤمن ليجد نفسه مضطرا في هذا المقام ومقام التعليم ومقام التربية. يجد نفسه مضطرا للحديث بين فينة واخرى. عن اصل عظيم جدا قرره القرآن الكريم. وربى النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه عليه. انه - 00:01:04
اصل التسليم والانقياد لله ورسوله. الذي هو القنطرة العظمى لنيل رتبة الصديقية لرتبة الصديقية التي تلي رتبة النبوة. التي ذكرها الله عز وجل في كتابه في غير ما موضع ايها المؤمنون تأملوا معي بعض الايات التي ذكرها الله عز وجل في تربية المؤمنين في العهد - 00:01:34
المكي والمدني على هذا الاصل الاصيل. يقول الله عز وجل ومن احسن دينا ممن كلما وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا. قال ابن جرير رحمه الله اي لا - 00:02:04
احسن دينا ممن استسلم وجهه ممن استسلم وجهه لله فانقاد له بالطاعة مصدقا ان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من عند ربه وهو محسن اي عامل بما - 00:02:24
امره به ربه محرم حرامه ومحلل حلاله. وفي سياق تأكيد هذا المعنى ايها المسلمون اقرأوا ايات اخرى تحذر من الاخلال بواجب التسليم. اتدرون لم؟ لان نتيجة ذلك الى من ربقة الايمان. كما قال عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم - 00:02:44
ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. ويأتي التأكيد ايضا على الامر المطلق بالاستجابة دون تردد او تلكؤ. بل مع رسالة تحذيرية واضحة بان ترك الاستجابة او او الاستسلام والانقياد سبب لفتنة القلب. بحيث يحال بينه وبين - 00:03:14
من الاستجابة مستقبلا والعياذ بالله. يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه. وانه اليه تحشرون. فان لم تفعلوا واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. واعلموا - 00:03:44
ان الله شديد العقاب. ويقطع القرآن الطريق على اولئك المتحذلقين الذين قد بطء استجابتهم على انه نوع من المناقشة او المراجعة او الاسئلة الجدلية سمي عدم الاستجابة فيسمي القرآن عدم الاستجابة اتباعا للهوى. قال الله تعالى فان - 00:04:14
ان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم ومن اضلوا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين. ويقرر القرآن ايضا وبوضوح ان الجدل او ان الجدال - 00:04:44
تردد في الاستجابة في الاستجابة والاذعان والقبول. انما هو شأن الكفار والمنافقين. ومن تأمل ايات بقرة وايات من ال عمران وايات في سورة الاحزاب والنور. وجد ذلك جليا واضحا. اكتفي في هذا - 00:05:04
وفي هذا المقام بذكر ايات سورة النور. فوالله انها لنور يجلي عن القلب ظلمة الشك ويجلي عن القلب ظلمة التردد في الاستجابة لامر الله تعالى. استمعوا بقلوبكم واذانكم الى هذه الايات العظيمة التي يقول الله عز وجل فيها عن هؤلاء المنافقين ويقولون - 00:05:24
انا بالله وبالرسول مجرد السنة تدعي ما لا تفعل ويقولون امنا بالله وبالرسول اطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك. وما اولئك بالمؤمنين وما اولئك بالمؤمنين. لم؟ استمع الى السبب. واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم - 00:05:54
اذا فريق منهم معرضون. طيب متى يأتون؟ متى يستجيبون؟ متى يذعنون لحكم الله ورسوله؟ وان قل لهم الحق يأتوا اليه مذعنين. استمع تعقيب القرآن المدهش. افي قلوبهم مرض؟ ام ارتابوا؟ ام - 00:06:24
يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله كل ذلك يأتي بعده جواب يضرب ما سبق فيقول بل اولئك هم هم الظالمون اي والله هم الظالمون لانفسهم وفي قلوبهم مرض ويخافون ايظا ان يحيف الله عليهم ورسوله - 00:06:44
والا لو كانت قلوبهم سالمة من المرظ وسالمة من هذا الخوف من الحيف لاستجابوا اول مرة كما ذكر الله عن المؤمنين بعدهم حين قال انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله - 00:07:04
ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون. ومن يطع الله رسوله ويخشى الله ويتقه. فاولئك هم الفائزون. انها ثمرات عظيمة. فلاح وفوز في الاستجابة لامر الله ورسوله وان لم تبلغه العقول. وان لم تستوعبه النفوس. لماذا - 00:07:24
لان الله عز وجل اعلم واحكم وارحم. ولان عقولنا قاصرة عن ادراك حكم كل ما نؤمر به او ننهى عنه فانتقلت الى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته في تربية اصحابه على هذا - 00:07:54
الاصل العظيم اصل الاستجابة اصل الانقياد والاذعان والقبول دون تردد او مناقشة فلقد سبق اهذا تقرير اصل اعظم؟ الا وهو تقديم حب الله ورسوله على حب كل احد. فيقول عليه الصلاة - 00:08:14
والسلام كما في الصحيحين لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين. ولما جاء عمر رضي الله عنه كما في البخاري وكان واضحا كعادته رضوان الله عليه. لانت يا رسول الله - 00:08:34
احب الي من كل شيء الا من نفسي. الا من نفسي. فقال له عليه الصلاة والسلام لا الذي نفسي بيده حتى اكون احب اليك من نفسك. فقال له عمر فانه الان يعني صححت هذا - 00:08:54
الذي كان خاطئا عندي. فقال له عليه الصلاة فقال الان يا رسول الله لانت احب الي من كل شيء حتى من نفسي فقال له عليه الصلاة والسلام الان يا عمر. ولما تربى هذا الجيل على هذا الاستسلام - 00:09:14
ظهرت اثاره وثماره في حياتهم وواقعهم. ولذلك امثلة كثيرة ارجؤها باذن الله الى خطبة القادمة في الاسبوع المقبل ان شاء الله. لكنني هنا لا استطيع ابدا ان اتجاوز تحديثه عليه الصلاة والسلام لامته ولاصحابه بحديث المسيح الدجال. وهو حديث - 00:09:34
اجزم يقينا وقطعا لو طرح في مجلس من مجالس هؤلاء المتحذلقين الذين يقولون لنا عقول نفكر نحتاج ان نجيب على اسئلة. هذا مهوب معقول. كيف؟ فاذا لم تستوعبه عقولهم ردوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والعياذ - 00:10:04
استمعوا كيف تلقى الصحابة تلك الجملة القصيرة في ذلك الحديث الطويل. حينما حدث النبي عليه الصلاة والسلام عن بقاء المسيح الدجال في الارض. ماذا قال؟ قال انه باق فيكم اربعين يوما يوم كسنة. ما معنى يوم كسنة؟ اي ان هذا اليوم يمتد - 00:10:24
تشرق شمسه او يطلع فجره ثم يطلع فجره الذي يليه في مدة تمتد الى ثلاث مئة يوما قال ويوم كشهر ويوم كجمعة ويوم او وقال وسائر ايامه كايامكم. هنا تأتي العظمة. فالصحابة رضي الله عنهم لانهم تربوا على الاستسلام. وتربوا - 00:10:54
على الانقياد لم يقل احد منهم كيف يا رسول الله؟ يوم عرفناه اربعة واربع وعشرين ساعة فكيف امتد اليوم ليكون مئة وخمسة وثلاثين ساعة مثلا او مئة وثمانية وستين ساعة او كيف امتد ليكون - 00:11:24
شهرا او سنة كلا لقد علموا ان الله على كل شيء قدير. وايقنوا بذلك وترسخ في اذهانهم سوخا لا تزعزع معه ان الذي جعل اليوم اربعة وعشرين ساعة قادر على ان يجعله اسبوعا وشهرا - 00:11:44
سنة وقرنا ايضا. انما سألوا عن الامر الذي يهمهم في دينهم. حينما يدركه بعضهم فقال يا رسول الله اليوم الذي كسنة اتكفينا فيه صلاة يوم؟ يعني خمس صلوات في اليوم والليلة؟ ام نقدر له قدره - 00:12:04
قال اقدروا له قدره. الا فرضي الله عن تلك القلوب. ورضي الله عن تلك النفوس المؤمنة المسلمة. ورزقنا الله جميعا السير على طريقهم. ونفعني واياكم بما سمعنا. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم - 00:12:24
لسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه ان ربي رحيم ودود. الحمدلله والصلاة والسلام على عبده ورسوله ومصطفاه اما بعد. ففي كل فلكل واحد منا معشر الاخوة. ومعشر الاخوات السامعين والسامعات - 00:12:44
كل منا له ملف رصدت فيه حسناته وسيئاته منذ جرى عليه قلم التكليف ثمة اعمال وعينا وعلمنا ان الله عز وجل امر بها. وفي ذات الوقت ثمة امور محرمة علمنا ان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قد نهيا عنها. والسؤال - 00:13:04
هذه الاوامر التي ترددنا في قبولها. او تلك النواهي التي ما زلنا مصرين عليها. اين وكيف وبماذا نجيب ربنا عز وجل اذا قدمنا عليه فرادى؟ وليعد السؤال مرة اخرى ما جوابنا عن اصرارنا على ترك طاعة علمناها. او اصرارنا على فعل معصية علمنا ان الله - 00:13:34
ورسوله نهيا عنه. ان الحديث السابق كله ايها الاخوة لا يراد منه فقط مجردا امضاء وقت او اداء مهمة ووظيفة تتعلق بالمتحدث والسامع في خطبة الجمعة. بل شأن المؤمن اذا علم شيئا امر به او نهي عنه ان يستجيب. كما قال الله عن اهل الايمان جعلنا الله منهم - 00:14:04
انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا اطعنا واولئك هم المفلحون. ومن يطع واولئك هم المفلحون. ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله اولئك هم الفائزون. ومن وفق ايها الاخوة لتربية نفسه على هذا المبدأ فانه لا يزال - 00:14:34
شيئا فشيئا حتى يبلغ تلك المرتبة العظيمة. وهي مرتبة الصديقية. فان مرتبة الصديقية مرتبة منوطة بتحقيق هذا الاصل العظيم. اما من تردد وتلكأ وقال هذه معصية صغيرة الله عز وجل غفور رحيم. ثم بدأ يبحث لنفسه عن رخصة من رخص الفقهاء ليتأول بها فعله للمحرم - 00:15:04
فليست هذه حال الصديقين. اللهم يا حي يا قيوم ارزقنا الاستجابة التامة لامرك وامر رسولك يا رب العالمين وبلغنا مراتب الصديقين - 00:15:34